منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   قصص بأقلام الأعضاء (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=6)
-   -   ذاكرة مع عمي الطاهر وطار بقلم الشاعر الجزائري جلول رفيق (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=9497)

جلول رفيق 26 - 8 - 2010 04:14 PM

ذاكرة مع عمي الطاهر وطار بقلم الشاعر الجزائري جلول رفيق
 
ذاكرة مع عمي الطاهر وطار
--------------------------------------
كنت اسير بين جدران لا منتهية بين شوارع العاصمة هذا شارع ديدوش وهذا شارع عميروش وهذا شارع حسيبة كل شيئ امامي الا اني ضعت بين رفوف المكتبات بين دواوين شعر وروايات عالمية وعربية كل شيئ هنا يعلن عن حيرتي اين انا ؟ ومن أنا ؟ من اكون ؟ وماهي هويتي ؟ اسير واسير والسماء تدمع مطرا رأفة بي وحزنا علي, كل شيئ يدعو الى الحيرة والتساؤل , ما اقل المدن التي تحتضن مثقفيها في هذه البلاد , التفت في احدى الرفوف الرثة من هول الزمن , فلمحت اسما نقرأه في الجرائد اسم * طاهر وطار* أين هذا الأديب ؟ اين هو ؟ هو حي يرزق حقا , ولكن مختبا بين جدران العاصمة , والعاصمة طويلة عريضة , ضحكت على نفسي من كثرة تساؤلي وغباوتي , لمحت احدى الشوارع الضيقة فاتجهت اليه اسير ولا ادري أن هذا الشارع الضيق سيقودني الى قدري , فنظرت الى لافتتة سوداء مرسومة عليها * شارع أحمد رضا حوحو * ابتسمت حينها , وقلت هذا ما بقي من أدبائنا ومثقفينا أسماء منقوشة على لا فتات سوداء , اكملت طريقي لبضع خطوات , فرأيت * الجاحظية * اسم يدل على مؤسسة ثقافية , أو جمعية , جميل شعرت ببعض الفضول , انا في حقيقتي احب ان اسبق اليقين بالإحتمالات , قرأت اعلانا معلقا على الباب عن امسية شعرية ذلك اليوم , تبسمت اذ في آخر الإعلان ألمح توقيع رئيس الجمعية وختمه * الطاهر وطار* , دخلت التفت الى الرفوف الحديدية البيضاء , التي تحمل بين أحشاءها أعمال أدبية وثقافية من مجلة التبيين , روايات طاهر وطار , وأعمال أخرى , ابتسمت نحوي موظفة الإستقبال , سألتها : هل الأستاذ طاهر وطار هنا ؟ فأجابتني بالإيجاب , فسألتني : من أكون وماهي هويتي كمثقف؟ ابتسمت في وجهها قائلا : ضال بين جدران الأدب , ابتسمت وقالت : سأبلغ عمي الطاهر عن حضور ضال جديد , خفت للوهلة الأولى ألا يستقبلني , فرجعت مبتسمة تفضل هو في انتظارك , دخلت , السلا.. , فقاطع التحية تفضل لنرةى هذا الضال الجديد , * نحن في خدمة الضالين *.
هذه العبارة زادت توسعا في وجداني كلما تذكرتها , وتذكرت ابتسامة عمي الطاهر البريئة , فلما خاطبته بكلمة " أستاذ" ابتسم وقال هم "أساتذة" لست أنا , يكفي ان تنادني " بعمي الطاهر" , كم هو جميل اللفظ , عندما يكون تلقائيا من صاحبه , وخاصة ان كانت من رجل في مكانة عمي الطاهر , عمي الطاهر الذي عرفته في ذلك اليوم الممطر بوابل الأسئلة بيني وبين نفسي , وكلما كنت ازوره حين ازور العاصمة , كنت اقول للموظفة قولي لعمي الطاهر جاء ليزورك " جلول البسكري" , هذه الكناية التي كان يحب أن يلقيها علي بطيبته المخملية , عمي الطاهر الذي كان يستضيفني بكوب الشاي الذي كان ومازال يعده عمي السعيد حفظه الله , كان يطلبها منه بلطف " سعيد احضر كوبين من الشاي" , عمي الطاهر الذي كان يتناول كوب الشاي ويلتفت الي ليقول " أتعلم يا سي جلول ؟ تعرف أحبك و أحب كأس الشاي معا , لأني لما أراكما أتذكر منظر بسكرة القديم , منظرها البدوي القديم , أتذكر سوقها الشعبي , وحرارتها صيفا , كنت في صغري أزورها ويا ليتها بقت كما هي على طبيعتها .
وو لما قررت مديرية الثقافة لولاية وهران تنفيذ اقتراحي في دعوة " عمي الطاهر " في يوم الفنان في الثامن من حزيران 2008 , وتقرر أني من سيوصل الدعوة له , بحجة اني اتعامل مع العاصة , و الجاحظية , و" عمي الطاهر " , ابتسم وقال : " كيف لا اقبل دعوة اتت من طرف " سي جلول" " , فرحت بالعبارة كثيرا , الى أن اتى اليوم الذي التقينا فيه بهو قصر الثقافة في وهران , وابتسم قائلا لمديرها : " أنا أعرف هذا الشاب , الذي أحببته و أحببت نشاطه .", عمي الطاهر والذي كنت التقيه الى ذلك اليوم الأسود بالنسبة لي " حين قال لي انه سيسافر الى باريس للعلاج , وكان ذلك اول يوم يذهب فيه , حينها تذكرت والدي رحمة الله عليه لما كان متجها صوب الطائرة الة بروكسل , يا ترى هل هي الطائرة التي ستجعلني ارى عمي الطاهر للمرة الأخيرة؟ عمي الطاهر ذلك الرجل الحنون سيفارقنا , الا اني في احد الأيام فوجئت برقم خاص وأنا في العادة لا احبها , لا ادري شيئ ما بنفسي قال لي رد , فاذ أسمع صوتا غناءا " سي جلول كيف حالك ؟" عمي الطاهر انه هو نعم , فسألت عن حاله و طمئنني أنه بخير حيث قال : لقد بدأت في كتابي الجديد " "قصيد في التذلل" , فرحت بالبداية المطمئنة , وقلت وفقك الله فيه و شفاك وان شاء الله ترجع الى الوطن بصحة وعافية ...
كم هو جميل عندما نسلم عن العائد , والعود أحمد , يعود عمي الطاهر في اول زيارة و هو على فراش العلاج , يومها خبرني هاتفيا , أين أنت يا سي جلول , اذ اقول انا بالعاصمة , ذهبت اليه فرح كثيرا بزيارتي , كعادته تناول الشاي رفقتي , واذ به يقول اكتب يا رفيق , اكتب فالشباب يراع الأدب , شجعتني العبارة على الكتابة أكثر , والخوض في معركة القلم , شراييني المقطوعة , رجعت الى عهدها الأول والدم يسير , من جديد , الأرض لا توسعني ولا توسع خربشاتي , ولا توسع ابتسامة عمي الطاهر الطيبة , ولا تسع أقاويله المأثورة , عمي الطاهر الذي عاش في حبر من الخصومات , ليعلو قلم الحق , عمي الطاهر الذي عاش وعايش الأدب , والفكر, الى ان اتى اليوم الأخير الذي نلتقي فيه منذ ثلاثة أشهر , وبالظبط في شهر ماي , تناولنا الشاي , وهو يقول لا تدري لعلني لن اراك يا سي جلول اكتب , وخاصم وعش حياتك , ليعلو قلمك , فالكاتب الذي لا يخاصم ليس بكاتب , كانت هذه هي عبارته التي يحب ان يقولها , عمي الطاهر التقيتك , وتعلمت منك كيف اون كاتبا , مثقفا و كيف اكون متواضعا , لا ادري ان كانت هذه رحلتك الأخيرة , ام بداية رحلة الأدب نحو الحق والحقيقة ...
وداعا


الراحل عمي الطاهر رحمه الله

B-happy 26 - 8 - 2010 05:18 PM

جلول رفيق
كنت اكثر من اديبا وقاصا وراوي وماذا اقول لك
استمتعت جدا بهذا السرد عن عمي الطاهر وطار والذ هو اشهر من ان يُعرف
استمر في الكتابة وامتعنا يا جلول .
يا سي جلول اكتب , وخاصم وعش حياتك , ليعلو قلمك , فالكاتب الذي لا يخاصم ليس بكاتب


بانتظار جديدك يا جلول

محمد ماهر مرعي 26 - 8 - 2010 05:31 PM

من هنا عرفت سبب الرفض للأستاذ ...
سي جلول ...
ما مللت من القراءة...
أعدتها مرتين ...
من بين الأحرف أحببت العم الطاهر...
إنسيابية القص .. تجعلني أذوب كحب السكر بين الكلمات...
لكن لماذا لا يتبقى من مثقفونا.. سوى لافتات سوداء ... وبعض أسماء
تذيل الجرائد في أعياد ميلادهم وذكرى الوفاة..
وكأن البحث والابداع طول السنون يوارى تحت التراب مع الجثث!
ولحفظ ماء الوجه... تثبت لافتات سوداء في رؤوس بعد الميادين...
‏.
‏.
صديقي الغالي .. جلول البسكري ..
اسعدني تلبية الدعوه
وما أرق حرفك هاهنا ...
تثبت ل ٣ ايام ...
مودتي صديقي ...
محمد

سيدة الدفتر 27 - 8 - 2010 12:42 AM

جلول لا يسعني ان أعبر عن سعادتي بوجود راقي مثلك وأديب يشار له بالبنان كيف لا وأنت استحضرت لنا ذاكرة عمي الطاهر الرجل الرافض العظيم برأيه وأفكاره

خسرنا صرحا أدبيا ترك الكثير على الساحة الأدبية

إطلالتك بهية جلول أتمني أن تقدم أوراق اعتمادك للأبد هنا بيننا

مدائن تقدير لك

غيداء 27 - 8 - 2010 01:16 AM

افترقت قلوب و فقدنا اناس عزيزين على قلوبنا

لا يبقى الا ذكراهم بين عقولنا بعضهم قد يتقبل

و يظل عام 2010 هو عام النزف حيث رحل عدد كبير من المفكرين و الأدباء علي مستوى الوطن العربي


رحم الله مبدعنا الطاهر وطار و أدخله فسيح جناته



دوما لقلمك نغماته المميزه اخى جلول رفيق

تقديري




فسحة أمل 27 - 8 - 2010 01:39 AM

إذاً التقيته وحظيت بذلك الشرف وتلك الطيبة وتلك المتعة ورأيت عن قرب ذلك الوجه السمح... عمي الطاهر رحمه الله.. كان حلمي أن ألتقيه.. وقد دونتها في الأمنيات لذلك ضاعت لأن ألأمنيات ضعيفة.. كنت ومازلت ألملم من الجرائد كل حواراته وصوره.. واشتريت كتاباً حوارياً مع عدة كتاب جزائريين فقط لأنه كان فيه.. و المؤسف أني حين أعددت قائمة بكل أعماله لأقتنيها من المكتبات اكتشفت أنه غائب.. على عكس مولود فرعون وآسيا جبار وكاتب يس.. و احلام مستغانمي... وجدت جين راسين فيكتور هوجو إيميل زولا.. لا فونتين شكسبير وغيرهم كثر ولكن هو لا.. عدت مرات عدة بخيبة.. حتى المعارض لم تحمل اسمه على الأقل في مدينتي ولا مرة واحدة كان شعلة وسيبقى أكيد.. هنيئاً لك أخي جلول بتلك الساعات..
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه..

جلول رفيق 27 - 8 - 2010 01:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy (المشاركة 69323)
جلول رفيق

كنت اكثر من اديبا وقاصا وراوي وماذا اقول لك
استمتعت جدا بهذا السرد عن عمي الطاهر وطار والذ هو اشهر من ان يُعرف
استمر في الكتابة وامتعنا يا جلول .
يا سي جلول اكتب , وخاصم وعش حياتك , ليعلو قلمك , فالكاتب الذي لا يخاصم ليس بكاتب



بانتظار جديدك يا جلول

شكرا لك اخي انا لست سوى هاوي يهوى الأدب
لست قاصا او روائيا استمتعت جدا بتعليقك الجميل
تحيتي
اخوك في الله جلول رفيق

جلول رفيق 27 - 8 - 2010 01:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميتوعاشق الفن (المشاركة 69327)
من هنا عرفت سبب الرفض للأستاذ ...
سي جلول ...
ما مللت من القراءة...
أعدتها مرتين ...
من بين الأحرف أحببت العم الطاهر...
إنسيابية القص .. تجعلني أذوب كحب السكر بين الكلمات...
لكن لماذا لا يتبقى من مثقفونا.. سوى لافتات سوداء ... وبعض أسماء
تذيل الجرائد في أعياد ميلادهم وذكرى الوفاة..
وكأن البحث والابداع طول السنون يوارى تحت التراب مع الجثث!
ولحفظ ماء الوجه... تثبت لافتات سوداء في رؤوس بعد الميادين...
‏.
‏.
صديقي الغالي .. جلول البسكري ..
اسعدني تلبية الدعوه
وما أرق حرفك هاهنا ...
تثبت ل ٣ ايام ...
مودتي صديقي ...
محمد

صديقي واخي في الله محمد
اشكرك لأنك ارجعت بي حلاوة النشر
في هذا السفح الجميل
شمرا لك على كل شيئ
تحيتي

جلول رفيق 27 - 8 - 2010 01:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اناهيد (المشاركة 69421)
جلول لا يسعني ان أعبر عن سعادتي بوجود راقي مثلك وأديب يشار له بالبنان كيف لا وأنت استحضرت لنا ذاكرة عمي الطاهر الرجل الرافض العظيم برأيه وأفكاره


خسرنا صرحا أدبيا ترك الكثير على الساحة الأدبية

إطلالتك بهية جلول أتمني أن تقدم أوراق اعتمادك للأبد هنا بيننا


مدائن تقدير لك

الأخت الفاضلة اناهيد
اشكرك على قلمك الجميل عي الطاهر كان اديبا فحلا باخلاقه بقيمه بقلمه
بقلبه الطيب العطوف
اشكرك على وفائك
تحيتي
اخوك في الله
جلول رفيق

جلول رفيق 27 - 8 - 2010 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيداء (المشاركة 69428)
افترقت قلوب و فقدنا اناس عزيزين على قلوبنا



لا يبقى الا ذكراهم بين عقولنا بعضهم قد يتقبل


و يظل عام 2010 هو عام النزف حيث رحل عدد كبير من المفكرين و الأدباء علي مستوى الوطن العربي



رحم الله مبدعنا الطاهر وطار و أدخله فسيح جناته



دوما لقلمك نغماته المميزه اخى جلول رفيق

تقديري




الأخت الفاضلة غيداء
الموت قضاء وقدر
كل يوم نفقد فيه احبتنا
وكل عام نفقد ادباءنا
ومفكرينا
العرب
واللاعرب
اشكرك كثيرا يا صديقتي
على طلتك الجميلة
تحيتي


الساعة الآن 03:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى