منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2379)

أرب جمـال 6 - 12 - 2009 09:04 PM

تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى
 
تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى

الأردن بلد ضارب جذوره في التاريخ، مرت عليه مدنيات وحضارات وممالك وكيانات عدة ومختلفة و كانت ساحاته مسرحا للتفاعل الحضاري البشري الإيجابي المستمر بدءا من أقدم فجر التاريخ المكتوب وصولا إلى الدولة الحديثة التي تمثل نموذجا ورمزا للحضارة والحرية والاستقلال والإنسانية.
لم يكن الأردن وليد صدفة أو حدث عابر ، ذلك لأنه كان ومنذ أقدم العصور مأهولا بالسكان بشكل متواصل. وتعاقبت عليه حضارات متعددة، وقد استقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه, ساعده على ذلك مناخه المتنوع وموقعه الذي يربط قارات العالم القديم فكان قناة للتجارة والمرور البشري بين شتى بقاع العالم.
ونظرا لهذا التواصل الحضاري ، فقد شهد الأردن توطن حضارات وقيام ممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب ، ومن أبرزها المملكة المؤابية في جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع ، ومملكة الأنباط العربية التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح ، وتشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية. وتظل المدن الأردنية بما تحمله من آثار ومواقع خير دليل على قدمها وضربها في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا لآباء البشرية . وبعد ذلك خضع الأردن للحكم الروماني الذي أغنى بحضارته المنطقة فكان الأردن جزءا لا يتجزأ من تلك الإمبراطورية القوية.
وفي فترة انتشار الحكم الإسلامي كان للأردن أهمية خاصة فهو بوابة الفتح للشام. وقد شهدت أرضه معارك مؤتة واليرموك . وروى الشهداء المسلمون الأوائل بدمائهم أرضه ، ولعب دورا هاما وأدى مساهمة حضارية كبيرة إبان ذلك العهد . وقد شهدت ساحاته العديد من الحوادث المفصلية والهامة ، فكان التحكيم بين أنصار علي بن أبى طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان قد جرى في مدينة اذرح في معان . أما الحميمة فمنها كانت انطلاقة الدعوة العباسية و استلام العباسيين الحكم بعد ذلك . وفي فترة الحكم الأموي والعباسي وما تلاهما كان للحكم الإسلامي موطئ قدم في الأردن . وأيام الحروب الصليبية ساهم الأردن بفعالية في نصرة المسلمين حيث كان يمثل منطقة وصل والتقاء بين مصر والشام . ويكفيه فخرا وجود أضرحة كوكبة من قادة المسلمين المشهورين وعلى رأسهم أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وضرار بن الازور في غور الأردن ، وجعفر بن أبي طالب وصحبه في ثرى مؤتة ، ناهيك عن قبور صحابة وقادة آخرين.
وحينما حكم العثمانيون المنطقة ابتداءً من عام 1516 م ، تنبهوا لأهمية الأردن ، فكان ممرا للقوافل ومنطقة ضرورية لتدعيم الحكم العثماني في الأجزاء الجنوبية من إمبراطوريتهم.
لقد ظل الدور الحضاري والوجود الأردني على الساحة مستمرا ومتواصلا عبر التاريخ وخير دليل على ذلك الآثار والقصور والقلاع والأوابد التي تشهد بغنى الأردن الثقافي ودوره لهام عبر العصور.
وفي بداية القرن العشرين ولما تنامى الشعور القومي العربي وتفجرت اليقظة العربية , كان الأردنيون روادا في ذلك شعبا وحكومات ورجالات . فقد شهدت ارض الأردن ثورات للتحرر أبرزها ثورة الكرك وثورة بني حميدة وثورة الطفيلة .وحينما انحرف الحكم العثماني عن الجادة الصحيحة، وظهرت الطورانية الداعية إلى عدم الاعتراف بالقومية العربية , تداعى أحرار العرب وسلموا القيادة إلى ملك العرب الشريف الحسين بن علي الذي فجر ثورة العرب الكبرى ضد الطغيان ,لإعادة الوجه الصحيح للإسلام وكان ذلك 10 حزيران 1916 ، وانضم أهل الأردن بكل ما يملكون لهذه الثورة ابتداء من جنوبه في العقبة مرورا بمعان وصولا إلى شماله. وقد سطر الأردنيون تحت القيادة الهاشمية أروع المعاني في التحرر وبذل الغالي والنفيس، فاستطاعوا تحرير أرضهم وارض الشام .
وفي 11 نيسان 1921 تأسست أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع وسميت مجلس النظار ، وقد كانت في حقيقة الأمر حكومة عربية أكثر منها أردنية لإيمان الأمير عبدالله العميق بالقومية العربية سبيلا للتحرر والاستقلال.
ولأن التحرر لا يكون إلا بالاستقلال الكامل ،فقد ناضل الأردن لنيلة و تحقق ذلك في 25 - 5- 1946، وأعلنت إمارة شرق الأردن مملكة وسميت المملكة الأردنية الهاشمية ونصب الأمير عبدالله ملكا عليها ،وصدر الدستور الأردني الذي جاءت مواده متقدمة في مجال الحقوق المختلفة كما نص على إقامة برلمان يتكون من مجلسين وجرت بعده انتخابات برلمانية.
واثر صدور قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وأخرى عربية , وبعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 ،دخل الأردن رغم إمكانياته المتواضعة الحرب إلى جانب الدول العربية ، واستطاع أن يحافظ على القدس وعلى جزء كبير من أراضى الضفة الغربية من الضياع ، وسطر جنود الجيش العربي أروع الملاحم للحفاظ على القدس , وسطر الأردن أنبل ما تكون نصرة الشقيق لشقيقة عبر استقباله لآلاف اللاجئين الفلسطينيين.
وحتى لا تبقى الضفة الغربية في فراغ سياسي يستغله الإسرائيليون ،وبناءا على رغبة جامحة من الشعب الفلسطيني ،أعلنت الوحدة الأردنية الفلسطينية بعد مؤتمر أريحا الذي جمع الزعماء الفلسطينيين والملك عبدالله وكان ذلك عام 1950 . وفي العام التالي امتدت يد الغدر وفي مؤامرة دنيئة إلى صانع انجح وحدة عربية الملك عبدالله الأول أثناء دخوله بوابة المسجد الأقصى لصلاة يوم الجمعة.
وفي عام 1951 خلف الأمير طلال والده في الحكم وأنجز مشروع الدستور المعدل ليصدر عام 1952 دستور الوحدة وهو الدستور الذي ينبع من القيم الإسلامية والمبادئ الديمقراطية المعمول بها في دول العالم المتحضرة ، وبناءا عليه توالى إجراء عقد الانتخابات في الضفتين وترسخت مبادئ الديمقراطية والوحدة.
ولان المرض لم يسعف الملك طلال ولم يمكنه من الاستمرار في الحكم نودي بجلالة الملك الحسين ملكا على الأردن ، وحينما أتم الثامنة عشر من عمره تولى سلطاته الدستورية في 11- آب - 1953 ليقود المسيرة الأردنية وليبني صرحا حضاريا قوامه الوحدة الوطنية ودولة القانون والمؤسسات المدنية الحديثة ويرسخ الانتماء للأمة العربية.
وفي هذه الفترة كانت تعصف بالمنطقة العربية أحداث جسام استطاع الأردن التكيف معها وتجاوزها بسلام . ففي عام 1956 وقف الأردن إلى جانب أشقائه في مصر لصد العدوان الثلاثي و أبدى استعداده للدفاع الميداني وبكافة السبل عن الشقيقة مصر . وفي نفس العام أصدر جلالة الملك الحسين قراره الشجاع بتعريب الجيش الأردني حيث تم الاستغناء عن خدمات قائد الجيش كلوب وتسليم القيادة إلى ضباط أردنيين ، وكان لهذا القرار صدى إيجابي في العالم العربي وأثر في مسيرتهم نحو التحرر والاستقلال.
وفي فترة الستينات ظل الأردن يمارس دوره الطبيعي في الدفاع عن الأشقاء الفلسطينيين , حتى جاء عام 1967 وحرب الأيام الستة التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري . ورغم تحذيرات الأردن للأشقاء العرب بعدم دخول الحرب نظرا لعدم الاستعداد الكافي لها ، إلا أنهم دخلوها وخسروا ما خسروه ، واحتضن الأردن مئات الآلاف من النازحين واواهم وعاملهم كمواطنين لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم.
ومنذ عام 1967 استمر الأردن بالكفاح المسلح ضد إسرائيل وهو الذي يقع على أطول خط مواجهة معها ، وفي 21 آذار عام 1968 وحينما عبرت القوات الإسرائيلية الحدود الأردنية لاحتلال المرتفعات الشرقية فيه تصدت لها القوات الأردنية ببسالة وردتها خائبة، وكانت معركة الكرامة.
ولان الأردن لا يضيع أية فرصة لنصرة أشقائه العرب فقد دخل حرب 1973 ، وتوجهت قواته إلى الأراضي السورية وكان لها دور مميز في حماية قطاعات الجيش السوري وتقديم الإسناد اللازم لها.
وفي مؤتمر قمة الرباط عام 1974 وافق الأردن على أن تصبح منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي عقد الثمانينات احتضن الأردن قمتين عربيتين هامتين الأولى عام 1980 ومنها انطلق العمل العربي الاقتصادي المشترك , والثانية عام 1987 وهي التي عملت على إعادة رص الصفوف العربية.
وعام 1988 وحتى يتمكن الأشقاء الفلسطينيون من التحرك بسهوله وحفاظا على قرارهم المستقل أعلن جلالة الملك الحسين قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية دون أن يمس ذلك الدور الأردني في الدفاع عنها ورعاية شؤونها وتلبية متطلبات أهلها .
وفي نهاية عقد الثمانينات واجه الأردن مشكلة اقتصادية صعبة استطاع من خلال الخطط الناجحة والبرامج الاقتصادية المتتالية أن يتجاوزها نحو اقتصاد حر رحب قادر على استقطاب الاستثمارات والأموال الخارجية ، وهو الاقتصاد الذي يسعى إلى التكامل مع اقتصاديات الأشقاء العرب والانفتاح على الاقتصاد العالمي .
وفي عام 1989 استؤنفت الحياة البرلمانية الأردنية حيث انتخب الأردنيون برلمانهم الذي أعاد إلى الحياة السياسية نشاطها من جديد. واقر هذا البرلمان العديد من القوانين التي تعزز النهج الديمقراطي. ولم تنقطع الحياة البرلمانية منذ ذلك الوقت حيث توالى إجراء الانتخابات النيابية بمشاركة كافة الأطياف والتيارات السياسية وفي جو ديمقراطي حقيقي يسمح بالتعددية السياسية وحرية التعبير والمشاركة السياسية ومخاطبة السلطات .
وانطلاقا من ثوابته ومبادئه فقد أعلن الأردن حين دخلت القوات العراقية إلى الكويت في 2/8/1990 رفضه لهذا الإجراء و دعا إلى انسحاب القوات العراقية وإيجاد حل سلمي عربي للازمة . وكان أن تأذى كثيرا من هذه الحرب فوفد إليه مئات الآلاف من الأردنيين والفلسطينيين المقيمين في الخليج الذين ساهموا في اعمار تلك البلاد تطبيقا للنهج الأردني الثابت في دعم الأشقاء وحمايتهم على الدوام ، وعاش الأردن مرحلة صعبة تخللها في بعض الأحايين سوء الفهم من قبل بعض الأشقاء العرب , لكنه أبى إلا أن يتجاوز الخلافات، وتحقق له ذلك بفعل التحركات المكثفة لقيادته الحكيمة.
ولإيمانه بان السلام الشامل والعادل هو طريق إعادة الحقوق العربية ، وبعد موافقة الدول العربية شارك الأردن بمؤتمر مدريد عام 1991، بعد أن وفر المظلة للوفد الفلسطيني. وبعد أن سار الأشقاء الفلسطينيون في دربهم الذي اختطوه وبعد أن وقعوا اتفاقية اوسلو مع الجانب الإسرائيلي عقد الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 وهي المعاهدة التي أعادت الحقوق الأردنية في الأرض والماء ووأدت أفكار الوطن البديل ورسمت الحدود النهائية الواضحة للدولة الأردنية مع إسرائيل.
وقد وظف الأردن تلك المعاهدة لخدمة الأشقاء الفلسطينيين والعرب في المطالبة بحقوقهم ووظفها في سبيل تحقيق السلام العادل ، ووفرت له منطلقا للدفاع عن القضايا العربية التي لم يأل جهدا للدفاع عنها ،ويشهد على ذلك حرصه المستمر على رفع الحصار عن الشعب العراقي والتأكيد على وحدة وسلامة أراضيه ورفض أي عدوان عليه .
وكان عام 1999 عام الحزن وعام الأمل عند الأردنيين ، ففي السابع من شباط من ذلك العام فقد الأردنيون باني دولتهم الحديثة أعظم الرجال وأشجع الفرسان جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال . وانتقلت الراية الهاشمية المعطاءة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ليواصل المسيرة الأردنية في تحقيق منعة الدولة واستقرارها و أمنها ونموها وتطورها ، وتحقيق التضامن العربي وإعادة الحقوق إلى أصحابها ورفض المساس بأي شقيق عربي ، وتجسد ذلك باحتضان الأردن لأول قمة عربية دورية عام2001.



يتبع..

أرب جمـال 6 - 12 - 2009 09:08 PM

صفحات من الثورة العربية الكبرى
لقد أدرك أعداء الإسلام أن تمزيق الأمة المسلمة لا يمكن أن يتم من خلال المواجهات العسكرية، وأن السبيل لذلك لا يكون إلا بالمكر والخديعة، كما أدركوا أن مصدر قوة المسلمين يكمن في إيمانهم بالله عز وجل ورابطة الولاء والبراء الجامعة بين أبناء المسلمين على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأوطانهم.
وانطلاقًا من مقولة القس الألماني «ذويمر» التي أطلقتها في مؤتمر التنصير العالمي الأول في القاهرة سنة 1324هـ «الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها» أخذ أعداء الإسلام يبحثون في أبناء المسلمين عن شخصيات وزعامات داخل الوطن الإسلامي، قادرة على توجيه مشاعر الجماهير المسلمة نحو رابطة أخرى تجمعهم غير رابطة الإسلام، وبعد بحث وتفتيش اهتدى أعداء الإسلام لرابطة «القومية» لتحل محل الرابطة الإسلامية، وجاء تسويق هذه الرابطة الجاهلية بأسلوب الفعل ورد الفعل.
أول ما ظهرت الأفكار القومية في بلاد الإسلام، كانت بظهور حركة الاتحاد والترقي في الدولة العثمانية وهي حركة ماسونية ظهرت مدعومة من الدول الأوروبية، تبنت فكرة القومية الطورانية أي التركية، وأخذ رجال الاتحاد والترقي يروجون لفكرة القومية التركية وتفوق الجنس التركي، وساعدتهم أوروبا والماسونية واليهودية العالمية للوصول لسدة الحكم بالدولة العثمانية، وذلك بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني، ولما أصبح رجال هذا الحزب في الحكم، أخذوا في استفزاز العرب وعزل زعمائهم الذين كان لهم نفوذ داخل الدولة مثل «عزب باشا العابد».
وعلى خط مواز لما يقوم به رجال الاتحاد والترقي من المناداة بالقومية التركية، أخذت أوروبا في تذكية فكرة القومية العربية التي نشأت أصلاً على يد نصارى الشام الذين تربوا في أحضان الإرساليات الإنجيلية والبروتستانية بلبنان وسوريا، فلما جهر الاتحاديون بقوميتهم نشأ عند العرب رد الفعل الذي خطط له الأعداء سلفًا، وظهرت القومية العربية بين أبناء المسلمين، وكان لفرنسا دور بارز في احتضان أصحاب هذا الفكر، والترويج لمبادئهم وأهدافهم وطلباتهم باسم الإصلاح.
بدأت فكرة القومية العربية في الرواج بين المثقفين، خاصة بعد فشل فكرة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثاني بسبب الضغوط الأوروبية، وأحس الاتحاديون بالخطر المحدق بالدولة العثمانية من جراء أصحاب الفكر القومي الذين أخذوا في الاتصال بالدول الأوروبية للضغط على الدولة العثمانية، فقابل الاتحاديون هذه التحركات من جانب العروبيين بالقمع والشدة ورفض تلبية أي متطلبات للعرب، مما أدى لانتشار الفكر القومي بين الناس.
بقي بعد تهيئة الأجواء لفكرة القومية التي ستقوم حتمًا لتمزيق العالم الإسلامي، البحث عن الزعامة العربية المناسبة لتقوم بدور الغصن الذي سيقطع الشجرة، وكان هذا الغصن هو الشريف «حسين بن علي الهاشمي» وكان رجلاً طموحًا ذكيًا وأيضًا يكره العثمانيين لما رآه من فساد وظلم وتدهور في الدولة العثمانية، ولقد وقعت عليه عين العدو الفاحصة منذ أن كان عضوًا في مجلس الأعيان العثماني ومقيمًا في «إستانبول»، لذلك بدأت الخطة بالضغط على السلطان عبد الحميد الثاني من أجل تعيين الشريف حسين أميرًا على «مكة»، فوافق عبد الحميد مكرهًا لما يعلمه من خطورة الشريف وطموحاته.
وما أن تولى الشريف حسين منصبه كأمير على «مكة»، حتى راحت إنجلترا تراسل الشريف حسين وتبذل له الوعود الخادعة والكاذبة، واشتهرت هذه المراسلات باسم «ماكماهون ـ الشريف» و«ماكماهون» هو المندوب السامي الإنجليزي بمصر، ونجح الإنجليز في خداع الشريف حسين وولديه فيصل وعبد الله من أجل الإعلان عن استقلال العرب عن العثمانيين بالثورة الشهيرة.
وتحين اللحظة المناسبة للتنفيذ عندما يكتشف «جمال باشا» قائد الجيش الرابع العثماني في الشام وجود مؤامرة بين بعض القوميين العرب والحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، فيقبض عليهم ويعدمهم، وقد ثار العرب لإعدامهم وأطلقوا عليهم اسم الشهداء، مع أنهم كانوا عملاء، فعندها أعلن الشريف حسين الثورة العربية الكبرى في 9 شعبان سنة 1335هـ ـ 10 يونية 1916م، والحرب على أشدها بين العثمانيين والحلفاء، وبتخطيط وتوجيه من الجاسوس اليهودي «لورانس» وقيادة «فيصل بن الحسين» خرجت الجيوش العربية من جزيرة العرب باتجاه بلاد الشام لقتال إخوانهم المسلمين الأتراك، وبمساعدة الإنجليز وبالسلاح الحديث تم إفناء وتشريد الجيوش العثمانية [الثالث والسابع والثامن] التي طالما حفظت العالم العربية والإسلامي من مخططات الأعداء. الثورة العربية الكبرى


·نشيد علم الثورة العربية
يا علمي - يا علمي
يا علم العرب أشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علم
لبنيهن الأباة كيف لا - نفديك كل خيط فيك
دمعة من جفنهن خفقة من صدورهن - قبلة من ثغرهن يا علم
يا علمي - يا علمي
يا علم العرب أشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علم
سراك المجد بنا وابن منا الوطن - وقد حلفنا للقنا حلفة ترضيك أننا نسقيك
من دماء الشهداء من جراح الكبرياء - عشت للمجد سماء يا علم
يا علمي - يا علمي
يا علم العرب اشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علم


http://www.mekshat.com/pix/upload/im...2_img_0049.jpg


علم الثورة العربية: أول علم عربي حديث (علم الدولة العربية الموحدة)
الثورة العربية الكبرى هي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا
أعتبرت الحركة خروج عن الدولة العثمانية و يراها البعض تحريراً للعرب من الأتراك العثمانيين و يراها أخرون تمرداً على خلافة إسلامية شرعية. أعلنت الثورة من قبل الحكومة البريطانية بعد أن وعدته بأن تعترف باستقلال آسيا العربية كاملة و يكون هو ملكاً على العرب في مراسلات حسين مكماهون.
تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الحركة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني لورنس، ومنعوا وصول الدعم التركي إلى الحجاز، و استولوا على مكة والمدينة والعقبة ومعان و دمشق وأخيرا حلب في عام 1919.
نلخص اسباب قيام الثورة العربية الكبرى ونتائجها كالتالي:
عوامل وأسباب قيام الثورة العربية الكبرى

عوامل مباشرة
1_دخول تركيا الحرب العالمية الأولى (1914) م إلى جانب دولِ الوسط مما جعل العرب يفكرون في مصير بلادهم امام الأخطار الإستعمارية وتخذوا قرارهم بالأنفصال والإستقلال.
2_السياسة التنافسية و الإرهابية التي سلكها جمال باشا السفاح في سوريا ومنها:
·مصادرة المحاصيل الزراعية.
·نفي العائلات العربية.
·فرض الإعانات للجيش بأسم التكاليف الحربية.
·إعدام عددٍ من أشهر زعماءِ الحركة العربية في دمشق وبيروت على أعواد المشانق.
2_ وصول قوةٍ عثمانية قوامها 3500 جندي تحت ستار التوجه إلى اليمن وفي الحقيقة كانت موجهةَ إلى الجزيرة العربية لتحل محل القوات العربية الموجودة فيها كما حصل في سوريا.
العوامل الغير مباشرة
1_الأوضاع الداخلية ومنها:
·فساد الإدارة.
·سوء الأحوال الاجتماعية و الاقتصادية والصحية.
·تدني مستوى التعليمي.
·ظهور حركات التحرر والاستقلال.
·رفض مطالب الجمعات و الأحزاب العربية.
·ظهور حركة القومية العربية.


النتائج

·سارعت في انهيار نظام الخلافة في تركيا و انتشار الحركة المؤيدة لحزب الاتحاد و الترقي العلماني.
·تخلص العرب من حكم الأتراك العلمانيين الذين قضوا على الخلافة فعليا.
·انتقل العرب من حكم الأتراك إلى سيطرة الأستعمار البريطاني و الفرنسي حيث تم تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو دون النظر إلى مصالح العرب.


أبو جمال 30 - 12 - 2009 04:57 PM

بارك الله فيكم على الموضوع المميز
اسعدني التواجد بين سطوركم
أبو جمال

انثى استثنائيه 25 - 5 - 2011 07:22 PM

سلمت الأيادي مع جزيل الشكر

B-happy 3 - 8 - 2011 09:54 PM

سلمت الايادي على الطرح وبارك الله بك

أميرة الظلام 14 - 9 - 2011 12:03 AM

مشكورة على هذه الصفحة وبارك الله بك

shreeata 14 - 9 - 2011 12:12 AM

مشكورة عزيزتي ارب
على هذه المعلومات القيمة
تحيات لك
دائما انت مبدعة
سلمت

Miss Jordan 9 - 12 - 2011 01:39 PM

يعطيڪَ العافيه..

موفق بإختيارڪَ..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..


الساعة الآن 08:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى