الكرم - إرث قديم
الكرم - إرث قديم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكرم صفةٌ من صفات العربي الأصيل ، وسجيةٌ من سجاياه الكريمة التي لا زال يتمسك بها ، ويعتز بها ولا يرضى أن يحيد عنها مهما كان الثمن ، فهي تجري في عروقة كصفاته الأخرى من شهامة، وإباء، وعزة نفس، وإغاثة للملهوف. وقد ورثها عن أبائه وأجداده، ورضعها مع اللبن منذ نعومة أظفاره. وهي ميزةٌ من مزاياه الحميدة التي حباه الله بها فهو لا يصطنعها إصطناعاً ولا يتكلفها تكلفاً، إنما تأتيه عفويةً خالصة وبشكل تلقائي. والبدويّ معروف بشهامته وحسن معشره وإكرامه لضيفه وإستقباله له بوجه بشوش والترحيب به، حتى يستأنس ضيفه وتنفرج أساريره، وفي هذا فرحة غامرة ينتشي لها البدوي وهو يشعر بأنه قد نجح في إكرام ضيفه وأفلح في إدخال السرور إلى نفسه. ولعل أحسن مثال على كرم العربي هو سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كان يلقبه ابن عباس رضي الله عنه بأجود الناس، ولا عجب في ذلك ، فقد كانت تلك الخصلة خُلقاً أصيلاً جُبل عليه صلى الله عليه وسلم، ثم ازداد رسوخاً من خلال البيئة العربية التي نشأ فيها وتربّى في أحضانها، والشهيرة بألوان الجود والعطاء. وتبيّن لنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تحلّيه –صلى الله عليه وسلم - بهذه الخصلة قبل بعثته بقولها الشهير : " إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف "، وكلها صفات تحمل في طيّاتها معاني الكرم والجود . وعندما نستنطق ذاكرة الأيام ستحكي لنا عن جوانب العظمة في كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - ، يستوي في ذلك عنده حالة الفقر والغنى ، وهذا البذل والعطاء كان يتضاعف في مواسم الخير والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ... فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة " متفق عليه . وسنذكر هنا مثالا واحد من آلاف الأمثلة التي تبين كرمه صلى الله عليه وسلم، عندما جاءه أعرابي فرأى قطيعاً من الأغنام ملأت وادياً بأكمله، فطمع في كرم النبي – صلى الله عليه وسلم – فسأله أن يعطيه كلّ ما في الوادي ، فأعطاه إياه ، فعاد الرجل مستبشراً إلى قومه، وقال : "يا قوم ! أسلموا ؛ فوالله إن محمدا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر " رواه مسلم . ومن الأمثال التي يضربها العرب على الكرم كثيرة نذكرمنها: الضيف إن أقبل أمير وإن قعد أسير وإن قام شاعر الضيف شاعر، أي الضيف كالشاعر الذي يمدح مضيفه فيرفعه ، أو يهجوه فيصغّره في أعين الناس ويقلّل من قيمته في نظرهم . وهذا للنهي عن التقصير في حقّ الضيف وللحثّ على استقباله بالشكل اللائق به . منقـــــول بتصرف فياترى هل حافظنا على هذا الإرث الكريم أم أننا ضيعناه هو أيضا!!؟ |
رد: الكرم - إرث قديم
الضيف إن أقبل أمير وإن قعد أسير وإن قام شاعر
ما زالت بيوتنا العربية عامرة بهذا الارث ان شاء الله سلمت يداك على الطرح تحياتي لك |
رد: الكرم - إرث قديم
شكرا على الطرح الموفق
تقديري لك |
رد: الكرم - إرث قديم
مشكووره
بارك الله بك موودتي |
رد: الكرم - إرث قديم
شكرا على الطرح الموفق
لك مني ارق تحية |
رد: الكرم - إرث قديم
شكراً يا الغلا على الطرح والفائدة طرح مميز بارك الله فيك |
رد: الكرم - إرث قديم
شكرا على الطرح
جهد مميز سلمت يمينك على اختيارك الموفق جدا تحية والاحترام |
رد: الكرم - إرث قديم
اعتقد ان هذا اﻻرث ايضا اضعناه،،يكرم الشخص اﻵن ليتباهى امام الناس او ليشار اليه انه تبرع او فعل،، قلة من البسطاء يكرمون بدون معايرة
شكرا لك على الطرح |
رد: الكرم - إرث قديم
ابدعت بالطرح
اشكرك واتمنى ان اقرأ لك باستمرار دام حضورك تحيتي لك |
الساعة الآن 04:37 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |