منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=34047)

ايمن جابر أحمد 15 - 2 - 2015 12:05 AM

التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
التعزية وأحكامها في ضوء الكتاب والسنة

1) تعريفُ التَّعزيةِ:
التّعزيةُ: تسليةُ أهلِ الميّتِ، وحثُّهم على الصّبرِ بوعدِ الأجرِ، والدُّعاءِ للميّتِ المسلمِ والمصابِ.
2) حكمُ التّعزيةِ:
تُسنُّ تعزيةُ المسلمِ المصابِ بميّتٍ ؛ لحديثِ عمرو بن حزمٍ رضي الله عنه مرفوعا: « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إلَّا كَسَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » [رواه ابن ماجه]. وتشرعُ قبل الدّفنِ وبعده.
3) مدّةُ التّعزيةِ:
تمتدُّ التّعزيةُ ثلاثةَ أيّامٍ بليالِيهنّ؛ لإذنِ الشّارعِ في الإحدادِ إلى ثلاثٍ؛ بقوله صلى الله عليه وسلم : « لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا » [متّفق عليه]. وتكرهُ بعدها إلا لغائبٍ؛ حتّى لا يتجدَّدَ له الحُزنُ.
4) ما يُقالُ في التّعزيةِ:
يُقالُ للمسلمِ المُصابِ بميّتٍ في التّعزيةِ: « أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَغَفَرَ لِمَيّتِكَ »، ولا يتعيّنُ ذلك؛ بل إن شاءَ قالَهُ، وإن شاءَ قالَ غيرَه؛ إذ الغرضُ الدُّعاءُ للمصابِ وميّتِهِ. ويقولُ المُصابُ: « اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَكَ، وَرَحِمَنَا وَإِيَّاكَ »؛ فقد ردَّ به الإمامُ أحمدُ رحمه الله.
5) البُكاءُ والنَّدبُ والنِّياحةُ على الميّتِ:
أ - لا بأسَ بالبُكاءِ على الميّتِ قبلَ الموتِ وبعدَهُ؛ بلا ندبٍ، ولا نياحةٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلاَ بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ » [متفق عليه].
ب- يَحرمُ النَّدبُ، وهو: البُكاءُ مع تَعدادِ مَحاسنِ الميّتِ. والنِّياحةُ، وهي: رفعُ الصّوتِ بذلكَ برَنّةٍ؛ لحديثِ أمّ عطيّة رضي الله عنها قالت: « لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا﴾ ﴿وَلاَ يَعْصِينَكَ فيِ مَعْرُوفٍ ﴾ كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَةُ » [رواه مسلم]؛ فسمّاهُ معصيةً. وعنها رضي الله عنها قالت: « أَخَذَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ » [متفق عليه، واللّفظ للبخاريّ].
ج- يَحرمُ شَقُّ الثّوبِ، ولَطمُ الخدِّ، والصُّراخُ، ونَتفُ الشَّعرِ، ونَشْرُهُ، وحَلْقُهُ؛ لحديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: « لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ » [متّفق عليه]. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: « أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَرِئَ مِنْ الصَّالِقَةِ، وَالحَالِقَةِ، وَالشَّاقَّةِ » [متفق عليه]. والصّالقةُ: بالصّادِ وفيها لغةٌ بالسّين، أي: الّتي ترفعُ صوتَها عند المصيبةِ، وقيل: الّتي تضربُ وَجْهَها. والحالقةُ: الّتي تحلِقُ شعرَها. والشّاقّةُ: الّتي تَشُقُّ ثوبَها.
6) زيارةُ القُبورِ:
أ - تُسَنُّ زيارةُ القبورِ للرِّجالِ؛ لحديث سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ؛ فَقَدْ أَذِنَ لمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ؛ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ» [رواه التّرمذي، وأصلُه في مسلمٍ].
ب- تُكرَهُ زِيارةُ القُبُورِ للنِّساءِ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: « لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ... » [رواه أبو داود وسكت عنه، والنسائي، والتّرمذيّ وحسّنه، وضعّفه آخرون]، ولأنّ المـرأةَ قليلـةُ الصّبرِ، كثيرةُ الجزعِ، وفي زيارتِها للقبورِ تهييجٌ للحـزنِ، وتجـديدٌ لـذكرِ مصـابِها؛ فـلا يؤمنُ أن يفضيَ بها ذلك إلى فعلِ ما لا يحلُّ؛ بخلافِ الرّجلِ.
وإنْ مرَّتِ المرأةُ بقبرٍ فِي طريقِها فسلّمتْ عليهِ، ودعتْ لهُ فحسنٌ؛ لأنّها لمْ تخرجْ لذلك.
ج- يُسَنُّ لمنْ زارَ القبورَ أو مرَّ بها أن يقولَ: « السّلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مؤمنينَ، وإنّا إنْ شاءَ اللهُ بكم للَاحِقُونَ، ويرحمُ اللهُ المُستقدِمينَ منكُمْ والمُستأخِرينَ، نسألُ اللهَ لنا ولكُم العافيةَ، اللّهُمّ لا تحرِمْنا أجرَهم، ولا تفتِنّا بعدَهُم، واغفرْ لنا ولهُم »؛ لمجموعِ الأحاديثِ الواردةِ في ذلك عنِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم من روايةِ أبي هريرةَ وعائشة وبريدةَ رضي الله عنهم [رواها أحمدُ ومسلمٌ وغيرُهما].
د- قال ابن القيم: الأحاديثُ والآثارُ تدلُّ على أنّ الزائرَ متى جاء علِمَ به المزورُ، وسمع سلامَه وأنِس به، وهذا عامٌّ في حقِّ الشهداءِ وغيرِهم، وأنّه لا توقيتَ في ذلك » [شرح منتهى الإرادات1/384].


ايمن جابر أحمد 15 - 2 - 2015 12:13 AM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
السؤال: هناك الكثيرُ مِنَ النَّاس مِمَّن أحيا هذه الظاهرة في فتح مجالسَ وصالات للميِّت إن مات، ورفعوا أصواتهم بالقرآن من خلال المسجِّلات في بيت الميت، ثم اجتماع أهل الميت لاستقبال الناس المعزِّين لتلقِّي العزاء وإعداد الطعام وشرب الشاى والقهوه عند أهل الميت، وهذا الأمر لم يكن معروفًا في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم.
فما رأي سَماحتِكم في مثل هذه الظَّاهرة؟ وما هو توجيهُكم للمسلمين نَحو ذلك؟



الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا خلاف بين الفقهاء في استحباب التعزية لمن أصابته مصيبة؛ لما فيها من تسلية أهل المصيبة، وقضاء حقوقهم، والتقرب إليهم، ولما روى النَّسائيُّ عن مُعاوية بن قُرَّة عن أبيه، قال: كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلَّم إذا جلس يَجلِسُ إليه نَفَرٌ من أصحابِه، وفيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خَلْفِ ظَهْرِه فيُقْعِده بين يديه، فهلك فامتنعَ الرَّجُل أن يَحضر الحلقة لذِكْرِ ابنِه، فحزِن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي لا أرى فلانًا؟" قالوا: يا رسول الله، بُنَيُّه الذي رأيتَه هلك، فلقيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فسألَهُ عن بُنَيِّه فأخبره أنه هلك، فعزَّاه عليه ثم قال: "يا فلان، أيُّما كان أحبَّ إليك: أن تُمتَّع به عمُرَك أو لا تأتي غدًا إلى بابٍ من أبواب الجنة إلا وجدتَه قد سبقَك إليه يفْتَحُه لك؟ "قال: يا نَبيَّ الله بل يسبقُنِي إلى باب الجنة فيفتَحُها لي لهو أحب إلي، قال: "فذاكَ لك" (والحديث صحَّحه الحاكِمُ ووافقه الذَّهبيُّ، وقال الألباني : "وهو كما قالا").

ولذلك فلا بأسَ أن يستقبِلَ أهل المتوفَّى المعزِّين للتَّعزية والدعاء لهم والترحُّم على ميِّتهم؛ لأنَّ التَّعزية سُنَّة، واستقبال المعزِّين دون أن يعدُّوا العُدَّة لاستقبالِهم مِمَّا يُعِينُهم على أداء السُّنَّة، وإذا أكرموهم بالشاي أو القهوة، فكلُّ ذلك حسن، قال الإمام الشافعي رحمه الله: "والتَّعزية من حين موتِ الميت: في المنزل، والمسجد، وطريق القبور، وبعد الدفن، ومتَّى عزَّى فحسن".

أمَّا الاجْتِماع للتَّعزية بإقامة سُرادِقات ومآتِمَ أو الجُلوس في المنزل لتلقِّي العزاء واستقْبال المعزين وصُنع الطعام أو المشروبات لهم، فهذا من البِدَع المُنْكرة التي لا أصلَ لها في الدين، وقد مات جَماعة من الصحابة رضي الله عنْهُم في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلم فلم يَجمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناس على طعام، ولم يُقِمْ مأتَمًا، ولو كان في هذا خير وقربة إلى الله لفعله صلى الله عليه وسلم بل إنَّ السُّنَّة عند الوفاة أن يُصنَع طعامٌ لأهل الميت ويُهدى لهم، لا أن يصنعوه وينشَغِلُوا به زيادة على انشغالهم بِمُصابِهم؛ ففي المُسْنَد والسُّنَن عن عبدالله بن جعفر قال: لمَّا جاء نعيُّ جعفر قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "اصنعوا لآل جعفرٍ طعامًا فإنَّه قد أتاهُم أمرٌ يشغلُهم".

وقال جريرُ بنُ عبدالله البجلي رضي الله عنه: "كنا نعدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطَّعام بعد الدفن من النِّياحة"؛ رواه أحمد.

قال النووي: "قال الشافعي وأصحابُه رحِمهم الله: يُكْرَهُ الجُلوس للتعزية، قالوا: ويعني بالجلوس أن يَجتمع أهل الميت في بيتٍ ليقْصِدَهم من أراد التعزية، بل ينبغي أن ينصَرِفوا في حوائِجِهم". "
الأذكار" للنووي.

وكذلك رفع مكبِّرات الصوت بالقرآن قد يتأذى من ارتفاع الصوت أحد الناس؛ ثم هو عملٌ مُحدث لم يَرِدْ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.

قال فضيلة الشيح العثيمين: "إنَّ هذا العمل بدعةٌ بِلا شكٍّ فإنَّه لم يكن في عَهْدِ النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد أصحابه، والقُرآن إنَّما تُخفَّف به الأحزان إذا قرأه بينَهُ وبيْنَ نفسه لا إذا أُعْلِنَ به على مكبِّرات الصوت، كما أنَّ اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزِّين هو أيضًا من الأُمُور الَّتي لم تَكُنْ معروفةً، حتَّى إنَّ بَعْضَ العُلماء قال: إنه بدعة، ولهذا لا نرى أنَّ أهل الميت يَجتمعون لتلقي العزاء، ليغلقوا أبوابَهم وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحدٌ من معارفهم دون أن يَعُدُّوا لهذا اللِّقاء عُدَّته فإنَّ هذا لا بأس به" انتهى من "فتاوي إسلامية"،، والله أعلم.


B-happy 15 - 2 - 2015 04:02 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
اللّهُمّ لا تحرِمْنا أجرَهم، ولا تفتِنّا بعدَهُم، واغفرْ لنا ولهُم
آمين آمين آمين
بارك الله بك اخي ايمن وجعله في ميزان حسناتك

همسه 15 - 2 - 2015 05:11 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
شكرا اخي على طرحك الموفق والمميز
جزاك الله الخير ووفقك وبارك بك
تسلم الايادي

أوراق الزمن 15 - 2 - 2015 05:20 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
جزاكم الله خيرا
بوركت في طرحك

انثى استثنائيه 15 - 2 - 2015 05:32 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/01.gif
جزاكم الله خيرا
موضوع قيم جدا بارك الله بك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ورزقنا واياكم الفردوس الأعلى

الغريب 15 - 2 - 2015 09:22 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 

بنت بلادي 15 - 2 - 2015 09:52 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
شكرا جزيلا لك ع الطرح
وبارك الله فيك ..

شيرين 15 - 2 - 2015 10:24 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
شكرا جزيلا لك ع الطرح
بارك الله فيك ||~

محمد عيسى موسى ابراهيم 15 - 2 - 2015 11:01 PM

رد: التعزية وكيفيتها عند السلف الصالح
 
شكرا لك وبارك الله بك
الله يعطيك العافية على الموضوع
تحيتي وانتظر جديدك


الساعة الآن 03:04 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى