منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   دركات الغفلة و الغباء (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=36106)

محمد سعيد رجب عفارة 2 - 11 - 2015 08:07 AM

دركات الغفلة و الغباء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
غفلة المحترف المأزور.. التطفل و التسليم بأكذب الحديث
.................................................. ............
التسليم عكس الشك، و أكذب الحديث هو حديث النفس و بهذا أخبر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
قال تعالى : "وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ.........
فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ........ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ.. ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"

يعبد الله ............... أي يصلي و يصوم و يفعل بقية أركان الإسلام من إيتاء الزكاة و الحج و يذكر الله و يشكره و يطيعه في أمره و نهيه، فإذا عبد الله داخل المسجد، ثم لم يشعر انه مضطر مكره في المعاملات التي يحكم فيها الطاغوت، مثل الإقتراض بالربا، التي تسمى بالفائدة، فهو لا يعبد الله، و يكون ممن توجه الله إليه سبحانه و تعالى بالوعيد: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"، ذلك : "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر"، و الربا من المنكر، و شرب الخمر من المنكر و الإدمان على تدخين السجائر و الأركيلة و مشاهدة المباريات و المسلسلات حتى تسلط الإدمان أي صيرورته عادة تتزايد شدة على حساب حرية الإختيار هو من المنكر. و العادة أو الإدمان المتكاثر كميا بسبب تزايد شدة تسلطه، هو علامة أو خاصية كل خبيث، سواء من الشراب أو النكاح أو الفكر أو العاطفة أو العمل أو الحس، الخ. بينما خاصة الطيب أنه يحفظ على الإنسان حرية تصرفه.
على حرف ............... قال تعالى: "... و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه........"
شطء الشيء جانبه، و الجانب مشروع إذا شاء له الله أن يتنامى حتى بلوغه أشد القوة له. فإنه يمر بثلاث أطوار، حرف و حد و مطلع، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ما نزلت آية من القرآن إلا و لها ظهر و بطن، و لكـــلّْ حرف، و لك حرف حد و لكل حد مطلع."، في هذا الحديث الشريف يثبت النبي تعدد الجدل و أنه جنسان، جدل ظاهر و جدل باطن.
و يثبت أن الصيرورة ليست بسيطة أي ليست وحيدة المرحلة. بل هي عديدة المراحل مثلثة.

*** المفردات المستعملة في وصف مراحل الجدل ***

و ما يلي عقد مناظرة بين مراحل الجدل على أساس المفردات المستعملة في الآية الكريمة و الحديث الشريف و المنطق الأوروبي اليوناني و الألماني.

الحال الأول من الجدل\\\\ القرآن.. "فآزره"، الحديث.. حرف، يوناني.. نمط رائج، ألماني.. قضية الواقع لاأنا.
الحال الإنتقالي من الجدل\\\\ القرآن.. "فاستغلظ"، الحديث.. حد، يوناني.. تعبير، ألماني.. القضية المضادة أنا.
الحال النهائي من الجدل\\\\ القرآن.. فاستوى على سوقه، الحديث.. مطلع، يوناني ملكة الغنائية، ألماني.. تصالح الخصمين الواقع و الأنا المحدود التجريبي، نائب الأنا الأعلى الخالص.

إيضاح....
فكرة المطلق في الفلسفة الصينية هي: "الحكم بالجمع بين الحال و نقيضه معا، إثبات و نفيا معا"، و هو ما يستحيل على مخلوق، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "كل ظاهر غيره غير باطن، و كل باطن غيره غير ظاهر"، و قال عليه السلام أيضا في التمجيد: "الذي لم يسبق له حال حالا، فهو الظاهر و الباطن، و هو الأول و الآخر"، و بين حال واحد من الثلاثة أجناس بحديث شريف: "الأشياء ثلاثة ظواهر و مضمرات، و لاظواهر و لامضمرات"، و الجنسان الآخران من الأحوال، هما جنس أحوال البسط و القبض، نظير مد البحر و جزره، و كون بلد ما مستلب بعضه مثل المغرب أو توسعيا مثل إسبانيا المتسلطة على الجزر الخالدات و سبتة و مليلة. و جنس أحوال الطي و النشر، مثل الكتمان و الإعلان، و الشح و السخاء، و الحياء و الجلع. بالنسبة إلى الله سبحانه و تعالى الطي و النشر يكون على سبيل المثال بسط الرزق و العكس التقدير، و إجمالا الإذن باستحداث كائن أو إيقاع وجود و العكس المنع أي إبقاء الممكن في حال العدم.
الجدل ليس سوى تنجيم المطلق، أي تحصيل جملة الأحوال التي هي في مجموعها حال مطلق. و قد لاحظ الحكيم هيجيل و هو أرسطو الحديث، أن كل مرحلة من الجدل هي نقيض المرحلة السابقة. لكنه لم يكن مصيببا في هذه الملاحظة إلا بخصوص ثلثي الجدل، أي المرحلتين الأولى و الانتقالية، إذ المرحلة الأولى هي كما وصفها الحكيم أرسطو التقليد أو التنميط مثل تعلم اللغة أو الكلام العادي، أي امتصاص الوارد من الواقع المحيط، و المرحلة التالية معاكسة، و هي تعبيرية كما وصفها أرسطو، و هي بروز قضية الأنا أي القضية المضادة لقضية الواقع، و هي كما وصفها الحكيم الصيني: "الحكم بالعدم و الوجود معا"، لكن المرحلة الثالثة و النهائية من الجدل، ليست نقيض المرحلة الانتقالية فقط، حسب وهم و ظن هيجيل، بل هي نقيض المرحلتين الأولى و الثانية معا، أي هي حسب قول الحكيم الصيني: "و الحكم بنفي الوجود و العدم معا"، إذ اعتبر الحكيم الصيني أو قضية هجوم الواقع على الأنا هي حال العدم، و قضية هجوم الذات على الواقع أي ممارسة التعبير و بيان خصوصية الأسلوب في الكلام أو العمل، الخ. هو حال الوجود.
و المرحلة الثالثة من الجدل هي حسب وصف الأمير سيد العرب، لاظهور و لا بطون. أي كحال الماء لاظاهر للحس كالتراب، و لا باطن كالهواء.

*** الإسلام جدل سرد.. و جهل اختزاله إلى إلى حال واحد هو حرف الإمتصاص أي مجرد تقليد الداعية المآزر ***

الجدل هو شدة القوة، و منه حبل مبرم و شعر مجدول، عكس حال الضعف أي حبل سحيل و شعر ممشّـط. و الإسلام المكتسب بمساعدة من الآخرين سواء الأهل أو الشيخ الداعية أو الكتب هو حال العدم، أو حال سلبي انفعالي، و استصحاب هذا الحال الضعيف هو معنى عبادة الله على حرف. و لا بد من متابعة اكتساب الإسلام، كما يصير في اكتساب العلم عن طريق المدرسة أو الحرفة عن طريق ورشة، أو التنظيم الاجتماعي في حزب أو دولة أو جمعية، لا يكفي وقت واحد أو فصل واحد من الزمان لتحصيل منتهى القوة، القوة تكتسب بالتدريج، بالتقلب بين أطوراها الثلاثة.

*** العسر موعد امتحان و إتاحة فرصة لاكتساب المزيد من قوة الإسلام ***

قال تعالى: " وَ عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"

العجيب في هذه الآية الكريمة قوله تعالى: "... و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها... "، و سقوط ورقة من شجرة، يبدو حادثا تافها، لا أحد يكترث به من كثرة حدوثه. و هو إشارة إلى أن لا حدث يقع صدفة، بل كل حدث مهما بدا تافها هو مقصود من الله سبحانه و تعالى، أي عن تدبير منه و تفصيل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "فعال عن إرادة، و مريد عن علم"، الله سبحانه و تعالى يعلم بسقوط الورقة قبل و مع سقوطها، فهو الذي يعلم بقضاء سقوطها و هو الذي يريد و يفعل قدر سقوطها، و الورقة لا تسقط من تلقاءها.
في المدرسة يصير إعطاء الدورس ثم يصير امتحانات، هذه هي العلاقة بين المعلمين و بين التلامذة، لكن العلاقة بين الله سبحانه و تعالى و بين الناس مختلفة، كل يوم بل كل ساعة بل كل طرفة عين هي درس و امتحان معا، أي ليس في العلاقة بين الله سبحانه و تعالى فصل بين الدرس و بين الإمتحان، إلا بعد الستين، قال سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العمر الذي أعذر الله إليه بني آدم هو الستين"، أي عند بلوغ المسلم سنة الستين تنتهي الدورس، ليكون ما بقي من الأجل هو عمر الامتحان المحض، الخالي من الدرس.
و يمكن اعتبار سنوات الطفولة أي ما قبل البلوغ هو عمر الدرس المحض الخالي من الإمتحان أو المسؤولية.

*** الخلائق جميعا رسل الله، و الله سبب كل إحسان أو إساءة صادرة عن أي شيء من إنسان صالح أو طالح حتى وردة أو شوكة ***

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا جاءك ساءل فأكرمه فإنه رسول الله"، لحن كلام الأمير هو أن جميع الناس هم رسل الله، أي مواعيد إختبار بالخير أو الشر، أي أمتحانات و فرص للكسب أو الخسارة من الدين. قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".
و الفتنة هي أصلا استخلاص الكبريت الأحمر أي الذهب من خامته حيث هو مختلط بالشوائب، باستعمال النار في تسخينه حتى ينصهر و يصفى من الشوائب.
سبب البلاء أو المختبر أو الفاحص أو الناقد المعلم المربي هو الله سبحانه و تعالى الذي جميع الناس و الخلق جملة و إفرادا بمعيته، : "لا يشغله شأن عن شأن، و لا شخص عن شخص"، و علــّـــة البلاء هي قصد الله الحكيم من البلاء و هو تصفية المسلم من الجهل و الخرق، و اعطاءه فرصة للإستزادة من القوة في الدين، و سائر المكارم.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:--

إن المكارم أخلاق مطهرة فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنها والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها


*** الخطير في تفكير المحترف المأزور.. هو الغفلة عن أنه تطفل على المجتهدين و الدعاة، و أنه يحتمل الخطأ أكثر بكثير من احتمال الصواب ***

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كن عالما أو متعلما أو مستمعا للعلم و لا تكن الرابع"
بديهي قصد الأمير عليه السلام هو كن عالما في دين الإسلام، و ليس في موضوع الغرب من الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات و لا في موضوع الشرق أي علوم النفس و الاجتماع و السياسة.

و هذا الحديث الشريف يحتمل تفسيره على مستويين إثنين رفيع و متواضع، كن عالما أي داعية مرجعا للمسلمين، و مستمعا للعلم أي لا تترك خطبة جمعة أو حلقة درس في مسجد أو محاضرة في نادي أو قاعة أو غرفة جلوس مع ناس عاديين أو صفحة أو حساب على الشبكة إلا تتنتهز الفرصة لتزداد علما في الإسلام، و متعلما أي تلميذا في شعبة الأداب و طالبا في كلية دينية تدرس الإسلام دراسة منهجية، أما الرابع فهو الرذيل أي المستخف المهمل غير المبالي بشعائر الله سبحانه و تعالى، منصرف همه لجمع المال أو العلوم غير الدينية. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من أراد أن يرزله الله حرمه من العلم"، بداهة العلم بالإسلام، إذ حتى لو تحصل على الزمالة في الطب و شهادة نوبل في الأدب يبقى رزيلا سافلا حقيرا في عين الله و أعين المسلمين.
التفسير الرفيع للحديث الشريف..
الرابع هو أيضا من المسلمين، أي يصدق عليه الصفة الأولى أو الاسم المسلم، حيث الصفة التالية هي الأخلاق أو الصفات أو الخصائص أي العقائد و العواطف و الصفة الدنيا هي الفعل من قول و عمل. و معنى أنه يصدق عليه اسم المسلم أن مقلد سطحي، أي مجرد عامل، و هو المستمع للعم في التفسير المتواضع، بداهة هذا الحكم يصح على من شأنه باعتبار موهبة عقلية و ميزة نفسية أن يكون أرفع شأنا، أي أن يكون متعلما حسب وصف المتعلم في التفسير المتواضع، أي خريج جامعة دينية.
و المتعلم حسب التفسير الرفيع للحديث، هو الزميل المحاور المناظر، أي الذي انتقل من الإنفعال إلى الفعل التعبيري، أي الذي هو ند مثاور تتكشف له نفسه عما هو كامن فيها من قوة و استعداد، يجعله صاحب أسلوب مختلف في التعلم و الدعوة.
و العالم في التفسيرين واحد هو الداعية إلى الله بإذنه، أي بلحظ جدارته و تهيئه ليكون مرجعا للمسلمين، و العلامة هو شفقته على نفسه من عواقب الدعوة التي أدناها بهتان المسلمين له و إيذاء الكفرة و الوعيد و أعلاها الوعيد الإلهي، و وجدان المشقة في الدعوة، و بدون هذا الإذن الإلهي يكون ممنوعا من الدعوة و التعليم و يصدق عليه اسم الساحر أو الفشار، الذي صفته تصديق نفسه و التسليم بكلامه، دون وعي أو انتباه لاحتمال موافقة أو مجافاة كلامه الصحة و الخطأ و إمكانية الكذب و الصدق.

و هذه حقيقة كبيرة عظيمة و هي أن معظم المسلمين هم سحرة فشارون أي سحرة مغفلون غير يقظين، و غير مكترثين أنهم متطفلون على الفقهاء المجتهدين الذين هم العلماء المؤهلين للدعوة، دعوة النفس و دعوة الغير.
و المسلم الساحر الفشار و هو يدعو نفسه يكون متأكد من صواب كلامه، و لا يتطرق إليه أدنى شك في أسلوب تفكيره، أو رأسماله النظري الشرعي الذي يستعمله في تطفله غير الواعي على الإجتهاد.

مثلا المرأة التي يوفر الله سبحانه و تعالى لها فرصة تحديد الإسلام، أي تقوية دينها بالتعبير عن نفسها كمسلمة، يحتمل أن تسقط في امتحان أو اختبا الفتنة، أي تخليصها من شوائب الجاهلية، لتكون مسلمة صافية، فترتد إلى الجاهلية، و تخسر حتى مما اكتسبته من الإنفعال و التقليد من المرحلة الجدلية الأولى، عندما يرسل الله لها رسولة تنصحها بأن السروال المحزق أو الضيق أو أن كشف الغرة من الحجاب أو التبرج أو التعطر لا يتناسب مع الحشمة المطلوبة من المسلمة. تقوم بخلع حجابها ظنا منها أن هذا العمل هو نكاية بالرسولة، و تمردا عليها، و إنما الرسولة ليست سوى مبلغة للخطاب الإلهي، بأسلوبها الذي ربما يكون خشنا فظا، لكن عرض الخشونة و الفظاظة لا يمنع أن جوهر كلامها هو أنه تبليغ رسالة الله سبحانه و تعالى إليها.
و هذا الولد الذي والده ترك عليه دينا، و حسب أن فقر والده هو المانع له من تمام تحصيله العلمي، أو التهيؤ للزواج، فيترك الصلاة، و يشرع في التدخين، و الإدمان على سائر الخبائث من مشاهدة المسلسلات و المباريات الرياضية، الخ. حتى يخسر نفسه حرية الإرادة، و يخسر عقله نور البصيرة. بل و يحمل أباه المسؤولية و يتوعده أنه سيشكوه عند الله يوم القيامة أنه هو السبب في تركه الصلاة، و الزيغ إلى المضر من الأعمال.

يمنح الله سبحانه و تعالى الفرص للبشر ليزدادوا قوة في الدين أي بصيرة و صلاحا، لكن التربية و التعليم هي مكاسب ليست مجانية، تتطلب تحمل المشقة و المكاره، و الإسلام أعظم سبب لتصدع الوعي، أي لإشعال الخصومة بين العقل و القلب، القلب أو النفس تميل إلى الراحة و الهناء، و العقل يميل إلى القيام بالواجب و المندوب و المرغوب فيه من متشابهات الأعمال و الأفكار.
و تحيز الروح اليقظة الطامحة للعقل نتيجته الإستزادة قوة في الدين، بينما الروح الخاملة المنكوسة تعطي للقلب (النفس) الفرصة للتغلب على المزاج، فيخسر من كان مسلما ما اكتسبه في بداية التنشئة من أنماط و تقاليد الإسلام. و حتى لا يستيقظ يحمل الآخرين المسؤولية، بينما خموله و قناعته بالحرف أي المستوى الضعيف من التحصيل الإسلامي هو السبب، هكذا يقول الله سبحانه و تعالى: "وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ".
و تصدع الوعي أي الصراع بين العقل الرشيد و القلب المريد، إذا أنهى إلى نتيجة: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"، انجرف إلى طريق الخسران الأنفس الجزئيات، أن النفس الناطقة القدسية، فلا تعود تحسن التفكير و لا التطهير، و النفس الحسية الحيوانية، فلا تعود مصونة الحس و لا سالم الناس من أذاها، و النفس النامية النباتية لا يعود مشرب بطنها طيبا و لا مطعمها، و لا لذة فرجها نكاحا، بل سفاحا أو متعة مجوسية يظنها البهيم صدقة جارية لأخت صالحة.

*** إنتبه أيها المتطفل في الفقه،،، أنت تزاحم الله في اختصاصه.. التشريع تحريما و تحليلا، و الوصف بالطيبة أو الخبث ***

غير المأذون له في الإفتاء هو مأزور و لو اتفق أنه أصاب حكم الله، و المأذون له في الفتوى هو مأجور و لو صدف أنه أخطأ، و مستحيل على غير الإمام المعصوم مهما رسخ في العلم، أن يدرك صفة الحكم المستنبط من جهة إصابة حكم الله أو طيشه، و هذه هي ميزة الإمام من آل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، و هذه هي العصمة ليست غير، إصابة حكم الله في القضية دائما، و العلم بهذا التوفيق، بينما غير الإمام المعصوم يجهل أهو موفق إلى الإصابة أو أنه مخذول طائش مخطئ.

حسب شريعة الغرب الخريج الذي أتم تحصيله العلمي الذي يكشف على امرأة، يعتبر متحرشا جنسيا، إذا لم يكن قد أخذ الشهادة بعد، و لو كان موعد أخذ الشهادة اليوم التالي. بينما يبلغ تهاون الناس في العلم أنهم يشخصون المرض و يصفون العلاج و هم ليسوا حتى من طلبة سنة أولى طب. و ينظروف في القضية تخصهم أو تخص غيرهم و يفتون، نيابة عن الله سبحانه و تعالى، و هم حتى ليسوا من طلبة سنة أولى شريعة، و ربما لا يحفظون الآيتة المتعلقة بالقضية التي ينظروف فيها و يتلهون في استنتاج الحكم فيها. قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، في شأن من رسخ في العلم أي صار مؤهلا للفتوى و القضاء: "إذاحكم الحاكم فاجتهد ثم أصابفله أجران، وإذاحكم فاجتهد ثم أخطأفله أجر".

قال العلماء: أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم ، فإن أصاب فله أجران : أجر باجتهاده ، وأجر بإصابته ، وإن أخطأ فله أجر باجتهاده .

يجوز التطفل على غير علم الإسلام، سأل إختصاصي في أبحاث السرطان ابنته الطفلة عن أحسن علاج لهذا المرض، فأفتت باستعمال المضادات الحيوية قياسا على علاج مرض الرشح، و اتفق أن أصابت، لكن الخطأ و الإصابة في الطب يمكن التحقق منهما في الدنيا في المختبر و التجربة، ما يعني أنه معقول التطفل في الطب، لكن التطفل في الدين غير جائز، بسبب استحاله معرفة صفة الحكم المستنتج من التفكير، من جهة إصابة حكم الله في القضية أو مجافاة القواعد الشرعية و المقاصد الإلهية.


*** أدنى حدود الغفلة و الغباء و أعلاهما، تبرير إعفاء النفس من المشقة، و توهم المنكر معروفا ***

قال الشاعر المتنبي: "لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود مقلّ و الإقدام قتّال".
ليس هذا البحث الفلسفي مجال لنقد الشعر، لكن لا يجوز المرور على كلام معناه معارض لحقيقة إسلامية، يقول الشاعر: "الجود مقلّ"، و هذا المقول كذب، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ما نقص مال من صدقة"، و هذا الحديث الشريف له تفسير من حديث شريف آخر، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الصدقة تنقص المال في الصورة و تزيده في المعنى"، و هو كلام يوافق الإستقراء، و يمكن بسهولة ملاحظة أن الطبقة من المحترفين، أي الذين تتساوى أجورهم، و يعيلون نفس العدد من الأشخاص، ليس بالضرورة تساوي أحوالهم، فيكون منهم المكتفي، و منهم المدين و منهم المدخر.

قال تعالى:--
"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ # إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ # الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ # وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ # فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ # وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"

"أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا # أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا"

صفة الطيب من فكر و عمل و حس أنه شاق تنفر منه النفس، لكن في المقابل يصون إرادة هذه النفس النافرة منه، بمعنى أن الطيبات تحفظ على النفس حرية الإختيار، بل تزيدها حرية لتكون سيدة نفسها، و بالعكس الخبيثات من عقائد و أفكار و عواطف و صور و حركات تميل النفس إلى تعاطيها و ممارستها و تدمن (تكرر، تكثر) عليها إدمانا متزايدا لا بحكم التقدم في الفضل و الحرية، بل و هي رهينة اعتياد، و العادة لا تقف عند مستوى من القوة، بل تزداد شدة و بالتالي تقييدا لصاحبها و استحكاما فيه، و الخبيثات دركات باعتبار مقدار ما تصادره من الحرية ثم ما تفرضه من عبودية، و الجدول التالي يوضح هذه الدركات: {أكل الفلفل الحار، لعب الكوتشينة و الطاولة و البرجيز، الخ. مشاهدة المسلسلات و المباريات، شرب القهوة، التدخين، الزنا، اللواط و السحاق، القمار، شرب الخمرة، تعاطي المخدرات، العقيدة الخبيثة مثل التشيع المجوسي}.

تعاطي الخبيثات في المرحلة أولى يخسر الإنسان معها درجات كرامة الحرية، حتى تنعدم إرادته، و يتصفر اختياره بين الترك و العمل، و في المرحلة الآخرة تذله دركات العبودية للموضوع الخبيث، فيصير مضطرا اضطرارا متزايد الضغط أن يعمل الشر، و يترك الحميد.

جوهر خطاب الله سبحانه و تعالى نصرة العقل و الفكر و ترويض النفس، و إيقاظ الروح، كل عمل يمكن ممارسته بطريقة مهذبة تحفظ على النفس كرامتها و حرية إرادتها بل ترتقي بحريتها إلى مستوى السيادة على الذات و الموضوع، أو برعونة تبدل الحرية إلى عبودية لغير الله سبحانه و تعالى، مثلا النكاح عمل مهذب، يقابله السفاح، و الجهاد عمل مهذب يقابلة القتل، و الإحتراف عمل مهذب أو حلال يمكن عن طريقه اكتساب المال الطيب، و الإجتهاد عمل مهذب، بينما الإبتداع شذوذ عقيدة و تفكير يثبت رعونة النفس.

قال تعالى: --
"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ"،
"أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ"
ليس بالضرورة أن يكون الشرك على شكل عبادة صنم، أو حيوان أو كوكب أو حاكم أو حكيم، أو طاقة النار، الخ.
من الشرك ما يصفه الأمير سيد العرب ببيت شعر: " والنفس تعلم أني لا أصادقها # ولست أرشد إلا حين أعصيها"، و قال عليه السلام يصف جنسا من الشرك و هو عبادة الهوى أو الإرادة أو ميل النفس أو إيثار الراحة و الإعفاء من مشقة القيام بالواجب و المندوب في العلاقات مع الله سبحانه و تعالى و مع الناس، و مع الذات: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير".

"فاصدع بما تؤمر"، في البداية يكون الوعي مزاجا متصالحا من الإرادة و الفكر، لكن عند التجربة يتصدع و يتكسر، إذ في كل موقف لا بد للروح أن تختار بين العاطفة و بين الواجب، و الروح اليقظة تنصر الواجب الذي يوجه إليه العقل بالمجمل، و يبينه النطق بتفصيل الأفكار. أم الروح الخامل الكسول فينصر النفس أي يتخاذل و لا يمانع من نفوذ الهوى أو الإرادة لا فرق.
بداهة الأمر "إصدع بما تؤمر" يتضمن استيقاظ الروح لزجر النفس عن ميولها، إلى الراحة و الإعفاء و اللذة المحرمة، و النفس تميل إلى العصيان و التمرد، و لهذا تجد لذة في مخالفة الشريعة و القانون و العرف، حتى لو كان مطلوبها متاحا مسموحا، تعدل عنه إلى البديل الممنوع و لو كان مستصعبا، إذ عند المعصية يروق لها المشقة، ليزداد مقدار البديل المحظور قيمة عند وهمها.
و الإخلاص هو معصية الهوى، خاصة عندما يكون البديل المسموح من مطالب النفس متاحا، فلا يكون عذر للنفس بالتشبيه على ذاتها حسب قاعدة شرعية ما مثل: "الضرورات تبيح المحظورات".
و الشرك هو التخاذل و استضعاف العقل، و شرود الفكر، و الإسترسال مع النفس. و الإعراض عن المشركين هو تقدم في الفضل، و هو يكشف الفضل السابق أي انتصار العقل و ترويض النفس و ارتفاع وعي الروح.

*** أقرب الغفلة و الغباء إلى الصفر من النباهة و الفهم ***
هو تحميل الغير مسؤولية التخاذل و الكسل حتى أعفاء النفس من مشقة العبادات أو القيام بالواجب نحو الناس و نحو الذات... مثل زعم المستريح أو المستريحة أن سبب تركه الصلاة هو علمه و خبرته أن أكثر الحجاج و المصلين هم منافقون، و أن أكثر المحجبات فاسقات في الخفاء.
بل إن البعض يحمل الله سبحانه و تعالى مسؤولية تقصيره، و أعفاء نفسه من الصلاة و غيرها من العبادات، لم يهدني الله بعد، أصلي عندما يهديني الله، و ماذا يريد أكثر من أن يرسل الله له رسولا و معه رسالة، و هو هنا يشاغب على نفسه بأعفاء نفسه من الاجتهاد المطلوب من الناس العاديين، لتحصيل التمييز بين الفكرة و بين الهمة، الفكرة مصدرها العقل و النطق، و الهمة مصدرها القلب أو النفس، الفكرة أو هدى الله متوفرة و متاحة في القرآن و الحديث، يبقى الهمة، و المشقة، لكن المغفل الغبي لا يريد أن يهب من الخمول، : "إن في الخمول لراحة"، و لا يريد أن يتكلف مشفة، و يعتمد على حجة سخيفة، لم يهدني الله بعد، الله غفور رحيم، و أنا لا أشرك به شيئا، و ينسى أو يجهل أنه يشرك بالله هوى نفسه – و هذا كاف للنجاة من النار و دخول الجنة، و ربما حجز "مقعد صدق عند مليك مقتدر" أيضا.

*** أبعد الغفلة و الغباء عن عدم النباهة و الفهم ***
لا طبقة من الناس أعمى غفلة و أفحش غباء من الشيعة، فهم قد بلغ من تخاذله أن عقولهم استسلمت لأنفسهم حتى دون مناوشات، و بلغوا من الخمول و دناءة الهمة أنهم أهملوا محاولة تجريب التصدع، أي التمييز بين العاطفة و الواجب أو بين الإرادة و الرشد، أو بين هوى النفس و نصح العقل.
و المفارقة أنهم مجوس، و المجوسية تعتقد بوجود إلهين إله النور و الخير و الطيبة و إله الظلام و الشر و الخبث، و هم يزعمون أنهم أنصار إله النور، و أنصار من يمثله أو يتجسد فيه هذا الإله، أو من يكونه هذا الإله، و المكشوف من أقوالهم و مسرحيات اللطم و التطبير أنه يغالون في آل البيت، فهم حسب ادعائهم: "شيعة جعفرية و الحسين لنا هوية"، لكن حسب أعمالهم خاصة مع المسلمن هم عبدة إله الظلام و الشر و الخبث و الجهل، و هم يتوهمون و يظنون أن إله الظلام متجسد أو أنه هو نفسه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بسبب تدميره مملكة فارس المجوسية، و لهذا السبب يحقدون عليه و على العرب، و ليس بسبب ما يزعمون من تأسيسه و سيدنا أبو بكر الصديق لظلم آل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، إذ أن حال آل البيت مع المسلمين آخر همهم، و المغالاة في آل البيت و بخس أقدار الصحابة و أمهات المؤمنين و حتى هدر أقداهم و شيطنتهم ليس سوى عدة شغل (أسلوب خداع) للإنتقام من العرب.

و لو أنهم صدقا و حقا شيعة آل البيت و ليسوا مجوسا مقنعين بالتشيع، لكانوا أطاعوا هذا الآل عنوان العلم و سلاطين العلماء، لكنهم ليسوا فقط لا يحفظونهم في آثارهم، بل إنهم يتقولون عليهم لتحليل مخازيهم الفظائع، التي تصدم حتى الشيطان. و ليس زعمهم أأن سيدنا الإمام جعفر الصادق قال: "إذا طال بك السفر فعليك نكح الذكر"، هو منتهى انحطاطهم، و لا وصية إمامهم اللعين الخوميني و هو يحتضر إلى إمامهم الخامنه ئي بالحرص على المتعة هي منتهى هذا الانحطاط، و لم يضيع هذا الصاحب وقتا، فزنا عفوا تمتع بزوجة الهالك الخوميني و بناته، و المتعة شعار الشيعة و هذا إعلانهم و افتخارهم، و الساقطة عفوا المتمتعة يسمونها أخت صالحة، و يوجد عند الشيعة ما يسمى في الغرب فريسكس، أي تذهب الأخوات الزينبيات للترفيه عن جنود مهديهم، و هي على يقين أن ما تقوم به هو طاعة تقربها من الله سبحانه و تعالى، بل و أنه يكون صدقة جارية بعد هلاكها. و حال الشيعة هو أقصى ما يمكن أن يبلغه البهائم الذين هم على شكل بشر، من مستحضر : "كم من عقل أسير تحت هوى أمير".

.............................
فخر النبي، تلميذ علي
العماد اللبناني الفلسفي الثوري
أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة
الأحد 1\11\2015 مـــــــــــــ

ياسين لما 3 - 11 - 2015 03:15 AM

رد: دركات الغفلة و الغباء
 
جميل جدا شكرا لك أخي الكريم


الساعة الآن 11:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى