منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   قصص بأقلام الأعضاء (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=6)
-   -   أبواب مغلقة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=9365)

فسحة أمل 22 - 8 - 2010 03:54 AM

أبواب مغلقة
 
لم يخطئ يوماً الباب و لا حتى استعمال المفتاح يقال "سكران ويعرف باب داره"... يركله بشدة.... كماتعود مؤخراً يصرخ بكل ما أوتي صوته من مدى ومتسع في ذلك الفراغ الأسود يتمايل دون أن يسقط "يا مرأة... سأقتلك... سأنهي عذابك..."
سيقتلها... ولكنّه الليلة نسي أنها ليست بالبيت ليفرغ جم غضبه في عظامها و ما بقي من جسدها، يجلس عند باب إحدى الغرف وقد انتابته نوبة بكاء من الأعماق... حزين حد النحيب... لم يجدها!!! من سيروي له قصة الفرج ومن سيحكي له عن الأبواب التي تغلق في وجه المؤمن... لأن المؤمن مبتلى.. يتمدد في مكانه يناديها وهو يعدها بأنه لن يضربها ثانية... بأنه لن يسكر ثانية.. أو ربما خامسة أو عاشرة هي أدرى.. يسترسل في قص حياته منذ الولادة.. "حين التقيتك أخبرتك بأني ولدت وفي فمي سكين، وأني لم أر ملعقة الذهب ولو مصادفة، والدي كان عامل بسيط في أحد المصانع، ولكنّه أغلق" يتوقف عن الكلام للحظات يقهقه فجأة ثم يواصل " تعلمين أنّه لم يغلق بل أفلس بعد أن نهب مسيّروه بالتتابع كل أمواله، طردوا العمال ومنهم أبي" يتخذ وضعية التفكير وهو ممد.. يضع رجلاً فوق رجل يقطب حاجبيه كأنه يتفقه في أمر ما يهز برأسه و بقايا الدموع ما تزال عالقة بعينيه " أذكر تلك الفترة جعنا كما لم نفعل لا قبلها ولا بعدها، ظلّ والدي شهوراً بدون راتب، لذا كان حريصاً على تعليمنا نحن الثمانية،" يقهقه مرة أخرى وهو يرسم على وجهه علامات التعجب "لم يكن والدي ميسور الحال ولكنه أنجبنا نحن الثمانية... أضيفيه وأمي وجدي وجدتي... كنا إثني عشر.. كان والدي يقول شهاداتكم هي نجاتكم من الفقرو الحاجة... لأنه تخلى عن مقاعد الدراسة بعد نيله شهادة المتوسطة وانتقل إلى عالم الشغل ليساعد والده في حمل مصاريف البيت... لم يكن زمنهم كزمننا... لأنه بعد كل تلك السنين حين طرد من عمله لم يجد عملاً آخر لأن تلك الشهادة لم تعد تؤهله في زمني... إيه يا أبي أنا اليوم أحمل ثلاث شهادات ولكنّي لا أجد عملاً.. وزوجتي رحلت وعقد إيجار البيت سينتهي.. كل الأبواب مغلقة " تنتابه حالة البكاء مجدداً يعتصر حزناً... في ذلك السكون الخالي من كل صوت ما عدا نحيبه... سمع حركة مفاتيح ثم باب يدفع.. لم ترحل عنه بل كانت بالجوار فقط.. ربما تأخذ قسطاً من الراحة... ربما كان وقتاً مستقطع.. لتبدأ شوطاً جديداً.

الامير الشهابي 23 - 8 - 2010 01:39 AM

قصة جميله اختي فسحة معبره عن معاني التضحيه
رغم سوداوية الموقف
ولكن يبقى الامل مفتوحا ليترجم القدرة على صناعة الحياه
جميل ماقرات بصدق رائع في المعاني الانسانيه

أرب جمـال 25 - 8 - 2010 01:26 AM

الغالية آمال

مهما اغلقت الأبواب لا بد أن يكون هناك بصيص من الفرج ينتظر كل ُمبتلى .
قصة واقعية جداً وبسرد لم تعجز عنه آمال في شدّنا اليه ..
انتظر المزيد من ابداعاتك آمال , فلقلمك جاذبية تأسر القارئ

محبتي غاليتي

أرب

زمان البوح 25 - 8 - 2010 01:49 PM

عثرت هنا على ما كنت أبحث عنه ...من جدية المعاني وبكاء حرفا ممزقا بسياط الواقعية ...
هذا ما كان خلف الأبواب المغلقة ؟؟؟
آمال وحكايات لا ينسجها ألا المبدعين ...وفقك الآله ....كل المحبة لروحك العظيمة

ناجي أبوشعيب 10 - 9 - 2010 03:59 PM

جميلة مغزاها قصّتك هذه
بورك فيك أمال
احتراماتي
أخوك ناجي

عابر سبيل 24 - 5 - 2011 07:28 PM

.............ما من باب الى وله صانع ....فاصنع ما شئت من الابواب ...فالعلم مفتاح لكل باب ..........سلمت وبورك فيك وسامحي عابر

انثى استثنائيه 25 - 5 - 2011 07:37 PM

http://www.alhnuf.com/up/m2/168077b2c3.gif

shreeata 25 - 5 - 2011 07:44 PM

قصة جميلة ورائعة
سلمت عزيزتي
تحيات لك

حنان عرفه 27 - 5 - 2011 11:32 AM

ما أروع تلك القصة وحبكتها الدرايمة الرائعة
عزيزتي فسحة أمل أنتظر منك المزيد فلا تحرمينا جديدك
دمت بود


الساعة الآن 01:48 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى