لغز أنابيب بايغونغ
آثار و مخلفات بعض الحضارات القديمة
الأدلة التي تثبت وجود حضارات سحيقة تعود لأزمان يحاول العلماء المعاصرون إقناعنا أن البشر فيه لم يخلقوا بعد أو أنهم مازالوا متخلفين جدا.
نقدم لكم اليوم دليلا جديدا ألا و هو أنابيب بايغونغ، فماهي هذه الأنابيب؟ و إلى أي عصر تعود؟ و فيم كانت تستخدم؟
أنابيب بايغونغ هي واحدة من الأسرار الغامضة للعالم القديم وقع اكتشافها داخل الهرم المتآكل الذي يوجد على قمة جبل بايغونغ شمال غربي الصين.
الهرم المحطم كان يملك سابقا مداخل مثلثة الشكل على 3 من جوانبه و لكن بمرور الزمن إثنان منها ردما و صارا مسدودين، و المدخل الذي صمد يمكّن من العبور عميقا داخل الجبل، قطع حديدية و حجارة مصقولة تزين أرضية الهرم مما يوحي أن هذا المكان كان ينبض بالحياة في السابق.
داخل هذا الهرم تتواجد شبكة معقدة من الأنابيب المعدنية، تتراوح أحجامها بين من لا يتجاوز قطر عود الثقاب و بين من يصل قطرها إلى 45 سنتيمترا، منها 12 أنبوبا تمتد إلى أعماق الجبل و تتجاوزه إلى أماكن مجهولة!
علماء آثار قاموا بزيارة المكان و أدلوا بتخمينات أن شبكة الأنابيب تلك كانت ربما تستعمل في مد الهرم بالمياه، في بادئ الأمر لقيت نظريتهم قبولا نظرا لأن العديد من الأنابيب المعدنية المشابهة وجدت على ضفاف بحيرة توسون المجاورة للهرم, هذه الأنابيب الجديدة أيضا لها عديد الأحجام و الأقطار و بعضها يخرج من وسط البحيرة نفسها.
مبهورا بهذا الإكتشاف، قام المعهد الجيولوجي ببكين بتحليل عينات من أنابيب بايغونغ بأستخدام تقنية (thermoluminescence) ، هذه الطريقة تمكن من معرفة متى تعرضت هذه الأنابيب لحرارة مرتفعة جدا (انصهارها بغية صنعها) ، و التحاليل أثبتت أن هذه الأنابيب صنعت منذ 150 ألف عام!!
و العجب لا يتوقف هنا، تحاليل وقعت في مسابك تابعة للحكومة الصينية أكدت أنها غير قادرة على تحديد مكونات هذه الأنابيب بدقة!!
رغم أن هذه الأنابيب مكونة من أكسيد الحديد، ثاني أكسيد السيليسيوم و أكسيد الكلسيوم، فإن لها مكونا آخر بنسبة 8% ظل مجهولا إلى اليوم!
لا يوجد إلى حد الآن طريقة لتفسير هذا الإكتشاف المدهش، التواجد البشري في تلك المنطقة يرجع إلى 30 ألف سنة خلت و كان عبارة عن قبائل من البدو الرحّل ، إذا فمن المستحيل على هذه القبائل البدائية أن تترك مثل هذه الآثار المتحضرة!!
و الأدهى أن عمر هذه الأنابيب يعود إلى 150 ألف سنة مضت، يعني إذا اتبعنا التاريخ الذي لقنونا إياه فإن الإنسان في تلك الحقبة كان بالكاد تعلم كيف يشعل النار!!
عدد كبير من النظريات ظهرت في محاولة لتفسير من صنع هذه الأنابيب و ماهو دور هذه الأنابيب منها:
حضارة بشرية مندثرة يمكن أن تكون صنعت مركّبا يتطلب نظام تبريد و الأنابيب حذو البحيرة و داخل الهرم هي آخر ما تبقى منها!!
أمر آخر يلفت الإنتباه أصدقائي، و هو أن مياه هذه البحيرة مالحة، ورغم وجود بحيرة مياه عذبة في محيط الهرم و غير بعيد عنه ، إلا أن شبكة الأنابيب تتجاهلها تماما مما يلغي أي نظرية لإستعمالها في الري و الشرب.
فيم يمكن أن تصلح المياه المالحة بالذات؟
الإجابة المحتملة هي التحليل الكهربائي (electrolyse) حسب نظرية ثانية، فعندما يمر التيار الكهربائي في مياه البحر فإنه يفككه إلى هيدروجين و أكسجين، يعني بٱعتماد هذه النظرية فإن العلوم وصلت بهؤلاء القوم لإستخراج الغازات من الماء!!
هناك أيضا من يرى أن هذا الهرم ماهو إلا مولد طاقة ضخم ينقل هذه الطاقة عبر الأنابيب إلى مساكن و منازل اهالي الحضارة المندثرة!!!
المهم، كل هذه النظريات و غيرها تحاول تفسير شيء لا يمكن أن يدخل في المعتقدات العلمية الراسخة حاليا.
و لكن هناك أمر مؤكد، إمّا أن تعاد كتابة و صياغة كتب التاريخ، و إلا فإن ظواهر كأنابيب بايغونغ و غيرها لا يمكن أن تجد لها مكانا في كتب التاريخ الذي نعرفه!!
