منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   مأساة شاعر ملك المعتمد بن عباد - عيسى فتوح (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6695)

زمان البوح 11 - 5 - 2010 10:20 AM

مأساة شاعر ملك المعتمد بن عباد - عيسى فتوح
 
ما إن وطئت قدماي أرض إشبيلية صيف عام 1980، ولاحت لي عن كثب أبراج القصر العربي وبرج الذهب، ومئذنة "الخير الدا" الشامخة بعنفوان إلى السماء، وتهادت أمامي أمواج نهر "الوادي الكبير"، حتى قفزت إلى ذاكرتي مأساة شاعرها وملكها المعتمد بن عباد الذي حكم بها ردحاً من الزمن، وأقام "البازي الأشهب" رئيساً لحرسه – وكان هذا مغواراً مَخِّوفاً – واستسلم بعد أن ملك إلى حياة اللهو والعبث والمجون.


عاشت إشبيلية في عهد ملوك الطوائف تحت حكم بني عباد الذين أعقبوا بني جهور، وكان أول من تولى الحكم منهم إسماعيل بن عباد اللخمي الذي اختاره أهل إشبيلية بالإجماع لحصافة عقله، وعلو همته، وحسن تدبيره، ثم خلفه ابنه المعتضد فسار على نهج أبيه في الإصلاح، ونشر العدل، ولكنه استبد وحده في الأمور، وكان صارماً، قاسياً، شديد الدهاء، نكل بوزرائه واحداً بعد الآخر، فمنهم من أماته صبراً، ومنهم من أماته خمولاً وفقراً، ومنهم من شرده ونفاه عن البلاد، وظل كذلك حتى توفي عام 464ه.


وقام بالأمر بعده على إشبيلية ابنه أبو القاسم المعتمد بن عباد الذي كانت حياته كرماً وأدباً وملهاة انتهت بمأساة مفجعة، كأكثر الملوك والنبلاء الذين ينغمسون في المجون، ويغرقون في الترف والنعيم إلى أذانهم دون أن يحصنوا ملكهم بما يحتاج من قوة ومن إعداد وإحكام.


تولى الملك عام 464ه وعمره سبع وثلاثون سنة، فجمع حوله الأدباء والشعراء، وراح يوزع عليهم الهبات، ويغدق العطاءات السخية، فاجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك قبله من ملوك الأندلس، وكان هو نفسه شاعراً مجيداً، فآلى على نفسه ألا يستوزر وزيراً إلا إذا كان أديباً شاعراً، حسن الأدوات، ولذلك استوزر ابن زيدون، فاستطاع بمساعدته أن يخضع قرطبة لسلطانه، ويخلع عن عرشها ابن جهود. كذلك استوزر ابن عمار، وهو أحد الشعراء المجيدين، فصادقه وجعله من خاصة أصفيائه. وكان من جملة شعرائه أيضاً ابن وهبون المرسي، قربه لجودة شعره، وبعد أن سمع قوله:



قل الوفاء فما تلقاه في أحد ولا يمر لمخلوق على بال




وصار عندهم عنقاء مغربة أو مثل ما حدّثوا عن ألف مثقال



كان ابن عباد شاعراً رقيق الشعر، أنيس المجلس، يحب الشعراء ويرعاهم. نظم الشعر في غرامياته وفروسيته وحروبه، وبعد مأساته التي جاءت على يد يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين في المغرب، ومن جيد قوله:



علل فؤادك قد أبلّ عليل وأغنم حياتك فالبقاء قليل




لو أن عمرك ألف عام كامل ما كان حقاً أن يقال طويل




أكذا يقود بك الأسى نحو الردى والعود عود والشَمول شَمول




لا يستبيح الهم نفسك عنوة والكأس سيف في يديك صقيل




بالعقل تزدحم الهموم على الحشا فالعقل عندي أن تزول عقول



وبينما هو يوماً في قبة له يكتب أو يطالع، وعنده بعض كرائمه، دخلت عليه الشمس من بعض الكوى الكائنة فيها، فقامت جارية دونه تستره من الشمس فقال:



قامت لتحجب ضوء الشمس قامتها عن ناظري، حُجبت عن ناظرِ الغيرِ




علماً لعَمرُكَ منها أنها قمر هل تحجب الشمسَ إلا غرةُ القمرِ؟



وكانت جارية من كرائمه قائمة على رأسه تسقيه، والكأس في يدها، إذ لمع البرق، فأرتاعت فقال:



ريعت من البرق وفي كفها برق من القهوة لماع




يا ليت شعري وهي شمس الضحى كيف من الأنوار ترتاع؟



كان أبناء المعتضد كلهم شعراء، وخاصة الراضي الرقيق صاحب "رندة"، لكن المعتمد – كما يقول المستشرق الإسباني إميليو غارسياً غومس – بذهم جميعاً، وفاق كل معاصريه في ذلك المضمار، لأنه كان يمثل الشعر من ثلاثة وجوه: أولها أنه كان ينظم شعراً يثير الإعجاب، وثانيها أن حياته نفسها كانت شعراً حياً، وثالثها أنه كان راعي شعراء الأندلس أجمعين، بل شعراء الغرب الإسلامي كله، فإلى بلاطه لجأ شعراء أفريقية وصقلية عندما غزا النورمان بلادهم واستولوا على بعضها وتهددوا الباقي.


كانت حياة المعتمد عجيبة حقاً، منذ أن كان أميراً وعاملاً لأبيه على "شلب" وحاكماً على إقليم الجوف البرتغالي كله، وهناك طابت له الأيام في صحبة صديقه الحميم أبي بكر بن عمار الذي عاد فحقد عليه، ثم غدر به بعد أن استوزره، لأنه قال:



مما يزهدني في أرض أندلس أسماء معتضد فيها ومعتمد




ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد



عندما اعتلى المعتمد عرش أبيه، تلألأت الأنوار في صفحة الوادي الكبير، وفاضت بالموسيقى جوانب قصوره البيضاء، ثم تزوج من جارية تدعى "الرميكية" استطاعت أن تجيز شطر بيت ارتجله، وكان قد سأل صاحبه ابن عمار ليجيزه، فارتج عليه، فأجازته هي على البديهة، وهي تغسل في النهر، على مقربة من "فحص الفضة". وعندما جمحت بها إحدى نزواتها، فتمنت لو سارت في الطين برجليها، نشر لها الكافور والعنبر على الحصباء، وصنع لها منهما طيناً، ويقال إنها هي التي أغرت المعتمد بقتل ابن عمار لما هجاه بقصيدة ذكرها فيها بقوله:



تخيرتها من بنات الهجان رميكية ما تساوي عقالا




فجاءت بكل قصير العذار لئيم النجارين: عما وخالا




قصار القدود ولكنهم أقاموا عليها قروناً طوالا




***



بدأت مأساة المعتمد عندما هاجم ألفونسو السادس ملك قشتالة مدينة إشبيلية، وكاد يستولي عليها، فاستنجد المعتمد بيوسف بن تاشفين أمير المرابطين في المغرب، فاجتاز البحر على رأس جيش جرار، ودحر ألفونسو في معركة "الزلاقة" التي انتصر فيها انتصاراً ساحقاً عام 479ه 1086م، ثم عاد ابن تاشفين بجيشه إلى المغرب، تاركاً المعتمد في إشبيلية يوالي حياة الترف والبذخ واللهو والمجون.


لكن ابن تاشفين عاد بعد سنتين إلى الأندلس واستولى عليها كلها، وأنهى دولة بني عباد لإزالة دول الطوائف بعد أن استشرى فسادها وتهاونها، وأخذ المعتمد أسيراً مع أسرته وأرسله مكبلاً بالقيود إلى طنجة، ثم إلى مراكش، فسجن "أغمات" عند سفوح جبال الأطلس، حيث راح هناك يسترجع صور قصوره الإشبيلية، وما كان يزينها من شجر الزيتون، مترجماً بشعره كل لحظة من حياته السالفة، ونادباً حظه حتى وافاه أجله عام 488ه، في دور اتخذت له من الطين تحت أغصان النخيل، بعد أن حكم عشرين عاماً.


ولم يكتف ابن تاشفين بأسره وإذلاله، بل قتل جميع أبنائه الذكور، وأذل زوجته وبناته، فصرن يغزلن للناس من أجل لقمة العيش. يقول وقد جاءه العيد وهو في ذل الأسر:



في ما مضى كنتَ بالأعياد مسروراً فساءك العيد في أغمات مأسورا




ترى بناتِك في الأطمار جائعةً يغزلن للناسِ لا يملكن قِطميرا




قد كان دهرك أن تأمره ممتثلاً فردّك الدهر منهيَّاً ومأمورا



كما صار يشتهي الموت في أواخر أيامه، ويفضله على حياة الذل والأسر والقهر، فكيف يرغب في العيش من يرى بناته عاريات حافيات الأقدام، بعد أن كن يرفلن بالحرير والدمقس؟:



دعا لي بالبقاء وكيف يهوى أسير أن يطول به البقاء؟




أليس الموت أروح من حياة يطول على الأسير بها الشقاء؟




أأرغب أن أعيش أرى بناتي عواريَ، قد أضر بها الحفاء؟



تعد القصائد التي قالها المعتمد بن عباد في منفاه، وهو في "أغمات"، وصوّر فيها مرارات السجن وآلام النفي والتي يذكرنا فيها بروميات أبي فراس الحمداني، من روائع الشعر العالمي، فلنسمعه يخاطب قيده:



قيدي، أما تعلمني مسلماً أبيتَ أن تشفق أو ترحما؟




دمي شراب لك واللحم قِد أكلته، لا تهشم الأعظما




يبصرني فيك أبو هاشم فينثني القلب وقد هشما




ارحم طفيلاً طائشاً لبه لم يخش أن يأتيك مسترحما




وارحم أخيات له مثله جرعتهن السمّ والعلقما




منهن من يفهم شيئاً فقد خفنا عليه للبكاء العمى




والغير لا يفهم شيئاً فما يفتح إلا للرضاع فما



وقوله يخاطب سرب قطا رآه، كما خاطب أبو فراس قبله الحمامة التي وقفت في أعلى نافذة بالسجن، وهي لا تشعر بحاله:



بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي سوارح لا سجن يعوق ولا كبل




ولم يك – والله المعيذ – حسادة ولكن حنيناً، إن شكلي لها شكل




فأسرح لا شملي صريع ولا الحشا وجيع ولا عيناي يبكيهما ثكل




هنيئاً لها أن لم يفرق جميعها ولا ذاق منها البعد عن أهلها أهل




وأن لم تبت مثلي تطير قلوبها إذا اهتز باب السجن أو صلصل القفل




بنفسي إلى لقيا الحمِام تشوفٌ سواي يحب العيش في ساقه حِجلُ




لئن عصم الله القطا في فراخها فإن فراخي خانها المال والظل



وقوله وقد رأى قمرية أمامها وكر فيه طائران يرددان نغماً:



بكت أن رأت ألفين ضمهما وكر مساء، وقد أخنى على ألفها الدهر




وناحت وباحت فاستراحت بسرها وما نطقت حرفاً يبوح به سر




فما ليَ لا أبكي؟ أم القلب صخرة وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر؟




بكت واحداً لم يشجها غير فقده وأبكي لآلاف عديدهم كثر




بُنَيٌّ صغير أو خليل موافق يمزق ذا قفر ويغرق ذا بحر




ونجمان ريب للزمان احتواهما بقرطبة النكراء أو رندة القبر




غدرت إذن إن ضن جفني بقطرة وإن لومت نفسي فصاحبها الصبر




فقل للنجوم الزهر تبكيهما معي لمثلهما فلتحزن الأنجم الزهر



ومن كلامه الجزل قوله يوم كُبِّل فراح يخاطب الكبل قائلاً:



إليك، فلو كانت قيودك أشعرت تصرّم منها كل كف ومعصم




مهابة من كان الرجال بسيبه ومن سيفه في جنة أو جهنم



ويندب على نفسه، ويبكي حظه السيِئ، ويقارن بين ماضيه المتألق، وحاضره الموحش، وكيف كان رمحه كالثعبان في الحرب، فصار القيد يلتف على يديه ورجليه كالثعبان، ويتوب إلى الله، لعله يفرّج كربته، ويجلو عنه سحب الهموم:



غنتك أغماتية الألحان.. ثقلت على الأرواح والأبدان




قد كان كالثعبان رمحك في الوغى فغدا عليك القيد كالثعبان




قلبي إلى الرحمن يشكو بثه ما خاب من يشكو إلى الرحمن




يا سائلاً عن شأنه ومكانه ما كان أغنى شأنه عن شاني



شتان بين ماضيه الحافل بالمسرات والملذات، وحاضره الأسود القاتم، بين العز في ظلال الأعلام، وهي ترفرف في ساحات القتال، وبين الذل في القيود التي يجررها وقد ثقلت عليه:



تبدلت من عز ظل البنود بذل الحديد وثقل القيود




وكان حديدي سنانا ذليقاً وعضبا رقيقاً صقيل الحديد




لقد صار ذاك وذا أدهما يعض بساقي عض الأسود



ويأسى على حالة السجن والأسر التي آل إليها في أغمات، بعد الأبَّهة والسلطان، ويبكي الملك الزائل، والمجد الآفل اللذين كانا له في إشبيلية بلد الزيتون، حيث تغني القيان، وتغرد الأطيار فيقول:



غريب بأرض المغربين أسير سيبكي عليه منبر وسرير




وتندبه البيض الصوارم والقنا وينهلَ دمع بينهن غزير




إذا قيل في أغمات قد مات جوده فما يرتجى للجود بعد نشور




مضى زمن والملك مستأنس به وأصبح عنه اليوم وهو نفور




فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة أمامي وخلفي روضة وغدير




بمنبتة الزيتون(1) مورثة العلى تغني قيان أو ترن طيور




بزاهرها السامي الذي جاده الحيا تشير الثريا نحونا ونشير




قضى الله في حمص(2) الحِمام وبعثرت هنالك عنا للنشور قبور




***



لقد رثى أبو بكر بن اللبانة الداني – وكان من أخلص المخلصين للمعتمد بعد نكبته – بني عباد، وصور ما أصابهم، وكيف ركبوا السفن في طريقهم إلى المنفى، وهو يسوق إلينا هذا المشهد على نحو من الصدق والدقة، حتى ليخيل إلينا أننا نرى الناس يتزاحمون على ضفة نهر الوادي الكبير ليروا السفن تبتعد عن الشاطئ بأصحابها، وسط فيض من الدموع الغزيرة:



تبكي السماء بمزن رائع غادي على البهاليل من أبناء عباد




على الجبال التي هُدت قواعدها وكانت الأرض منهم ذات أوتاد




أن يُخلعوا فبنوا العباس قد خُلعوا وقد خلت قبل حمص أرض بغداد




حموا حريمهم حتى إذا غُلبوا سيقوا على نسق في حبل مقتاد




وأنزلوا في متون الشهب واحتملوا فويق دُهم لتلك الخيل أنداد




وعِيثَ في كل طوق من دروعهم فصيغ منهنّ أغلال لأجياد




نسيت إلا غداة النهر كونَهُمُ في المنشآت كأموات بألحاد




حُط القناع فلم تستر مخدرة ومُزِّقت أوجه تمزيق أبراد




حان الوداع فضجت كل صارخة وصارخ من مفداة ومن فادي




سارت سفائنهم والنوح يصحبها كأنها إبل يحدو بها الحادي




يا ضيفُ أقفرَ بيت المكرمات فخذ في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد



ورأى ابنُ اللبانة حفيد المعتمد، وهو غلام وسيم قد اتخذ من الصياغة صناعة، وكان لقب في دولتهم من الألقاب السلطانية يفخر الدولة، فنظر إليه وهو ينفخ النار بقصبة الصائغ فقال:



صرفت في آلة الصواغ أُنُملَة لم تدر إلا الندى والسيف والقلما




يد عَهِدتُك للتقبيل تبسطها وتستقل الثريا أن تكون فما




يا صائغاً كانت العَليا تُصاغ له حَلياً، وكان عليه الحلي منتظما




للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى يوم رأيتك فيه تنفخ الفَحَما




وددت إذْ نظرت عيني إليكَ به لو أن عينيَ تشكو قبلَ ذاكَ عمى!




ما حطَّك الدهر لما حط عن شرف ولا تحيَّف من أخلاقك الكرما




واللهِ لو أنصفتك الشُهبُ لانكشفت ولو وفى لك دمعُ الغيثِ لانسجما




بكى حديثَك حتى الدرُّ حين غدا يحيك رهْطاً وألفاظاً ومبتسما



على هذه الصورة المؤسية الحزينة انتهت حياة المعتمد بن عباد الشاعر الملك، وحياة أولاده وأحفاده: من القصور المنيفة في إشبيلية، إلى بيوت الطين وسعف النخيل في أغمات، من التاج المرصع بالجوهر والياقوت، إلى السلاسل الحديدية الثقيلة التي تقيده ولا يستطيع لها جراً، ولا شك أن حياة اللهو والاستهتار التي انغمسوا فيها كانت أكبر عامل في تهديم مجد العرب وزوالهم عن الأندلس بعد ثمانية قرون هي بحق من أزهى ما عرفت الحضارة الإنسانية.


الحواشي:


(1-2)-يقصد بهما إشبيلية.


المصادر:


1-الشعر الأندلسي لغارسيا غومس – ترجمة حسين مؤنس.


2-في ربوع الأندلس لعيسى الناعوري.


3-الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام.

أبو يقين الكعبي 18 - 5 - 2010 12:45 AM

الغالية زمان البوح...
شكرا لجهدك في هذا الموضوع المتكامل...
تقديري واحترامي لك...
ابو يقين...

جمال جرار 18 - 5 - 2010 07:43 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


شكرا على الموضوع
وعلى هذه الجهود الرائعه

نشمي المنتدى

B-happy 18 - 5 - 2010 09:09 PM

بحث متكامل
شكرا لجهودك عزيزتي
اسعدني التواجد بمتصفحك
بارك الله بك وبجهدك

أنا جيت 8 - 6 - 2010 02:17 PM

مشكوره على انتقائك الروعه
يعطيك العافيه


الساعة الآن 04:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى