منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   قبيلة الدينكا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=13199)

أرب جمـال 7 - 1 - 2011 12:23 PM

قبيلة الدينكا
 
قبيلة الدينكا

تعيش قبيلة الدنكا في جنوب افريقيا قريبا من منابع النيل , وهي من اكثر القبائل تديناً واذا ما شاهدوا ظاهره غريبة تحدث فأنهم يقومون بذبح شاة قرباناً لهذه الظاهرة الغريبه, فعندما نزلت اول طائره على ارضهم قامت هذه القبيله بذبح اكثر من خمسين من الثيران قربانا لها .

والغريب في هذه القبيله انه اذا نضجت ثمار المانجا وكان من بينها حبه كبيرة فأن الشخص الذي يراها يقوم بالدعاء والتسبيح على طريقته , ثم يأتي بشاة يدور بها عدة دورات حول شجره المانجا ويبقي على هذه الحال الي ان تبول الشاه على الشجره ثم يقوم بذبحها ويضع دمها على الثمره الكبيره ويوزع لحمها لمعارفة.
ويعتقدون ان لكل انسان شبحاً وهذا الشبح يخرج من جسم الأنسان عند الموت ويبدأ بالتجول في كل مكان وهو الذي حسب رأيهم يسبب الأحلام فأذا حلم انسان منهم بأن اباه جائع فأنه عندما يستيقظ يضع وعاء فيه دقيق وزيت امام البيت ليطعم الروح الشبح .
ويؤمنون ايضاً باللعنه واثرها والضرر واثره في انسان آخر بمجرد ان يشتهي له الضرر.
والحلف او القسم في هذه القبيله ان يعلق الرجل الحالف مطرقه حداده ويقسم قائلاً:اتحطم بهذه المطرقه اذا لم انفذ يميني.
ولكل طائفه من طوائف الدنكا حيوان تقدسه , وتحرم على نفسها صيده والغريب انها تعتبر نفسها منه واليه, اي تنحدر منه ومن سلالته.
الأصول والتقسيمات


http://www.marefa.org/images/thumb/6...inka_woman.jpg

إمرأة من الدنكا على وجهها شلوخ مميزة، تساعد الأطفال في التعرف على شخصياتهم، حسب تقاليد القبيلة


الدينكا هم أكبر المجموعة النيلية ، والمجموعة النيلية عموما جاءت من سفوح الهضبة الأثيوبية واستقروا في الجزء الجنوبي من منطقة البيبور الحالية وتحلقوا حول الأنهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم من قبائل عاشت قبلهم وقد قسم النيليون إلى قسمين:

نيليين ونيليين حاميين ، والدينكا نيليون وهم أكبر قبيلة بالسودان ، وقال البعض أنهم ثاني أكبر قبيلة بأفريقيا بعد الماساي في كينيا وهم يمثلون (11%) من مجموع سكان السودان و (50,4%) من سكان جنوب السودان، والدينكا ينقسمون إلى قسمين كبيرين هما: دينكا كوي ويحلف أحدهم قائلا (أوك كوي) ويعني أن حلف بجده الأكبر وهو قسم عندهم غليظ وعزيز يقتضي لابر والإيفاء ويفهم أن القاسم بذلك من دينكا كوي وسمي الجد كوي بالصقر القوي الأبيض ذي الرقبة المائلة للسواد ويسميه أعراب البقارة (بولي) وهو صقر كاسر وسريع الانقضاض على فريسته إذ بين أن تظهر صغار السمك على سطح الماء وتختفي يكون قد أخذ صيدته منها في قوة وسرعة فائقة مذهلة واصابة لا تخطئ الهدف بأية حلا ، هذا وينقسم دينكا كوي الي ثلاثة أقتسام كبيرة تربطها معا عادات وتقاليد وأقسامها هي دينكا ريك ومركزهم التونج ودينكا قوقريال وهم خليط من دينكا ريك ودينكا توج ودينكا ملوال وهم اكبر مجموعات الدينكا قاطبة وأهم مراكزهم أويل .
هنالك خرافات تصل إلى درجة التقديس عند عموم الدينكا بالسودان (والخرافة عندهم عنصر أولي لبناء العقل) تدل على خصوبته تقول خرافة الدينكا او معتقدهم ذلك (ان جد الدينكا جميعا يسمى دينج ديت) وتعني في لغتهم ربنا الكبير قالوا انه في زمن من الأزمان لابعيد القديمة السحيقة قد جاء مطر وقد سبقه غمام كثيف وبرق ورعد وظلام دامس ثم برق مضئ بدد الظلمات وجاء صوت وكلام مع انهمار الأمطار الغزيرة ونزلت بنت ممشوقة القوام فارهة جميلة ضامرة الحشاء نازلة مع ذرات المطر اسمها (ألوت) وألوت بلغة الدينكا تعني بنت المطر أو الغمام أو رزاز المطر وكانت حبلى بارزة بطنها ومع نزولها وسط المطر ولدت لتوها ولدا صغيرا جميلا بأسنان تامة فقالت (ألوت) للخلق من حولها: هذا الولد جاء معي من السماء واذا كنتم عايزين الولد الصغير يتكلم احضروا ثيران بيضاء واعملوا ولائم وذبائح وكرامة وبعد الذبائح والكرامات والأعياد ووسط جموع الناس سوف يتكلم الولدالصغير فعملوا بنصائحها وتجمعوا سريعا من فجاج الدينكا كلها وذبحوا الذبائح واقيمت الكرامات فجاء المطر منهمر غزيرا فقالت (ألوت) أن اسم الولد (دينج ديت ) وهو يحفظكم كلكم وان هذا الولد هو الصلة بيني وبينكم والله خالق الخلق أجمعين ثم نزل المطر غزيرا ومن خلال المطر والبرق والرعد طارت ألوت في السماء العليا تاركة (دينج ديت) مع جمهور الدينكا وتكلم دينج ديت حاثا أي شخص من الدينكا ومن يعش بينهم من أقوام آخرين لديه بقر ان يخصص منها بقرة ويحفظها بإسم دينج ديت وسط أبقاره وعندما يسمي الشخص ويخصص ابقار دينج ديت لا يحق له بيعها وانما يحسن تربيتها لتتكاثر عنده ويستفيد منها في الزواج وشرب اللبن واكل لحمها وكذلك يحفظون عدداً من الضأن والماعز باسم دينج ديت ، وفي مطلع كل سنة جديدة يزبح كل شخص وباسم دينج ديت ثورا كرامة وكذلك يذبح خروفا من ضأن دينج ديت السمينة كرامة وكذلك تذبح الكرامات من أبقار دينج ديت وماعزة السمان في مواسم الأمطار والحصاد وفي أول نضوج الذرة ولا بد أن تكون ذبائح دينج ديت من أفاضل خراف وثيران دينج ديت انتهت الخرافة أو الاعتقاد عند الدينكا وبالتالي فكل أفراد الدينكا وفي كل مكان لا بد من يسمون جزءا من أبقارهم واغناهم وضأنهم بإسم دينج ديت وكل أسرة تقريبا تسمى أحد أبنائها على الأقل باسم دينج تيمنا وتبركا باسم جد الدينكا وطغي عندهم حب الأبقار وتربيتها والذود عنها، وجد الدينكا قال لهم في وصاياه ان الزواج بالأبقار وكذلك الدية والتعويض عن اجزاء الجسم كلها بالأبقار ودينج ديت قال لجميع الدينكا لا تقربوا الزنا ولا تسرفوا ولا تقربوا زوجات غيركم ولا تغدروا بغيركم وإذا جاءكم غريب او طريد ديار فأنتم أولى بإيوائه والبربه وضمه للقبيلة ونجد الدينكا في كل مكان يحفظون ويراعون ويطبقون وصايا جدهم دينج ديت هذه يُحافظون عليها ويتواصون بها أبا عن جد وبالتالي صار مجتمع الدينكا كأنقى المجتمعات واطهرها إذا ما قيسوا بغيرهم من هكذا تواجد الدينكا بالسودان وتوالدوا وتكاثروا وفق معايير أخلاقية يندر أن توجد في قبيلة نشأت في البدء بعيداً بعيدا عن أديان السماء وهي أخلاقيا تقطعا لا توجد في كثير من قبائل جنوب كغيرهم الشديدة على شرف المرأة إلى الحد الذي تزهق فيه عشرات الأرواح بينهم أو مع آخرين لان شرف الفتاة مصونة من بناتهم قد خدش، ولذا تجد فتى الدينكا احرص على شرف الفتاة البكر اكثر من حرصها هي على نفسها ، فرغم الاختلاط التلقائي الذي تفرضه البيئة والحرية المطلقة بينهم وما كان ساندا من عادة التعري لوقت قريب إلا انه لم تُسجل وعلى طول تاريخهم حادثة اغتصاب لفتاة واحدة بينهم ورغم انهم بتلك الكثافة السكانية لا يزنون نساء غيرهم بل ويعافون المرأة التي وطئها غيرهم من الرجال والزمن قد يغير كل شئ فالدين الخالص لله وحده الحجاب والرجاء ، كما أن الدينكا لا يقرون بينهم الاسترقاق فعندما كانوا يحاربون في الماضي القبائل الأخرى ويأتون برجالها أسرى لديهم منذ وصولهم لديار الدينكا أحرارا بل واخوة لهم يتساوون معهم في كل شئون الحياة ويملكون المال ويزجونهم من بناته ويعتبرونهم كالإخوان والأشقاء تماما.
الحرب مع الشمال وحالة اللاجئين


http://www.marefa.org/images/thumb/3...Dinkafinal.jpg



رجل من الدنكا



منذ فترة طويلة والمنطقة الحدودية الغنية بالنفط أبيي نقطة نزاع قائمة بين شمال وجنوب السودان، وما زالت كذلك حتى اليوم. وقد حاول اتفاق السلام الشامل الذي أُبرم عام 2005 أن يضع حداً لحرب أهلية دامت أكثر من 20 عاماً بين الحكومة المركزية والحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان، وحاول أن يفرض آلية لحل مشكلة أبيي المتكرر ظهورها على الساحة. إلا أن هذه المساعي نجحت نجاحاً محدوداً، ويعود هذا جزئياً إلى التأخير في التنفيذ.

وحسب اتفاق السلام الشامل فإن أبيي إحدى ثلاث "مناطق انتقالية" (بالإضافة إلى جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق) اتفق الطرفان على تأجيل حل النزاع حول حدودها وكذلك التسوية السياسية للمنطقة. وبموجب بروتوكول لاتفاق السلام الشامل، وهو "بروتوكول أبيي"، فقد اتفقت الأطراف على تشكيل لجنة حدود أبيي، المُشكلة من ممثلين من حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان وخبراء دوليين، على أن تتولى اللجنة ترسيم الحدود الجغرافية لأبيي. ثم كان من المقرر أن تعين رئاسة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، المُشكلة من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بعد توقيع اتفاق السلام الشامل، إدارة محلية مؤقتة لأبيي لتحكم المنطقة حتى عام 2011.
وعلى النقيض من المنطقتين الانتقاليتين الآخريين، فإن مواطني آبيي مُنحوا الحق في تقرير إما البقاء ضمن شمال السودان أو جنوب السودان بموجب استفتاء محلي يتم في 2011. ومن المقرر أن يتم عقد هذا الاستفتاء بشكل مستقل بعيداً عن الاستفتاء الوطني الذي سيقرر بموجبه سكان جنوب السودان إما أن يصبحوا دولة مستقلة أو يبقون جزءاً من السودان.
وينص البروتوكول على أن أثناء الفترة حتى عقد الاستفتاء في 2011، يتم مشاركة صافي أرباح النفط المتولدة عن أبيي بين حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان، مع تخصيص نسب ضئيلة للسكان المحليين. إلا أن حكومة الوحدة الوطنية الحاكمة فسرت البروتوكول على أنه يعني أن هذا التوزيع لا يبدأ إلا لدى الاتفاق على حدود أبيي، وهو ما لم يحدث بعد. وقد عرضت لجنة حدود أبيي ما خلصت إليه من نتائج على الرئاسة في 14 يوليو 2007، لكن حزب المؤتمر الوطني تكرر رفضه للنتائج. ويقول حزب المؤتمر الوطني إنه بما أنه لم يتم بعد ترسيم الحدود، فهو ليس ملزماً بتعيين إدارة محلية أو المشاركة في أرباح النفط المتولدة عن منطقة أبيي. والأمر خطير، فالحدود التي اقترحتها اللجنة تشمل ثلاثة حقول نفط كبرى، هي هجليج ودفرا وبامبو، التي بلغت أرباحها في الفترة من 2005 إلى 2007 زهاء 1.8 مليار دولار.
ومع تزايد التوتر بسبب عدم تنفيذ اتفاق السلام الشامل بشكل عام، وخاصة بروتوكول أبيي، بلغ توتر الوضع الذروة في 10 أكتوبر 2007 حين انسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان من حكومة الوحدة الوطنية. وفيما اتفقت الحركة الشعبية لتحرير السودان على العودة للانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية في ديسمبر 2007، فإن الوضع في أبيي لم يتم حله بعد. [2].
وتفاقمت التوترات السياسية على المستوى الوطني مع تزايد الخلافات الإثنية والنزاع على الموارد. ولدى جماعة دنكا نگوك، وتعتبر ضمن جماعة الدنكا الإثنية، قرى وأراضٍ زراعية ومراعٍ للماشية في سائر أنحاء المنطقة. كما تقوم جماعات الدنكا الأخرى من المناطق الواقعة جنوباً بالزراعة والرعي في المنطقة. والدنكا هي أكبر جماعة إثنية في جنوب السودان وأكثرها انتشاراً جغرافياً وترى أن منطقة أبيي تخصها.
وفي الوقت نفسه، فإن جماعة الميسرية من البدو العرب وهي متحالفة في أغلب الأحوال مع حكومة الشمال تطالب بدورها بحقوق في الأرض، إذ تمر هذه الجماعة سنوياً أثناء موسم الجفاف بالمنطقة للرعي على ضفاف نهر كير (بحر العرب) وروافده في جنوب السودان. وقد استقر بعض بدو الميسرية في المنطقة المحيطة بأبيي ويعيش العديد من تجار الميسرية في بلدة أبيي. وقد أدى هذا الاتفاق أحياناً إلى وقوع مصادمات بين الميسرية والدنكا، لكن هذه الخلافات يتم تسويتها محلياً، ودون تصعيد خطير في العموم.
وقد لعبت التفاعلات على المستوى الوطني دوراً في تصعيد الخلافات المحلية أثناء سنوات الحرب. إلا أنه منذ اكتشاف النفط في المنطقة ومنذ توقيع اتفاق السلام الشامل، اتخذت هذه التوترات بُعداً جديداً. وقد أمدت ترتيبات إجراء استفتاء في المستقبل كلاً من حزب المؤتمر الوطني وحكومة جنوب السودان الوقت والحافز للتأثير على تعداد السكان والتركيبة الإثنية في أبيي، في محاولة كل جانب لضم أرباح النفط الهائلة المتولدة عن أبيي إليه، سواء الشمال أو الجنوب.
وقد اتهم زعماء الدنكا نجوك حكومة الشمال باستخدام عرب الميسرية كميليشيات لإخراج الدنكا وتوطين أبيي بالموالين لحزب المؤتمر الوطني، فيما أوضح أخرون أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تشجع سكان الدنكا على العودة إلى أبيي من الخرطوم وكينيا، وهو ما يفسرونه على أنه محاولة من قبل الحركة لتعزيز الدعم للجنوب في البلدة. وقال العاملون بمنظمات مجتمع مدني كانوا يعملون في أبيي في ذلك الحين لـ هيومن رايتس ووتش إن زهاء 6000 من العائدين من الدنكا قد وصلوا إلى أبيي في أبريل/نيسان وحده.
تصعيد التوترات


في الفترة بين يناير ومايو 2008 قام كل من القوات المسلحة السودانية التابعة لحكومة الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان بنشر قوات إضافية في أبيي.

وينص اتفاق السلام الشامل على أن أبيي يجب أن تؤمنها وحدة موحدة مشتركة مُشكلة من عدد عناصر مساوي من قوات الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان، على أن تتعاون في إطار قوة موحدة ولها ولاية مشتركة وزي رسمي موحد ومبادئ عمل مشتركة. وقامت القوتان بنشر الوحدة التي أصبح قوامها 300 جندي من كل من الطرفين في أبيي في يناير/كانون الثاني 2006، واتهم كل من الطرفين الطرف الآخر بعدم سحب قواته من المنطقة.
واشتكى الجيش الشعبي لتحرير السودان على الأخص من أن حزب المؤتمر الوطني لم يقم بسحب فرقة تخص القوات المسلحة السودانية (فرقة 31) وأنها ما زالت متمركزة في البلدة. وبدلاً من هذا ففي أواسط أبريل/نيسان 2008، وصلت قوة قوامها 220 عنصراً من قوات الجيش السوداني ثقيلة التسليح إلى أبيي لتعزيز القوة الموجودة بالفعل. [10] وأنكر الجيش الشعبي لتحرير السودان مزاعم قادة القوات المسلحة السودانية العكسية بأن الجيش الشعبي يعزز قواته في أبيي، لكن شهود العيان قالوا لهيومن رايتس ووتش إن الجيش الشعبي لتحرير السودان يعزز بدوره قواته على الحدود الواقعة إلى الجنوب.
ومع تواجد كل هذه القوات، نشبت مناوشات متكررة في منطقة أبيي وحولها. وفي إحدى هذه الحوادث، ووقعت في 7 فبراير ، اندلع القتال بين الجنود من الفرقة 31 والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن تصادمت عرباتهم على الطريق الواصل ديباب بأبيي، وقُتل في الحادث والقتال الذي تلاه سبعة اشخاص، منهم غال دينغ أليك، مسؤول الجيش الشعبي لتحرير السودان في بين نهوم. وفيما خلصت تحقيقات بعثة الأمم المتحدة في السودان إلى أن الحادث نشب جراء حادث سير على الطريق، فإن الدنكا نجوك يعزون الحادث، كما أوضحوا لـ هيومن رايتس ووتش، إلى "كمين" نصبته الفرقة 31 مما يكشف عن درجة عدم الثقة بين الجانبين. [12] وقال سكان أبيي لـ هيومن رايتس ووتش إن الحادث قد فاقم من آثاره التوترات القائمة بين الدنكا والمجتمعات المحلية العربية.
وفيما يعتبر تشكيل الفرقة 31 التابعة للجيش السوداني في أغلبها من الجماعات الإثنية بشمال السودان، بما فيها الميسرية، فهي تضم أيضاً زهاء 200 عنصر من الجنوب كانوا فيما سبق ضمن حركة وحدة جنوب السودان. وحركة وحدة جنوب السودان هي بالأساس ميليشيا متحالفة مع الخرطوم، وتم إدخالها ضمن صفوف القوات المسلحة السودانية بعد بدء تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وقال سكان أبيي لـ هيومن رايتس ووتش إن ما بين عامي 2005 و2008، اشتكت سلطات الحركة الشعبية لتحرير السودان في أبيي للقوات المسلحة السودانية والعاملين بالأمم المتحدة من أن جنود حركة وحدة جنوب السودان يسيئون إلى المدنيين في أبيي والقرى المجاورة لها، بما في ذلك مزاعم باغتصاب امرأتين من الدنكا في توداج شمالي بلدة أبيي، فيما بين فبراير وأبريل 2008.
وبالإضافة إلى تعزيز القوات في منطقة تويك جنوبي أبيي، قام الجيش الشعبي لتحرير السودان أيضاً بنشر 80 عنصراً من القوات الإضافية في أبيي نفسها في مارس/آذار 2008 بصفتهم "حراس شخصيين" لممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان المُعين حديثاً، إدوارد لينو. ورأى حزب المؤتمر الوطني في تعيين لينو القائد السابق بالجيش الشعبي لتحرير السودان والرئيس السابق لجهاز المخابرات بالجيش استفزاز في حد ذاته، واتهم الحركة بإجراء تعيين استباقي سابق على أوانه ضمن إدارة أبيي، وهو الأمر الذي اتفقت الأطراف بموجب اتفاق السلام الشامل على منح امتيازه للرئاسة السودانية.
وعلى المستوى المحلي، وجهت أيضاً القوات المسلحة السودانية الاتهام إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان بوضع نقاط تفتيش غير مصرح بها في النواحي الشمالية من أبيي. وإحدى نقاط التفتيش هذه تم وضعها في دوكرا، وهي منطقة تقع على مسافة 10 كيلومترات شمالي بلدة أبيي، وكانت قد شهدت مناوشة أدت إلى اندلاع قتال موسع في مايو. وقال أيضاً شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن الجيش الشعبي لتحرير السودان احتجز تعسفاً زعيماً بارزاً بالميسرية وممثل عن حزب المؤتمر الوطني في أبريل 2008. وطبقاً لبيان لبعثة الأمم المتحدة في السودان، تم احتجاز كل منهما لأربعة أيام دون طعام قبل إخلاء سبيلهما إثر تهديد من زعماء الميسرية بشن هجوك على الجيش الشعبي لتحرير السودان.
اندلاع القتال


طبقاً للشهود، فعشية يوم 13 مايو 2008 اندلع القتال بين جنود حركة وحدة جنوب السودان، ضمن الفرقة 31 التابعة للقوات المسلحة السودانية، من جانب، وشرطة جنوب السودان التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان، وهذا لدى نقطة تفتيش دوكرا. وقُتل عنصر من القوات المسلحة السودانية وشرطي من الجيش الشعبي لتحرير السودان أثناء القتال، وتم نقل جندي آخر من القوات المسلحة السودانية (من حركة وحدة جنوب السودان) إلى المستشفى في بلدة أبيي. وأثار هذا الحادث التوترات في أبيي حتى بلغت نقطة الغليان. وفي الصباح التالي قامت جماعة مسلحة بأسلحة ثقيلة من حركة وحدة جنوب السودان/القوات المسلحة السودانية في ثلاث شاحنات بالذهاب إلى دوكرا حيث تجددت المصادمات مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، ثم مضوا إلى المستشفى ليكتشفوا وفاة الرجل المصاب ليلاً. [3].

وقال مسؤول طبي لـ هيومن رايتس ووتش:
دخل الكثير من الجنود إلى المستشفى معهم الأسلحة فقام العاملون الطبيون بالفرار. ورفض الجنود ترك أسلحتهم بالخارج، وكانوا يحملون مدافع رشاشة طراز. وطبقاً للسكان الذين فروا من القتال، ففي حوالي الساعة 11:30 صباحاً بدأت القوات المسلحة السودانية تطلق النيران عشوائياً على ما يبدو حول المستشفى ومنطقة السوق. ورد جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتبادلوا إطلاق النار بشكل مكثف على مدار الساعات القليلة التالية، واستخدموا ضمن الأسلحة قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وهذا حول المستشفى والسوق والمناطق السكنية. وسرعان ما انشقت الوحدة الموحدة المشتركة إلى عناصر بولاء للشمال وآخرين للجنوب، فدخل منهم التابعون للقوات المسلحة السودانية تحت لواء الفرقة 31، وقاموا بقتال العناصر التابعين للجيش الشعبي لتحرير السودان.
وحين اندلع القتال تمكن أغلب المدنيين من الفرار من البلدة. إلا أن بعض من اضطروا للبقاء أو العودة قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إنه في الأيام التالية قام جنود القوات المسلحة السودانية وميليشيا الميسرية القادمون من الشمال بعمليات نهب موسعة ودمروا منازل المدنيين ومبانيهم. وبحلول 17 مايو/أيار كان نصف مباني البلدة تقريباً قد احترق بالكامل. وفي ساعات الصباح الأولى من 20 مايو/أيار، شن الجيش الشعبي لتحرير السودان هجوماً جديداً مع ما وردت إليه من تعزيزات، لكن تم دفعه للخلف مجدداً، في ظل خسائر كبيرة في الأرواح على الجانبين.

صائد الأفكار 7 - 1 - 2011 01:17 PM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

B-happy 7 - 1 - 2011 02:58 PM

مشكورة ارب على الموضوع وهذه المعلومات والتي بها من الخرافات والاساطير لهذه القبائل

أزهار 7 - 1 - 2011 06:03 PM

الموضوع يلقي الضوء على اسباب التوتر و المشاحنات في جنوب السودان و التي ادت الى حرب طويلة الامد لم تنتهي بمحادثات السلام الوهمية, للاسف سوف تؤدي عنجهية الشمال و الحزب الوطني الى تفتيت السودان و تقسيمه, احداث تاريخية ترسم مصير المنطقة في الالفية الجديدة.

موضوع قيم جدا اشكرك عليه عزيزتي ارب

سلام يعم السودان

هارب من البيت 7 - 1 - 2011 06:22 PM

سبحانك يارب والله الرجال تقول عارض ازياء!
مشكورة ارب على موضوعك
وسلام على السودان مثلما قالت اختي ازهار

shreeata 7 - 1 - 2011 07:44 PM

موضوع جميل ومعلومات
رائعة
تحيات لك
سلمت عزيزتي
دمت بخير

صائد الأفكار 9 - 1 - 2011 11:41 PM

مشكورة على الافاده عن هذه القبيلة
يعطيكي العافية

~ مذهله ~ 13 - 1 - 2011 07:39 PM

مشكورة ارب على موضوعك
تحياتي وودي لك


الساعة الآن 11:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى