منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   الثقافة التقليدية الصينية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1524)

أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:28 PM

الخطط الحربية: روح الميت تتقمص جسدا آخر




كان الناس في الصين القديمة مؤمنين بأن روح الانسان تبقى بعد موته. وجاءت خطة " روح الميت تتقمص جسدا آخر" أصلا من قصة اسطورية صينية قديمة تحكي أن أحد المشاهير في الصين القديمة إسمه تي قواي لي قال يوما لطلابه إن روحه ستصعد الى الجنة بالسماء في زيارة قصيرة، وطلب منهم أن يبقوا جسمه في منزله ولا يفعلوا به أي حركة، وإذا مضى الوقت متجاوزا سبعة أيام وروحه لم تعد من السماء فإنها تبقي في الجنة ولا تعود. إذن يمكن لطلابه أن يعالجوا جسمه بمنزله بحرقه. بعد هذا الكلام فاضت روحه فعلا وصعدت كما يعتقد الى الجنة في السماء بينما ظل جسمه على السرير داخل المنزل تحت حراسة طلابه. وبعد مرور ستة أيام جاء شخص برسالة الى طلابه قال لهم إن أم تي قوآي لي مرضت وطلبت منه أن يعود اليها لرعايتها. فوقع الطلاب في مأزق حرج إذ كانوا لا يعرفون ماذا سيفعلون لابلاغ الخبر لمعلمهم الذي ما زالت روحه في السماء. وأخيرا قرروا حرق جسده لأن الموعد المحدد لسبعة الايام قريب الوصول، فحرقوا جسد معلمهم آملين في أن تعرف روحه في المساء الخبر لتعود الى الأرض بسرعة. وفي اليوم التالي أي اليوم السابع تقول الاسطورة إن روح تي قوآي لي عادت فعلا من الجنة السماوية إلا أنها لم تجد جسمها لتدخل اليه كي يصبح إنسانا طبيعيا كما كان عليه في السابق. ولكنها لم تجد جسمه القديم. وعندما كانت الروح في قلق واضطراب وجدت في الطريق جثة فقير ميت فلجأت اليها بسرعة فأصبحت بذلك فقيرا يتسول في الشوارع. ورغم فقدان كرامته السابقة إلا أنه مقتنع بأنه قد عاد الى انسان طبيعي. فيستخدم الناس هذه القصة بعد ذلك لشرح أن الانسان يمكنه أن ينتهز أي فرصة حتى لو كانت غير مناسبة لتحقيق هدفه أو للجوء اليها للتجنب أو التخلص من نكبة أو خطر.
هناك حادث واقعي شهد خطة " روح الميت تتقمص جسدا آخر " حدث في عام 221 قبل الميلاد. حيث كانت الصين حينذاك في عهد أسرة تشين الملكية التي حققت لأول مرة توحيد البلاد بقيادة الامبراطور تشين شي هوآنغ المشهور. وبعد وفاة هذه الامبراطور العظيم خلفه إبنه الثاني إلا أنه كان امبراطورا ظالما يمارس الحكم الصارم الشديد الذي يجعل المواطنين يعيشون في بؤس وشقاء تحت ظلمه واضطهاده فقام بعضهم بانتفاضات ضده. وذات مرة أرسل الامبراطور مجموعة من المجندين للتوجه الى موقع عسكري هام لاداء مهام الحراسة فيه، إلا أن الأمطار الغزيرة دمرت الطريق واعترضت رحلتهم وجعلتهم متأخرين في الوصول الى موقعهم. ووفقا للقانون الملكي إذا تأخر أي جندي في الوصول الى موقعه المحدد لاداء مهامه فسيُعدم. ومن أجل تجنب الموت والظلم الشديد والاضطهاد الدائم من الامبراطور الظالم قام هؤلاء المجندون بانتفاضة بزعامة تشن شنغ ووو قوآنغ. لكنهما لم يحصلا على الدعم الشعبي اللازم حينذاك، فاستخدما سمعة شخص آخر وهو من أفراد العائلة الملكية يعرف باسم فو سو، وهو الأخ الكبير للامبراطور الظالم، إلا أنه قُتل على يده بسبب مخالفته له في حالة لم يعرف ذلك المواطنون حينذاك، وكان فو سون يتمتع بسمعة حميدة وشعبية كبيرة بين المواطنين وخاصة الفلاحين، فقام تشن شنغ ووو قوآنغ بالانتفاضة باسمه داعيين الى اسقاط حكم الامبراطور الظالم واقامة مملكة جديدة بزعامة فو سو. فسرعان ما نهض جمع المجندين وتبعهم بعد ذلك المزيد من الناس للانضمام الى صفوف الانتفاضة مؤمنين بأن تشن شنغ ووو قوآنغ هما من مبعوثي فو سو الذي أمرهما بقيادة هذه الانتفاضة. فتوسعت صفوف الانتفاضة بسرعة. وقاد الزعيمان تلك الصفوف للزحف الى العاصمة. وبعد العديد من المعارك التي انتصر الفلاحون في كل منها على الجيش الملكي احتل جيش الانتفاضة العاصمة وقتل أخيرا الامبراطور الظالم وأسست مملكة جديدة عاشت سنوات طويلة.
استخدم تشن شنغ ووو قوآن اسم شخص ميت وحصلا على استجابة شعبية واسعة انتهزاها لتحقيق هدفهما وانتصارهما في الانتفاضة. أما في العصر الحديث فتُستخدم هذه الخطة كثيرا في القطاع الاقتصادي والتنافس التجاري بحيث يستخدم المنافس إسم شركة كبرى مشهورة لتوسيع سمعته وسمعة شركته التي ما زالت صغيرة في محاولة لكسب المزيد من الأهلية في المفاوضات أو لجذب المزيد من الشركاء ليتعاملوا معه لتطوير أعمالهم وتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:30 PM

الخطط الحربية: حرك الأعشاب لافزاع الأفعى




"حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" يعني أن الانسان الذي يمشي في الغابة يضرب بقدمه الأعشاب تحته لتخويف الأفعى لتبتعد عن المكان لتفادي التعرض للدغتها.
جاءت هذه الخطة أصلا من قصة في الصين القديمة حيث كان بإحدى المحافظات مسئول ظالم يسعى دائما لسلب المواطنين أموالهم بظلم بصرف النظر عن القوانين والعدالة والاخلاق الانسانية. ويقول المثل:" إذا كان رب البيت في الدف ناقر فشيمة أهل البيت كلهم الرقص " فاقتدى به الموظفون وأخذوا يختلسون أموال الحكومة ويرتشون ويبتزون الآخرين ويخدعون من أجل كسب الأموال وتحقيق المصالح بشكل غير شرعي. الأمر الذي جعل المواطنين المحليين يعانون من مشاكل ومعانات آملين في حلول فرصة لمعاقبة هؤلاء المخالفين.
ذات يوم جاء مبعوث القيادة العليا الى المحافظة في زيارة تفقدية لها. فرأى المواطنون أن الفرصة قد جاءت. فكتبوا عريضة الدعوى التي تضم مختلف تصرفات الموظفين المخالفين ورفعوها أولا الى مسئول المحافظة الظالم المذكور طالبين منه نقلها الى المبعوث. وبعد أن قرأ المسؤول الظالم عريضة الدعوى وقع فورا في خوف وارتباك، لأنه وجد أن جميع السلوكيات المخالفة المسجلة في عريضة الدعوى مشابهة تماما لسلوكياته السابقة وحتى أنه قد شارك في بعضها فعلا. وعرف بوضوح أن عريضة الدعوى توجّه أصابع الاتهام الى موظفيه، إلا أنه شعر بأنهم سيحمّلونه المسؤولية في النهاية، فازدادت خوفه أكثر فأكثر بينما أخذ القلم وكتب بدون وعي الكلمات التالية: حركتم الأعشاب فأفزعتم الأفعى مشبها الموظفين بالأعشاب التي يضربها المواطنون وهو كالأفعى التي تشبهه حيث أصبح في فزع شديد خوفا من العقاب القادم. وأخذ الناس بعد ذلك يشبهون استخدام هذه القصة بأن المرء قد يتحرك وسط الأعشاب لافزاع الأفعى وجعلها في خوف أو في حذر أمام خطر محتمل.
إستخدام هذه الخطة في الأعمال العسكرية في معظم الاحيان يهدف الى هدفين أولهما: ضرب الأعشاب عمدا من أجل افزاع الأفعى، والثاني تفادى أية حركة بين الأعشاب لمفاجئة الأفعى.
في عهد الممالك الثلاث الصينية الذي يرجع تاريخه الى عام 218 الميلادي قاد تساو تساو/ ملك مملكة وي جيشه الكبير لمهاجمة مملكة شو. وكان جيش مملكة شو حينذاك ضعيفا نسبيا، ومن أجل مواجهة الاعداء، وضع الملك ليو بي مع مستشاره المشهور كونغ مينغ خطة متكاملة. إذ أمر تشاو يون وهو أحد كبار ضباط الجيش بقيادة خمسمائة جندي لاقامة كمين داخل الجبل القريب من معسكر جيش تساو تساو، وأمر بأن يحمل كل جندي طبلا وبوقا ليستخدمهما لافزاع الاعداء. وفي اليوم التالي بعد طلوع الشمس جاء تساو تساو على رأس جنوده الى ميدان القتال متحديا جيش مملكة شو بزعامة تشاو يون إلا أنه وجد أن خصومه لم يخرجوا من الجبل بل أخذوا يقرعون الطبول وينفخون الأبواق بكل قوة، الأمر الذي جعله متحيرا ولم يجرأ على التقدم. وتكررت الحالة مرات عديدة في النهار. وبعد غروب الشمس حيث ساد الظلام كل الأماكن، وعندما بدأ جنود جيش تساو تساو استراحتهم تعالت أصوات الطبول والأبواق والهتافات من جديد مما أشعرهم بفزع شديد. وظن تساو تساو أن خصومه بدأوا الهجوم على معسكره، فأمر جنوده بمواجهة الأعداء. ولكن سرعان ما اختفت الأصوات، وعاد الهدوء الى المكان من جديد. وعندما أراد تساو تساو أخذ قسط من الراحة أخذت الأصوات تدوي من جديد، وتكررت مرات في تلك الليلة بل استمرت طوال الأيام الثلاثة المتتالية. الأمر الذي جعل تساو تساو في غضب وحيرة ومخاوف. وعندما قال له مستشاره إن هذه هى حيلة مدبّرة من تشاو يون الذي لا يقدر على شن هجوم حقيقي، ويكتفي بازعاجه وافزاعه فقط، قال تساو تساو إنني عرفتُ بوضوح أن هذه هى حيلة، لكن إذا لم ننهض لمواجهة الاعداء ولو لمرة واحدة فستنجح هذه الحيلة وربما سيهاجمنا الأعداء فعلا. وبعد ذلك أمر جيشه بالانسحاب الى مملكته. وهكذا استخدم الملك ليو بي خطة " حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" لاجبار العدو على التراجع والانسحاب.
وجدير بالذكر أنه في المجتمع الحديث يستخدم رجال الشرطة دائما خطة " عدم تحريك الاعشاب حتى لا تعرف الأفعى " لكشف القضايا الجنائية. أي القيام بالاستطلاع والتجسس السري دون أن يعرف ذلك المشتبه بهم، ثم إلقاء القبض عليهم جميعا في النهاية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:31 PM

الخطط الحربية: أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة




" أخذ الخروف بلا ثمن " يعني الحصول على فائدة غير متوقعة وبلا جهد. ويمكن القول إن نجاح هذه الحيلة إما يرجع الى التخطيط المكثف الدقيق أو الى حظ خارج حسبان الانسان. لقد حدث في التاريخ العديد من الأمثال التي شهدت " أخذ الخروف بلا ثمن " وما شابهه. وفيما يلي الحادث المثالي لهذه الخطة خلال الحرب العالمية الثانية.
قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية كان الزعيم الفاشي الايطالي موسوليني يطمع بإحياء ( اعادة ) المملكة الرومانية الكبرى وتحويل البحر الأبيض المتوسط الى بحر داخلي للمملكة التي سيكون هو ملكا حاكما جديدا لها. وبعد اندلاع الحرب رأى موسوليني أن الفرصة قد جانت، فوضع خطة عسكرية لتحقيق مطامعه. إلا أنه عرف بوضوح أن جيشه كان لا يملك حينذاك قدرة كافية للانتصار على الجيش البريطاني الموجود في الدول والمناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. لذلك بدأ يوجّه هدفه الى دول صغيرة وضعيفة نسبيا في محاولة شن الهجوم عليها واحتلالها. واختار أولا اليونان كأول بلد أراد احتلاله نظرا الى أن الجيش اليوناني كان قليل العدد وضعيف القوة نسبيا. فأصدر لجيشه أمرا بالزحف الى اليونان ومهاجمتها.
في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 قابل السفير الايطالي لدى اليونان رئيس الوزراء اليوناني، ونقل اليه مذكرة باسم موسوليني الذي طلب فيها من الحكومة اليونانية تقديم قاعدة عسكرية داخل اليونان ليرابط فيها الجيش الايطالي. فرفض رئيس الوزراء اليوناني رفضا قاطعا بينما أعلن حالة التأهب للحرب في كل البلاد استعدادا لمواجهة العدوان الايطالي. وكانت هيئة أركان الحرب الايطالية قد نبهت موسوليني بأن الجيش الايطالي غير قادر على تحقيق الانتصار السريع رغم أن الجيش اليوناني كان ضعيفا نسبيا إلا أن موسوليني أصدر فعلا أمره لشن الهجوم على اليونان. والحقيقة أن توقعات الناس كانت صحيحة، إذ لم يقطع الجيش الايطالي مسافة طويلة حتى واجه دفاعا قويا من الجيش اليوناني الشجاع حتى توقف عن التقدم. وبعد مرور أيام لم يحقق موسوليني أي تقدم في ميدان القتال بل تعرض لخسارة كبيرة في المعركة. وبعد أسبوع وصلت التعزيزات العسكرية اليونانية الى جبهة القتال مما رفع معنوية جنود الجيش اليوناني حيث قاموا بمقاتلة الاعداء بكل بسالة وشجاعة. الأمر الذي جعل الجيش الايطالي يتراجع، وانسحب أخيرا الى قاعدته الاصلية. فانتهز الجيش اليوناني هذه الفرصة السانحة بحيث بدأ يتقدم لمطاردة الجيش الايطالي وأستولى أخيرا على العديد من مواقعه الاستراتيجية الهامة. ومن أجل الحيلولة دون وقوع خسائر أكبر طلب موسوليني المساعدة من ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر. فارسل أدولف هتلر فعلا جيشه لمساعدة موسوليني. ونتيجة هذه العملية هى أن هتلر لم يمنع تعرض موسوليني للفشل الكامل فحسب بل احتل في النهاية اليونان باعتبارها كبشا يأخذه بتكلفة صغيرة. وطبعا كان ذلك الاحتلال غير عادل كما اعتبره الناس خلال الحرب العالمية الثانية.
" تطبيق أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة صغيرة " في الاعمال العسكرية يعني انتهاز الفرصة التي قد يتركها العدو أو الطرف الثالث مع اتخاذ اجراءات معنية لتحقيق الهدف المرجو أو توسيع المصالح التي تم الحصول عليها. ويرى بعض الناس أن هذه الحيلة لا تحقق النتائج المرجوة إلا إذا كان الحظ حليفا للفاعل أي أن نتيجة هذه الحيلة لا تأتي إلا صدفة. ولكن في الحقيقة ومن أجل انجاح هذه الخطة ونيل ثمارها يجب على الفاعل أن يضع خطة متكاملة مع ترتيب الاجراءات الدقيقة لتطبيقها، ويبحث بكل جدية عن الفرصة التي يمكن استغلالها بينما يصعب على الآخرين أن يكتشفوها ويفهموها. لذلك نقول أن تطبيق " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " خطة صعبة التصميم والتطبيق. حتى أن البعض لم ينجح في تطبيق الخطة بينما سرِق المنافسون الآخرون خروفه.
التنافس التجاري في العصر الحديث يشهد أيضا " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " وخاصة تحدث الحالة دائما اثناء المفاوضات بين المتنافسين، وفي حين أن طرفا يناقش قضية مع منافسه في المفاوضات يُدخل مسألة أخرى ضمن موضوع المفاوضات من أجل كسب المزيد من المصالح أثناء المساومة. وإذا حلت القضية الرئيسية فقد تُحل المسألة الثانوية أيضا مما يمنحه المزيد من المكاسب. وطبعا ان ذلك يختلف قليلا عن المعني الأصلي لهذه الخطة.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:31 PM

الخطط الحربية: فداه بنفسه من أجل المصلحة العامة




جاءت عبارة هذه الخطة أصلا من قصة صينية قديمة تحكي أن شجرة برقوق كانت تنمو بجانب شجرة خوخ، وبعد مرور سنوات ظهرت دودة ضارة داخل التراب، واقتربت حتى كادت تصل الى جذور شجرة الخوخ وتهاجمها. إلا أن شجرة البرقوق مدت جذورها نحو شجرة الخوخ لاعاقة تقدم الدودة التي بدأت بعد ذلك تأكل من جذور شجرة البرقوق. وأخيرا ضحت شجرة البرقوق بحياتها لضمان سلامة حياة شجرة الخوخ. وهناك قصة أخرى تحكي أنه في قديم الزمان كانت هناك أسرة فيها خمسة أشقاء كل منهم غنيُ يملك أموالا كثيرة. وذات يوم عاني احدهم من أزمة يصعب عليه حلها بنفسه. ولكن أشقاءه الأربعة الآخرين لم يمد أي منهم يد العون اليه لانقاذه من الأزمة. فتحدث الناس عنهم قائلين: إن شجرة البرقوق، رغم أنها ليس من البشر، إلا أنها أفضل من الانسان كرما وشجاعة وأخلاقا.
أستخدمت خطة " فداه بنفسه من أجل الجميع " كثيرا في الأعمال العسكرية. ودائما ما يكون الطرفان المتحاربان قبل القتال متساويين في القدرة، أي لا متفوق قوي ولا ضعيف واهن. وإذا خاضا المعركة فستكون الهزيمة لكلا الطرفين. وأمام هذا الوضع يجب على أحد الطرفين أن يتراجع أو يضحي بالقليل من أجل حماية المصالح العامة وتحقيق النصر النهائي.
كانت هذه الخطة دائما ما تستخدم في العمليات العسكرية في الصين القديمة. وهناك قصة تحكي أن مملكة تشاو - وهى احدى الممالك المشهورة بالصين القديمة قبل أكثر من ألفي عاما كانت تعاني دائما من ازعاج مناوشات فرسان المنغول في منطقتها المحاذية لدولة منغوليا، فأرسل ملك تشاو ضابطا كبيرا إسمه لي مو لحراسة مدينة يان مون الحدودية لحماية مواطنيها والدفاع عنها من هجمات الفرسان المنغول. وبعد وصوله الى المدينة لم يضع أي عملية عسكرية بل قبع مع جنوده داخل المدينة واكتفى بمجرد حراستها ولم يحرك ساكنا تجاه الأعداء. فتحيّر الفرسان المنغول ولم يعرفوا الخطوة التي سيقوم بها فتوقفوا عن تحركاتهم العدائية. وبعد مرور أيام استراح الجنود في المدينة بشكل كامل وارتفعت معنوياتهم، أرسل لي مون عددا منهم ليخرجوا من المدينة لمصاحبة الرعاة المحليين الى المروج ، فرأى الفرسان المنغول ذلك وهاجموهم، فتظاهر بالخوف الشديد وفرّوا جميعا الى داخل المدينة تاركين خيولهم والمواشي للأعداء. فأبلغ الفرسان المنغول هذا الخبر لقائدهم الذي صار متأكدا من أن لي مو شخص ضعيف لا يملك القدرة والجرأة لمواجهتهم. فقاد جيشه لشن الهجوم على المدينة. وبعد أن عرف لي مو الخبر نصب كمينا في طريق أعدائه بينما أرسل عددا من جنوده لمواجهة الفرسان المنغول لهدف جذبهم الى موقع الكمين. وبعد أن انطلت الحيلة على الفرسان حيث دخلوا جميعا الى موقع الكمين أمر لي مو جنوده بمحاصرتهم وتقسيمهم ثم شن هجوما قويا انتصر فيه انتصارا كاملا حيث تم القضاء على جميع الاعداء. ومنذ ذلك الحين عادت المنطقة الى وضعها الطبيعي ولم يعد الفرسان المنغول يجرأون على أي عمل عدائي يزعج المواطنين المحليين.
تستخدم هذه الخطة في المنافسة التجارية أيضا بحيث يقبل بعض التجار عمدا بخسارة لا بأس بها من أجل كسب أرباح أكثر في المستقبل. مثلا: ان شركة باوتش أند لووب الأمريكية المشهورة لانتاج النظارات استخدمت هذه الخطة في اصلاح الشركة. وفي عام 1981 تم تعيين دانيل جيل مديرا عاما جديدا للشركة التي كانت أوضاعها حينذاك غير جيدة سواء في الانتاج والابحاث التقنية أو في تسويق المنتجات. فقام نانيل أولا باصلاح مختلف المؤسسات التابعة للشركة بنظام " التنافس يعنى البقاء للأصلح " وباع المؤسسات الضعيفة الانتاج والتي كان بعضها يعاني خسائر مستمرة، وبينما عزز وحافظ على أعمال الادارة للمصانع التي تنتج فقط العدسات اللاصقة. ثم استغل الأموال الواردة من بيع تلك المؤسسات الخاسرة لإجراء التجديد التكنولوجي وزيادة الابحاث العلمية مع تبديل معدات الانتاج القديمة بالجديدة داخل ورش الانتاج. وفي المرحلة الاولى بعد تنفيذ هذه الاجراءات شهدت الشركة انخفاضا مؤقتا في الانتاج والمبيعات. الأمر الذي جعل الكثير من الناس يشكون في صحة هذه الاجراءات التي يتخذها دانيل إلا أن دانيل كان مثابرا ومصرا على الاصلاح. وبعد مرور فترة غير طويلة تحسنت أوضاع الشركة حيث بدأت تحقق أرباحا متزايدة، كما بدأت منتجاتها تحظى باقبال متزايد في أسواق الكثير من الدول والمناطق. إن دل ذلك على شئ فإنما يدل أن هذا النجاح لم يأت إلا بفضل تنفيذ خطة دانييل هذه التي جعلت شركته ضمن صفوف الشركات العملاقة المشهورة لانتاج النظارات في العالم.





أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:32 PM

الخطط الحربية: مشاهدة الحريق عبر النهر




خطة" مشاهدة الحريق عبر النهر" تعني متابعة حريق وقع في معسكر العدو والتريُّث الى حين قدوم فرصة الانتصار عليه بعد تفاقم وضع العدو. وبعبارة أخرى أنه عندما يقع شغب واضطراب داخل صفوف العدو يجب علينا ألا نتخذ عملا بل علينا انتظار الفرصة بالصبر بينما نتابع تطور الوضع الذي قد يتحول الى أزمة خطيرة يسقط فيها العدو. وبهذه الخطة نحقق هدفنا بتكلفة قليلة أو حتى بدون أي تكلفة.
أستخدمت هذه الخطة دائما في الحروب في الصين القديمة. وفي عهد الممالك الثلاث الذي امتد تاريخه من عام 220 الى 280. وعندما توفى الملك يوان شاو الذي كان من أهم الشخصيات المتنفذة القوية حينذاك حدثت تناقضات بين أبنائه الذين تخاصموا فيما بينهم من أجل انتزاع السلطة. وأمام هذا الوضع قام تساو تساو وهو ضابط عسكري قوي ورجل متنفذ آخر قام بمطاردة أبناء يوان شاو في محاولة القضاء عليهم. فهرب هؤلاء الأبناء بعد هزيمتهم في معركة مع تساو تساو الى منطقة تُعرف باسم وو هنغ. فقاد تساو تساو جيشه للزحف الى المنطقة لمطاردتهم. فواصل الأبناء الفرار حتى وصلوا أخيرا الى معسكر ضابط متنفذ آخر إسمه قونغ سون كانغ. وبعد سماع تساو تساو ذلك الخبر تشاور مع مستشاريه لبحث تطور الوضع حيث قالوا له: يا مولاى عليك أن تنتهز هذه الفرصة السانحة لمطاردة الأعداء الذين قد أصبحوا الان ضعفاء جدا يعانون من أزمة خطيرة لا تطاق. ولكن تساو تساو ضحك وقال لهم: لا داع الى أي عمل الآن، بل أجلس هنا لانتظار وصول قونغ سون كانغ الى هنا لتقديم رؤوس أبناء يوان شاو الىّ. فتراجع بجيشه فعلا الى قاعدته ليستريح جنوده بينما ينتظر قدوم قونغ سون كانغ اليه.
وعندما وصل أبناء يوان شاو الى قونغ سون كانغ للاستسلام له شكّك في نيتهم الحقيقية لأنه عرف أن لديهم طموحات كبيرة. وقد يكون استسلامهم مجرد اللجوء المؤقت اليه. وإذا استقبلهم فسيغضب تساو تساو منه وإذا حالف هؤلاء الأبناء لمحاربة تساو تساو شعر بقلق من أنهم سيخونونه إذا عادت القوة اليهم. فأرسل مستشاريه الى الاطلاع على الوضع ومعرفة المعلومات عن تساو تساو. وبعد معرفة انسحاب تساو تساو الى قاعدته دون اتخاذ أي حركة ضده أصبح مطمئن القلب بينما قرر قتل هؤلاء الأبناء معتقدا أنهم سيغدرون به عاجلا أو آجلا. فقتلهم بعد ذلك فعلا ثم أرسل رؤوسهم الى تساو تساو تعبيرا عن عدم خصومته معه وموقفه المتحالف معه في المستقبل. وبهذه الخطة قتل تساو تساو بيد قونغ سون كانغ أعداءه بدون أية تكلفة.
هناك خطة " الجلوس على قمة الجبل لمشاهدة الصراع بين نمرين" وخطة " اشتباك الكركي والمحارة ينتج حظا للصياد، مشابهتان لخطة " مشاهدة الحريق عبر النهر". وكلها تتحدث عن وقوع الصراع بين صفوف الأعداء أو المنافسين مما يتيح الفرصة للطرف الثالث الذي ينتصر عليهم بتكلفة صغيرة. وكل هذه الخطط تؤكد أهمية انتهاز فرصة الأزمة داخل صفوف الأعداء أو المنافسين. وبعد أن تزداد الأزمة شدة وتتفاقم أوضاعهم الداخلية بحيث تنهار قواهم يجب اتخاذ القرار العملي الصائب للانتصار عليهم في النهاية.
إن فهم خطة " مشاهدة الحريق عبر النهر " سهل إلا أن تطبيقها صعب نسبيا. لأن الأزمة لا تحدث لدى الأعداء إلا نادرا. فعلينا أن ننتظر الفرصة بكل الصبر والصمود. وبعد وقوع الأزمة لا نستعجل في عمل بل يجب انتظار تدهور الوضع حتى تشتد التناقضات فيما بين الأعداء ويبدأون التشاجر والخصام حتى يتقاتلون فيما بينهم بحيث يصبحون بعد ذلك ضعفاء من خلال الشجار والاقتتال الداخلي. ثم نتخذ عملية لتحقيق الانتصار الكبير بتكلفة ضئيلة.
يستخدم التجار هذه الخطة دائما في المنافسات التجارية في العصر الحديث من أجل اضعاف المنافسين وابعادهم عنهم. مثلا حدث قبل سنوات في سوق المشروبات الصينية صراع عنيف بين العديد من المشروبات كمشروبات الشاي والمياه المعدنية والمشروبات الغازية مثل كوكا كولا وغيرها. وعندما اشتدت المنافسة حدة بين هذه المشروبات التي اصبح كل نوع منها مرهقا وحتى انزلق بعضها الى حافة الافلاس شارك نوع جديد من المشروبات إسمه " التوحيد" في المنافسة. وبفضل جودته الممتازة وأسلوب الترويج والتسويق البارز في حملة الاعلانات التجارية الضخمة وخاصة بانتهاز الفرصة التي قد أصبح فيها منافسوه ضعفاء من خلال المنافسة حققت مشروبات " التوحيد " نجاحا وشهدت مبيعاتها ازديادا سريعا ومستمرا واحتلت حصة كبيرة في سوق الصين الداخلية. ويعتبر ذلك خير دليل لتطبيق خطة " مشاهدة الحريق عبر النهر " في الأعمال التجارية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:33 PM

الخطط الحربية: التظاهر بالزحف من طريق ولكن التقدم الحقيقي من طريق آخر




خطة " تظاهر بالزحف من طريق ولكن التقدم الحقيقي من طريق آخر" يبدو من ظاهر العبارة انها تعني التظاهر بتنفيذ خطة علنا مع تطبيق خطة أخرى مختلفة من أجل خداع العدو وتشويش تفكيره لإكمال استعداد الهجوم عليه خفيةً. وهذه الخدعة تشابه مع خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب." لكن الاختلاف بينهما أن خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " تهدف الى اخفاء مكان الهجوم أما الأخرى فتُطبّق لإخفاء خريطة الطريق الذي يزحف منه الجيش للهجوم على العدو.
شهد التاريخ استخدام هذه الخدعة في بداية الأمر خلال معركة حدثت قبل أكثر من ألفين وثلاثمائة سنة حيث كانت الصين في عهد أسرة تشين الملكية. وكان ملك المملكة يعيش في غاية الاسراف والتبذير غير مهتم بمصالح أبناء الشعب. الأمر الذي دفع بعض المزارعين الى القيام بانتفاضات ضده. ومن بين أكبر قوات المتمردين جيش ليو بانغ وجيش شيآنغ يو اللذين تحالفا وتعاونا في معارك عديدة ضد الملك تشين وفي النهاية أسقطا حكمه. لكنهما قاتلا بعضهما البعض من أجل انتزاع السلطة. وإنهزم ليو بانغ في البداية خلال المعركة فتراجع الى منطقة بعيدة عن منطقة شيآنغ يو. وأثناء أنسحابه أمر جنوده بتدمير طريق الانسحاب وما فيه من الجسور والأنفاق والمعالم وغيرها تعبيرا عن عدم عودته من هذا الطريق ووقف قتاله ضد الملك شيآنغ يو. وبعد عودته الى موطنه قام باعادة بناء قاعدته العسكرية وتجنيد مقاتلين جدد وتدريبهم استعدادا لشن هجوم جديد على شيآنغ يو. وبعد مرور سنوات ازدادت قواته فأرسل جنوده ليخوضوا حربا ضد شيآنغ يو. وقبل بدء العملية فكر في حيلة بحيث أمر جنوده باصلاح الطريق القديم الذي انسحب منه متظاهرا بأنه سيعود من هذا الطريق الى ميدان القتال. وفي الوقت نفسه ارسل قواته الرئيسية لتزحف خفية من طريق آخر للهجوم على معسكر شيآنغ يو. فانطلت الحيلة على الملك شيآنغ يو حيث كان معتقدا بان ليو بانغ سيعود من الطريق القديم الى ميدان القتال، فأمر بنشر جنوده حول هذا الطريق استعدادا لصد زحف جيش ليو بانغ.
نجحت الحيلة حيث جذبت فعلا عددا كبيرا من جنود جيش شيآنغ يو الى الطريق القديم، وبعد ذلك أمر ليو بانغ جنوده بشن هجوم قوي على قاعدته واحتلوها. فحققوا انتصارا نهائيا. وأصبح ليو بانغ بعد ذلك أمبراطورا وحّد البلاد وأسّس مملكة جديدة تُعرف بمملكة هان.
هناك دليل لاستخدام هذه الخدعة في المعارك الحديثة وهو أن الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت كان في عام 1800 يقود جيشه لعبور ممر سانت بيرنارد الجبلي بجبال الألب في محاولة لشن الهجوم على الجيش النمساوي من خلفه. وقبل العملية نشر نابليون جيشا بالقرب من المنفذ معظم أفراده مسنون وجرحى. ونشر في نفس الوقت خبرا قال أن فريقا جديدا قد تم نشره بالقرب من الممر، كما قام نابليون بزيارة تفقدية لهذا الفريق فعلا. وعندما عرف قائد الجيش المنساوي الخبر شكّ في صحته، واعتقد أنه مجرد خدعة صنعها نابليون الذي سيشن هجوما حقيقيا علي مدينة جنوه جنوبي إيطاليا فلم يقم القائد النمساوي بتعزيز الدفاع والحراسة في الممر الجبلي. ولم يمض وقت طويل حتى حشد نابليون عشرات الآلاف من الجنود الفرنسيين على الحدود الفرنسية الايطالية ثم قادهم لعبور الممر الجبلي، وواصلوا الزحف حتى وصلوا الى خلف قاعدة الجيش النمساوي. وشنوا بعد ذلك هجوما انتصروا فيه على الجيش النمساوي. وقد استخدم نابليون خلال هذه العملية هذه الخدعة بشكل رائع حيث وضع في البداية خطة مزيفة لتشويش تفكير العدو ثم حوّلها الى عملية حقيقية إنطلت على العدو في النهاية.
تستخدم هذه الخدعة أيضا في التجارة. مثلا دائما ما يقدم التجار الهدايا للزبائن بلا مقابل. ذلك لجذبهم الى شراء بضائع أخرى بأسعار عالية. وكان هناك تاجر ياباني يبيع يوميا بعض البضائع بأسعار رخيصة جدا. وفي نظر الزبائن إنه يخسر كثيرا إلا أنه يستخدم هذا الأسلوب لجذب المزيد من الزبائن الى دكانه لشراء المزيد من البضائع وبأسعار عالية نسبيا. فيحقق بذلك أرباحا كثيرة فعلا.




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:34 PM

الخطط الحربية: اختلاق الأكاذيب والسعي لتحويلها الى ما يصدقه العدو أو المنافس.




تهدف خدعة " الاختلاق " الى صنع الأخبار أو المعلومات أو الأشياء المزيفة لخدع العدو أو المنافس وتشويش تفكيره ودفعه الى اتخاذ قرار خاطئ مما يتيح فرصة يمكن انتهازها للإنتصار عليه وتحقيق الهدف المخطط. وخلال تطبيق هذه الخدعة يجب تخطيطها بشكل رائع وبسرية مطلقة لتكون الأشياء المختلقة شبيهة جدا بالأشياء الطبيعية، ذلك لتنطلي الخدعة بشكل تام على العدو أو المنافس.
وتشير السجلات التاريخية الصينية الى أمثال عديدة لاستخدام هذه الخدعة. واحداها كانت في عهد الممالك الثلاث التي يرجع تاريخه الى حوالى ألف وسبعمائة سنة حيث كان في خريطة الصين القديمة ثلاث ممالك وهى ممالك وي وشو و وو. ودائما ما كانت تحدث الحروب والمعارك بين هذه الممالك. وذات مرة إنهزمت مملكة وي في معركة مع مملكة شو. وعرف ملك وي/ تساو تساو بعد هزيمته أن لدى ملك شو مستشارا عسكريا بارزا إسمه شوي شو، وضع الخطة الحربية الرائعة التي لعبت دورا حاسما لتحقيق الانتصار على جيشه. فأراد تساو تساو أن يستخدم حيلة لتحريض هذا المستشار على خيانة الملك شو والتمرد عليه والالتحاق بعد ذلك بجيشه ليساعده ضد مملكة شو. فطبق الملك تساو تساو فكرته هذه فعلا. وحصل على معلومات بأن بان شوي شو رجل بار ومطيع لأمه المسنة، ولا يقوم بأي عمل يخالف تعليماتها. فأرسل تساو تساو مبعوثا الى بيت شوي شو لزيارة أمه المسنة وطلب منها أن تكتب رسالة الى إبنها وتطلب منه أن يلتحق بمملكة وي. إلا أن أمه المسنة رفضت هذا الطلب بشكل قاطع وقالت للمبعوث:" أنا أفضل الموت على الخيانة ". وبعد أن سمع المبعوث كلامها هذا لم ييأس، بل فكر في حيلة " الاختلاق " إذ كتب رسالة مزورة بتقليد خط الأم المسنة وبعث بها الى شوي شو تطالبه بزيارة ملك شو. وبعد أن قرأ شوي شو الرسالة لم يشك في حقيقتها وذهب فعلا الى مملكة شو لزيارة الملك تساو تساو. وعندما وصل اليه وعرف الحقيقة شعر بندم شديد. ورغم انطلاء الحيلة عليه إلا أنه لم يستسلم ولم يقدم أية خدمة لملك تساو تساو. وأصبح بذلك شخصية مشهورة باخلاصه وأمانته في تاريخ الصين.
لم يشهد المسرح العسكري والسياسي في العهد القديم والحديث استخداما كثيرا لخدعة " الاختلاق " فحسب بل تطورت هذه الحيلة واكتسبت أساليب كثيرة وتخطيطات رائعة. ومن بينها: اختلاق الأشياء المزيفة لخدع العدو أو المنافس. وإذا كشف العدو أو المنافس تلك الأشياء المزيفة تم تحويلها فورا الى حقيقية لخدع العدو أو المنافس مرة ثانية وإذا كان العدو أو المنافس مؤمنا بأن هذه الأشياء ما زالت مزيفة ومختلقة تم استخدامها فعليا. وبهذا الأسلوب يمكن تشويش تفكير العدو أو المنافس من أجل مسك زمام المبادرة في المعركة أو المنافسة السياسية وتحقيق الانتصار على العدو أو المنافس في النهاية.
في القرن الثامن الميلادي كان زعيم قوات المتمردين لينغ هو تشاو يقود جيشه في هجوم على مدينة يونغ تسيو التي كان يحرسها الجيش الملكي بزعامة الضابط البارز تشانغ شون. وعندما اقتربت قوات المتمردين من المدينة أمر تشانغ شون جنوده بصنع ألف دمية على شكل الجنود باستخدام الأعشاب وقش الأرز، وربطها بالحبال ووضعها تحت سور المدينة بعد غروب الشمس. وعندما وصلت قوات المتمردين الى سور المدينة وشاهدوا تلك الدمى ظنوا أنها من حرس المدينة فأطلقوا السهام عليها. وبعد أن ملأت السهام أجسام الدمى سحبها الجنود بالحبال وأخذوها. وبهذه الحيلة حصلوا على عشرات الآلاف من السهام من المتمردين. وفي ليلة اليوم الثاني قام تشانغ شون بنشر جنوده تحت سور المدينة استعدادا لشن هجوم على الأعداء، وعندما رآهم المتمردون اعتقدوا انهم من الدمى كما كانت في اليوم الاول. فلم يهتموا بهم. وفي منتصف الليلة تسلل الجنود الى معسكرات المتمردين واشعلوا النار فيها واحرقوا المعسكرات كلها ثم بدأوا بقتال المتمردين وقضوا عليهم في النهاية.
وأحيانا تطبُق حيلة " الاختلاق " بتحويل الأشياء المزيفة الى حقيقية وأحيانا تحويل الأشياء الحقيقية الى المزيفة. وتختلف هذه التطبيقات حسب الأوضاع الواقعية في ميدان المعركة أو في المنافسات السياسية. أما استخدام هذه الحيلة في التجارة فيعتبره بعض الناس مخالفا للعدالة والأخلاق المهنية. لذلك يجب الاهتمام بهذه النقطة من خلال المنافسات التجارية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:35 PM

الخطط الحربية: يناور في الشرق للهجوم على الغرب.




" يناور في الشرق للهجوم على الغرب" هى خدعة تستخدم دائما في العمليات العسكرية في العصر القديم والحديث. ومضمونها على حد تعبير واضعها يتمثل في وضع خطة لشن الهجوم على غرب العدو ولكن العملية تبدأ بهجوم خادع على شرقه من أجل جذب قواته الرئيسية الى الشرق. وبعد أن تصبح جبهة العدو الغربية ضعيفة يبدأ الهجوم القوي الحقيقي عليها. وتهدف هذه الخدعة الى تشويش تفكير العدو ليتخذ خطة تكتيكية أو استراتيجية خاطئة، وإذا انطلت الخدعة على العدو يبدأ الهجوم الحقيقي عليه للانتصار عليه في النهاية.
كانت هذه الخدعة غالبا ما تستخدم في الصين القديمة. واثناء القرن الثاني الميلادي. قاد تشو زون/ ضابط احدى ممالك عهد أسرة هان الشرقية في الصين القديمة قاد جيشه لمقاتلة قوات الفلاحين المتمردين التي كانت مرابطة داخل مدينة تعرف باسم" وان تشنغ " وتعتبر قاعدة لهم. وبعد بدء المعركة كانت قوات الفلاحين تدافع عن المدينة من هجوم الجيش الملكي مستندة الى سور عال وجيش كبير من المقاتلين. ورغم فرض الجيش الملكي حصارا كاملا ومحكما على المدينة إلا أنه لم يحقق أي تقدم. وبعد مرور أيام قام تشو زون بتعديل خطته بحيث أمر بشن هجوم خادع على جنوب غربي المدينة. فأرسل قائد قوات الفلاحين فورا معظم جنوده الى هذه الجهة للدفاع عنها. وفي ذلك الوقت أمر تشو زون جنوده بشن هجوم قوي حقيقي على شمال شرقي المدينة الذي كان يحرسه عدد غير كبير من المقاتلين فخرقوا هذا المكان واحتلوه ثم استولوا على كل المدينة وحققوا انتصارا في النهاية.
تهدف خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب" الى اخفاء الخطة الحقيقية بأسلوب خدع العدو وتشويش تفكيره مما يجعله يتخذ قرارا خاطئا يمكن انتهازه للانتصار عليه.
تستخدم هذه الخدعة أيضا ودائما في حروب العصر الحديث. مثلا. في آواخر الحرب العالمية الثانية. استعدت قوات الحلفاء لشن هجوم استراتيجي على الجيش الالماني وهى عملية الانزال التاريخية المشهورة على شاطئ نورماندي الفرنسي. واستغرق الاعداد لهذه العملية أكثر من سنتين. وامتازت العملية بالتخطيط الرائع والسرية المطلقة لدرجة أن القوات المعدة للمشاركة لم تكن تدري حتى اللحظات الأخيرة أين ومتى سيكون التنفيذ. ومن أجل تشويش قادة الجيش الألماني قامت قوات الحلفاء بنشر المعلومات الخادعة وجمع بعض الجنود في مواقع أخرى غير موقع الانزال للقيام بالتدريبات عليه. الأمر الذي جعل قادة الجيش الألماني يعتقدون بأن منطقة جالاي هى موقع الإنزال لقوات الحلفاء وايقنوا حتى بعد بدء عملية الانزال بأن عملية قوات الحلفاء في نورماندي هى خدعة غير حقيقية. وبهذا التخطيط السري بدأت العملية الجبارة تجري على قدم وساق. وكانت عشرات الآلاف من الناقلات والمركبات القتالية تتحرك على الطرق البريطانية تحمل مئات الآلاف من الجنود متوجهة الى مناطق التجمع في مواني الإنزال. وفي السادس من يونيو عام 1944 كانت خمسة آلاف سفينة حربية تحمل ملايين الجنود من قوات الحلفاء محمية بعشرة آلاف طائرة مقاتلة وقاذفة تبدأ بأكبر إبرار بحري في التاريخ على الأرض الفرنسية في نورماندي. وفي النهاية نجح مليونان ونصف مليون جندي من قوات الحلفاء في الإبرار وبدأوا يطاردون الجنود الألمان، ودقوا بهذه العملية أجراس نهاية أدولف هتلر وإمبرياليته النازية. ويعتبر الإنزال في نورماندي أفضل مثال في تطبيق خطة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " في الحروب الحديثة.
الى جانب الأعمال العسكرية تستخدم هذه الحيلة أيضا في المنافسات التجارية وحتى لدى قيام رجال الشرطة باستجواب المجرمين حيث أن رجال الشرطة غالبا ما يوجهون أولا بعض الأسئلة غير المتعلقة بالقضية للمجرمين من أجل تشويش انتباههم وبعد أن يفقد المجرمون تركيزهم يوجهون اليهم أسئلة هامة وبشكل مفاجئ. وبهذه الطريقة يكشفون أعمالهم الاجرامية.
قبل تطبيق خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " يجب الحصول على كافة المعلومات عن العدو أو المنافس مع بحث أوضاعه وتغيراته النفسية ومتابعة أية حركة من تحركاته. ولا يمكن اتخاذ قرار نهائي إلا بعد إكمال هذه الأعمال المذكورة. ويجب أن تعرف عدوك أو منافسك جيدا بينما تعرف نفسك جيدا أيضا ثم تتخذ خطوتك أو تخوض معركتك. وبذلك سيكون النصر حليفا لك بلا شك. هنا نقطة هامة يجب الاهتمام بها وهى أنه عندما تريد تنفيذ هذه الحيلة يجب أن تحافظ على اليقظة وترفع درجة الحذر حتى تكبح أية امكانية للعدو أو المنافس باستخدام الخدعة أيضا لمواجهتك.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:36 PM

الخطط الحربية: ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة.




خطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة " أي استغلال وضعه المتأزم للنيل منه. لأن مثل هذا الوقت هو أفضل فرصة للإنتصار على العدو أو المنافس.
نشأت الفكرة الأولية لخطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة " منذ زمن بعيد جدا. وجاء في سجل صيني قديم يرجع تاريخه الى أكثر من ألفين وخمسمائة سنة حديث يقول إن أفضل وقت للقضاء على الأعداء هو توجيه الضربة لهم وهم يعانون من أزمة أو مشكلة داخل صفوفهم. وقد تكون هذه المشكلة من الأزمات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الكوارث الطبيعية. وإذا تعرضت أي دولة لمثل هذه المشاكل مهما كانت دولة قوية في السابق فستعاني بلا شك من الفوضى والإضطرابات الى درجة معينة، الأمر الذي يهيئ فرصة للآخرين الذين يحاولون مهاجمتها والانتصار عليها.
كان في الصين القديمة كثير من القصص عن استخدام هذه الخطة في الحرب، منها قصة حدثت قبل ألفين وخمسمائة سنة حيث كانت الصين في عهد الحروب بين مختلف الممالك الصغيرة. ومن بين هذه الممالك مملكة وُو ومملكة يوي المجاورتان والمتساويتان في القوة العسكرية. وكانت كل منهما تحاول الاستيلاء على الأخرى، لذلك كانت الحروب غالبا ما تحدث بينهما. وفي النهاية إنتصرت مملكة وو على مملكة يوي، وأصبح الملك يوي بعد سقوط سلطته أسيرا تمّ سجنُه في مملكة وو ثم أصبح عبدا للملك وو. ومنذ ذلك الوقت بدأ الملك يوي يتحمل كل الاهانات من قبل الملك وو وكان يأكل أغذية رديئة وينام داخل حظيرة الخيول ويقوم بأعمال مرهقة كل يوم. ووصف نفسه أمام الملك وو بأنه إنسان حقير وعبد أبدي للملك وو. وبعد ثلاث سنوات حصل بتصرفاته هذه على ثقة الملك وو الذي أطلق بعد ذلك سراحه. فعاد الملك يوي الى موطنه، وكان يقدم كل سنة قرابين للملك وو تعبيرا عن خضوعه له بينما عمل على تعبئة المواطنين وتعزيز وحدتهم حوله. وفي نفس الوقت إتخذ سلسلة من السياسات التي تهدف الى تنمية الزراعة والاقتصاد الوطني من أجل تحقيق الازدهار والرخاء لمملكته وشعبها. وبعد مرور سنوات عديدة حقق جميع أهدافه هذه فعلا، وأصبحت مملكة يوي قوية. وفي عام 473 قبل الميلاد حدث في مملكة وو قحط شديد وجفّت كل المزروعات بالحقول، الأمر الذي أوقع أبناء الشعب في كارثة شديدة. ولكن الملك وو ظل يعيش حياة الترف والبذخ والفسق والخمول، وأنفق كل أموال المملكة لبناء قصوره. فأثار ذلك استياءا شديدا من أبناء الشعب الذين تمرد بعضهم وقاموا بالانتفاضة ضد الملك. في ذلك الوقت قاد الملك يوي جيشه القوي لمهاجمة مملكة وو. وانتصر عليها وأسقط حكم الملك وو في النهاية. وكانت هذه القصة خير دليل لتطبيق خطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة ".
وشهد المجتمع الحديث أيضا استخدام هذه الخطة في الحروب والمعارك. مثلا: في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت أسبانيا التي كان من أقدم الدول الاستعمارية في العالم تتهاوى قوتها بالتدريج. وقام أبناء الشعب في كوبا والفلبين اللتين كانتا من الدول المستعمرة الخاضعة لحكم أسبانيا قاموا بانتفاضة مسلحة ضد الحكم الاسباني. وفي ذلك الوقت شنت الولايات المتحدة التي أصبحت حينذاك دولة قوية إتخذت عمليات عسكرية واستولت بتكلفة قليلة على بعض المناطق التي كانت تحت الحكم الاسباني كبورتوريكو وغوام والفلبين وغيرها.
الى جانب الحروب والمعارك التي تستخدم فيها هذه الخطة شهد قطاع التجارة والاعمال الاقتصادية المختلفة في المجتمع الحديث أيضا الاستخدام الدائم لخطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة ". إلا أن أساليب تطبيقها عديدة ومتنوعة. منها اجبار المنافس الذي يعاني من صعوبة أو مشكلة على قبول الشروط، وفرض الضغوط عليه ليتراجع عند المنافسة أو الانسحاب منها، وحتى تدبير اضطرابات في صفوف المنافسين من أجل أضعافهم والانتصار عليهم. وهناك نقطة مهمة يجب الاهتمام بها وهى أنه أثناء تطبيق هذه الخطة يجب أن نحافظ على الاستقرار داخل صفوفنا ونعمل على تعزيز الوحدة من أجل تجنب وقوع " المشكلة " داخل بيتنا ولتركيز جميع الطاقة والقوة لمواجهة المنافسين.




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:36 PM

الخطط الحربية: جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا




كلمة " الاستراحة " تعني الراحة الكاملة والخلو من الإحساس بالتعب والاضطراب. والقائد العسكري الحكيم يعرف بوضوح أنه إذا لم يكن جيشه قويا فعليه أن يتجنب المقابلة المباشرة مع العدو وعليه أن يترك جنوده يستريحون جيدا استعدادا لشن هجوم بعد أن يصاب العدو بالتعب أو الملل. وغالبا ما تستخدم هذه الخطة في حرب يقاتل فيها جيش ضعيف وقليل العدد ضد جيش ضخم وينتصر عليه في النهاية.
حدثت في الصين القديمة كثير من المعارك التي استخدمت فيها هذه الخطة. منها إحدى المعارك في عهد الممالك الثلاث الذي يرجع تاريخه الى حوالى ألف وسبعمائة سنة. وإندلعت هذه المعركة بين مملكة وو ومملكة شو. وكان في مملكة شو قائد عسكري مشهور إسمه قوآن يوي إنه قد حقق انتصارات عسكرية عديدة. لذلك يحبه الملك وتآخى معه. إلا أنه قُتل على يد ملك وو. فغضب ملك شو غضبا شديدا وقاد بعد ذلك جيشه ليقاتل مملكة وو من أجل الانتقام لأخيه قوان يوي. واحتل جيش مملكة شو منذ بدء الحرب موقعا جغرافيا استراتيجيا صالحا له فحقق انتصارا أوليا في الحرب بينما تعرض جيش ملك وو لخسارة كبيرة. فاختار الملك وو قائدا جديدا لجيشه إسمه لو سون ليقود جنوده لمقاومة الأعداء من أجل تغيير الوضع. وقام لو سون أولا ببحث الوضع في ميدان الحرب، ثم أمر بسحب جيشه من الميدان ليتراجع الى الوراء. فاحتل جيش ملك شو بعد ذلك مساحة كبيرة من أرض مملكة وو الأمر الذي بعثر وفرّق جنود الجيش هنا وهناك فشعروا بتعب وملل بعد معارك عديدة بينما كان جنود جيش لو سون قد استراحوا بشكل جيد. واستمرت هذه الحالة لمدة أكثر من نصف سنة بحيث إنطفأت حماسة جيش ملك شو وضعف نشاطه وارتخت همته. وفي هذا الوقت أصدر لو سون لجنوده أمرا بشن هجوم مفاجئ على الأعداء فقاتلوهم بكل بسالة وشجاعة وانتصروا عليهم في النهاية. واصبحت هذه المعركة خير مثال لتطبيق خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ".
لقد أستخدمت هذه الخطة في الحرب الحديثة أيضا. مثلا: أثناء الحرب الأهلية الصينية الثانية التي استمرت منذ عام 1927 الى عام 1937 كان الجيش الأحمر بقيادة الحزب الشيوعي الصيني جيشا ضعيفا ومتخلفا مقارنة لجيش جيانغ كاي شنغ سواء من ناحية عدد الجنود أو الأسلحة. ولكن قائد الجيش الاحمر ماو تسي دونغ وضع استراتيجية حربية صحيحة ليستخدمها الجيش الأحمر في حرب العصابات ضد جيش جيانغ كاي شنغ. وتتمثل هذه الاستراتيجية في أنه إذا تقدم العدو نتراجع، وإذا استقر في مكان نزعجه، وإذا تعب نهاجمه، وإذا تراجع فسنطارده ونهاجمه. وباستخدام هذه الخطة الحربية المرنة اضافة الى استغلال التضاريس الجغرافية الملائمة، شن الجيش الأحمر هجمات عديدة ضد جيش جيانغ كاي شنغ وإنتصر عليه مرات عديدة. لذلك يمكن القول إن الإستراتيجية الرئيسية لحرب العصابات أو أثناء المنافسة بين طرف ضعيف ومنافس قوي هى بالذات خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ليقاتله وينتصر عليه.
مبدأ خطة" جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا معناه البحث عن الميزة المتفوقة الذاتية لإنتهاز الفرصة المناسبة واستغلالها لشن هجوم على العدو أو المنافس. وخلال تطبيق هذه الخطة يجب ألا تترك زمام المبادرة للعدو أو المنافس بل عليك أن تتمسك به جيدا. أما معنى" الانتطار " في هذه الخطة فهو ليس إنتظارا سلبيا. بل السعى للبحث عن الفرصة السانحة اثناء المعركة أو المنافسة.
من السهل أن نفهم خطة "جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا" إلا أن تطبيقها واستخدامها على أرض الواقع أمر صعب نسبيا. لأننا عندما نستريح ونبحث عن الفرصة استعدادا لمواجهة العدو او المنافس فقد يستريح العدو أو المنافس أو يبحث عن الفرصة أيضا. لذلك يجب علينا أن نضع الخطة في وقت مبكر ونجعلها في شكل أكمل وأفضل كي نحصل على زمام المبادرة أولا. وجدير بالذكر أن هذه الخطة تستخدم حاليا أكثر فأكثر في قطاعات التجارة والاعمال الاقتصادية المختلفة. هنا نقول إن المنافس القوي يجب أن يتمتع بالقدرة العالية على الصبر ولا يُخدع بسبب بريق المال أو أية إغراءات أخرى بل يجب عليه أن يكون على درجة عالية من اليقطة من أجل الحصول على الفرصة السانحة للإنتصار على منافسه.




الساعة الآن 09:22 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى