منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   رمضـــان ُمبـارك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=254)
-   -   حلقات طريق الهداية الخاصة بشهر رمضان الكريم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8783)

ميارى 27 - 7 - 2010 06:54 PM

الصوم حالة وجدانية
 
عنوان الحلقة: الصوم حالة وجدانية
تقديم علاء بسيوني
نبدأ الحديث عن مشكلة تحصل كل سنة مع بداية شهر رمضان وهي اختلاف في مطالع القمر وتحديد الهلال وتوحيده بين الدول الاسلامية.
في البداية نريد أن نوضح الحق في هذه النقطة لأن الكثير من الدعاة وخطباء المساجد يخطئون في هذا الموضوع. الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غّم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً" ونفهم من كلمة غُمّ أنه سيغم على البعض لا على الكل. ونقول أن لكل بلد مطلع وفإذا أردنا أن تبدأ الصيام مع المملكة العربية السعودية مثلاً أو غيرها من البلاد فهل نفطر معهم عندما يؤذن المغرب عندهم؟ بالطبع لا فالقصة أن المطالع لا بد أن تختلف. الشمس مرتبطة بالمشرق والمغرب كل يوم والهلال يضبط الشهور ولو كان المطلوب أن يتوحد الجميع في هلال واحد فعليهم أن يوحدوا عندها الافطار كل يوم وأوقات الصلوات وهذا لا يقارن بالحج إذا ما سأل سائل كيف نتفق على وقت الحج فنقول أن الحج هو في المملكة العربية السعودية وعلى الجميع أن يلتزم بتوقيتهم ورؤيتهم لهلال ذي الحجة. إذن لا بد أن يكون لكل بلد مطلع فالذي يرى الهلال يصوم والذي تغرب عنده الشمس يفطر وليس من أوجه الفرقة أن تختلف المطالع بين الدول الاسلامية. وفي هذا حكمة إلهية حتى يكون السجود متعاقباً على الكرة الأرضية وكذلك الصيام والافطار وقد تجد من يفطر في مكان ما ويقابله من بدأ الصيام على الكرة الأرضية.
وللناس الذين يعيشون في دول غير اسلامية يصومون على أقرب دولة لهم وهناك فتاوى من الأزهر الشريف بذلك في الصوم وفي الأذان ويمكن للتحري اضافة بعض الوقت أيضاً.
سؤال: من المنطقي عند الاستعداد لرمضان أن نسأل ما هو المطلوب هل الصيام امساك عن الطعام والشراب فقط؟
الصيام أعمق من هذا بكثير وهناك عدد كبير من الناس وصل قريباً من مراد الله تعالى في الصيام وهناك كثيرون تركوا السهر في ما يسمى بالخيم الرمضانية ولله الحمد. نحن نصوم ونمسك عن الحلال في نهار رمضان لنفهم أنه تدريب لنا ونحن نمسك عن الحرام باسلامنا فبمجرد أن يدخل أحد من الناس الاسلام يمسك عن المحرمات. الصيام عبادة سلبية لأنه امتناع عن حلال (طعام، شراب، جماع) فهذا امتناع سلبي فعندما أسمع أذان الفجر أمتنع عن الطعام والشراب والجماع. وهذا سر حديث " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" كل عمل ابن آدم له (له) أي تسجله الملائكة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وكلمة أجزي به وضحت كلمة (لي) فكل الأعمال التي يقوم بها ابن آدم تسجلها الملائكة وتراها وتكتبها لكن الصوم نيّة في القلب وإمساك جوارح وليس معدة فقط أثبتها الله تعالى وطمأننا عليها. الصياك عبادة سلبية كما قلنا فماذا تكتب الملائكة؟ أن فلاناً لم يأكل أو لم يشرب؟ (لي) لأن الله تعالى إن صحّ التعبير صائم أبداً فهو الصمد لا يأكل ولا يشرب ولا يطعم ولا ينام ولا يشتهي وأنت في رمضان تأخذ صفة من صفات المولى عز وجل وحتى في باقي الشهور لم يحرمنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم فأوصانا بصيام ست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس والرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصيام في شعبان وكان يواصل الصوم وينهى المسلمين عنه ويقول إني أُطعم والرسول صلى الله عليه وسلم عمل لنا تدريب في شعبان وكان كما أشرنا يكثر الصيام فيه باستثناء يوم الشك بحسب حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها.
سؤال: هل هناك درجات للصوم وكيف يكون التدريب على الصوم؟
الصيام تدريب للنفس وقوة الارادة والفقهاء قسموا الصيام الى أنواع صيام العوام وصيام الخواص وخواص الخواص. الصيام نيّة والنيّة كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فلنقل مثلاً أن أحدنا يصوم الاثنين والخميس وفي يوم ثلاثاء خرج من بيته دون أن يأكل أو يشرب وقضى يومه كله دون طعام وعندما عاد الى البيت قال يا ليتني صمت هذا اليوم فهل هذا هو مفهوم الصوم؟ كلا لأن الصوم ليس فقط نية في الامتناع عن الطعام والشراب لكن عندما أنوي الصيام يجب أن يكون في نيتي أنه لو سابني أحد أو شتمني فأقول إن امؤ صائم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالصيام حالة من حالات تهذيب النفس وعرض الاسلام الحق. هذا الدين بُني على تهذيب النفس وتدريب النفس وتأذديب النفس. أنت تمسك عن الحلال في رمضان فإن عرض الشيطان عليك بأمر تقول إني امرؤ صائم. والصيام جاء فريضة في شهر رمضان وكفارة في الظهار وكفارة الحلق للمتمتع بالعمرة الى الحج وكفارة اليمين والقتل وهذا كله يدل على أن الصوم تهذيب للنفس.
وسبق أن تكلمنا عن الفرق بين الصوم والصيام وقلنا أنه في قصة مريم عليها السلام قالت: (إني نذرت للرحمن صوماً قلن أكلم اليوم إنسيا) فهذا توجيه لنا أن الذي تأتيه نعمة كبيرة يصوم شكراً لله تعالى عليها. لمّا كلفنا الله تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولم يقل الصوم أما في قصة مريم عليها السلام (إني نذرت للرحمن صوما) . تعريف الصيام هو نية محلها القلب ةليست كلاماً يقال (صائم عن كل حلال من طعام وشراب وجماع) والصوم اضيف اليه الكلام والمشي فيما يغضب الله تعالى وفيما ليس له داعي. فالصوم أزود من الصيام ويزيد في الامتناعات عن الكلام (فلن أكلم اليوم إنسيا) لكن لوجاءها جبريل تكلمه فكأنها بصومها ارتقت الى درجة الملائكية ولم تعد في مستوى البشر فالصوم رفعها بحيث أصبحت تتعامل مع الملائكة لا مع البشر. فإذا صمت صوماً لا صياماً فإنك ترتقي وتتفوق على نفسك. ويجب على كل واحد فينا أن يسأل نفسه هل سأصوم وأنام طوال النهار أو أصلي التراويح ثم أذهب للخيمة؟ علينا أن نعلم أن الحساب في رمضان يومي فعلينا أن ننتبه لما نصوم عنه كل يوم وعلينا أن يكون صيامنا صيام عن الطعام والشراب والجماع وإمساك جوارح ايضاً. والجزاء مختلف في رمضان لأنه تعالى أخفى جزاء الصيام لأنها عبادة سرية لا يعلمها إلا هو سبحانه وجعل جزاءها سري أيضاً من المولى تعالى ونتيجة هذا الصيام نعرفه يوم القيامة أما باقي العبادات فيمكن حسابها في الدنيا فالحسنة بعشر أمثالها فنقدّر الجزاء أم الصوم فليس فيه تقديرات لأن الله تعالى أسرّها عنا فقال (وأنا أجزي به) والضمير (أنا) يجب أن نضع فيه صفة الرقيب على سرّية العباد ولو شغّلنا هذه الصفة في رمضان نتعود عليها في باقي الشهور ولهذا لم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسلخ المسلمين من رمضان مباشرة فأوصى بصيام الست من شوال ثم ثلاثة أيام من كل شهر ثم الاثنين والخميس من كل اسبوع ثم يكثر الصيام في شعبان ونذكر قوله صلى الله عليه وسلم "ورمضان الى رمضان كفارة). فعلينا أن نقول: اللهم بلّغنا رمضان وأول ما نبلغه نقول الحمد لله الذي هدانل لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ثم غذا جاء رمضان التالي أحمد الله تعالى إن لم أفعل أو أرتكب شيئاً محرماً.
سؤال: موضوع النية: الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد الأيام عاد الى بيته فسأل عن طعام فأخبروه أنه لا طعام عندهم فقال إني صائم فكيف نفسر هذا مع النية المطلوبة للصيام؟
هذا في السنن أما في رمضان فالنية واجبة. هناك معركة مع النفس والشيطان لأنك في رمضان تمنع نفسك عن شيئ تحب أن تقعله فإذا نظرنا الى المسجد عند صلاة الفجر قبل رمضان نجد فيه صفان او ثلاثة على الأكثر من المصلين وفي رمضان لا تجد مكاناً للصلاة ثم أول يوم من شوال تجد فيه صفاً أو صفين. الروح والمادة هما جماع النفس وفكرة الصيام هي تثبيط للمادة. آدم خُلِق من تراب وماء وكل غذاء المادة من التراب والماء أي كل غذاء المادة مادة والانسان مادة وروح والروح هي منتهى السر الإلهي في الخلق فما هو غذاء الروح؟ الناس في رمضان تذهب للمسجد لأنه لما أمسكوا عن الطعام والشراب نزلت المادة وعلت الروح بالنسبة للمادة ثم بعد رمضان يعود لما كان عليه سابقاً لأن المادة ترتفع عن الروح. فلو عملنا شيئاً في رمضان نوصل الروح الى أعلى وليس صدفة أن يسمي الله تعالى قوام الحياة روحاً وساعة سماها روحاً كان له سبحانه مراد في ذلك وغذا سلّمنا وافترضنا أنها كانت صدفة فهل من الصدفة أن يسمي الله تعالى الوحي على اطلاقه روحاً (يلقي الروح من أمره على من يشاء)؟ وهل من الصدفة أن يسمي حامل الوحب وأمينه روحاً (نزل به الروح الأمين)؟ وهل من الصدفة أن يسمي القرآن منهج أمة محمد صلى الله عليه وسلم روحاً (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) ؟ لا يمكن أن يكون كل هذا من باب الصدفة فتكرار الصدفة لا يكون صدفة فارجع للحكيم الخبير المهيمن العليم فكأنه تعالى نبهنا إلى أن القرآن روح والوحي روح وحامله روح والله تعالى يلفت نظرنا إلى أن غذاء الروح هو القرآن. فإذا هبطت المادة في رمضان غذي الروح بالقرآن حتى تعلو وتسمو واقرأ وتدبر القرآن حتى لو استغرقت في تدبر جزء واحد طيلة الشهر فلو تدبرنا الجزء الأول من سورة البقرة نخرج منها بأحكام عديدة وعلينا أن نستعد فنصوم لنثبط المادة ونغذي الروح بالقرآن والصلاة (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فالذي يتدبر القرآن ويسمو بروحه في رمضان على هذا النحو فإنه لن يترك الصلاة بعد رمضان ابداً والمفروض أن نقول لأنفسنا نحن أمسكنا عن الحلال في رمضان فيجب أن نمسك عن الحرام بعد رمضان وأرجو من الاخوة المدخنين أن يجربوا هذا ويمسكوا عن التدخين بعد رمضان بعد أن تعودوا الامساك عنها في نهار رمضان وبدل أن يأخذ سيجارة يقرأ سورة الفاتحة أو الاخلاص أو المعوذتين فيعملوا تدريباً روحياً ويعطوا الروح روحاً ويصلوا باتقان.
سؤال: تدبر القرآن كأنه صيام ويفتح أبواب الفقه ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم. البعض يقولون أفعل شيئاً حتى أسلي صيامي فما هي التسلية وكيف يسلي الانسان صيامه؟
التسلية تعوّد النفس على شيء تتقبل اي شيء غريب فتسلي نفسك بقراءة قرآن أو تفعل شيئاً ونقول للذين يسلون صيامهم باللهو أو البرامج غير النافعة أنه كلن عليهم أن يسلوا النفس بشيء يفيدها. أنت صائم فأمسك عن ضياع الوقت بقراءة القرآن أو أي عمل ايجابي صلِّ ركعتين واقرأ القرآن بقلبك حتى يفتح الله تعالى الأغلال عن القلوب (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فسبب عدم تدبر القرآن هو الأقفال على القلب.
سؤال: ما الفرق بين صلاة القيام وصلاة التهجد؟
القيام سُنّة يومية على مدار العام وهذا نوع من أنواع تدريب النفس على الصلة بالله تعالى وسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم من جِنس الفروض فشهادة لا إله إلا الله من جنسها محمد رسول الله وفرض الصلاة من جنسه سنن الصلاة والزكاة من جنسها الصدقة والحج من جنسه العمرة وصيام رمضان من جنسه صيام النافلة. في الصلاة صليت خمس فروض وأطول فترة بين فرضين هي بين صلاة العشاء والفجر فسنّ القيام حتى لا يترك المسلم بعيداً عن الصلة بالله هذه الفترة. إذا صلّيت أول الليل فقد صليت القيام فإذا نمت ثم قلقت ثم صلّيت فهذه صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل والرسول صلى الله عليه وسلم أُمِر بهذا في القرآن الكريم (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا) فالمصلي وهو قائم بالليل عليه أن لا يغترّ بنفسه أو يمنّ أنه قائم يصلي وغيره نيام وإنما يقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله فليحمد الله تعالى على ما هو فيه ولا يمنّ! على أحد والنتيجة (عسى ربك أن يبعثك مقاماً محمودا) . فالصلاة أول الليل قيام وفي آخره تهجد وفي رمضان صلى المسلمون التراويح في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (بدعة حسنة) ولكن أيانا أن ننسلخ منها بعد رمضان حتى لا نكون نعبد رمضان فقط فعندما صلى المسلمون التراويح في عهد عمر لم ينقطعوا عن قيام الليل أو التهجد ولم يتوقفوا عن التراويح بعد رمضان.
سؤال: ما هو المقام المحمود الذي وعده الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم والذي نسأله تعالى أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم عند كل أذان؟
قال صلى الله عليه وسلّم في حديث الأذان فاسألوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو. ومن سأل للرسول صلى الله عليه وسلم هذا وجبت له الشفاعة. المقام هو مرتبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خير الأنبياء والمرسلين وهذا قاله تعالى لكل الأنبياء وأمر الأمم جميعاً أن تؤمن به حتى في غيبته عندما أخذ الله تعالى ميثاق النبيين
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران) (لما) تفيد مأن ما فات من الرسالات شيء ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم شيء آخر والنبيون الذين لم يدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدوا كل في عصره أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حق ولما بشّر بع عيسى عليه السلام كانت شرفاً للنصارى, وتفضيل بني اسرائيل كان لأنهم الأمة الوحيدة التي كتب عندهم مواصفات الرسول الخاتم وأوصافه وكتب عندهم أمر القِبلة وأنه يصلي للمسجد الأقصى بداية ثم يتحول الى المسجد الحرام بدليل قوله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) البقرة). فالمقام المحمود مقام خاص برسول الله صلى الله عليه وسلمومن عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم أن يطلب منا أن نسأل الله تعالى لأن يكون هو. هو يسعى ويعمل ويطلب منا أن نسأل الله تعالى له هذا المقام المحمود.

ملاحظة : تجدون الروابط الخاصة ببقية الحلقات في الفهرس الخاص ببرنامج طريق الهداية وهو مثبت في قسم المكتبة الإسلامية

أجراس المطر 29 - 7 - 2010 01:35 AM

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat1560b39cce.gif

ميارى 29 - 7 - 2010 04:50 PM

حلقات طريق الهداية الخاصة بشهر رمضان الكريم
 
رمضان 1
طريق الهداية (رمضان 1429 هـ - 2008م)


علاء: بسم الله الرحمن الرحيم، كل سنة وأنتم طيبين شهر رمضان شهر كريم يعمنا بالخير والبركات ونسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان القادم ونحن أفضل بكثير من سنوات سابقة وعدنا رب العالمني أننا سنكون قريبين منه ولم نقرب ووعدناه بأن نكون جيدين ولم نكن لأن النفس تنسى أو أن الشيطان كما يقولون شاطر والبعض يسأل ألا تصفد الشياطين في رمضان؟! إذا كان الموضوع هكذا فلماذا يرتكب البعض المعاصي والذنوب والكبائر أحياناً؟ شهر رضان يمر على بعض الناس أياماً فقط أكل وشرب ومتابعة تلفزيون وسهر في الخيمة ويمر اليوم والشهر ونكتشف أن رمضان مضى، فهل جاء رمضان؟ اليوم نبدأ معكم مجلساً جديداً نحاول أن نصل فيه إلى كيفية أن نعيش رمضان بحيث أنه لا يمضي ونحن لم نشعر به. هل ما ذكرته مبالغة في توصيف الواقع؟
د. هداية: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد. ماذ ذكرته كل الناس تشعر به وكثيراً ما نسمع تعبيرات من بعض الناس أن الشهر يجري بسرعة فيأتي يوم ثلاثين ويقول لك الشهر مر بسرعة لأننا نحن أيضاً نأخذ رمضان على أنه شيء مثل الفسحة النزهة شيء جميل وتسمع أحياناً بعض الألفاظ حتى في التلفزيون والراديو تسمع مثل شهر الخير وشهر اليمن وشهر البركات وشهر التمثيليات يعني تسمع ألفاظ غريبة تبين لك أن رمضان بالنسبة لنا شهر تسالي على غير ما وصفه الله تبارك وتعالى قرآناً. يعني القرآن المفروض لو هو ماشي زي ما نحن نحاول أن نوصل للناس أن القرآن هذا منهج وأنه كتاب عمل وكتاب كذا والخ ويجب أن يتخذ الدين كله من الكتاب الذي يحصل في المجتمع يبين أن الذين يطالبون بأن القرآن يكون هو المنهج ويكون هو الدستور وهو الخ في وادي وما جُبِل عليه بعض الناس في وادي آخر، الشاهد في كلامي أو الدليل لما تكلمنا في موضوع الإسراء عن نقطة أن الرسول ذهب لكي يتسلى ويتسرى فرجل له عمود في جريدة - وهذا يبين لك مدى الجهل الذي الناس فيه أن هنالك من يدعون العلم - فهو قال كيف تقول هذا الكلام ونحن تريبنا وتعلمنا على هذا الخ وتمشي القصة إلى هذا ما وجدنا عليه آباءنا وكيف لا يتسلى الرسول؟! الخ هذا الكلام كله يبين أنك أنت في وادي والناس في وادي، الذين يطالبون والعلماء الذين يطالبون بما نطالب به على رأس هؤلاء - وهذا لم يأخذ أي مساحة في الإعلام - الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه لا يعرفه إلا الناس الذين يقرأون مقالاته وهذا الشيخ محمد الغزالي بُحّ صوته في الذي نحن نقوله يا جماعة الكتاب المنهج الدستور ودعكم من القصص والحكايات الخ. أنا فقط أريد أن أرد عليه في دقيقتين وأنا لا أريد أن أجعل له مساحة لكي لا أعطيه قيمة ولكن فقط للتوضيح الصحيح للناس هو يقول أن الرسول كان يتسرى عنه ويتسلى طيب لماذا لم يقل الرسول هذا الكلام ولماذا لم يقله القرآن؟ أنت أخذت كلامك ودستورك وعلمك مِنْ مَن؟ علاء ؟ محمد؟ هو الشخص هذا تعلم من أين؟ يعني المفروض أنا اليوم عندما أدخل كلية أزهرية أو كلية أدبية مفروض علمي الأدبي أو الشرعي يأتي من أين؟ إما من القرآن أو من السنة الصحيحة هات لي في القرآن أو في السنة الصحيحة الرسول هم ناقلين عنه أحاديث بأعداد يعني خذلونا أمام الغرب بعدد الأحاديث الضعيفة والموضوعة طيب هات لي حديث واحد قال فيه الرسول أنني عندما أخذت في هذه الرحلة تسليت وتسريت وهذا الكلام الذي يقولونه، فالكلام هذا كلام مساطب كلام مش أكثر من أنه كلام مسطبة كلام دروشة كلام خارج عن نطاق القرآن فالقرآن تكلم في هذا الموضوع وقال فيه القرآن (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿1﴾ الإسراء) النقطة التي شرحناها (لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا) وهو يقول لك أن سبب الرحلة التسلية والتسرية وهذا الكلام طيب القرآن تكلم في السبب (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ﴿60﴾ الإسراء) هذا هو السبب أنها تكون اختبار وابتلاء. والرسول r يأتي وينقل الكلام ونشوف الناس ستصدق أو لا تصدق؟ هذا السبب للناس والسبب للرسول الآيتين، فإذن القضية محسومة والقرآن دائماً واضح وحتى في الصيام والمشكلة التي ستعرضها القرآن تكلم فيها فالقرآن في آية الصيام - لكن انتبه المشكلة أننا ننقل من بعض والذي لا يعرفه السادة المشاهدين أن هنالك كتب تفاسير منقولة من بعض - استسهال وهذا يسمع وهذا يقول ومن وقاحة النقل أنه لم ينسب الكلام للرجل لم يقل أنا أخذت من علاء مثلاً.
علاء: هل نعمل هذا النقل بشكل لا إرادي؟
د. هداية: لا لو لا إرادي أقول فحوى كلام علاء فإذا وجدت نفسي أقول كلام علاء يجب أن أنسبه لعلاء.
علاء: الأمهات والآباء مع الأطفال الصغار إذا سأل الطفل غير المكلف أمه سؤالاً منطقياً في شهر رمضان لماذا نصوم؟ ستقول له لكي نشعر بالفقراء والمساكين الذين هم تقريباً في حالة صيام طوال السنة لعدم قدرتهم على الحصول على الطعام الذي يتمنوه ولذلك نصوم في رمضان لكي يشعر الأغنياء والمقتدرين بحالهم، هذا كلام الأم الذي تعلمته من أمها الذي تعلمته هي أيضاً أمها.
الدكتور هداية: توقف عند هذه النقطة وهذا الكلام يقال على المنابر! لو توقفنا عند هذه الجملة لو الطفل هذا كبير يعني عنده منطق وعنده فكر سيقول إذاً يجب أن لا يصوم الفقير أليس كذلك؟ ولو رجعنا لكتب الفقه لوجدنا مكتوب فيه الإمساك عن شهوتين البطن والفرج من الفجر إلى المغرب طيب أنت أخذت هذا السطر من أين؟ وهذا يقال على المنبر وهذا التعريف الذي نحن نتعلمه سؤال أنت أخذت السطر هذا من أين؟ سيقول لك الرسول عمل هكذا، طيب لكن القرآن ماذا قال؟ أنا أريد أن أقف معك في ملمح لكي أريك القرآن ماذا يقول ونحن ماذا نعلم الناس، وانتبه أننا ننقل هذا الكلام للخارج فهذا الكلام ينقل إلى أوروبا وإلى غير المسلمين عندما يأتي لكي يسلم ويدخل في الدين والرجل لا يعرف شيء عن اللغة العربية فأنت تقول له هذا الكلام من الفجر إلى المغرب، طيب هل سمعت القرآن في التوقيع هذا؟ قال (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴿185﴾ البقرة) يصمه هذه عائدة على الشهر يعني الصيام أنت مكلّف بصيام الشهر فإذن موضوع من الفجر إلى المغرب أكيد متعلقة بالطعام والشراب وشهوة الفرج فقط لكن كان يجب عليك أن تشرح أنك أنت يجب أن تمسك عن أشياء كثيرة طوال الأربع والعشرين ساعة في ثلاثين يوم وهي (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فالقصد صيام شهر ولو أردت أن تفلسفها تقول صيام شهر متواصل؟ إمساك طعام وشهوتي البطن والفرج؟ لا، فالنص القرآني يريد أن يقول عكس الذي يحصل أنه أول ما يؤذن المغرب الناس تذهب إلى الخيم الرمضانية والشيش الرمضانية والقهواي والفنادق وأين ستسهر اليوم؟ هناك فلان الفلاني المطرب وفلانة الفلانية مطربة في فندق كذا وهؤلاء مسلمون وتكون السهرة إلى الفجر هل هو عندما قال لك من الفجر إلى المغرب قال لك تفلّت بعد المغرب إلى الفجر مرة ثانية ثم تقول أنك ملتزم! أو قال (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فهذه عندما تشرح مع مطلع الآيات تجد الفرق بين هذه الأمة وأعطيك مثالاً فقط لكي يفهم الناس كيف نقرأ القرآن هو في الأول يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ البقرة) أنت عندما تقول لي (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) الذي قرأ القرآن بعناية سيقول طيب فين نحن؟ أين خيرية الأمة؟ وسأخرج من البقرة إلى آل عمران (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴿110﴾ آل عمران) أنا محاصر بين البقرة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴿143﴾ البقرة) إذاً نحن أفضل أكيد هذه أفضل منطقياً ويؤكدها لك في آل عمران (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فعندما تقول لي (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أنت ساويتني بهم إذاً أين خيرية الأمة؟ فأنت لو تقرأ القرآن بالتدبر الذي نريد أن نعلمه للناس وليس الفكر التافه الذي صاحبنا يريد أن يوصله للناس التسلية والتسرية الخ فأين خيرية الأمة؟ تأتيك في هذه عندما قال مثلكم مثل الذين من قبلكم (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴿184﴾ البقرة) مثلكم مثل الذين من قبلكم تكون (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) ثم يقول (شَهْرُ رَمَضَانَ (185) البقرة) ويأتي بصفة لم تحلم بها أي أمة (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴿185﴾ البقرة) ثم يميزنا عن كل الأمم الذين صاموا كل الأمم أنهم صاموا وأنت في البداية فعلت مثلهم صمت أياماً معدودات وهي الثلاثة أيام، قال (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) إذاً أنا كمسلم من أمة الخيرية أو من أمة هذا الرجل العظيم مطالب بالصيام شهر ثلاثين يوم سيسمح لي بالأكل من المغرب إلى الفجر لكي أستطيع أن أتابع. أنت خلاص سلمت بهذا الأمر الواقع لكن الصحابة الذين عاصروا الرسول كانوا يريدون صيام الوصال كانوا يريدون الثلاثين يوم صيام لما ذهبوا إلى الرسول واخبروه وقالوا له أنت تواصل ثلاثة وسبعة وخمسة قال لهم في الحديث الصحيح (أبيت يطعمني ربي ويسقين) وليس عند ربي كما يقولون (أبيت عند ربي) وهذا غير صحيح! نحن هدفنا أن نبين العلم الصحيح نأخذ بأيدي بعضنا البعض لا للشهرة ولا للنجومية ولا نريد أن نذم أحداً ولا نخلق مشاكل، لكن هل ينفع أن نسمع من يقول (أبيت عند ربي) على منبر أو في التلفزيون أو في إذاعة القرآن الكريم هل ينفع هذا؟! الرسول قال في الحديث الصحيح (أبيت يطعمني ربي ويسقين) وهذا كلام مجازي يعني النبي صلى الله عليه وسلم له خصوصية تختلف عن علاء ومحمد والبشر فالذي أريد أن أضيفه للأمة اليوم أنك أنت مسموح لك بالأكل من المغرب إلى الفجر لكي تقيم صلبك لكي تصوم حتى من المغرب إلى الفجر. إذاً الصيام في مسائل أخرى قائم في الأخلاق والسلوكيات والمعاملات فالذي لا يستطيع أن يمسك نفسه عن النميمة هذا شهر لك تمسك فيه لسانك لأنه لا يصح أن تتكلم في رمضان وفجأة هنالك من يخرج ويقول لك لا تقول هذا، بل يجب أن نقول هذا ورمضان موجود لأجل هذا الشيء فوجود شهر في السنة كامل ثلاثين يوم للتدريب ولكي نشد بأيدي بعض وإذا رأيته يتكلم في رمضان انظر له وقل له استح فيستحي فعندما يستحي ثلاثين يوم يخرج من رمضان وقد ترك النميمة والكذب والخ .فإذاً الصيام شهر 30 في 24 وليس 30 في 12.
علاء: ما الفرق بيننا وبين الصحابة؟ ولماذا ليس لدينا الوعي الذي كان عندهم أنهم بمجرد أن يسمعوا التكليف يسألوا ويتعلموا ويريدون أن يعرفوا الصعب وليس السهل؟ وهل مستحيل أن نكون مثلهم؟ أو هنالك أمل؟ الصحابة بشر مثلنا وكان لهم شهوات ولحظات ضعف وفتن وابتلاءات ومغريات فلماذا كانوا ينجحون ويريدون أن يعملوا الصعب ونحن نريد السهل دائماً فما الفرق؟
د. هداية: الآية واحدة للكل لكل من أسلم لله لكن الفرق أن غالبية الناس لا تريد أن تفهم أنه أنت تسلم على هواك وهو كان يسلم لله بدليل خذ نموذج مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل في الإسلام بصعوبة لكن عندما دخل التزم بالآية من أول حرف فيها إلى آخر حرف الآية التي سأقولها الآن هي للكل من عهد الرسول إلى يوم الدين (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴿21﴾ الأحزاب) هل فكر أحد بمعنى (يَرْجُو اللَّهَ) ماذا تعني (يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ)؟ ماذا يعني يرجو الله؟ يعني يبتغي الله مثلاً؟ أي لا يأخذ تكليفه إلا من الله يعني ينزه الله سبحانه وتعالى في التكليف عن نفسه وعن هواه وعن فهمه وعن متطلبات عصره. الذي لا يفهمه الناس في النقطة التي قلتها سأقف معك وقفة في الذي قلته، انظر إلى إمكانيات هذا العصر وإمكانيات عصرنا نحن الضوء الذي كانوا يستخدمونه للرؤيا شيء يُعمَل كان من الشروق إلى المغرب ونحن 24 ساعة عندك ضوء وبدائل للضوء حتى في الليل أما هو فلا يستطيع أن يستفيد من الضوء إلا من الشروق إلى المغرب وأنت تستطيع أن تشتغل 24 ساعة وأن تستريح متى ما أردت. هذا غير التكييف البارد والحار الخ وهو لم يكن عنده هذا كله هو كانت إمكانياته في حدود معطيات الطبيعة التي لم تتدخل فيها يد بشر تعدلها وأنت لديك كل ما يخطر على بالك في الإمكانيات والفرق في النتائج نحن صفر وهم 100% لماذا؟ سأقول لك مثالاً بسيطاً جداً عندما نزلت الآية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿56﴾ الأحزاب) أنت اليوم ما الذي تقوم به؟ تصلي على طول أنت تعمل هو لم يناقش هو ذهب إلى الرسول قال له أُمرنا أن نصلي عليك وأن نسلم عليك فكيف؟ تعرف ماذا كانوا يقصدون بكيف؟ أنه كيف أنا أصلي عليك بعدما الآية كان في صدرها (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ) يعني أنا أصلي عليك بعد ربنا؟! يعني هو الرجل انفعل بالنص القرآني وفهمه وإلى اليوم يأتيك شخص يقول لك يعني ماذا أن الله يصلي على النبي؟ يعني شيء يؤلم القلب. فتنتبه لشاهدي من الكلام أنه فهم ابتداء أما كوننا نحن لا نفهم فهذه قصة كبيرة.
علاء: وكلمة الصلاة أحياناً ممكن أن تعني أكثر من معنى
د. هداية: وهم فهموها هكذا وهذا الذي أريد أن أقوله أنه فهم معانيها فهم هذه الكلمة في المشترك اللفظي، نأخذ مثالاً آخر: الإسراء والعروج الذين كفروا بالرسول لم يعترضوا اعتراضات المسلمين اليوم لأنهم فهموها فهموا أن هذه معجزة وأن هذه حقيقة والخ وقد قلت هذا سابقاً أنهم لو لم يصدقوا هذا الموضوع مثل ما تعلمنا ما الذي كان سيفعلونه؟ كانوا فضحوهم كانوا فضحوا المسألة لأنك أنت رجل كافر سيمسك لك كلمة كلمة لكن كونهم لم يفعلوا هذا فهذا يدل على أن القرآن عندما نزل معجز لهؤلاء الناس كان حكمة إلهية بالغة أنه انفعل لبعض الآيات وفهمها وهذه الميزة الموجودة عند أصحاب الرسول وهي الانفعال للنص القرآني فهذا هو الشاهد في كلامنا.
علاء: هل تريد أن تقول أن المسلمين اليوم لا يفهمون معنى الصلاة؟
د. هداية: الناس لم يفهموا قوله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) لأن كلمة صلاة انحصرت في بالهم أنها الركوع والسجود والقيام فقط أي هيئات الصلاة فلم يفهم أن الصلاة من مشترك اللفظ وأن الصلاة يعني رحمة ودعاء وإن الخ وانتبه أن في الآية فاعلين الله والملائكة، الله يصلي والملائكة تصلي العاقل من الناس في التلقي يقول لك لا يمكن يشترك الله مع مخلوقاته في الفعل لا يمكن أن تكون صلاة الله مثل صلاة الملائكة استحالة وبالتالي تكون صلاتنا نحن لا يمكن أن تكون لا مثل هذا ولا ذاك لا الفاعل الأول ولا الفاعل الثاني وهذا المنطق فالصلاة من المشترك اللفظي فصلاة الله رحمته لكل خلقه وصلاة الملائكة دعاء لله الذي يرحم ليرحم النبي والخلق، فإذاً أنت صلاتك تنحصر في أنك تسأل الله إذا كانت الملائكة تسأل إذاً أنت صلاتك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) يكون الأمر بالصلاة هنا فصلاتك أنت فأنت لا تملك أن تصلي على الرسول إلا في صيغة أن تسأل الله أن يصلي على محمد فلما ذهبوا إليه أعطاهم الدليل في ثانية ولم يكن بحاجة لشرح قالوا له (فكيف؟) قال لهم( قولوا اللهم صلي على محمد) وهذا سؤال لله فصلاتك انحصرت في (اللهم صلي على محمد) وهناك من يقول ينفع أيضاً أن نقول وعليه الصلاة والسلام يا عمي افهم الذي قال محمد وليس أنا الذي قال (قولوا اللهم صلي على محمد) في صلاتكم عليّ ليس محمد هداية بل محمد بن عبد الله فالمسألة ليست عند ولكن المسألة علم من الذي قال (قولوا اللهم صلي على محمد)؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ولسنا نحن ليس علاء ومحمد فالذي قال هو رسول الله الصحابة ما الذي فعلوه؟ سمعاً وطاعة (اللهم صلي على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم..) صح؟ انظر إلى العصر الحديث يقول لك لا أستطيع أن أقول اللهم صلي على محمد لماذا؟ يقول لازم نقول سيدنا! يا عمي هذا نص توقيفي هذا في الصلاة التشهد هذا الرسول قال لكم جملة (صلوا كما رأيتموني أصلي) من تكبيرة الإحرام إلى التحليل بالتسليم فهذا ليس فيه اجتهاد فالتحيات لله الصلوات والطيبات هذا نص توقيفي على رسول الله فهو لو كان يرى أنها تنفع كان قال (اللهم صلي على سيدنا محمد) الصحابة لهم حديث أنهم لما كان الرسول على قيد الحياة كانوا يقولون (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد) بعد أن يقول (السلام عليك أيها النبي) فلما مات الرسول قالوا (اللهم صلي على محمد) ولكن كانوا يقولون (السلام على النبي) لأنهم فهموا أنه (يا أيها النبي) كان لا يزال حياً الصحابة الواعية قالوا لا فهذا النص توقيفي لن نغير في النص. ليس هناك صحابة قالوا هكذا لكن الصحابة الملتزمين بالنص التوقيفي قالوا مثل ما علمنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقالها وهذا لا يتعارض مع حبك للرسول ولا احترامك له ولا الخ لا أحد يستطيع أن يقول أن الصدّيق يكره الرسول لأنه لم يقل سيدنا؟! وقالها في أشهر خطبة عرفها الناس بعد وفاة رسول الله ولما عمر تطاول على رب العزة وقال من سمعته يقول أن محمداً قد مات سأقتله أبو بكر ماذا قال؟ قال (فليجلس المتكلِم) وهذه عند العرب شتيمة فعمر لا يستاهل أن أقول له اجلس يا عمر (فليجلس المتكلم) هذه شتيمة لأن عمر لما يقول الذي أسمعه يقول أن الرسول مات يعني عنده أن الرسول لا يموت وهذا يخالف نص قرآن (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴿30﴾ الزمر) خلاص هذا قرار إلهي صح؟ ماشي فعمر شعر أنه أخطأ فسكت وجلس وقام أبو بكر وخطب خطبة أشهر من يعني تتساوى مع شهرة القرآن إن صح تعبيري كل الناس يحفظونها ماذا قال؟ قال (يا معشر المسلمين) أي يا من أسلمتم لمحمد؟ لا بل يذكرهم بالإسلام لله قال (يا معشر المسلمين من كان يعبد محمداً) هل هذه قلة أدب من أبو بكر؟ لم يقل سيدنا! (فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت) عندي سؤال سخيف: هو قال محمد ولم يقل شيء قبلها وقال الله ولم يقل شيء قبلها لماذا غضبت على هذه؟ يعني لما قال الله كل الناس تقول الله ولا يعترضون وهؤلاء الناس المدروشين لا يقول لك كيف تقول الله من غير أن تقول مثلاً جل جلاله، سبحانه وتعالى أبداً لا يعترضون لكن لما تأتي عند الرسول يقول لك ما قلة الأدب هذه؟ تقول محمد على طول ؟ كأن هذه شطارة لا حول ولا قوة إلا بالله لكن القرآن قال (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴿40﴾ الأحزاب) لماذا لم يقل سيدكم؟ ولو قال هذا مثلاً هذا القرآن كلام الله حتى الصحابة هل هناك من الصحابة المبشرين العشرة الكبار يقول سيدنا؟ وأنا أقول لك ماذا قال أبو بكر في الخطبة، هل تعرف من هو أكثرهم أدباً؟ هو أبو بكر لما قال محمد تعرف لماذا؟ لأنه سمع كلام محمد لأن محمد صلى الله عليه وسلم قال لهم هكذا قال (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم) قالوا عليه السيد المسيح والسيد في الحديث الصحيح عن محمد صلى الله عليه وسلم (السيد الله) فلما تقال عن المسيح أنت بذلك ألّهته وهو لا يريدك أن تؤلهه، ماذا يعني (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم)؟ يعني ستجعلوني مثله لما تقولوا سيد أو سيدنا هذا يكون تأليه، أين هذا العلم في الذي تسمعه؟! كله كلام ما أنزل الله به من سلطان وكما قلت أنه يأتي رمضان ويعدي حتى لا ننفعل للنص القرآني يعني انفعلنا بالنص القرآني لما يقول (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فيأتي من يقول الصيام أني أصوم من الفجر إلى المغرب وأفطر أقول له صح لكن أين تذهب بعد المغرب؟ هذا هو الكلام. هل تلتزم بما قاله الرسول التزاماً نصاً؟ هو قال حديثين حديث لله وعن الله وحديث له هو قال (من صام رمضان) من الذي قرر عليك صيام رمضان؟ ليس محمد صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا تكليف من يا علاء لو فكرت؟ الصيام تكليف إلهي تكليف من المولى عز وجل ثم قال حديث في منتهى الإبداع قال (من قام رمضان إيماناً واحتساباً) لو تعمقت في فهم الحديث هذا ستجده تكليفاً لكن من الرسول كأنه يقول لك هذه سُنّة أفتحها لك لكي تتأسى بي وتقتدي بي لكن انتبه أنت تقوم كل السنة لكن كن في رمضان حريصاً أكثر وزود قليلاً وهذا يمكن أن الذي يصلّح الجملة التي دائماً أسمعها رمضان شهر العبادة رمضان شهر الطاعة طيب بقية الشهور شهور ماذا؟ شهور معصية! وأقول لك شيء كل ما يأتي رمضان يأت يشخص ويقول لك الحديث المشهور هذا (أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار) طيب أوله ليس فيه عتق؟! هذا حديث موضوع، هذا كلام فارغ الرسول لم يقل هذا الحديث فهذا الحديث منكر وموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو (قد أظلكم شهرٌ كريم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) هذا حديث لم يقله الرسول المحققين قالوا هذا ولسنا نحن لأنك عندما تسمعه أيضاً تجد أن النص غير متجانس أوله رحمة هل هذا يعني أن وسطه ليس فيه رحمة؟! أوسطه مغفرة يعني أوله ليس فيه مغفرة؟! الرحمة والمغفرة قائمين آناء الليل وأطراف النهار ما دام الرحيم الغفور وليس في رمضان فقط بل في كل الشهور إذا كنت تريد أن تقول هذا شهر تكليف أقول لك نعم والتكليف من من؟ من المولى عز وجل ومن الرسولr. ولا يزال هناك أمل ولكن الأمل يأتي من الكتاب والسنة الصحيحة.
علاء: كنا نقوم بمقارنة بين فهمنا وتلقينا للقرآن والسنة الصحيحة وما بين فهم وتلقي الصحابة للقرآن والسنة. والكلام الذي قلناها في الحلقة وكلامنا مرة عن الصلاة ومرة عن الصيام هذا الكلام ليس خروجاً عن الشهر الكريم مثلما قد يظن بعض الناس أننا ما دمنا سنتكلم في رمضان وحلقة خاصة عن رمضان فيجب أن نتكلم عن الأكل وعن الشرب وعن صلاة القيام والتهجد وما هي السُنة وكيف نجتهد؟ لكن الأول لا أستطيع أن أقول لك هذا الكلام إلا بعد أن أمهد ونقوم ببناء أرضية لأن من غير أرضية سليمة قواعد سليمة أساسات سليمة إذاً البنيان أكيد سيكون غير متقن وغير صحيح والدليل أحوالنا في كل رمضان نتكلم ونحلم ونتمنى نقول إن شاء الله سيحصل نتمنى نكون جيدين وقريبين الخ والنتيجة لا نحن جيدون ولا قريبون والذي يشاهد الأجيال الجديدة شبابنا وبناتنا هذه الأيام فهمهم للدين ما هو شكله؟ وتطبيقاتهم الدينية وأخلاقهم ما شكلها؟ أخلاقهم وطريقة لبسهم وطريقة كلامهم وطريقة تفكيرهم الذي يراقب بدقة سيعرف أننا دخلنا في مرحلة خطيرة جداً على الإسلام والمسلمين فنحن اليوم نحاول أن نعرف أين الخطأ لكي نصلحه باختصار هل هناك أمل بأن نكون مثلهم؟ أولا؟
الدكتور هداية: نحن يجب أن نكون من زيهم نحن يجب أن نكون مثل الرسول الآية قائمة.
علاء: أنا قصدي في تلقيهم عن الرسول.
الدكتور هداية: لو فعلنا مثلهم الآية تقول (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) إذاً يجب أن تتبع الرسول تتأسى به في صلاتك في قيامك في كل شيء. طبعاً هذا الموضوع سيؤدي إلى إشكاليات شديدة في البداية لأن طبعاً تسمع فريق المعارضة أنت تريدنا أن نكون مثل الرسول وترجع لعصرهم! لا يحتاج الأمر إلى هذا تستطيع أن تتأسى بالرسول في منتهى التحضر لأنني سأستفيد من كل ما في العصر من معطيات تعليني لأنني أنا المفروض منطقياً أكون مطالب بأن أكون أعلى من هؤلاء الناس لأني أنا عندي معطيات لم تكن عندهم فلنأخذ عدد ساعات العمل عدد ساعات العمل في بحث ديني هو كان لديه من الشروق إلى المغرب وأنت لديك 24 ساعة عندك إضاءات وعندك نور وأجهزة ومكيفات والخ وغير الإمكانات غير الطبيعية من شبكة الانترنت التي أستطيع أن استخدمها في أن أوصل دعوة أو آية بينما في عهدهم يجب أن أرسل مرسال وعلى خيل أو جمل ويسافر لمدة كذا ليلة أو كذا شهر أما أنت فقط تضغط الزر enter ذهب الذي تريده في جزء من الثانية إذاً أنت يجب أن تفهم ويجب أن تأخذ معطيات عصرك فنحن ضد الرجوع إلى العصور القديمة سواء بالمظهر أو غيره نحن ضد هذا الكلام تماماً نحن لسنا مع النائمين ولا مع أصحاب الجلابية القصيرة كل هذا كلام فهم خاطئ للدين اخلع البدلة يعني الرجل الذي من فرنسا الذي تكلمت معك عنه كانت مشكلتهم معه أن يخلع البدلة ويلبس الجلابية طيب يلبس الجلابية في فرنسا كيف؟! يا جماعة افهموا نحن في مشكلة قوية بين فريقين الاثنان ليسا على الخط ويمكن الآية أوضح من الشمس في كبد السماء (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) هذه طبِّقها في كل شيء يا علاء طبقها في المنهج وفي العقيدة وفي العبادات وفي المعاملات وفي كل شيء ويمكن نحن عملناها في أكثر من حلقة. هذا التلقي أنا أريد أن أقول يمكن أن يكون شهر رمضان فاتحة خير علينا أن الناس القلوب تصفى قليلاً وعندهم استعداد لأن يسمعوا لأن نحن مسؤولين عن هذا.
علاء: أنا قلت أن الصحابة كانوا يختارون الذي يظهر لأول وهلة الأكثر مشقة شيء صعب يريدون الشيء الصعب هل نستطيع أن نقول أن الصعوبة والمشقة في بدايتها فقط لكن بعد ذلك تعطي لياقة أعلى وفي يوم القيامة تعطيني نتيجة أعلى؟
الدكتور هداية: سأسأل سؤالاً يبين لك هذا وهذا سؤال مهم جداً لماذا سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام رمضان؟ والسؤال الذي قبل هذا لكي تفهم قصدي هل القيام في رمضان فقط؟! لا فعندما الصحابة كانوا يريدون أن يفعلوا الذي أنت تريده قاموا بشيء نفع معهم وفشل معنا وهي التراويح. فالتراويح التي قاموا بها في عهد عمر بن الخطاب صعبة هم عملوها فوق القيام والتهجد المسلمين في عصرنا ماذا أخذوا من كل الفيلم هذا؟! التراويح وهي في رمضان فقط! عندنا مسلم عمره عبارة عن 11 شهر من غير قيام ولا تهجد ويأتي في رمضان ويصلي التراويح ويقول لك أنا أصلي كما في مكة، ما الذي تفعله مكة؟ تراويح جماعة بعد العشاء وإذا صلوا التهجد أصلي أنا أيضاً. طيب لكن هذا الفيلم يحتاج منك أن تفهمه فالصحابة عملته فوق هذا وهذا بدليل أن الرجل جاء بعمر من أين؟ من بيته. الرجل الذي جعل عمر يرى هذه الحكاية وقال له الأمة ستهلك هذا الرجل كان لديه وعي خطير يعني أنا أدعي له لأنه فاهم قال لعمر تعال أنت الخليفة فإلحق الأمة ولا يقصد هذه الأمة التي في زمانه ولكن التي ستأتي قال له: أنهم يصلون السنة جماعة، السُنة عند هذا الرجل في اعتقاده أنها فردية ولا تجمع فعمر خرج يرى فوجدهم يصلون التراويح لم تكن في عهد الرسول ولا في عهد أبي بكر، واحد يقول لك لكن الرسول قال قيام رمضان، صح ولكن هل انتبهت إلى نص حديث الرسول قال إذا قمتم رمضان كما قال القرآن أقيموا الصلاة؟ لا بل قال (من قام رمضان) ماذا تفهم من النص؟ من قام لوحده لأن هذه سُنة فهذا الذي أخاف هذا الرجل، لكن عمر عمل شيئاً لما خرج ورآهم يصلون الرجل شرح له قال أنهم يصلون السنة التي هي فوق القيام ولسه التهجد الذي في آخر الليل سيصلونه لكن ليس جماعة لكن هم يجتمعون الآن فأراد الرجل أن يبين لعمر أن هذا بدعة فعمر رضي الله عنه قال جملة - إن صحت - يعني قال (حسنت البدعة) وتركهم وذهب قال لهم يعني كويسة لكن هذه الجملة فيها غلطة حسنت البدعة هذه جملة لغوية لا تركب فالبدعة بدعة وأبداً لا تكون البدعة حسنة والرسول قال (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) طيب أنا عندي قولين يا سادة يا عقلاء العصر عندي كلام الرسول وكلام عمر بن الخطاب، الرسول يقول لك (كل بدعة ضلالة) وعمر بن الخطاب يقول (حسُنت البدعة) أي كلام آخذ؟ النبي طبعاً انتهى كلامي. هذه إجابة سؤالك. هنا قصة ستحدث مشكلة واحد شاطر يقول لك طيب حلّوها، أحلها هل تصلي التراويح جماعة؟ جميل ارجع البيت صلي إن شاء الله ركعتين وهذه تكون سُنتك التي عن الرسول فاهم قصدي؟ الرسول قال (من قام رمضان إيماناً واحتساباً) أفرد لفظ التكليف.
علاء: طيب الناس الذين يسمعون كلامنا الآن سيقولون الدكتور يقول ليس هناك داعي لأن نذهب إلى الجوامع في رمضان وصلوا في البيت أحسن.
الدكتور هداية: أنا لم أقل هذا.
علاء: وهناك من سيقول أيضاً طيب يا أخي فيها إيه ؟
الدكتور هداية: فيها إيه؟ الرسول لم يعملها.
علاء: طيب السؤال الآخر أليس فيها ثواب جماعة؟
الدكتور هداية: لا، أصل الجماعة في الفرض وليس في السنة ولكن أنا أريد أن أقول شيئاً الذي سيسمع كلامي سيترك الذهاب لصلاة التراويح ولا يصلي قيام ولا تهجد يأثم أنا لن آثم لأن كلامي واضح ما الذي كان يفعله الرسول يومياً؟ وكلفنا يومياً بماذا؟ بقيام وتهجد يقول لك شخص أنا لا أستطيع هذا موضوع آخر أنا لا ألزمك ولا الرسول فهذه سُنّة فالرسول عندما كلفك كان الرد سأقول لكم حديثاً جميلاً للغاية حتى لا يفهمنا أحد خطأ جاء شخص إلى الرسول بأسئلة كأسئلتك هذه فقال له الرسول (الصلاة إلا أن تطوع، الصيام إلا أن تطوع) فقال له الرجل (والله أفعل لا أزيد ولا أنقص) والرسول قال شيئين إما (أفلح إن صدق) أو (دخل الجنة إن صدق) خلاص خلص كلام الرسول لم يقل لا هذا قليل الأدب ونحن تعلمنا من علمائنا هكذا ولم يقل خده سيتقطع من الخجل والحياء يوم القيامة عندما يرى الرسول كل هذا كلام فارغ! فالمسلم الشاطر خذ بالك من كلامي أنا بصون احتمال الطبيب والمهندس والضابط والعامل كله الشاطر في هؤلاء أول ما يؤذن المؤذن يكون في المسجد جماعة، راجع النص القرآني ورائي لن تجد إفراد أبداً في التكليف ففي المسجد جماعة عندك قدرة أن تصلي اثنين قبل واثنين بعد في الظهر مثلاً، اثنين قبل العصر اثنين بعد المغرب ؟ إذا عندك القدرة أهلاً وسهلاً برافو عليك ممتاز. سأقول لك أنا سأخرج من غرفة العمليات إلى المسجد أصلي الظهر ولن أزيد تقول له (أفلح إن صدق).
علاء: طيب هل أفلح إن صدق تحتمل من ضمن معانيها أنه لو هو واظب على الانتظام المنضبط جداً في أداء الفرائض هو نفسه ستقول له بعد ذلك زود سُنن؟
الدكتور هداية: لا من غير أن تقول له هو سيفعلها من نفسه والله الذي لا إله غيره لا تصاغ (أفلح) إلا لهذا الغرض لغوياً لأن انتبه قال (أفلح إن صدق) هذه رواية، وقال سيدخل الجنة وهذا الذي يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم وليس شخصاً عادياً فليس فيها احتمالات سأدخل الجنة أكيد؟ لا، فهذا الرسول الذي يقول. من هم أهل الجنة؟ فأنت يجب أن تأخذ الكلام وتحلله من هم أهل الجنة؟ عندك احتمالات وعندك يقين فالقرآن هكذا يعني قال لك إذا كنت تريد أن تبقى اعمل لكن قال لك الذي يعمل (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿16﴾ الذاريات) كانوا يصلون الفروض فقط؟ لا طبعاً اسمع هذا التوصيف طيب هؤلاء كيف بدأوا؟ المحسنين اليوم في هذه الآية (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿17﴾ الذاريات) وهذا ليس من الفروض، (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿18﴾الذاريات) أنت فاهم (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) هل هذا يومياً أو في النصف من شعبان؟! لا يومياً طيب والذين جعلوها النصف من شعبان؟! أنا فقط على هامش السيرة!!! (وَبِالْأَسْحَارِ) يعني ماذا؟ يعني بالاستمرار والذي يُضحِك أن الكتاب الذي أصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صفحة 77 الحديث الموضوع والعجيب اللي أنا خلاص سأرمي نفسي من البلكونة أنه كاتب لك موضوع!! طيب كتبته لماذا؟ وطبعته في كتابك لماذا؟!! يا مجلس أعلى لماذا؟ صفحة 71 في نفس الكتاب الحديث الصحيح (إن الله يتنزل كل ليلة) لا حول ولا قوة إلا بالله! يعني 77 قال لك في النصف من شعبان فقط وهذه طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية!!! المفروض هذا الكتاب لا يتضمن إلا الأحاديث الصحيحة فقط ولعلمك هو كتاب قيم جداً إلا هذا الحديث وحديث ثاني مثله، يعني فاهم قصدي طيب وضعته لماذا؟ وأنت ذكرت في صفحة 71 الحديث الصحيح أنه يتنزل كل ليلة هذه ترابط (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) كل هذا صح، يكون المحسن شغلته بدايتها توصيفها بالقرآن جاءت فروض أو نوافل؟ بل نوافل إذاً عندما قال (أفلح إن صدق) يريد أن يقول إن صدق الآن فهذا الرجل جاء ويقول لك لن أزيد ولن أنقص ففِكر الرجل هذا اليوم أنه لن يزيد ولن ينقص فقال الرسول إن صدق في الذي يقوله وبدأ بالفروض سينتقل إلى النوافل وسيكون من المحسنين فانتبه للتعبير قال (أفلح إن صدق) كأني بالرسول يريد أن يعلمنا ونحن نشتغل مع غير المسلم إبدأ بالفروض وبسّط وقلت لك عن رجل أسلم وناقشناه عن العقيدة والخ وتعبنا للغاية وأسلم وتركناه مع أربعة من أصحاب الدعوة والتبليغ وهم أناس محترمين - لكي لا يفهم أحد كلامي غلط - أناس أفاضل كلهم بس بعض الشباب يكون غير فاهم فتركنا هذا الرجل مع هؤلاء الشباب وطلبنا منهم فقط أن يعلمونه الصلاة وغبنا ثلاث أربع ساعات ريحنا بصراحة نمنا ولما استفقنا وجدناهم قد أجلسوه للحائط ويقولون له الظهر أربعة قبل وأربعة بعد يعني ذكر له الأول السُنن يقول له أربعة قبل وأربعة بعد وأربعة فرض ولكن أنا شاهدي في الكلام أن الفرض ذُكر آخر شيء قال له أربعة قبل وأربعة بعد وأربعة فرض هذا حديث صحيح لكن حديث صحيح لمن؟ للذي يصلي الفرض. حديث أم حبيبة هذا حديث صحيح أن الرسول قال (من صلى أربعة قبل الظهر وأربعة بعدها حُرِّم جسده على النار) هذا حديث صحيح ولكن ليس لهذا! فلو أنت داعية شاطر وهذا يسألك يا علاء الفرض ماذا؟ تقول له الظهر وإذا سألك عن الركعات التي قبل وبعد قل له هذه ليست لك الآن شوّقه قل له هذه لما تتمكن أقول لك وبعدين علاء يقوم ويصلي أمامه الفرض ركعتين ويسأله فيقول علاء لا هذه ليست لك أنت هذا الداعية الشاطر الذي تعلم على يد علماء. فانتبه إلى لفظ الرسول فاللفظ في منتهى الخطورة ماذا يقول؟ والذي يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم يقول (أفلح إن صدق) فإن صدق فيما يقول وبدأ بالفروض سيصل بإذن الله إلى النوافل فهو الذي سيأتي إلى علاء ويطلب منه أن يعلمه.
علاء: إذاً قد يكون الصدق يا دكتور هو أول نصيحة نقولها للناس في صدق النية وإخلاص النية لله لكي تدخل على شهر رمضان وأنت تريد أن تستفيد منه وليس مجرد تكليف تريد أن تخلص منه، الفرق كبير وكيف ننتبه إلى هذا الفرق الكبير سنكمل المسيرة مع حضراتكم ونكمل اللقاء إن شاء الله في طريق الهداية عن الشهر الكريم ونفحات الشهر الكريم. يا رب اجعلنا من الصائمين القائمين المقبولين بفضله ورحمته كل سنة وحضاراتكم طيبين.
بُثّت الحلقة بتاريخ 6/9/2008م

ميارى 29 - 7 - 2010 04:52 PM

رمضان 2


علاء: كل سنة وحضراتكم طيبين الشهر الكريم بتمر أيامه ونحن معكم نحاول أن نستفيد بكل لحظة تمر لأن الحقيقة الأحوال الموجودة في الواقع تقول أن في ناس كثير غائب عنها المعنى الحقيقي لرمضان والتطبيق الحقيقي للصيام أبسطه من غير فلسفة كثير ومن غير كلام وشرح كبير الصيام حالة هل نحن داخل هذه الحالة أو خارجها؟ أنا أقول نحن مثل الذي يتفرج على شيء من بعيد رمضان أتى ونحن نراه من بعيد ونتفرج عليه من بعيد لكن نحن غير مشاركين نحن متفرجين ونريد اليوم أن نكون مشاركين كيف؟ تعالوا نبدأ باسم الله وأرحب بحضرتكم مرة أخرى وأرحب بضيفي وضيفكم الكريم الدكتور محمد هداية. نريد أن نكون مشاركين ونريد أن نوعي الناس ببعض الأشياء التي من المفترض أن لا تكون جديدة لكن أنا عارف أن هنالك من الناس من يقول هذا الكلام جديد ولماذا لم نكن نتكلم عن الصيام بهذا الشكل وعن حالة التقوى والارتقاء الروحي والنفسي بالاهتمام بجوانب أخرى غير التي يهتمون بها الناس واليوم أرى في الشوارع طوابير على الأكل كأن البلد فيها مجاعة وكأن خلاص بكرة لن يكون هناك أكل ولا محلات ولا فرصة للناس لكي يأكلوا فما الجديد الذي ممكن أن نقوله للناس نوعي أنفسنا ونعيش الحالة وليس فقط نتفرج عليها من بعيد؟
الدكتور هداية: أنا أريد أن أقول لك عن موضوع الأكل أول يوم في رمضان وكنت في البيت الساعة 11 ولاحظت أن القنوات كلها أكل بلا استثناء في كل القنوات حتى شكل التلفزيون كان غريباً جداً تقلب القنوات تجد طماطم وجزر وخيار ومن يتكلم عن السلطة أو عن نوعية أكل والدجاج وبعدين بعد الظهر تجد الشيوخ يتكلمون عن أن الأكل آخر شيء كلام متناقض يعني فأنت لمدة ثلاث أربع ساعات وأنت تصف أكل ثم تطالب الناس بأن لا تهتم بالأكل وآخر شيء هو الأكل نحن في غيبوبة وهذا الإعلام فالمشكلة أن المفروض الذي يتولى هذه المسؤولية ناس واعين لأهمية الدور الذي يلعبه وخطورته، ففي برنامج عرض بالأمس يتكلم عن أن المفروض أن ميزانية الأكل في رمضان تكون أقل فلوس وثاني يوم كل القنوات أكل ووصفات ولازم تنوّع ثم الحلويات. تقلب القنوات من الساعة 11إلى الساعة 3 وأغيب وأرجع مرة أخرى أجده نقل كان في الأكل وأصبح في الحلويات أو المشروبات كل القنوات أكل الشاشة أصبح شكلها مضحك ونحن في شهر الصيام وكم حلقة تكلمنا فيها في أحد القنوات يا جماعة الذي ميزانيته ألف تصبح خمسمائة والذي ميزانيته عشرة ألاف تصبح خمسة ألاف وهكذا فالذي أنت تقوله هل نحن داخل الحالة أم خارج الحالة؟ العزومات؟ هات لي عشرة في المائة لا يتعدى العشرة في المائة الذي يقول لك يا علاء أنا عندي درس اليوم تعال وشاركني إنما عندي أكل عندي حلويات الخ أكل! فأنت فعلاً مشاهِد. 98% يذهبون إلى المساجد لماذا؟ لكي يسمع طيب هل رجعت البيت وقرأت أنت؟ يعني يقول لك هذا الشيخ صوته جميل ودعائه جميل ماشي طيب أنت فقط تذهب هناك لكي تقول آمين! أنت شغلتك آمين؟ طيب أنا لست ممانع لكن ارجع البيت وافتح المصحف واقرأ أنت في الصلاة أو غير الصلاة فأنت سمعت هل سنظل طوال عمرنا نسمع؟ هل سنظل طوال عمرنا نقول آمين؟ يعني نحن شغلتنا نقول آمين؟ لدرجة أن لو الشيخ غلط في الدعاء أنت ستقول آمين فلو الرجل دعا عليهم سيقولون آمين أيضاً! اسمع سمعت في أحد المساجد دعاء والناس مبسوطين منه للغاية وعندما تحلل الدعاء تجد أن الأمة ضاعت خلاص يعني الأمة تكفنت ودفنت يقول (اللهم أهلك الظالمين بالظالمين) ونحن ماذا؟ متفرجين ثم قال (وأخرجنا من بينهم سالمين) فأنا جلست أتخيل –طبعاً لم أقل آمين الحمد الله- جلست أتخيل الأمة الإسلامية ظُلِمت فسألوا المولى عز وجل أن يأتي بظالمين يظلموا الذين ظلمونا ونحن ماذا؟ (وأخرجنا من بينهم سالمين) والشيخ معجب بالدعاء جداً مع احترامي له والناس تقول آمين.
علاء: في الحلقة السابقة عندما تكلمنا عن الفرق بيننا وبين الصحابة المقارنة التي دائماً أعملها وتوجع ناس كثر وتزعلهم يقولون أنت لا تزال تعيش في ذلك العصر؟ هؤلاء ناس ربنا اختارهم والخ لكن هم في النهاية بشر تلقيهم غير تلقينا أدائهم غير أدائنا وأكيد درجاتهم غير درجاتنا والغريب في الأمر أننا نحن نحصل على تسعيرة أحسن من تسعيرتهم يعني لو صح كلامي هكذا نحن تسعيرتنا بخمسين أجر واحد منهم فالمفترض أنني يوم القيامة يكون رصيدي أحسن من رصيده؟
الدكتور هداية: هذا مستحيل وأقول لك هنا الكلام لأن الذي أنت قلته في البداية هل نحن داخل الحالة أم خارجها؟ نحن نتفرج عليها من بعيد كمشهد نتمنى أن نكون بداخله وأنا بفرح والله العظيم وأرضى بواحد فقط كل حلقة يكون فهم وسيطبق لأن هذه الأيام يجب أن ترضى بالقليل لأننا أصبحنا في مسألة ومشكلة ليس لها أول ولا آخر وأنا خائف من أن يتوقف حال الدعاة إلى الكلام فقط يعني أصبحنا نتكلم فقط يعني تنحصر الدعوة في الكلام فقط من دون تطبيق لأن اليوم أول ما تتكلم يخرج شخص ما ليعارضك لأن الكلام هذا يؤذيه في الذي كان يقوله يعني سأسأل سؤالاً فقط من غير تعليق هل ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عندما ينتهي من خطبة الجمعة يدعي؟ هل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يختم الخطبة بالدعاء ثم يقول أقم الصلاة؟! انتهى كلامي. وأنا أقول هذا الكلام لأن الدعاء الخائب أتى من أين؟ من بدعة، الدعاء الخائب الذي نحن معجبين به للغاية وطبعاً ممكن شخص يقول أن الدكتور هداية وعلاء متطرفين ويريدون جهاد والخ نحن لا نتكلم في هذا ولكن هل ينحصر دور الأمة الإسلامية أن نكون (أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين) أين كلمتنا؟ وأذكرك بالرجل الذي سبّ الرسول أكثر شيء قدرت عليه هو أن تقول لا نأخذ منهم! طيب تخيل لو أنت الذي تعطي، أيهما أقوى بالله عليك؟ لوجه الله جاوبني أنني أقول أنا لن أعطيه الشيء الفلاني الذي يضره أو أقول لن آخذ منه؟ لو أنت الذي تصنع الأنسولين وتقول لن أعطي الدنمارك كانت ستعتذر لك رسمياً لأنه لن يقدر فإن قدر على الأكل لن يقدر على الدواء لأن هناك من سيكون معتدل ويقول حاسب هذا قليل الأدب فاهم؟ أنا لا أقول جهاد وحرب نحن مع السلام لكن مع السلام بقوة يا أخي اعملوا والقرآن قال (وَقُلِ اعْمَلُوا﴿105﴾ التوبة)
علاء: لماذا لفظ الجهاد أصبح لفظ بعبع عند الأمة؟ والناس تفهمه خطأ؟
الدكتور هداية: لأن الجهاد ينصرف للحرب وأنا عندي الجهاد لا ينصرف للحرب أبداً أنا الجهاد عندي أننا نكون أمة عاملة كلمتها عُليا بقوة والموضوع الأصعب أولاً جهاد النفس وهذا أخطر شيء وأنت حتى في مواطن السِلم ضعيف. أنا أذكرك الرجل عندما سبّ الرسول نحن الذي قدرنا عليه لن نأخذ، لكن هل لدينا شيء نمنعه عنهم؟ هل لدينا شيء نؤدب بها هذا الرجل؟ كل واحد منا ظهر وقال كلمتين يعني كلٌ تكلم في دوره لا أعيب على أحد لكن أنت ضعيف لدرجة قولنا (وأخرجنا من بينهم سالمين) وآمين.
علاء: أنا عندي وجهة نظر أننا يجب أن لا ننتظر الإساءة القادمة للرسول صلى الله عليه وسلم لكي نقول نقاطع ألا يكفيك عاراً كمسلم أنك أنت إنتاجك تقريباً على المستوى العالمي يكون يكاد صفر
الدكتور هداية: وأنت تعرض إسلامك بعد كل إساءة طيب أعرضه من قبل فالمفروض أن تعرضه من غير إساءة فهذا دورك ومفروض تشتغل وتنتج وتكتفي ذاتياً من غير إساءة أنا لست بحاجة أن أستورد الزبدة من الخارج فالمفروض أني أنتجها. نظرة الاستعمار عنك أنك أنت دولة زراعية وأنا آسف للألفاظ زراعية يعني بقر وجاموس ولبن والخ أليس كذلك؟ّ أنت لم تنفع لا هكذا ولا هكذا ولا هكذا!! وأنا شخصياً أتكلم عن كسل يعني شهر رمضان اذهب للموظف الساعة 12 يقول لك خلاص كل سنة وأنت طيب الخ 12 الظهر! لسه لم يؤذن الظهر وهو خلاص يلم أوراقه وخارج إلى البيت والذي مفروض أن ينصرف الساعة 3 أصبح خروجه الساعة 2 عشان رمضان تسعة أصبحت عشرة عشان رمضان وإذا سمعت أصوات أبواق السيارات وإساءات وإذا سألت ما الأمر قال لك أصلهم صائمين يشتمون بعض لأنهم صائمين والذي الرسول قال أول ما جاء رمضان (فإن سابه أحد أو قاتله أحد أو شاتمه أحد فليقل إني امرؤ صائم). لو أنك كنت في ميدان المفروض كم شخص يغلط؟ واحد يغلط والباقين يقولون (إني صائم) لكي يؤدبونه واحد فقط الذي يغلط هذا المفترض عند الرسول واليوم الكل يغلط. أريد أن أقول أننا نتمنى أن ندخل الحالة نعيشها بماذا؟ بسلاح؟ نعم، الذي المولى عز وجل أراك في قرآنك الغاية التي من أجلها شرع لك الصيام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ البقرة) ونحن قلنا أكثر من مرة من قبل أن لعل في كلامنا للتمني وفي كلام الله للغاية إذاً لو علاء واعي ومحمد واعي وهو يسمع (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) إذاً هناك غاية من الفريضة يعني كنت مع الأستاذ عادل المصري من كم يوم على القناة الثالثة المصرية فيقول لي ابنته تقول له يعني هو ربنا يريد أن يجوعنا؟ هذه طفلة! هذه عندما تسمع إمساك عن شراب وطعام الخ لا تريد أن تسمع غاية فلو سمعت الغاية وهي في هذا السن ما الذي يحصل؟ ستكبر لتصبح فتاة متعلمة وأم متعلمة لو ابنتها سألتها لن تجاوبها الإجابة المتعلقة بالأكل والشرب والفقراء والمساكين.
علاء: طيب علاقة التقوى بالصيام هل هي تبادلية؟ أوضح هل هي الاثنين يتحولون لأهداف ولوسائل في نفس الوقت بمعنى أنا ربي يقول لي في القرآن أنا فرضت عليك الصيام يا مسلم لكي أوصلك لحال التقوى طيب إذاً أنا سأستخدم الصيام أدرب قوة الإرادة عندي أننا كيف أمسك وكيف أفرمل كويس بالصيام سيوصلني إلى التقوى، طيب وهل أنا لكي أعرف أصوم جيداً يجب أن أستخدم التقوى سلاح بأن أتقي الله في شغلي وفي أخلاقي وفي كلامي وفي فكري وفي جوارحي كلها لكي أعرف أصوم صح إذاً التقوى غاية وسلاح والصيام غاية وسلاح كيف نفك هذه الإشكالية؟
الدكتور هداية: الذي قلته هذا خطير جداً في المفهوم الصحيح لكل درجات العبودية. بمعنى نأخذ مثال نأتي بشخص أسلم ثم جاء شهر رمضان وجاء الصيام عليه تذكر عندما تكلمنا عن أول نداء في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴿183﴾البقرة) يعني افترض أن المجتمع لم يكن يصوم صح؟ أول نداء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) جاء على ماذا؟ جاء ولم يكن في صيام وتخيل حال المسلم هذا من غير صيام بمعنى ولكي أوضح كلامي أكثر أركان الإسلام خمسة استبعد الصيام وهات مسلم يصلي يعني شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أصبح مسلم هاته يصلي ويزكي ويحج ووقع الركن الخامس وهو الصيام ما الذي سيحصل؟ لا يمكن أن يتلقى الأربعة لا يمكن أن يقوم بها لأن الأربعة هذه من أين أتت؟ يعني المسلم هذا أنا بشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أعطيني منهج ستعطيه القرآن وتقول له أن يأتي بشخص لكي يترجم له معناه خلاص؟ سيأخذ تكليفه بالأربع أركان من أين؟ من هذا القرآن. هداية القرآن هذا اقتصرت في مطلع القرآن على الغاية التي عملها الصيام هدىً للمتقين (الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ البقرة) وأنا قلتها من قبل وأعيدها سورة البقرة 87 في ترتيب النزول أول سورة نزلت في المدينة جاءت في الكتاب الثانية سبحان الله تقرأ الفاتحة الذي قال عنها (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴿87﴾ الحجر) ثم يقول لك (ذَلِكَ الْكِتَابُ) وهو لسه في بدايته (لَا رَيْبَ فِيهِ) هدايته لمن؟ (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) ثم يعطيك وصف للمتقين (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ البقرة) إذاً تكليف الصلاة أخذه بعد التقوى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) كل هذا لو هو من المتقين والتقوى ستصل لها بالصيام فالصيام وهو ركن وعندما لغيته قلت لك أنه لن ينفع الأربعة الباقين لأنه بعدما قال (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) إذاً الهدى للمتقين (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) وهذه قصة (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) يقيمون وليس يؤدون وعندما قال يقيمون هنا الجماعة في الفرد يقيمون الصلاة (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) هذه الزكاة إذاًً عندك الصلاة وعندك الزكاة والإيمان بالغيب وهو الشهادة وكل الغيبيات والحج –والتي قالت وثنية أدور حوالي حجر وأقبِّل حجر- مع أن هذا يدخل تحت الإيمان بالغيب فانتبه من الآتية (أُولَئِكَ) الذين هم المتقين المصلين المؤمنين الخ (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿5﴾ البقرة) فالهدى قال لك (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) الهدى هنا كان الكتاب فالكتاب يهدي ثم قال لك (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى) يعني بعد ما كان غاية أصبح وسيلة أنت ستركبه ستمتطي الهدى فتخيل رجل يركب حصان ورجل يركب سيارة ورجل يركب مناط الهداية يركب دابة انظر بحرف الاستعلاء (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ) فأينما يتحركوا هم واخذين الهدى هنا وسيلة.
علاء: المعنى الذي قلته هذا يجعلني أقول شيء صعب على ناس كثيرة جداً أنا الذي وقع في نفسي ليس له علاقة بالأكل والشرب وأن الصيام حالة يعيشها المسلم من ساعة لما يعي التكليف ويبلغ إلى غاية موته لأنها ارتبطت في فهمي أنها حالة تقوى ومادام أنها حالة تقوى إذاً فالكذب حرام في رمضان وغير رمضان والغش والرشوة والشتيمة حرام في رمضان وغير رمضان يبقى أنا المفروض لو أنا فاهم صح أكون مسلم صح ولا أعمل هذا لا في رمضان ولا في غير رمضان وكأن حالة الصيام هذه حالة مستديمة للمسلم الصح الذي فهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أن القصة ليست أكل وشرب ولو لم تترك قول الزور الخ فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتمل أن نشكك فيه وأن نقول يقصد أو لا يقصد فالكلام واضح لو أن الموضوع أنت فهمته على أنه إمساك عن الأكل والشرب لا كل واشرب لأنه ليس هو هذا الصيام ويكون الموضوع صعب لأن داخل فيه جزء من الشرك كيف؟ أنت تعبد رمضان أو تعبد رب رمضان؟ هل الكذب حلال في بقية الشهور وحرام في رمضان؟ هل الرشوة حلال في بقية الشهور وحرام في رمضان؟ أم هي حرام على طول؟ وكأن المسلم مطلوب منه أن يبقى كأنه صائم طول عمره لكن الموضوع مش أكل وشرب بل أن يكون صائم عن ما يغضب الله صائم عن الحرام صائم عن أي شيء تقربه من النار وتبعده من الجنة، كذا الموضوع من وجهة نظرك اتصعب أو اتسهل؟
الدكتور هداية: اتسهل لسبب أنا مسلم أنا ساعة أسلمت شوف الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاء يعرض الدين أولاً هو يأتي بالناس من الضلال إلى الهدى قولاً واحداً لا ينفع غير هذا طيب اللي كان الرسول يعرضه كان كلامه؟ يعني وجهات نظر الرسول عليه الصلاة والسلام؟ أو وحي ومنهج إلهي؟ هو نفسه عندما يعرض الكلام لو أنت درست بعمق لوجدت أن كل كلام الرسول مبني على كلام القرآن لو نحن جالسين نحن الاثنين ودخل علينا واحد فالأخوة المصورين قالوا لنا أن هذا الرجل كذاب ومنافق وكذا والخ وصائم أنا أو أنت هل نجرؤ أن نقول أعطوه ماء يشربه اشرب لأن ليس هناك فائدة منك طالما ثبت الذي يقال عنه؟ هل نملك أن نفعل هذا؟ لا طبعاً سنخاف أن نقول هكذا وكل واحد منا يقول يمكن الصيام يعدله ويمكن ربنا يهديه فهذه هي النقطة التي تخص سبب صيام رمضان أن الصيام يجعل له حالة تقوى تكون كسلاح له يمشي به في دنياه، بعد كم من الوقت قال الرسول (من لم يدع) لما تسمع النص من الرسول نص الحديث يبين لك أن الحديث هذا لم يقل أول رمضان ولا ثاني رمضان ولا ثالث رمضان اسمع النص (من لم يدع قول الزور والعمل به) يعني إذاً الصيام كان من الممكن أن يعمل ماذا؟ يعني عندما جاء الصيام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) اشتغل الصيام في هذا الموضوع وجعل الناس يدعون قول الزور شيئاً فشيئاً فيأتي الرسول بعد كذا رمضان ويقول (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) فلو أنت دققت في الكلام الرسول لم يوقع هذا الحديث مع أول التكليف لا أنا أريد أن أوصل للمشاهدين الفكرة التي أنت تقولها.
علاء: أنه تركهم أولاً لكي يجعل الصيام يشتغل معهم
الدكتور هداية: أنت تتكلم في نقطة خطيرة في المفهوم الفلسفي أو الحكمة فربما يأتيك شخص ويقول لماذا ربنا فرض الصيام؟ نقول له هذه قلة أدب ولكن إذا أردت أن تسأل السؤال بأدب قل ما الحكمة؟ لكن الله لا يُسأل عما يفعل سبحانه وتعالى كالذي يقول ليه يا ربي تعمل معايا كدا؟ هذه قلة أدب ما هذا الكلام هل أنت واعي أم مجنون؟ فهذا كلام خطير كلام في العقيدة فالسؤال يصاغ أن أقول ما الحكمة من فرضية الصيام؟ الصيام فرض في القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) سورة البقرة 87 في النزول يعني الصيام تأخر، الرسول r بنى عليه الإسلام يعني القرآن كلّف بالصيام والرسول جعل منه ركن أنت عندك حديث الأركان (بني الإسلام على خمس)
علاء: وهو لم يعمل هذا من ذاته ولكن منهج ووحي
الدكتور هداية: طبعاً، هل الكلام هذا كان في مطلع الإسلام؟ لا المنطق يقول هكذا لأن متى فرض الصيام؟ هذه قصة. طيب أركان الإسلام هذه الأركان المسلمون في بداية العصور عصر الإسلام الأول كانت هذه الأركان؟ من أول ما نزلت اقرأ في مكة؟ لا طيب هل كان في أركان أخرى؟ أكيد كانت هناك دعائم أخرى لأنك أنت يجب أن تقيم إسلامك على أساس كان الأساس الأول ماذا قبل هذه الأركان؟ عقيدة صرف قبل أن يكون هناك صلاة وصوم وحج والأركان فالأركان هذه عبادات، طيب ما الذي كان في البداية؟ طيب اسمع الحديث (بني الإسلام على خمس) هل كان هذا من أوله؟ ولا تركنا فترة نأخذ ونعطي مع بعض؟ العقيدة الأول اشتغلت صح وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور) لم تقال إلا بعد كم من رمضان واشتغل الصيام عليهم يعني كأن يقول لي علاء شيء ويتركني وبعد فترة يقول لي ألم أقل لك من سنتين؟ خذ بالك وبعد سنتين يقول لك أنا قلت لك لمدة أربع سنين وهو يكلمني كل فترة ثم قال لي في الأخير اسمع إذا لم تترك هذا الموضوع الآن خلاص بقى، (من لم يدع قول الزور والعمل به) كأني برسول الله أًصبح الآن ليس هناك فائدة منك، طيب هذا الكلام عمل على مساحة بينية وهي العقيدة لكن الذي يسلم اليوم يسلم على عقيدة وشريعة وعبادات ومعاملات خلاص كل شيء جاهز لكن الصحابة عاصروا ولادة الموضوع بدليل حتى القرآن مهّد حتى للرسول، يعني حتى الرسول دُرِّب على الرسالة صلى الله عليه وسلم قال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴿214﴾ الشعراء) كيف تفهم هذه؟
علاء: رغم علمي وقناعتي كمؤمن وكمسلم أن الإسلام دعوة العالم لكل البشر والجن ومن عهد آدم هو الدين القائم بين الخالق والمخلوق
الدكتور هداية: الديانات تقوم عليه، الديانة تقوم على دين (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ﴿13﴾ الشورى) لكن قال له في البداية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) لماذا؟ لكي يكون نوعاً من التدريب له صلى الله عليه وسلم. وأقول لك شيء قبل هذا عندما قال له (اقْرَأْ ﴿1﴾العلق) أعطاه اقرأ وكلّف مباشرة أم تركه قليلاً إلى أن أنزل قوله المزمل أو المدثر؟ فما فائدة هذه المسافة البينية؟ هذه كانت نبوة وهذه رسالة واقتنع هو أنه نبي ورسول وهي الفترة التي كان فيها خائفاً وشاكك ويتساءل وأظن كلام خديجة رضي الله عنها يرد على الذي نقوله عندما قالت لا أنت تعمل وكذا والخ وهذا التدريب الأول. الأول كان مع زوجة صالحة يعني أتى من الغار على من؟ على عمه؟ لا، على زوجته هذه هي الزوجة يعني لو أنتم فهمتوني عندما قال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) هو اشتغل هنا الأول كأن هذه سليقة مثال وآسف على الألفاظ علاء يأتي قرفان من التلفزيون أو فرحان يدخل الأول على زوجته هذه إما أن تفرح معه أو أن تقول له ولا يهمك وايه يعني ولا حاجة وربنا حينصرنا ويا عم الخ فهو هنا لم يقل أنذر هذه كأن هذه أمر مفروغ منه فهذه هي التي ستعطي الدعم المعنوي ولكن عندما قال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) هو هنا اقتنع بزوجته يبقى هنا الزوجة قال له (وَأَنْذِرْ) بعد ما استقر هو شخصياً نفسياً وساعات أنا بقرأ كلام فارغ ولكن الذي كتب الكلام الفارغ هذا انفعل بالوقائع كالذي يقول أخذته إلى ورقة والخ هذا الرسول الذي تتكلم عنه! فالقصة ليست هكذا لكن أنا موافق على هذا الكلام لسبب الذي كتب هذا الكلام انفعل بدور الزوجة أن القرآن لم يقل له وأنذر زوجتك والقرآن نفسه أعطاك هنا نبي اثنين زوجاتهم خانتهم طبعاً الخيانة هنا فتحت الخيال عند الإسرائيليات الولد ليس ابنه والنبي لا يصح أن يكون هكذا أنت تتكلم عن نبي فهذه زوجة النبي وخيانة زوجة النبي تنحصر في أنها لم تصدّقه.
علاء: ما بين (اقْرَأْ) و (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ المزمل) و (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿1﴾ المدثر) فترة قبول وتقبل ويقين ثم مرحلة العشيرة ثم مرحلة انطلاق الدعوة. السؤال الذي أنا أقوله في هذه المنطقة إن العقيدة الأول اشتغلت في القلوب قبل أن يكون هناك تكليف في العبادات كما قلنا الحج والصيام والصلاة الأول كان مفروض في بنيان للإنسان وهذا الإنسان هو الذي سيقيم مجتمع ويقيم دولة تصبح هي المنارة للعالم كله. هل نستطيع أن نقول للناس بسرعة كيف مشى هذا البنيان حتى استخدمه اليوم ونحن في الشهر الكريم ونبني بشر والأمم اليوم ونحن نتكلم عن أمتنا الإسلامية نقول الأمة لماذا متأخرة لماذا ليست في طريق الأمم لماذا الناس سبقونا؟ لأن ليس هناك منهج نمشي عليه نحن ربنا قال لنا هذا هو المنهج والنبي صلى الله عليه وسلم أوصله لنا وبلّغ وأدّى ونحن نتفرج في المنهج ونحن ماشين فهل ممكن ترجعنا لو سمحت نمشي على المنهج مرة أخرى؟
الدكتور هداية: المنهج هو القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما قال (تركت فيكم ما لم تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله) وكل مرة يقولون لم يقل "وسنتي أو وعترتي" حديث في مسلم فسألهم الرسول وقال (وأنتم تُسألون عني) من الذي سيسألنا عنه؟ السؤال الثالث الذي في القبر قال (وأنتم تسألون عني) السؤال الأصعب سنسأل عنه أين؟ ليس في يوم القيامة ولا في حياتنا بل في القبر طيب ما هي أسئلة القبر؟ عبادات؟ لا، معاملات؟ لا، بل عقيدة، هذه إجابة سؤالك، إذاً يجب أن تبني الأول وأنا قلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) جاءت على ناس ليس لديهم تكليف أقيموا الصلاة جاءت على ناس ليس لديهم تكليف، حجّوا جاءت على ناس ليس لديهم تكليف صح؟ نعم. الفترة البينية التي كانت من غير عبادات كانت ماذا؟ ما الذي كان يفعله الرسول؟ بنيان عقيدة لما قال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الإنذار هنا كان عبارة عن ماذا؟ هو أخذ الكلام هذا وقال حديث واضح ولا يحتاج للشرح قال (والله إن الرائد لا يكذب أهله) يعني الرجل الكبير في عائلته عند الناس الذين يفهمون لا يكون كذاباً، كبير العائلة لا ينفع أن يكون كاذباً أو الرائد في أي مكان صح؟ (والله لو كذبت الناس كلهم ما كذبتكم ولو غششت الناس كلهم ما غششتكم) وهو لم يكن هكذا وهم يعلمون هذا الشيء وشاهدين عليه ولذلك عندما قلت عن قوله (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴿2﴾ النجم) صاحبكم الذي تعرفونه وأنتم وصفتموه بالصادق الأمين فلم يقل ما ضل نبيكم ولا رسولكم بل قال (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ) كأن القرآن يقول إصحى فأنت كنت تصفه بالصادق الأمين وهذا صاحبك وعند العرب يقولون فلان يعرف صاحبه فقال (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) وأنا قلت معنى الضلال ومعنى غوى فالضلال يفعلها من غير قصد والغواية يفعلها بقصد وهو لم يكن هذا ولا ذاك فقال لهم أنا لو كذبت الناس كلها لن أكذب عليكم ولو غشيت الناس كلها لن أغشكم ثم قال صلى الله عليه وسلم (والله لتموتن كما تنامون) أين الحياة؟! اختزلها في أنك ستموت، لو أنك وعيت بأنك ستموت ستشتغل صح قال (والله لتموتن كما تنامون) طيب بذمتك هذا الكلام ألا تجده في القرآن؟ (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴿42﴾ الزمر) يعني القصة هذه قال (والله لتموتن كما تنامون) ولم تكن قد نزلت هذه الآية فهذا ليس من عنده (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴿4﴾ النجم) إذاً هناك ما يُنطق لسانه قال (والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون) ثم بعد ذلك القرآن يقول (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿13﴾ الحاقة) يعني هذا الكلام يفسّر، إما هذا يفسر هذا أو هذا يفسر بهذا قل كما تريد. هو قال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) من هي العشيرة؟ العائلة وأصحاب العائلة والذين حولك هل أتى بذكر الزوجة؟ لا، طيب ما الذي فعلته خديجة؟ آمنت فوراً ودعمته وقالت له أنت تعمل وتعمل وتعمل الخ ولا يخزيك الله أبداً (لأنك تحمل الكلّ وتُقري الضيف) فأعطته مواصفات النبوة فهذه المواصفات عندما تكون في رجل ينفع أن يكون نبياً رسولاً يدعو الخ. إذاً أصبحت الزوجة هنا دفع، لم يأتِ القرآن بذكرها أبداً كأن هذه قضية محسومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال له (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) إبدأ بهؤلاء يتدرب صلى الله عليه وسلم على مهام الدعوة لأنها لن تكون سهلة فعمُّه سيكذبه وهذا في حد ذاته له أكثر من بعد أولاً حتى يتدرب أن هنالك تكذيب وهذا التكذيب شاق وليس من الخارج بل من الداخل من عمّك وثانياً لكي يصل عبر التاريخ للقرون التي ستقرأ التاريخ أن هذا لم يُنصَر بالقبيلة والعشيرة والعصبية ولم يُنصر في بلده في مكة وأيضاً بُعد آخر عمّ كفر وعمّ آمن العباس وعمّ لا هذا ولا هذا وهو أبو طالب بل أنه ناصره ما هذا؟! عمّ كفر واضح وعمّ آمن واضح وأبو طالب؟! لا أعلن هذا ولا هذا ولكن لا أحد يستطيع أن يقترب منه وعندما مات عمه بعد خديجة سميت تلك السنة عام الحزن فهو سند. إذاً كان هنالك قوة دافعة كافرة وهناك كافر يُعطِّل، القرآن سب أبا لهب وأبو طالب؟ لا، ولم يمدح العباس واضح؟ أريد أن يتعلم الناس القرآن ماذا فعل؟ ولما يقول المولى عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) لم يكن هنالك صيام من قبل طيب عندما يكتب الصيام أنت كمؤمن تعمل ايه؟ لو لم يقل (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ البقرة) تسمع الكلام ولو لم يقل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴿185﴾البقرة) ما هذا؟ احتفال ويريد أن يزيد قيمة الشهر الذي أنا كلفتك بصيامه ثم يقول (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) البقرة) ما هو الهدى هذا؟ وما هو الهدى الثاني؟ هنالك هدى وبيّنات من الهدى؟ هذا الكلام يحتاج إلى وقفة لا يجوز أن نمر عليه هكذا ولما يقول (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) ثم يقول هنا (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ (185) البقرة) شهر الهدى هذا والبينات من الهدى يبقى ايه؟ (فَلْيَصُمْهُ ﴿185﴾ البقرة).
علاء: تعال نختم لقاء اليوم بوصفة نقولها للناس كيف يكونوا من المتقين الصائمين للدين؟
الدكتور هداية: أنت قلت أنك تريد أن توصل للناس أن الصيام في حد ذاته وسيلة تصل به إلى التقوى التي ستأخذها بعد ذلك وتكون وسيلة ثانية لتلقي الكتاب كأني بالقرآن يقول (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ) لن يهدي به الله إلا المتقين فيأتي بالمصدر ويقول (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) المتقين هؤلاء أساساً قبل ذلك ما الذي عملهم؟ أول شيء عملهم في القرآن في التكليفات العبادية هو الصيام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ البقرة) إذاً غايتي من فرض الصيام عليكم أنكم تكونوا متقين وهذه التقوى تجعلكم تفهمون المنهج فتمشوا صح فالذي لا يصلي والخ عندما يهديه الله في رمضان ويصوم يذهب إلى المسجد ويأتي من المسجد ثم يصلي ويبدأ بعد ذلك يسمع القرآن ويسمع الكلام ويحضر دروس العلم فتقول تبدل حال الرجل لأنه حصل فيه مراد الله في هذا الأمر وهي التقوى الصيام عمل له حالة التقوى التي تخيفه وتجعله يسمع الكلام وتجعله يطبق. في نهاية الخمس آيات الأولى (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) كان بالإمكان أن يقول مباشرة (أولئك هم المفلحون) كأن الهدى أصبح وسيلة بعد أن كان غاية هذه الوسيلة تعمل لهم الجنة التي هي (وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) لأن الفلاح هو أن تدخل الجنة.
علاء: اللقاء القادم إن شاء الله نحتفي بالقرآن باعتبار الآيات تقول (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (185) البقرة) فالصيام احتفالية بقداسة الشهر وخصوصيته فلنقل للناس كيف نتعاطى مع القرآن ونفهم تاريخ الصايم دائماً يقال الذي ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل فيجب أن نعرف تاريخ الصيام الآية تقول (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴿184﴾البقرة) وكان تطوع والذي لا يريد ان يصوم كان فيه فدية وبعد هذا يقول ربنا لا أصبح شهر كامل وأصبح صيامه مفروض وعندما يكون شهر ربنا يقول (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴿185﴾البقرة) كيف هذا؟ أسئلة كلها تحتاج إلى وقفات كيف نتعامل مع الشهر الكريم ومع القرآن الكريم في الشهر الفضيل لكي نصل إلى حالة الصيام التي أنا أقول أنه حالة وليس مجرد أكل وشرب وحالة التقوى التي هي مستمرة طول العمر مع الإنسان المسلم في حياته وهي التي ستوصله بإذن الله وبفضله إلى الجنة، كل سنة وحضرتكم طيبين ونشوفكم على خير.
بُثّت الحلقة بتاريخ 7/9/2008م

ميارى 29 - 7 - 2010 04:59 PM

رمضان 4


علاء: نكمل اليوم تاريخ الصيام، رمضان شهر القرآن ماذا فعلنا مع القرآن ومع الصيام؟ وخصوصاً أنه في حلقة الأمس ختمنا بسؤال منطقي جداً إذا كان الصيام في البداية أمر تطوعي وكان من حقك أن تصوم ومن حقك أن ترفض وتطعم مسكيناً وكان هناك ترخيص للمريض والمسافر ثم يتحول الموضوع من صيام أيام معدودة (قيل أنها ثلاثة) إلى صيام شهر كامل (شهر رمضان) احتفالاً بالقرآن ثلاثون يوماً وألغيت مسألة التطوع ويجب أن تصوم إلا إذا كنت مريضاً أو مسافراً. إذن الأيام زادت ثم ألغي التطوع والاختيار ثم ختمت الآية (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (185) البقرة) المفروض في منطقنا نحن لأول وهلة أن هذا فيه مشقة وعُسر إذن أين اليُسر في الموضوع؟ النظرة السطحية الأولى تقول أن الموضوع أصبح فيه عسر بدل أن كان الصيام أياماً معدودات أصبح ثلاثين يوماً ضوعفت المشقة وأُلغي التطوع فأين اليسر وأين العسر؟
د. هداية: هذا سؤال مهم جداً ويجب أن نجيب عليه على مهل والذي يقرأ القرآن بتدبر يجب أن يكتب هذا السؤال. أولاً لو صدقنا أن الأيام المعدودة كانت ثلاثة حصل ضرب في عشرة أياماً معدودة ثلاثة ثم أصبحت ثلاثين فكان على الأقل في التصور الذي ذكرته أن يترك لنا مسألة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (184) البقرة) ولو حتى سنتين، نحن نعلم من السنة الثانية أخذت أياماً معدودة قليلاً ثم صار (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (185) البقرة) فكان المفروض شهر رمضان وعلى الذي يطيقونهأيضاً سنتين فتكون سنتين وسنتين كتدريب هذا بالمفهوم الذي ذكرته لكن لا، أولاً سألتك أين اليسر وقلت هل هذا هو اليسر؟ وهل نحن نفهم اليسر خطأ؟ هذه هي المسألة لدرجة أني أقول وأشهد الله على ما أقول أن الذين علمونا أن الرسول r كانت يختار الأيسر هم أنفسهم لم يفهموا معنى اليُسر. يعني ما خُيّر r بين أمرين إلا اختار أيرسهما صوروا لنا أن الرسول r كانت يختار السهل لأنهم فهموا اليسر على أنه السهل، لا لأن الذي يختار الأسهل الأسهل لا تتورم قدماه في قيام الليل. دعنا نعيش منطق الحديث أنه r ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما هذا كلام صحيح لكن لم يفهموا معنى اليُسر؟ أيسرهما إلى الجنة! الرسول r ليس الرجل الذي يصوروه لنا أنه يأخذ الأسهل إذن كيف تورمت قدماه؟!
علاء: البعض قد يقول أنه تورمت قدماه هذا لخصوصيته r وخصوصية عبادته وتطوعه الزائد
د. هداية: لكن منطق الحديث على رسول الله r يتكلم عليه هو. أنت قصدك صح أنه هو يُتعِب نفسه مثل لما ذهب الصحابة إليه يطلبون منه أن يسمح لهم بصيام الوصال مثله فقال لهم لا وقال حديثاً يجب علينا أن نصححه (الذين يروون الحديث يقولون أبيت عند ربي يطعمني ويسقين) وهذا غير صحيح وهذه رواية شاذة فالحديث الصحيح في البخاري ومسلم قال فيه r: "أبيت يطعمني ربي ويسقين" "أبيت أُطعم وأُسقى" هذه العندية لا تنفع مع الله تعالى. المهم أنه رفض طلبهم بصيام الوصال وقال لهم أنتم مختلفون وهيأتي غير هيأتكم أنا أبيت يطعمني ربي ويسقين وهذه لها لازم معنى لا يتعلق بالأكل والشرب. قال r هيأتي غير هيأتكم أن الذي يحكم العملية عنده غير الذي يحكم العملية عندهم. خذ المسألة أن منطق الحديث أنه ما خُيّر r بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم. الإشكالية في فهمنا نحن لليسر لو هو r كان يختار السهل ما تورمت قدماه! والذي يصوروه لنا غير الذي قال: إعملوا فلن أغني عنكم من الله شيئاً! أنت تصورون لنا رجلاً آخر. إذن هو لما يختار يختار الأيسر للجنة وإن كان شاقّاً، خذ هذا المفهوم ولنطبقه على الآية التي معنا عندما تلغى (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ) يقول (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)؟! المعنى أنه لما تركناك على راحتك أنت عملت الذي ليس فيه مصلحتك للجنة وقلت لن أصوم وإنما سأُطعم مساكين فلما كلفتك بثلاثين يوماً أُذكر أنت تدللت في أيام معدودة لم أعطك فيها مبرر صيام لكن لما فرضت عليك الشهر الذي أنزلت فيه القرآن أعطيتك مبرر صيام عالي جداً (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ذكر الهدى مرتين وهذا يحتاج لشرح طويل ما معنى كل هدى. (هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) هنا قال (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أعطانا غاية، عندما فرض أياماً معدودة ورخّص الفدية اختار الناس الفدية ولم تصم هذا سهل لكن لما كلف بتبرير الصيام قال سألغي الدلع الذي ضيّعك قال أنا أريد بك اليسر الذي هو الجنة.
علاء: أسأل سؤالين طالما أن الصيام هدف ووسيلة في نفس الوقت وقلنا الصيام هدف في حد ذاته لأنه ركن فرضه الله تعالى علينا وهدف لأننا ونحن نصومه نأخذه وسيلة للوصول إلى التقوى وحتى يكون فيه تدريب على الصبر وحتى يكون هناك تدريب أنني أمسك شهواتي ونفسي فلا تقودني نفسي كلما طلبت شيئاً وبالتالي كأن الصيام هكذا لما فُرض ثلاثين يوماً بهذا الشكل كأن الله تعالى أعطانا طريقة ميسرة وسهلة أقود بها نفسي ليس فقط في شهر رمضان وإنما طوال شهور السنة حتى أتمكن من نفسي في الرشوة والمخاصمات والعمل كأنه يقول أنه ييسر حياتنا بالصيام.
د. هداية: نلخص المسألة في حديث لرسول الله r يرد على كل ما ذكرته " من صام يوماً في سبيل الله " لا في رمضان ولا اثنين وخميس ولا الأيام البيض وإنما يوم في سبيل الله " باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً" هذا كلام مجازي. هذا الكلام العالي أنا عندي وسوستين النفس والشيطان وأنا أذكر المشاهدين عندما سئل الحسن البصري أيهما أهون عليك شيطان الإنس أو شيطان الجن فأجاب شيطان الجن تصور الرجل أن الحسن البصري أخطأ في الإجابة فأكد عليه فقال شيطان الجن أسهل. عندنا وسوستان الشيطان والنفس، الشيطان يوسوس لك بالزنا فتقول لا فيقول لك إسرق تقول لا فيقول إقتل فتقول لا فيقول إشرب الخمر هو لا يهمه معصية بعينها وإنما فقط يريدك أن تقع في أيّ معصية أما نانفس فتلح عليك بنفس المعصية تقول له إسرق تقول حرام تقول لك الحكومة ظالمة ومفترية تقول حرام تقول لك كذا وكذا هي نفسك تريد السرقة بذاتها أو القتل بذاتها فهناك فرق بين الوسوستين وهو الإصرار على معصية بعينها هذه وسوسة النفس فلو سألنا أيها أهون؟ نقول وسوسة الشيطان لأنك بمجرد أن تستعيذ بالله يخنس أما النفس فلا. وذكرنا أن النفس مقسومة في القرآن قسمة غريبة جداً في القرآن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)) الجِنة هي الشياطين والناس؟ نوعان نفسك لأنك أنت من الناس وشيطان الإنس إذا الآية تبين ثلاثة أنواع الجِنة ونفسك وشياطين الإنس إذن لدينا ثلاثة أعداء نفسك وشيطان الإنس وشيطان الجنّ، النفس تأمر بالمعصية وتقف تتفرج على شيطان الإنس وشيطان الجن وكل مرة واحد منهما يساعد الآخر. النفس أمرتك بالقتل فقلت القتل حرام فقبل أن تزين لك القتل يطرق بابك ويأتيك شيطان من شياطين الإنس يسألك لماذا تجلس وحدك فتخبره عن شخص يزعجك فيقول لك هذا يستحق القتل وكأنه يشجعك ويذكرك بالإساءات التي فعلها هذا الشخص في حقه فلما يتردد يقول له أنا آتيك بشخص يقتله لك هذا الشخص يوسوس له شيطان الجن أنه لو طلب منك فلان أن تقتل له وأعطام مالاً فوافق وقم بعملية القتل، هنا شيطان الإنس ساعد النفس وشيطان الجن ساعد شيطان الإنس. وهناك حالات شيطان الإنس يساعد شيطان الجن إذا وسوست لك نفسك بقتل أحدهم وترددت يوسوس لك شيطان الجن فتتردد ويأتيك شيطان من شياطين الإنس يساعد شيطان الجن لإقناعك بالقيام بالقتل.
علاء: مسألة العلاقة بين النفس وشياطين الإنس والجن مسألة شاقة جداً. نحن نحتاج الصيام ليعمل لنا قوة إرادة وتحكم حتى أتمكن من الإمساك بنفسي ضد وسوستها ووسوسة شياطين الإنس والجن. هل نحتاج أن يكون لدينا لياقة مثل الرياضيين؟
د. هداية: نعم، مثلاً إذا كان معروض عليّ سرقة في الغد أقول نويت الصيام في سبيل الله غداً فإذا ذهبت إلى مشوارك وأنت صائم تكون أغلقت على الشياطين الطريق وعلى نفسك لأنك صائم لن أقتل ولن أزني ولن أسرق. لو شخّصنا المسألة هكذا تكون في أيدينا نحن، مثلاً إذا كنا ذاهبين لمشكلة في اليوم التالي إذهب وأنت صائم لأن الرسول r وصف لنا المسألة فقال : فإن سابه أحد أو شتمه أحد فليقل إني صائم" إذا نويت صيام الغد في سبيل الله ومنعك الصيام من القيام بما كنت تريد فعله باعد الله بينك وبين النار سبعين خريفاً وهذه مسألة مجازية. وعندنا آية لو تعلقنا بها (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ (185) آل عمران) مجرد زحزح وليس سبعين خريفاً! كم المسافة في سبعين خريفاً؟ هذه كلها بعد عن النار.
علاء: هناك تطبيقات كثيرة في حياتنا المعاصرة لو استخدمنا الصيام وسيلة وأداة مثلاً إذا ذهب حكمان اثنان ليصلحا بين زوجين لو اتفقوا على الذهاب وهما صائمين وقالوا للزوج والزوجة أن يصوما ويفطروا معاً ويصلوا المغرب جماعة وبعد الإفطار يتكلموا عن المشكلة أعتقد أن النتيجة ستختلف.
د. هداية: النتائج مبنية على المقدمات لذلك الإنسان الذي يرضى عنه الله تعالى هو الذي لما يعرض عليه وسوسة - وأسأل الله أن ينتقم من شياطين الإنس لأنهم ضيعوا الأمة- في مطلع البقرة آيات لو فهمناها توصف فيها المنافق، عندنا وصف المؤمنين المتقين جاء في ثلاث آيات والكافرين في آيتين والمنافقين في 13 آية هؤلاء هم الذي وصفوا أنهم (وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) البقرة) هؤلاء شياطين الإنس وليس شياطين الجن لأنه ليس هناك اتصال بين شياطين الإنس وشياطين الجن (وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) ورد الله تعالى عليهم مبدع (اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)) الإنسان الشاطر عندما يكون في حالة يحسد عليها من تقوى من إيمان من عمل من حجاب ويأتيه شيطان إنس يوسوس له لو ربنا راضي عليه يقول لنفسه هو يوسوس لي أني أنا في حالة تقوى ولكني أنا سأكمل في هذه الحالة ولذلك " من صام يوماً في سبيل الله". ننادي الناس أن يصوموا عندما يكونوا ذاهبين للصلح بين اثنين مثلاً لأنه إذا كانت المقدمات طيبة لا يمكن أن تكون النتائج سيئة وحتى لو حصل طلاق يكون هذا هو الخير لأنه (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ (130) النساء) أنت قدمت مقدمات طيبة "من صام يوماً في سبيل الله". إذا عرضت عليك رشاوي والناس تزينها لك أن المرتبات ضعيفة والحومة ظالمة فلم لا تمشي المعاملة للشخص وتأخذ عليها هدية وهذا حقك والحديث يقول لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، وكذلك الكذب والقتل والزنا، المسيء لك لا تسيء أنت له وهذا ما يفعله الصيام (لعلكم تتقون). الرسول r يقول لا يكون أحدكم إمّعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، هذا تعريف الإمّعة، ى إن أحسنوا أحسن وإن أساءوا أحسن أنت. هم أساء لك والملكين كتبا ذلك وأنت لا تدع الملكين يكتبان أنك أسأت أيضاً وقل الله الغني. إذا تمكنت من أخذ حقك بطريقة شرعية فافعل وإلا لا تفعل لأنك ستسلك طرقاً غير مشروعة وقد تقع في السيئات لأن الحساب لما وصف في القرآن قال (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء).
علاء: هل يمكن أن نصف الصيام والتقوى أنها تيسر الوصول لقلب سليم؟
د. هداية: طبعاً لأنهم لما فسروا الآية (اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ (45) البقرة) الحكيم من المفسرين قال الصبر هنا يمكن أن يدخل معه الصيام لأن الصبر مناط الصيام في الشهر الحار الطويل. البعض يقول للناس يجب أن يبيتوا النية للصيام يوماً بيوم والنية ليس محلها القلب وإنما يجب أن تحدث نفسك، صيام رمضان ركن من أركان الإسلام فهل إذا سألني أحد في شعبان هل ستصوم رمضان أقول له سأفكر في الأمر؟! هذا كلام غبي. أنت تتكلم مع الناس عن درجة الصيام لا عن الصيام نفسه هل سيصوم أم لا، تتكلم عن درجة الصبر أين سيصل بك في شهر رمضان؟ هل ستنام أو تخدم الناس أو تقرأ القرآن؟ هذه كلها درجات. مناط الصيام الصبر فالرجل الذي فسر بحكمة لما قرأ الآية (اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) وضع الصيام مع الصلاة. لما تقدم عملاً لله تعالى يكون الله تعالى معك. بعض العلماء لما فسر قوله تعالى (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة) قالوا إنها أي الصلاة لكن الصبر أهم من الصلاة لأن الصلاة من غير صلاة لا تكون جيدة. هذا ضمير الشأن، لما قال (قل هو الله أحد) ما قال قل الله أحد لأن الضمير هو يعني هذا شأنه على الدوام يقابل هذا الضمير ضمير الشأن ضمير القصة (وإنها) الهاء لا تعود على الصبر أو الصلاة وإنما تعود على المسألة أي واستعيونا بالصبر والصلاة وإن الإستعانة بهما لكبيرة إلا على الخاشعين إذن ضمير الهاء يعود على القضية الاستعانة بهما معاً. إذن يمكن أن أقول أنا عندي مشكلة والقرآن أخبرني (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) أقوم أصلي ركعتين، أربعة، ستة، ثمانية وحتى تحل المشكلة أصوم يوماً في سبيل الله. إذن الصبر بمناطه الذي هو الصيام ثم صلاة وأفوض أمري إلى الله تعالى أنه طلب مني الاستعانة بالصبر والصلاة وهذا ما فعلته. وهناك قوله تعالى (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر) صحيح أن هذه المسالة قلّت ولكن ما زلنا نراها تجد بعض الناس تقول كلمة حق لكن مسألة التواصي بالصبر لم تعد مسألة موجودة هذا لأننا لم نذهب إلى القرآن ولم نقرأه بتدبر، علينا أن نفهم معنى الصبر. إذا ذهبت لزيارة صديق لك وسألت عن حاله فأخبرك أن لديه مشاكل كثيرة جداً فلو أنت واعي تقول له اصبر ربك كريم وأنت أهل خير وهذا ابتلاء ويأخذه للمسجد ويسمع درساً وهناك آخر يثبِّت له هذه الحالة ويُدخله في الإكتئاب هذا فقد الآية (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ).
علاء: ذكرنا سابقاً أن الروح لها عضلة إيمانية مثل عضلات جسد الإنسان تحتاج إلى تمرين وقلنا أن الصيام من أهم الوسائل التي تمرّن هذه العضلة ويجعل فيها مرونة. إذا عدنا إلى سورة البقرة (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ (187) البقرة) أليس هذا نوع من التيسير؟
د. هداية: أول ملمح في التيسير أنه لما قال (أحل لكم) يعني لم يكن حلالاً سابقاً. وأريد أن يتعلم المشاهدون أن الذي يسكت عنه القرآن لا تناقشه ولا تدخل في الإسرائيليات. نفهم من (أحل لكم) أنها لم تكن حلالاً وإنما كان حراماً على الذي من قبل.
علاء: لماذا قال (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) لعد (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ)؟ هل هذا توكيد أو له هدف آخر؟
د. هداية: لما قال لك صُم وأنت عرفت أنه إمساك عن شهوتي البطن والفرج فلما تعملها بعد أن أحلت لا تعلمها على أساس أنها شهوة وإنما إعملها على أنها حب وتقوية للعلاقة الزوجية فشرح لك كُنه العلاقة الزوجية (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) كأنما يقول أن الجماع الذي كان محرماً وأُحِل لا تأخذه على أساس شهوة حتى في الناحية السيكولوجية بعد أن تنتهي العلاقة الحميمية يترك الشخصان بعضهما أما بين الزوجين ينبهنا إلى فهم العلاقة الزوجية ويقوي العلاقة الزوجية أنها مسألة لباس لو يشعر بالبرد يدفيه ولو يشعر بالحرارة يبرده ولازم معناه الستر كما حصل مع المجادلة ذهبت للرسول r تشتكي إليه سرّاً وقالت السيدة تبراك سمع الله لأنها هي لم تسمع ما قالته المرأة عن زوجها ولم تفضحه وإنما شكت للرسول r بصوت خافت.
علاء: الآيات في سورة البقرة بعد أن ذكر تعالى حقيقة وأكدها (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) قال (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ) ما هي العدة؟
د. هداية: لو فهمنا النص القرآني العدة عدتان عدة شعبان وعدة رمضان إن ظهر الهلال نصوم وإلا نتمم الشهر، في 29 شعبان تستطلع الهلال فإن رأيته تصوم وإن لم تره تكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً وهذه مسألة تتعلق بضمير المستطلع. العدة هنا وهنا لذا أعط كل شهر حقه لذلك في الحديث الصحيح "فإن غُمّ عليكم" يعني يمكن أن يراه أحد ولا يراه آخر، مسألة توحيد المطالع مسألة تحتاج لكلام ومناقشة. (وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) هذه تكبيرات العيد التي هي فرحة الصائم "للصائم فرحتان" تحتمل فرحة عند فطره يوم بيوم أو فرحة عند الفطر الأكبر يوم العيد أو فرحة عند لقاء ربه والذي يصوم في سبيل الله يكون فرحاً عند ساعة المغرب أن الله تعالى هداه ووفقه فيها وأنا صائم يجب أن نفهم أن الله عز وجل قال "وما تقرب عبدي بشيء أحبُّ إلي مما افترضته عليّ" يعني الأول الفرض وليس السنة وبعد أن تعمل الفرض تعمل السنة بدليل أنه لا يجوز أن تصلي سنة وأنت تقصر الفرض، الذي يقصر الصلاة ليس له سنة إلا سنتين مؤكدتين ركعتا الفجر والوتر الرسول r لم يتركهما وتصل إلى حد الفريضة.
علاء: (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) غاية إلهية؟
د. هداية: تشكرون على كل الذي فات.
علاء: قد يقول أحدهم صيام ثلاثين يوم على ماذا أشكر؟
د. هداية: لو رجعت تعرف أنك صمت الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن فالشكر أن أنزل الله تعالى القرآن وجعلني من أمة القرآن فماذا لو كنت أبو جهل؟ لذا نكرر دائماً دعاء أهل الجنة في الجنة لم ينسبوا الفضل لأنفسهم وإنما نسبوه لله تعالى (وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ (43) الأعراف) هداما لهذا واسعة جداً هدانا بالإسلام وهدانا للإيمان وهدانا للتقوى وهدانا للإحسان وهدانا في كل واحدة من هذه وهدانا بإسلام الوجه لله وهدانا بأن ثبتنا على الإيمان لأن هناك حديث يخيفني جداً "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار" الذي يقرأ هذا الدعاء يجب أن يفطن لدعاء: اللهم اجعلني من أهل الجنة حتى ألقاك وإلا لو وقع عليّ هذا الحديث فهذا أمر مخيف، ذراع يعني قبل الموت ولذلك من الأدعية المأثورة اللهم توفنا وأنت راض عنا، أحيينا مسلمين وأمتنا مسلمين وتوفنا مسلمين، هذا الحديث صحيح متناً وسنداً. يكون بينه وبين الجنة ذراع يعني قبل الموت.
علاء: ذكرنا من حلقات سابقة قبل رمضان أن بعض الناس تعتقد أن بعض المعاصي صغيرة كالتدخين وهذه نوع من الكفر بالنعمة وإيذاء صحتك فكأنك تنتحر إنتحار بطيء والمنتحر كافر ويلعب قمار مع الله تعالى هل سأموت اليوم أو غداً ولما قلنا أن هذه معصية كبيرة وأثبتنا أن شركات التبغ تنقع الدخان بالمشروبات الروحية حتى يصبح عند المدخن إدمان لما سمعت إحداهن هذه الكلمة إتصلت بي إحدى السيدات وقالت أنا امرأة كبيرة وأصوم وأصلي وأعبد الله وأعيش وحيدة ومشكلتي أنني أدخن فهل أخلد في النار من أجل سيجارة؟ فقلت لها أنا لست بواباً على باب الجنة أو النار لكن أسألك سؤالاً هل التدخين حلال أو حرام؟ قالت حرام فقلت لو أنك جاءك الأجل بعد أن توضأت وصليت وقرأت القرآن وبعدها سحبت سيجارة وجاء ملك الموت فهل آخر عمل قرآن أو حرام. فقالت حران فقلت احكمي على نفسك.
د. هداية: هل يعقل أن تضيع هذه المرأة كل ما تعمله لأجل سيجارة؟! من ضمن الأشياء التي يعملها الصيام حتى يكون حدة علينا أن المسلم الواعي يمتنع عن التدخين في الصيام فطالما تمكنت من التوقف عن التدخين من الفجر للمغرب فلماذا لا يمتنع عنه من المغرب إلى الفجر فهذه تصبح يومين وهذه حصلت مع أحد الإخوة وتوقف عن التدخين. المدخنون يقولون لا يمكن أن نتركها ولا ساعة ثم يتوقفون من الفجر للمغرب فليس عندهم حجة لأنهم تمكنوا من الصيام من دون سجائر من الفجر للمغرب فلماذا لا يتوقفون نهائياً؟.
علاء: بعد أن ذكر تعالى كل هذا الكلام في الاية قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) هل القرب هنا له علاقة بالصيام وأن الإنسان لما يصوم يعمل نوعاً خاصاً من القرب من الله تعالى لذلك ختم الآية (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) هل معناه اسمعوا الكلام؟
د. هداية: هذه مثل (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) العلق) لما تسجد تقترب؟ لماذا؟ لماذا السجود وليس الركوع؟ السجود جزء من الصلاة وسابقاً ناقشنا أن العلماء اختلفوا في السابق هل الذي قرأ الفاتحة تحسب له الركعة أو الذي دخل الركوع؟ حسمناها وقلنا الظهر كم ركعة؟ قال أربع ركعات فقلت صف لي الركعة ماذا تشتمل؟ تشتمل على قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن والركوع والسجدتين هذه اسمها ركعة، أنت أخذت كرف الركعة وقلت (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) كلما سجدت تقترب لأن السجود هو نوع من التذلل لأن القيام فيه شموخ والركوع فيه نوع من التذلل أما السجود ففيه تذلل لأنك تسجد للذي تعبده وساويت أعلى نقطة فيك مع أخفض نقطة فيك. أنت في الصيام تأخذ خصلة من خصال الله تعالى فأنت تصوم 12 ساعة وهو صائم أبداً لأنه الصمد الذي لا جوف له فلا يحتاج إلى طعام ولا شراب ولا زوجة ولا ولد فأنت تؤدي جزء منه فتقترب منه.
علاء: نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما يفتح به القلوب ويشرح به النفوس ويقر به الأعين إلى الإيمان والإسلام والتقوى والإحسان وإسلام الوجه لله اللهم توفنا مسلمين وأحسن لنا الخاتمة واجمعنا على حوض المصطفى r يوم القيامة واجمعنا في الفردوس الأعلى في جنة النعيم أنت ولي ذلك والقادر عليه.
بُثّت الحلقة بتاريخ 14/9/2008م

ميارى 29 - 7 - 2010 05:01 PM

رمضان 5
(ليلة القدر)
علاء: نحتفل اليوم ضمن احتفالاتنا بشهر رمضان والصيام نحتفل بليلة القدر، من قال أنها ليلة كذا بالتحديد؟ ما معنى ليلة القدر؟ يسود في الأوساط الشعبية أن ليلة القدر هي طاقة تفتح للناس وان رزقه سيزيد ويجد كنوزاً وكأنه خاتم سليمان يحركه الإنسان فيخرج لما مارد يقول له شبيك لبيك! أمور كثيرة للأسف مفهومها عند الناس خطأ! ويقال كلام كثير في ليلة القدر ونسمعه ويكرر الناس دون أن يتوقفوا عنده. إذا كنا سنحتفل بليلة القدر يجب أن نعرف أولاً ما هي ليلة القدر؟ وإذا عرفناها كيف نحتفل بها؟ وما المقصود وما الهدف أنني كإنسان مسلم أبحث عنه في هذه الليلة لأحصل عليه بفضل المولى سبحانه وتعالى؟
د. هداية: نحن تأخرنا قليلاً لأنني كنت أريد أن أتكلم عن ليلة القدر منذ البداية، ما يتداول بين الناس ويشاع إنما هي بدع ومفاهيم خاطئة يجب أن تصحح وأرجو من الذين يسمعوننا أن لا يقولوا نحن تعودنا على هذا لأننا بذلك نتكلم بنعرة اليهود الذين قالوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا. نتحاور اليوم وأقول أن التاريخ الإسلامي لم يثبت به أبداً شيئاً من الذي يحصل على الساحة منذ عشرات السنين يعني ليس هناك ما يسمى النصف من شعبان ولا 27 رجب الإسراء، نعم حدث تحويل القبلة لكن لم يثبت متى تاريخه ولم يثبت أنه في شعبان؟ بلا شك حدثت واقعة الإسراء والعروج لكنها ليست في 27 رجب بالذات. هل ما يحصل بخصوص ليلة القدر صح؟ بالطبع لا.
ما هي ليلة القدر؟ الإجابة نأخذها من القرآن الكريم. الله تعالى يقول (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) الضمير في (أنزلناه) يعود على القرآن الكريم. نسأل هل القرآن نزل في ليلة القدر؟ عيلنا أن نفهم معنى القرآن والكتاب؟ في سورة الإسراء (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) كلمة القرآن هنا لها معنى لكن لما نذهب لسورة البقرة مطلعها يقول تعالى (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) إذن صار هناك اختلاف بين الكلمتين. طالما تغيرت الكلمة فبالقطع.المعنى اختلف. في اللغة العربية الكلمة قد يكون لها أكثر من معنى فما بالك بكلمتين مختلفتين؟ بالقطع المعنى مختلف. وضربنا سابقاً مثالاً وقلنا عندما يقول القرآن يعني النجم أو الجزء الذي ينزل من القرآن (الذي قُرئ على الرسول r) لما يقول (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء) هذه إشارة إلى ما ينزل على الرسول r من أجزاء كل وفق الحادثة الخاصة به مثال على ذلك قصة المجادلة أنزل تعالى (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) المجادلة). لما هذا القرآن يجمع بفضل من الله تبارك وتعالى وهو الذي جمعه تبارك وتعالى الجمع يوضع فيما يسمى كتاب. لما يقول تعالى (إنا أنزلناه) عندنا احتمالين إما الضمير عائد على الكتاب كله يعني كل القرآن أو أن الضمير عائد على القرآن الذي هو جزء من الكتاب. القرآن جزء الكتاب والكتاب كل القرآن. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) القرآن ككتاب كله من الفاتحة إلى الناس نزل في ليلة القدر؟ هذا معنى لم يختلف عليه كثيرون أن الكتاب نزل إلى السماء الدنيا في ليلة الدقر جملة واحدة بالترتيب الذي بين أيدينا اليوم. ثم وفق كل حادثة وقعت على مدى ثلاث وعشرين سنة كان القرآن ينزل من الكتاب وفق هذه الحادثة بترتيب مختلف. هذه الحادثة لخّصها الرسول r عندما كان يقرأ خلف جبريل (الذين يقولون أن القرآن جمعه أبو بكر أو عثمان هذا كلام غير صحيح وليس له أصل في العلم أو الفقه لأن هذا الكتاب الذي تصدى الله تعالى بحفظه لا يمكن أن يتركه لبشر يجمعه وعندما يقولون أن عثمان جمع القرآن نعطي فرصة لغير المسلمين أن يقولوا إذن عثمان قد يكون تصرف من عنده فحذف شيئاً وترك شيئاً، والبعض يقولون الجمع يعني كتب إذن لماذا لا يقولون كتب؟! القرآن أشار إلى الجمع في كلمة واضحة أوضح من الشمس في كبد السماء، علمنا أن الرسول r كان لما ينزل عليه جبريل بالقرآن كان يقرأ خلفه بسرعة ظناً منه أنه بذلك يمكن أن يحصل بسرعة فالمولى عز وجل أنزل كلاماً واضح المعاني (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة) إذن الذي جمع هو الله تبارك وتعالى وهذا هو المنطق. البعض يسأل إذن مااذ فعل عثمان؟ أولاً هناك ما يسمى الكتبة الأولى وكانت عند أبي بكر وعثمان كتب الكتبة الثانية ليوحد الكتابة أو القراءة لكن القرآن مجموع من عند الله تعالى بدليل أن جبريل u لما كان ينزل بالوحي على رسول الله r يقول له هذه الآية في سورة كذا قبلها كذا وبعدها كذا لأن هذا جمع عن جمع وهذا بأمر من الله تبارك وتعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)) الضمير عائد على الله تعالى، قرآنه يعني الطريقة التي ستقرأه بها ثم أوضحها فقال (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)) الرسول r دائرة عمله أن يقرأ بما أُقرئ عليه. ثم قال (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) وهذه بشرتنا بها سورة الرحمن في قوله تعالى (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)).
علاء: إذن عثمان وأبو بكر من قبله كل ما فعلوه أن كتبوا ما جُمع بأمر من الله سبحانه وتعالى.
د. هداية: الدكتور عبد الجليل عيسى وهو من أهل اللغة فهم معنى الجمع فسمى ما حصل في عهد أبي بكر الكتبة الأولى وسمى ما حصل في عهد عثمان بن عفان الكتبة الثانية.
علاء: إذن لماذا اشتهر أن الناس سمت المصحف مصحف عثمان؟
د. هداية: هذا كلام فارغ وهذه تسمية حرام أصلاً، ماذا يعني مصحف عثمان؟! كيف تضاف كلمة مصحف إلى عثمان رضي الله عنه؟! القرآن والكتاب لله تبارك وتعالى. يجب أن نصحح المفاهيم. هذه نقطة ونقطة ثانية (إنا أنزلناه) لو أرجعنا الضمير إلى الكتاب فهذا يعني أن الكتاب كله أنزل في ليلة القدر حتى ينجّم بعد ذلك لكن لو أرجعنا الضمير على القرآن يكون هذا بداية إنزاله يعني ليلة (إقرأ) لذلك هناك علماء كتبوا وقالوا ليلتان للقدر وليالي للقدر، لا ينفع أن يقول المولى تعالى ليلة القدر وتقول ليلتان أو ليالي للقدر! ونسأل هل كان القرآن كان ينزل فقط في الليل؟ كان ينزل القرآن ليلاً ونهاراً صبحاً وظهراً وعصراً ومغرباً وعشاءً. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أي ليلة قدرنا فيها أن يكون لهذه الأمة كتاب، قدرنا فيها بعثة هذا النبي وقدرنا فيها أنه ببعثته هناك منهج نزل في هذه الليلة ككتاب وابتدأ نزوله كقرآن لكن بعد ذلك القرآن ينزل الصبح والظهر والعصر وفق الحادثة.
علاء: خصوصية القرآن وخصوصية الكتاب تزداد، في البداية عندما تكلمنا في بداية حلقات رمضان قلنا (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (185) البقرة) ومن هنا اكتسب هذا الشهر خصوصية ورب العالمين يحتفل بهذا النزول بفرضية الصيام حتى نتقرب بالحالة الوجدانية الروحية للمولى تعالى ونكون أقرب للملائكة، هذه احتفالية نحتفل لأنه شهر القرآن والقرآن له قدر. وعندما يقول (ليلة القدر) لها قدر مخصوص حتى يبين قيمته ماذا الذي جعلها ليلة قدر وأعطاها أفضلية ضمن الشهر الكريم؟ أنها الليلة التي نزل بها الكتاب أو ابتدأ بها نزول القرآن.
د. هداية: هذا كلام صحيح. إما أن تكون ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها الكتاب ككل إلى السماء الدنيا أو الليلة التي ابتدأ فيها نزول القرآن. نبين الفرق في النزول من الجمع، (إقرأ) أول القرآن موجودة في الجزء الثلاثين لذلك قلنا (إقرأ) أول القرآن والفاتحة أول الكتاب. الأهم من أين جاءت مكانة هذه الليلة؟ هل جاءت لأنها هي ليلة قدر بذاتها أو أنها ليلة قدر بنزول القرآن فيها؟ يعني ما الذي عمل لها القدر؟
علاء: هل هي في علم الله كانت ليلة خاصة لها منزلة خاصة اختارها ربنا لأنه ليلة خاصة فأنزل فيها القرآن؟ أو اختار المولى تعالى هذه الليلة فينزل فيها القرآن فتكون ليلة خاصة لنزول القرآن فيها؟
د. هداية: هي الثانية وإلا ما هي خصوصية هذه الليلة؟ هي قُدرت وعُظمت بأنها هي التي نزل فيها القرآن. عظمة شأنها جاء من أنها الليلة التي نزل فيها القرآن. الليالي كلها لله تعالى لكن هذه الليلة التي نزل فيها المنهج والقرآن والكتاب هذا ما جعل لليلة قدر.
علاء: إذن قدر يعني منزلة خاصة منزلة عظيمة بالقرآن.
د. هداية: لما يقول المولى تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) القرآن نزل الصبح ونزل الظهر ونزل العصر وليس فقط في الليل إذن كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل ليلة وكل وقت نزل فيه القرآن هو دقيقة قدر وساعة قدر ويوم قدر وليلة قدر. يعني كلمة ليلة تعطي المعنى لأي وقت.
علاء: هل يمكن أن نقول أن المسلم الواعي اليوم هو الذي تكون حياته كلها لحظات قدر؟
د. هداية: طبعاً.
علاء: يعني يجعل علاقته طالما اكتسبت هذه الليلة هذه المنزلة من القرآن فكُن صاحب القرآن وحبيبه وصاحبه قرآءة وتلاوة وتدبراً وتطبيقاً؟
د. هداية: هو كتاب ذو قدر لو صاحبته ستكون أنت ذو قدر.
علاء: إذن أنت تعلي منزلتك وقدرك في الحساب يوم القيامة وبدل أن تدخل الجنة في أية درجة تدخل الجنة في الفردوس الأعلى وفي الجلسة المنيرة التي فيها النبي r. كيف نفعل هذا؟ يجب أن نخرج من حلقة اليوم كيف نكون اصحاب قدر عن طريق ليلة القدر أو لحظات القدر لأن القدر هذا بسبب نزول القرآن والذي يريد أن يعمل قدراً لنفسه عليه أن يصاحب القرآن تلاوة وفهماً وتدبراً ثم تطبيقاً. يجب أن نتوقف عند الآيات (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) لو قلنا أنها تعني النزول كله ككتاب بالترتيب الذي بين أيدينا إلى السماء الدنيا ثم بداية نزوله في هذه الليلة بـ إقرأ ثم يؤخذ منه لينزل على قلب رسول الله r. هل يحل الإشكال آية أخرى في القرآن (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء) ما الفرق بين النزول والإنزال؟ وعلى من تعود الضمائر؟ هل يمكن أن تكون بالحق أنزلناه يعود الضمير على القرآن الكريم وبالحق نزل يعني جبريل u أو إحداها الكتاب والثانية القرآن؟
د. هداية: أنت قلت جبريل بعد أن قلت الكتاب وهذا لا ينفع، إذا كانت الثانية جبريل فالأولى تكون الله سبحانه وتعالى وليس الكتاب. الفعل جاء مرة بالهمزة (أنزلناه) وبدون همزة (نزل) الهمزة في الأول اسمها همزة التعدي إذن الفاعل الله سبحانه وتعالى لو قرأت القرآن كله تجد أن أنزلنا الفاعل الله أما نزل فيكون الفاعل جبريل يعني بالحق أنزلناه كتاباً وبالحق نزل قرآناً. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) الفاعل هو الله تبارك وتعالى، (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء) هذا ليس تكراراً وإنما كل واحدة عماية بالحق أنزلناه كتاباً جملة واحدة وبالحق نزل قرآناً متفرقاً والذي ينزل متفرقاً هو الذي يأخذه جبريل وينزله على الرسول r. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) نفهم منه أنه نزل جملة واحدة ثم قال المولى تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)) إذا قال في القرآن (ما أدراك) يعني سيقول لك وإذا قال (ما يدريك) فلن يقول لك. قال تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)) يعني عندما قال (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) سيتكلم عن شأنها لما يقول (خير من ألف شهر) بعض المفسرين قالوا 83 سنة وهذا كلام فارغ هو لما يقول ألف لا تعني ألف محصورة وإنما للمبالغة.
علاء: يقولون أن القصة أنه كان هناك عابد من بني إسرائيل في فترة كانت أعمار الناس فيها طويلة فهو عاش 83 سنة وكلهم كانوا في عبادة فكان في منزلة كبيرة فغاروا وأحبوا أن يكونوا كأمة محمد r أعلى من أتباع موسى في المنزلة.
د. هداية: ما علاقة هذا الأمر؟ نحن نتكلم عن ليلة القدر وليس عن متوسط عمر الإنسان، نحن نتكلم عن قيمة ليلة القدر فقيمتها لو حصرتها في الف شهر وهو يقول (خير من ألف شهر) يعني هي ليست ألف شهر وإنما هي أكثر بكثير والألف هذا على سبيل التهويل كما قال تعالى (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (80) التوبة) ولذلك الرسول r قال لو كنت أعلم أني لو استغفرت أكثر من سبعين سيغفر لهم لفعلت إذن هي ليست كذلك. علينا أن ننفعل بالنص القرآني (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)) كأني بالقرآن يريد أن يقول لك أنه لن يصل أحد إلى مكانتها من عظمة مكانتها. كلمة ألف شهر جاءت مقابل ليلة فجاء بالليلة التي هي أحد أجزاء الشهر فقال هذه الليلة ليست أحسن من الشهر وإنما أحسن من ألف شهر، كلمة (خير من) يعني أفضل أحسن، أفعل التفضيل يعني مفتوحة ولا يمكن تحديدها بـ 83 سنة هذا كلام غير صحيح. علينا أن نفهم النص القرآني هو يقول أنها ليلة أفضل من أي تخيل في ذهنك لأن القرآن نزل فيها. إذن ليلة هذه السنة هي ذكرى لأنه ليس هناك نزول للقرآن الآن إذن علينا أن نحتفل بعظمة القرآن لأن عظمة الليلة جاءت من عظمة القرآن.
علاء: المسلم الشاطر هو الذي يصاحب القرآن 360 يوم وليس ليلة واحدة فقط.
د. هداية: خذ القدر هذا لنفسك لو أنت أخذت القدر الذي في الليلة.
علاء: لماذا كان الرسول r يعطي أهمية خاصة لهذه الليلة؟ والصحابة كانوا يسألون عنها؟
د. هداية: الرسول r لم يعطِ هذه الليلة أهمية. لو عدنا قليلاً وسمعنا الرسول r وهو يقول لأصحابه كنت سأخبركم بموعدها وأُنسيتُها. فلماذا تحددها أنت؟ عندنا حديث صحيح تحروها في العشر الأواخر وعندنا حديث صحيح تحروها في وتر العشر الأواخر، نحن عندنا الخاص يقيّد العام، في العشر الأواخر يعني الشفع والوتر يعني 21، 22،23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، في وتر العشر الأواخر يعني 21، 23، 25، 27، 29 أيها ستأخذ أنت؟ المفروض آخذ الوتر. ولكن عندنا حديث صحيح يقول أنها في ليلة 24، هذه شفع وليست وتراً، كثرة صحة الأحاديث المتعارضة نفهم منها أن لله تعالى حكمة في إخفائها بدليل أن الرسول r قال أُنسيتُها. عبد الله بن مسعود قال الذي يريد أن يقابل ليلة القدر فليحتفل عام. لماذا؟ لأن الليالي تتحرك على مدار العام مثلاً 10 رمضان 6 أكتوبر تختلف كل عام وحتى تتقابل مرة ثانية اكتوبر ورمضان تحتاج 33 سنة ولا تأتي 6 أكتوبر مع 10 رمضان يعني الليالي نفسها تتغير لذا قال ابن مسعود احتفل عاماً، وآخر قال رمضان كله، وآخر قال أنا سأتمسك بالحديث أنها في وتر العشر الأواخر وآخر قال العشر الأواخر. الشاطر يسأل نفسه سؤالاً لماذا تريد أن تحتفل بليلة القدر؟ إمسع ماذا قالت عائشة رضي الله عنها وماذا رد عليها الرسول r؟ هي تسأله لو عرفت ليلة القدر ((لو) عند العرب يعني لن تعرفها) ماذا أفعل؟ هي سألت عن عمل فقال لها r: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا، وفي رواية أخرى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفٌ عنا. وليس هناك إضافات أخرى في النص في الحديث. السيدة عائشة سألت عن فعل والرسول r قال لها قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني. أسأل ألا يمكن أن نقول هذه الجملة كل يوم؟ ليلاً ونهاراً؟ في كل صلاة؟ هل سأتعب من أن اقولها كل يوم في كل صلاة؟ هل هذه صعبة؟
علاء: عند بعض المسلمين ترسب في أذهانهم أن الله تعالى لن يسمع منهم إلا في ليلة القدر
د. هداية: المشكلة أن البعض يفهم أن المغفرة تحصل فقط في ليلة القدر يعني إذا أنت أذنبت في سوال مثلاً تبقى كما أنت إلى رمضان العام المقبل! وهو مصر على هذا لكن أين الآية التي يقول فيها تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ (17) النساء)؟ والبعض يصر على أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان! هذا يبين لنا ماذا تفعل البدعة بالناس؟ أنت تنتظر ليلة القدر لماذا؟ يقولون ليغفر لنا الله ولكن الله تعالى يغفر في كل يوم وفي كل لحظة وقلنا أن الله بيسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وقلنا أن الذي أذنب في الليل هل ينتظر إلى النهار ليتوب؟ كلا وإنما يتوب من قريب خذ توقيع الليل والنهار فالليل في مصر مثلاً يثابله نهار في أميركا إذن كلمة ليل تعني الليل والنهار في وقت واحد وكلمة النهار تعني الليل والنهار في وقت واحد. إذن الذي يخطئ في الليل يتوب في الليل والذي يخطئ في النهار يتوب في النهار يعني يتوب من قريب ولا ينتظر ليلة النصف من شعبان أو ليلة الدقر. ليلة القدر قُدِّرت بنزول القرآن فإذا أردت أن تحتفي بهذه الليلة تحتفي بالقرآن.
علاء: الآيات (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)) ما المقصود بهذا النزول؟
د. هداية: الروح جبريل u والمقصود ليلة النزول الأولى لأن جبريل لم يعد يتنزل بالوحي. (تنزّل) فعل ماضي في كل كتب التفسير قالوا اصلها تتنزل وارد على هؤلاء بالقول أنه ليس في القرآن حذف ولا زيادة ربنا تعالى لو أراد أن يقول تتنزل لقال تتنزل. القرآن أصل اللغة وأصل الكلام (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) الروح جبريل u والروح هو القرآن لو أخذنا المعنيي تكون هي الليلة الأولى.
علاء: لو كان معنى الروح جبريل u أليس له منزلة أعلى المفروض منطقياً أن يسبق الملائكة؟
د. هداية: أنا أعلم أن النص القرآني حمّال لأوجه النفسير لكن في الحالتين الكلام عن ليلة القدر الأولى التي أنزل فيها القرآن.
علاء: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5))
د. هداية: هي هذه الليلة.
علاء: إذن كيف يتسق هذا الكلام مع ما يردده الناس أن لهذه الليلة أمارات وبياض الشمس ولا تنبح فيها الكلاب؟
د. هداية: هل الرسول r إن صح الحديث يتكلم عن الذي حصل أو عن الذي سيأتي؟ الناس فهمت أنه كلما جاءت هذه الذكرى ستأتي هذه الأمارات. نحن ماذا نريد من هذه الليلة؟ لماذا نبحث عنها في العشر الأواخر أو في وتر العشر الأواخر؟ أنا شخصياً أخذت بكلام ابن مسعود على مدار العام أو بالذي قال في رمضان كله. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)) (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (185) البقرة) إذن هي بالقطع في رمضان أنا أسأل سؤالاً هل تُنسى هذه الليلة؟ بالطبع لا، إذن لما تُنسى أليس لهذا حكمة؟ إذن لا نبحث عنها نحن. ليلة مثل هذه بالنسبة لمحمد r تُنسى؟ وعندا قال أُنسيتُها أرجع الفعل لله سبحانه وتعالى فقال أُنسيتُها يعني أنا غصب عني أنسيتها لأنها بالمنطق لا تُنسى إذا كنا لا ننسى تاريخ ميلاد أبنائنا فما بالنا بتاريخ ميلاد القرآن بالنسبة للرسول r.؟! لا يُنسى إلا بأمر من الله ولحكمة إلهية. تخيل أن ليلة القدر حددت نصاً في القرآن أو الحديث لوجدت الناس يقتلون بعضهم في مكة سنوياً لأن العلم كله يريد أن يذهب هناك! نقطة أهم هل هناك إشكالية أن يذكرها القرآن أو يعطيها إشارة أو علامة؟ أهل اللغة وجدوا أن ليلة القدر هي ليلة 17 رمضان بنص القرآن الكريم فقالوا (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (41) الأنفال) فأعل اللغة قالوا اليوم واحد وإن اختلفت السنون، ليلة بدر هي ليلة نزول القرآن ليلة بدر كانت ليلة 17 رمضان فقالوا ليلة القدر هي ليلة 17 رمضان والشيخ عبد الجليل عيسى رحمه الله تعالى أخذ بهذا الرأي وقال هي ليلة السابع عشر من رمضان ولما ناقشه بعض طلاب الدراسات العليا عنده قال هذا الكلام مقفول فهذه أحاديث وهذا نص قرآني وعندما حققت تفسيره قلت لماذا اقفلها الدكتور عيسى هكذا؟ لو أن الأمر خيار بين القرآن والحديث أكيد القرآن لكن لما تناقسها تجد الأحاديث صحيحة لكن متعارضة وهي ليلة لا تُنسى لكن لما يُنسيها الله عز وجل لا تسأل أنت عنها! ثم ماذا تريد أنت منها؟ الرسول r قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" معنى الحديث أنه r يريد أن تجتهد كل رمضان لا ليلة محددة وحتى لو كانت ليلة محددة لكن لا نقطع بهذا الرأي وابق في الأضمن.
علاء: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) هل هذا يحدد قاعدة أن الملائكة لا تتحرك إلا بإذن ربها؟ كلمة كلمة إذن تعني إستئذان؟
د. هداية: المعنى ليس هكذا على الإطلاق. الآية (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) كلمة أمر لا تعني كما يفهم البعض مقابل النهي وإنم كلمة أمر تذكرنا بقوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (52) الشورى) والمسألة ليس كما يقال أبداً وليس له دليل في العلم. السورة إسمها سورة القدر وكان يمكن أن تسمى سورة الليلة أو سورة القرآن ولما تسمى سورة القدر يلفت نظرنا أن القدر الذي في الليلة جاء من القرآن أو الكتاب الذي نزل فيها وهذه الليلة عند أهل اللغة أمر من اثنين أن الكتاب كله نزل فيها وإقرأ نزل فيها يعني هي ليلة إنزال الكتاب ونزول القرآن بحسب الآية (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء) عندنا نزلين إنزال الكتاب كله بالترتيب الذي بين أيدينا اليوم ونزول القرآن إقرأ باسم ربك الآيات الأولى من سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) أول آيات نزلت بعد المجموعة الأولى من سورة العلق قال (كلا) نقلنا نقلة بعيدة جداًز عندنا نزولان إنزال الكتاب ونزول القرآن، القرآن أخذ من الجزء الثلاثين فقال (إقرأ) هذا أول تعلق الأرض بوحي السماء أول كلمة سمعها الرسول r كانت إقرأ إذن حصل أمران إنزال الكتاب ونزول القرآن وهذا الذي عمل قدر لليلة ولهذا سميت السورة كلها سورة القدر الذي حصل بنزول القرآن للدنيا ولليلة ولمحمد r وللأمة كلها (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ (110) آل عمران) من اين جاءت خيرية الأمة؟ من القرآن، ليس لك خيرية من دون منهج يعمل به، أول بعثة خرجت للخارج من دون قرآن هل لها معنى؟ عندنا تخرج في رحلة جعوة تأخذ معك المصحف حتى لو كنت تحفظه عن ظهر قلب وتعيه تماماً وعندما تستغل بالتفسير تفتح المصحف وتقارن هذا بهذا. هذه الليلة قُدّرت وقدرت فيها الأمة والنبي بهذا الكتاب وبالقرآن. الرسول r قال :" من قام رمضان غيماناً واحتساباً" الليل يبدأ عندنا من المغرب إلى الفجر، قام ليلة القدر يعني أمضى الوقت من المغرب إلى الفجر قائماً يقرأ القرآن ويصلي من غير راحة، كل واحد يعمل شيئاً يقدّر به فهناك من يقوم ليلة السابع والعشرين وهناك من يقوم العشر الأواخر وهناك من يقوم الوتر من العشر الأواخر وهناك من يقوم رمضان كله هل يستوون؟ لا يستتون وكل واحد قدره يختلف باختلاف انفعاله بالآية أو السورة أو الواقعة. المريض في ليلة القدر لن يتمكن من القيام بمعنى القيام الفعلي ولكن يمكن أن يقوم بالقرآن. القيام لا تعني الوقوف وإنما تعني القيام بالقرآن وبالليلة بالفعل يمكن الجالس يكون أفضل من القائم إذا انفعل بالقرآن واقارن وكل واحد بحسب حالته. يمكن أن تقرأ وتقف عند آية قد تأخذ ليلة كاملة هذا لا يعتبر تضييعاً للوقت وإنما هو تدبر لهذه الآية هناك من يقرأ القرآن وفي يده ورقة وقلم يدون هنا وهنا ويقارن وهناك من يقرأ القرآن بسرعة ليأخذ حسنات إنما البعض قد يقرأ ويقف عند آية ويقول هذه الآية هناك شبيه لها في سورة كذا أو سورة كذا ويبحث طوال الليل في آية واحدة وقد يبقى الليل كله في كلمة. الشيخ عبد الجليل عيسى رحمه الله تعالى كتاب بالنصّ (يشرح تركيب أرأيتكم) فقلت للشيخ الشعراوي أن الدكتور عبد الجليل ترك هذه الكلمة فقال لي اشرحها، فبقيت ستة أشهر وأنا ابحث فيها وأحقق في التفاسير في اللغة والرأي حتى أشرح التركيب وتبين أنه أصعب التراكيب في القرآن، هذه كلمة أخذت ستة أشهر والدكتور عبد الجليل عيسى كان قد كتبها لنفسه وتوفاه الله. (أرأيتكم) التركيب اللغوي فيها صعب جداً لأن فيها همزة وفعل رأى والفاعل وعندما حققتها في صفحتين ثم أردت أن أشرحها للعامة في سطر فقلت أرأيتكم معناه أخبروني إخبار العالم ببواطن الأمور وهذا لا يكون لبشر، هل إذا قلتم ستقولون مثل الله تعالى؟ بالطبع لا إذن اسمعوا كلام المولى عز وجل، هذا هو معنى هذا التركيب، هذا مثال على كلمة.
(بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) هذا يتعلق بالقرآن. من كل أمر من أمور القرآن لأن القرآن من أمر الله. هناك أناس تتصور أن كلمة الروح في سورة الإسراء هي قوام الحياة وهذا بعيد تماماً عن المعنى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (85) الإسراء) الروح التي من أمر الله هي القرآن أما قوام الحياة سر من أسرار الله.
علاء: هل من الدقة أن نسمي الروح قوام الحياة النفس؟
د. هداية: توفي النفس في اللغة النفس عُبر عنها بالروح. (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر) النفخة الإلهية الروح هي التي جعلت آدم يقوم. قوام الحياة سر من أسرار الله لا يمكن لأحد أن يصل لها لكن تأخذ آية الإسراء دليلاً على ذلك. آية الإسراء قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (85) الإسراء) وفي سورة الشورى قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (52) الشورى) إذن الروح التي من أمره هي القرآن والروح التي من أمره هي الوحي المطلق (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ (15) غافر) الذين هم الأنبياء الروح هنا يعني الوحي فالوحي سمي روح والقرآن سمي روح وحامل الوحي جبريل u سمي روح وعيسى سمي روح وقوام الحياة روح والسكينة روح هذه ست معاني للروح لكن الروح التي من أمره اثنان الوحي المطلق والقرآن (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (52) الشورى) وعندما يقول (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) الأمر هنا القرآن وليس له علاقة بإجابة الدعاء ولا بطاقة القدر. المفيد أن تحتفي بالقدر وبالقرآن والذي يريد أن يعمل بشكل صحيح يعظِّم القرآن ومنزلتك في الجنة عند آخر آية قرأتها وقرأت لا يعني رددت وإنما عملت، إذن منزلتك وقدرك يحدد بما قرأت من القرآن والذي عمل القدر للية هو القرآن والذي عمل خيرية لهذه الأمة القرآن (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ (110) آل عمران) بماذا؟ لا برأيكم ولا بذكائكم وإنما بمنهجهكم بالقرآن تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هذا تأخذونه من القرآن.
ليلة القدر هي ليلة عفو والعفو جاء في هذه الليلة من عملك بالقرآن. أكثر من يعفو الله تعالى عنه في هذه الليلة هو أكثر من عمل بالقرآن على مدار السنة ولهذا قال r لعائشة قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا" العفو هنا يعني أنت اشتغلت جداً لكن حصل تقصير فأنت تطلب العفو، حسناته وسيئاته متصارعين فهو يحتاج لعفو.
علاء: يا ليتنا نستفيد من معاني العفو بأن لا نطمع بالعفو فقط لأنفسنا وإنما ندعو لكل الأمة الإسلامية والرسول r قال (فاعف عنا) جميعنا. إذا أردت أن يعفو الله تعالى عنك تعلّم أن تعفو عمن ظلمك أو بينك وبينه خصومة فإذا كنت أنت قادر على أن تعفو عمن ظلمك فالمولى تعالى العفو يعفو عنك.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20/9/2008م

عبدالرحمن حموده 29 - 7 - 2010 05:02 PM

http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif
مجهود رائع وموضوع قيّم
بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif

ميارى 29 - 7 - 2010 05:02 PM

رمضان 6


علاء: السؤال الذي نطرحه اليوم هل نحن قريبون من الله تعالى؟ في سورة البقرة بعد أن فرض الله تعالى الصيام شهراً كاملاً قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ (186) البقرة) هل يمكن أن يكون الله تعالى قريب منك وأنت بعيد؟! هذه مسألة خطيرة، كيف يكون الله تعالى قريباً منك وأنت تبعد؟ وكيف تكون أنت قريب من الله تعالى؟ هو سبحانه وتعالى قريب فكيف تكون أنت قريباً منه؟ آية واحد فيها عدة أسئلة (وَإِذَا سَأَلَكَ) يعني ربنا إذا سألوا أو لما يسألوا؟ وعن ماذا يسألوا هل يسألوا عن كنه الله قريب أم بعيد كما سأل بعض الصحابة رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أو بعيد فنناديه؟ فهل هذا رد المولى على أسئلتهم أم أنهم يسألوا عن مسألة الدعاء وهل سيستجيب لهم المولى قريباً أو لا؟
د. هداية: هناك نقطة حيوية في الكلام الذي ذكرته نحتاج أن نقف عليها العبرة في النص القرآني ليس بخصوص السبب وإنما بعموم اللفظ والنقطة الثانية والأهم أن المولى عز وجل أزلي وكل ما قدّره أزلي، شاءت قدرته أن يسألوا هكذا والآية تنزل ولا يتسرب لأذهان الناس أن الله تعالى أنزل الآية لما سألوا هكذا يجب أن نفهم أن الله تعالى أولي قدّر كل شيء لذلك أول ما خلق الله تعالى القلم قال له اكتب قال ماذا أكتب؟ قال مقادير الخلائق وهذا كان قبل الحلق بخمسين ألف سنة وكلمة خمسين ألف سنة كلام مجازي تقديري تعني أنها قديمة جداً لكن قوله تعالى (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج) هذا مقدار. الآية تقول (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي) عن ماذا سألوا؟ المفروض نسأل عن ماذا؟ عن كنه الله؟ عن ذات الله؟ المولى تعالى قال (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) الإحتمالات في السؤال كبيرة قد يسأل أحدهم من الله؟ وآخر يسأل عن كنه الله؟ كل الأسئلة أجاب عنها تعالى بقوله (فَإِنِّي قَرِيبٌ) كأن المولى عز وجل رسم لنا العلاقة بيننا وبينه أنك إذا أردت أن تتكلم إلى الله يكون عن طريق الدعاء. وتكون بذلك اقتربت. الحوار بين أي مخلوق والخالق الأعظم لا يتعدى الدعاء. أن يكتب أحدهم شعراً في مدح الله هذا كلام فارغ، رجل كافر قال: لا يستطيع مخلوق لله أن يقول في الله الحق كل الحق حتى إن صادف كلامه الحق لا يدري هو أنه صادف الحق. لو سألك أحدهم عرِّف ربك فلو لم تقل الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد تكون تلخبط الدنيا، يجب أن تعرِّف الله تعالى بما عرّف هو تعالى نفسه به لكن إذا أنا حاولت أن أمدحه فسأفشل. الله تعالى أعلم بذاته فلما يقول تعالى (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) كأن العلاقة بينك وبينه أنها مقتصرة على (اللهم) ادعُ الله تعالى بما تشاء واطلب منه ما تشاء. الناس التي تذهب للعمرة ننصحهم أن يتركوا كتب الأدعية التي يقرأون منها ونقول لهم طوفوا حول الكعبة وأنتم تنظرون إليها وادعوا الله تعالى بما تشاؤون من قلبكم وهذا الكلام عبارة عن الدعاء. هذه الآية ترسم حدود العلاقة التي بينك وبينه هو أنزل لك منهجاً وقال لك إفعل ولا تفعل لكن أنت لما تتكلم معه لا يتعدى دورك الدعاء (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي). أنت يمكن أن تسأل عنه كما تشاء لكن حدود العلاقة بينك وبينه بالإجابة عن أي سؤال تسأله (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ). ثم قال (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) الاستجابة هنا والإيمان كأنما هو مناط إجابة الدعاء.
علاء: جاء في ذهني وأنت تتكلم عن الكعبة أن بعض الناس الذين يطوفون حول الكعبة يضعون أيديهم حول الحجارة وكأنما دخلوا في حيز الكعبة وهل من فعل هذا طوافه باطل كما يقول بعض الفقهاء؟
د. هداية: لا، طوافه صحيح، الناس تتصرف هناك بواقع العقيدة الفاسدة التي جاءنهم رغماً عنهم أسأل المولى تبارك وتعالى أن يغفر لهم ويغفر لما جميعاً لأن العقيدة الفاسدة مشكلة الدعاة أن هناك عقيدة نسأل الله فيها السلامة ومسألة العقيدة من أخطر المسائل التي نتعرض لها في الدعوة. هناك من يطوف ويمسح على ملابسه ويقبِّل، نحن نطلب من الناس أن تطوف حول الكعبة وعينك عليها وتسأل الله تعالى ما تشاء بقلبك قبل لسانك وتصلي ركعتين خلف المقام ثم يسعى ويشرب من ماء زمزم هذه مناسك العمرة ثم بعدها افعل ما شئت تمسك بأستار الكعبة وافعل ما تشاء. مناط الإجابة بعد أن قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) وقال (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) كأنهم لو استجابوا لله استجاب الله تعالى لهم، هذا مناط الإجابة.
علاء: من ناحية الترتيب في الآية ما دلالة تقديم العباد عن الله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)؟ لم يقل وإذا سألك عني عبادي؟
د. هداية: لأن المتكلم هو الله تبارك وتعالى والمتكلم سبحانه عليم بذاته لكن يريد أن يقول لك أن العبودية تقربك. الخلق كلهم عبيد يخرج منهم عباد هم صفوة هؤلاء ثم يخرج من العباد صفوة الصفوة الذين هم عباد الرحمن.
علاء: في كل الأسئلة في القرآن قال تعالى للرسول (فقل) إلا في هذا الموطن لماذا؟
د. هداية: هذا يدل على أن قربه سبحانه وتعالى بدون واسطة. قال تعالى (يسألونك عن الجبال) (يسألونك عن المحيض) (يسألونك عن الأهلة) (يسألونك عن الشهر الحرام) كل هذه الأسئلة أدخل الله تعالى الرسول كمعلم فيها جعله سبيل تعلّم بأن يقول لهم أما في الاية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) هم يسألون هنا عن الله والله تعالى في العبودية لا يحتاج إلى واسطة وإنما العلاقة بينك وبينه لا تذهب للشيخ الفلاني أو المقام الفلاني تتوسل به أو تتوسط به فالله تعالى هو الذي قال "أنا أغنى الشركاء عن الشرك" وطالما لا يحتاج إلى شريك لا يحتاج إلى واسطة وأسرع دعاء (اللهم، يا رب) ولذلك قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) لم يقل فقل أو قل.
علاء: عن ماذا كانوا يسألون عن الله أقريب أم بعيد أو عن الدعاء؟
د. هداية: هم كانوا يسألون عنه فقال لنا أن الذي بينه وبيننا الدعاء. (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) الذي يهم العباد أنه قريب يجيب دعوة الداعي فالمهم بينك وبين الله تعالى الدعاء ولا تتقول على الله أو تؤلف عنه سبحانه وتعالى. هذه آية من الآيات التي حددت كنه العلاقة بيني وبين الحق أنا ينحصر كلامي بيني وبين الله بالدعاء لا ينفع أن أمدحه من عندي وإنما أمدحه بما أنزل في قرآنه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) أنت لما تسأل عن الله الذي يهمك أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعان. نفهم من (إذا دعان) أن هناك من يدعوه وفي نفسه شيء آخر أو أحد آخر يعني هناك شرك.
علاء: ماذا يعني (قريب) هل أن الله تعالى قريب من عباده مطلقاً كما في قوله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق) أو أنه قريب بالإجابة عندما ندعوه حتى لو أجّلها ونحن لدينا ثلاث حالات من استجابة الدعوة إما أن يعطيك ما تطلبه فوراً أو يدخره لك ليوم القيامة أو أن يبعد عني من السوء بقدر هذه الدعوة.
د. هداية: كلمة قريب في الآية تحدد كنه الإله الحق بالنسبة لي أنا لا أعبد بعيداً وإنما أعبد قريباً (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) يعني حبل هو الوريد ولازم المعنى أن المولى تعالى أقرب لي من قوام حياتي التي تحييني.
علاء: هل يمكن أن نفهم من هذا أن الإنسان البعيد عن الله وهو ميت؟
د. هداية: بالضبط وهذا معنى حقيقي، الرجل الكافر ميت والقرآن ضرب مثالاً لهذا وقال (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى (80) النمل) لا يقصد بهم الموتى في القبور وإنما الكافر البعيد عن الله، وقال (وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء (80) النمل) الأصم لا يسمع وكذلك الميت ليس ميتاً حقيقياً وإنما ميت ببعده عن الله. (فَإِنِّي قَرِيبٌ) من الناس من يولد ويعيش ويطول عمره ويموت دون أن يسأل عن الله فكأن الذي يسأل عن الله يقال عنه حيّ بهذا السؤال والذي لا يسأل يقال عنه ميت وإن طال عمره لأنه بعيد، بعد هذا أماته وهو حي وإيمان ذاك أحياه وقرّبه. القضية الأجمل في قوله (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي) من الذي سيستجيب؟ كل العباد؟ قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي) قد يسألك أحدهم ولا يعمل بالذي قلته فقال (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي) هناك مسلمين يجادلوا ويناقشوا في أمور هامة مثل الصلاة.
علاءك قرأت في أحد الصحف ما كتبه أحدهم حول فكر البعض وكيف يعملون لأنفسهم منهجاً وذكر أن أحدهم كبر في السن فلا يصوم لأنه يتعب ولكنه يفعل الطقوس فيطلب من زوجته أن توقظه للسحور ويقول أن هذا الشخص لما كان صغيراً لم يكن يصوم ايضاً قال لأن ربنا فرض الصيام لأجل المغفرة والشباب لا يحتاجه لأنه ما زال بكراً وقلبه أبيض وليس فيه ذنوب ومعاصي ولا أدري كيف فلسف هذا الأمر؟
د. هداية: هذه فلسفة للبعد تدل على أن الله تعالى غير راضٍ عنه. قال تعالى في الآية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) وفي آية أخرى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) البعض يقول نحن ندعو ولا يستجاب لنا نقول لهم أنتم فهمتم الكلمة خطأ لأن الإجابة والاستجابة تختلف عن تلبية الدعاء لو قال تعالى ألبي دعوة الداع كان يجب أن تنفذ إنما خذ معنى الإجابة والاستجابة. نضرب مثالاً أحدهم دعا الله تعالى أن يُنجح ابنه وفي علم الله تعالى أن هذا الولد لو نجح هذا العام سيفشل طوال حياته فلا يجيب المولى، نحن نسأل مسألة الجاهل وهو تعالى يجيب إجابة العليم العلام، الله تعالى لم يفعل لك ما تشاء لأنه أعلم وسيبدل الدعوة لم قصراً في الجنة ويوم القيامة ستتمنى لو أن الله تعالى لم يستجب لك أي دعوة في الدنيا. خذ الكلام على مراد الله وسلم به أنت.
علاء: الإنسان يدعو وهو يريد الخير لنفسه لكن الله تعالى يعمل الذي فيه خير بعلمه هو لا بعلمك أنت لأنك لا تعلم.
د. هداية: الناس تصر على مسألة معينة تسأل الله تعالى عنها لكنها قد تكون ضد مصلحتك والبعض يقول الحمد لله أنها لم تحصل وآخر يقول ليته لم يحصل ولهذا (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ (44) غافر). إنتبه لنفسك عندما تدعو من تدعو؟ وهل هو لمصلحة دينك أو دنياك؟ وعل كل حال: إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. وهناك من يدعو الله وهناك من يدعو غيره وإن كانوا يقولون يا رب.
علاء: هناك البعض يدعون الله وهم مقبلون على المعصية بأن يوفقهم الله
د. هداية: هؤلاء لا يدعون لأن الله تعالى قال (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى (90) النحل) فالذي يفعله هؤلاء ليس لله إذن هم لا يدعوه. القرآن يحتاج إلى تدبر على أعلى مستوى. لماذا جاءت هذه الآية بعد أن انتهت أحكام الصيام؟ لأن الصيام يقربك وأنت لك دعوة مستجابة عند الإفطار وأنت لك فرحتان فرحة عند فطرك وفرحة عند لقاء الله فكأنه يريدك عند الفطر العام (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) النص حمّال أوجه والمعاني كثيرة. المسلم الواعي يجب أن يوقعوا القرآن قبل فوات الأوان، كيف أصلي وأقرأ القرآن وأرتكب المعاصي؟ لذلك قلنا أن التوبة مستمرة.
علاء: الأهالي قصرت في تعليم الأولاد الصغار بأن يكونوا قريبين من الله ولو لم يفعلوا لما وجدنا ما نجده من تصرفات الشباب.
د. هداية: لأن الأهالي تهتم باللغة عن القرآن وأولويتهم أن الولد يعمل في وظيفة كذا يخرج منها بمرتب كبير ولكن للأسف هم الذي يشتكون بعد ذلك ويقولون الولد يريد أن يتنصّر. هؤلاء اختاروا الدنيا فلا يجب أن يحزنوا لأنهم اختاروا. (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي) تسأل عن كنه الإله كأن السؤال عنه يعمل قرب لأن كلمة (فَإِنِّي قَرِيبٌ) جاءت بعد (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي) إذن هو قريب من الذي سأل والذي لم يسأل لن يكون قريباً منه وسيندم على ذلك الذي لم يسأل.
علاء: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) قريب للذي سأل لأنه سيكون خائف من المنهج أن يخطئ ويدعو ويتقي الله فهو قريب من الله والله تعالى قريب منه وهو يقترب من الله تعالى بتطبيقه وسلوكياته معاملاته ولنذكر الآية (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) العلق). فالذي سأل قريب والذي لم يسأل وابتعد فهل الله بعد عنه أو أنه ما زال قريباً منه برحمته.
د. هداية: الملحد وغير المسلم ابتعد وسيعاقبه الله تعالى ولكن لا يمكن له أن يعمل ما لم يرده الله تعالى هو قريب رغماً عنه لكنه هو الذي ابتعد. الذي قال (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) طه) الضنك ليس الفقر وإنما فيها خير لأن تعريف الضنك ليس الفقر وإنما لديه معطيات النعمة لكن ليس سعيداً (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) طه) هو مولود على فطرة اعترف بها بوجدانية الله، هل نسيه الله؟ كلا، هذا قمة الافتكار لكنه سينساه من رحمته كأن الذي يقرب من الله سيجد الرحمة في القرب والذي يبتعد يبتعد عن رحمة ربنا ويقترب من العذاب لهذا (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) الحجر) هو الذي اقترب وهو الذي ابتعد. هما فريقان دائماً فريق في الجنة وفريق في السعير.
علاء: بعد أن قال تعالى (فَإِنِّي قَرِيبٌ) قال (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) في منطقنا نحن الإيمان يأتي أولاً ثم الاستجابة فلا يمكن أن استجيب لمسألة لست مؤمناً بها. الرسول r لما نزلت عليه (إقرأ) احتاج الرسول ان يتقبل الفكرة ويستوعب أنه رسول، قبل مسألة التكليف والعبادات هل يجب أن يعمل على قلبك حتى تؤمن بالله؟، هناك إله خلقنا وسنموت سنبعث وسنحاسب إما جنة أو نار. المفروض في منطقنا أن نؤمن أولاً وعنما نؤمن نستجيب للأوامر والنواهي فلما انعكس الترتيب في الاية؟
د. هداية: هل الإيمان الذي تتتكلم عنه إيمان عقيدة أو إيمان عمل؟ نحن عندا إسلام البداية وإسلام الوجه لله وكذلك في مراتب الإيمان عندنا إيمان عقيدة وإيمان عمل وتقوى عقيدة وتقوى عمل وإحسان عقيدة وإحسان عمل. الإيمان الذي ذكرته هذا إيمان العقيدة والإيمان الذي تتكلم عنه الآية هو إيمان التطبيق. إيمان العقيدة سابق على الإستجابة والإستجابة سابقة على إيمان التطبيق (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي) في ماذا؟ لو بحثنا في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ (21) البقرة) لو حضرت يقال أنك استجبت ثم تسأل ما هو المطلوب؟ يقال أفعل كذا وكذا إذن (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) هذه في التطبيق. عندنا قيل في تعريف الإيمان أنه ما وقر في القلب وصدقه العمل هذا فرع الإيمان الثاني الذي عو إيمان التطبيق، إيمان العقيدة أن تفكر وتقول لا ينفع أن يكون هناك إلهين لأنهم سيختلفون مع بعضهم فكرة الإله الواحد أفضل وهذا اسمه إيمان العقيدة. يجب أن يكون إلهاً واحداً لما سمعوا (اعبدوا ربكم) استجابوا، عندما سمعوا (وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا (285) البقرة) ومن أدبهم وعدم تكبرهم في الطاعة قالوا (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) لأنهم سيخطئون لأنه كلما عملت أكثر أخطأت أكثر فعلموا صيانة احتمال فقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لأن الخطأ هنا غير مقصود وإنما هذا من بشريتي، من نسياني، سرحت في الصلاة بدون قصد. الرسول r بعد أن يسلم من الصلاة كان يقول استغفر الله هو يريد الطاعة كاملة ولكننا نخطئ لذلك قالوا (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) والله تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) لعلهم هنا تفيد الغاية لو استجابوا لرشدوا في إيمانهم العملي والتطبيقي وفي تقواهم في العقيدة والتطبيق وفي إحسانكم في العقيدة والتطبيق. الإيمان مقسوم قسمين عقيدة وتطبيق. أنت لماذا تتقي الله؟ أن تتقي الله لأنك خائف، الخوف من جلال الله تقوى العقيدة أنك تخاف من كل صفات الجلال أنا لا أقوى على غضب الله تعالى وتقوى التطبيق تقوى طمع في صفات الكمال، يعني خوفاً وطمعاً. الإحسان كذلك (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) الذاريات) ما الذي جعلهم يقومون بالليل ليصلوا؟ التقوى الأولى، هناك إحسان عقائدي أولاً قالوا لأنسفهم كيف ننام والرسول r كانت تتورم قدماه ولما تسمع من الرسول r ركعتان في جوف الليل خير لك من الدنيا وما فيها، أنت شغلك وتعبك لماذا؟ لأجل الدنيا؟ خذ الدنيا (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ (18) الإسراء) أما الذي يريد الآخرة (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ (19) الإسراء) هذا إحسان التطبيق لا إحسان العقيدة. كل مرتبة من مراتب الإيمان مقسومة قسمان عقائدي وتطبيقي. قالوا الإيمان ما وقر في القلب (هذا الإيمان العقائدي اعتقدت أنه يجب أن يكون الإله واحداً) وصدّقه العمل (هذا إيمان التطبيق). العقيدة ما وقر في القلب ولما تذهب للصلاة والصيام والحج والزكاة هذا إيمان التطبيق.
علاء: كيف نطبق هذا القُرب؟ المثال الذي ذكرته في الرجل الذي لا يصوم هذه مشكلة كثيرين فعلينا أن نحدد اين الخلل؟ الخلل موجود في العقيدة وموجود في التطبيق لأن هناك شريحة كبيرة من المسلمين تعودوا على المعاصي ويقدمون الأعذار مع علمهم بأن ما يفعلونه حرام ويغضب الله تعالى فكيف نعالج هذه الأمراض؟.
د. هداية: أرد عليك من حديث قدسي "وما تقرب عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه" يعني من ون فلسفة قم للصلاة وصم واذهب للحج وزكّي، " وما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه" أنت لما صليت الفرض اقتربت وعندما صليت السّنة تقربت أكثر . إذن هناك نوعين من الحب لا ينفع أن تصلي السنة بدون الفرض، الرجل الذي قصر في الصلاة ليس له سنة ولم صلى السنة عليه أن يصلي الفرض كاملاً إذا كان مستريحاً. الحديث يقول " وما تقرب عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه" إذن أحب شيء لله أن تؤدي الفرائض وبعد أن تؤدي الفرائض إعمل السنن تكون بذلك اقتربت أكثر وكل هذا يعمل قرب.
علاء: الزيادة القرب من جنس الفريضة حتى لا تأتي بشيء من خارج المنهج وتغضب الله تعالى
د. هداية: الرسول r عمل لنا سنة الصلاة صلاة وسنة الصيام صيام وسنة الحج عمرة فالذي يريد أن يعمل سنة في الصلاة يصلي ركعتين كلها من جنس الفريضة حتى العبادة عملت على مراد الله تعالى حتى تظل العلاقة في الفرائض والسنن على مراد الله تعالى.
علاء: الناس التي لم تكن تصلي في فترة الشباب مثلاً والآن بدات تصلي البعض يقول أنه عليه أن يصلي مع كل فرض فرض والبعض قالوا الصلاة ليس فيها قضاء لأن الصلاة كتاب موقوت فما هو الأولى أن يصلي مع كل فرض فرض سابق أو يصلي السنن؟
د. هداية: أولاً الرأي الذي قال لا تصلي ما فات هو رأي الإمام الشافعي لأن الذي لم يكن يصلي هو كافر، هذا رأي صعب لكني لا أريد أن يقال عني أني كنت كافر لذلك نصلي مع كل فرض فرض سابق، الذي ترك الصلاة فترة حُرم من خير صلاة السنة ولو صلى فرض مع الفرض والسنة فهو في خير والحمد لله.
علاء: الرأي الذي قال نحن نصلي الفروض الحالية ونصلي معها السنن عليها تكمل النقص في الفرائض السابقة
د. هداية: هم يكمل الفريضة الناقصة في الذي قمت به لكن الذي لم يكن يصلي فأي سنن تجبرها؟ سنن الصلاة تجبر النقص في الذي عُمل لا في الذي لم يُعمل.
علاء: الصلاة في مكة بمائة أف ركعة فلو ذهب الإنسان إلى هناك وقال اصلي عدد من الركعات بنية أن هذا الثواب يعوض النقص؟
د. هداية: هو لا يعوض وإنما يعوض في الذي مثلها فإذا أنت ذهبت إلى مكة وصليت العشاء في مكة وأنا عندي نفس ما معك ولكني صليت في مصر، إذا كان ليس معي فأنت لا تتميز على الذي ليس معه ولم يذهب وإنما على الذي معه ولم يذهب. الله تعالى أعدل مما نظن. الآراء كثيرة جداً والذي يأخذ أي رأي ليقترب سيقترب.
علاء: أسأل الله تعالى أن يقربنا منه وهذه في حد ذاتها إشارة أنه راض عنا. عليما أن نقترب بنية مخلصة لنصل لدرجة الإحسان اللهم اجعلنا من المخلصين المقربين السابقون السابقون.
بُثّت الحلقة بتاريخ 21/9/2008م

ميارى 29 - 7 - 2010 05:08 PM

حلقة بمناسبة بدء شهر رمضان
تقديم أحمد عبدون
يبدأ الدكتور هداية الحلقة بالدعاء لله تعالى أن يفيد المسلمين من هذا الشهر المبارك.
آيات فرض الصوم في القرآن:
عندما أرسل الله تعالى رسوله r بالرسالة كان له حكمة في الفرائض التي فرضها على الأمة. الصوم بدأ في السنة الثانية بعد الهجرة ولله تعالى في ذلك حكمة بالغة. ونسأل لماذا لم يُفرض الصيام مع بدء البعثة؟ والجواب لأن الناس لم يكونوا يستطيعون القيلم بالصيام على مُراد الله تعالى فينا.
الرسول r عندما يشرح أركان الإسلام يقول متفرّداً "بُني الاسلام على خمس شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاء وحج البيت وصوم رمضان" ولهذا الترتيب حكمة وهذا الحديث يختلف عن حديث الأعمال الذي فيه قدّم صوم رمضان على حج البيت لأن الأركان شيء والأعمال شيء. فمن أراد أن يكون مسلماً حقّاً عليه إقامة الأركان كما يفعل المهندس عندما يريد أن يبني بناءً ما فهو يعمل الأساسات بما يتناسب مع ارتفاع البنيان.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)) وهذا النداء للمؤمنين والرسول r يقول بُني الاسلام على خمس فهل الصيام للمسلمين أو للمؤمنين؟
النداء يـ(يا أيها الذين آمنوا) تخفيف إلهي كأني بالله تعالى يقول يا من آمنتم بي والمؤمن مُحبّ تقبّلوا هذه الفريضة من الله تعالى. والنداء يـ (يا أيها) نودي بها الرسول r وكل من أحبّه الرسول فلم يأت النداء في القرآن بـ (يا محمد) وإنما جاء النداء في القرآن بـ يا أيها النبي ويا أيها الرسول. فعندما ينادينا تعالى (يا أيها الذين آمنوا) تعني حُبّاً من المنادي سبحانه وتعالى. وعادة كلما تنادي نداء فيه تكليف تخفف النداء كما جاء على لسان سيدنا لقمان وهو يعظ ابنه فقال (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان) وكذلك في قصة ابراهيم u مع ولده اسماعيل (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات) وهكذا يعلّمنا الله تعالى أنه إذا أردت التكليف خفف بالنداء ونادي نداء المُحِبّ. والمؤمنون لهم توصيف عند الله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) المؤمنون).
وصيام شهر رمضان لم تكلّف به الأمة بداية وإنما كُلّفت بصيام أيام معدودات أولاً (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة) وكأن الله تعالى يعلّمنا أن أمة محمد r ليست بِدعاً من الأمم بالصوم فالأمم كلها صامت لكن أمة محمد تؤديه على أعلى مستوى.
وقوله تعالى (لعلّكم تتقون) كلمة لعلّ تفيد التمني لكن بالنسبة لله تعالى لا تكون كذلك لأن أنر الله تعالى لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون لكن الله تعالى يريدنا أن نخرج من هذا الصيام على التقوى وهذه غاية فرض الصيام. ولهذا علينا أن نراجع حساباتنا من قبل رمضان حتى نخرج من هذا الشهر على نمط مختلف عما كنا عليه قبل رمضان. ولقد أخذنا الصلاة والحج عن الرسول r كما علّمنا "صلّوا كما رأيتموني أصلي" و" خذوا عني مناسككم" لكنه في الصيام لم يقل صوموا كما رأيتموني أصوم وهذا لأن الله تعالى وضع الصيام لنفسه رقيباً على كل مسلم فلا أحد يقلّد أحداً فيه (كل عما ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) والله تعالى يعلم صيام كل واحد فينا لأن الصيام عبادة سرّية لم تُفعل لغير الله كما حصل في سائر العبادات الأخرى: فالشهادة أشرك بعض الناس مع الله آلهة أخرى، والصلاة البعض كانوا يصلون لغير الله من أصنام وغيرها والزكاة كانوا يدفعون الصدقات لغير الله وكذلك الحج كانوا يحجون للأصنام التي في الكعبة وحولها. أما الصوم فلم يصم أحداً لأجل أحد او إرضاء لأحد فصدق الله تعالى في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) فهذه هي العبادة الوحيدة التي لم يفعلها أحد لغير الله والله تعالى سيجزي عليها حتى أن الملائكة الكتبة (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) الانفطار) الذين يكتبون للإنسان كل شيء لا يكتبون الصوم لأن الله تعالى استأثر به فهو وحده سبحانه يعلم حقيقته ويعلم حقيقة الانسان الصائم مصداقاً لقوله تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر).
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة) والشاهد في الآية أن القرآن هدى للناس ولقد قال تعالى في أوائل سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) الكتاب هدى للمتقين فكأن القرآن في أول الأمر كان هدى للناس ثم لمّا رفضه بعض الناس أصبح كتاباً وأصبح هدى للمتقين. فالذي يستفيد من الكتاب هم المتقون والصيام هو الذي يجعلنا من المتقين (لعلكم تتقون). إذن الصيام هو الذي يؤدي للتقوى (لعلكم تتقون) والتقوى تُعين على تقبّل الكتاب (هدى للمتقين).
قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)) لماذا شهر رمضان؟ الله تعالى كلّفنا بالصيام كأنما أرادنا أن نؤدّيه شكراً لله تعالى ولو لم يفرض الله تعالى علينا الصيام لكُنّا صمناه شكراً لله على إنزال القرآن وعلى كوننا مسلمين ومن أتباع محمد r ومن أمّته. وأحن شيء في هذا الشهر هو صيامه شكراً لله تعالى وللصيام وظيفتان أولاهما أداء لفريضة وثانيهما شُكر لله تعالى على إنزال القرآن فعلينا أن نقرأ القرآن في هذا الشهر. والرسول r علّمنا جدولاً لقراءة القرآن فلو قرأناه مرة في كل شهر يكون عملاً لائقاً لإغن قرأناه مرتين في الشهر يكون أفضل على أن لا نزيد عن أربع مرات في الشهر أي بمعدل مرة كل سبعة أيام لأنه علينا أن نتدبر ما نقرأ ولا نتبارى في القراءة لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز (أفلا يتدبرون القرآن). وعلينا أن لا نقصر قراءة القرآن على شهر رمضان فقط فنكون ممن يعبد رمضان وليس رب رمضان وكذلك القيام إن كنا في رمضان نصلي صلاة التراويح فلنواظب عليها بعد رمضان بصلاة القيام حتى نكون ممن يعبد رب رمضان فعلينا أن نصحح المفاهيم ونخرج من رمضان ونحن على التقوى.
توصيف الصيام: عندما يُعرّف الصيام يقولون هو الإمساك عن شهوتي الفرج والبطن لكن هل هذا هو معنى الصيام؟ وأين كلام الرسول r في توصيف الصيام؟ قال رسول الله r:" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالقضية إذن ليست قضية أكل وشرب في توصيف الصيام لكن القضية الإمساك عن الشهوات وهي كل ما تطيع النفس فيه. ويجب أن نكون مختلفين في رمضان عن باقي الأيام فالرجل في رمضان لا يجامع زوجته نهاراً فهو أمسك عن الحلال في نهار رمضان لأننا كمسلمين يجب أن نمسك عن الحرام دائماً لكن في الامساك عن الحلال في شهر رمضان تعويد للنفس وتدريب لها أنه من باب أولى أن تمتنع عن وتمسك عن الحرام طالما امسكت عن الحىل ارضاء لله تعالى. وتعريف الصيام الحقيقي هو ما جاء في حديث الرسول r" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وقول الزور يشمل الكذب والغش والخداع والنفاق والرياء وغيرها . والرسول r يوصّف هذا الكلام فيقول :" إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرقث ولا يسخط ولا يجهل فإن سابّه أحد أو شاتهم فليقل إني امرئ صائم" فمن هذا الحديث يعلّمنا الرسول r أن المسلم وهو صائم يختلف عنه وهو غير صائم.
ماذا نفعل في رمضان؟
هناك حديث الملائكة الطوافون سنتناوله بشكل موسع في الحلقة القادمة والحديث هو: "إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرُق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلمّوا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال: فيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم- ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجّدونك، قيول: هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك لكانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر تسبيحاً قال فيقول: فما يسالونني؟ قال يسألونك الجنة قال يقول: وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله رب ما رأوها قال: فكيف لو رأوها؟ قال يقولون: لو أنهم رأوها كلنوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال فمِمّ يتعوذون؟ قال يقولون من النار قال: يقول وهل رأوها؟ قال لا والله يا رب ما رأوها قال يقول: فكيف لو رأوها؟ قال يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".
وسؤال الله تعالى لملائكته عن أهل الذكر وماذا يريدون وهو أعلم بكل شيء ردّ من الله تعالى على قول الملائكة في قصة خلق آدم (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة) فالله تعالى يسألهم وهو أعلم لأنهم هم قالوا نحن نسبّح بحمد ونقدّس لك والله تعالى يريدهم أن يروا أن هذا الخلق المخيّر يعبد الله باختياره وليس مجبراً على العبادة فنحن بفضل الله تعالى واختيارنا نسبح الله تعالى ونحمده ونذكره وهذه فلسفة عالية فمع أننا لم نرى الله تعالى لكننا نختار عبادته سبحانه وتعالى. ومجالس الذكر هي مجالس العلم والصلاة وقراءة القرآن ودروس العلم.
وهذه كلها عطاءات من الله تعالى لكل مجالس الذكر فأسأل الله تعالى أن يوجهنا لما فيه نفعنا في رمضان ولك الحمد اللهم أن بلّغتنا رمضان.
وقد ورد في القرآن الكريم لفظ الصيام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة) ولفظ الصوم كما جاء على لسان مريم عليها السلام (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) مريم) ولكل منهما معنى سنشرحه إن شاء الله في الحلقات القادمةفالتغيير في اللفظ لا يأتي عبثاً لكن لله تعالى مراداً فيه.
أسئلة المشاهدين خلال الحلقة
سؤال 1: اتصل أحد الإخوة المشاهدين وعمره 25 سنة وهو يريد أن يتقرب إلى الله لكنه لا يعرف كيف ويشعر أن هناك ما يمنعه ومهو شاب ويعمل في التجارة وتكلمت والدته أيضاً وقالت أنه ربته يتيماً من عمر 6 سنوات تربية صالحة ولا تدري ماذا به فطلب الدكتور هداية أن يتركوا رقم الهاتف للإتصال بهم بعد البرنامج.
وتعقيباً على قصة الأخ السائل يقول الدكتور هداية أن هذه الحالة هي حالة سائدة وهي من فعل الشيطان الذي يحاول أن يمنع الإنسان من التقرب إلى الله تعالى ومجاهدة الشيطان والنفس هي من الجهاد الأكبر فالنفس بحاجة إلى الجهاد لتتغلب على الشهوات والصوم بالذات يعوّد النفس على الصبر والطاعة. قال أحد المسلمين وهم عائدون منتصرون من غزوة من الغزوات: عُدنا من الجهاد الأصغر إلى الدهاد الأكبر، يقصد به جهاد النفس والشيطان. وقد قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس) والرسول r يقول:" ضيّقوا مسالك الشيطان". والتجارة الرابحة عند الله تعالى ما جاء في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) الصفّ) والقرآن يدعونا للتواصي بالصبر والصحبة (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر).
سؤال 2: تسأل إحدى الأخوات عن جواز لمس الحائض التي تحفظ القرآن للقرآن بواسطة قفازات.
يجيب الدكتور أنه ممن يفضلون عالابتعاد عن ذلك ولتأخذ المرأة الحائض الحكم من الصوم فطالما لا يجوز لها الصيام ولا الصلاة وهي حائض فمن باب أولى أن لا تمس القرآن وأن تأخذ إجازة تامة من القرآن والصيام والصلاة وهذا من الكتاب والسنة لأنه لم يذكر في القرآن ولا في الأحاديث أي استثناء لحائض بمس القرآن أو الصوم أو الصلاة. ولقد سبق وقلنا أن الطهارة ليست ملامسة والحق تعالى له مُراد في ذلك. فأنا آخذ بالرأي الذي يقول أن لا تمس المصحف لا بواسطة قفازات ولا بغيرها فإن كانت طالبة وعليها اختبارات ولا يمكن تأجيلها تُستثنى وكذلك المدرِّسة التي لا يمكن لها أن تؤخر الدرس حتى تطهر تُستثنى. وعلينا أن نلتزم فطالما أن المرأة الحائض لا تصوم فمن باب أولى أن لا تقرأ القرآن.
وهنا أنبّه إلى بعض ما يقال أن النبي r أصبح جُنُباً فصام وقد شاع هذا الأمر بمفهوم خاطيء بين الناس ويعتقدون أن الرسول r أصبح مثلاً في الساعة العاشرة وهو جنب فصام والصحيح أن الرسول r أدركه الفجر وهو جُنُب فاغتسل وتوضأ وصلّى الصبح بالمسلمين فأتمنى أن لا يُلقى مثل هذا الكلام جزافاً.
ويسأل المقدم هل يُحتسب للمصلي في جماعة الجزء من القرآن الذي يسمعه من الإمام؟ يجيب الدكتور نعم يُحتسب بشرط أن يستمع المصلي للقرآن بشكل جيد حتى يُحسب له وكأنه قرأ الجزء بنفسه.
بُثّت الحلقة بتاريخ 17/10/2004م

ميارى 29 - 7 - 2010 05:13 PM

التقوى في شهر رمضان
المقدّم: علاء بسيوني
الغاية من فرضية الصيام هي لعلكم تتقون. فكيف نصل إلى حالة التقوى وكيف نقارت بينها وبين مرض البُعد عن الله تعالى؟ وما هي أهمية التقوى في حياة المسلم لأنها وردت كثيراً في القرآن (العاقبة للمتقين) (العاقبة للتقوى)؟
المقارنة هذه حقيقية، انتهينا في الحلقة السابقة بمرض البعد عن الله تعالى ويجب أن نربط بينه وبين التقوى ولو بحثنا في أنفسنا وسألنا إذا أذّن الظهر من منا يقوم إلى الصلاة؟ ولماذا يختلف أداؤنا بين رمضان وغير رمضان؟ ولماذا يذهب الناس إلى المساجد في رمضان؟ كل هذا لأن الناس بفطرتها تريد أن تصلي الصلوات الخمس في المساجد في رمضان لأن الصيام يعمل حالة تقوى في الانسان وعندما وصف الرجل الحكيم وصفة لمرض البعد عن الله تعالى جمع بعض الاشئاء ثم قال للسائل ضعها في إناء التقوى فلو فلسفنا كلامه فكل كلمة قالها لهل وقع مخيف أراد أن يعالج نفسه من مرض البعد عن الله تعالى والرجل بحكمته قال (ضع ذلك في إناء التقوى) إخلاص وصبر ومراقبة صفّيه بمصفاة المراقبة وهذا موضوع غائب عن المسلمين أن صفة الرقيب من صفات الله تعالى ونحن نستتر عن عيون الناس وننسى الرقيب فعندما غلّقت امرأة العزيز الأبواب كانت تستتر من عيون الناس ونسيت الله تعالى الرقيب (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) يوسف) أما يوسف u فلأن في قلبه تقوى قال (معاذ الله) لأنه يعلم أن الله تعالى رقيب واستعصم على ما دعته إليه وقد جاء ذلك على لسانها في قوله تعالى (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) يوسف) (فاستعصم) ولو وقّعنا هذه الكلمة إزاء كل الشهوات لما وقعنا فيها.
الصيام كما قلنا يعمل حالة تقوى وهذه الحالة ليست دقائق ثم أتركها ولكنها حالة يجب أن يعيش عليها المسلم ولو نظرنا إلى كل إنسان منا فهو مكوّن من عنصرين المادة والروح والمادة تُقوّى بالأكل والشرب وكلها من الأرض والمادة من الأرض أيضاً (كما ذكرنا سابقاً فمراحل الخلق كلها من التراب والأرض) ثم يتكلم الله تعالى عن التسوية (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر) فالروح هنا من روح الله تعالى وهي قوام حياتنا والسجود لم يحصل إلا بعد نفخ الروح. الإنسان يقوّي المادة بمادة وفي رمضان نحن نمسك عن الطعام والشراب فالذي يحصل أن المادة تقل فتسمو الروح لأن المادة نزلت وقلّت وهذا ما يدعو الناس للذهاب إلى المساجد وإذا أردنا أن نعلو بالروح ونسمو بها نجد عظمة هذا الدين فالروح التي نحدث عنها الله تعالى جاءت في القرآن للوحي الذي خصّ تعالى به الأنبياء والمرسلين (يلقي الروح من أمره) وجاءت للقرآن خاصة (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا (الشورى)) وجاءت للملك الذي نزل بالوحي (نزل به الروح الأمين) فالوحي روح والقرآن روح ونزل به الروح فخذه بالروح التي عندك فقوّيها فالذي يسمو بالروح ويعليها هو القرآن ولهذا سميّ القرآن روحاً والوحي روحاً والملك روحاً وليس مصادفة.
لماذا القرآن في شهر الصيام؟ ولماذا الصيام في شهر القرآن؟
في الوقت الذي تنخفض فيه المادة يجب أن تعلو الروح وتسمو. ومن الناس من يقرأ ولا يفهم ومنهم من يقرأ ولا يعمل والأفضل من يقرأ ويفهم ويعمل فالآيات كلها افعل ولا تفعل مرة بالوصية ومرة بالأمر ومرة بالفرض وكل هذه الآيات تقوّي حالة التقوى فالتقوى صفة مكتسبة يجب أن نسعى إليها (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق ) هو الذي سعى للتقوى وإذا فكّر يتدبر وإذا وُجّه سيتلقّى ويكبق توجيهات الله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا).
الإنسان قبل الاسلام كأنه كان ميتاً والقرآن يحييه (إذا دعاك لما يحييكم) لم يسمّى روحاً هكذا مصادفة. القرآن أعطاك حياة كنت فاقدها والرجل المؤمن كلما تعرض عليه أمر يردّ عليك بالقرآن (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)) تركها مفتوحة (كلمة يحتسب هي من عند الله تعالى أما يحسب فمن عندنا) فالله تعالى يرزق بلا حساب ولا يستطيع أحد أن يحسب ثواب الصيام إلا الله تعالى ولهذا قال تعالى "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
كلمة "اتّق الله" الكثيرون لا يعرفون معناها وأبعادها والبعض يغضب إن قالها له أحد فكأنه عيب أن نذكّر الإنسان بها.
العاقبة وردت في القرآن بلفظ وقى (للتقوى وللمتقين) ومعنى وقى هو أن تجعل بينك وبين الله وقاية وبينك وبين النار وقاية فالذي اتقى الله تعالى يعيش مرتاحاً ويدخل الجنة لأنه جعل بينه وبين محارم الله تعالى وقاية ويضع كل شيء ويزن كل أمر بلا إله إلا الله محمد رسول الله. في الحديث " البِر حسن الخُلُق والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس" فالتقوى هي فعلاً حالة وإذا عدنا إلى وصفة الحكيم نجده لم يقل له التقوى مباشرة وإنما أخذ مراحل عديدة حتى وصل للتقوى فبدأ بالاخلاص لأن الحكمة تأتي من الدرس والتعلّم وأول تصنيف في الحديث عن الرسول r "إنما الأعمال بالنيات" هذه تمثل الإخلاص لأنه لا يعلم النوايا إلا الله تعالى.
ومفهوم الهجرة في الاسلام ال الرسول r لا هجرة بعد الفتح وقلنا أنه يجب أن نصحح المفاهيم فالرسول r لم يهاجر وإنما أُخرج من مكة (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13) محمد) (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ (التوبة)) فالرسول لم يهاجر وإنما بذل قصارى جهده في دعوته إلى أن يؤذى إيذاءً فيأذن الله تعالى له بالخروج ويوقل الرسول r وهو خارج من مكة: "والله إن الله يعلم أنك أحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت" وقد قالها له ورقة ابن نوفل عند بدء نزو الوحي عليه r فقال له ما معناه لو أكون موجوداً حال يخرجوك لكنت ناصرك فيسأله الرسول r أمخرجيّ هم؟ فيرد عليه ما من رجل جاء بما جئت به إلا وأُخرج وعُذّب. فالهجرة أن تهجر ما حرّم الله عليك وأنت في مكانك فالهجرة المكانية ليس لها وجود أما الهجرة المعنوية فهي هجر المعاصي والرياء إلى الاخلاص والجزع إلى الصبر والكِبر إلى التواضع والهوى والشيطان إلى التقوى وعدم المبالاة بكُنه الله إلى المراقبة. ونعود لوصفة الحكيم فنراه قد بدأ بالاخلاص ثم الصبر وهما مناط جميع العبادات لذلك قال r الصلاة نور والصبر ضياء وضربنا مثلاً في الحلقة السابقة الشمس والقمر وقلنا أن النور يأخذ من الضياء فالصلاة وجميع العبادات تأخذ نورها من الصبر فشبّه الصبر بالشمس والصلاة بالقمر والذي لا يصبر جيداً لا يصلي جيداً ولا يصوم جيداً ولا يتعامل مع الناس جيداً. والصيام نصف الصبر والصبر نصف الإيمان وفي حديث آخر الطهور شطر الإيمان فالإيمان طهور وصبر. إذن ورق الاخلاص وعروق الصبر فس وصفة الحكيم ثم عصير التواضع حتى تصل إلى التقوى " لا يدخل الجنة من كلن في قلبه مثقال ذرة من كِبر" ولذلك فإن الكِبر لا يوصل صاحبه للتقوى.
توصيف القرآن للحالة العكسية (مرض البعد عن الله) ومرض البعد عن منهج الله القويم فنجد قوله تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه) فالذي يبتعد عن الله تعالى هذه حالته في الدنيا يقيض الله تعالى له شيطاناً وهذا بفعل من الإنسان أما في الآخرة فيكون أعمى والله تعالى يذكّر الناس أن الذي كان أعمى عن آيات الله تعالى في الدنيا سيكون أعمى في الآخرة.
ونلاحظ في قوله تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) ذكر الرحمن ولم يقل الله لأن أول استفتاح للقرآن باستثناء سورة براءة (التوبة) يؤكد على معنى وقيمة البسملة وجبريل u لمّا قال للرسول r اقرأ علم الرسول r أنه لن يقرأ لأنه لم يتعلم الكتابة لكنه استطاع أن يقرأ سماعاً قال ما أقرأ (ما هنا للنفي أو للاستفهام) قال له اقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأ r فلما ينزل القرآن (باسم ربك) فكأنه باسم الله لكن هذا الإله الذي ستقرأ باسمه كان يُتصوّر أنه سيأخذ وصفين له مثل السميع البصير وهي صفات مقترنة بالعلم لكنه قال تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) فأخصّ صفاته تعالى الرحمة وهي أفضل من الرحيم وفيها من الخصوصية أما الرحيم فقد استعملها القرآن للرسول r(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة).
فقوله تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) كأنه ضرب من الخبل أن يفعل أحدهم هذا فببعده عن الرحمن يقيّض الله تعالى شيطاناً.
حديث التوكل إذا خرج العبد من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن حسبنا الله ونعم الوكيل يقال له هُديت وكُفيت ووقيت ويتنحّى عنه الشيطان. فالذي يتوكل على الله تعالى وحده حسبه أن الشيطان يتنحى عنه وكلما اقترب العبد من الله تعالى كلما وقاه تعالى من كل شيء (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)) وفي الحديث القدسي إذا تقرب إليّ عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً وإ تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعا إن أتان يمشي أتيته هرولة. وهذا تعبير جميل يجعل القلب يخشع فلماذا ننتظر ليلة القدر حتى نلجأ إلى الله تعالى والله تعالى يتنزّل في كل ليلة من السنة والرسول r يوصينا : يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني أستغفره وأتوب إليه في اليوم مئة مرة. مع أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولما سألته عائشة عن ذلك قال r لأفلا أحب أن أكون عبداً شكورا. يُنشئ الرسول r من حالة التقوى هذه حالة تقوى متكررة.
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) طه) يجب أن نفكر في عطاءات الله تعالى. قوله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة) دليل على أن الناس غفلت عن السؤال والله تعالى يعطي قبل أن نطلب وبمجرد أن تتقيه يعطيك الله تعالى فالدعاء للعبادة وليس للطلب من الله تعالى وإنما هو تحقيق لأمر الله تعالى والدعاء مخ العبادة.
وقوله تعالى (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) طه) هي قصة قصيرة تُشخّص القيامة فعلينا أن نسارع بالتوبة (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)) من منطلق العدالة الإلهية (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء) فالذي ينسى في الدنيا يُنسى يوم القيامة وقمة التذكّر أنه سيُعذّب لكنه نُسي من رحمة الله تعالى الرحمن.
بُثّت الحلقة بتاريخ 7/11/2004


الساعة الآن 10:04 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى