منتديات المُنى والأرب

قرية نعليا:
* الموقـع
تقع قرية نعليا على بعد حوالى اربع كيلو متر من المجدل بأتجاه الجنوب وتتصل بالمجدل بطريقين ترابيين يسمى الطريق الاول بطريق الفجل حيث يتسع لمرور المركبات
والطريق الثانى وهى الطريق الغربية ،
يحد القرية من الغرب قرية الجورة وتربطها بها طريق الغنامة وهذه الطريق عبارة عن كثبان رملية ، وتقع خربة الخصاص فى الجنوب الغربى من القرية وكذلك عرب ابو حسان
بينما يحدها من الشرق قرية الجية ويربط بين القريتين طريق ترابى وتحدها من الجنوب قرية بربرة.

* المساحة و السكان :
بلغت مساحة الاراضى التى شغلتها القرية حوالى 5233 دونم منها 4929 دونم مملوكة بالكامل لسكان القرية الفلسطينيين اضافة الى 304 دونم من الارض المشاع .
وقد بلغ عدد سكانها عام 1945 م حوالى 1310 نسمة وفى العام 1948م بلغ 1520نسمة ويقدر عدد لاجئيها فى العام 1998م حوالى 9332نسمة مهجرين فى المخيمات الفلسطينية فى الداخل والخارج
هذا وقد كان بها نسبة من المتعلمين فمنهم من التحق بالكتاب داخل القرية ومنهم من كان يتلقى تعليمه فى مدرسة مشتركة فى المجدل

* النشأة والتطور:
قرية نعليا اليوم ليست نعليا بالامس حيث انشئت على رقعة منبسطة من الارض فى السهل الساحلى وترتفع عن سطح البحر حوالى 50 متر واقيمت الى الشمال قليلاً من موقع سابق غمرته كثبان الرمل
ويؤكد اهالى اقرية ان القرية القديمة والتى كانت تقع الى الجنوب من المنطقة السكنية الحالية التى هجرها اهلها اثر مشاكل عائلية مع قبائل بدوية اسفرت عن مقتل 40 شخص من القبائل البدوية المعتدية وبعد عدة عقود عاد بعض اهالى القرية اليها فأقاموا منازلهم الى الشمال من القرية القديمة التى طمرتها الكثبان الرملية
وينقل احد الباحثين فى دراسة له حول القرية عن السيد ابراهيم حسن سمور من اهالى القرية انه رأى جدته وهو صغير السن تنقل حجارة من القرية القديمة الى الحديثة وقدرت مدة هجر القرية بما يقارب مائة عام .

* النشاط الاقتصادى:
اعتمد سكان القرية على الزراعة فى معيشتهم حيث كانت الاراضى الزراعية تحيط بالقرية من الشرق والغرب والشمال واجزاء من الجنوب حيث اشتهرت القرية بزراعة الحمضيات وبلغ عدد البيارات المملوكة لاهالى القرية 19 بيارة اضافة الى بعض البيارات التى كانت مملوكة لاخرين من خارج البلد
ة
كما اشتهرت البلدة بزراعة الزيتون والفواكه خاصة العنب والتين والمشمش وكذلك الحبوب على اختلافها خاصة السمسم والقمح والشعير وبقيت حتى العام 1945م حوالى 1048 دونم مخصصة للحمضيات والموز و2215 دونم للحبوب و1436دونماً مروياً او مستخدماً للبساتين وكانت بساتين الفاكهة بالقرية تروى بمياه الابار الارتوازية التى بلغ عددها حوالى 23 بئراً منها 10 ابار مملوكة لاشخاص من خارج القرية
اشهر عائلاتها:
عائلة الكحلوت وتعد اكبر عائلاتها ثم ابو وطفة ،غباين ،المقيد، الملفوح، شاهين ،سمور،ابو حسين وعائلة ريان وقد استشهد العديد من ابناء القرية خلال احداث نكبة فلسطين علاف منهم الشهداء امنة محمد ابو عربية (شاهين)ومحمد عبد اللطيف ريان وابنه احمد محمدريان وحسن سمور ومحمد الكحلوت وقد قدمت هذه القرية كباقى قرى ومدن فلسطين كوكبة من الشهداء والاسرى والجرحى ونذكر من الشهداء الابطال الاستشهادى المقتحم مؤمن نافز الملفوح وعلاء الدين الكحلوت وشادى الكحلوت وابراهيم نزار ريان ومحمود منذر ريان بالاضافة الى الشهداء الابطال محمد راسم الملفوح وموسى المقيد واسعد ريان واحمد ريان وخالد ريان وابراهيم بشير ريان وخضر فؤاد ريان وسائد غباين وغيرهم الكثير من الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن
وقد اعتقل العديد من ابناء القرية وامضوا سنوات فى زنازين الاحتلال كان ابرزهم الاسير المحرر راسم احمد الملفوح الذى امضى فى المعتقل 11 سنة والاسير المحرر محمود شاهين الذى امضى ما يقارب 20 عام ولا زال العديد من ابناء القرية يمضون فترة محكوميتهم داخل سجون الاحتلال .

* الهجرة واللجوء:
فى العام 1948م نفذت ضدها عملية عسكرية صهيونية سميت عملية يوعاف حيث هاجمتها قوة عسكرية جمعت من نجيف وجفعاتى تشرد على اثرها سكان القرية الى اراضى القطاع حيث يقيمون حالياً فى مخيمات القطاع وخاصة مخيم جباليا وحى الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ ودير البلح عوضاً عن عشرات اللاجئين فى الدول العربية .
ومن المعروف ان ابناء القرية من الرجال قد قاموا بمقاومة الانجليز واليهود وشاركوا عموم مدن فلسطين فى ثورة 1936م وقد قاموا بعمل كمائن للعدو الصهيونى ومهاجمة مستعمراته التى كانت مقامة على الاراضى الفلسطينية ومن هؤلاء الرجال الثوار كان معروف محمد ابو وطفة ومحمد شحادة الكحلوت ومحمود شاهين واحمد سليم شاهين ومحمد المقيد وغيرهم الكثير ممن دافعوا عن ثرى هذا الوطن الحبيب .

* القرية حالياً:
اندثرت القرية كلياً والموقع مغطى بالاعشاب البرية وبعض اشجار الجميز ولا يزال احد المنازل وكان مبنى وسط بساتين الفاكهة قائماً تقتنه عائلة فلسطينية حالياً ولهذا البيت سقف مسطح ونوافذ وابواب مستطيلة اما الاراضى المجاورة فيستغلها المغتصبون اليهود وقد اقيمت مغتصبة اشكلون فى العام 1948م الى الشمال الغربى من موقع القرية ومما شاهدناه قبل انتفاضة 1987م حينما كنا نزور قرية نعليا انتشار خلايا النحل والازهار البرية كالحنون .
وهكذا فقرية نعليا احدى قرى فلسطين التى عمدت سلطات الاحتلال الى تدميرها وتشريد اهلها ودمجها فى محيط عمرانى جديد فى محاولة لتغيير وتزييف الواقع الجغرافى والتاريخى لفلسطين .