منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   الموت وآيات الموت في القرآن الكريم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8029)

ميارى 4 - 7 - 2010 06:50 PM

الموت وآيات الموت في القرآن الكريم
 




مع الدكتور : محمد هداية


تحدثنا في الحلقة السابقة عن الموت والروح والنفس والوفاة وكنه الموت والخلق من بدء خلق السموات والأرض وخلق آدم وتحدثنا عن آيات الموت والغيبيات الخمسة ومسألة الإدراك بأنواعها الأربعة وآلية خروج الروح من الجسد البشري. ونريد أن نستعيد بعض ما ذكرناه في اللقاء السابق عن الغيبيات الخمسة التي استأثر الله تعالى بعلمها ولا يستطيع مخلوق أن يصل إلى معرفة كنهها كما جاءت في ختام سورة لقمان (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {34}) وقد قال تعالى في مطلع سورة البقرة (الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5}) وفي هذه الآيات يوصّف الله تعالى أحوال المتقين وأول حال من أحوالهم أنهم يؤمنون بالغيب فهو إذن ركن ركين عند كل مسلم من آدم إلى أن تقوم الساعة والحقيقة أن ترتيب الآيات في كتاب الله ترتيب معجز فسورة البقرة التي هي أول سورة بعد الفاتحة في الترتيب كانت هي الآية 87 في التنزيل وهي أول سورة مدنية وترتيبها فبعد الفاتحة هو قمة الإعجاز من الله تعالى. وقوله تعالى (هدى للمتقين) فكأن الذي يؤمن بالغيب يأخذ صفة المتقين التي هي أعلى من صفة الإسلام والإيمان بالله رب العالمين. ويجب أن نعرف حقيقة معنى الإسلام والإيمان في القرآن فلو سألنا إنساناً عادياً أيهما أعلى الإسلام أو الإيمان لقال بالفطرة السليمة أن الإيمان أعلى ولكن في الحقيقة أن الإسلام قد يكون أعلى من الإيمان. كيف ذلك؟ هناك فرق بين إسلام العقيدة وإسلام الوجه لله تعالى وعندما ندقق في آيات القرآن نجد في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) هنا مطلوب الإسلام بعد الإيمان. ونأخذ الموضوع على وجه التقريب ليتضح المعنى فنقول: إسلام الرسالة أو العقيدة يأتي أولاً ثم الإيمان بالتطبيق ثم التقوى ثم الإحسان ثم الإسلام لوجه الله وهذا ما جاء في الآية السابقة التي هي نداء من الله تعالى للمؤمنين فلا يصح في هذه الآية أن نقول أن الإيمان أعلى من الإسلام لأنه يوجد إسلام أعلى من الإيمان وهو إسلام الوجه لله رب العالمين أما إسلام العقيدة فهو أقل من الإيمان.
والإحسان هو مرحلة أعلى من التقوى ونأخذ مثالاً على ذلك ما جاء في توصيف المحسنين في القرآن الكرم في قوله تعالى (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون) فالإحسان إذن له مواصفات خاصة أعلى من التقوى. وعندما نأخذ الآية في سورة البقرة (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) نقول أن الغيب كثير لكن الله تعالى يصف خمساً منها فقط في آية سورة لقمان. ولا يمكن لأحد من المخلوقات أن يطّلع على كنه هذه الغيبيات الخمسة او يصل إلى حقيقتها. (والإشارة إلى علم الساعة موضوع طويل سنتحدث عنه إن شاء الله في نهاية حلقات الموت) لكن يكفينا الآن أن نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل يا رسول الله متى الساعة؟ فماذا كان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال له ماذا أعددت لها؟ ولم يجبه أنها في يوم كذا في ساعة كذا وهو الإجابة المتوقعة على سؤال السائل وهذا ليعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المهم في موضوع الساعة أن نكون مستعدين لها لأنه لا فائدة من معرفة موعدها فهذا لن يغير شيئاً تماماً كالطلاب في المدرسة أو الجامعة منذ بداية السنة الدراسية وهم يعرفون موعد الإختبارات النهائية ومع ذلك ترى الكثيرين منهم من لا يستعد لها وعندما يحين موعدها يطلب التأجيل أما المجتهد فهو يستعد لها منذ البداية وهكذا علينا نحن البشر أن نعمل لها ونكون مستعدين لها في أي وقت جاءت. ولنعلم أن لكل إنسان قيامتان وساعتان وأجلان إحدهما عندما يحين أجله ويموت والآخر عندما ينفخ في الصور ساعة القايمة للجميع. فساعة الموت هي قيامة بحد ذاتها ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من موت الفجاءة.
سؤال: ويسأل المقدّم عن دلالة الغيب في قوله تعالى (وينزّل الغيث). والجواب أنه تعالى قال الغيث ولم يقل المطر أو الطلّ او الودق مع أنه ورد في القرآن وذلك لأنه عند الغيبية يذكر الغيث فهو أول الرزق (وبنزّل لكم من السماء رزقا) والرزق بشكل عام غيب بالنسبة للإنسان وما تكسب غداً هو الغيث فالمطر أو الغيث هو الذي يسوق الرزق وعندما نستعرض في القرآن آية المطر (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} الروم) نجد في حياتنا أن المطر ينزل على الأرض فتكون في منطقة جافة وتنتقل إلى منطقة مجاورة نزل فيها المطر بكثافة وهذا كله غيب لا يعلمه إلا الله تعالى فالرزق إذن غير معلوم بالنسبة لبني آدم.
وننتقل إلى قوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام) وقلنا أن الآية جاءت ب(ما) ولم يقل (من) وكما اشرنا في الحلقة السابقة أن الأطباء بإجهزتهم الحديثة يمكن أن يعرفوا من في بطن المرأة لكنهم لا يعلمون ما في بطنها وهل هذا المولود شقي أم سعيد ولا كم أجله وغيره من الأمور الغبية المتعلقة بهذا المولود لا يعلمها إلا الله تعالى. فما المقصود بشقي أو سعيد؟ في الدنيا إذا رأى الناس فقيراً يقولون عنه شقي لكنه قد يكون أسعد المخلوقات فكلمة شقي وسعيد لها مفهوم عند الله تعالى غير ما يفهمه البشر والمعيار هو أن يكون شقياً أو سعيداً في الآخرة فإما أن يكون في الجنة فيكون سعيداً وإن بدا شقياً في الدنيا وإما أن يكون في النار فيكون شقياً وإن بدا سعيداً في الدنيا وكل نعيم سوى الجنة حقير وكل عذاب سوى النار هيّن. وفي الآخرة كما ورد في الحديث أغلبية أهل الجنة من الفقراء. وقد عُبّر عن الآرة في القرآن بالحيوان (إن الدار الآخرة لهي الحيوان) رمزاً للإستمرارية وهي تدل على الحياة الحقيقية التي ليس بعدها موت فهي إما جنة أبداً وإما نار أبداً، أما الحياة الدنيا فهي التي يأتي بعدها موت وقد يكون شقاء الإنسان في الدنيا وصبره على ذلك هو سعادته الأبدية في الآخرة.
وقوله تعالى (وما تدري نفس بأي أرض تموت) طالما لا أعلم المكان فلا أعلم الزمان أيضاً وهذه من الغيبيات التي لم يطلع الله تعالى عليها أحداً من خلقه ولا حتى أنبياؤه ورسله ولا الرسول صلى الله عليه وسلم. وحتى قبل وفاة الرسول عرف الصحابة من ألفاظ رسول الله أنه خُيّر بين الدنيا وما عند الله ففهمها أبو بكر فقال قرُب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الممكن أن يعيش الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها سنوات عديدة لك يكن أحد ليعلم كما جاء في قوله تعالى منذ نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم منذ 1425 عاماً قوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر) ولا يعلم أحد موعدها.
سؤال: ويسأل المقدّم في موضوع الرزق فيقول يقول الناس أن الله تعالى عدل في عباده وقد يكون لكل واحد منا نسبة مختلفة من النعم لكن مجموعها يكون مساوياً لكل البشر فكيف إذن نقول عن الطفل الذي يموت في بطن أمه أنه استوفى أجله ورزقه؟ وهل يُبعث يوم القايمة على هيئته البشرية أم على صورة ملك؟
الموله عزّ وجلّ هو الذي عمل الأجل لكل المخلوقات ونحن لا نعلم أجل هذا المخلوق ولكن حكمة الله تعالى تقتضي أن يكون أجله هكذا وهذا ما قدّره الله تعالى وقد يكون هذا الطفل إختباراً وابتلاء لوالديه ليرى تعالى إن كانوا سيصبروا أم لا. ونقول أن هذا الطفل قد استوفى أجله الذي كتبه الله تعالى له وهذا الأجل لا يُقدم أو يُؤخر أبداً كما قال تعالى (ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده) وهذه قضية محسومة.
ومن الخطأ أن نفهم أن الرزق يعنب المال فقط فكلمة المال تعني كل ما لك من صحة وسعي وعمل وعلم وغيرها ومن الرزق مثلاً أن تعمل أو لا تعمل فالصحة رزق والعلم رزق والأموال رزق والذكاء رزق والله تعالى جعل فروقاً بين البشر من حيث العطايا لكن مجموع العطايا كلها بالنسبة لكل شخص متساوي فقد يكون لأحدنا نسبة 80 في المئة في الصحة ولغيره 60 في المئة ثم يكون النسب معكوسة في الأموال مثلاً بحيث تتساوى مجوع العطايا. ومن الممكن أن يكون الإنسان صحيحاً في جسده لكنه لا يوفق في العمل أو في الذكاء أو السعادة أو الرضى أو الصبر وكل هذا رزق.
ويستطرد المقدّم فيسأل إذا كان الرزق كما تقول فكيف نفسر التفريق في قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)؟
قلنا أن المال تعني ما لك من رزق وصحة وتُخصص للنقود وعندما يقول تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا فهذه حقيقة ولمّا تدبّر ابراهيم عليه السلام الحياة الدنيا والآخرة قال (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) فهل الرجل الذي لا يُنجب استغنى عن زينة الدنيا ويمكن له أن يصل إلى سعادة الآخرة بما عنده كما قال ابراهيم ِعليه السلام، وهذه الزينة التي وردت في الآية ي زينة مؤقتة متعلقة بحياة منتهية وكم ممن كان له زينة في الدنيا من أموال وأولاد يأتي يوم القيامة ولم ينفعه شيء من هذه الزينة فما ينفع هو من أتى الله بقلب سليم. وطالما وردت كلمة زينة فهي تجر للتفاخر ثم الإبتلاء وقد يكون المال ابتلاء لصاحبه وسر شقائه وكذلك البنون قد يكونون سر الشقاء وهذه قضية يجب أن ينظر إليها الإنسان على أنها ابتلاء من الله تعالى فإما أن تكون نعمة وإما أن تكون نقمة.
نعود للسؤال هل يشفع الطفل الذي مات في بطن أمه لوالديه؟ إن صبر الوالدان يشفع لهما ونستدل بحديثين أحدهما حيث قبض صفيّ العبد (إذا قبض الله صفيّ العبد وصبر فلا جزاء له إلا الجنة) وقد يموت الإنسان كمداً على صفيّ له مات وهو صابر وقد ورد في قصة يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام أن يعقوب ابيضت عيناه من الحزن فأصبح كظيماً وكثير يفسرون هذه الآية أن يعقوب ابيضت عيناه من كثرة البكاء على يوسف لكن الحقيقة أن عيناه ابيضت من كتم حزنه. ونقول أقفل باب الحزن بمفتاح الرضى والصبر وكن راضياً. والحديث الآخر حديث قدسي يسأل تعالى ملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ يقولون نعم يا رب، قبضتم ثمرة فؤاده فيقولوا نعم يا رب، فيقول ماذا قال عبدي؟ يقولون حمدكَ واسترجع (أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون) فيقول تعالى ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة سمّوه بيت الحمد. فهذ الشخص إذن بحمده لله تعالى صار الحمد عنواناً للسعادة يوم القيامة. وعلينا أن نركّب على هذا المعنى عندما نتكلم عن الموت ولا ننكر أن هيبة الموت فوق كل عقل ولكن علينا كمسلمين أن نرضى بما قسمه الله تعالى لنا في الدنيا وأن نصبر على ما يأتيهم من أحداث والله تعالى يجزي على ذلك خير الجزاء. وعل سبيل المثال من صبر على فقد إحى عينيه أو كلتاهما فلا جزاء له إلا الجنة. وهناك امتحانات وابتلاءات تحتاج منا لتوقف فكيف أكون مسلماً وأجزع؟
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76}) فهل في هذه الآية قسم أم لا؟
قال تعالى في سورة الواقعة (فلا أقسم بمواقع النجوم) . فلا أقسم: الفاء هي للتفريع أي لتفرّع ما قبلها. ولا أقسم هو قسم منفي بيقين. لا أقسم قد توحي أنها نفي للقسم لكن جاءت في الآية التالية قوله تعالى (وإنه لقسم لوتعلمون عظيم) فهل هو قسم أم لا؟ قد يبدو الأمر متناقضاً للبعض ولكن علينا أن نعلم أن لغة القرآن تختلف عن لغتنا العامية واللغة المكتوبة فالقرآن له لغة عربية خاصة منه أُخذت قواعد الصرف والنحو وعلينا أن ندقق في لغتنا ونأخذها من اللغة الفصحى وليس العامية. وعندما نقرأ القرآن نجد الآية (أفلا يتدبرون القرآن) وحتى أتدبر القرآن يجب أن أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) ولن يفهم أحدٌ القرآن إلا إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم.
وقد وردت آيات القسم في القرآن على هذا النحو المنفي (لا أقسم بمواقع النجوم) وقوله تعالى في سورة البلد (لا أقسم بهذا البلد) وقسم واضح (والشمس وضحاها) (والسماء والطارق) وغيرها. ود قال البعض أن القسم المنفي يدل على نفي القسم فنقول لهؤلاء فلماذا جاء قوله تعالى بعدها (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)؟ والواقع أن القم المنفي هو أقوى من القسم غير المنفي. ولله تعالى أن يُقسم بما شاء كيف شاء أنّى شاء ولنا نحن البشر أن نقسم بالله فقط.
وحتى نعلم قيمة القسم المنفي لا بد أن نُقرّ أنه قسم وهذا بنصّ القرآن (إنه لقسم لوتعلمون عظيم) لأن القسم المنفي ما جاء في القرآن إلا لأمر يشهد عليه الناس فلم يكن محتاجاً لقسم أصلاً. فالله تعالى يُقسم على أشياء ما كانت تحتاج لقسم لولا إنكار المنكرين وجحود الجاحدين ونحن نستعمل هذا النوع من القسم في حياتنا اليومية كأن نقول لأحد ما (ليس لك علي يمين أن هذا الأمر حصل مثلاً). ونأخذ مثالاً قوله تعالى في سورة البلد (لا أقسم بهذا البلد ) إلى قوله (لقد خلقنا الإنسان في كبد) والإنسان هو أكثر من يشهد أنه خُلق في كبد ولك يكن يحتاج أصلاً إلى قسم ولكن بما أننا نحتاج لقسم جاء القسم منفياً. وكذلك في آية سورة الواقعة (فلا أقسم بمواقع النجوم) إلى قوله (إنه لقرآن كريم) والقرآن لا يحتاج إلى قسم والكل يشهد أن هذا القرآن كريم حتى اعداء الإسلام يحاولون الدخول في تشويه القرآن وتضعيفه ثم بعد ذلك يحتجّون به عند مناقشتهم ويرجعون إليه ليستشهدوا بآياته.
الفرق بين القرآن والكتاب
والمُقسم عليه في هذه الآية (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون) وهذا دليل تعظيم القرآن. وهنا علينا أن نتوقف عند الفرق بين القرآن والكتاب. فالقرآن هو كا نزل منجّماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آيات القرآن ولا يطلق لفظ القرآن إلا على ما نزل متفرقاً أي الآيات. أما الكتاب فلا تطلق إلا على المصحف (إذا انتهى القرآن وأصبح كتاباً). ونستعرض الآيات في سورة البقرة (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) وفي نفس السورة جاءت الآية (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس) وقد وردت كلمة الكتاب مرة والقرآن مرة أخرى ووردت كلمة (هدى) في المرتين. كلمة هدى في آية الصيام جاءت للناس (هدى لمن؟ للناس) لأنه ما زال القرآن يُنزّل ولم يرفضه الناس أما هدى في الآية الأولى من سورة البقرة فجاءت للمتقين (هدى لمن؟ للمتقين) وهنا تدل على أنه أصبح كتاباً واكتمل ولا يكون هدى إلا للمتقين الذين يريدون التقوى من المسلمين وليس لكل الناس وهذه الآية تبيّن الفرق الذي استغرق بحوثاً طويلة وكثيرة حول قوله تعالى (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون) فالكتاب هو يضم ويحوي القرآن لأن القرآن نزل مفرّقاً. ونسأل هنا هل نزل الكتاب مرة واحدة؟ كلا وكلمة أنزلناه في آية سورة القدر (إنا أنزلناه في ليلة القدر) تعني أنزلناه كله فما هي حقيقة التنزيل؟ قال تعالى (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) قهما إذن تنزيلان الأول من الله تعالى إلى السماء الدنيا وهذا إنزال للكتاب، والثاني تنزيل للقرآن متفرقاً على الرسول صلى الله عليه وسلم. إذن الكتاب نزل مجملاً بالترتيب الذي بين أيدينا اليوم والذي نعرفه إلى السماء الدنيا ثم نزل منه القرآن آيات متفرقات على الرسول صلى الله عليه وسلم. وهناك فرق بين ترتيب القرآن بالنزول وترتيب الكتاب ونسأل من الذي جمع الكتاب؟ والجواب هو الله تعالى بنصّ القرآن الكريم بدليل قوله تعالى عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعجل ليحفظه عندما ينزل به جبريل (لا تحرّك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه) فالله تعالى هو الذي جمعه ساعة شاء أن يكون لهذه الأمة كتاب والخطأ الشائع بين المسلمين أن عثمان وأبو بكر هما الذين جمعا القرآن مقولة خطأ فهما لم يجمعا القرآن وإنما كتبوه فجاء موافقاً للجمع الذي جمعه تعالى للكتاب لأنه لا يمكن لبشر أن يجمع القرآن.
فالكتاب إذن هو ما حواه اللوح المحفوظ بإجماع علماء علوم القرآن أن الكتاب الذي أنزله تعالى إلى السماء الدنيا ساعة شاء أن يكون لهذه الأمة كتاب هو كتاب بالترتيب الذي معنا في المصحف ومنه نزل القرآن متفرقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذا جاءت الآية (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون). والكتاب المكنون هو ما يقابل اللوح المحفوظ وهناك خطأ شائع آخر في فهم قوله تعالى (لا يمسه إلا المطهّرون) لأن المفسرين فسروا الآية على أنه لا يجوز لغير المتوضئ أن يمس القرآن وهذا مفهوم خطأ لأنه لو علمنا معنى كلمة المطهّرون لعرفنا أن المقصودين في هذه الآية هم الملائكة الحفظة الذين كانوا في حراسة جبريل وكلمة مطهّرون هي اسم مفعول ولهذا تختلف عن كلمة متطهرون التي هي إسم فاعل فالبشر عندما يتوضأ أو يزيل عنه النجاسة فقد أصبح متطهراً وليس مطهّراً لأن الملائكة هم مطهّرون بفعل الله تعالى فالآية لا تشهد لنا وإنما للملائكة ولو كان المقصود البشر لقال تعالى لا يمسّه إلا المتطهرون.
واللوح المحفوظ هو ما كتب الله تعالى فيه كل شيء ساعة خلق القلم وقال له اكتب في الذكر كل شيء قبل خلق السموات والأرض (إرجع إلى الحلقة السابقة وحديث أهل اليمن).
كنه الوفاة قبل الموت: نعود للآيات التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة والتي تتكلم عن الموت في القرآن الكريم وهي آية سورة ق (وجاءت سكرة الموت بالحق) وقوله تعالى في سورة الواقعة (فلولا إذا بلغت الحلقوم) وهذه الآيات تشرح آلية الموت وكيف يحدث ويتحدث المولى تعالى بإعجاز للبشر عن قضية خروج الروح من الجسد وهذا لأنه قال في آية أخرى وقضى في كتابه (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) وجاء ذكر الروح في قوله تعالى (ونفخت فيه من روحي) وقلنا أن هذه الروح المنسوبة إلى الله تعالى هي قوام الحياة. والآية في سورة الواقعة (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87}) أريد أن أوجهها للكافرين وأطرح السؤال هل يستطيع أحد أن يُرجع الروح إلى البدن بعد أن تخرج منه؟ بالطبع لا وقلنا أن هذه الروح التي دخلت الجسد آخراً تخرج منه أولاً عند الموت (يمكن العودة للحلقة السابقة للتفصيل) وقلنا أن آلية الحياة هي عكس آلية الموت والموت نقيض الحياة والحق تبارك وتعالى يقول لنا (فلولا إذا بلغت الحلقوم) أو (حتى إذا بلغت التراقي) وهاتان الآيتان يجب أن نقف عندهما بيقين لنقف عند إعجاز الله تعالى في البشر فيا من كفرتم بالخالق الأعظم هذا هو التحدي مفتوح أمامكم إلى قيام الساعة فانظروا إلى أنفسكم وأنتم تجتمعون حول من حضرته الوفاة وجاءه الموت وهذا قمة التحدي أن يرجعوا روح الميت إلى بدنه ليس بعد خروجها من الجسد كله وإنما يرجعونها وهي ما زالت في الحلقوم أو التراقي وعند هذا الموقف العظيم يجب أن تكون ساعة وفاة أحد منا ساعة عودة وتوبة لمن كفر بالله تعالى فالآية فيها تعليق ثم إعجاز. ويقول تعالى أنه طالما وصلنا لهذه اللحظة فكأنها درجة من درجات توفّي النفس وقلنا أن كل موت وفاة وليست كل وفاة موتاً لآنه توجد وفاة تتعلق بالنوم وما دام تكلمنا عن الوفاة فيجب أن نتكلم عن كنه الوفاة قبل الموت لأن الله تعالى يوصّفها بطريقة بديعة لنفسه وذاته ولملك الموت وللملائكة القائمين بقبض الروح وخروجها. وفي آيات يوم القيامة أراد تعالى أن يشرح لنا هذا على أعلى مستوى (حتّى إذا بلغت التراقي وقيل من راق) وقلنا أن (من راق) تحتمل معنيين أولهما أن يكون القائل هم أهل الميت يسألون هل من يرقي هذا المحتضر ويشفيه أو أن القائل هو ملك الموت يقول من يرقى بهذه الروح لأن الملائكة تختصم عند خروج الروح الخبيثة من يرقى بها من نتن رائحتها (وبناء الفعل لمن لم يُسمّى فاعله يفيد التوسع في المعنى ويحتمل المعنيين)، أما النفس الطيبة فالملائكة تتسارع من يرقى بها إلى السماء وهذا جاء بنصّ القرآن الكريم في قوله تعالى (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) زنسأل ما دلالة سائق وشهيد؟ نقول قد يكونا من الملائكة أو من أعضاء الجسد التي تشهد على الإنسان أو عمله ولو تدبرنا هذه الآية حق التدبر لما جلس أحد منا عن الصلاة أو الصيام أو الزكاة وسيجد كل إنسان أن لا شيء ينفعه مهما كانت درجة إسلامه إلا عمله وساعة تنفرد في القبر لا يبقى إلا عملك وعندما تسمع قوله تعالى (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {22} ق)
يا من بدنياه انشغل وغرّه طول الأجل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
ونعود لقوله تعالى (وظنّ أنه الفراق) وقلنا أن مراحل الإدراك أربعة هي العلم والظن والشك والوهم (انظر الحلقة السابقة) وقلنا أن العلم هو إدراك اليقين وهو مختص بالله تعالى ولا يمكن لبشر أن يصل إلى درجة العلم، أما الظن فهو إدراك الطرف الراجح وهي أقرب نسبة للعلم يمكن أن يصل لها الإنسان ولآنه في حضرة علاّم الغيوب لا يصح لبشر أن يقول علمت (إني ظننت إني ملاق حسابيه) والأمر الآخر أنه يجب على المؤمن أن يعمل للآخرة من بداية الظن ولا ينتظر حتى يصل للعلم لأنه لن يصل إليه (وظنّ أنه الفراق) بمعنى علِم لكن هذه هي أقرب نسبة علم يمكن للبشر الوصول إليها والدليل من القرآن قوله تعالى (قال رب ارجعون لعلّي أعمل صالحاً) قالها بعدما تأكد أنه الفراق.
موضوع توفّي النفس: هناك فرق بين الموت والوفاة والموت هو وفاة لكن الوفاة قد لا تكون موتاً وحتى نفهم كلمة الوفاة أثبت الله تعالى التوفّي لذاته ولملك الموت والملائكة في ثلاث مراحل ولا تنافض بين الآيات. فالنسبة للوفاة توجد وفاة بمعنى الموت ووفاة بمعنى انفصال الروح من الجسد مؤقتاً بالنوم فالأولى عنوان والباقي مراحل بمعنى (الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) فهناك مرحلتي توفّي النفس بالنسبة لله تعالى فهو إما يتوفاها وهي نائمة وإما يتوفاها بعد الموت، وقد عُبّر عن الروح هنا بالنفس ولم يقل الروح لأن الآية يدخل فيها النوم أي فيها انفصال مؤقت ، وحين موتها بعد انتهاء التوفّي من ملك الموت والملائكة. وقوله تعالى (فيمسك التي قضى عليها الموت) هذه وفاة بعد الموت أي انفصال دائم وقوله تعالى (ويرسل الأخرى) هذه وفاة عند النوم وهي انفصال مؤقت.
وقوله تعالى في الآية (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم في النهار) تؤكد هذا المفهوم لأنها تشير إلى الوفاة البعيدة عن الموت والتي هي خروج الروح مؤقتاً في النوم بدليل قواه (ويعلم ما جرحتم في النهار) الذي قبل النوم. وفي النوم يحصل أحد أمرين إما يمسك التي قضى عليها الموت أو يرسل الأخرى.
ثم يثبتها لملك الموت كما في قوله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكّل بكم) وهذه تشير إلى قبض الروح عن طريق ملك الموت والتوفّي يكون بفعل الله تعالى.
ثم يثبته للملائكة في قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرطون) وهذه تشير إلى خروج الروح عن طريق الملائكة التي تنزع الأرواح.
وإذا قلبنا هذه الأحداث حصلنا على كنه الوفاة ومراحلها فعندما دخلت الروح الجسد صار فيه حياة فكيف تخرج الروح من الجسد؟ أولاً إذا نام الإنسان للموت أو مات فجأة تخرج روحه من بدنه بفعل الملائكة ثم بفعل ملك الموت ثم يتوفاها الله تعالى. والوفاة سابقة على الموت وهي مراحل خروج الروح وعندما تخرج الروح نهائياً نسميها موتاً وإذا خرجت مؤقتاً نسميها نوماً أو وفاة. والله تعالى يتوفّى في حالة خروج الروح نهائياً (الله يتوفّى الأنفس حين موتها) ولم يقل عنها روح لأنه قد يعقب هذه الوفاة موت وقد يعقبها استيقاظ بعد النوم. والروح هي قوام الحياة التي في البدن وبدونها لا يكون حياة وبخروجها يُسمّى الجسد ميتاً بتسكين الياء. وسميت كلها وفاة لأن الوفاة سابقة على الموت وكل كلمة تُطلق على ملك الموت والملائكة تُسمة وفاة وفي حالة الموت تأتي الآيات (الله يتوفّى الأنفس)، وساعة خروج الروح من الجسد يصبح جثة هامدة هذا الخروج يسمى الموت لكن خروج الروح عند النوم يسمى وفاة فالموضوع كله وفاة وفيها وفاة يعقبها موت أو وفاة يعقبها استيقاظ وهي النوم.
إذا حدث الأجل المسمى تبقى الحياة مستمرة لكن ساعة يتحقق فيه يأتي الموت فتأتي الملائكة تنزع الروح ثم يقبضها ملك الموت ثم يتوفّاها الله تعالى حتى تصبح موتاً.
الفرق بين النائم والميت: وهل يقبض ملك الموت روح النائم؟ ما ذُكرت الوفاة بحق ملك الموت والملائكة إلا بالموت أما الوفاة فلم تُذكر إلا مع الله تعالى. (يتوفاكم ملك الموت) (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا) تدل على الوفاة التي يعقبها موت أما قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس) فتدل على الوفاة التي يعقبها استيقاظ (ويرسل الأخرى) وعلى الوفاة التي يعقبها موت (فيمسك التي قضى عليها الموت) وهنا خروج نهائي لا رجوع بعده. فتوفّي الملك يعقبه توفي من الله تعالى.
الكلام هذا يتعلق بإعجاز الله تعالى في آية واحدة هي آية سورة الواقعة (فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين) وقوله تعالى (فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) ونسأل عن دلالة كلمة حينئذ؟ نحن ننظر في كل الأوقات لكن هذا الوقت يختص بإعجاز وهذه الآية تشترك مع آية ثانية هي قوله تعالى في سورة ق (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وفي الواقعة قال تعالى (ونحن أقرب إليه منكم) فما هو حبل الوريد؟ هذا من باب عطف العام على الخاص كأنه يقول تعالى ونحن أقرب إليه من حبل هو الوريد وهذا هو العرق الذي في جانب العنق والذي إذا قُطِع لا بد من الموت. فما الفرق بين الموت والقتل؟ الموت هو خروج الروح من الجسد بعد انقضاء أجلها فيه أما القتل فهو هدم الجسد الذي هو وعاء الروح فلا يعود صالحاً لاستيعاب الروح فتخرج منه وأقرب شيء إلى القتل هو قطع الوريد فإذا قُطِع لا بد أن تحصل وفاة ولا بد أن تخرج الروح كما في الشنق أو الخنق. فالله تعالى أقرب إلينا من الروح التي بين جنبينا وإن كانت الروح هي قوام حيلتنا وهو أقرب إلينا من روحنا يكون هو بالتالي المنحكم في الروح فهل حدث أن استطاع مخلوق أن يمنع الموت عن نفسه أو عن غيره؟ (ترجعونها إن كنتم صادقين).
وعندما يشفى المريض لا يظنن أن الطبيب قد شفاه وإنما هو سبب من أسباب الشفاء وأسباب بقاء الحياة التي أرادها الله تعالى بقدره وإذا لم نحضر الطبيب للمريض فيكون هذا من قدر الله أيضاً. والطبيب ليس السبب وإنما هو من الأسباب فإن كان في عمر المريض بقية يكتب الله تعالى له الشفاء. وهكذا يجب أن نفهم الآية (ترجعونها إن كنتم صادقين) ويعقب هذه الآية فأما وأما وأما (فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92}) وفي آية سورة ق (حتى إذا بلغت التراقي وقيل من راق) يعقبها (فلا صدّق ولا صلّى) وهذا موضوع حلقتنا القادمة إن شاء الله.

سماح 4 - 7 - 2010 07:17 PM

بوركت الايادي البيضاء
وجعله الله في ميزان حسسناتك
مع تقديري لجهودك

B-happy 4 - 7 - 2010 08:11 PM

بارك الله فيك اختي ميارى وحفظك وغفر لنا ولك

صائد الأفكار 5 - 7 - 2010 12:41 AM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/77.gif
بارك الله بك ونفع بعلمك وجوزيت عنا كل خير

ميارى 7 - 7 - 2010 05:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح (المشاركة 56960)
بوركت الايادي البيضاء
وجعله الله في ميزان حسسناتك
مع تقديري لجهودك

http://photos.azyya.com/store/up3/090220215215CAX9.gif

ميارى 7 - 7 - 2010 05:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة B-happy (المشاركة 56973)
بارك الله فيك اختي ميارى وحفظك وغفر لنا ولك

http://photos.azyya.com/store/up3/090220215215CAX9.gif

ميارى 7 - 7 - 2010 05:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صائد الأفكار (المشاركة 57056)
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/77.gif
بارك الله بك ونفع بعلمك وجوزيت عنا كل خير

http://photos.azyya.com/store/up3/090220215215CAX9.gif

ميارى 7 - 7 - 2010 05:25 AM

الموت وآيات الموت في القرآن الكريم (الجزء الثاني)
 
الجزء الثاني

نبدأ بالسؤال الذي وردنا من كثير من المشاهدين وهو: هل يُحكم على إسلام الإنسان المحتضر من القرار الذي يأخذه إذا خُيّر بين أن يُقبض أو أن يبقى على قيد الحياة؟
السؤال مهم بالنسبة لكراهية الناس للموت وحُب لقاء الله أو كره لقاء الله، فلو أن أحداً يحتضر ولو افترضنا أنه يمكن أن نخيره فهل إجابته تنم عن إسلامه؟ نقول نعم لأنه ليس بمعنى إني كاره للموت أني كافر بالله أو بالموت لكن قد يكون العمل غير صالح لذا يخاف الإنسان من الموت ومن لقاء الله على هذه الحال. وقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة وهو يحتضر كيف تجدك؟ قال أخاف لقاء الله ولكن أرجو أن يغفر لي فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم دُم على هذا فإنك بين الخوف والرجاء. والخوف لا يعني كما قلنا أني كاره لقاء الله لكن يجب أن أكون بين دفتي الخوف والرجاء لأن الموت آت لا محالة سواء كرهته أم أحببته فيجب أن يكون العبد المسلم المسلّم لله واثق من هذا. والقرآن يشرح هذه النقطة في مسألة تمني الموت لغير المسلم فقد قال تعالى في سورة الجمعة (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {6} وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {7} قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {8}) فهناك من هو غير مسلم ويدّعي أنه في الجنة فإن كان صادقاً تمنّى الموت فيقول تعالى له (ولن يتمنونه أبداً) وقس على هذا كل من هم على شاكلته حتى من بعض المسلمين أنفسهم من يقول قلبي طاهر ولكنه لا يصلي ولا يصوم فنقول له تمنى الموت إن كنت صادقاً فيأتي التعقيب والتقرير من الله تعالى (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) وهم لا يتمنونه ويرفضونه وحسب بل إنهم يفرون منه أيضاً (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {8}) فالمسألة فعل وعمل ويقين . ومستحيل على غير المسلم أن يتمنى الموت وقد اختلف أهل العلم في تمني المسلم للموت حتى الذي يعمل صالحاً لا يتمناه وذلك لأنه يرد أن يستزيد من عمله الصالح ومن الفلاح فالإنسان إن كان محسناً لا يتمنى الموت لعلّ الله تعالى يزيد في إحسانه وإن كان مسيئاً لا يتمنى الموت لعلّ الله أن يمدّ في عمره ويعطيه فسحة من الوقت ليعود إلى الله ويتوب إليه. وهناك آداب وواجبات على الإنسان المحتضر وعلى الذين يحضرون الوفاة سوف نتطرق إليها إن شاء الله في نهاية حلقات الموت ونتحدث عنها بإسهاب. فمن واجب المحتضر أن يُكثر من ذكر الله تعالى ويتوب ويتذرع بالصبر وعلينا أن نذكر أن الإحتضار إنما هو فسحة من الوقت وفرصة لكسب الحسنات لأن الله تعالى كما ورد في الحديث الشريف يقبل توبة العبد ما لم يغرغر أي (حتى إذا بلغت الحلقوم) أو (إذا بلغت التراقي). ومثال على ذلك أن فرعون لمّا أسلم لم يقبل الله تعالى إسلامه لأنه أسلم في وقت لا ينفعه ذلك لأنه من دواعي الإسلام الصحيح أن يُؤيّد بالإيمان الصحيح وهو العمل لكن فرعون أسلم عندما أدركه الغرق وحتى أنه لم ينطق بالشهادة وإنما قال (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91} سورة يونس) لم يقل آمنت بالله ولكنه قال ما جاء في الآية وكأنه منافق في إسلامه هذا ويريد أن يُرضي بني إسرائيل لعلهم ينقذونه لمن الله تعالى وهو أعلم بما في نفس فرعون رد عليه في قوله تعالى (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91}) لأن الإسلام له حقيقة والإيمان حقيقة، وقد لقي الرسول صلى الله عليه وسلم أرجلاً فسأله كيف أصبحت؟ قال أصبحت مؤمناً حقاً فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم ما حقيقة إيمانك؟ قال عزفت نفسي عن الدنيا فتساوى عندي ذهبها ومدرها فقل له الرسول صلى الله عليه وسلم عرفت فالزم.
واختيار المحتضر يعتمد على عمله في الدنيا والمسلم لا يكون خائفاً من لقاء الله لأن الموت والقبر أول منازل الآخرة فإن خُيّر المسلم المحتضر وجاز له هذا فمن تسليمه يجب أن يقول على مراد الله تعالى لأنه لو رجعنا إلى قصة موسى وآدم في الحاقات السابقة لتبيّن لنا أن الإنسان وإن كان مسلماً لا بد أن يخشى ويهاب الموت لكن عليه أن يكون مستعداً لهذا اليوم وهو الأجل المسمّى للإنسان.
ويسأل المقدّم المسلم يحب لقاء الله فهل نرى الله تعالى في الآخرة؟ والجواب أنه توجد أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) ولو نظرنا إلى الموضوع بيقين فالتمني وعدم التمني ليس اختيارياً ولا يحسم قضية فاللقاء محتوم لن يفرّ منه أي من المخلوقات فطالما العقل يحسم القضية فالمسألة أن نخرج من تمني وعدم تمني إلى حب لقاء الله وعجبت لمن يناقش عندما شرحت هذا الحديث وقلت أنه علينا أن نجعل حب الله تدريب للنفس كيف؟ في الصلاة نجعلها صلة بالله تعالى ومناجاة ونوقّعها في الصلاة بتدريب النفس عند السجود وعند ذكر أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم ومناجاة الله تعالى، وقد قال الإمام مالك: إذا أردت أن أناجي ربي دخلت في الصلاة وإذا أردت أن يناجيني ربي قرأت القرآن. فهو على حالتين إما يتلقى عن ربه بافعل ولا تفعل وإما يناجي ربه بالصلاة والدعاء وكأنه يدرّب نفسه على لقاء الله تعالى. ولقاء الله تعالى في الآخرة حساب مصداقاً للحديث (اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب بلا عمل) فلندرّب أنفسنا على لقاء الله من الآن بحب الصلاة والصيام وحسن الخلق وفي المعاملات مع خلق الله وفي الخشوع في الصلاة وغيرها من العبادات.
ثم سؤال هل نرى الله في الآخرة؟ سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال هل تُضارون من رؤيتكم للشمس والقمر؟ قالوا لا قال هكذا سترون الله رب العالمين وفي قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) يؤكد هذا الأمر بنصّ القرآن. وفي حادثة المعراج لما سُئل الرسول وفي حادثة المعراج لما سُئل الرسول إن كان رأى ربه فقال نور أنّى أراه، ولنعلم أن الله تعالى ليس كمثله شيء فلا نتخيل كيف نراه.
يسأل المقدم عن مظاهر الخلق الأربعة التي تحدث عنها الدكتور في حلقة سابقة وهي خلق آدم وخلق حواء وخلق عيسى وخلق باقي الخلق ونريد أن نعرف كيفية موتهم؟ الجواب أنه وإن كانت طرق الخلق مختلفة في الحالات الأربعة لكن الموت واحد لأن الموت هو نقض الحياة ولا فرق بين موت أي منهم والآخر إلا في حالة عيسى عليه السلام لأنه لم يمت ولكن توفّاه الله تعالى ورفعه إليه (إني متوفيك ورافعك إليّ) لكنه عند الموت سيموت مثل باقي الخلق وقد ذكرنا سابقاً أن الموت حتمي على كل الخلائق حتى ملك الموت سيموت والموت نفسه سيُذبح على الصراط ليفهم الخلق أن الموت مترتب على كل مخلوقات الله تعالى.
نعود لإستكمال الحديث عن آيات الموت في سورة الواقعة التي بدأنا بها الحلقة الماضية (فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92}) نأحذ ملمح هذه الآيات وماذا نفهم من قوله تعالى (ترجعونها إن كنتم صادقين) ثم يخبرنا تعالى عن أحوال ثلاثة في المتوفّي وبعد أن أثبت لهم تعالى عجزهم وبعد التحدي لا يكون إلا الموت الذي سيقسم الناس بعده إلى ثلاثة أحوال وكذلك في سورة القيامة (كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق * فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولى) كلها تدل على أنه المتوفي لن ينفعه ساعة موته إلا عمله صلّى أو لم يصلّي تصدّق أو لم يتصدّق. وهذه الآيات تحتاج لوقفة مع النفس وإلى أن نحمد الله تعالى أن أبقانا على قيد الحياة حتى نفطن أنه بمدّ الأجل يستوجب الحمد أولاً والحمد ثانياً ثم التوبة والإنابة إلى الله تعالى حتى يتوقّع فيها (فأما وأما ) فنقترب من اثنين ونبتعد عن الثالثة ونعمل عكس (فلا صدّق ولا صلّى).
والناس بعد الموت أحد أصناف ثلاث فهم إما أن يكونوا من المقرّبين أي السابقين الذين كلنوا يفعلون كل ما أمرهم الله تعالى به ورسوله فهؤلاء جزاؤهم (روح وريحان وجنة نعيم) وهذه الجملة تشعرنا بأنهم مرحلتين (روح وريحان) ساعة الموت وفي القبر و(جنة نعيم) في الآخرة لأن الميت إذا كان من المقربين يأتيه قبل أن يأتيه مكفّن الدنيا يأتيه مكفّن من الجنة بحنوط من الجنة وكفن من الجنة وديباج من الجنة وكأن القبر فعلاً أول منازل الآخرة فكأننا بالله تعالى يوقّع لنا مُراده في هذه الآية(فروح وريحان وجنة نعيم) حتى نتّبع ما جاء فيها فنحن نريد أن نكون من هؤلاء المقربين وكم سمعنا عن حالات أخبر عنها الناس أنهم عند دفن الميت شمّوا رائحة المسك فنقول في مثل هذه الحالات نحسبه كذلك ولا نزكّيه على الله وهذا فضل من الله تعالى. والغريب في هذه الآيات أنه تعالى لمّا ذكر المقربين والمكذبين الضالين ذكر التفصيل أما لما ذكر أصحاب اليمين لم يذكر أي تفصيل وإنما قال تعالى (فسلام لك من أصحاب اليمين) ويترك لنا أن نبحث عما يكون عليه أصحاب اليمين كما في قوله تعالى (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه) ولا يمكن أن نصل إلى توصيفهم ففي الجنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفي الكلام عن المقربين أعطانل تعالى الأوصاف حتى إذا كنا من أصحاب اليمين نحاول أن نصل إلى نعيم المقربين وهذا في القرآن يعطي الألفاظ التي تدعو للعمل لنصل إلى نعيم كما جاء في قوله تعالى (ففروا إلى الله) (وسارعوا إلو مغفرة من ربكم) (فاستبقوا الخيرات) (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ولهذا فالدرجات في الآخرة متفاوتة وتحتاج إلى سرعة وتسابق. وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم أن سبعون ألف من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب فقال عكاشة إسأل الله أن أكون منهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنتم منهم يا عكاشة فقام واحد من الصحابة فقال وأنا يا رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يعد هناك مكان. فعلينا إذن أن نرتقي لمرتبة السابقين (ثلو من الأولين وقليل من الآخرين) والسابقين هم المتقدمين في القرب من الرسول صلى الله عليه وسلم والآخِرين هم المتأخرون في الخلق ونحن منهم فالصحابة أولاً ثم التابعين ثم المتأخرين. ونعيم المقربين وأصحاب اليمين يجعلنا ننهض ونبعد عن المكذبين الضالين لأنه كما جاء في توصيف النعيم للمقربين (فروح وريحان وجنة نعيم) جاء التوصيف للمكذبين الضالين (فنزل من حميم وتصلية جحيم) ونزل من حميم مقابلة لروح وريحان وهي في الموت والقبر وتصلية جحيم وي في الآخرة مقابلة لجنة نعيم.
ما هو حق اليقين الذي ورد ذكره في آيات سورة الواقعة (إن هذا لهو حق اليقين) ؟
هذه الآية تذكرنا بمرحلتين في الدنيا تحدث عنهما القرآن في سورة التكاثر (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ {2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8}) فهناك علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين (ثم لتألن يومئذ عن النعيم). وقد ضرب لنا العلماء مثلاً فقالوا لو كان هناك إناء فيه عسل والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر الناس أن ف الإناء عسل بدون أن يكون ظاهراً لهم الإناء فنصف الحاضرين سيقولون صدقنا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (وقد سُمي أبو بكر بالصديق لأنه كان يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم بما يقول طالما أنه قاله كما حدث عندما أخبره كفار قريش عما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج فقال إن كان قالها فقد صدق) فهؤلاء الذين صدقوا بمجرد إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم علموا علم اليقين، ثم إن قسماً من الحاضرين قالوا نريد أن نرى العسل في الإناء فهؤلاء صدقوا عين اليقين والباقي قالوا لن نصدق إلا إذا ذقنا العسل فهؤلاء علمهم حق اليقين.
وعلم اليقين هو أقل درجات الإدراك وأعلى درجات الإيمان (يؤمنون بالغيب)
وعين اليقين هي مرحلة وسط صاحبها يحب أن ينضم إلى أصحاي علم اليقين حتى لا يكون من أصحاب حق اليقين.
أما حق اليقين فهو أعلى درجات الإدراك وأقلّ درجات الإيمان وصاحبها في النار فقد كذّب وكذّب حتى صار من المكذبين الضالين لا يصدقون بالنار إلا إذا أصبح فيها فيقول كان محمد على حق وعندها لا ينفع التصديق ولا الندم.
لمّا نقابل التوصيفات مع التوقيعات نصل إلى حقيقة مراد الله تعالى وأعلى الدرجات (لترون الجحيم) أن نؤمن بها دون أن نراها. وقد روي أن حنظلة أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قابل أبا بكر فقال له نفق حنظلة قال الصديق لماذا؟ قال نكون عند رسول الله نسمعه يتكلم فنرى الجنة رأي العين ونرى النار رأي العين وإذا خرجنا من عنده عاسفنا الأولاد وذهبنا إلى الأسواق، فقال أبو بكر وأنا كذلك فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم لو أنكم تداومون على ما أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي الطرقات لكنها ساعة وساعة، ساعة وساعة ساعة وساعة.والمقصود بها ساعة للعمل وساعة للعبادة لا كما فهمها الناس فيقولون ساعة لقلبك وساعة لربك! فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا للعمل ولا يريدنا أن نقعد في المسجد 24 ساعة بل يكون وقتنا ساعة للسعي على الرزق وساعة للعبادة وقد ذمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي كان ينام في المسجد ولا يبارحه عندما سأل الصحابة من يصرف عليه قالوا أخاه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أخاه أفضل منه في رواية وفي رواية أخرى قالوا كلنا فقال كلكم أفضل منه.
فأما إن كان من المقربين الذين آمنوا بمجرد علم اليقين فروح وريحان وجنة نعيم. أما المكذبين الضالين الذين لم يصدقوا فكان لهم حق اليقين وهو دخول النار والعياذ بالله. فهنيئاً لمن آمن بعلم اليقين وعلينا أن نتدارك أنفسنا إذا كنا في عين اليقين حتى نلحق بأصحاب علم اليقين ولا نكون من أصحاب حق اليقين.
من هم المقربين والسابقين وأصحاب اليمين؟
في الحقيقة الترتيب في الدنيا: علم – عين – حق أما في الآخرة ستكون حق – عين – علم وهذا هو الفرق بين التوصيف والتوقيع والقرآن ذكر ثلاث صنوف. فالمقربين والسبقين كأنهم أعلى درجة من أصحاب اليمين (فأما من أوتي كتابه بيمينه) (وأما من أوتي كتابه بشماله) كأنه نادم على ما قدّم في الدنيا. والدرات لا تنتهي ففي الجنة درجات كثيرة لا تخطر على بال والبون شاسع بين أهل الصنف الواحد فالكل يُجمع أن الصحابة الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم من السابقين أو المقربين نحسبهم كذلك، وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم في سنده كلام ولكن نورده لنوضح الفرق في الدرجات بين أهل الصنف الواحد، يقول الحديث: أول من يتناول كتابه من أمتي بيمينه عمر بن الخطاب فقال الحاضرون وأبو بكر؟ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم هيهات هيهات هيهات، عندما يكون عمر يتناول كتابه يكون أبو بكر قد زُفّ إلى الجنة على رأس سبعين ألف من الأمة في الجنة بغير حساب. فإن كان هذا الفرق بين عمر وأبو بكر وهما من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبشّران بالجنة فما نقول نحن؟ (هيهات تعني بَعُد الفرق بين الإثنين). وحتى لا ينثير جدلاً حول (بغير حساب) نقول أنها لا تعني بغير حساب ولكن يقلّ حسابهم ونحن نسوق الأحاديث لنثبت أن البون شاسع بين أهل الصنف الواحد وكل إنسان يقوم بعمله في الدنيا سيجده فب الآخرة إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشرّ ومن عدالة الله تعالى أن الإنسان يحكم على نفسه بنفسه فتشهد أعماله وجوارحه وكتابه بكل عمله مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقه منشوراً * إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
وورد في الحديث الشريف : "لن يدخل أحدكم الجنة إلا وهو يعلم أنها أولى به من النار ولن يدخل أحدكم النار إلا وهو يعلم أنها أولى به من الجنة" فالذي يدخل الجنة يدخلها وهو واثق أن هذا هو الحق وحتى لو لم يكن يعلم أنها أولى به سيقول إنها كذلك لكن كيف يكون في النار ويعلم أنها أولى به من الجنة؟ هذا يعلمه من كتابه (إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) ولذلك صدق تعالى في قوله (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه) لأنه يوم القيامة لن يقرأ إلا حقاً وما في كتابه من أعماله التي عمل بها في الدنيا، فإن كان هذا الكتاب جاء نتيجة أعماله الصالحة في الدنيا أخذه بيمينه (إني ظننت أني ملاق حسابيه) . فهلاّ سارعنا للصلوات وحبونا للضف الأول في المساجد ووقفنا بين يدي الله تعالى بخضوع وصمنا صياماً صحيحاً وحججنا حجاً مبروراً وهلاّ قدمنا من النوافل ما تُجبر به الفروض وإلا ندمنا حيث لا ينفع الندم كما قال ابراهيم عليه السلام (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). ويجب علينا أن نعلم أن بين المقربين وأصحاب اليمين فرق شاسع حتى بين المقربين والسابقين وبين كل فئة وفئة درجات وفروقات كبيرة فليس كل المقربين مثل بعض كما في حديث عمر وأبو بكر، ومن الفروقات بينهما أن أبا بكر ورد ذكره في القرآن (إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصابه لا تحزن إن الله معنا) وقد كتب الله تعالى لأبي بكر أن يكون صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة وليس عمر أو غيره من الصحابة، وكذلك ورد ذكر أبي بكر في القرآن في خواتيم سورة الليل (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لآحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) وهذا من باب الدرجات. حتى بالنسبة للصلاة فكل المسلمون يصلون لكن ليست صلاة واحدة من ناحية الأجر فالإتقان وكثرة الخشوع وكثرة العمل وسرعة الإسراع (سارعوا) كلها تزيد الدرجات. وعلينا كمسلمين أن نتواصى فيما بيننا كما جاء في سورة العصر (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فلماذا لا نوقظ بعضنا لأداء صلاة الفجر لكن ترانا نوقظ بعضنا عند السفر أو للذهاب في رحلة أو أي عمل دنيوي آخر؟ وغاب عن بالنا أن الله تعالى كتب الأجر الحسن لمن بدأ يومه بصلاة الصبح. وعلينا أن نعلم أن عاقبة غير المسلم (فلا صدّق ولا صلّى) فلماذا خصّ الصلاة بالذكر دون سائر العبادات؟ لأن أول يقين في العمل هو التصديق بكتاب الله (الصلاة) والفرق بين الرجل والكفر ترك الصلاة كما جاء في الحديث. لم يختر الله تعالى بعد عدم التصديق إلا الصلاة وقال بعدها (ولكن كذّب وتولى) فمن تولى عن الصلاة وأعرض عنها تولّى عن الخير كله وأعرض عن الإسلام فالمسلم الذي لا يقيم الصلاة توصيفه (ولكن كذّب وتولى). وطالما أننا نعلم أن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر علينا أن نعمل صالحاً ونستعد للموت في أية لحظة.
ثم جاء قوله تعالى (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى). أولى من ولِيَ مع أفعل التفضيل بمعنى قرُب وأولى هي أفعل ولِيَ بمعنى زيادة الدعاء والثبور . فإن كنت قربت من النار فسيكون الدعاء عليك أن تقرب أكثر وتتحول الآية إلى دعاء على الكافر بالهلاك بمعنى هلاكاً يُبعدك، ثم يكرر (أولى لك فأولى) وهذا عكس ما جاء في الحديث القدسي (إذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعا) وقد تكرر الدعاء مرتين حتى يتبين أن الجزاء من جنس العمل وكما أن الله تعالى يتقرب من العبد أكثر مما يتقرب العبد منه كذلك يبتعد عن الكافر أمثر مما ابتعد الكافر عنه. (فلا صدّق ولا صلّى ولكن كذب وتولى) هذه نتيجة ونتيجة النتيجة (أولى لك فأولى) أي قرباً لك من النار بأهمالك وهذا زيادة في الدعاء والثبور والهلاك وتدل على استحقاقه لهذا العذاب.
وطالما أننا علمنا أن الروح لا يمكن أن تعود إلى البدن بعد أن وصلت الحلقوم أو بلغت التراقي ففي هذه اللحظة التي تفارق الروح فيها الجسد وتتحول يا ابن آدم من إنسان بقوام حياة الروح وقد شرّف الله تعالى آدم بأربعة تشريفات كما ذكرنا في الحلقات السابقة (خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وشرع له التوبة) فعليك يا ابن آدم أن تسعى في الخير وأن تهاجر إلى الله ورسوله هجرة زمانية أو مكتنية لأن كل هذا سيظهر في لحظات خروج الروح لتصبح جثة هامدة لن يبقى لك بعدها إلا عملك في الدنيا.
ويسأل المقدم عن دلالة الآية (والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق) وهل إلتفاف الساق بالساق تدل على الكافر الذي يصيبه الهلع أم هي للمسلم والمؤمن؟
(والتفت الساق بالساق) هو من نوع المجاز وهي تدل على شدة الكرب والهول بالنسبة للكافر. والخلاف القائم بين المفسرين حول من المقصود بهذه الآية لا وجود له لأن الآية تقول (فلا صدّق ولا صلّى) ومنها نستدل على أن الكلام للكافر. وقد قال بعض المفسرين في هذه الآية أنها تدل على آخر ساعة في الدنيا تلتف مع أول ساعة في الآخرة وهذا أيضاً لا صحة له لأنه كما تقدم الآية بعدها فسرتها (فلا صدق ولا صلى) فالذي يشتد عليه الكرب هو بالتأكيد الكافر والتشكير عن الساق يدل عادة على الشدة والكرب أو على شيء مهم. وقلنا سابقاً أن لحظة خروج الروح (حتى إذا بلغت التراقي) لا تخيف إلا غير المسلم وغير المؤمن.
يسأل المقدم عن حديثين للرسول صلى الله عليه وسلم الأول: "صحابتي كنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) والثاني مفاده أن أجر الواحد من المتأخرين كأجر ستين من صحابته. فما صحة هذه الأحاديث؟
في نفس الباب أحاديث صحيحة منها "سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" وحديث "من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة" والقضية الأساسية من هذه الأحاديث أننا نريد أن نتأسّى بالرسول صلى الله عليه وسلم وكثيراً ما نجد عجباً في وقت الحج ونرى ونسمع الفتاوى ومن الناس من يُحدث في الحج أموراً ما أنزل الله بها من سلطان وكل تابع لمذهبه لكن عند الإختلاف نعود فنحتكم لما جاء في القرآن (ولله على الناس حج البيت) (ولأتموا الحج والعمرة لله) والسنة (الحج فرض) فلماذا إذن نختلف وكل يقول قال ابن تيمية وقال الإمام مالك والشافعي ولا نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأسى به ونعمل بقوله (خذوا عني مناسككم) وقوله صلى الله عليه وسلم (صلّوا كما رأيتموني أُصلي) لكن للأسف أخذ الناس يسعون للرخص حتى أصبحت الرخصة هي الأساس والأساس هو الرخصة. والرخصة هي تخفيف لأصحاب الأعذار فهل أصبحنا جميعاً من أهل الأعذار؟ وهذه دعوة للإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بين القبور مع أصجابه فقال: اشتقت لأحبابي فقالوا أولسنا أحبابك يا رسول اله قال أنتم أصحابي قالوا من أحبابك؟ قال قوم يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني" هذه درجة أعلى فكأن رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصاحبته هي التي دفعت الصحابة إلى الإيمان به لذلك على كل المسلمين أن ينتبهوا إلى نقطة هامة وهي: هل أسلمنا بإرادتنا؟ او لأننا خلقنا من أبوين مسلمين؟ وهناك فرق بين من أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن شاهده وسمع عنه وبين من أسلم عن اقتناع، ولذا على كل أبوين بمجرد أن يصبح أبناؤهم في سن البلوغ أن يعلموهم أمور الدين ويطلبوا منهم أن ينطقوا بالشهادتين ويعلمونهم كل أمور الدين وعن التقوى والإيمان والإحسان والعدل وحسن الخلق والمعاملة ونعلمهم أن خير من نقتدي به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه هو القدوة كما قال تعالى في كتابه العزيز (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) ولا بأس إن اقتدى أحدنا بعد الرسول بشيخه أو بإمام من أئمة الأمة وإنما الأصل أن أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
يسأل المقدم سؤالاً تكرر على البرنامج وهو ما دلالة قوله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين)؟
هذه تحتاج إلى وقفة. وهذا الكلام جاء على لسان البشر وهذا اعتراف بما قرره الله تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) التي جاءت في سورة البقرة قبل آية خلق آدم واستخلافه في الأرض وقلنا سابقاً قبل أن جعل الله تعالى آدم خليفة في الأرض قرر هذه الكلام وهو يعني أن الناس كانوا أمواتاً في عالم الذر فأحياهم الله تعالى بالخلق ثم يميتهم الميتة العادية ثم يحييهم ثانية بالبعث يوم القيامة، فكأن المرحلة السابقة للخلق كانت موتاً على أني أريد أن أقف عند ملمح الروح في القرآن. وقلنا أن اقرآن سُمي روحاً (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) وكأنها بما يحييكم، وقلنا أن القرآن سمي روحاً لأنه يعمل حياة جديدية للمسلم وكأن المسلم القارئ للقرآن له حياتان حياة بقوام الحياة وحياة بالقرآن أي المنهج الذي هو دستور ومنهج حياة كامل. فلو أن الله تعالى قال لنا صلّوا وحجوا ولم يبيّن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف فكيف نصلي ونحج؟ إذن هذا معنى (دعاكم لما يحييكم). وكذلك قلنا أن القرآن سمي روحاً بدلالة قوله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) أي القرآن وقد سمي الوحي كله روحاً والقرآن وحده روحاً وبه يحيا الإنسان في الحقيقة حياة المسلم القارئ للقرآن المتّبع له كمنهج حياة تختلف حياته عن المسلم الذي لا يقرأ القرآن ولا يتّبع منهجه ولرُب قارئ للقرآن القرآن يلعنه لأنه لا يطبقه ولا يعمل به. وأصعب موقف يوم القيامة أن يأتي المسلم والقرآن يلعنه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ولا يجب أن يكون عمل المسلم يخالف قوله. ويجب على المسلم أن يكون إماماً لغيره وبعمله يكون قدوة ونبراساً لغيره من المسلمين وكم سمعنا عن أناس أسلموا والتزموا بعدما رأوا عمل مسلم آخر وتأثروا بنهجه، وكم سمعنا في قصص الفتوحات الإسلامية عن أقوام دخلوا في الإسلام بعدما أعجبوا بأخلاق المسلمين الفاتحين.
وختمت الحلقة بدعاء من الدكتور هداية للمسلمين جميعاً.

فاصل ونواصل 7 - 7 - 2010 10:17 PM

بارك الله فيك واطال عمرك وذويك ولا حرمنا منك ولا من مواضيعك المختارة بدقة وعنايه

وفقك الله

قبلة الخليج 7 - 7 - 2010 11:51 PM



الساعة الآن 04:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى