منتديات المُنى والأرب - انصاف الشيطان

ما الذي يدفعنا لهذا الموضوع ؟

دعوة ادعاها الإنسان بأن الشيطان هو من وراء كل الأعمال الشريرة التي يرتكبها فإذا ظلم الإنسان غيره ادعى أن الشيطان هو من سول له هذا العمل ووصل بالإنسان التجني على هذا الكائن أنه إذا ظلم نفسه نسب هذا الفعل للشيطان وادعى أنه من وراء هذا العمل وبما أن الشيطان ليس حاضرا ، عفوا بل هو حاضر ولكنه لا يجيد لغة الكلام التي نتكلم بها أو أنه مأمور بذلك أو أن تكوينه يمنعه من الظهور يقول تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }
لذلك ولكل هذه الأسباب انتدبنا أنفسنا لنكون حكما عدلا بين الإنسان والشيطان مفندين دعوى الإنسان وناسبين لكل ذي قول قوله بحيث لا يظلم أحد المخلوقين ولا يغبن أحدهما ولا يغمط حق كلا منهما .

أولا : ما أوجه الاتفاق بين كلا الكائنين ، يتمثل أبرز أوجه الاتفاق بين الإنسان والشيطان أن كلا منهما مخلوقا لله جل الله وأن الشيطان أسبق في الوجود على الإنسان ولكن نشأت بينهما عداوة أزلية منذ أن عصى الشيطان ربه فصار شيطانا بعد أن كان ملكا ومن هنا نشأت العداوة الدائمة إلى أن تقوم الساعة وتعهد الشيطان بالوسوسة للإنسان وإغواءه أما عن اختلاف كلا منهما عن الآخر فهو اختلاف في الخلْق ِ والخلُق .
أما عن اختلافهما في الخلق فظاهر،{ خلقتني من نار وخلقته من طين}
أما عن اختلافهما في الخلق فهو محط التساؤل الأكبر ؟
يختلف الإنسان عن الشيطان خلقا متى دخل دائرة الإيمان وهذا هو الاختلاف الأبرز والأكبر وفي هذه الحالة فقط يكون الشيطان في أقوى حالات العداوة للإنسان وتبدأ الوسوسة والإغواء أما إذا خرج الإنسان عن حالة الإيمان ودخل الدائرة الأخرى وهي دائرة الكفر بحالتيه [ الصريح ، وغير الصريح ] والكفر الصريح هو الكفر المطلق أي إنكار وجود { الموجود } مطلقا ورفض فكرة الألوهية أما الكفر الغير صريح وهو { الشرك الأكبر } أي الغلط في مفهوم الوحدانية أو مفهوم الألوهية كالقائلين بالتثليث أو من يعبدون الأصنام والأشخاص ومن سعى سعيهم فهم لا ينكرون أن هناك إلها واجدا موجودا ولكنهم أخطأوا في صفة هذا الإله وهنا يأتي دور الرسل لتوضيح هذه الصورة حتى لا يبقى لهم ولغيرهم عذرا وعلة يقولون ربنا لم نعرفك فنعبدك .
وفي هذه الحالة وهي دخول الإنسان في دائرة الكفر أستطيع أن أقول بأن الشيطان يفوق الإنسان عقديا وهو من يؤمن بالإله الواحد الخالق وليس لديه لبس في مفهوم الألوهية عكس الإنسان وفي هذه الحالة يكون الإنسان أسوأ مخلوقات الله على الإطلاق حتى أنه لا [ لا يرقى أن يصل لمرتبة الشيطان ] وفي هذه الحالة لا يحق للإنسان أن يدعي أن الشيطان يسول له أعماله والشيطان لا يقربه بل يخاف أن يقربه وكيف لا وهو أرقى منه درجة عقديا ولا يظلم ربك أحدا والمدار على الإيمان .
أما عن أن الشيطان مخلد في النار وهو كبير المجرمين فهذا لعصيانه أمر الخالق ومناقشته أمر السجود وأن كل الجرائم خرجت من تحت عباءته
فالشيطان يؤمن بالله وإن كان يزين للإنسان الكفر بالله وهذه غير تلك فكلاهما حالتان مختلفتان تزيينه غير إيمانه { وإذ قال الشيطان للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين } ولا يفهمن أحد من كلامي هذا أني أمدح الشيطان أو أدعوا أن يحذو الإنسان حذوه حاشاني أن أقول هذا وهو عدوي اللدود وأسأله سبحانه أن يديم العداوة بيني وبينه دائما أبدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولكن الإنسان أحيانا تصل به درجة الغباء أن يكذب كذبا لا يمكن أن يكون واردا في قاموس الكذب وهو أن ينسب للشيطان أفعاله وقد علمّنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا استعاذ بالله من الشيطان خنس الشيطان وذهب ، إذا ما الذي يدفع الإنسان للخطأ ؟ ما الذي يدفع الإنسان للبعد عن المنهج والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها سوى نفسه التي بين جنبيه ، واعوجاج النظر والتعامي عن الحق والسقوط في بئر الخطيئة الكبرى وهي الكفر بالله ثم يأتي يوم القيامة ناسبا حماقته للشيطان وهو أول من يتبرأ من أعوانه وأنصاره .
نعوذ بالله من الحماقة ومن يمتهنها ونعوذ بالله من الشيطان ومن حذا حذوه ومن سار على دربه ، والله المستعان وإليه يصير الإنسان .

منقول