منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   قلعة شيزر نموذج يعكس روعة فن العمارة العسكرية في بلاد الشام (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=18792)

الغريب 1 - 10 - 2011 02:20 PM

قلعة شيزر نموذج يعكس روعة فن العمارة العسكرية في بلاد الشام
 
قلعة شيزر نموذج يعكس روعة فن العمارة العسكرية في بلاد الشام



http://www.1ss1.com/2009/1ss1_WHCytlZko.jpg

فوق أكمة صخرية منتصبة على الضفة الغربية من نهر العاصي في منتصف الطريق بين مدينة حماة وأطلال أفاميا التاريخية توضع قلعة شيزر كجزيرة يحاوطها نهر العاصي من جهات ثلاث، غير أن الإنسان العربي القديم أكمل عمل الطبيعة، عندما قام بحفر الصخر الواصل بين شبه الجزيرة والبر من جنوبها، ما زاد في منعة حصنها وفي تعذر الوصول إليها.

ويعود أقدم نص تاريخي يشير إليها إلى عام 1447 ق. م، فقد ذكرت في المنحوتات المصرية والرقم الآشورية والكتابات البيزنطية بأسماء قريبة من لفظ شيزر، إذ ذكرها للمرة الأولى (امنحوتب الثاني) أحد فراعنة السلالة الثانية عشر المصرية، وذكرها من بعده بالهيروغليفية (تُحتمس ) أحد فراعنة السلالة الثامنة عشر المصرية نحو سنة (1500 ق.م ) " في وصف إحدى حملاته على سوريا باسم (شنزار) أو (سيزر) ووردت في أحد رُقم (تل العمارنة) المسمارية باسم (زنزار) وسماها اليونانيون الأقدمون (سدزارا).

وفي أواخر القرن الرابع قبل الميلاد أطلق عليها (سلوقس نيكاتور) - القائد السلوقي- اسم (لاريسا)، أما البيزنطيون فقد ذكروها باسم (سيزر).



على أن الاسم العربي الأصيل ما لبث أن عاد فتغلب وظهر في صيغة (شيزر) المشتق من الشزر: نظرٌ فيه إعراض، أو نظر الغضبان بمؤخر العين، أو النظر عن يمين وشمال، والشزر: الشدة والصعوبة، وتشزَّر: غضب، وتهيأ للقتال.

ذكر امرؤ القيس شيزر في عِدَاد ما شاهد أثناء رحلته نحو قيصر الروم فوصفها قائلاً:

تقطَّع أسباب اللبَّانة والهوى
عشية جاوزنا حماة وشيزرا
بسيرٍ يضجُّ العودُ منه يُمْنُه
أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا

زلزال شيزر
لما كانت قلعة شيزر تقع على الطريق التاريخي إلى دولة بيزنطة فضلاً عن سيطرتها على الطريق الداخلية في سوريا، فقد جعلتها هذه المكانة المرموقة عرضة للغزوات الأجنبية من روم وصليبيين وغيرهم من الطامعين فيها خلال مختلف العصور، وكثرت أحداثها أيام كانت مركزاً لإمارة بني المنقذ الذين حكموا المنطقة ما بين (433 هـ - 522 هـ)، وكان من أشد هذه الأحداث المأساة الكبرى والفاجعة التي قضت على بني المنقذ عن بكرة أبيهم، ولم ينج منهم سوى (خاتون بنت شمس الملوك) زوجة تاج الدولة التي انتُشلت من تحت الدمار وأسامة بن المنقذ الذي كان متغيباً في مصر، وعندما عاد رثاها ببكائية تعتبر من عيون الشعر العربي يقول فيها:

لم يترك الدهرُ لي من بعد فقدهم
قلباً أجشَّمه صبراً وسلوانا
فلو رأوني لقالوا مات أسعدنا
وعاش للهَّم والأحزان أشقانا
بادوا جميعاً وما شادوا فوا عجباً
للخطب أهلك عماراً وعمرانا
هذه قصورهم أمست قبورهم
كذلك كانوا بها من قبلُ سكانا

وصف القلعة
تُعد قلعة شيزر نموذجاً رائعاً لفن العمارة العسكرية في العهد الأيوبي، ومصداقاً جلياً لطرازها العربي الأصيل، وإن فقدت الآن بعضاً من سورها وأبراجها التي تبلغ أربعة عشر برجاً توزعت في كل من جانبيها الشرقي والغربي سبعة أبراج ولا يزال بعضها قائماً. والقلعة ذات مدخل حجري من جهة الشمال ينتصب على جسر حجري طويل، تكونت قناطره من طابقين، ويلاحظ الزائر لأول وهلة عظمة المدخل، وهو ذا قنطرة كبيرة من فوقها، هيكل عُلوي لهذا المدخل، يتألف من ثلاثة طوابق أيضاً، تشكَّل بمجموعها برجاً شامخاً مشيِّداً بحجارة كلسية كبيرة الحجم، ومدعمة بأعمدة أسطوانية كروابط تشُّد البناء، وأحجار البناء ذات سطوح بارزة توحي بالقوة والصلابة، ويتم الصعود لأعلى البرج من المدخل، وقد رصفت الأكمة التي تقوم عليها القلعة بحجارة كبيرة تماثل الحجارة التي قامت عليها قلعة حلب، وتبدو في واجهة المدخل الذي يشبه كثيراً مدخل قلعة حلب أيضاً شرفات دفاعية لرمي السهام وأخرى كانت تُستعمل لصب الزيت على مهاجمي القلعة أثناء الحروب، كما تتصدر الواجهة كتابة عربية نافرة من سطرين بالخط النسخي تذكر اسم بأني القلعة (قلاوون الصالحي) وتاريخ بناء المدخل 689 هـ 1290 م ونصها: «مما عُمِّر في أيام مولانا السلطان الأعظم ملك رقاب الأمم، سيد ملوك العرب والعجم، سلطان الإسلام والمسلمين، قاتل الخوارج والمتمردين، فاتح القلاع والأمصار، الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي – أعز الله أنصاره». وفي مكان آخر لوحة نقش فيها «عمل الأستاذ المولى العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى إيبك الجندار المنصوري في مستهل رجب سنة تسع وثمانين وستمائة».

حلاقيم فخارية
إذا ما اجتاز الزائر مدخل القلعة يرى على يمينه سيباطاً معقوداً يمتد للداخل بنحو سبعين متراً، وهو ما يُسمى (الباشورة) التي تؤدي إلى داخل القلعة، ويُلاحَظ في جانب منها حلاقيم الماء الفخارية المتصلة بصهاريج الماء في القلعة، وبحجرات حمام داخلية، وفي داخل القلعة تواجه الزائر بيوت سكنيةَ خرِبة هجرها السكان إلى بيوت جديدة أقاموها في بلدة شيزر أسفل القلعة، وتنتهي الطريق من الجنوب أمام البرج الكبير الذي يُعد من أشهر آثار شيزر ومن أفضلها من حيث الحفاظ على البنية المعمارية الأصلية، وهو بمثابة البرج المتقدم للدفاع عن القلعة من فوق الخندق الذي يكفل مع الجسر الخشبي المتحرك والخندق فوق الوادي الضيق العميق دفاعاً آمناً من الجنوب، ولهذا البرج قسمان متميزان ينخفض الأول من الغرب حوالي مترين عن سوية أرض القسم الثاني، وقد كان من طابقين، تهدم منهما الطابق العُلوي، والمدخل باتجاه الشمال تعلوه كتابتان نسخيتان بالعربية تذكران أن بأني البرج هو "نور الدين محمود الزنكي"، وهما تؤرخان للبناء بعد حادث الزلزال الكبير سنة (552 هـ - 1157 م).

أما القسم الثاني فيمثل الركن الشرقي من البرج، ويمتاز بارتفاعه الشاهق وبنيانه الجميل، وينتصب فوق نهر العاصي من الطرف الشرقي أيضاً مهيمناً على الخندق المقتطع من الصخر، ويُعد هذا البرج من أمتن الأبراج الدفاعية ومن أكمل أنماط الهندسة العربية في المباني العسكرية، فقد انتظم الحجر الكلسي المدبب في رضمه، وارتبطت تلك (الرُضم) بمزيد من أعمدة الروابط، وبرزت رؤوسها للأمام وفق الطراز العربي المألوف في بناء الحصون والقلاع في العهد الأيوبي.


معلومات اخرى






قلعة شيزر هي قلعة سورية تقع في شيزر على مسافة 30 كم شمالغرب مدينة حماة، شيدت القلعة على أكمة صخرية تحاذي نهر العاصي من الغرب وقد ورد اسمها بين أسماء المدن السورية القديمة باسم سيزار وسنزار وقد سميت بالعهد السلوقي باسم لاريسا ولكن السوريون أعادوا الاسم القديم باسمها الحالي شيزر .





يعود تاريخ بناء القلعة إلى الفترة السلوقية نهاية القرن الرابع قبل الميلاد وقد انتقلت إلى الرومان ثم البيزنطيين وفتحها العرب عام 17 هـ - 638 م بقيادة أبو عبيدة بن الجراح من أيدي البيزنطيين الذين ظلوا يحاولون السيطرة عليها لأنها باب سورية للداخلين من أنطاكية ولكنهم لم يستطيعوا الثبات فيها.
وفي إمارة بني مرداس في حلب أعطى صالح المرداسي لأمراء بني المنقذ الكنانيين عام 416 هـ - 1025 م ولاية قرب شيزر وكانت القلعة تحت سيطرة البيزنطيين وتمكن سديد الملك علي بن مقلد من بني المنقذ من السيطرة على الحصن عام 1081 م لتؤسس إمارة بني المنقذ في وسط سورية.
وقد حارب أمراء شيزر الفرنجة في أفاميا أثناء حروب الفرنجة واستمر بنو المنقذ في حكم شيزر وجوارها حتى عام 552 هـ - 1157 م عند وقوع الزلزلة الكبرى التي أفنت سلالة بني المنقذ ولم ينجو إلا الأمير أسامة الشاعر المشهور، وقد أعاد نور الدين زنكي بناء القلعة وولى عليها مجد الدين بن الداية، وهدمت القلعة مرة أخرى بزلزال عام 1170 م.





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028962693.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028962694.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963372.jpg





وفي عام 659 هـ - 1260 م استولى سلطان حلب الملك العزيز على الحصن وبقيت القلعة قائمة بعد الهجوم المغولي على بلاد الشام فأعاد الملك الظاهر بيبرس عمارتها وتحصينها سنة 1261 م – 660 هـ. ودخلت تحت سلطة المماليك حيث أقطعها السلطان قلاوون للأمير سنقر الأشقر لمدة عام واحد 1280 م.





ودخلت شيزر في حوزة العثمانيين حيث بدأ عصر تراجعها البطيء حيث تحولت إلى قرية سكنية في نهاية الفترة العثمانية وقلت أهميتها العسكرية حتى تلاشت وفي النصف الأول من القرن العشرين تم إخلاء السكان من القلعة لتبقى أطلال شيزر شاهدة على فترات الازدهار والقوة التي مرت بها هذه المنطقة.




http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028962695.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963671.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963581.jpg





تخربت قلعة شيزر في القرون الماضية ولكن مخططها العام ما زال واضح المعالم. فعلى الأكمة الصخرية التي ترتفع أكثر من 50 م عما يجاورها من الأرض من الغرب ويسايرها نهر العاصي من الشرق والشمال ليشكل خندقًا منيعًا وقد أكمل الإنسان عمل الطبيعة بحفره خندقًا صناعيًا من الجهة الغربية للقلعة ومن الغرب بحيث يفصل الجرف الصخري ويعطي القلعة منعة وقوة وحصانة ويصعب على الغزاة تجاوزها. تمتد القلعة على الجرف الصخري بشكل متطاول 450م×50م حيث يقع مدخلها من الشمال يوصل إليه بدرج حجري يرتفع على طابقين من القناطر فوق الخندق، والباب ذو عتبة مستقيمة يعلوها قوس منكسر فوقه كتابة عربية ومن فوقها يوجد مرميان للسهام وبقايا شرفة. وحول الباب توجد كتلة هرمية مبنية بشكل مائل بحجارة كلسية كبيرة تستند من الأسفل إلى قواعد الجرف الصخري وتحمل الجدران من الأعلى. ويولج من الباب عبر ممر معقود على طرفيه محارس فيها أدراج توصل إلى الطابق الثاني من الأبراج التي تحمي الباب عبر ممر معقود على طرفيه محارس فيها أدراج توصل إلى الطابق الثاني من الأبراج التي تحمي الباب. ثم يوصل هذا الممر داخل القلعة حيث يستمر حتى البرج الجنوبي المعروف ببرج (عرف الديك).
بنيت أسوار القلعة من الحجر الكلسي مستندة إلى القاعدة الصخرية حيث يعطي الانحدار الشديد للجرف الصخري ارتفاعا شاهقا للأسوار من الجهة الغربية. و للقلعة عددا من الأبراج أهمها:





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963672.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963673.jpg





http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963582.jpg





أبراج المدخل التي تقوم على قمة الكتلة الهرمية وفوق المخل مهمتها حماية المدخل.




البرج الغربي: ويطل على نهر العاصي من الغرب ويرتفع بعلو طابقين حيث توجد مرامي السهام في الطابق الثاني وقد تهدم منه الجزء الداخلي. وقد استخدم لبنائه الحجر الكلسي الكبير الحجم لبناء المداميك والأعمدة للربط الأفقي في الجدران لإكسابها المتانة والقوة.

البرج الجنوبي: وهو كتلة معماري غاية في الجمال يعطي فكرة عن روعة العمارة العسكرية الإسلامية.
وقد بني هذا البرج على مرحلتين. بابه من الشمال يطل على الشرق ويتصل بدرج يؤدي إلى الطبقات العليا. سقوفه معقودة تحملها قواعد مريعة ضخمة. تتوسطه قاعة كبيرة تنفتح على مرامي سهام غاية في الروعة. وفي الواجهة الغربية للطابق الثاني توجد شرفة لرمي السهام. ويطل جداره الجنوبي على الخندق المفور من الجنوب مما يعطي هذا البرج مشهدا شاهقا ومنيعا. أما داخل القلعة فيوجد عددا من المباني التي ترجع إلى الفترة أواخر العثمانية بداية القرن الماضي حيث كانت القلعة مأهولة. وتمتزج هذه الأبنية مع ما تبقى من أقبية وجدران ترجع إلى القرون الوسطى.






http://www.syriaparadise.com/up/uploads/13028963584.jpg




تعتبر القلعة والجرف التي تقوم عليه من أملاك الجمهورية العربية السورية. أما المحيط من الأراضي من الشرق فهو أملاك خاصة.
يوصل إلى القلعة من مدينة حماة عبر بلدة شيزر بطريق معبد يقود حتى مدخل الدرج المؤدي إلى القلعة.



shreeata 1 - 10 - 2011 04:57 PM

سلمت يداك اخير الغريب
رائع في ادراجك
سملت
تحيات لك

ملك القلوب 2 - 10 - 2011 07:07 PM

بارك الله بك على هذه المعلومات الوافية
سلمت الايادي

جمال جرار 2 - 10 - 2011 10:33 PM

شكرا لك على ما طرحت

بانتظارك وبانتظار ما تحمله لنا من مواضيع مفيدة


لك منّي ارق تحية وأعذبها


الغراب الأسود 7 - 10 - 2011 09:50 PM

يعطيك العافية على المعلومات
بورك بك

أبو جمال 12 - 10 - 2011 07:43 PM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك
بانتظار المزيد من هذا العطاء
لك مني ارقّ تحية وأعذبها
دمت بخير

عاشق تراب الأقصى 27 - 10 - 2011 10:41 PM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق

تقديري واحترامي

الغريب 3 - 5 - 2012 10:25 PM

اسعدني مروركم وشرفني حضوركم للموضوع وبـ ردودكـ م الراقية
منورين
تحياتي لكم والمودة الصادقة
#cc##cc#
اخوكم
الغريب


الساعة الآن 09:06 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى