منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   عمر أبو ريشة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2137)

قلب., 1 - 12 - 2009 12:13 AM

عمر أبو ريشة
 
عمر أبو ريشة (1910-0000)

شاعر ولد بمنبج بسوريا، وانتسب إلى الجامعة الأميركية ببيروت ونال بكالوريوس في العلوم 1930م، وعكف على الأدب العربي وشغف بالشعر الانكليزي. ألف مسرحيته الشعرية "رايات ذي قار". عين ملحقاً ثقافياً لسوريا في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وفي عام 1950م عين سفيراً لسوريا في البرازيل فالأرجنتين وتشيلي، ثم سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في الهند فالنمسا. جمعت أعماله الشعرية بعنوان "ديوان عمر أبو ريشة" 1971. له مسرحية "علي"، و "الحسين"، و "تاج محل"، و "الطوفان"، وملحمة "ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي" في 12 ألف بيت. وله ديوان شعر بالانكليزية بعنوان: Rovig Along – Beirut 1956– أصدر ديوان " غنيت مآتمي" 1974

أحد عشر عاماً مرّت على رحيل الشاعر عمر أبو ريشة، ذاك الذي جاء في أول القرن الماضي ورحل قبل نهايته. وما بين 1908 و 1990 كانت له وقفات وجولات في ساحات النضال والجمال وعذوبة الشعر. فكان فارس الكلمة وحامل لواء نبلها وشرفها.
في الرابع عشر من يوليو (تموز) وصلت الأنباء من جدة بالسعودية، حيث كان يقيم ويقضي معظم أوقاته، وهي تعلن رحيل أحد أهم شعراء القرن الماضي، فتوافد الأصدقاء والمحبون والمعجبون وعشاق الكلمة لحمل نعش فقيدهم وتوديعه بالدموع والنحيب الصامت إلى مثواه الأخير. وفي مقبرة السفيرة الهاجعة على أطراف مدينة حلب، في أقصى الشمال السوري زلقوه في حفرة، وضعوا أكاليل الزهور، ألقوا كلمات كثيرة على التراب، تذكر بمآثر الفقيد ومناقبه وإنه سيظل حياً في قلب الأمة ووجدانها، ثم رقموا الأبيات التالية على شاهدة قبره ورحلوا صامتين، كما جاءوا: رفيقتي لا تخبري إخواني كيف الردى، كيف عليّ اعتدى إن يسألوا عني وقد راعهم أن أبصروا هيكلي الموصدا لا تجفلي لا تطرقي خشعة لا تسمحي للحزن أن يولدا قولي لهم سافر، قولي لهم إن له في كوكب موعدا ولد عمر أبو ريشة في عكا، في السابع عشر من ابريل (نيسان) عام 1908م لأبوين متعلمين، وكان أبوه شافع أبو ريشة قد أُرسل في بعثة تعليمية إلى القسطنطينية، وبعد حصوله على الشهادة عمل في وظائف الحكومة وإداراتها وترقى فيها إلى أن أصبح قائم مقاماً في عدة مدن، منها الخليل ومنبج وطرابلس ثم استقر مع أسرته في حلب إلى آخر حياته. وكان شاعراً فيّاضاً وقد أورث ابنه حبّ القراءة وحفظ دواوين العرب وقرض الشعر والكبر والعنفوان.
أمّا أمه خيرات الشرطية فقد أورثت ابنها المظهر الجذاب والأناقة والقوة وحب الآخرين، إذ كانت، كما يقول عنها ولدها: «مكتبة غنية تمشي على رجلين، أمدتني بقوة استطعت بها ولوج دروب الحب... كانت أنيقة مولعة بالأزهار تزرعها وترعاها وتنسقها بعناية وذوق نادرين».
تعلم عمر العربية وقرأ القرآن الكريم وحفظ الشعر عن أمه وأبيه، وانتقل إلى بيروت ليتم تعليمه ومن ثم يعود إلى حلب لمتابعة ذلك في المدرسة الرشيدية، رجع بعدها إلى بيروت لإكمال دراسته الثانوية، ثم سافر إلى إنجلترا ليتابع دراسته في الكيمياء العضوية، لكنه رغب عنها، فقد تفتحت موهبته الشعرية وسيطر عليه جنون الشعر، فعاد إلى حلب وعمل مديراً لدار الكتب الوطنية، وانتقل إلى السلك الدبلوماسي ليعمل سفيراً لبلاده في البرازيل وتشيلي والأرجنتين والنمسا والولايات المتحدة والهند، وأثناء عمله كون صداقات عديدة مع العديد من عظماء عصره «جون كنيدي، خوان بايرون، والملك فيصل بن عبد العزيز وجواهر لال نهرو الذي منحه وشاح الهند تقديراً له على خدماته واعترافاً منه بقيمة شعره الذي تتجسد فيه القيم الإنسانية النبيلة». ثم تقاعد واستقر في لبنان بدءاً من 1971، إلى الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982، فرحل عنها واستقر في جدة، إلى أن وافته المنية فيها.
في شهر يوليو (تموز) الذي يوسد بين أيامه الهزائم والانتصارات، الخيبات والأمجاد وحين اكتمل القمر في السماء بدراً، رحل الشاعر بعيداً... ذاك الذي كان يتغنى بالجمال ويلهب المشاعر والأحاسيس بقصائده التي تدعو إلى رفض الاستعمار وتحرير الأراضي المغتصبة، ومن منا ينسى قصيدته التي ألقاها في دار الكتب الوطنية بحلب، ابتهاجاً بعيد الجلاء:

يا عروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب لن ترى حفنة رمل فوقها لم تعطر بدما حرِّ أبي.


رفيقتي لا تخبري إخواني كيف الردى ، كيف عليّ اعتدى
إن يسألوا عني وقد راعهم أن أبصروا هيكلي الموصدا
لا تجفلي لا تطرقي خشعة لا تسمحي للحزن أن يولدا
قولي لهم سافر، قولي لهم إن له في كوكب موعدا



وداع
قفي ، لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني

كلانا مرَّ بالنعمى مرور المُتعَبِ الواني

وغادرها .. كومض الشوق في أحداق سكرانِ

قفي ، لن تسمعي مني عتاب المُدْنَفِ العاني

فبعد اليوم ، لن أسأل عن كأسي وندماني

خذي ما سطرتْ كفاكِ من وجدٍ وأشجانِ

صحائفُ ... طالما هزتْ بوحيٍ منك ألحاني

خلعتُ بها على قدميك حُلم العالم الفاني

لنطوٍ الأمسَ ، ولنسدلْ عليه ذيل نسيانِ

فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ

وسيري ، سير حالمةٍ وقولي .... كان يهواني

مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود
أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا أؤدي فــرائـض الأيــمـان
أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى طـهرت بـردي من لوثة الأدران
كـم صـلاة صـليت لم يتجاوز قــدس آيـاتها حـدود لـساني
كـم صـيام عـانيت جوعي فيه ونـسيت الـجياع مـن إخواني
كـم رجمت الشيطان والقلب مني مـرهق فـي حـبائل الشيطان
رب عـفوا إن عشت ديني ألفاظا عـجـافا ولـم أعـشه مـعاني
أنـا مـن أمـة تـجوس حـماها جاهلياتها بــلا اسـتـئذان
مـزقـت شـملنا شـعائر شـتى وقـيـادات طغمة عـبـدان
مـرنتنا عـلى الـهزيمة والجبن وبـعض الـحياة بـعض مـران
فـاسـتكنا لا بــارك الله فـي صـبر ذلـيل ولا بـكاء جـبان
يا بن عـبد العزيز وانتفض العز وأصـغى وقـال : مـن ناداني
قـلت : ذاك الـجريح في القدس في سيناء في الضفتين في الجولان

عروس المجد
يا عروس المجد تيهي واسحبي فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـري حـفنة رمل فوقها لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
درج الـبـغي عـليها حـقبة وهــو ى دون بـلوغ الأرب
وارتـمى كـبر الـليالي دونها لـين الـناب كـليل الـمخلب
لا يـموت الـحق مهما لطمت عـارضيه قـبضة المغتصب
مـن هـنا شـق الهدى أكمامه وتـهادى مـوكبا فـي موكب
وأتـى الـدنيا فـرقت طـربا وانـتشت مـن عبقه المنسكب
وتـغـنت بالمروءات الـتي عـرفتها فـي فـتاها العربي
أصـيد ضـاقت به صحراؤه فـأعـدته لأفــق أرحــب
هـب لـلفتح فـأدمى تـحته حـافرُ الـمهر جـبينَ الكوكب
وأمـانيه انـتفاض الأرض من غـيهب الـذل وذل الـغيهب
وانـطلاق الـنور حتى يرتوي كـل جـفن بـالثرى مختضب
حـلم ولـى ولـم يُـجرح به شـرفُ المسعى ونبلُ المطلب
يـا عروس المجد طال الملتقى بـعدما طـال جوى المغترب
سـكرت أجـيالنا فـي زهوها وغـفت عـن كـيد دهر قلّب
وصـحـونا فــإذا أعـناقنا مـثـقلات بـقيود الأجـنبي
فـدعوناكِ فـلم نـسمع سوى زفـرة مـن صـدرك المكتئب
قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم نـرخص الـمهر ولم نحتسب
فـحـملنا كـل إكـليل الـوفا ومـشينا فـوق هـام النوب
وأرقـنـاها دمــاء حــرة فاغرفي ما شئت منها واشربي
وامـسحي دمع اليتامى وابسمي والمسي جرح الحزانى واطربي
نـحن مـن ضـعف بنينا قوة لــم تـلن لـلمارد الـملتهب
كـم لـنا مـن ميسلون نفضت عـن جـناحيها غـبار التعب
كـم نـبت أسـيافنا في ملعب وكـبت أفـراسنا فـي ملعب
مـن نـضال عاثر مصطخب لـنـضال عـاثر مـصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى غـلب الـواثبُ أم لـم يغلب

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 03:35 PM


roro angel 2 - 12 - 2009 04:40 PM


أزهار 2 - 12 - 2009 11:27 PM

فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ

وسيري ، سير حالمةٍ وقولي .... كان يهواني
.................................................. ..........

بيتان لم يفارقاني منذ زمن..



~ مذهله ~ 9 - 10 - 2012 01:22 AM

يعطيڪَ العافيه..

إختيارڪَ موفق جدا..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

فاصل ونواصل 9 - 10 - 2012 01:30 AM

مجهود رائع وموضوع قيّم
بانتظار المزيد من هذا العطاء
لك مني ارقّ تحية وأعذبها
دمت بخير

ناجي أبوشعيب 11 - 11 - 2012 09:00 PM

رد: عمر أبو ريشة
 
مشكورة على الجهد
دمت بودّ


الساعة الآن 05:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى