منتديات المُنى والأرب

الشاطئ

ابتسم في وجه غيداء, تجوب الأسفلت الممتد بمحاذاة الشاطئ, بينما هي كَمـٌّ مهمل
رزحت على عاتقه الهموم فانحنى.. هي همومه التي يلقيها موشحات في الصباح والمساء
وينثرها في هوائها رذاذ قمع لكي ينخفض سقف تطلعاتها نحوه, وكي لا تتجاوز روتينه اليومي الذي فرضه عليها أسلوب حياة..
يقتلها السأم والملل من إعراضه وصمته.. وجهه المتجهم يحرق بداخلها غابات الفرح..
يضع بينها وبينه ألف سور.. يُسقِط من يديها المشط ويقفل علبة ألوان الزينة وقارورة العطر..
يُخرس الكلمات على شفاهها ويلقي في صدرها ثقل يكتم الأنفاس.
تجهمه.. شروده.. يخنق في قلبها أنشودة الوله التي تعدها لاستقباله كل يوم..
حتى إذا ما أقبل انطفئت كل القناديل ودوى على أطلال يومها نعيق صمته وتجهمه المتواصل
فتنزوي بعيدا مع انكسارها إلى أحلك زوايا خذلانه.
نظرت إليه.. تلاشت ابتسامته العريضة التي كانت تغمر وجهه.
قالت: كنت أظنك تبتسم لي.. شكراً لك إذ أخرجتني من بلاهة ظنوني.
- لالا.. لقد تعثرتْ.. كادت أن تسقط..
- تعني أنها تعثرت بعينيك التي تنهشانها بوقاحة.. بينما زوجتك بقربك تحتضر على رمضاء لا مبالاتك.
- أنت تغرقين في وحل أوهامك.
ردت بعتب: نعم أنا أفعل.. فالنقاش معك عقيم ولن يفتح للود مجالاً.
انغمست الشمس في الماء, وتركتها في ضجيج الصمت الذي غطى على ضوضاء الشاطئ..
نهضت.. طوت الكرسي الذي كانت تجلس فوقه على الشاطئ وذهبت إلى السيارة تنتظره
ريثما ينتهي من قذف سهام نظراته على فاتنات الشاطئ.