منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   أشهر النساء في التاريخ .. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12945)

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:24 PM

أشهر النساء في التاريخ ..
 
مريم المجدلية

********************
سطرت مريم المجدلية اسمها بأحرف من نور في سجل التاريخ البشري.فبعد أن كانت في الدرك الأسفل من دنيا البشر تعيث فساداً وانحلالاً في مجتمع يعج بهذا النوع من الفساد الاخلاقي..انتقلت إلى الضفة الأخرى من هذا المجتمع فأصبحت رمزاً للإيمان والنقاء والصفاء..فمن هي مريم المجدلية هذه؟؟؟


هي امرأة تمتعت في زمن السيد المسيح عليه السلام بمزايا الجمال الباهر الذي أخذ فتن العقول وجعلها قبلة الكثير ممن يطلبون المتعة.


اختلف الكتاب في سبب تسميتها بالمجدلية..هل جاء من كونها من بلدة مجدل أم لانها كانت تجدل شعرها دائماً؟؟


المهم أن هذه المرأة كانت على قدر كبير من الجمال وقد قضت الشطر الأول من حياتها تغوص في الخطيئة والإثم حتى أذنيها وكانت تحترف البغاء والدعارة..وقد جمعت من عملها هذا أموالاً كثيرةجعلها من أغنياء القوم.


ورغم أنها كانت متعددة العلاقات مع شباب المدينة وأثريائها إلا أن قلبها كان ملكاً لواحد فقط كانت تحبه حباً ملأ جوانب حياتها إنه الشاب الثري الجميل توما..


ولكن توما قد اختفى فجأة ولم تعد تراه في أي مكان كانت تعتاد أن تراه فيه وقد أزعجها ا كثيراً اختفاؤه.فقد كانت مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً فأخذت تتحرى عنه وتتبع أخباره وعلمت أنه قد تبع السيد المسيح عليه السلام وانه يلازمه في جلساته وتنقلاته...


لذ فقد قررت أن تذهب إليهم لترى بنفسها من هو ذاك الرجل الذي استطاع أن ينتزع حبيبها توما من أحضانها لتعيده إليها من جديد.


ولما وصلت إلى المكان الذي يجتمع فيه السيد المسيح عليه السلام مع أتباعه وحواريه تفرست فيهم باحثة عن ذاك الرجل الذي استطاع أن يغير نفوس هؤلاء الشباب..فلفت نظرها وجه مشرق بجمال طاهر وهدوء ووقار ولم تعهده في غيره من الشباب..وسمعت منه كلاماً ساحراً أخذ بمجامح قلبها,,فقد تحول ذلك الشاب الماجن الذي لايعبأ إلا بملذاته ومتعته إلى الشاب متزن وقور متواضع انتقل من حالة الكفر إلى حالة الإيمان فأصبح تقياً نقياً طاهراً بعد أن كان فاسقاً ماجناً..


وأدركت مريم المجدلية انها أمام شخصية غير عادية وأن الامور لم تعد كما عرفتها من قبل.


عادت مريم المجدلية إلى منزلها والحيرة والقلق يلفان تفكيرها وراحت تقلب الأمور على وجوهها المتعددة. نعم إنها أمام حياة جديدة بكل أبعادها ونظرت إلى حياتها الماضية فوجدتها مستنقعاً من الرذيلة والعبث والفساد...


ورأت أن استمرارها فيه سيقودها إلى الهلاك والدمار وستسقط في هاوية لا قرارلها..


إن التوبة والعودة إلى حظيرة الإيمان هما المنفذ الوحيد لها ولن يتم ذلك إلا على يد العابد المؤمن الذي ترى فيه مخلصاً لها من ذل الكفر وعبودية الإلحاد والخلاص من خطاياها كلها..لن تتم إلا على يديه وعندما وصلت إلى القرار وانطلقت عائدة إليه وجلست بين يديه تبكي بكاءً حاراً معلنة توبتها الصادقة..


وأدرك السيد المسيح أن هذه المرأة صادقة في توبتها ففرح بها وأخبرها بأن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وعمل بالتقوى والصلاح.


فرحت مريم المجدلية بتوبتها فرحاً شديداً وانضمت إلى جماعة المؤمنين الذين يجاهدون في الدعوة إلى الله والسير في طريق الحق والخير


وكرست أموالها لتمويل الدعوة ولمساعدة الفقراء والمحتاجين...


وهكذا قضت مريم المجدلية بقية حياتها تتبع المسيح أينما ذهب وتصوم وتتعبد في إخلاص وصدق.وكانت مثالاً للمرأة التي تتعافى في إيمانها وطهرها وصفاتها بعد حياة سابقة لها كانت على النقيض من ذلك (وتذكرنا قصة مريم المجدلية بقصة رابعة العدوية بكل تفاصيلها)


وقد ذكرت مريم المجدلية في أناجيل الرسل لوقا ويوحنا ومتي فكانت عندهم صورة العابدة الزاهدة والتلميذة المخلصة للسيد المسيح.


*******************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:24 PM

تيودورا
إمبراطورية روما


********************

إن أسوأ مايصاب به الإنسان هو أن يخضع في تاريخه ليد تشوه هذا التاريخ بل تنقله من نقيض إلى نقيض.


وهذا ماحصل مع هذه الشخصية النسائية التي امتدت إلى تاريخها يد حاقد حاولت أن تشوهه بدافع الغيرة من وصول امراة سورية من عامة الشعب بل وكما يصفها(عاهرة) إلى عرش الامبراطورية البيزنطية


زوجة لأشهر أباطرتها ألا وهو(جوستنيان) انها تيودرا أو كما تلفظ باللاتينية(ثيودرا) وتعني(الطوّافة أو الجواّلة) وفي قرائتنا لتاريخ هذه المرأة نجد أنفسنا أمام موقفين مختلفين.


* موقف يتزعمه بروكوبيوس ويراها امرأة(عاهرة أو مومسا) تبيع الهوى في شوارع القسطنطينية هي وأختها بعد وفاة أبيها مدرباً في سيرك الدببة..وإنها نشأت في جو حلبة العاب الوحوش,ثم صارت ممثلة ومومساً تثير مشاعر أهل القسطنطينية وتدخل البهجة إلى قلوبهم بتمثيل المسرحيات الصامتة الخليعة.. ونجحت أكثر من مرة في إجهاض نفسها,ولكنها ولدت ابناً غير شرعي وصارت عشيقة لرجل سوري يدعى هيكيبولوس ثم هجرها...فاختفت عن الاعين فترة من الزمن في الاسكندرية عادت بعدها إلى الظهور في القسطنطينية فقيرة لكنها عفيفة شريفة...تكسب قوتها بغزل الصوف.ثم أحبها جوستنيان فاتخذها عشيقة له,ثم تزوج بها وجعلها ملكة.


ويضيف بروكوبيوس أن القساوسة لم يظهروا غضبهم لهذا الاجرام الشنيع..واتهمها بروكوبيوس بأكثر من ذلك فادعى انها تحب المال والسلطان حباً كثيراً..


وتدبر المؤامرات لتصل بها إلى أغراضها التي لاتتفق مع جوستنيان, وكانت نؤوما تكثر من الطعام والشراب وتحب الترف والحلي والمظاهر, وتقضي عدداً من أشهر السنة في قصورها القائمة على شاطئ البحر ويصفها بأنها كانت بالغة القسوة على أعدائها تلقي بعضهم في الجب وتقتل بعضهم وكان الذين يسيئون إليها إساءات شديدة يختفون دون أن يقف لهم أحد على أثر,, وكثيراً ما تصدر من الاوامر التي تتعارض مع أوامر زوجها..


ولكن بروكوبيوس نفسه وقع في تناقض في وصفه وحكمه فهو وصفها بالعاهرة التي تبيع جسدها للناس في القسطنطينية ثم وضعها بعد ذلك بأنها اختفت مدة من الزمن وعادت فقيرة عفيفة شريفة..


أما الموقف الثاني فتبناه مجموعة من المؤرخين على رأسهم(مارميخائيل السرياني) في كتابه المشهور بتاريخ مارس ميخائيل السرياني,وقد وافقه كثير من المؤرخين القدامى والمعاصرين.ففي كتابه المذكور يخبرنا أن ثيودرا عاشت طفولة بريئة,وتربت على يد كاهن سرياني أصولي, وهي من أسرة تنحدر من كالينقا(مدينة الرقة الحالية) ونشأت فتاة بهية الطلعة, لزينها جمال التواضع والجسد والروح, واستطاعت أن تخرج من وضعها كممثلة في القسطمطينية لتجد نفسها تعيش حياة هادئة ومحترمة في الاسكندرية في بداية سن الرشد(ويكمل مارميخائيل سيرة تيودرا) وهناك تعلمت على يد شخصية لامعة كعالم اللاهوت البطريريك سويريوس الانطاكي..وخلال اقمتها في الاسكندرية القت جوستنيان الذي كان أنذاك في رعاية بلاط جوستين الامبراطوري وبعد ذلك صدر مرسوم يسمح للغانيات ان يعقدن قراناً رسمياً وإذا ماوصلن إلى مكانةٍ محترمة سمح لهن بالزواج من رجال يشغلون أعلى المناصب هكذا تزوج جوستنيان وتيودرا عام 525م في القسطنطينية وأخلص الواحد منهما للاخر كل الاخلاص حتى اخر العمر.


ونحن نميل إلى موافقة مارميخائيل في تاريخه لاننا نراه أقرب إلى الحقيقة إن لا تربطه بتيودرا صلة وليس مشحوناً بمذهب معين لكن يحركه هذا المذهب باتجاه تعصب معين.


ولكن غن أردنا أن تعيد قصة هذه المرأة التي خرجت من رحم الفقر لتقود امبراطورية عظمى أكثر من 25 عاماً أو يزيد فإننا نقول:ولدت هذه الطفلة في بيت متواضع لاب وأم سوريين في أحدى مدن الساحل السوري ويضن انها انطاكيا وكان أبوها مدرباً لحيوانات السيرك فتربت كإحدى لاعبات السيرك وطافت مع أبيها مدناً عديدة كلاعبة في السيرك(ومن هنا جاء اسمها ثيودرا اي الجوالة) وكان أبوها مسيحياً سورياً حافظ على نصرانيته السريانية دون أن يخضع لقرارات المجامع في فيقيا وخلقيدونيا وغيرها.


وبعد وفاة والدها تعرضت الاسرة لهزات عنيفة من الفقر فاحتاجت هي واسرتها ان تعمل وكان عملها الاساسي ممثلة(وهذا ماجعل بعض المؤرخين ينظرون إليها نظرة العاهرة)..ثم رحلت مع احد الضباط إلى أفريقيا وتعيش معه ولكنها لم تستطيع الاستمرار هناك فعادت إلى الاسكندرية لتعيش شريفة تغزل الصوف ثم تتعرف هناك على جوستنيان الذي كان لايزال في عهدة عمه الامبراطور فيحبها ويتزوجها بعد ان أصبح امبراطورا.


وعلى أية حال فنحن أمام سيدة عرفت بلادها عبر ألاف السنين كيف تعيش المرأة حرة وتتحدى الرجال في كثير من مواقفها .


هذه المرأة ذات شخصية قوية استطاعت أن تقود امبراطورية طيلة وجودها إلى جانب جوستنيان الامبراطور وان تقف في وجهه في كثير من اوامره التعسفية ضد الشعب وأن تحد من اضطهاده للمسيحيين الاصوليين الشرقيين.


بل لقد استقبلت المنفيين المضطهدين منهم في القسطنطينية وأعدت لهم مساكن وزودتهم بالمؤن,,كما كانت تزورهم باستمرار وكانت تعمل باستمرار لتهدئة جوستنيان عندما يثير المتعصبون الخالقيديونيون انفعالاتهم..ويذكر ان تيودرا قاجت الاوصوليين الشرقيين الارثوذكس وحمتهم..لكن في الوقت نفسه شجعت النقاشات اللاهوتية التي كانت قيد التطور والتي رعاها زوجها وعندما أصبح جوستنيان في معارضته للمؤمنين يسلك سلوكاً متطرفاً للغاية إلى درجة المرض دعت تيودرا سراً رجلا سريانياً تقياً يدعى زعورا كي يشفيه..وعندما قام البطريرك الاسكندرية خلال ممارسته شؤون منصبه وقام باعمال وحشية غير مقبولة أقنعت تيودرا زوجها بأن ينفيه..واستطاعت أن تمارس سلطاتها كاملة إلى جانت زوجها دون ان تسيء استعمال تلك السلطات(كما أراد بعضهم إظهار ذلك) وظلت عفيفة مخلصة لزوجها,,وبذلك انضمت إلى شقيقاتها الملكات السوريات التي حفرن اسماءهن على صخرة الزمن أمثال زنوبيا وجوليا دومنا وسميراميس وغيرهم كثيرات
***************************

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:25 PM

كليوباترا


فاتنة الدنيا وساحرة النيل


*******************


كليوباترا أسطورة الزمان ولحنه الساحر الذي جرى في عروق التاريخ مجرى الدم


كليوباترا هذه أنثى التي جعلت كل نساء الدنيا يطمحن إلى أن يصبحن صورة عنها..وقد تهافتت كل النساء اللواتي احترفن التمثيل إلى محاولة تجديد دورها في المسرحيات والأفلام ولكنهن جميعا قصرت قاماتهن عن الوصول إلى ماوصلت إليه هذه الفاتنة من مجد وعظمة..



ولدت كليوباترا في مصر سنة 69 ق.م وهي ابنة بطليموس الثالث عشر وهو أخر سلالة البطالمة في مصر..ولذا فهي ليست مصرية الأصل بل من أصلٍ اغريقي سليلة بطليموس الاول الاغريقي للاسكندر احتل مصر بعد وفاة الاسكندر واعلن نفسه ملكاً عليها..


تزوجت كليوباترا أخاها بطليموس ولها من العمر ثلاث عشرة سنة (وكان زواج الاخوة في ذلك العصر سائداً) وكان عمر أخيها عشر سنوات ولكن طموح كليوباترا أكبر من أن يشاركها أحد في حكم مصر فنشأ صراح مرير بينها وبين أخيها وكان كل منها يحضر جيشه ليقضي على الاخر وفكانت حرب ضارية ولكن قيصر روما (يوليوس قيصر) ساندها بجيشه فقضى على جيش أخيها..واعجب بجمالها الفتان وسحرها فتخلى قيصر عن زوجته وتزوجها ونصبها ملكة على مصر...


وانصرفت كليوباترا إلى التمتع بهذا النعيم الملكي في ظل القيصر بعد أن أصبح رهن إشارتها ولكن لم تدم هذه المتعة حيث نشبت صراعات كبيرة في روما مما أدى ألى اغتيال القيصر سنة 44 ق.م وانكسر حلم كليوباترا فرجعت إلى مصر لتعتني بشؤون مملكتها ..


وكان هناك أشخاص كثر يطمعون بخلافة القيصر فدارت الحروب بينهم والمؤامرات التي انتهت أخيراً بسيطرة مارك أنطوني على السلطة وهو سليل القياصرة إضافة إلى انه شاب قوي وسيم ..وكان انطونيو يستعد لحرب (بارثيان)طلب كليوباترا أن توافيه بعد أن اتهموها بمساندة عدوه كاسيوس..


جهزت نفسها لمقابلة انطونيو متسلحة بكل أسلحة الفتنة والإغراء خاصة وأن أنوثتها كانت قد نضجت وجمالها ازداد تألقاً وسحراً..


سافرت عن طريق نهر سيدنوس بسفينتها المطلية بالذهب واشرعتها المصنوعة من القماش القرمزي ومجاديفها المصنوعة من الفضة وكانت تسير السفينة على أنغام الموسيقى وتعبق بها العطور النادرة..وعندما اقتربت من سفينة انطونيو اندفع كل طاقم السفينة لمشاهدة هذا الموكب المدهش والخيالي فدعته كليوباترا للعشاء وكان يوما لاينسى بينهما


وخضع انطونيو لها خضوعاً كاملاً وترك زوجته تاركاً نفسه نفسه يلهو مع معشوقته كليوباترا,ويذكر التاريخ أن العلاقة التي كانت بين انطونيو وكليوباترا بلغت حداً لامثيل له بل لقد أطلق عليهما لقب(العاشقان الخالدان).ولكن الحياة السعيدة لاتستمر فهذا شأن الدنيا تبقى في تقلب دائم وهاهي الاخبار السيئة تأتي انطونيو فقد شنت زوجته فولفيا مع أخيها لوسيوس حرباً على القيصر خسرا فيها وفرا إلى ايطاليا وكان انطونيو يعلم زوجته لم تدخل الحرب إلى لتلهيه عن كليوباترا ولكن حظها كان سيئاً فقد داهمها المرض وماتت وهي في طريقها للشرق..


وعاد انطونيو إلى روما فتزوج أوكتافيا شقيقة القيصر واكتفت كليوباترا أن تكون في هذه المرحلة خليلة لأنطونيو وأنجبت منه ولدين ..(انطونيو وبطليموس وابنة اسمها كليوباترا ايضاً).


أثارت تصرفات أنطونيو غضب القيصر أكتافيوس فأعلن عليه الحرب بحراً,وكان في أرمينيا فرفض الإصغاءإلى قادة جيشه المتمرسين بحروب البر وازداد ضياعه حين علم أن كليوباترا تركته على أرض المعركة وفرت ترافقها ستون سفينة حربية..


ولم يستطع أنطونيو تحمل البعد عن محبوبته فترك الجيش في ساحة المعركة وعاد للإسكندرية ولدي وصول انطونيو للإسكندرية اكتشف أن كليوباترا بدأت تنفذ مشروعها الخاص بها وتستقل عن الامبراطورية الرومانية فأصيب باكتئاب كامل وفكر بالانتحار..


وحاصر القيصر مصر وطلب كليوباترا أن تقتل أنطونيو أو أن تطرده من مصر حتى يعفو عنها ولكن كليوباترا لم توافق لان حبها لأنطونيو كان أكبر من طموحاتها..


بلغ اليأس من أنطونيو حداً لم يعد يجد فيه للحياة معنى بعد أن هُزم في حربه مع القيصر فانتحر على يد أحد حراسه وتخلص من حياته..


أما كليوباترا فقد كانت ساعاتها الأخيرة ذروة المأساة في حياتها إذ خشيت على نفسها من الأسر.وخاصة وأن القيصر قد دخل الاسكندرية وحاصر قصرها خشية أن تنتحر لانه يريدها على قيد الحياة. ولكن كليوباترا راحت تستعد لرحلة الموت على طريقتها الخاصة فبعد أن ودعت أنطونيو ودفنته طلبت من القيصر أن يسمح لها بالاستحمام ثم أعدت وليمة فاخرة وطلبت من فلاح مصري أن يأتيها بسلة صغيرة ملأى بثمار التين وأن يضع داخل السلة ثعباناً ساماً دون أن يعلم أحد من الجنود..


وبعد أن تناولت السلة ودعت من حولها ودعتهم إلى الخروج واستبقت جاريتها ..كما كتبت رسالة إلى القيصر تطلب فيها أن يأمر بدفنها إلى جانب أنطونيو..


وأدرك القيصر مغزى هذه الرسالة فبعث نجدة لإنقاذها ولكن بعد فوات الأوان لان كليوباترا تناولت الثعبان بيدها ووضعته على صدرها لينفث سمه في صدرها ثم زيّنتها خادماتها بالورود ومستلزمات جنازة ملكة مصر.


ووصل رسول قيصر بعد وفاة كليوباترا فوجد حولها كنوزها الثمينة ووجد جاريتها إيراس ميتة عند قدميها ..أما جاريتها الثانية تشارمون فكانت منهمكة بوضع لمسات الزينة الاخيرة لسيدتها..ولما سألها أحد الحضور:هل اتقنت الزينة ياتشاميرون؟


أجابته: أجل وكما يليق بملكة من سلالة الفراعنة.


قالت ذلك وخرت لاحراك بها...


وهكذا انتهت حياة المرأة الأسطورة وسجلت وفاتها سنة 30 ق.م فتكون حياتها لم تستغرق أكثر من تسع وثلاثين سنة عاشتها كملكة سطرت تاريخها بحروف من نار.


وقد جسد شخصيتها الشاعر الانكليزي المشهور شكسبير بكلماته التي أجراها على لسانها:


شجاعتي تؤكد لقبي
أنا النار والهواء
وعناصري باقية للحياة.
****************************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:26 PM

قطام وقبال



قاتلتا ناقة صالح(عليه السلام)


********************


من النساء من تكون حياته رمزاً للشر بكل أطيافه.وقد مر معنا طائفة من هؤلاء النساء.ومع هاتين المرأتين نستكمل مسلسل النسوة اللواتي زرعن الشر في خطواتهن التي خطوها عبر تاريخ البشرية...


كانت قطام وقبال امرأتان من قبيلة ثمود قوم صالح عليه السلام وكان ملك القبيلة واسمه قدار يهوى قطاما وأخوه مصدع يهوى قبالا وكانا يقضيان معهما أياماً من المتعة والحب والسعادة...


ولكن الفتاتين كانتا ممن يقفن خصماً للنبي صالح عليه السلام ولاتؤمنان برسالته ونبوته وكانتا تحرضان القوم عليه وتتأمران على قتل الناقة التي جاءت لهم معجزة من الله إثباتاً لنبوة صالح.ولما لم تصلا إلى بغيتهما في قتل الناقة رأيا أن الأمر لن يتم إلا عن طريق الملك وأخيه.فقالتا لهما في إحدى الليالي التي اجتمعا بهما:لاسبيل لكما علينا حتى تقتلا هذه الناقة فأجاباهما:نعم سنفعل ذلك...


ثم إنهما جمعا أصحابهما وقصدوا الناقة وكانت على حوضها فجلس قدار ومصدع في مكانه وجعلا يبعثان رجالاً لقتل الناقة فلا يقدرون ويعظم ذلك عليهم فيعودون دون أن يصلوا إلى الناقة...


عند ذلك مشى إليها قدار وقيل مصدع هو الذي سار إليها ثم ضرب عرقوبها فوقعت على الأرض وقامت تركض وفي ذلك يقول تعالى في كتابه العزيز*(فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم)* {الشمس14}.


وكان ذلك يوم الأربعاء وقد سمي ذلك اليوم عندهم(جبار) وكان هلاكهم يوم الأحد وهو عندهم أول يوم.


ولما قتلت الناقة أتى رجل منهم إلى النبي صالح وقال له:أدرك الناقة فقد عُقرت..فأقبل صالح عليه السلام وخرج على قومه يتلقونه ويقولون يانبي الله إنما عقرها قدار ولا ذنب لنا. فقال لهم :أدركوا فصيلها(ولدها) فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبون الفصيل.فهرب وقصد الجبل وجعل كلما صعد يتطاول الجبل في السماء حتى لم يستطع الوصول إليه أحد..حتى الطيور لم تعد تستطيع الطيران إليه..فعادوا وعاد صالح عليه السلام إلى القرية فبكى الفصيل ثم استقبل صالحاً عليه السلام وهز رأسه ثلاث مرات فقال صالح:لكل دعوة أجل يوم..ويقول تعالى*(تمتعوا في داركم ثلاثة أيامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوب)* {هود65}.


وقال لهم صالح عليه السلام:هيئوا أنفسكم للعذاب بعد ثلاثة أيام.ففي اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة.وفي اليوم الثاني محمرّة وفي اليوم الثالث مسودة. وحصل ماقال صالح عليه السلام لهم فاصفرت وجوههم في اليوم الأول واحمرت في اليوم الثاني واسودت في اليوم الثالث..وفي اليوم الثالث تكفنوا واحتنطوا بالصبر والمر وكانت أكفانهم النطاع وألقوا أنفسهم إلى الأرض ..فلما كان اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة فقطعت قلوبهم في صدورهم..ويذكر ذلك في كتاب الله*(فأصبحوا في ديارهم جاثمين)* {هود67}.


وهلك جميعم إلا فئة قليلة أمنت بالنبي صالح ونجت من العذاب وهاجرت معه إلى مكان من أعماق فلسطين.


تلك نهاية كتبتها امرأتان بفسقهما وفجورهما على قوم أطاعوهما فيما سعتا إليه بإغوائهم وفتنتهم وهي نهاية المفسدين والمجرمين...


***************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:27 PM

البسوس بنت منقذ
موقدة الحروب

*******************


قد يصبح الإنسان مثلاً في التاريخ وما أكثر الذين أصبحوا كذلك.ومن الناس من يصبح مثلاَ طيباَ فيصبح مثلاَ للكرم كحاتم الطائي ومنهم من يصبح مثلاَ للشجاعة كعنترة..وأخرون يصبحون مثلاَ سيئاَ في الشؤم كهذه التي كانت سبباَ في حربٍ مستعرة أوقدتها بحقدها وجهلها وطيشها ولم تهدأ هذه الحرب إلا بعد أربعين سنة قضت على البشر والحجر..


اسمها البسوس بنت منقذ التميمية وهي شاعرة من شاعرات العرب في الجاهلية استطاعت بتحريضها وشعرها أن تشعل حرباَ ضروساَ بين قبيلتي بكر وتغلب...



بدأت حكايتها عندما تزوج كليب بن ربيعة من جليلة بنت مرّة..وكان كليب هذا قد أصبح سيد قومه فدخله زهو شديد وبغى على قومه كثيراَ حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالاَ له ولا يغير أحد على أحد إلا بإذنه ..ولا تورد إبل مع إبله كل هذا جعله مضرب المثل في العز فقيل(أعز من كليب وائل)...



وكان لزوجته جليلة إخوة عشرجساس أصغرهم..وحدث أن كليباَ دخل مرّة على امرأته جليلة فسألها:هل تعلمين من على الأرض أمنع مني ذمة ؟ فسكتت محرجة فأعاد عليها السؤال فقالت له:نعم أخي جساس ...فاغتاظ وأضمر ذلك في نفسه وبعد مدة من الزمن جاءت البسوس وهي خالة جليلة وجساس فنزلت على ابن أختها جساس ضيفة ومعها ناقة لها اسمها سراب ومعها فصيل لها وما أن استقر بها المقام حتى تركت ناقتها ورضيعها تسرح مع نوق جساس فرأها كليب مع نوق جساس وكان كليب يسمح لنوق جساس أن ترعى في حماه فقط دون باقي أقربائه فسأل عن الناقة فأخبره جساس أنها لخالته البسوس وهي في ضيافته فقال كليب لجساس:لاتعودن هذه الناقة إلى الرعي في حمانا بعد هذا اليوم وإلا فإنني سأقتلها فلم يجبه جساس وانزعج من مقولته...


وفي اليوم الثاني عادت الناقة إلى الرعي مع نوق جساس في حماه كليب فغضب كليب كثيراَ وقال:أو بلغ من أمر ابن السعدية (ويقصد جساساَ) أن يحير علي بغير إذني وانتضى قوسه ورمى به ضرع الناقة فاختلط دمها بلبنها وراحت تشخب حتى ماتت فلما رأت البسوس ناقتها ميتة أمامها صاحت واأذلاه فقال لها جساس اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها ..فأبت ان ترضى حتى صاروا لها عشراَ..فلما كان الليل أنشأت تقول مخاطبة سعداَ أخا جساس وترفع صوتاَ اتسمع جساس::


أيا سعدُ لاتغرر بنفسك وارتحل
فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك فأنني

محاذرة أن يغدروا ببياتي
لعمرك لو أصبحت في دار منقذِ
لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي

ولكنني أصبحت في دار معشر
متى يعدو فيها الذئب يعدو على شاتي



فلما سمع جساس قال لها:اسكتي لا تراعي إني سأقتل جملاَ أعظم من هذه الناقة ( وكان يقصد كليباَ).


وتذكر روايات أخرى في هذا الحادث أن سعداً الذي تخاطبه في أبياتها إنما هو قريب لها نزل معها ضيفاً على جساس وأن الناقة له.


ويترقب جساس فرصة ليقتل كليباً وتشاء الظروف أن يخرج كليب على فرسه العالية ليتفقد إبله..ومصدر الماء حتى وردت الإبل.. وكان جساس


يترصده فخرج وراءه وهو يحمل رمحه حتى جاء من خلفه..وسمع كليب


وقع حوافر فرس جساس فلم يلتفت إليه استخفافاً به.. ولم يظن أنه سيجرؤ على فعل شيء ..فطعنه جساس برمحه فأرداه قتيلاً ثم قفل عائداً إلى أهله وكان يركض بفرسه وقد بدت ركبتاه ولما رأته أخته قالت لأبيها:إن جساساً قد أتي كاشفاً ركبتيه فقال والله ماخرجت ركبتاه إلا لأمر عظيم...



فلما جاء جساس سأله أبوه ماوراءك يابني؟؟ قال والله إني طعنت طعنة لتشعلن بها شيوخ وائل زمناً..قال وماهي؟لأمك الويل أقتلت كليباً ؟؟قال :نعم..فقال له أبوه:إذن نسلمك بجريرتك ونريق دمك في صلاح العشيرة والله لبئس مافعلت..فرقت جماعة وأطلت حربها..وقتلت سيدها في شارف من الإبل..والله لاتجتمع وائل بعدها ولا يقوم عماد في العرب..ولقد وددت أنك وإخوتك كنتم متم قبل هذا..مابي إلا أن تتشاءم بي أبناء وائل ..فأقبل قوم مرّة عليه وقالوا:لاتقل هذا ورفضوا أن يسلموا جساساً فسكت مرّة...


وانتشر خبر مقتل كليب بسرعة وقامت عليه النوائح..وكان المهلهل أخو كليب منصرف إلى لهوه وكان همام بن مرّة أخو جساس صديقاً له ينادمه في ذلك الوقت فخاف مرّة على ابنه أن يقتله المهلهل إذا سمع بخبر مقتل كليب فأرسل إلى ابنه فرسه على جارية وأمره أن يظعن ويلحق بقومه..وكانا جالسين عندما مر جساس يركض بفرسه عائداً فقال همام:إني والله مارأيته كاشفاً فخذيه قط في ركض..ولم يلبث إلا قليلاً حتى انتهت الجارية إليهما وهما معتزلان في جانب الحي فوثب همام إليها فأخبرته أن جساساً قتل كليباً وأن أباه قد ظعن مع قومه..فأخذ همام الفرس وربطه إلى خيمته ورجع فقال له المهلهل:ماشأن الجارية والفرس ومابالك؟ فقال اشرب ودع منك الباطل..فقال وماذاك؟ فقال زعمت أن جساساً قتل كليباً..فضحك المهلهل وقال:همة أخيك أضعف من ذلك..فسكت همام وأقبلا على الشرب حتى صرعت الخمرة المهلهل فانسل همام وأتي قومه وقد قوضوا الخيام وجمعوا الخيل والنعم ورحلوا حتى نزلوا بماء يقال له النهى..


وعندما عاد المهلهل إلى قومه أدرك أن أمر مقتل كليب صحيح فأقسم لينتقمن لأخيه بقتل أل مرّة عن بكرة أبيهم...لكن قومه أقنعوه بعد إلحاح بأن يفاوضوا بني مرّة قبل الحرب..فاختاروا وفداً من أطراف تغلب ودخلوا على مرّة وقومه وقالوا:ياإخوتنا قد جنيتم أمراً عظيماً وقتلتم شريفنا وشريفكم من أجل ناقة..وإننا نكره الحرب قبل أن نعرض عليكم ثلاثة أمور..تجدون في أحدهما مخرجاً لكم ولنا:أولاً أن تدفعوا لنا جساساً فنقتله..أو أخاه هماماً فهو ند لكليب..أو أنت يامرّة..


فأجابهم أما جساس فقد هرب ولا أدري أين هو...وأما همام فهو أبو عشرة أخو عشرة فلا تقتلوه بجريرة غيره...ثم إن أبناءه لن يسلموه ولو رضيت..أما أنا فوالله ماهو إلا أن تجول الخيل جولة واحدة حتى أكون أول قتيل..ولكني أعرض عليكم أن أعطيكم ألف ناقة..أو أن أسلمكم أحد أبنائي غير جساس وهمام...


فأجابه التغلبيون: والله ماجئنا نساومكم على كليب..ولا نطلب ثمنه وأما بنوك فلا نرضى بهم جميعاً بكليب ولانطلب إلا مثله..ثم انصرفوا..


وقرعت طبول الحرب فانضمت قبائل ربيعة إلى تغلب واعتذر بنو قيس الاشتراك في الحرب إلى جانب بني بكر لأنهم أسباب هذه الحرب..فدارت رحى القتال بين الفريقين وحصلت مواقع عديدة سقط فيها القتلى من كلا الجانبين وقتل همام وجساس وكاد بنو مرّة أن يهلكوا جميعاً..وظلت رماح الصحراء تشرب الدم العربي طوال أربعين سنة متلاحقة..وظلت مستمرة حتى قتل المهلهل أخيراً وعاد الوئام بين القبيلتين...



كل هذه الحروب كان سببها امرأة اسمها البسوس جرت على القبيلتين شؤماً لم يعرف العرب مثله في حياتهم.
*****************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:28 PM

زرقاء اليمامة


*****************


ضربت شهرة هذه المرأة الافاق شرقاً وغرباً مع أن التاريخ يقف أمام حقيقتها حائراً.تزعم إحدى الروايات التاريخية إنها من بني نمير في اليمامة وأن اسمها حذام ومن هنا المثل القائل(إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ماقالت حذام).


وهناك رواية ثانية تذكر أن زرقاء اليمامة من قبيلة جديس، من العمالقة من بني إرم وكانت تشتهر بحدة بصرها حتى ضرب بها المثل فقيل(أبصر من زرقاء اليمامة).


ويقال أنها تستطيع تمييز الشعرة البيضاء في اللبن وأنها ترى الراكب من مسيرة ثلاثة أيام ولذلك كانت تستطيع إنذار قومها بالخطر المحدق بهم كلما أراد أحد أن يغزوهم فيستعدوا لمجابهته..يروى أنها يوماً رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت سرباً من القطا محلقاً ومحصوراً بين طرفي جبل فما كان منها إلا ان عدت بسرعة مذهلة القطا وقالت فيه لغزاً وكان عدده 66.


ياليت ذا القطا لنا--------- ومثل نصفه ليه


إلى قطاه أهلنا----------إذاً لنا قطا ميه


وقيل أن قومها عينوها راصداً لهم حتى يأمنوا غدر القبائل،فغزا قومٌ من العرب(...من حسان بن تبع الحميري) قومهم لمساعدة قبيلة جديس التي غزتها قبيلة زرقاء اليمامة فلما قربوا من مسافة نظرها قالوا:كيف لكم بالوصول مع زرقاء اليمامة؟؟.


واجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجراً تستر كل شجرة فارساً إذا حملها،فقطع الفرسان أشجاراً بعددهم وساروا بها فأشرفت زرقاء اليمامة على التل الذي ترصد مسير القبائل فوجدت شجراً يتحرك فرابها الأمر ولما سألها قومها ماذا ترين يازرقاء، قالت: ياقوم قد مشى الشجر وأتتكم حمير، فلم يصدقها أحد فقالت:أقسم بالله لقد دب الشجر أو أخذت حمير شيئاً يُجر.


ولكن دون جدوى ولم يأبهوا للأمر أو يستعدوا له، ففوجئوا بالجيش الغازي ينصب عليهم ويعمل السيف فيهم.


وقبضوا على زرقاء اليمامة فشقوا عينها فإذا عروق سوداء من الإثمد، وكان أول مااكتحل به من العرب على مايزعمون.
***************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:29 PM

الزباء

********
تعتبر الزباء من أشهر نساء عصرها فقد جمعت صفات جعلتها في مقدمة شهيرات عصرها من نساء العرب بل والعالم في زمانها..فقد كانت من أجمل نساء عصرها وأحزمهن أمراً وأبعدهن نظراً وأوسعهن حكمة وإدراكاً،وكانت من أكثر نساء العرب مقدرة ومهارة...


اسمها الزباء بنت عمرو بن حيان تربعت على عرش منطقة الجزيرة بالعراق،بعد مقتل أبيها في معركة جرت بينه وبين جذيمة الأبرش ملك العراق.


فلما استقر المُلك لها وقوي العرش قررت أن تثأر لأبيها من جذيمة الأبرش،فجهزت له جيشاً كبيراً لمحاربته وقتله،ولكن أختها نصحتها قائلة لها:يا أخية إنك إن غزوت جذيمة فإنه امرؤ له مايصده،فإن ظفرت به أصبت ثأرك،وإن ظفربك فلا بقية لك،والحرب سجال،ولاتدرين كيف يكون،ألك أم عليك،ولكن ابعثي إليه فأعلميه أنك قد رغبت في أن تتزوجيه وتجمعي ملكك إلى ملكه وسليه أن يجيبك إلى ذلك لأنه إن اغتر فعل ذلك فتكوني قد ظفرت به بلا مخاطرة..


فسمعت الزباء نصيحة أختها وأرسلت إليه خطاباً تقول فيه:إنها لم تجد ملك النساء إلا قبحاً في السماع فلا خير فيه وفيه ضعف في السلطان وأنها لم تجد لملكها معرضاً ولا لنفسها كفئاً خيراً منه...وطلبت منه أن يقبل إليها لكي يجمع ملكه إلى ملكها ويصل بلاده وتقلده أجر نفسها....


فلما أتي كتابها جذيمة وقدم عليه رسلها استخفه الطمع وأغراه النفوذ وحب السيطرة فجمع أصحاب الرأي في الدولة وعرض عليهم مادعته الزباء إليه وماعرضت إليه فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها...


إلا أن أحد رجاله المقربين وهو قصير بن سعد اللخمي اعترض على ذهابه (وكان من ادهى رجال عصره) وقال لجذيمة:هذا رأي فاتر وعذر حاضر.


ثم قال له الرأي أن تكتب إليها فإن كانت صادقة في قولها فلتقبل إليك وإلا لم تمكنها من نفسك وتقع في شراكها؟؟ ولكن جذيمة لم يوافق على رأي قصير وقال له:رأيك في الكن لا في الضح....


ودعا جذيمة ابن أخته عمرو بن عدي فاستشاره في أمر كتاب الزباء فشجعه على المسير وقال له:إن قومي مع الزباء ولو رأوك لصاروا معك، فأحب جذيمة ماقاله ولم يسمع لرأي قصير قولة أصبحت مثلاً(لا يطاع لقصير أمر).


واستخلف جذيفة عمرو بن عدي على ملكه وسلطانه، وسار في موكب حافل فيه وجوه أصحابه ومنهم قصير، فلما وصل إلى الجانب الغربي من شاطئ الفرات سأل قصيراً:ما الرأي ياقصير؟؟فقال قصير: القول رداف والحزم عثراته تُخاف..


واستقبلته رسل الزباء بالهدايا والاعطاف، فقال : يا قصير كيف ترى؟؟قال خطب يسير في خطب كبير..وستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة،وإن أخذت جنبيك وأحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون بك، وإذاً فاركب العصا،فإنها لا يشيق غبارها وكانت العصا فرساً لجذيمة لاتجارى،وإني راكبها ومسايرك عليها...


فلقيه الخيول والكتائب فحالت بينه وبين العصا فركبها قصير وولى بها هارباً ونظر إليه جذيمة على متن العصا مولياً فقال(ويل أمه حزماً على متن العصا)


وسار جذيمة محاطاً بالخيول والكتائب حتى دخل على الزباء فلما رأته قالت مخاطبة جذيمة:أشوار عروس ترى؟؟ فأجابها:أمر غدر أرى..ثم دعت بالخمر فسقته حتى ثمل ثم دعت بالنطع والسيف،وقالت:عن دماء الملوك شفاء من الكلب، فأمرت بطست من ذهب كانت قد أعدته به وأمرت بقطع عروق ذراعيه ووضعت الطست تحتهما حتى لاتفر نقطة دم من دمه على الأرض فيطلب ثأره،فلما ضعفت يداه سقطتا فقطر شي من دمه على الأرض فقالت:لاتضيعوا دم الملك، فقال جذيمة:دعوا دماً ضيعه أهله....ثم مات جذيمة....


أما قصير فقد جد في المسير حتى وصل إلى عمرو بن عدي وهو بالحيرة فقال له قصير أتثأر أنت؟ قال: بل ثائر سائر..فقال له قصير:هيا استعد ولاتهدر دم خالك، قال عمرو كيف لي وهي منيعة في حصونها؟ فقال قصير أنا أدبر لك الأمر..سأجدع أنفي وأضرب ظهري ثم سأذهب إليها وسأحتال عليها فاتركني أفعل ذلك فرفض عمرو ذلك خوفاً على قصير.فقال قصير:خل عني أذن وخلاك ذم.فقال له عمرو أنت أبصر..فجدع أنفه وأحدث أثراً كبيراُ في ظهره وتهيأ للرحيل إلى الزباء وأصبح عمله مثلاً فقالت العرب(لأمر ما جدع قصير أنفه).


وكانت الزباء قد سألت كاهنة عن نهايتها وكيف ستكون فقالت أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين،وهو عمرو بن عدي،ولن تموتي بيده ولكن حتفك بيدك.


فأخذت حذرها من عمرو واتخذت لها نفقاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها في داخل مدينتها وقالت:إن فاجئني أمر دخلت النفق إلى حصني،ودعت رجلاً من بلادها يجيد التصوير(الرسم) فكلفته بان يذهب إلى بلاد عمرو بن عدي متنكراً وأن يرسم صورة عمرو بكل الأشكال حتى تحتاط لنفسها منه فانطلق المصور إلى ماكلف به وأنجزه على خير مايراد له.


أما قصير فبعد أن جدع أنفه وضرب ظهره قصد ديار الزباء مدعياً بأنه هارب من عمرو بعد أن فعل به هذا الفعل الظالم ولما وصل إلى قصر الزباء طلب مقابلتها فأخبروها أن قصيراً بالباب فأمرت بدخوله فدخل فرأته على حالته تلك فقالت: مالذي أرى بك ياقصير؟قال:زعم عمرو بأني قد غررت بخاله وزينت له المصير إليه وغششته ومالأتك ففعل بي ماترين فأقبلت إليه وأكرمته وجعلته مستشارها.فلما علم أنها وثقت به وأسندت إليه أمرها قال:إن لي بالعراق أموالاً كثيرة وطرائف وثياباً وعطراً فابعثيني للعراق لأحضر أموالي وأحمل إليك من أفضلها وأجملها وأغلاها لتصيبي من ذلك أرباحاً عظيمة وبعض مال غنى للملوك عنه..ولم يزل يزين لها ذلك حتى أذنت له ودفعت فدخل الحيرة متنكراً وذهب إلى عمرو بن عدي فأخبره بما وصل إليه ثم طلب منه أن يجهزه بصنوف الأمتعة والعطور ليأخذها إلى الزباء كما وعدها به كي تثق به أكثر وتصدقه في كل مايقول فينال بعدئذٍ ثأره منها..فجهزه بما أراد وعاد بما حمله إلى الزباء فأعجبها ما رأت وسرها وازدادت به ثقة وجهزته ثانية فسار حتى قدم على عمرو فجهزه وعاد إليها.فلما عاد مرة ثالثة قال لعمرو:اجمع لي ثقات أصحابك وهيئ الغرائرواحمل كل رجلين على بعير في غرارتين فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قاتلوه وأقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف.


ففعل عمرو ماأشار إليه قصير وحمل الرجال في الغرائر بالسلاح وسار يكمن النهار ويسير في الليل فلما صار قريباً من مدينتها تقدم قصير فبشرها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف،وقال لها أخرالبز(الثياب)على القلوص(الجمال)،وسألها أن تخرج فتنظر إلى ماجاء به وقال لها:جئت بما صاء وصمت(أراد الإبل والذهب).


ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها فقالت تخاطب قصيراً:


ماللجمال مشيتها وئيدا


أجندلاً تحملن أم حديدا


أم صرفاناً تارزاً شديدا..(تارز:اليابس)


فأجابها قصير في نفسه:بل الرجال قبّض تعودا


فدخلت الإبل المدينة وأوقف قصير عمرا على باب نفق الزباء وخرج الرجال وأخذوا ينهبون ويقتلون من في المدينة، ولما أحست الزباء بما حدث هربت إلى النفق فوجدت عمرو بن عدي واقفاً ببابه، ففتحت خاتمها ومصت ماكان فيه من سم ادخرته لمثل هذه المواقف وقالت قولتها المشهورة(بيدي لا بيد عمرو).فماتت لتوها ونهب عمرو مدينتها وسبى أهلها ثم عاد إلى بلاده بعد أن ثأر ممن قتلت خاله غدراً...
************************

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:30 PM

اقليما

مسببة الجريمة الاولى في التاريخ
********************
انها الابنة الاولى لأدم عليه السلام والتي كانت جذوة النار التي أشعلت في البشرية نيران الجرائم التي أصيب بها الإنسان في مطلع حياته.المسببة الأساية للجريمة التي حدثت في التاريخ البشري بسبب التنافس عليها بين الأخوين قابيل وهابيل لجمالها وفتنتها....
فقد كانت حواء زوج أدم تلد في كل بطن توأمين كما ذكر المؤرخون(ذكر وأنثى)وكان أدم يزوج الذكر من التوأم الاول للأنثى من التوأم الثاني حسب التعليمات الإلهية وكما اقتضى شرع الله. وكانت أقليما هذه الأخت التوأم لقابيل..أما أخت هابيل فلم تكن جميلة وأسمها (لبودا).وأوحى الله سبحانه وتعالى الى أدم أن يزوج كل منهما توأم الاخر فاستنكر قابيل ذلك وسخط كثيراً وحقد على أخيه لأنه سيتزوج أخته الجميلة...أما هو فسيتزوج من أخت هابيل التي لاتملك شيئاً من جمال أقليما.


فقال له سيدنا أدم عليه السلام وقد أراد أن يقنع قابيل بذلك أن الأمر ليس بيده وأنه أمر الله (عز وجل):قربا قرباناً الى الله فمن قبل الله قربانه يتزوجها. فقدم قابيل قربانا من أسوأ ماله(وكان مزارعا) أما هابيل فانتقى أفضل مواشيه(وكان راعياً) وقدمها قربانا لله فقُبل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل وزاد ذلك من غضب قابيل وحسده لأخيه.ولما أراد هابيل الزواج من اقليما غضب قابيل وثار وهدد هابيل قائلا لأقتلنك وكان هابيل أقوى من قابيل ولكنه لم يكن رجل عنف وحقد بل كان طيب القلب مسالماً فأجابه كما ذكر القرأن الكريم*(لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك اني اخاف الله رب العلمين*اني أٌريد أن تبوأ باثمي واثمك فتكون من أصحب النار.وذلك جزاء الظلمين*فطوَعت له نفسه قتل أخيه فقتله,فأصبح من الخسرين)*


وتحكي الروايات عن ذلك أن قابيل اغتنم فرصة نوم أخيه هابيل أثناء رعي غنمه فأخذ صخرة ورماها على رأسه فقتله ثم احتار بعد ذلك في أمر اخفاء جريمته ولم يعرف كيف حتى بعث الله له غرابين فقتل أحدهما الاخر وحفر حفرة في الأرض ودفن المقتول ففعل قابيل بأخيه مافعله الغراب بالغراب القتيل وندم على فعلته حيث لا ينفع الندم.

أما أسم الاختين(اقليما ولبودا)فأن القران لم يذكر اسميهما بل ولم يذكرها الا أن كتب التفسير أمثال تاريخ الأمم والملوك للطبري. والكشاف للزمخشري,وزاد المسير للجوزي البغدادي القرشي.ذكرت أن اسميهما هما(اقليما ولبودا)والله أعلم.

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:32 PM

والغة


امرأة نوح


____________________________________________


وهذه أمرأة أخرى لنبي من عظماء الأنبياء بل هي امرأة لنبي يعتبر أباً للمرحلة البشرية الثانية في التاريخ فهو أبو البشرية الثانية بعد أدم لأن الطوفان حدث في زمانه فأهلك البشرية على مايروى(وفي هذا الحدث روايات متعددة الا أن القران يركز أن الطوفان كان بداية لمرحلة بشرية جديدة) ومع ذلك فلم تكن هذه المرأة صالحة كما ذكر القرأن بل كفرت بنبوته وهذا ماأشار اليه القران حينما قال الله تعالى*(ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صلحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين)*{التحريم10}


وقد اختلف المفسرون في اسم امرأة نوح فمعظمهم أجمع على أن اسمها (والعه) ولكن بعضهم ذهب الى أن اسمها (والفه) ومنهم ابن جماعه في كتابه (عذر التبيان في من لم يسّم القران).


وقيل أن اسمها (واعلة)وواغلة(كما ذكر الطبرسي في معجم التبيان).


وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن امرأة نوح وامرأة لوط خانتا زوجيهما بقوله تعالى*(فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل اخلا النار مع الداخلين)* {التحريم10}..فما هو معنى الخيانه المقصود في هذه الاية الكريمة هل هي خيانة زوجية أم خيانة أخرى من نوعٍ أخر؟؟؟ان القرأن لم يذكر الخيانة بمعناها الزوجي لأنه لو أراد ذلك لطلّق زوجته وكذلك لوط لان الخيانة الزوجية أمر يسيء الى شرف النبي وأهله ولكن الخيانة التي قصدها القرأن(كما نظن) هي خيانة دينية وعقائدية.فهي قد كفرت بدين نوح وعقيدته وكانت تنافق زوجها وتظهر له أنها مؤمنة به. وقد أكد هذا المعنى حديث عن الرسول(صلى الله عليه وسلم)عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي قال:{مابغت امرأة بني قطام} ....


ولقد كانت امرأة نوح تخبر الناس عن زوجها أنه مجنون, وتخبر الكفار عن كل مؤمنٍ برسالة نوح حتى يعذبوه ليردوه عن دينه.فكان عقاب الله لها أن غرقت مع القوم الكافرين

*********************
يتبع




أحمد معروف 27 - 12 - 2010 03:33 PM

سارة
زوجة ابراهيم الخليل(عليه السلام)
************************************
هي سارة أو ساراي كما ذكرها الكتاب المقدس(التوراة) ابنة عم الخليل ابراهيم بن تارح وهي ابنة هاران أخي تارح وقد تزوج ابراهيم من ابنة عمه سارية في (أور الكلدانية) وقد كانت في بداية حياتها الزوجية امرأة عاقراً لا تلد وبقيت كذلك الى أن بلغت التاسعة والتسعين من عمرها عندما جاءتها البشارة من الله بأنها ستلد(اسحق) وكان كذلك بعد أن زوّجت زوجها ابراهيم من جاريتها التي أهداها أياها فرعون مصر(هاجر) ولهذا الحديث حكاية نذكرها الان....
فبعد زواجها من ابراهيم الخليل(عليه السلام) رحل الجميع بعد محنة النمرود الذي أراد احراق ابراهيم بعد هدم الأصنام فجمع له النمرود حطباً وألقى ابراهيم في النار الا أن الله سبحانه وتعالى جعل تلك النار برداً وسلاما *(يانار كوني برداً وسلما على ابراهيم) *{الانبياء69}.
وحط الركب في أرض كنعان(فلسطين) وأقاموا هناك مدة طويلة من الزمن ثم نزلوا مصر فلما رأى فرعون سارة أعجب بها كثيراً(فقد كانت جميلة ساحرة) وطمع بها فسأل ابراهيم عنها فقال هي أختي ولم يجرؤ على القول انها زوجي لأنه رأى في عيني فرعون الرغبة بها فأخذها فرعون ولما أراد فرعون الاقتراب منها شلَ الله يده التي امتدت اليها فخاف فرعون منها وطلب منها أن تدعو له ربها أن يشفيه وعاهدها أنه لم يمسسها بأذى وأنه سيحسن اليها أن ردَت عليه يده سليمة كما كانت فدعت ربها وشفيت يد فرعون فأحسن اليها وأهداها جارية قبطية تدعى (هاجر)..
وكانت سارة كما ذكرنا سابقا عقيماًولم تنجب لإبراهيم أولاداً وقد تقدم بها السن فأرادت أن تفرح زوجها ابراهيم بهذه الجارية وتزوجه بها لأنها تعلم أنه يرغب في أن يكون له أولاد من صلبه فوهبته(هاجر).
فلما تزوج ابراهيم بهاجر حملت منه فاشتعلت نار الغيرة في صدر سارة كما يحدث لكل النساء.
وعندما وجدت هاجر ابنها (اسماعيل)لم تطق سارة صبراً وازدادت الغيرة في نفسها حتى بلغت حداً لم تعد تستطع أن تتحمل العيش مع هاجر وابنها فقالت لإبراهيم ابتعد أنت وهاجر عني لأنني لا أرغب في رؤيتكما معي أبداً.فأخذ ابراهيم زوجه هاجر وابنها الرضيع(اسماعيل)ورحل الى بطن مكة كما أوصى الله اليه وتركها هناك مع طفلها..ثم عاد الى سارة في أرض كنعان وكان عمر سارة وقتها تسعة وتسعون عاماً وعمر زوجها مئة وعشرون عاما (على أرجح الروايات).
ويذكر أن ابراهيم الخليل كان كريماً مضيافاً وكان موفور النعمة وافر الرزق,يستقبل الناس في بيته بوجه باش مبتسم يفرح لقدوم الضيف .
وفي يوم جاءته رسل ربه(الملائكة)على شكل بشر فحسبهم ضيوفاً فهب لاستقبالهم في بيته واحتفى بهم كعادته في ترحيبه بضيوفه...ولم يعلم عنهم شيئاً ولم يخطر على باله أ ن هؤلاء جاؤوا ليبشروه بغلام له ستلده امرأته(سارة) بعد هذا الزمن الطويل..فقام مسرعاً يؤدي حق ضيوفه عليه فذبح عجلاً وشواه ثم قدَمه اليهم ليأكلو منه,لكنه استغرب كثيراً وساورته الدهشة والريبة من أمرهم فخاف منهم لكنهم طمأنوه وأخبروه بأنهم ملائكة أرسلهم الله الى قوم لوط ليعذبهم جزاء كفرهم وبشروه بابنه(اسحق)من زوجه سارة...
وبعد سنوات قلائل منّ الله سبحانه وتعالى على سارة بفضله وكرمه فوهبها اسحق وماتت سارة بعد حين ودفنت في مزرعة قريبة من جرون في أرض كنعان.. ويقال أن ابراهيم تزوج بعد وفاة سارة امرأة كنعانية تدعى(قنطورة)فولدت له ستة أولاد(ذكر ذلك الطبري في تاريخه).
****************************************************
يتبع






الساعة الآن 09:39 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى