منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشعر والأدب العالمي المترجم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=127)
-   -   إيميلي ديكينسون / Emily Dickinson (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=79)

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:03 AM

إيميلي ديكينسون / Emily Dickinson
 


أميلي ديكنسون


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

Emily Dickinson
(1830-1886)

ولدت اميلي في امهرست بولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة يوم 10 ديسمبر 1830، وظلت تعيش في عزلة مع أختها وأمها بالبيت الذي ولدت فيه، عدا فترة قصيرة درست فيها بأكاديمية امهرست، حتى توفيت 15 مايو 1886، مصابة بمرض في الكليتين كانت اميلي امرأة حيوية لكنها منسحبة من الحياة ثم تسكت كلياً منذ أواسط عشرينياتها بعد ذلك انحصر نشاطها في الانخراط بالكورس الكنسي ومراسلة بضعة أصحاب بين الحين والآخر وكتابة الشعر.

وقد حاول عدد من الدارسين معرفة السبب في عزلة اميلي عن العالم داخل بيتها ورصد تجاربها الحميمة ومشاعرها المجردة في الحياة وربما يكون أفضل تفسير هو ان اميلي لم تكن تستطيع كتابة العالم دون الانسحاب منه والسعي لتأمله من بعيد.

بعد وفاة اميلي بفترة تم الكشف عن خبيئة قصائدها التي بلغت 1775 قصيدة.



عربة الأبدية

موت لم يستعجلني تخلّيت له عن سلواي
*
لأن ملاقاة الموت لم تكن قراري
تكرّم عليّ وانتظرني
جلست قربه وهو يقود
حياتي والعربة نحو الخلود.
مشينا في بطء
لم يستعجلني
وتخليت له
عن سلواي وأعمالي
.
مررنا إمام مدرسة وتلاميذ
يتصارعون في حلقات
عبرنا حقول السنابل الشامخات
شاهدنا الشمس لحظة الغياب
تمهلنا إمام منزل بدا
مثل وَرَم في بطن الثرى
حروفه كومة ركام
وسقفه بالكاد يُرى
سنين طويلة
مرت عليّ
ثوان قليلة
لاحت لي
أدركت لحظتئذ أن العربة
متجهة نحو الأبدية.
.
حياتي انتهت مرّتين
انتهت حياتي مرتين
قبل موعد نهايتها
ويبقى أن أرى
إن كانت تخبىء الأبدية لي
نهاية أخرى في عباءتها
ألم كبير لا يوصف
في المرتين
الجنة والنار
في الحب هما
يكفي أن نبتعد عمن نحبّ لنعرف الفرق
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:03 AM

حفنة ضوء

هناك حفنة ضوء
في أمسيات الشتاء
تغمّ القلب كما في الكنائس الغناء
تشعرنا بآلام سماوية
ولا تخلّف وراءها الجروح
بل تحدث تغيرا
في ثنايا الروح
نحاول تجنبها بلا جدوى
إنها الألم المصير
نلتقطه كالعدوى
في أنفاس الأثير
حين تزحف تنصت التلال
وتحبس الظلال أنفاس الصوت
وهي حين تنسحب
كالنظرة الباردة على وجه الموت.
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:04 AM

بعد الألم الخدر
يحدث بعد الألم الكبير تخدّر الشعور
فترقد الأعصاب كالقبور
ويسأل القلب
هل كان هو من تحمّل
كل ذلك الألم البارحة
وما زال يفعل منذ دهور
تمشي الإقدام بحكم العادة
على الدرب المعتادة
بلا عناء
بلا اكتراث
بلا إرادة
إنها الساعة الأصعب
يذكرها ان تخطاها الإنسان
كما يذكر الثلج من تجمّد من الصقيع
في البداية الرعشة
ثم التخدر
ثم النسيان.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:04 AM

سعادة الحجر

كم بالغة سعادة الحجر
يتسكع وحده في الطرق بلا ضجر
فلا يهمه العمل
ولا بالمتطلبات يضيق الأمل
وثوبه البني ألبسه إياه
الدهر الذي من فوقه عبر
وهو كالشمس بكل حرية
يلمع وحده او مع البقية
محققا وجوده
بكل بساطة وعفوية.
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:05 AM



الجلوس قرب الأموات نحب أن نجلس قرب الأموات
نتأملهم
نتشبث بالغائبين،
الحاضرون نهملهم
على الأصابع
نحسب أيامنا الباقية
لكن مهما طالت
تبدو قليلة
في عيوننا البخيلة!

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:06 AM



ما شاهدت المرج قبلاً
ما شاهدت المرج قبلاً
ما رأيت البحر يوماً
لكني أدركت شكل العشب
وصوت الموج دوماً.
لا رأيت وجه الله
ولا حتى زرته في عليائه
لكني اعرف تماما موقعها
كأنّ احــــدهم أعطاني رسما لها.


زرت السماء

سبق أن زرتُ السماء
بلدة صغيرة هي
فضاؤها بالياقوت مضاء
مكسوة بالوبر
أكثر سكينة
من السهول عند الفجر
أكثر جمالا مما رسمته يد البشر
سكانها كالفراشات
أجسامهم رقيقة
وحركاتهم كالعناكب رشيقة
كادت سعادتي تتم
في ذلك العالم الفريد
وبينهم.


غير مرئية

هامت بعيداً عنا منذ عام
بقاؤها مجهول
، لو تمنع البرية قدميها
أو تلك منطقة الأثير.
لا عين عاشت ورأت
نحن الجهلة
، نعلم فقط ميقات العام
الذي نتلقى فيه السر.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:07 AM

المقبرة المنسية
بعد مئات السنين
لا يعرف المكان احد،
واللوعة هناك
ساكنة كالسكينة.
تصطف أعشاب المنتصر،
يتنزه الغرباء يتهجون
علم الإملاء الأعزل
للموتى الأقدم
رياح حقول الصيف
تعيد تجميع الطريق،
فتلقط الغريزة مفتاحها
الذي أسقطته الذاكرة
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:07 AM

صخرة صغيرة
لا أسعد من صخرة صغيرة
تهيم على الدرب وحدها ، غير معنية بوظيفة
والضرورات لا تخيفها، معطفها بني من عنصر الأرض
يرتديه العالم العابر،
وهي مستقلة كالشمس
تلتصق أو تنفصل بمفردها،
فتشبع قدرها المطلق
ببساطة عرضية.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:08 AM

الوداع
اربط خيوط حياتي، يا إلهي،
وبعدها أستعد للذهاب !
مجرد نظرة على الجياد
بسرعة! هذا أجدى !
ضعني على الجانب الواثق
فلا أسقط،
سنركب الى يوم الحساب
وننزل تدريجياً عن التل.
لكني لأتذكر الجسور
لا أتذكر البحار
فقط أسرع في سباق دائم
من اختياري واختيارك.
وداعاً للحياة التي أعيشها،
والعالم الذي أعرفه،
وقبلوا التلال نيابة عني، مرة واحدة
أستعد الآن للذهاب

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:09 AM

الوجعُ يحمل قطعةً من الفراغ

الألمُ
يحملُ قطعةً من الفراغ
تلك التي لا يمكن تذكّرُها
متى بدأ الألم،
أو هل ثمة يوم
لم يكن فيه الألمُ موجودًا.
.
الوجعُ لا مستقبلَ له
إلا نفسه،
مملكتُه المترامية اللامحدودة
تضمُّ ماضيه،
الذي هو مهيأٌ لاستقبال وإدراك
فتراتٍ جديدة من الألم.
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:09 AM

القصيدة 1150 كم من المخطّطات قد تخفق
في ظهيرة يوم قصير
مجهول على نحو تام
بالنسبة إلى أولئك الذين
يقلقون كثيرا-
الرجلُ الذي لم يمت
لأنه
وبمحض صدفة
حادَ عن طريقه المعتادة
بمقدار بوصة-
الحُبُّ الذي لم يُجرَّب أبدا
لأنه جوار المدخل
حيث المسابقات يجب أن تكون
كان ثمة حصان مطمئن
مربوط في الباب
يتمرّغ في يأسه.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:10 AM

فيما بعد الوجع الأكبر
بعد الألم العظيم،
يعودُ الشعورُ المعتاد
الأعصاب تقيم مراسمها،
مثل الأضرحة
القلبُ المتصلّب يسائلُ
هل كان هو،
الذي أُجهِد وسئمَ،
وهل كان ذلك بالأمس فقط،
أم منذ قرون؟
.
الأقدامُ،
الماكيناتُ،
تدور وتدور
حول الأرض،
والهواء،
وتنهبُ الطرق المتيبسّة
ليس مهمًّا كم ممتدة هي،
فيما السعادةُ والقناعةُ بلّوريةٌ،
مثل حجر كريم.
.
ها هي ساعة الحياة
يمكن تذكّرها،
إذا ما عمّر المرء طويلا،
مثلما يتذكر البشر المتجمدون الصقيعَ.
في البدء
تكون القشعريرةُ-
ثم الذهولُ والغيبوبةُ-
ثم الإذنُ بالرحيل.
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:11 AM

الذي لم يجد السماء في الأسفل
مَنْ لم يعثر على السماء تحته
سيخفقُ في رؤيتها في الأعلى.
الله يقطنُ في البيت المجاور لي،
أثاثُ بيته
هو الحُب.
*

أنا لا أحد! فمن تكونُ أنت؟
أنا لا أحد!
وأنتَ
من تكون؟
هل أنت أيضًا، لا أحد ؟
وإذًا
فثمة اثنان منّا-
إيّاكَ أن تخبر أحدا!
وإلا
ألقوا بنا في المنفى
كما تعلم.
كم هو موحشٌ وكئيب
أن تكون شخصا ما.
كم هو شعبيٌّ وعموميٌّ ومُشاع،
مثل ضفدع.
أن أناديك باسمك اليومَ بطولِه
في ذلك المستنقع البديع.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:11 AM



لأنني لا أقدرُ أن أوقفَ الموت
لأنني لم أستطع أن أوقفَ الموتَ
فإنه- مشكورا-
قد أوقفني
بكل لطف؛
المركبةُ
في موكب الموت
لم تحمل سوى أجسادنا
والخلود.
ببطء كنّا نقود العربة ،
فهو
لا يعرفُ الاستعجال،
وكنتُ تركتُ وراءي
مشاغلي،
وأوقات راحتي حتى
تأدبًا أمام لطفه.
مررنا بالمدرسة حيث يلعب الأطفال،
وحيث الواجباتُ المدرسية
نادرا ما تُؤدَى؛
مررنا بالحقول
حيث سنابلُ الحبوبِ
تحدّق،
ومررنا
بالشمس التي تغرب.
لبرهة توقفنا
أمام بيت بدا كأنه
مجردُ ورمٍ صغير في الأرض؛
السطحُ بالكاد يُرى،
والسورُ حوله
ليس إلا بعضَ ركام.
قرونٌ طويلة هي الحيوات
سوى أن كلَّ حياة منها
بدت أقصرَ من نهار
وأنا
خمّنتُ أن رؤوسَ الخيول
هي الأولى
في طريقها
نحو الأبدية.
*

**
ترجمة أخرى:
**
لأنني لم أستطع التوقف للموت
*
لأنني لم أستطع التوقف للموت،
تلطف هو وتوقف لي،
حملتنا العربة وحدنا فقط
مع الخلود.
سرنا ببطء، فهو لا يعرف السرعة،
وأنا تركت جانبا
تعبي وراحتي معا لتأدبه.
مررنا بالمدرسة، حيث الأولاد يتنزهون
في الملعب وقت الفراغ.
مررنا بحقول القمح المحدّقة،
مررنا بالشمس الغاربة، أو قل، هو مرّ بنا،
بعث الندى فيّ الرجفة والقشعريرة،
إذ كان ردائي شفافاً
ومعطفي من تول
وقفنا أمام بيت بدا كانتفاخ للأرض،
السقف لا يكاد يظهر؛
والجدران تحت الأرض.
مضت قرون مُنذ ذلك الوقت
ومع ذلك .. فكأنما هي أقصر من يوم
حسب رؤوس الجياد فيه
متجهة الى الخلود.

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:12 AM

نُربي الحبََّ مثل كلِّ شيء آخر
نربي الحُبَّ
مثلما نربي كلَّ الأشياء الأخرى
ثم نوْدعُه الأدراجَ،
حتى يبلى
ويغدو عتيقًا مُتْحفيَّ الطراز
مثل ملابس أسلافنا.
*

صائد الأفكار 30 - 10 - 2009 07:13 AM



شَعرتُ بجنازة في دماغِي
ونادبون ذهاباً و رجعة..
استمرّوا يمشون ويمشون، حتى بَدا
ذلك الإحساس.. أنّهُ يغور.
وما أن جلَس الجميع،
خادمُ الكنيسة، مثلَ طَبْلة
إستمرَّت تضَرْبُ وتضرب حتى ظننت
أن عَقْلي بدأ يخدُر.
وبعد ذلك سَمعتُهم يَرْفعونَ صندوقاً
وبصريرهِ عبر روحِي
من جِزمِ الرّصَاص تِلكَ، مرّةً أخرى،
ثمّ فضاء.. بَدأَ يرنّ،
كأنّ كُلّ السماوات كَانتْ جرساً،
وأنْ لا تكون أنتَ إلاّ أذناً،
وأنا، وصمت، ثمّه عِرْقٌ غريب
محطَمٌ، مَعْزول، هنا.
وبعد ذلك لوحُ خشب كُلّ السببِ، إنكسرَ،
وسقطت أنا.. للأسفَل عميقاً، عميقاً..
وارتطَمْتُ بالعالم،عند كُلّ سَقْطة،
وأنهيتُ إدراكي، حينها.




في خضم هذا البحر
في خضم هذا البحر العجيب ,
أبحرُ في سكون ,
وأنتَ تعرف الشاطيء ,
تقدم ! أيها الربان ! هيا للأمام !
إلى هناك
حيث تنام الأمواج ,
وحيث تهدأ العواصف ؟
.
في الغرب الهاديء الوديع
كثير من الأشرعة واقفة في سكون
والمراسي مثبتة بإحكام ,
إلى هناك سأقودك أنت ,--
ترَجَل, أهبط ,أنظر هناك !
الأبدية و الخلود !
و أخيراً وجدنا الشاطيء !
*
من ديوان /الزمن والخلود

سما 14 - 10 - 2011 07:12 PM

http://www.pennyparker2.com/image358.gif

يسلمو على الطرح الرائع


لا عدمنا حضورك

تحياتي لك

http://www.pennyparker2.com/image358.gif





shreeata 14 - 10 - 2011 07:36 PM

الذي لم يجد السماء في الأسفل
مَنْ لم يعثر على السماء تحته
سيخفقُ في رؤيتها في الأعلى.
الله يقطنُ في البيت المجاور لي،
أثاثُ بيته
هو الحُب.

مشكور اخي صائد
على روعة الادراج
تحيات لك



الساعة الآن 09:38 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى