منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   مختارات من الشعر الليبى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17577)

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:16 PM

مختارات من الشعر الليبى
 
إدريس بن الطيب

بطاقة تعريف..

الاسم : إدريس ابن الطيب

تاريخ الميلاد : 11/5/1952

مكان الميلاد : المرج / ليبيا

مجالات الكتابة : الشعر-القصة-المقالة

تعريف قصير: درس في المعاهد الدينية في كل من بنغازي والجغبوب ومعهد أحمد باشا الديني في طرابلس، تحصل على دبلوم صحافة ووسائل اتصال (فلندة)، عمل محرراً في الصحف المحلية- عمل ملحقاً إعلامياً وثقافياً بإيطاليا- قبل أن ينتقل للعمل بذات المهمة إلى الهند، في بداية هذا العام 2001.



إصدارات :

1 - تخطيطات على رأس الشاعر-شعر/76

2 – العناق على مرمى الدم –شعر/91

3 – كوة للتنفس –شعر/97

ترجمت مجموعته الأخيرة (كوة للتنفس) إلى الإيطالية.




نماذج من إبداعه..

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:16 PM

احتمال المطر



هل أنا صدفة في المطر؟

أم أنا مفردٌ دون رونقة مثل كل البشر ؟

مرت الريح ضاحكة فأسرت إلى الأغنيات :

نشيد المسافات ليس يرتله أحد غيرها،

فهي عصفورة مرقت بين إجهادتين

بدفءٍ خفي لأنفاسها فوق خدي كوشوشة للجذور

زمن من سنين على شكل إطلالة

كل شيء مصافحة

غير أن العصافير حين تصافح أنفسها

تتغنى، ترفرف

ثم تشد طويلاً على اليد

كي تتجنب إغفاءة الذاكرة ...

خطاها إشتعال على مدن في القصائد

تطفئ أنوارها بيدها قبيل الذهاب

إلى نومها ثم تحلم حتى الصباح ..

يغازلها البحر حين يكون حزيناً

يغافلها بإحتلال تنهدها

فيفاجئها نزق ناعم

وتفر إلى زمن كخيال الصغار

تتوج ضحكتها وهجاً في الأساطير

يلتفت البحر نحو المدينة

ثم يلامس أقدام شاطئها بحنان

ليودعها في بلاد النعاس

أنا البحر سيدتي

غير أني وحيد على قارب تتقاذفه عاتيات الرياح

ولكنني رغم ذلك أشهر حنجرة للغناء

وأنشودة لاحتمال المطر



طرابلس – 30/1/2001

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:17 PM

كوة للتنفس



يبلغ المرء في أخر الليل غربته

حيث ينكره الكل،

لا يستقيم له الودّ

لا وطن يجتبيه لأوجاعه،

غير هذا الدم المتوثب للإنسفاح،

ولا زهرة أفلتت من رياح السموم

ليزرعها في ابتسامات أطفاله ذات يوم

لا نجوماً ولا قمراً

لا ارتياحاً ولا غضباً،

لا بكاءً ولا طرباً،

غير جمعٍ من التائهين

يمارس كينونة العمر كل صباح

على حدة،

ليعوّد أحلامه البحث عن كوةٍ للتنفس،

أنتِ فتاتي التي أتجول مصطحباً جرحها في شوارع روما

أنام على أنّةٍ في انكسارتها حين تركع راجفة في إباء،

يقول على فمها قائل : إنها اتجهت للحياة انتحاراً،

فأسمع، ثم أرى.. أتفكر،

ماذا تقولين أنت ؟

أنصتُ، أمسكُ نبضات قلبي،

لاشيء،

أعلم أنك لا تستطيعين حتى الكلام،

وأن انكسار الركوع مهين،

ونحن الذين يؤرقنا الصحو،

نذوي على حافة الإنفجار،

ونطلب من ليبيا أن تهدي من روعها قبل أن يتملكنا

دمها في الشوارع،

تؤدي لوجه بلادي كل الطرق،

تركت هناك أمانة قلبي "لعينيك"

كل الرفاق الذين قُتِلنا معاً،

ملّ من دمنا الموت،

لكنه حين جاء قتلناه،

رفاقي جراح البلاد جواهرها،

ينـزفون ويبتسمون،

وتنهشهم كل يوم قصائدهم وحليب الصغار،

فيعتذرون إلى الشعر حين يكون عليهم مطاردة الخبز،

يتكـئون على حملهم في الصباح

لكي يبدءوا ما يشابه يوماً جديداً

أنا هاهنا أتلمس إنهاكهم

ومشاريع بسماتهم حينما تختفي كالفقاعات،

لكنهم – رغم أفق بليد –

يصرون على جذر أسنانهم

ثم يبتسمون.


طرابلس 25/8/1995

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:17 PM

بنغازي تواري السوسي الثرى بعد 83 عاما

http://www.jeel-libya.com/articles/2170_1.gif


مثلما تأتي الروعة على مهل، هاهي تذهب على حين غرة، عندما تتوقف رحلة الشاعر، وتحتبس في كهف الغيب و الأبد رؤى الشفافية الباصرة لما خلف المعاني المبذولة.

ودعت ليبيا الأمس الإربعاء الموافق 22 نوفمبر 2007 أحد أعلامها في الأدب والثقافة. فبعد رحلة طويلة من قرض الشعر، وتطويع الكلمات، ها هو شاعر ليبيا يغادرنا على غير موعد، كما هي سنة الله في خلقه.

شاعر الرقة والرومانسية، والعذوبة، اختارت له العناية وفاة بعد صلاة ظهر الأمس بتونس، الشاعر الكبير: متوقفا قلبه المشبع بتلك المدادات الروحية المنظومة، بعد تسعة وسبعين عاما، وقد نقل جثمانه، وهو في طريقه ليدفن بعد صلاة عصر اليوم الخميس بمدينة بنغازي.

والشاعر حسن أحمد محمد السوسي، ولد عام 1924 في الكفرة، وأقام في سنوات صباه الأولى بدينة مرسى مطروح، حيث قرأ فيها القرآن الكريم على والده، ودخل المدرسة، ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة الأهلية 1944.

عاد إلى ليبيا أواخر عام 1944 وعمل معلماً بمدرسة الأبيار، ثم تنقل في وظائف التعليم إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1988.

دواوينه الشعرية: الركب التائه 1963- ليالي الصيف 1970- نماذج 1981- المواسم 1986- نوافذ 1987- الفراشة 1988 - الزهرة والعصفور 1992 - الجسور 1998 - ألحان ليبية 1998 - تقاسيم على أوتار مغاربية 1998.

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:18 PM

جنينة السوكني

بطاقة تعريف..

الاسم: جنينة امحمد السكوني [جنينة السوكني]



تاريخ الميلاد: 21/12/1963

مكان الميلاد: طرابلس

ليسانس لغة عربية-1992/ جامعة ناصر

مجالات الكتابة: الشعر – المقالة



بعد تخرجها من الجامعة، بدأت حياتها العملية من خلال العمل الصحفي والإعلامي.

فأعدت وقدمت برنامجها (آثارنا حضارة وتاريخ) بالتعاون مع مصلحة الآثار في إذاعة الجماهيرية في العام 1999.. كما وشاركت الشاعر "لطفي عبداللطيف" في إعداد برنامجه "المركز الثقافي" للإذاعة طرابلس المحلية.. في شهر رمضان المبارك للعام 2002، أعدت برنامجها المرئي (أنوار) لإذاعة الجماهيرية المرئية.. لتعود في العام 2005 للإذاعة المسموعة من خلال برنامجها الثقافي (مصافحة)، وهو برنامج ثقافي كان يذاع مساء الإثنين من كل أسبوع، وقد سجلت منه 12 حلقة، استضافت فيه مجموعة من المبدعات الليبيات، والتعريف بإبداعهن، ومن الأسماء المُستضافة في البرنامج: شريفة القيادي، حواء القمودي، فاطمة غندور، فتحية خير، ابتسام عبد المولى، مريم سلامة، وغيرهن، بحيث قدمت أكثر من أسم لأكثر من مرحلة.



في الصحافة، بدأت مسيرتها مع صحيفة (الشمس)، فكتبت وأجرت العديد من اللقاءات، حتى تسلمها مسؤولية (الملف الثقافي) للصحيفة.. من بعد أنتقلت إلى أسرة مجلة (البيت) والعمل على الملف الثقافي للمجلة.. لتعود إلى صحيفة الشمس مشرفة على ملفها الثقافي.. كما وكتبت بصحيفة (الدعوة الإسلامية).. كما وشاركت ضمن أسرة تحرير صحيفة (الجليس) التي صدرت مواكبة لمعرض الجماهيرية الدولي للكتاب، في دورته السابعة



نشرت نتاجها الشعري، في الصحف والمجلات المحلية والعربية، فنشرت في صحف: الجماهيرية، الشمس، الحرية (تونس)، أخبار الأدب (مصر)، العرب اللندنية.. وفي المجلات: الفصول الأربعة، البيت، المؤتمر، الحضارة.



كما وصدت أولى مجموعاتها الشعرية تحت عنوان (مسك الحكاية)، عن منشورات مجلة المؤتمر (2005).. وحسب ما أفادتني به "جنينة" فإن لها مخطوط بقصور الثقافة بجمهورية مصر العربية، كما إنها كانت تعد لطباعة مجموعة بتونس (كان هذا في العام 2002-2003)، ولا أدري ما حدث للمخطوطين، أو المخطوط.. كما إن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع زالإعلان تملك مخطوطاً تحت عنوان (قالت شهرزاد).

أما مخطوطاتها، فالمعروف منها:

- من صفوة الطين، من عصارة عنبر، أم من لغز النار أنا؟



تشكل الشاعرة "جنينة السوطني" رفقة صديقاتها الشاعرات، نسيجاً شعرياً يرفد التجربة الشعرية الليبية بتميزه، ويؤكد ميزة الصوت الأنثوي فيه، فالشاعرة تؤكد حضورها وتعمل عليه بقوة وبهدوء، فهي تؤكد حضورها في النص، وفاعليتها، دون صراخ أو ثورة، إنها تعمل بهدوء، بإدراك العارفة بتسريب همومها وأحلامها.



في العام 2003 اكتشفت إصابتها بالورم الخبيث، لتبدأ رحلة علاجها في الجمهورية التونسية، لتعود للمشاركة في المشهد الثقافي أواخر العام 2004، بشكل أكثر حيوية، وتألقاً، حتى سفرها الأخير لتونس بعد أن تدهورت حالتها، لتكون آخر رحلاتها، فكان أن أعلنت وفاتها الخميس 3/11/2005، ثاني أيام عيد الفطر المبارك (2 شوال).











نماذج من إبداعها..


حرمة الخوف



أفكر في انتهاك حرمة الخوف،

وأشدّ الرحال.. وأرحل.

ترتسم أمامي جنان

وسماء يحلق بها الفرح..

وأناس يزهر على وجناتهم التفاح.

أفكر في خرق تعاليمي

وحرق تمائمي..

أسترق الزمن المتبقي،

أحتضنه.. وأرحل.

*

أفكر في رتقِ كبريائي،

أمتشق قلباً جديداً..

بعدُ لم يُنحت،

أشرع نافذة بحجم عيني..

أركب ريحاً هبّت

بلا موسم.. بلا موعد،

أطلق العنان لجسدي البكر..

وأرحلُ.. أرحل.

*

أفكر في استجماعِ ما تبقى من ربيع،

أشقُّ في المستحيل سبيلاً،

أصوّب صوبَ الآتي شراعي..

وأرحل

حيث لا دماء.. ولا زاد،

حيث أبدأ النهاية،

حيث لا وثاق للمعصمين

حيث.. حيث..

*

أفكر لو أنَّ في الرجالِ.. رجلٌ ،

يمتلكُ مفاتيح القدرَ

وأجوبةً لكلِّ أسئلتي،

يتلقفني كلما هويت..

من قمةِ الحزنْ،

ما كنت فكرتُ في انتهاك

حُرمةِ الخوف،

ولا فكّرتُ في أن أرحلْ.




ما بعد الترحال



دقّت نواقيسي،

فأعلنتُ حالة استنفاري

وشدَدْتُ الرِّحال،

أهزُّ أسف المآقي..

وبيدٍ أبثُ القبل لعُبّاد الجبال.

*

أنا المسكون بزهى الأنهار

تتدفق.. فأتدفق كغانية تختال،

تغتال الأفق والمدى.

*

في ركني الذي اصطفاني..

أدير رحى الذاكرة..

عندها يذوب الجليد..

عندما يغنيّ النخيل

وأتصفح الأشواق كعادتي:

( يشتاقك الكهف

الأقفاصُ الزهرية،

شيوخ الطرق .. وألسنة البخور

تشتاقكِ المناراتُ الخافتة

الزفرات.. الكثبان المنكسرة،

شمسٌ سنتها الشروق).

وتقطعُ الأشواق لذّة الترحال.

*

غرست في مفترق الأقدام .. قدمي،

أستحضرني من العدم،

ودمي يتسلل،

يجاور دماءً غير دمي

أحمل عيون الأرض تمائمي

وبسملتي وشماً بعُمُدِ هيكلي

وأنطلق.. أجرفُ التيارات،

أكتحل بصهيل الغدّ

أنسلخُ من المرآةِ لأراني

*

متاهاتٌ .. أنفاقٌ تسرقني،

وتعبٌ يندسُّ بين الهُدبِ والمحجرْ

وعطرٌ أزرق

واصطلاء العشق الذي أعشق

أسرق ؟ أنا الحاملة لمفاتيح الكونْ..

أيُّ احتمالٍ أرى

لتذبذبِ الموازين واهتزاز المتّسَقْ

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:19 PM

الشاعر الشيخ: حسين الحلافي


ولد الشاعر حسين محمد أحمد الحلافي عام 1905 في قرية" المخيلي" على الأطراف الشمالية للصحراء فوق هضبة الجبل الأخضر وتلقى فيها مبادئ تعليمه . *
درس وحفظ القرآن الكريم في الجغبوب ثم رحل منها عام 1925 حين امتد إليها سرطان الاحتلال الإيطالي حيث التحق بالأزهر الشريف. *
في عام 1940 قطع دراسته في مراحلها الأخيرة ليلتحق بجيش التحرير حيث كان من ضمن من تم حصارهم في طبرق . *
عمل عضوا بجمعية عمر المختار حيث أسندت إليه رآسة القسم الثقافي في فرعها في درنه سنة 1943 كما كان عضوا في الجمعية البرقاوية المعروفة ولم ينقطع عن الكتابة في الصحف والمجلات ونشر قصائده . *
كان من الرعيل الأول من المعلمين حيث قام بالتدريس في مدرسة النصر بدرنة من سنة 1943 الى1947 *
أسس أول مدرسة في منطقة الابرق بالجبل الأخضر عام 1948. *
عين قاضيا في طبرق عام 1948 ثم نقل قاضيا بمدينة اجدابيا عام 1954 . *
عين سنة 1956 وكيلا للمعهد الديني بالبيضاء والذي اسهم في تأسيسه ثم شيخا للقسم العالي الذي اصبح فيما بعد "الجامعة الإسلامية" *
استقال من الوظيفة عام 1960 وانتقل إلى مدينة درنه حيث كان خطيبا وإماما بالمسجد العتيق بدرنة. *
عاد إلى البيضاء عام 1965 لتولي إدارة المساجد بالجامعة الإسلامية والتي بقي فيها حتى سنة 1969 . *
انتقل إلى رحمة الله يوم 20 رجب1394 هـ الموافق 8-8-1974 ودفن بمدينة البيضاء . *
منح وسام التحريــر من الدرجة الأولي *
منح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى *
صدر له ديوان شعر باللغة العربية الفصحى تحت اسم : " ديوان شاعر الجبل الأخضر حسين الأحلافي " سنة 1990 تقديم د. إدريس فضيل – عميد كلية اللغة العربية بجامعة عمر المختار *
صدر له ديوان باللهجة العامية الليبية تحت اسم : " ديوان حسين محمد الحلافي " سنة 2004 تحقيق وشرح د. يونس عمر فنوش الأستاذ بكلية الآداب جامعة قاريونس ، والهمالي شعيب الحضيري الباحث في التراث الليبي . *
أعدت عنه دراسة لنيل درجة الماجستير إعداد على صالح العسبلي ، إشراف الدكتور محمد ادغيم- كلية الآداب جامعة قاريونس. *
أعدت عنه دراسة بعنوان " الشاعران حسين الاحلافي " للأستاذ محمد عبد الله المحجوب – رابطة الأدباء والكتاب بمدينة بنغازي. *
أقامت له رابطة الأدباء والكتاب مهرجان تكريم بقاعة الشعب بالبيضاء يومي 8، 9 أغسطس 2001 . *
نشرت عنه دراسات وبعض قصائده في : " مجلد قصائد الجهاد" مركز الجهاد الليبي – سالم الحنديري/ سالم الكبتي 1984 " مجلد الشعر الشعبي – الجزء الأول" كلية الآداب – جامعة قاريونس " الحياة الأدبية في ليبيا " د. طه الحاجري - مصر " الشعر والشعراء في ليبيا" محمد الصادق عفيفي - مصر *
له مخطوطات : " وقائع الجهاد ضد الغزو الإيطالي" " تراجم لبعض الأعلام من ليبيا" *
نشرت له مجموعة مقالات وقصائد في دوريات محلية وعربية في فترات مختلفة، وأذيعت بعض قصائده في
.bbc الإذاعة الليبية وإذاعة لندن *




انتقل إلى رحمة الله يوم 20 رجب1394 هـ الموافق 8-8-1974 ودفن بمدينة البيضاء.



إصدارات

- ديوان شاعر الجبل الأخضر حسين الأحلافي – شعر فصيح/ 1990

- ديوان حسين محمد الحلافي – شعر شعبي/ 2004



مخطوطات:

- وقائع الجهاد ضد الغزو الإيطالي

- تراجم لبعض الأعلام من ليبيا


نماذج من إبداعه..


أبطال ليبيا

نظمت هذه القصيدة وأنا في جيش التحرير، أثناء الحرب العالمية الثانية



نصر الإله وفتحه قد جاء
والعز أقبل والزمان أضاء

وبدا لك العلم المقدس عاليا
يحكي العقاب ترفعا وإباء

يدعوا إلى الميدان كل مواطن
يستنهض الكتّاب والشعراء

يدعوا الكهول ويستحث شيوخها
يدعوا الشباب ليحملوا الأعباء

فالحرب من أجل البلاد فريضة
يعلي الفتى ويخلد الأسماء

فهي السعادة إن أردت سعادة
وهي البقاء لمن يريد بقاء

كم خامل في السلم لا ذكر له
في الحرب أصبح قائدا ولواء




أبطال ليبيا الأوفياء لها لقد
آن الأوان لتسلكوا البيداء

ها أنتم تتجمعون لتنقذوا ال
و طن العزيز وتقهروا الأعداء

عدتم إلى حمل السلاح وإنكم
في ما مضي كنتم به خبراء

عشرون عاما في الدفاع عن الحمى
كانت مآسي كلها وشقاء

تستقبلون رصاصهم بصدوركم
لا تسأمون ولا ترون جلاء

وصمدتم حتى فقدتم نصفكم
وفقدتم البيضاء والصفراء

وملأتم تلك الربوع مقابرا
وبذلتم الأموال والشهداء

نفذت ذخيرتكم وعز وجودها
وبقيتم لا زاد إلا الماء

فتركتم الأرض الحبيبة بعدما
أرويتموها مدامعا ودماء

فقصدتم أرض الكنانة إنها
قلب العروبة تكرم النزلاء

فجعلتموها موطنا ولقيتموا
فيها الحنان وأخوة رحماء




يا ليبيا انتظري اللقاء فكلنا
جند تركنا الأهل والأبناء

فاستبشري هذي طلائع جيشنا
ظهرت يشق زئيرها الأجواء

من كل مقدام يجود بنفسه
يوم الكريهة لا يهاب لقاء



المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:19 PM

سالـم الكبـتي: عام 1957... عـرض حـال بعـد نصـف قـرن !!

بحلول 2007 يمر نصف قرن على عام 1957...



ثمة ألفية من الأعوام أدبرت وألفية أخرى أقبلت، وذلك أمر يتيح فرصة للتأمل أو إستدعاء لبعض الملامح البعيدة التي أضحت جزء من (صدى السنين الحاكي) حتى ليمكن القول؛ أن عام سبعة وخمسين كان واضحا بدلالاته في كثير من الشؤون والأمور وما تداعى عنها فكريا وثقافيا واجتماعيا.

لم تكن التداعيات بالطبع من قبيل الخوارق أو صدى مكسور لصيحة في بئر عميق أو بعيدة عن تأثيرات ومؤثرات شديدة القوى وقعت في المنطقة بأسرها وشغلت العالم وانعكست يومئذ بطريقة أو بأخرى على الواقع الليبي.
في طابور السنوات الطويل... الطابور الموغل في القدم جاء عام سبعة وخمسين حاملا جرابه... وعكازه الذي يتوكأ عليه وكان يمشي على مهل ثم وقف في المنطقة تماما بين عامي 1947 و1957 وقال ".. السلام عليكم".. عشر سنوات من قبل وعشر سنوات من بعد، شهدتا عديد المفارقات والتقلبات والعواصف عبر كل الضفاف، جاء عام سبعة وخمسين وذهب، لكنه خلّف آثارا ستبقى بارزة على مر الأعوام في ضوء النهار.

إرهاصات سبقـته...

في عام سبعة وأربعين كان عامان قد مرا على نهاية الحرب العالمية الثانية وشرع العالم في استقبال الشمس وتضميد الجراح، واستقرت الأمور بشكل ما في كثير من المناطق التي سيصار إلى ترتيبها وفقا لاقتسام النصيب من كعك السوق، وبدأت إرهاصات غيوم تحمل سيولا من الماء وتتجمع عبر الأفق...

عندنا في ليبيا: نشات بعض الإدارات وقرعت الأجراس في المدارس بالأرياف والمدن، وأوفد الطلبة للدراسة في مصر وأخذت العمالة المحلية الصرفة في ترميم وإعادة بناء ما هدمته الحرب.. بأمنيات طيبة وبضعة قروش، وهتف رفيق: عش رافع الرأس حرا أيها الوطن و(حرًك) لعلك توقظ النواما...

وتشكلت بعض الهيئات والنوادي السياسية ولاحت بوادر حركة ثقافية وصدرت في طرابلس صحيفة الأخبار للشيخ محمد الماعزي ومجلة الفجر لصالح بويصير في بنغازي.

من وراء الحدود ذلك العام أصدر مصطفى عبد الله بعيو أول مؤلفاته التاريخية، كتاب له سمات وإشارات يأتي في سياق البواكير لفتح العيون على الوعي بتاريخ الوطن ومحاولة تأسيس مكتبة تاريخية ليبية حديثة، تتجه إلى التأليف والتحقيق بمنهجية وعملية هادئة وليس بمنطق (التخريف والدش)... كان بعيو قد تخرج عام 1943 في قسم التاريخ بجامعة فاروق الأول (الاسكندرية لاحقا) واشتغل معلما في إحدى ثانويات الاسكندرية، لكن عقله وكيانه كان في (لوبيا).. ويتدفق ولها بها، حمل الكتاب عنوانا هو : "المجمل في تاريخ لوبيا من أقدم العصور إلى العصر الحاضر" طبعه في مصر وقدم من قبل الأستاذين عبد الحميد العبادي بك، ومحمد عبد الهادي شعيرة، الثاني سيصل إلى بنغازي مطلع 1956 عقب تأسيس الجامعة الليبية ويشتغل أستاذا بقسم التاريخ ورئيسا له، أشار بعيو في مقدمته لكتابه بالقول " لهذا الكتاب قصة ارتبطت بتاريخ دراستي بمصر إذ شعرت بحاجتي إلى كتاب يعرض علي تاريخ بلادي للإلمام به ومعرفة مدى ارتباطه بالتاريخ العام وكلما تقدمت الأيام ازداد هذا الشعور دون الحصول على ما يحقق هذه الرغبة ويرضي ما تتعرض له مرحلة المراهقة من نزاعات وطنية لم يسلم منها كل من مر في مثل هذه المرحلة والحق أني كنت كثيرا ما أنطوي على نفسي وأشعر بشيء من الخجل أمام زملائي ومدرسي إذا ما حان درس التاريخ وتناول الحديث مختلف الموضوعات وكان علي أن أعيها وأن أعرفها في الوقت الذي أجهل فيه ما يجب أن أعرفه من تاريخ بلادي ولو بتلك الصورة العامة التي كانت تعطى لنا في المرحلة الثانوية..."


سيستمر الشوق عند بعيو تأصيلا لهذا الشعور وللشخصية الوطنية والبحث عن جذورها فظل يلاحقها من دون تعب ولكن عن وعي ودراسة جادة في كتابه الثاني "دراسات في التاريخ اللوبي" الذي أردفه بعد الأول بست سنوات.
كانت لوبيا حاضرة وطاغية في تفكير الأستاذ بعيو الذي سيصبح من أبرز المؤرخين الليبيين المعاصرين ثم تداعت الفكرة وإن اختلفت المعالجة وتباين التناول من بعد في ذهن معلم بسيط في أحد مدارس القوارشة بضوحي بنغازي، هو محمد مصطفى بازامه.. فأخذ في نشر سلسلة مقالات عن "ليبيا"... هذا الاسم في جذوره التاريخية" بمجلة (ليبيا) التي أسسها الأستاذ مصطفى بن عامر عام 1951، ثم أصدرها في كتاب بالاسم نفسه بطرابلس عام 1965.

بعيو وبزامة كانا من جيل العشرينات وكانت أفكارهما معا رغم فروق المدرسة والمنهج تهفو إلى لوبيا وليبيا وتضج في أعماقهما وتضرب بكل ثقلها وسط الدماغ، كانت تلك المبادرة منهما ضمن أولى الخطوات المهمة لمدرسة جديدة في الدرب البعيد تتلمس أبعاد وتفاصيل الوطن ورائحته وشخصيته ومحله من الإعراب بعد إنجازات سابقة لمدرسة ابن غلبون والشماخي والنائب الأنصاري والطاهر الزاوي والسنوسي الغزالي والطيب الأشهب.

وهذا العام في رؤية أخرى، الذي شهد بحثا واستقصاء عن لوبيا المقابلة لنسيم البحر وصهد الصحراء الواسعة من خلفها ستحدث في نهاياته هزة لأحد ديار (العروبة) شرع الانتداب البريطاني في تخفيف رحله في الأرض المقدسة بفلسطين وصدر قرار بتقسيمها من الأمم المتحدة بين العرب واليهود؛ أبناء العمومة ورفض العرب ذلك رفضا قاطعا ثم بحثه عنه في فترات لاحقة مستنجدين بالخطابات وقوافي الشعر والأسلحة الفاسدة ولم يجدوه، لقد شربوا ماء البحر دفعة واحدة دون أن يشرقوا !


1957.. عام الإصدارات...

عام سبعة وخمسين يعد عاما متفردا في موضوع الإصدار الثقافي الليبي قياسا بأعوام خلت، كان هذا العام أحد بوابات العبور إلى بوابة الستينات التي تنامت فيها المصادر الثقافية وتنوعت وزاد عدد الخريجين في الجامعة ومعاهد المعلمين واتسع النشاط الثقافي وصولا إلى إنشاء اللجنة العليا لرعاية الفنون والآداب التي شرعت في اهتمامها بنشر الكتاب الليبي.

شهد العام مخاضا ثقافيا وحراكا باتجاه الفكر مع قلة إمكانيات وتوفر الحماس بمستويات فردية فقط ، سيصح هنا العزم من البعض فيصدر علي مصطفى المصراتي (شاعر من ليبيا.. ابراهيم الأسطى عمر) وخليفة التليسي (الشابي وجبران) وهو أول كتبه وعلي صدقي عبد القادر ديوانه الأول (أحلام وثورة) وكذا علي الرقيعي ديوان (الحنين الظامي) وسيطل عبد القادر بوهروس على قرائه بأول مجموعة قصصية ليبية (نفوس حائرة) دأب على كتابتها ونشرها باسم (سميرة) في بعض الأحيان.

إصدارات أخذت السبق في مسيرة الكلمة المعاصرة الليبية مشكلة حماسا ووعيا ومساندة من القراء والنقاد في تلك الأيام ومن بعض دور النشر والمطابع الليبية التي بدأت في التكون لتسهم في صناعة الحرف إضافة إلى الطباعة في مصر وبيروت ومثلت جهودا طلعت إلى النور من عتمة الليل وكانت في مقدمة الإضاءات في منتصف القرن العشرين من ليبيين تحملوا النهوض بمسؤولية الحركة الثقافية والفكرية في البلاد ولتتصل بها أجيال أخرى أو تختلف.
في مطلع العام يصل إلى بنغازي دكتور مجيد خدوري ابن الموصل في العراق والأستاذ الكبير في جامعة جونس هوبكنز ليظل بها حتى يوليو من العام نفسه ويعين ثاني عميد لكلية الآدات والتربية ولن يظل أسير كرسيه في ذلك المبنى العريق فأخذ يتحرك ويدور في كل الأرجاء وشرع في كتابة مؤلفه (ليبيا الحديثة) وأصدره بالإنجليزية في عام 1963 ثم يترجمه إلى العربية دكتور نقولا زيادة ويراجعه الدكتور ناصر الدين الأسد وهما كانا يعملان في بنغازي أيضا ويصدرانه عام 1966.

وفي الأسبوعين الأولين من العام أيضا سيرحل عن الدنيا بشير السعدواي في غربته في بيروت ويدفن بها قبل أن يرى كتاب (ميلاد دولة ليبيا الحديثة) الذي أعده في جزئين مؤرخ المؤتمر وحميم السعداوي الدكتور محمد فؤاد شكري، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة فؤاد (القاهرة فيما بعد) وصدر بعد وفاة الزعيم ومؤسس المؤتمر بأيام قليلة... لقد غدت ليبيا في كل العناوين وانحسرت (لوبيا) من مفهومات الجيل الآتي بعد أن تمترس في خندقها الأستاذ بعيو مدة من الزمن.
سيصدر في العام نفسه كتاب (الشعر والشعراء في ليبيا) لمحمد الصادق عفيفي، المعلم المصري في المدرسة الثانوية بطرابلس والذي نشر مقالاته في مجلتي (صوت المربًي و المعرفة) وسيظل الكتاب منذ ذلك العام وما بعده مرجعا أثيرا ودائما للباحثين الليبيين عن شعرائهم الذين بلغ عددهم في الكتاب أربعون أو يزيد... وقد بيع آنذاك بأربعين قرشا ليبيا، و تندر رفيق الذي كان يراسله عفيفي ويعرفه معرفة وطيدة بذلك قائلا : الشاعر بقرش! وسينال عفيفي بعد عشر سنوات درجة الدكتوراة في رسالته التي أضحت كتابا بعنوان (الاتجاهات الوطنية في الشعر الليبي الحديث).
في بنغازي ستصدر عامئذ مجلتان: (الضياء) في مارس ثم (النور) في مايو. الأولى استمرت حتى 1958 والثانية تعثرت في عددها الثالث، كانتا شهريتين وتحلق وسطها كتاب ومواهب ودارت معارك وسجالات فكرية ونشرت مقالات وقصص وقصائد بعضها ناضج وطازج والآخر كان في طريقه إلى النضوج. في العدد الأول من (النور) سينشر رشاد الهوني أولى قصائده عنوانها (إلى أخي في الجزائر) كانت الثورة مشتعلة في الجزائر كأنها في أزقة بنغازي وليست في الأوراس أو وهران، ستلاقي انعكاسات قوية في الواقع الصغير بالمظاهرات والاحتجاجات ولعن الفرنسيين الذين قبضوا على جميلة بوحيرد وعذبوها وحاكموها في أبريل سنة 1957.

وسينهض بين الشعراء في ليبيا شاعر اسمه محمد السباعي – من مصراته- يدرس في قسم الاجتماع في بنغازي، بواجب دعوة الفتاة الليبية إلى أن تحذو حذو هذه "الجميلة" فيقول عبر مجلة الضياء:

حدثي شيب البلاد
يا جميلة
حدثيهم
عن كفاحات الشعوب
حدثي ناس بلادي
عن بطولات النساء
أخبريهم يا شهيدة
حدثي بنت بلادي
وأيقظيها...
وابعثي الثورة فيها


ذلك شعر قد انقضى... وقضية قد خلت... لكنها ظلت في الضمير حية... وتداعى حولها يومذاك كثير من الشعراء في ليبيا، وفي خط مواز آخر مثل سكة الحديد سيؤدي الشعر الشعبي دورا في هذا الجانب المشتعل بمزيد من الأهازيج والقصائد والزغاريد أيضا، سيشارك اشريف السعيطي ومحمد الفاخري (والد الكاتب خليفة الفاخري) والسيد بومدين وأبو بكر الرقعي ومحمد المريمي الذي بحث عن جميلة متسائلا في مثال لم ينسه الكثيرون:

يا دنيا كيف حال جميلة
ميش ذليلة..
فيّن حبس اليوم نزيلة


كان الوطن كله مع الجزائر المتاخمة لحدوده الغربية ومتعاطفا برجاله ونسائه ومسؤوليه مع النار والبارود في القصبة وسوق هراس والقبائل والأحراش القصية ويقسم بالنازلات الماحقات مع مفدى زكريا ومحمد بالعيد.. وبرؤوس الزعماء الخمسة أن لا تدخل الدار فرنسا ويسمع عن مشاركة فرانس فانون في الثورة حتى قتله سرطان الدم ويصغى إلى جان بول سارتر وصديقته سيمون دي بوفوار وهما يستنكران مع اليسار الفرنسي في المقاهي الممتدة على ضفاف نهر السين ومدرجات السوربون ألوان التعذيب وبشاعة الأقبية والمقاصل والطاعون الجديد بعد (طاعون ألبير كامو).
ويكاد هذا التعاطف الليبي مع الجزائر يفوق التعاظف مع فلسطين السليبة، كان هناك اقتراب واضح للبصر وشمل كل الأشياء فسمى الليبيون أبناءهم بخيضر وبن بيللا وبناتهم جميلة أيا كانت بوحريد أو بوعزة أو بوباشا وغيرهن من جميلات الجزائر.. وباعوا مقتنياتهم البسيطة دعما للثورة وخلعت الصبايا أقراطهن وتبرعن بها لمكاتب الجبهة ولجان نصرة الجزائر في كافة المدن والقرى وأحسوا بأن (شارّو وابي) الأسود الذي يذرع الشوارع على ظهر حماره الأبيض مستجديا الصدقات، هو بطريقة ما جاسوس لفرنسا، وفعلا قبض عليه بهذه التهمة في بنغازي عام 1960 وبلغ هذا الإسناد العجيب مداه حين انهمر الدم المشترك على الحدود الجنوبية في قرية (ايسين) قرب غات.. التي اعتدى عليها الفرنسيون عام 1957.

الطالب الصادق النيهوم في السنة الخامسة الثانوية حسب نظام التعليم القديم سيكتب أول محاولاته آنذاك بعنوان (شعب يكتب تاريخه بالأغنية) في مجلة رسالة الطالب التي أصدرها طلاب المدرسة الثانوية في بنغازي وستكون هذه أولى محاولاته الأدبية وبداية مشواره وأول إطلالة له على التاريخ من كوّة المدرسة وصار يستدعيه لاحقا في كتاباته وعرّفه بأنه (لعبة الحظ) وبأنه (مجرد أرقام في مسيرة البشرية) وسيتجه إلى الإشراف على موسوعاته في هذا الإطار ويحررها مع آخرين: (تاريخنا) و (أطلس الرحلات) و (قلب العالم) وسواها.. وبعد عشر سنوات في 1967 سيصبح بمقدوره الوقوف على قدميه وسينشر ضمن ما ينشر مقالاته عن (الرمز في القرآن) ويتوقف عن ذلك قبل أن تحل عليه (لعنة ما)!
السبعة والخمسين سيتواصل فيها بالكتابة أحمد العنيزي، محمد المطماطي، محمد فريد سيالة، عبد السلام قادربوه، مفتاح السيد الشريف، كامل المقهور، محمد زغبية، وعبد الله ويوسف القويري، عبد السلام خليل، سليمان تربح... وغيرهم.

وبعيدا في جوف الصحراء سيصدر العدد العدد الأول من صحيفة فزان وتطبع في المطبعة الحكومية هنالك لتضاف إلى بذور الوعي في تلك الجهة المعزولة وتتفاعل مع ما هو قادم من الساحل الطويل.

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:20 PM

أصداء في المنطقة... والعالم...

سيعلن في هذا العام "أيزنهاور" عن مشروعه – سد الفراغ في المنطقة – وستتردد الصيحة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر وترحب به دول عربية وتشيح بوجهها منه أخريات في جو الصراع الدائر بين القطبين... قيل إنه لسد فراغ موحش مثل المبتدأ الذي يسد مسد الخبر في اللغة الجميلة. والآن بعد نصف قرن من السبعة والخمسين، ماذا يقال عن سد الفراغ أو ملئه؟ هل تركوا فراغا حتى يسد؟... هل ساءلوا البحاث عن فتحاته في وجه الريح!
وسيواصل "صوت العرب" هدر الصوت والوقت وسيوالي الشعراء العرب سخطهم عن عذابات الشعوب في الجزائر وكوريا وكينيا وفلسطين.. وستقام لأول مرة مهرجانات بعلبك وتغني فيروز به لأول مرة أيضا.. ستغني حالمة باللاجئين وبالبيت البعيد المتواري وسط أكوام الثلوج وانتظار الحبيب وعيون الأطفال وتدق الدبكة وتلعلع الميجنة والعتابا ويشاركها أيضا وديع الصافي ونصري شمس الدين في الغناء وفيلمون وهبي والأخوين رحباني ونصيف والباشا بالكلمات والألحان ويفتحون مسارب جديدة في حداثة الأغنية العربية المعاصرة المتناغمة مع التراث والفولكلور.

وفي سبعة وخمسين سينطلق إلى السماء (سبوتنيك) أول قمر فضاء روسي وسيدشن بدء مرحلة التسابق العلمي الفظيع مع أمريكا الذي أوصلته إلى ذروته بهبوط (أرمسترونغ) ورفيقيه فوق سطح القمر في يوليو 69. هذه الانطلاقة ستدهش الكثير وتترك شيئا من (حتى) في نفس الشاعر السوري عبد الباسط الصوفي القلقة والمتوترة فيصيح في قصيدة طويلة:

من الأرض، رحت رسولا
غبيا، ترود النجوم
وتومض، كاللمح، ترمق
شيئا، وراء الغيوم
عيونك، موغلة في
سحيق الفضاء، تحوم
حضارة ضوضاء حالمة
في الفضاء البعيد
تفح، وتلفظ أنفاسها
قطعة، من جليد!


وسيتحرك البترول في أحشاء ليبيا وستحبل به حبلا خفيفا ثم ينفجر بقوة ويشرع في تصدير أول شحناته إلى العالم من البريقة بعد أربع سنوات..

معالم لمؤسسات..

في سبعة وخمسين أيضا رغم ضيق ذات اليد والحيلة ستبرز بضعة معالم ومؤسسات داخل الوطن، ستنشأ الكلية العسكرية (الملكية) في بوعطني ببنغازي وتتخرج أول دفعة فيها صيف 1959 وستحتوي تلك الدفعة إضافة إلى الطلبة الليبيين بعض الطلبة المغاربة الذين عادوا إلى مراكش الحمراء حاملين رتبة ملازم ثان على أكتافهم وسيتداول التدريس بها ضباط عراقيون وليبيون عادوا من كليات بغداد والقاهرة وسيتزامن أيضا هذا التخريج (العسكري) مع تخريج مدني في الدفعة الأولى من كلية الآداب والتربية في العام نفسه 1959.

في يوليو 57 تبدأ الإذاعة الليبية إرسالها من رأس عبيدة في بنغازي وشارع الزاوية بطرابلس بعدما كانت محلية في المدينتين وستذيع الأغاني والبرامج وتجذب كثيرا من المواهب من المذيعين والفنيين ومعدي البرامج والمغنيين فيهم (مطربات أيضا) وستؤسس الكلية الثانية في الجامعة ببنغازي هي كلية التجارة والاقتصاد والثالثة في طرابلس وهي كلية العلوم ولتتخرج أول دفعاتهما من الطلبة الليبيين عام 1961.

... وهكذا فالأرقام والأعوام لا تنتهي، إنها رحلة.. رحلة طويلة في تاريخ البشر والأوطان. كان عام 1957 عاما فاصلا بين مرحلة ومرحلة... بين قريب وبعيد ومتواصلا بين جيل وجيل.. ليقف هذا العقد من الأعوام أإلى مقابله في الستينيات (سبعة وستين).
مثقلا بكثير من التداعيات الجديدة وملتهبا بالحرائق الكثيفة التي سيظل دخانها مشتعلا تحت الرماد وفوقه... وحتى الآن في المنطقة بأسرها... منذ النكسة المهيبة ذلك الصيف القاسي الذي غلى فيه الماء في الكوز، و... (تلك أمة قد خلت) !!

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:21 PM

صبحُ عيدِ

أتى عيدٌ ، ووجهُكَ صُبْحُ عيدِ تألَّقَ باسماً يُغري قصيـــدي
وألبسَ وَجْهَهُ أَلَقاً وَعَبْقـــاً فسالَ بضوعةِ اللهفِ الفريـدِ
فطيبُ شذاكَ في قلبي ربيــعٌ وعطرُ صَدَاكَ في شفتي نشيدي


سألتُ اللهَ يجمعُنَا بحــــبٍّ على الإيمانِ والنهجِ السديـد
ويدخلُنا جنانَ الخلدِ زمــراً بحقِّ قداسةِ العيدِ السعيـــدِ
فإنْ سُعَدُ الأنامُ بيومِ عِيـْـدٍ فوجْهُ أحبتي في العيدِ عيـدي


شعر/ جمعة الفاخري.

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:21 PM

الرَّكْبُ الصَّامِت

صلاح الدين الغزال


جَـادَنَا الغَيْـثُ وَكُنَّـا كُلَّمَـا

جَادَنَـا نَحْلُمُ بِالوَصْلِ القَرِيبْ

يَا حَمَامَ القُدْسِ حُضْناً دَافِئـاً

قَـدْ فَقَدْنَـا وَتَفَيَّأْنَـا المُرِيبْ

كَمْ سَأَلْنَا الرَّكْبَ عَنْ وِجْهَتِـهِ

فَإِذَا الصَّمْتُ عَنِ الرَّكْبِ يُجِيبْ

هُوَ لاَ يَدْرِي إِلَى أَيْنَ الخُطَـى

شَاقَهَا الإِدْلاَجُ فِي لَيْلٍ عَصِيبْ

كَمْ صِعَـابٍ قَدْ سَبَرْنَا غَوْرَهَا

وَامْتَطَيْنَـا ظَهْرَ تِنِّينٍ عَجِيبْ

فَمَضَى يَحْمِلُنَـا فِي حُرْقَـةٍ

قَاذِفاً فِي أُفْقِنَا الرَّحْبِ اللَهِيبْ


الساعة الآن 11:50 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى