أنغام بها صمم * شعر أحمد غنيم*
 

أنــــغـــــام بـــهـــا صـــمـــم

مــا بــال صــبــرك يــوم الـبـيـن يـرتـسـمُ
والــقــلــب مــن حـرقـتـي بالـنـار يعـتصمُ

حتــى الـقـوافي بـدتْ فـي الـلــيــل بـاكـيـة
والـــزهـــرُ مــنــكــســرٌ والـبـيــدُ والأكــم

وهـــذه كـــــلِـــمٌ لـــو مــــــسّــــــها جـبــلٌ
لإنـْــــدكَّ هــيــكـــلــــه مــن هــذه الـكـلــم

لإنـــهــــار جــلــمـده تـحـت الـرمــال كـما
غــــوص الـســفــيــن بـمـوج بـات يرتطم

لا لا أرى فـي الــنـــوى صـبــرا ألــوذ بــه
فــالــمـــوت يـــرقـــب من باليأس يعتصم

والــحــلــمُ مـنـهــزمٌ والــصــبـرُ مـنـهـتـكٌ
والـــقـــلــبُ مـنـفـطـرٌ بــي والـدمــوعُ دم

لـمّــا بــدا الـوجــدُ في عـيـن الـسـقـيم بـدا
مــوتُ الـنـجـوم فـلــيــت الــوجـد يُـكـتـتـم

إن كــان مــوتــي بــلا مــوت الـحـيــاة فلا
خـــوفـــا يُـذل ولا بـالـــمــــوت نـنـهــــزم

كـــنـــت الــذي بـــدا للأكـــوان فـارســهــا
فــي شـخـصــه فـُتِـنـتْ في وصفه زعموا

تـحــكــي الـجبال ويحكي البحر عن شيمي
قــالـوا ســمــونا بــه بــل سـامـتْ الـشـيم

حـُــــرٌ كـــريــمٌُ ومـــقـــدامٌ بـــــلا وجــــــلٍ
مــن فــضــلـه في الـورى قد غارتْ الدّيم

قــالـــوا فــخــارا بـــدا لا لـســـت أذكــــره
ومـــاذا عـــنـــكَ بــوصــفــي أيـهـا الألــم

مــازلــت أرقــب يــوم الـبـيـــن مجـلــسنـا
دون الــكـــلام ودون الـصــمت نــضـطرم
مــا كـنـــت أعــرفــنـي فـــي جـو غـــادتي
كـنــت الـجـريــح وحــد الـمــوت لـي أَمَـم

وكـــنـــت شــخــصا بـــدا دون الـحـيـاة به
وجـــد الـقـــوافـــــي وأنــغـــام بـها صمم

فـــي صــمــتـــه شـجــنٌ فــي بــوحــه ألـمٌ
فـــي قـــلــبــه ســقــمٌ فــي جـفـنــه حِـمـم

هــل يـا تــرى قـاتــلـي دون الـطـعـان إذا ؟
مــرَّ الـظــلـــيــمُ وعــاد الـصــبــح يـبـتسم

هــل ســوف تـبـقـى مــن الأحـلام أجملها ؟
أم مــثـــل رســمـك تـحـت الشمس ينهدم؟

إن كـــان طــبــعــك مــن طـبـع الـذئاب فلا
دهــرا يــقـــوّمُ مــن مـاتتْ بــــــه الــقــيـم

لا لـيــس كــل جــمــيــل الـــوجــه مـرتـقيا
طـــوبــــى لـــمـــن بـجـمـال الـروح يغتنم

يــا قـــلـــب لا تــدع الأحــزان تـــغــــرقــنا
لا يـــقـــــرب الآن من دقـــاتــــك الــنـــدم

لا لا تـــكــــن دائــمـــا لـلـضـعـف مـمـتـثـلا
فـالـــورد فــي صــحـبـة الأشــواك يحترم

واحــفــظ عـهــود الـهـوى واحـفـظ أحـبته
واهــجــــر انـــاســـا بــدت بالـغــدر تنتقم

إن الــــذيـــن أضـــاعـــوا الـحــب أزمـــنةً
دون الـــرجـــوع لــه فـالـخـاســرون همو

وصف مميز وقفلة رائعة للقصيدة
احييك اخي الشاعر احمد غنيم