منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   موسوعه للمساجد في العالم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1874)

أرب جمـال 25 - 11 - 2009 07:59 PM

مسجد العابدين - قرطاج

http://productnews.link.net/general/...rthage_340.jpg

"جامع العابدين" بقرطاج مفخرة جديدة من مفاخر العهد الجديد الذي أراد له سيادة الرئيس زين العابدين بن علي أن يكون عهد الإلتحام بيْن الدّين والدولة، وتكريس القيم الزكية التي يحضّ عليها الإسلام الحنيف، ورعاية شعائره وشؤونه والقائمين عليها .
ويضاف هذا المعلم المتميّز الذي حظي بمتابعة سيادته المباشرة لمختلف أطوار تشييده إلى المنجزات والمكاسب الحضارية الرّائدة المتكاملة التي تشهدها بلادنا منذ فجر السابع من نوفمبر .وقد أقيم على ربوة جميلة من ربى قرطاج التي مضى على تأسيسها أكثر من ثمانية وعشرين قرنا، ولم تشهد، منذ الفتح الإسلامي، بناء مسجد جامع يكون في مستوى تاريخها، وصيتها العالمي.
وتتجاوز مساحة هذه الربوة ثلاثين ألف متر مربّـع.
وقد أذن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بأن يكون "جامع العابدين" رمزا شاهدا على طرافة المعمار العربي الإسلامي بتونس، وعلى أصالته المتميّزة التي تجلّيها كلّ مكوّنات المعلم المتكوّن من بيت للصلاة تقدّر مساحته بـ: 1200 م2 ومن صحن مربـّع الشكل يمسح 1500م2 وفضاءات مختلفة الوظائف تتجاوز مساحتها 3000 م2 مع مستودع للسيارات.
ويتميّز هذا المعلم الشامخ الرّائع الذي جاء دلالة بليغة على حسن الجمع بين الأصالة والإبداع بطابعه الأنيق في النقش والزخرفة، وبجمال الأعمدة، والأقواس، والأبواب.
كما يتميّز بشكل القبتين المغلّفتين بحجر "الكذّال" وبهندسة الصّومعة المربّعة التي تجسّد روح الوفاء للتقاليد المالكية في إقامة بيوت الله، والتي يبلغ ارتفاعها 55 م.
ولقد كانت الخبرات التونسية هي المعتمدة وحدها في مختلف مراحل إنجاز هذا المعلم التي استغرقت ثلاث سنوات، إذ أعطى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إشارة الانطـلاق في تشييده يوم 16 نوفمبر 2000، وأشرف على موكب فتحه للمصلّين ليلة 17 رمضان 1424 هـ الموافق للحادي عشر من نوفمبر 2003.
وقد صلّى سيادته وحرمه السيدة الفاضلة ليلى بن علي في هذا الموكب الديني البهيج ركعتين تحيّة للمسجد، ثم أدّيا وسائر الحاضرين صلاة العصر.
وتحرص وزارة الشّؤون الدينية على اتخاذ كلّ ما يلزم من الإجراءات التنظيمية لضمان حسن سير النشاط الديني في هذا الجامع الذي غدا، منذ موكب فتحه، وجهة المصلّين والزّائرين الذين يجدون فيه مـناخ الخُشوع والسّكينة الرّوحية، ويدعون لمؤسّسه وراعيـه سيـادة الرئيس زين العابدين بن علي، حامي حمى الوطن والدّين بالمزيد من التوفيق والتسديد والتمكين.
المصدر: موقع الزيتونة


المُنـى 25 - 11 - 2009 08:00 PM

مسجد الفولى - المنيا

http://productnews.link.net/general/...lFouly_340.jpg

مسجد الفولى بالمنيا 1365 هجرية = 1946م. يمجد أهالى المنيا قاطبة ذكرى الشيخ الفولى لصلاحه وورعه، ولا أدل على ذلك من انتساب مدينتهم لاسمه، فقد سميت من قبل - منية الفولى- فلا عجب أن يكثر رواده وزائروه حتى يضيق مسجده بمن يؤمه من المصلين الذين يفدون إليه من شتى النواحى.
فكرت وزارة الأوقاف فى تجديد مسجد الفولى وتوسيعه، وأعدت لذلك مشروعا بدئ فى تنفيذه فى سنة 1364 هجرية = 1945م وتم فى سنة 1365 هجرية = 1946م، وبلغت تكاليفه 42000 جنيه. ويقع المسجد فى مكان ممتاز على شاطئ النيل وتجاوره حديقة عامة كبيرة. وهو بوضعه الجديد يحاذى النيل ويتجه من الشمال إلى الجنوب بشكل مستطيل بأبعاد 61 فى 18 مترا.
ويبلغ ارتفاع جدرانه من الخارج 12 مترا ومن الداخل 9.20متر، ومنارته بالهلال ارتفاعها 38 مترا، كما ترتفع أرضه عن الشوارع المحيطة به 1.50 متر.
وحوائط المسجد جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعى، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضيه من الموزايكو، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية، ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة، وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزايكو.
والأبواب الرئيسة للمسجد والضريح صنعت من الخشب على الطراز العربى بحشوات بسيطة من وجه ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر، والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى، وبالضريح شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، أما المنبر وكرسى السورة فمصنوعان من خشب نقى معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية.
وتبدأ المنارة من سطح الأرض مربعة الشكل إلى دورة المؤذن، ثم تتشكل بمربع آخر بارتفاع ينتهى بمظلة خشبية مغطاة بالقرميد الأحمر، ثم بشطف ينتهى إلى أعمدة حاملة للخوذة المركب بوسطها الهلال.
والمدخل الرئيس عبارة عن بهو مستطيل تتكون وجهته من ثلاثة عقود محمولة على عمودين وتنتهى بمظلة مغطاة بالقرميد الأحمر، ويقع باب المسجد أمام منتصف العقد الأوسط، أما العقدان الجانبيان فيتوسطهما شباكان من الخرط الصهريجى، ولهذا المدخل درج من الموزايكو عرضه بكامل فتحات العقود.
والمسجد من الداخل مربع الشكل بوسطه أربعة أكتاف مشعبة بينها أربعة عقود يرتكز كل منها على زوجين من الأعمدة لكل منها قاعدة وتاج على الطراز العربى، ويربط هذه الأكتاف بحوائط المسجد كمرات تنتهى بكوابيل على شكل مروحة.
ويبرز عن الضلع الشرقى القبلى للمسجد إيوان خاص بالقبلة على جانبيه بابان يؤديان إلى مكان الوضوء ودورة المياه، وبالحائط المواجه للقبلة ثلاث أبواب الأوسط منها يفتح إلى صحن مكشوف على جانبيه رواقان عقودهما محمولة على أعمدة، وفى نهاية الصحن من الجهة الأخرى يقع ضريح الشيخ الفولى.


أرب جمـال 25 - 11 - 2009 08:00 PM

مسجد محمد على - القاهرة

http://productnews.link.net/general/...Mosque_340.jpg

مسجد محمد على الكبير بالقلعة 1246-1265 هجرية = 1830-1848م. ظلت القلعة منذ أنشأها صلاح الدين الأيوبى مقرا للحكم فى الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفى عهد الولاة العثمانيين ثم فى عهد الأسرة العلوية، واستمرت كذلك إلى عصر المغفور له الخديو إسماعيل حيث اتخذ قصر عابدين العامر مقرا للملك.
وقد أخذ المغفور له محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية ومؤسس مصر الحديثة، بعد أن قام بإصلاح أسوار القلعة، وفى إنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، وتوج منشآته هذه بإنشاء مسجده العظيم الذى يشرف على مدينة القاهرة بقبابه ومآذنه رمز للعزة والسؤدد.
وقد شرع فى إنشائه سنة 1246 هجرية = 1830م على أطلال أبنية قديمة مخلفة من مبانى المماليك وتمت عمارته فى سنة 1265 هجرية = 1848م، وفى عهد المغفور له عباس باشا الأول تمت نقوشه وزخارفه. وقد بنى هذا المسجد على نسق المساجد العثمانية المشيدة فى إستانبول، وتخطيطه مربع الشكل طول ضلعه 41 مترا، تغطيه فى الوسط قبة كبيرة قطرها 21 مترا وارتفاعها 52 مترا محمولة على أربعة عقود كبيرة مرتكزة على أربعة أكتاف ضخمة، وحول هذه القبة أربعة أنصاف قباب، فى كل جهة نصف قبة، وتغطى أركان المسجد أربع قباب صغيرة، ذلك عدا نصف قبة أخرى تغطى بروز القبلة الناتىء من الجنب الشرقى للمسجد.
ويكسو جدرانه من الداخل والأكتاف الأربعة بارتفاع 11.30 متر كسوة من المرمر تعلوها نقوش ملونة، ويحلى القباب وأنصاف القبة زخارف بارزة منقوشة ومذهبة. وفى الجهة الغربية من المسجد تقوم دكة المبلغ وهى محولة على أعمدة وعقود من المرمر، واتخذ درابزينها ودرابزينات ممرات القباب من البرنز المشغول.
وفى الركن الغربى القبلى منه يقع قبر المغفور له محمد على الكبير تعلوه تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات جميلة، ويحيط به مقصورة من البرنز المشغول بشكل بديع، أمر بعملها المغفور له عباس باشا الأول.

والمنبر الأصلى للمسجد هو المنبر الكبير المصنوع من الخشب المحلى بزخارف مذهبة، أما المنبر المرمرى الصغير الواقع إلى يسار المحراب، فقد أمر بعمله حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق فى سنة 1358 هجرية = 1939م.
ويضاء المسجد بالثريات البلورية الجميلة تحيط بها مشكاوات زجاجية نسقت بأشكال بديعة. ويقوم على طرفى الجنب الغربى للمسجد منارتان رشيقتان أسطوانيتا الشكل بنيتا أيضا على طراز المآذن التركية، وارتفاع كل منهما 82 مترا من الأرض.
وللمسجد ثلاثة أبواب أحدها فى منتصف الجنب البحرى، والثانى فى مقابله فى منتصف الجنب القبلى، والثالث فى منتصف الجنب الغربى، ويؤدى إلى صحن متسع مساحته 53 فى 53 مترا يغلف جدرانه كسوة من المرمر، ويحيط به أربعة أروقة عقودها وأعمدتها من المرمر أيضا، وبوسطه مكان الوضوء وهو عبارة عن قبة محمولة على ثمانية أعمدة لها رفرف محلى بزخارف بارزة مذهبة، كما أن باطن القبة محلى بنقوش ملونة ومذهبة تمثل مناظر طبيعية، والقبة مكسوة كقباب المسجد بألواح من الرصاص وبأسفلها صهريج المياه وهو مثمن تغطيه قبة صنعت جميعها من المرمر المدقوق بزخارف بارزة.
ويقوم أعلى منتصف الرواق الغربى للصحن برج من النحاس المزخرف بداخله ساعة دقاقة أهداها ملك فرنسا لويس فليب إلى المغفور له محمد على سنة 1845م. وللصحن بابان أحدهما فى الجنب البحرى منه، والثانى يقابله فى الجنب القبلى.
ويكسو الجزء الأسفل من وجهاته مرمر بارتفاع يقرب من ارتفاع الكسوة الداخلية، ويقوم أمام وجهتيه البحرية والقبلية رواقان اتخذت عقودهما وأعمدتها من المرمر أيضا.
وفى أواخر القرن الماضى - التاسع عشر- ظهرت بالمسجد بوادر خلل فى مبانيه عولجت فى سنة 1899م بتقوية الأكتاف الأربعة وبإحاطة أرجل العقود بأحزمة من الحديد، إلا أن هذا العلاج لم يكن حاسما حيث ابتدأت تظهر منذ ذلك الحين مقدمات خلل أخرى من شروخ وانفصالات فى أجزاء متفرقة من المسجد كانت من الخطورة بحيث أمر المغفور له الملك فؤاد الأول فى سنة 1931م بإعداد مشروع شامل لإصلاح المسجد إصلاحا كاملا، فأعد المشروع على أساس هدم جميع القباب وإعادة بنائها، ثم نقشها وتذهيبها، وقد تم القسم الأول من المشروع، وهو الهدم وإعادة البناء فى عهد المغفور له الملك فؤاد، وتم القسم الثانى الذى تضمن أعمال النقش والتذهيب والرخام فى عهد جلالة الملك فاروق، وبلغت نفقات الإصلاح جميعها مائة ألف جنية.
وتفضل جلالة الملك فاروق الأول بافتتاح المسجد بعد إتمام إصلاحه فى سنة 1358 هجرية = 1939م. ولا يزال المسجد منذ ذلك التاريخ موضع العناية والرعاية من جلالة الفاروق، فقد أمر حفظه الله بعمل المنبر الرخامى القائم إلى جوار المحراب، حتى يواجه الخطيب جميع المصلين، ثم أمر بسد شبابيك دخلة القبلة بالألبستر، مما زاد فى بهاء هذه الدخلة، كما أمر بتزيين طاقية المحراب بلفظ الجلالة - الله - فى الوسط تحيط بها خطوط بارزة وبأسفلها آية من القرآن الكريم ذهبت جميعها. ويعتبر هذا المسجد علما من أبرز أعلام القاهرة، إذ يستطيع كل وافد إليها أن يراه فى أول ما يرى منها عند دخوله إليها من أية جهة من جهاتها.


أرب جمـال 25 - 11 - 2009 08:01 PM

مسجد مقديشو - الصومال

http://productnews.link.net/general/...Somalia_34.jpg

مقديشو هي عاصمة الصومال الواقعة على الساحل الغربي للمحيط الهندي؛ تلك المدينة التي تجذب الأنظار، وتعانق المحيط الذي يحيطها من ثلاث جهات أقيمت على هذا المكان المتميز في وقت قديم يختلف المؤرخون حوله منذ ثلاثة قرون قبل الميلاد إلى وقت متزامن مع فجر الإسلام.
وكانت مقديشو على مر العصور مركزا تجاريا مهما، وملتقى لطرق الملاحة البحرية كموقع وسط بين شبه القارة الهندية وأوربا من جهة (قبل شق قناة السويس)، والجزيرة العربية والساحل الإفريقي من جهة أخرى.
وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين حول المكان الأول الذي وضع فيه الحجر الأساس للمدينة القديمة؛ فإن معظم الروايات تلتقي بأن المدينة أسست تقريبا في القرن الثاني أو الثالث للميلاد، ولكنها اكتسبت أهمية كبيرة في فجر الإسلام لاعتناق أهلها الدين الإسلامي مبكرا، وهاجر إليها العرب والفرس بصورة مكثفة ابتداء من القرن الأول للهجرة.
وتقول بعض الروايات: إن مقديشو كانت عبارة في البداية عن ستة أحياء أو قرى ينفصل بعضها عن بعض، ويسكن في كل حي أو قرية منها مجموعة من القبائل يحكمها شيخ يتولى أمرها، وباتساع المدينة فيما بعد حدث ترابط بين السكان بحكم الامتداد العمراني؛ فتكون اتحاد يشبه الفيدرالية يحكمها مجلس من أعيان القبائل للنظر في أمور المدينة التي تحولت فيما بعد إلى ما يشبه السلطنة، وكان ذلك في القرن الرابع للميلاد.
تسمية مقديشو
وكما اختلف المؤرخون حول تحديد تاريخ إنشاء مقديشو اختلفوا أيضا في أصل تسميتها؛ فقيل: إن المدينة عرفت في أول الأمر باسم حَمَر بالإضافة إلى أسماء أخرى مماثلة مثل [حمر جب جب] (أي حَمَر المدمرة)، [وحمر عَدِي] (أي البيضاء)، ومن المحتمل أن يكون كل اسم من هذه الأسماء قد أطلق على المدينة القديمة لفترات مختلفة من الزمن كصفة للمدينة بناء على تطورها العمراني والسياسي عبر الزمن.
ويرجح بعض المؤرخين أن اسم حَمَر أقدم من التسميات الأخرى، لكنهم اختلفوا حول تفسيره؛ لأن الاسم أصبح اسما شعبيا دخل في الشعر والأمثال، ولا يزال الصوماليون يستخدمونه حتى الآن، ومعناها بالعربية [الحمراء]، وقد عرف هذا الاسم في العصور الوسطى، وذهب مؤرخون آخرون إلى أن أصل كلمة [حَمَر] مشتق من كلمة حِمْيَر، وهي اسم لدولة قديمة حكمت اليمن قبل الإسلام، وكانت تسيطر على تجارة سواحل إفريقيا الشرقية، ومنها مقديشو، ثم تناولته عوامل التحريف حتى استقر على شكله الحالي [حَمَر].
أما تسمية مقديشو فقد قيل إنها محرفة عن كلمة [مقعد شاه] (أي كرسي الملك)، إشارة إلى المكان المفضل الذي اتخذه الحاكم الفارسي مقرا له عندما حكم الفارسيون المدينة في أوائل القرن السادس الهجري، ثم أصبح ينطقها الصوماليون بـ مَقْدِيشُو (بضم الميم أو فتحها، وسكون القاف، وكسر الدال المهملة، وضم الشين المشبعة، وسكون الواو)، وبناء على هذا فكلمة مقديشو تتكون من مقطعين: أحدهما عربي (مقعد) والثاني فارسي (شاه).
وقد لا تعني هذه التسمية ارتباط إنشاء المدينة بالفرس؛ لأن بعض الكلمات الفارسية كانت شائعة في الجزيرة العربية وعلى ساحل الصومال منذ وقت قديم، ولم يظهر اسم مقديشو في التاريخ القديم للمدينة نفسها إلا في المراجع التي تعود إلى القرن السابع الهجري.
والحقيقة التي يشير إليها معظم المؤرخين هي أن الإسلام عرف طريقه إلى مقديشو وهي لم تشتهر بعد، ولم يكن لها هذا الظهور التاريخي إلا بعد أن اعتنق أهلها الدين الإسلامي الذي أعطى للسكان وللأرض أهمية كبرى؛ حيث أطلق اسم مقديشو على ساحل شرق إفريقيا كله التي تشمل زنجبار والصومال وجيبوتي.
وأصبحت المدينة منذ دخول الإسلام إليها في القرن الأول للهجرة من أعظم الحصون التي دافعت عن الوجود الإسلامي في إفريقيا، ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الفضل في نشر الإسلام في مناطق كثيرة من شرق ووسط وجنوب إفريقيا يرجع إلى السكان الأصليين لمقديشو التي كانت تمتلئ بعلماء ورجال دين قادوا حركة نشر الإسلام في هذه المنطقة؛ حتى أصبح الدين الغالب في منطقة شرق إفريقيا.
تأسيس مقديشو
وقد اختلف المؤرخون حول تحديد تاريخ تأسيس مدينة مقديشو، وذهب عدد من المؤرخين الأوربيين إلى أن تأسيس المدينة كان في القرن السابع أو الثامن الميلادي، إلا أن كثيرا من الروايات الأخرى تشير إلى خلاف ذلك.
وقد ورد في كتاب [تاريخ مدينة باتا] (في ساحل شرق إفريقيا) الذي كتب باللغة السواحلية أن أول من أنشأ مدن ساحل إفريقيا الشرقية هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وكان ذلك عام 77هـ عندما سمع عن أخبار هذه المنطقة الممتازة، وكان يأمل في تأسيس مملكة جديدة فيها، فأرسل إلى هذه المنطقة رجالا سوريين، وهم الذين بنوا مدن [باتا] و[ماليندي] و[زنجبار] و[ممباسا] و[لامو] و[كِلْوَى]، كما أنه بدأ في إنشاء مدينة [مقديشو]، ومعنى اسمها [مدينة المنتهي].
وذكر المؤرخ الإيطالي [يدوا] أنه كانت توجد مدينة قوية مكان مدينة مقديشو الحالية إلى عصر ما قبل الإسلام، ويبدو أن المدينة الحالية قد أنشئت في عام 290هـ، وورد في كتاب [المن والسلوى في تاريخ كلوى] أنها أسست قبل تأسيس مدينة كَلْوَى بحوالي 70 سنة على يد رجال من أزد عمان الذين هاجروا إلى هذه المنطقة في أيام حكم عبد الملك بن مروان بسبب صراع بين القبائل هناك.
وكان هؤلاء المهاجرون بقيادة سليمان وسعيد الجُلْنَديين اللذين فرا إلى هذا الساحل عقب القضاء على ثورة علي زين العابدين في عهد هشام بن عبد الملك.
وقد اندمج هؤلاء المهاجرون في السكان الأصليين، وبنى أحفادهم مدينة [مقديشو] ومدينة كلوى، وأنشئت مدن متعددة حول مقديشو ولكنها كانت تفوقهم جميعا؛ إذ تركزت فيها معظم الحركة التجارية في شرق إفريقيا، وكانت لها السيادة السياسية على المدن التي تجاورها.
وتوضح الوثائق المحفوظة في المتحف الوطني في مقديشو والمحفوظات المتوارثة التي عند بعض العائلات وكذلك الآثار التي وجدت في المقابر والأماكن الأثرية.. أن مقديشو كانت مدينة كبيرة قبل فجر الإسلام. وقد عثر في إحدى المناطق القديمة في المدينة على شاهد من الحجر، كتب عليه أن صاحبة القبر المسماة [فاطمة بنت محمد عبد الصمد بنت ياقوت] توفيت سنة 111هـ، ومن الواضح أن فاطمة هذه قد عاشت في المدينة فترة من الزمن قبل هذا التاريخ.
وقد تم العثور أيضا على وثيقة تذكر نسب رجل يسمى [إسماعيل بن عمر بن محمد] ورد فيها أن هذا الرجل من بني عفان، وأنه نزل في مقديشو؛ أي هاجر إليها عام 149هـ.
وقد اشتهرت مقديشو بعد أن عرفت الإسلام، وتتابعت الهجرات العربية والفارسية إليها، ووصل هؤلاء المهاجرون على دفعات؛ لأن المدينة كانت ذات موقع تجاري مهم، وأقام المهاجرون فيها، وتاجروا مع أهلها، وتزوجوا منهم، واندمجوا في سكان البلاد. وبذلك أصبحت المدينة القديمة مركز إشعاع إسلاميا للمنطقة كلها وفي أدغال إفريقيا بشكل خاص.
ابن بطوطة يزور مقديشو
وقد وصف الرحالة العربي المسلم ابن بطوطة الذي زار مقديشو عام 1331م نظم الحكم والمجتمع والعادات والتقاليد لسكان المدينة، واحتفاءهم بالفقهاء والزوار وأهل العلم؛ حيث قال في رحلته المعروفة "تحفة النظار": "وصلنا إلى مقديشو وهي مدينة متناهية في الكبر"، ويواصل حديثه عن الاستقبال والحاوة التي لقيها: "إنه لما صعد الشبان المركب الذي كنت فيه جاء إليَّ بعضهم، فقال له أصحابي: هذا ليس بتاجر وإنما هو فقيه؛ فصاح بأصحابه، وقال لهم: نزيل القاضي! وقالو لي: إن العادة هي أن الفقيه أو الشريف أو الرجل الصالح لا ينزل حتى يرى السلطان، فذهبت معه إليه كما طلبوا..."، ثم يسرد ابن بطوطة ما حدث في حديث مطول عن كرم الضيافة الذي كانوا فيه عند أهالي مقديشو لمدة ثلاثة أيام.
ويقول ابن بطوطة: لما كان اليوم الرابع جاءني الأقاضي والطلبة وأحد وزراء الشيخ (السلطان) وأتوني بكسوة، وكسوتهم فوطة خِزّ يشدها الإنسان في وسطه وذراعه من المقطع المصري مغلقة وفرجية مبطنة وعمامة مصرية، كما أتوا لأصحابي بكساء، ثم أتينا الجامع، فسلمت على السلطان، ثم قال باللسان العربي: قدمت خير مقدم، وشرفت بلادنا، وآنستنا".
المآذن والمساجد في مقديشو
تشتهر مقديشو منذ إنشائها بمآذنها ومساجدها الضخمة التي يعبر البناء المعماري لها عن ذوق رفيع لسكان مقديشو؛ حيث استدعى الإقبال على التعاليم الإسلامية توفير مزيد من المراكز الإسلامية والزوايا، وعلى وجه الخصوص أيام توافد المشيخات الدينية في سواحل البنادر (السواحل الصومالية)؛ حيث كان الطلاب يقصدون مقديشو من أماكن متعددة من شرق إفريقيا لتلقي العلوم العقلية والنقلية على يد العلماء الجهابذة؛ ولذلك أصبح السلاطين الذين حكموا مقديشو يتسابقون في تشييد المساجد والزوايا والرُّبُط ومراكز العلم، وكانت حلق التفسير والحديث والتفسير والأدب والفقه بالإضافة إلى العلوم الروحية والصوفية سمة بارزة لمقديشو وسكانها، وكان السلاطين يحضرون هذه الحلقات بأنفسهم، فيجلسون أمام الشيوخ جنبا إلى جنب مع الطلبة.
وبناء على هذا ارتبطت كثرة المساجد بكثرة المعرفة والثقافة الإسلامية. ومن أهم المساجد الأثرية التي شيدت في مقديشو في مراحل مختلفة:
1- مسجد حمروين: يعتقد أنه من أقدم المساجد التي بنيت في المدينة القديمة، وتشير الكتابة المحفورة في لوحة بمدخل مئذنته إلى "بسم الله الرحمن الرحيم، بنيت أعمدة هذا المسجد في هذا المكان أول محرم سنة 630هـ، ولينج بالصلوات لله التي تقام في هذا المسجد على الباني وذريته وكل المحسنين وعمل كل ذلك ابن محمد بن عبد العزيز".
وقد بني هذا المسجد على طراز رفيع من المعمار الهندسي الإسلامي، وتزدان أعمدته الـ81 بنقوش من الآيات القرآنية وزخارف متنوعة.
2- مسجد عبد العزيز: وتاريخ بنائه غير معروف، لكن هناك رواية أسطورية شائعة على ألسنة الناس تفيد أنه تم بناؤه في القرن الثاني للهجرة، وتقول الرواية: إنه عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي معاذ بن جبل إلى اليمن تعطلت به سفينته في خليج عدن، وأجبرتها الرياح على تغيير مسارها نحو المحيط الهندي؛ حيث رست في مقديشو، وأقام فيها لفترة.
وبعد تغير مجرى الرياح واصل سفره إلى بلاد اليمن. وتقول الرواية التاريخية: إن هذا المسجد بني في المكان الذي أقام فيه معاذ بن جبل ومرافقوه في تلك الفترة.
3- مسجد فخر الدين: ويمتاز هذا المسجد عن غيره بأنه مبني من الرخام الأبيض والنقوش والزخارف الكثيرة على جدرانه. وتفيد اللوحة الرخامية المثبتة على محرابه بأنه بني آخر شعبان سنة 667هـ على يد صاحبه الحاج محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي.
4- مسجد أربع ركن: يرجع بناؤه أيضا إلى منتصف القرن السابع الهجري، وقد بناه خسرو بن الشيرازي، وتقول بعض الوثائق: إنه كانت هناك كتابات فارسية منقوشة على هذا المسجد قبل حكم السلطان العماني "سيد برغش" لمقديشو.
5- مسجد الأحناف: بناه الشيرازيون الذين حكموا مقديشو في القرن السابع الهجري، وقد قام الإيطاليون أثناء احتلالهم لمقديشو بهدم هذا المسجد، وبنوا مكانه مطعما سموه "بار سافويا".
الدول والسلطنات التي حكمت مقديشو
تتابع على حكم مقديشو عدد كبير من الدول والسلطنات، أسس بعضها المهاجرون العرب والفارسيون، والبعض الآخر كان تابعا للخلافة الإسلامية، كما كان بعض هذه الدول تابعا لسلطنات قبلية صومالية إضافة إلى الاحتلال البرتغالي والإيطالي. وأهم هذه الدول والسلطنات:
1- دولة حِمْيَر: في عهد أسعد بن كرب أحد ملوك الدولة الحِمَيرية في اليمن في القرن الرابع الميلادي. وقد حكمت هذه الدولة إلى جانب مقديشو مدن الساحل الشرقي لإفريقيا مثل "مركة" و"بروة" و"ممباسا".
2- الدولة الأموية: في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.
3- دولة حلوان: في أوائل القرن السادس الهجري، وحكمها حاكم من حكام حلوان من طرف محمد شاه المنسوب إلى ولاية حلوان في العراق.
4- دولة زوزان: في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري بعد دولة حلوان.
5- الدولة الشيرازية: في القرن السابع الهجري، وكانوا مشتهرين ببناء المسجد الضخمة في المدينة التي تحمل الطابع الفارسي في العمارة.
6- دولة فخر الدين: أسسها السلطان أبو بكر فخر الدين في القرن الثالث عشر الميلادي بعد أن نجح في حل الزاعات القبلية في المدينة، على أن يكون الحكم متوارثا في ذريته. وقد تعاقب سلاطين هذه الأسرة على حكم مقديشو حتى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي. وقد قام الرحالة العربي ابن بطوطة بزيارة مقديشو عام 1331م في عهد سلطان من هذه الأسرة هو السلطان أبو بكر شيخ عمر، كما ذكره ابن بطوطة في رحلته.
7- البرتغاليون: وقد حكموا مقديشو لفترة قصيرة أخضعوها لحكمهم عندما ظهروا في مياه المحيط الهندي كغزاة جدد، ومر الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما بمقديشو عام 1499م عائدا من الهند، ورسا الأسطول الذي كان يرافقه في ميناء المدينة مطالبا باستسلامها، لكنه لقي مقاومة عنيفة من السكان أجبرت البرتغاليين على العودة، لكنهم عادوا لغزو مقديشو والسيطرة عليها عام 1502م بجيش ضخم بقيادة "ترستانو دي كنها".
8- دولة المظفر: في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
9- دولة ياقوب: وهي سلطنة صومالية من قبيلة "أبجال"، أشهر سلاطينها السلطان حاج عمر هلوله الياقوبي، وقد حكمت مقديشو لفترة طويلة في القرن الثامن عشر الميلادي.
10- الدولة العمانية: في عهد السلطان برغش العماني سلطان زنجبار الذي بسط نفوذه على ساحل إفريقيا الشرقية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أصبحت مقديشو فعلا عام 1871م تابعة سياسيا للسلطان العماني في "زنجبار".
11- إيطاليا: التي احتلت المدينة عام 1892 بعد عقد أبرمته الحكومة الإيطالية مع السلطان العماني، تنازل بموجبه عن سواحل الصومال لصالح إيطاليا مقابل 140 ألف روبية سنويا.
وفي بداية الخمسينيات أصبحت مقديشو تتمتع بإدارة محلية صومالية بعد وضع الصومال تحت الوصاية الدولية في الفترة ما بين 1950-1960؛ حيث أصبحت عاصمة الصومال منذ الاستقلال في يونيو عام 1960.


جمال جرار 25 - 2 - 2010 05:09 PM





الساعة الآن 12:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى