بسم الله الرحمن الرحيم


الشاعر :ابن عائشة الأندلسي


يوم مع حواء ::::::::::



سَلِي جُفُونَكِ يَا حَوَّاءُ مَا فَعَلَتْ ====يَوْمَ اللِّقَاءِ بِقَلْبٍ شَفَّه الطَّلَلُ

لَمَّا رَآكِ بِبَابِ الْحَيِّ فَاتِنَةً ==== فَسَاءَلَ الصَّحْبَ: هَلْ فِي وَصْلِهَا أَمَلُ؟

يَا حُسْنَهَا وَهْيَ تُومِي رَأْسَهَا خَجَلاً = نِعْمَ الْحَيَاءُ، وَنِعْمَ الظَّرْفُ وَالْخَجَلُ

يَا حُسْنَهَا وَلَذِيذُ الثَّغْرِ مُبْتَسِمٌ ==== وَالْخَدُّ وَرْدٌ، وَطَرْفُ الْعَيْنِ مُكْتَحِلُ

يَا عَذْبَةَ الصَّوْتِ لَمَّا جِئْتِ حَادِيَةً ==== كَأَنَّمَا فِي صَدَاهُ النَّايُ وَالزَّجَلُ

لَمَّا انْتَشَى الْقَلْبُ مِنْ عذبٍ به نفحَتْ ==== فمَوْطِنُ الْحُبِّ مِنْ َكأْسِ الْهَوَى ثَمِل

سَلِي عُيُونَكِ يَا حَوْرَاءُ إذْ بَسَمَتْ ====كَأَنَّهَا أمَرَتْ وَالْقَلْبُ مُمْتَثِلُ

لمَّا رَآهَا وَقَدْ زَانَتْكِ وَاسِعَةً ==== وَمِلءُ عَيْنِكِ مَاءٌ لَوْنُهُ عَسَلُ

وَفِيهِ شَيْءٌ مِنَ الأحْزَانِ مُخْتَبِئٌ ==== أيَا تُرَى شَجَنٌ أمْ أنَّهُ الْكَسَلُ؟

إنِّي قَرَأْتُ حَدِيثاً خَلْفَ بَسْمَتِهَا ==== مَفَادُهُ: الحُزْنُ لَمَّا خَانَهَا الجَذَلُُ
أَ
تَيْتُهَا حَذِراً، فَاسْتَعْطَفَتْ وَجَلاً: ==== أَخْشَى جُنُونَكَ فَارْحَلْ أيُّهَا الرَّجُلُ

تَخْشَى جُنُونِي وَمَا تَدْرِي بِمَا فَعَلَتْ ==== بِمُضْغَةِ الْقَلْبِ حَتَّى نَابَهُ الْخَبَلُ

لَمَّا تَحَيَّرَ قَلْبِي يَوْمَ رُؤْيَتِها ==== وَأَجْهَشَ الْقولُ شِعْراً كُلُّهُ غَزَلُ

وَمَادَتِ الأرْضُ بِي مِنْ وَقْعِ مِشْيَتِهَا ====وفاحم الشعر حتى الخصر ينسدل

وخضبت كفًها الحناءُ رائعة === ولوحتْ بلقاء دونه الأجل

تسري على هودج الماضين دامعة ===تبكي لذكرى حبيب ماله بدل

سلي دموعك يا حواء إذ هطلت = == لَكَمْ تَفَطَّرَ قَلْبٌ هَزَّهُ الْوَجَلُ

وَكَمْ تَبَتَّلَ فِي مِحْرَابِهِ فَرَقاً:==== يَا رَبِّ لُطْفاً بِقَلْبٍ خَطْبُهُ جَلَلُ

رِفْقاً بِقَلْبٍ مَضَى فِي الْحُبِّ مُضْطَرِباً === فالنار تجري وماء العين يشتعل

يُسَائِلُ الْغَادَةَ الْهَيْفَاءَ فِي شَجَنٍ: =====قُولِي بِرَبِّكِ يَا حَوَّاءُ مَا الْعَمَلُ؟

أنَتْرُكُ الأَلَمَ المَعْشُوقَ يَسْحَقُنَا =======أمْ نَمْتَطِي صَهْوَةً ضَاقَتْ بِهَا السُّبُلُ؟

كُرْمَى لِعَيْنِكِ كَمْ حَجَّتْ رَكَائِبُنَا=======وَكَمْ بِحُبِّكِ غَنَّى الْنَّاسُ وَارْتَحَلُوا

كُرْمَى لِعَيْنِكِ كَمْ كَانَتْ لَنَا سِيَرٌ ===== فَالشَّيْخُ فِي سَفَهٍ والطِّفْلُ يَبْتَهِلُ

وَكَمْ بِأمْرِكِ لَيْثُ الْقَوْمِ مُؤْتَمِرٌ =======وَكَمْ لأجْلِكِ شَطَّ الأَهْلُ وَاقْتَتَلُوا

تَبْقَى جُفُونُكِ يَا حَوْرَاءُ سَيِّدَةً == ====عَلَى الْقُلُوبِ وَإِنْ أَزْرَتْ بِنَا الْمُقَلُ


(ابن عائشة)

أسعدني مروركم جميعا
وأسعدني أكثر أن القصيدة أعجبتكم جميعا
منورين الصفحة