منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب فهم سريع للإيمان (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7448)

ميارى 9 - 6 - 2010 02:09 PM

كتاب فهم سريع للإيمان
 

- كيف ندرك وجود الله ؟

إن النباتات والحيوانات والبحار والجبال والإنسان، وكل ما نشاهده في هذا العالم الصغير – سواء كان حيا أم غير حي – والذي لا نستطيع أن نراه، يمثل دلائل واضحة على حكمة خارقة جعلت هذه الأشياء تنبض بالحياة . وكذلك فإنّ التوازن والنظام والخلق العظيم الموجود في العالم أجمع هو دليل أيضا على وجود خالق أحاط علمه بكل شيء وأحسن صنع كلّ شيء. و صاحب هذه الحكمة و هذه المعرفة هو الله سبحانه وتعالى.
إننا ندرك وجود الله عز وجل من خلال الأنظمة الكاملة التي خلقها والصفات الرائعة التي أودعها الكائنات الحية وغير الحية . وقد ذكر هذا في القرآن الكريم : (الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِع البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِع البَصَرَ كَرَّتَينِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهوَ حَسِيرٌ ) سورة الملك، الآية 3-4 .
2- كيف نعرف الله ؟
إنّ كل ما نراه ونشاهده في الكون هو آية من آيات الله العظيمة التي لا تحصى والتي تشهد على قدرته وعظمته. وقد جاء القرآن الكريم زاخرا بصفات الله عز وجلّ ، والقران هو الكتاب الذي أرسل للناس ليرشدهم إلى طريق الهدى. وقد نقل لنا القرآن جميع صفات الله العظيمة، مثل حكمته ومعرفته وعطفه ورحمته وعدله وسمعه واطلاعه على كل شيء، وبكونه المالك والإله الوحيد للسماوات والأرض وما بينهما ( هُوَ الله الذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحِيمُ، هُوَ الله الذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبحَانَ الله عَمَّا يًشرِكُونَ، هُوَ الله الخَالِقُ البَارِئ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَهوَ العَزيِزُ الحَكِيمُ)- سورة الحشر ( الآية 22-24 )



3- ما الغاية من خلقنا ؟
يخبرنا الله عز وجل عن الغاية من خلقنا كما يلي : (وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ ) – سورة الذاريات ( الآية 56)
كما هو مذكور في الآية، فالهدف من وجود الإنسان على وجه الأرض هو عبادة الله عز وجل وطلب مرضاته. وهو في اختبار مستمر مادام على هذه الأرض.

4- لماذا نمتحن في الحياة ؟
يختبر الله الناس في الحياة ليميز المؤمنين عن غيرهم ويميز الخبيث من الطيب، وليعرف أي من المؤمنين الأفضل في عبادته. ولهذا فإنه لا يكفي أن يقول المرء "أنا أؤمن بالله "، فحياة الإنسان يجب أن تكون لله عز وجل، وإيمانه وتضحيته ومواظبته على التمسك بدينه ، تتعرض إلى امتحانات واختبارات، وإخلاصه في كونه عبدا لله لابد أن يمر بمحك الحياة ومحنها. وقد ذكر الله عز وجل هذه الحقيقة في الآية التالية :
(الذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلاً وَهوَ العَزِيزُ الغَفُورُ ) سورة الملك ( الآية 2 ).
5- كيف نكون عبيدا لله ؟
أن يكون الإنسان عبدا لله يعني أن يكرس حياته كاملة لمرضاة الله ، وهذا يعني القيام بقدر المستطاع بالأعمال الصالحة لنيل مرضاة الله تعالى والبعد عن سخطه. ويعني كذلك أن تكون خشية الله ملازمة للعبد فتكون جميع أفكاره وكلماته وأعماله لهذا الهدف. وقد نبهنا الله إلى هذا في القرآن الكريم فالإنسان عبد لله وهذه العبودية تشمل جميع مناحي حياته:
( قُل إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العَالَمِينَ ) سورة الإنعام ( الآية 162 ) .
6- لماذا يعتبر الدين مهما ؟
إنّ ما ينبغي على الإنسان الذي يؤمن بالله أن يفعله أولا هو أن يكون له علم بخالقه وبالأمور التي ترضيه، فهو الذي منح الرّوح للإنسان عندما لم يكن شيئا مذكورا، وهو الذي جعله يحيا ويأكل ويشرب، وأسبغ عليه نعمة الصحة. ومن ثم فإنّه يجب على الإنسان أن يقضي حياته كلها ملتزما بأوامر الله طالبا لمرضاته، فالدين هو الذي يكشف لنا الطريق في الحركات والسكنات والأخلاق وطريقة الحياة التي ترضي الله عزّ وجل. وقد أكد الله في كتابه الكريم أنّ الذين يلتزمون بالدين الحق هم أهل الهدى والرشاد ، أما الآخرون الذين يتبعون هواهم فهم في طريق الضلال . ( أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدرَهُ لِلإِسلاَمِ فَهوَ عَلَى نُورٍ مِن رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ الله أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبينٍ)- سورة الزمر ( الآية 22 )
7- كيف يحيى الإنسان بتعاليم دينه ؟
إنّ الذين يؤمنون بالله ويطيعونه يجعلون حياتهم تسير وفقا لما يريده سبحانه وتعالى منهم، وقد ورد ذلك كله في القرآن الكريم. فالشخص الذي يكيف حياته على ضوء تعاليم دينه يسعى لكي يفعل ما يرضي الله ويبتعد عما يثير سخطه وغضبه، وهو بذلك يتجنب السيئات التي تأمره بها نفسه أو كل صوت سلبيّ داخله . وقد قال الله عز وجل أنه قد أعد البشر فطريّا ليهتدوا إلى الدين الحق. (فَأَقِم وَجهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطرَةَ الله التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يَعلَمُونَ ) سورة الروم -الآية 30.
8- كيف يمكن أن توجد أخلاق من غير الدين؟
في المجتمعات غير الملتزمة بالدين، يمكن أن يقدم الناس على ارتكاب جميع أنواع الأعمال غير الأخلاقية، فعلى سبيل المثال، لا يمكن للإنسان المتدين أن يقبل التعامل بالرشوة أو القمار أو أن يحسد أحدا، أو أن يكذب لأنه يعلم أن عليه مراقبة أعماله وتذكر الحساب بعد الموت. ومن جهة أخرى، فإن ّالشخص غير المتدين لا يمنعه شيء عن ارتكاب هذه الأ عمال. إنه ليس كافيا أن يقول الشخص غير المتدين: "أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا آخذ رشوة " أو أن يقول :"أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا أقامر". والسبب، أنّ الإنسان الملحد الذي لا يخشى الله ولا يستشعر رقابته، ولا يخاف الحساب بعد الموت قد يرتكب أيا من هذه الأفعال عند تغير المواقف أو الأوضاع من حوله . وإذا قال شخص ما : " أنا ملحد ولكنّني لا أزني" فالشخص نفسه قد يرتكب الزنا في مكان يعتبر فيه أمرا عاديا. وممكن للشخص الذي لا يأخذ رشوة أن يقول : "إنّ ابني مريض، وعلى وشك الموت، علي أن أقبل الرشوة " هذا إذا لم يكن في قلبه خوف من الله تعالى. وفي حالة غياب الدين، فإن السرقة نفسها يمكن أن تصبح أمرا مشروعا تحت ظروف معينة. وعلى سبيل المثال، فالناس الذين لا دين لهم يمكن أن لا يعتبروا-حسب رأيهم- أن أخذ المناشف وأدوات الزينة من الفنادق سرقة. ومن ناحية أخرى فإن الشخص المتدين لا يظهر مثل هذا العمل لأنه يخشى الله ولا ينسى أن الله يعلم سره وعلانيته، فالمؤمن يعمل بإخلاص ويتجنب المعاصي، ويمكن لشخص بعيد عن الدين أن يقول :
" أنا نلحد ولكنّني أتسامح مع الناس، فأنا لا أشعر برغبة في الانتقام ولا أكره أحدا "، ولكن في يوم ما يمكن أن يحدث شيء ما يجعله يظهر تصرفا غير متوقع منه، كأن يحاول قتل شخص ما أو إيذائه لأنّ الأخلاق التي لديه تتغير بحسب البيئة والظروف التي يوجد فيها. أما الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر فلا يحيد أبدا عن الأخلاق الفاضلة مهما كانت المؤثرات، فأخلاقه غير متقلبة. وقد أشار الله تعالى إلى الأخلاق الرفيعة للمؤمنين في قوله تعالى: ( الذِينَ يُوفُونَ بِعَهدِ الله وَلاَ يَنقُضُونَ المِيثَاقَ، وَالذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخشَوْن رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب، وَالذِينَ صَبَرُوا ابتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِم وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُم سِرًَّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدرَؤُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئةَ أُولَئِكَ لَهُم عُقْبَى الدَّار ) سورة الرعد -الآية 20-22.
9- ماذا كان سيحصل للنظام الاجتماعي من غير الدين؟
إنّ أول مفهوم يتم التخلص منه في بيئة لا دين فيها هو مفهوم العائلة، حيث إنّ القيم مثل الولاء والإخلاص والانتماء والحب والاحترام التي تجمع العائلة مع بعضها البعض يتم التخلي عنها بشكل كامل، و يجب التذكير هنا أن العائلة هي التي تؤسس المجتمع، فإذا انهارت العائلة فإنّ المجتمع ينهار كذالك، ثم إنّ ذلك يقود إلى إلغاء مفهوم الدولة والأمة. وبالإضافة إلى ذلك، تضعف الحاجة إلى الشعور بالاحترام والمحبة والعطف تجاه الآخرين في مجتمع لا دين فيه، وهذا يقود بالتالي إلى فوضى اجتماعية حيث يكره الأغنياء الفقراء ويكره الفقراء الأغنياء، وينتشر الحقد بينهما، ويزداد غضب أولئك العاجزين والمحتاجين، ويشيع العنف بين الأمم والشعوب، ويصبح العمال عدوانيين إزاء رؤسائهم في العمل والرؤساء تجاه عمالهم، وتجف مشاعر الآباء إزاء أبنائهم ومشاعر الأبناء إزاء آبائهم.
إنّ سبب استمرار الحروب والعنف في العالم يرجع إلى غياب الدين من حياة كثير من الناس، فنحن نشاهد كل يوم في كثير من بقاع العالم أعمال عنف رهيبة وعمليات قتل لا تليق بالإنسان. ومن جانب آخر، وفي مقابل هذا فإن الإنسان الذي يؤمن بالآخرة لا يجرأ على أن يصوب سلاحا باتجاه أخيه الإنسان ليقتله لأنه يعلم أن الله قد حرم القتل، ولأن خشيته لله تدفعه إلى تجنب عقابه وسخطه. قال تعالى: (وّلاّ تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ ) سورة الأعراف -الآية 56.
إنّ انتشار الانتحار دليل على البعد عن الدين، وهو أمر غير مقبول بأي حال، فالذي ينتحر يرتكب جريمة قتل في الحقيقة. وعلى سبيل المثال هناك من ينتحر لأن صديقته هجرته، فهو يدفع حياته ثمنا لها، ولكن هذ1ا الشخص يجب أن يسأل نفسه هذه الأسئلة : هل كان سيفكر في الانتحار من أجل هذه الفتاة لو أصبحت معاقة أو تقدمت في العمر، أو حدث أن توشه وجهها بسبب حريق أو غير ذلك ؟ بالطبع إنه لن يفكر في ذلك، إنّه يقوم بتضخيم هذه الفكرة في عقله عندما يراها جميلة تنعم بالصحة والجاذبية . وقد ينسى الله بسببها فلا يفكر إلا فيها، قد تملك عليه أحاسيسة فلا يبقى مكان في قلبه حتى يذكرالله تعالى ويفكر فيه، إنها قد تنسيه الموت والآخرة، ولذلك فهو يمكن أن يواجه الموت من أجلها .
ولكن الإنسان الذي يسير وفق التعاليم القرآنية يستحيل أن يفعل شيئا مثل هذا، ولا يمكن أن يفكر مجرد تفكير في الإقدام على فعل هذا الأمر لأن المؤمن يعيش لله فقط، ويصبر ويصمد أمام الصعوبات والمشاكل التي يبتلى بها في هذه الدنيا، ولا ينسى المؤمن أنه سوف يجازى بالخير على صبره هذا في الدنيا وفي الآخرة. والسرقة أيضا أمر شائع في المجتمعات التي لا دين فيها إذ أن السارق لا يفكر في مقدار الأذى الذي يلحقه بالآخرين، فهو يسرق ولكنه لا يتألم بسبب فقدان الضمير الذي يؤنبه ويردعه. وهذا يعني أن السارق بقساوته يمكن أن يرتكب مزيدا من الجرائم.
وفي المجتمعات غير المتدينة فإن الفضائل والقيم مثل الضيافة والتضحية من أجل الآخرين والتكافل والكرم تفقد بشكل كامل. فهؤلاء الناس في هذه المجتمعات لا يقيمون بعضهم البعض على أساس أنهم بشر، إذ أن بالبعض منهم يعتقد بأنه كائن تطور عن القرد، فلا أحد يمكن أن يكون مدفوعا لإكرام غيره أو العطف عليه أو تقديم مساعدات له بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ. فالأشخاص الذين يحملون هذه الأفكار لا يعرفون قيمة بعضهم البعض، فأغلبهم لا يفكرون في راحة غيرهم أو حفظ كرامتهم. فمثلا إذا أصيب أحدهم بحادث أو غير ذلك لا يهبون لإغاثته رجاء لثواب ما. ويحدث أن الذين من يكون ميؤوسا من حالته بسبب المرض يُترك ملقًى لا يهتم به أحد حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة. وهناك شيئ آخر مهم، فالشخص الذي لا إيمان في قلبه لا يهمه أن يهتم بالنظافة، وقد يؤذي اللخرين بسبب قذارته وخاصة إذا كان يعما في مطعم مثلا، فهو لا يبالي بالاهتمام بالنظافة إلا على اعتبار أنها وسيلة لجلب مزيد من الزبائن وليست مبدأ راسخا عنده، فهمه فقط في ما يجمعه من مال لا غير. وهذه فقط بعض الأمثلة التي نشاهدها في حياتنا اليومية. فالمعاملات تصبح أكثر تحضرا كلما كانت المصالح أوسع وأوثق. الأمر الآخر أن القيم القرآنية تحث الناس على الإحسان لبعضهم البعض دون انتظار أي مقابل، إنهم جميعا عبيد لله تعالى، فهم يعملون جهدهم للحصول على مرضاة الله تعالى من خلال الأعمال الصالحة، وهم يتنافسون في ما بينهم لكسب مزيد من الأجر والثواب.


ميارى 9 - 6 - 2010 02:14 PM

- ما هي الفوائد المادية و الروحية للمجتمع عند التقيد بتعاليم القرآن ؟ علينا أن نتذكر هنا أن الدين الذي نتحدث عنه هنا هو منهج أخلاقي في الحياة ، وهو دين يرضي الله تعالى وهو الدين الذي شرعه سبحانه وتعالى لأنه الأعلم بأمورهم وشؤونهم. إنّه منهج حياة خالية من جميع الخرافات والأساطير، وهو دين يستمد تعاليمه مباشرة من القرآن الكريم.
إن الدين يؤسس عمقاً روحياً وسلمياً وأمنياً للجو الأخلاقي الاجتماعي. إنّ الفوضى العارمة التي تسبب الضرر للدولة وللأمة تنتهي بشكل أكيد بفضل مخافة الله وخشيته، فالناس بذلك يلتزمون تطبيق القوانين وعدم التسبب في الفوضى والأذى لغيرهم، فالإنسان الذي يكون حاملا للقيم الأخلاقية يسهر على حفظ أمته وبلاده بل ويسعى للتضحية في سبيل ذلك.
إنّ المجتمع الذي تسود فيه التعاليم القرآنية، ينتشر فيه الاحترام وتتوطد فيه الاواصر الاجتماعية ويسعى كل فرد فيه إلى حفظ أخيه في عرضه وماله ودمه، فكل شخص في المجتمع المؤمن يضع نصب عينيه راحة اللخرين ومصلحتهم، وفيما يلي مثال على أخلاق المؤمنين: (وَالذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفِسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ ). سورة -الحشر - الآية 9.
ففي المجتمع الذي تكون قلوب أهله عامرة بخشية الله تعالى، يعمل كل فرد لمصلحة ذلك المجتمع ويكون أبعد شيء عن الطيش والتهور، وتغيب الأنانية ويحضر الإيثار. ووثمرة ذلك أن يتمتع ذلك المجتمع بالأمن ورغد العيش، وهما نعمتان عظيمتان منّ الله بهما على عباده المؤمنين، وذكرهما في القرآن الكريم. وتبعا لكل هذا تنحسر الفوضى وتتضاءل التوترات والأزمات، فكل فرد يعيش في مجتمعه بتوازن واحترام كبير لقيمه ومجتمعه، وتُحلّ جميع المشاكل ويعيش الناس في أمن وسلام.

11- ما هي الفوائد المادية و الروحية للعائلة عند التقيد بتعاليم القرآن؟
إن أخلاق القرآن تتطلب منا احترام الأم والأب وتبجيلهما, ويقول الله تعالى في القرآن الكريم:
(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْه أُمُّه وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن أَن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ المَصِيرُ) لقمان- الأية 14.
إن البيت المحكوم بالقرآن وتعاليمه تختفي فيه المشاجرات والنزاعات والمشاكل، فاحترام الأم أمر مقدس, والأمر نفسه بالنسبة إلى الأب، وجميع أفراد الأسرة يكونون في غاية السعادة إذا وجد هذا الشعور من الاحترام والمودة.


12- ما هي الفوائد المادية والروحية لنظام الدولة عند التقيد بتعاليم القرآن؟
يبين الله عز وجل في القرآن الكريم أنّ للطاعة أثر إيجابي، والشخص الملتزم بتعاليم القرآن عليه أن يطيع ولي أمره وأن يحترم دولته بشكل تام. ففي المجتمع الإسلامي يسعى الجميع من أجل رفاهية الأمة ولا يتمرد الفرد ضد الدولة أبدا بل على العكس من ذلك يمدها بدعم مادي وروحي.
إنّ كثيرا من القضايا يمكن ألا تحال على المحاكم ويتم حلها بطريقة أسهل في المجتمعات التي يكون فيها العامل الديني حاضرا ومؤثرا، وكذلك تقل حالات ارتكاب الجرائم التي تنتشر اليوم داخل كثير من المجتمعات، وبذلك تتجه طاقات الدولة وإمكانياتها إلى إحداث مزيد من التطور والنمو على المستويين الداخلي والخارجي، وبذلك تصبح الدولة مهابة قوية.
13- ما هي الفوائد المادية والروحية للفن عند التقيد بتعاليم القرآن؟
إن الذين يلتزمون بأخلاق القرآن يقدرون بعضهم البعض تقديرا متميزا ويعملون على توفير أقصى ما يمكن من الراحة لبعضهم البعض في بيئة من الرضى والجمال الفني في كل أمر، وبسبب الرغبة في نيل الجنة فإن جميع الخيرات الموجودة على وجه الأرض تستخدم لخلق بيئة تتمتع بالجمال والنظافة والروعة، وبذلك تكون بمثابة محاكاة للعين والأذن وجميع الحواس في اتساقها وجمالها، وتبعا لذلك يتطور الفن في جميع المجالات.
إضافة إلى ذلك, فإن الإنسان المؤمن يتمتع بضمير سليم, فلهذا لا توجد لديه أي ضغوط أو توترات, ويمكنه أن ينتج أعمالا فنية جميلة ومميزة وأصيلة، وكذلك الأشخاص الذين يرغبون في إبداع أشياء جميلة للآخرين, فهم يعملون بإخلاص وصبر من أجل هذه الغاية.
14- ما هي الفوائد المادية والروحية للنظام المدرسي عند التقييد بتعاليم القرآن؟
إنّ العيش في إطار الأخلاق القرآنية يكسب الناشئة ذكاء وإبداعا كبيرين، فالصغار الذين يلتزمون بهذه التعاليم تختفي لديهم التصرفات غير الأخلاقية أو التي تتميز باللامبالاة، وبفضل ذلك تولد أجيال ذات طبيعة نقية وطيبة, فالشاب يكون مطيعا ومفتح العقل مضحّيا بنفسه في سبيل غيره, و فاعلا في مجتمعهن فحماس الشباب وحيويتهم ونشاطهم تكون باتجاه الأعمال الخيرة. ففي بيئة مثل هذه يعطي الطلاب أهمية كبيرة لدراستهم وليس ذلك بغاية الشهرة أو اجتياز الامتحانات وإنما لأن طلب العلم يعد واجبا دينيا يدعوه إليه دينه.
ولن نسمع بعد ذلك عن حالات عدم الانضباط في المدارس، وبالتالي تنشأ بيئة تعليمية مسالمة وبناءة ومنتجة، وبفضل هذا الفهم يتطور التعاون بين المعلمين والطلاب على أساس من الطاعة والاحترام والتسامح ويصبح الطلاب مطيعين لأوامر معلميهم، وسوف لن تزدحم الطرقات بالمحتجين والغاضبين لأنه لن تكون هناك حاجة إلى مثل هذه الأمور.
15- ما هي الفوائد المادية والروحية لنظام العمل عند التقيد بتعاليم القرآن؟
في المجتمعات التي تلتزم بأخلاق القرآن, تشيع روح التفاهم والتعاون والعدالة في بيئة العمل، فصاحب العمل يهتم بصحة موظفيه, ويسعى للسهر قدر الإمكان على صحتهم وأمنهم. فأصحاب العمل يمكن أن يشيدوا مباني غاية في القوة والمتانة والجمال، ولكنهم في الوقت نفسه لا يغفلون عن رعاية عمالهم وإعطائهم حقوقهم كاملة لقاء ما قاموا به من عمل، فهم لا يسيئون معاملتهم، بل ويكونون على علم بأحوال أسرهم الإجتماعية. فإن ثمة ضمير حي يحرّكم، فالعامل لا ينظر عليه على أساس أنه أداة للإنتاج فقط بل هو كيان إنساني ينبغي أن يحترم ويكرم. وهذا السمو في التعامل يثمر بالتأكيد ثمار طيبةإوبالتالي تغيب مظاهر سلبية كثيرة مثل الحسد والحقد والكراهية وغيرها.
إنّ العلاقة بين الموظف وصاحب العمل لا تبنى على أساس المصلحة الذاتية والأنانية, بل تبنى على أساس التعاون والثقة، فالموظف يكون عينا ساهرة على مصلحة الشركة أو المؤسسة التي عمل فيها، ولن تساوره الأفكار السيئة, كأن يقول مثلا: "بما أن أجري مدفوع فما شأني والعمل". فالموظف يبذل ما بوسعه مهما كانت الأحوال.
16- ما هو "الإشراك" بالله أو الوثنية؟
الإشراك يعني اعتبار شخص ما أو أي كائن حي, أو فكرة ما شبيها لله تعالى أو أعلى منزلة منه من حيث التقدير والقدرة والقوة, والعيش وفق هذا المعتقد المٌنحرف. ويصف الله تعالى هذا الامر بأنه يعني "إشراك إله آخر مع الله سبحانه. وقد أكد الله تعالى في القرآن الكريم بأنّه لن يغفر للمشرك على الإطلاق: (إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَد افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)- سورة النساء، الآية -48.
17- ماذا يعني أن "تؤله" شيئا؟
تعني كلمة "التأليه" في الكلام العادي عبادة أشياء أو كائنات معينة، وبالرغم من هذا فإن لهذه الفكرة معنى أوسع وهي ليست مقتصرة على العصور الماضية فقط، ففي كل حقبة من الأحقاب كان الناس يتخذون شركاء لله, فعبدوا الأوثان وأعمدة (الطوطم) المقدسة. وليس بالضروري أن يصرح الشخص المشرك ويقول "إن هذا إلهي الذي أعبده", أو أن يسجد له.
إنّ "التأليه" في الحقيقة هو تفضيل شخصي لشيء أوشخص ما على الله. وعلى سبيل المثال, تفضيل رضى شخص ما على رضى الله, أو الخوف من أحد كما يخاف من الله, أو حب أحد ما كحب الله , فهذه الأمور يمكن أن تخدم كأمثلة هنا. ويؤكد القرآن الكريم أن هذه الأشياء التي تعبد من دون الله لن تجدي نفعا ولن تغني عنهم من الله شيئا:
(إِنَّمَا تَعْبُدٌونَ مِنْ دُونِ الله أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله لاَ يَملِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ الله الرِّزْقَ وَاعْبدُوهُ وَاشْكُرُوا لُه إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) – سورة العنكبوت (17)
18- كيف ينجو الإنسان من الوثنية ؟
إن على الإنسان أن يقرّ من أعماق قلبه أن الله واحد أحد, وأن القوة والعظمة له وحده سبحانه وتعالى, وأنه لا ضار و لا نافع في هذا العالم سوى الله. إنّ الذي يقر بهذه الحقيقة هو وحده الذي يتخلص من الشرك والوثنية. وقد أمر الله عز وجل الناس أن يطيعوه طاعة كاملة حتى ينقذوا أنفسهم من الشرك: (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) سورة الأنعام الآية- 41.
إنّ الشخص الذي يتخلص من الشرك يحس أثر ذلك بشكل مباشر في أعماق كيانه، وتتحول نظرته للحياة وفهمه للعالم من حوله، فتصبح حياته كلها لوجه الله وعمله كله لمرضاته, تنتقل حياته إلى مرحلة جديدة بعد كانت تسبح في بحر من الجهل والشك والفوضى.
19- ماذا يعني طلب مرضاة الله كما ينبغي؟
ماذا الذي كنت ستفعله لو أن المكان الذي تسكن فيه تعرض لفيضان مدمر؟ هل تفر إلى الطابق العلوي من المبنى وتنتظر من ينقذك, أم هل تواصل الصعود كلما ارتفع منسوب المياه؟ وهل تستعمل السلم أم المصعد في صعودك ؟ إن المهم في هذه الحالة أن يختار الإنسان أي طريق من هذه الطرق كي ينقذ نفسه. وأي طريق غير هذا سوف يكون صعبا ومحفوفا بالمخاطر. وفي هذه الحالة سوف يفعل الإنسان ما بوسعه حتى يصل إلى الطابق العلوي لأنه الأكثر أمانا. إن ذلك هو الاختيار الأفضل".
إنّ الإنسان المؤمن يسلك جميع الطرق المادية والروحية في كل لحظة حتى يكون في المستوى الذي يجعله ينال مرضاة الله تعالى، فإذا وجد المرء نفسه أمام مجموعة من الطرق والاختيارات فإنه يحكم عقله ويستمع إلى ضميره، وفي النهاية يختار ما يحقق رضا الله تعالى. وهذا يعني أنه يتصرف وفق الإرادة الإلهية واللأمر الربّاني.
20- ماذا يعني أن يكون لديك إيمان مطلق؟
إنّ أي فرد يعلم جيدا أن يده سوف تحترق إذا أصر على وضعها في النار، فليس ثمة ضرورة إلى أن يفكر فيما إذا كانت ستحترق فعلا أم لا، فالأمر محسوم ومعروف، فكل شخص يعلم أن النار تحرق وينبغي ألا يفكر في هذا الأمر. وفي القرآن الكريم ذكر ذكر الله تعالى معتى "الإيمان المطلق الكامل" فقال تعالى:
(هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) – سورة الجاثية-الآية 20.
"أن يكون لديك إيمان مطلق" يعني الإيمان بوجود الله والإقرار بصفاته, والإيمان باليوم الآخر والجنة والنار إيمانا لا ريب فيه, وولا يخلطه أي شك أو تردد. إنه تماما مثل التصديق بوجود الكائنات من حولك، هذه الكائنات التي نشاهدها ونعيش معها. وهو تصديق يصل إلى درجة البداهة مثل إيماننا المطلق بأن النار تحرق. والأيمان القائم على اليقين الكامل يجعل من المرء شخصا حي الضمير والوجدان بحيث يكون همه العمل الصالح وإرضاءالله تعالى.
21- كيف لي أن أعرف أي عمل من أعمالي سيلقى مرضاة الله؟
إنّ الله تعالى يلهم الإنسان المؤمن دائما حب العمل الصالح ويرشده إلى الطريق السّديد، ويقول الله عز وجل:
( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُم فُرْقَانًا وَ يُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُم وَالله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) سورة الأنفال – 29.
ويجب أن نتذكر دائما أن أول صوت يسمعه الفرد في داخله هو صوت ضميره الذي يساعده في تبين الخطأ من الصواب، وهو الصوت نفسه الذي يرشد الإنسان إلى ما يوصله إلى مرضاة الله تعالى. إنّ الذين يخشون الله يصلون إلى الحقيقة من خلال إنصاتهم لأصوات ضمائرهم.
22- هل هناك صوت آخر في قلب الأنسان يختلف عن صوت ضميره؟
إن الصوت الآخر الموجود إلى جانب صوت الضمير هو صوت النفس، وهو يحاول أن يعطل ويكتم صوت الضمير داخل كيان الفرد، فالنفس لا تدخر جهدا في إزاحة الإنسان عن الخير وتوجيهه نحو اقتراف الشر واقتفاء طريق الشيطان في كل ما هو سيء.
والنفس قد لا تفعل ذلك دائما بشكل علني، فهي تبحث عن مبررات وأسباب تبدو مقنعة إلى حد ما. ولهذا فالفرد يمكن أن يرتكب الأخطاء ويزعم أن ذلك لن يؤثر على إيمانه، ولكن القرآن الكريم يذكرنا أن الذي يزكي هذه النفس هو وحده الذي يكون مفلحا، قال تعالى:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) سورة الشمس-الآية 7-9.
وكما ورد في الآية, فإنّ الإنسان مهدد بالمعاصي ولكن واجبه هو أن يحمي نفسه إزاء ارتكابها، فالإنسان يوجد في اختبار كبير, وهو اختبار يكون الاختيار فيه بين بين الخير والشر.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:19 PM

- كيف نبصر؟

(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُم السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)- سورة النحل-الآية 78.
إنّ عملية الإبصار تتم عبر مراحل وبالتدريج، فخلال عملية المشاهدة يكون الضوء على شكل عناقيد من جسيمات الضوء الصغيرة التي تسبح في الهواء والمنعكسة من أي جسم إلى العين، وتدخل عناقيد الضوء هذه إلى عدسة العين في المقدمة حيث تنقلب الصورة رأسا على عقب على الشبكية الموجودة في آخر العين، وهنا تتحول جسيمات الضوء الصغيرة إلى إشارات كهربائية والتي يتم نقلها بواسطة الأعصاب إلى نقطة صغيرة تدعى مركز الرؤية في مؤخرة الدماغ. ويتم استقبال هذة الإشارات الكهربائية كصورة في هذا المركز في الدماغ، وهو أمر يتم بعد سلسلة من العمليات. وفي الحقيقة فإنّ عملية المشاهدة تحصل في هذة النقطة الصغيرة في الجزء الخلفي من الدماغ وهو الجزء المظلم والمعزول تماما عن الضوء.
وعندما نقول, "نحن نبصر" فنحن في الحقيقة نشاهد تأثير الاندفاعات التي تصل إلى عيوننا والتي تحدث في أدمغتنا بعد ما يتم تحويلها إلى إشارات كهربائية، فمعنى قولنا "نحن نبصر"أننا نشاهد في الحقيقة إشارات كهربائية في أدمغتنا.
إن هذا الكتاب الذي تقرأه الآن ومساحة الأرض الواسعة التي تشاهدها عندما تحدق في الأفق اللامتناهي يتكونان في هذه المساحة الصغيرة من الدماغ، وإن هذه الحقيقة تنطبق كذلك على بقية الحواس الأخرى.

24- ما هي أهمية معنى "مجموعة من الأدراكات"؟
إنّ جميع المعلومات التي لدينا عن العالم الذي نعيش فيه تنتقل إلينا عن طريق حواسنا الخمسة، وهذا العالم يحتوي على ما تراه أعيننا وما تلمسه أيادينا وما تشمه أنوفنا وما تتذوقه ألسنتنا وما تسمعه آذاننا. وقد كشفت الأبحاث الحديثة أن مدركاتنا هي مجرد تجاوبات تتكون في الدماغ من خلال إشارات كهربائية. وفي هذا الخصوص, فإن البشر الذين نراهم والألوان والمحسوسات وكل ما نملكه ونقبله على أنه العالم الخارجي هو في الحقيقة مجرد إشارات كهربائية تصل إلى أدمغتنا.
وعلى سبيل المثال, لنأخذ شيئا من الفاكهة، فالإشارات الكهربائية المتعلقة بالمذاق والرائحة و الشكل ونعومة هذه الفاكهة أو خشونتها تصل إلى أدمغتنا من خلال أعصابنا ويتم بناء صورة لقطعة الفاكهة على هذا الأساس. وإذا ما انقطعت الأعصاب التي تصل إلى الدماغ فإن التركيبات المتعلقة بقطعة الفاكهة هذه تختفي وتزول، فما نجمعة من معلومات عن قطعة الفاكهة هو في الحقيقة مجموعة من المدركات التي تصل الى أدمغتنا. ونحن لا نستطيع أن نحدد فيما إذا كانت "مجموعة المدركات" هذه حقيقية في الخارج أم لا، فنحن لا نملك أية إمكانية لكي نخرج خارج عقولنا ونخاطب الأشياء على حقيقتها، بمعتى أننا نعتمد فقط في معرفتها على مدركاتنا.
25- هل وجود العالم الخارجي أمر أساسي؟
نحن لا نستطيع أن نعرف فيما إذا كان العالم الخارجي (عالمنا) هو موجود فعلا أم لا، فإذا كانت جميع الأشياء هي مجرد مجموعة من المدركات, وهذه المدركات هي موجودة فقط في الدماغ, فإن العالم الوحيد الموجود بالنسبة إلينا هو عالم المدركات، والعالم الوحيد الذي نعلم بوجوده هو ذلك العالم الموجود داخل عقولنا، هو ذلك العالم المصمم والمخزن والحيوي داخل عقولنا, فهو باختصار العالم المكون داخل عقولنا، ولهذا فهو العالم الوحيد الذي يمكن أن نتأكد من أنه موجود بالفعل.
26- هل خدعنا عندما آمنا بالمدركات دون وجود أي علاقة نظامية مادية لتكون حقيقية؟
نعم, نحن نُخدع عندما نصدق المدركات وحدها دون أن يكون هناك روابط مادية حقيقية بينها وبين العالم الخارجي، والسبب في ذلك أننا لا نستطيع أن نثبت أن المدركات التي نشاهدها في الدماغ لها روابط مادية حقيقية أم لا، فيمكن التصور بأن هذه المدركات قد تأتي من مصادر "زائفة". ونحن كثيرا ما نحس بهذا الشعور في أحلامنا، حيث يمكننا أن نشاهد أحداثا وأشخاصا وأشياء وأماكن وتبدو وكأنها حقيقية، ثم نكتشف عند اليقضة أنها ليست سوى أحلام. فليس هناك فرق أساسي بين الحلم والحقيقة أي "العالم الحقيقي", فكلاهما يحدثان في الدماغ.
27- إذا كانت كل الكيانات المادية التي نعرفها هي في حقيقتها مدركات, إذن ما هو العقل؟
بما أن أدمغتنا هي جزء من عالم الجسد فهي مثل أيادينا وأرجلنا, أو أي شيء آخر, فهي أيضا مُدرك مثل جميع الأشياء الأخرى. و لعل مثال الأحلام يوضح الأمر بأكثر جلاء. دعونا نتخيل أننا نشاهد الحلم، ففي الحلم سيكون لدينا جسم خيالي ويد خيالية وعين خيالية ودماغ خيالي، فإذا سئلنا خلال الحلم "أين ترى؟" فالإجابة تكون: "أنا أرى في دماغي"، ولكن في الحقيقة, لا يوجد هناك دماغ في الحلم لنتكلم عنه, بل هناك رأس عقل خيالي ودماغ خيالي، والمشاهد لهذه الصور ليس الدماغ الخيالي في الحلم بل "كائن ما" وهذا الكائن "يفوق" العقل بكثير.
28- من المدرك؟
من الواضح أن الكائن الذي يرى ويسمع ويحس هو ذا طبيعة فوق مادية، وهذا الكائن هو "حي" وهو ليس شيئا أو صورة لشيء ما، وهذا الكائن يتّحد مع المدركات التي أمامه عن طريق استخدام صور أجسامنا. إنّ هذا الكائن هو "الروح"، يقول الله عز وجل في القرآن الكريم:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُل الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة الإسراء- الأية 85.
29- كيف ندرك بما أن العالم الخارجي هو مجرد شمول لمدركات نشاهدها من قبل أرواحنا، فما هو مصدر هذه المركات؟
مثلما بينا من قبل فالشيء المادي ليس لديه ما يحكم وجوده، ولأن المادة مدركة فهي شيء "مزيف". وهذا يعني أن هذا الشيء المدرك قد حدث نتيجة قوى أخرى, بمعنى أنه مخلوق. والذي لا شك فيه أن هناك خالقا, وهو الذي خلق هذا الكون المادي, وخلق جميع المدركات وهو الذي يوجد هذه المخلوقات إلى أمد يعلمه وحده، وهو إله عظيم. إنّ حقيقة كون السماوات والأرض ستؤول إلى زوال في يوم ما، وحقيقة أن وجودهما بقدرة الله تعالى، وحقيقة أنهما سيندثران عندما يشاء الله تعالى ذلك قد تم بيانها في الآية التالية:
(إِنّض الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)- سورة فاطر (41).
30- كيف يمكن أن يحيط الله بكل شيء وهو أقرب إلينا من حبل الوريد؟
تدرك المادة فقط من بواسطة الحواس، والله تعالى هو الحق الوحيد الموجود، وهذا يعني أن الله وحده هو الموجود فقط, فكل شيء سواه هي مجرد خيالات للكائنات. والله تعالى هو بالتأكيد "في كل مكان". وكل الأشياء الموجودة هي صور يعرضها الله لنا.
بما أن كل ماهو مادي هو شيء مدرك, فإن الماديات لا تستطيع أن ترى الله, ولكن الله يرى الماديات التي خلقها بجميع أشكالها. وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نرى الله بأعيننا, ولكن الله يشملنا بشكل كامل من الداخل والخارج في الأشكال والأفكار، فنحن لا نستطيع أن نقول أية كلمة إلا بعلمه ولا نستطيع أن نأخذ أنفاسنا إلا بعلمه وقدرته.
نحن نشاهد هذه المدركات الحسية طيلة حياتنا, ولكن هذه الحواس ليست هي الأقرب إلى نفوسنا, بل الله تعالى هو الأقرب إلى أنفسنا من أي شيء آخر. وقد وردت هذه الحقيقة في الآية القرآنية التالية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق-الآية 16.
وعندما يفكر الإنسان أن جسمه مشكل فقط من "المادة" فإته لا يستطيع أن يفهم هذه الحقيقة، فإذا تصور الإنسان أن "الأنا" عنده هو دماغه وأخذه خارج جسمه فإن هذا "الأنا" يصبح منفصلا عنه وبعيدا عنه بمسافة من 20 إلى 30 سم. ولكنه عندما يفهم أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل, وأن كل شيء هو خيال, فإن عدة مفاهيم مثل الخارج والداخل والبعيد والقريب تفقد معناها. فالله يشمل الإنسان كاملا و الله "قريب من الإنسان بشكل غير محدود".
31- أليست محبة الله كافية؟ وهل من االضروري خشيته؟
بالنسبة إلى ماورد في القرآن الكريم فإن محبة الله الحقيقية تتطلب إجلال الله تعالى وأداء ما فرض لرضائه سبحانه، فنحن عندما ننظر إلى حياة الناس الذين يؤمنون أن حب الله وحده كاف سنرى أنهم لا يتمسكون بشكل كامل بالنقطة المذكورة في الأعلى – تجنب فعل ما يغضب الله-. ولكن الشخص المخلص في حبة لله, يتبع أوامرالله بدقة, وتجنب فعل ما نهى عنه. وهكذا فقط يظهر محبته لله تعالى مت خلال إبداء الحب والولاء لله والثقة فيما عنده.
ونتيجة لهذا الشعور فإن الفرد المؤمن يخاف من عقاب الله ومن غضبه وسخطه. ومن ناحية أخرى فإن التعبير عن هذا الحب بالكلمات فقط لا يجدي نفعا, فليس من الإخلاص الزعم بمحبة الله تعالى بينما يخوض الفرد في حياة اللهو والمعصية غافلا عن الطاعة منتهكا لحدود الله. وقد أمر الله تعالى الإنسان بأن يخشاه:
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ) سورة الروم-الآية 31.
32- كيف ينبغي أن تكون خشية الله عند المؤمن الصادق؟
إن كل من يعرف الله معرفة حقيقية ، ويعرف مقدار عظمته لا بد أن يتملكه شعور بالخشية والإجلال. فإنا لله تعالى هو الرحمن الرحيم وهو القهار الجبار والمنتقم وبيده الحساب، ولهذا يخشى المسلمون الله بالغيب وهم يعلمون جيدا أنه لا أحد ينجو من عذابه وعقابه إذا خرج عن طاعته. و المؤمن يعلم أن الله تعالى مطلع عليه في كل صغيرة وكبيرة, وهو لذلك يحذر من الوقوع في المعصي فيحق عليه العقاب الأليم. وعندما نقول الخوف من الله فذلك يعني الخوف الذي يجلب الطمأنينة إلى العبد لا الخوف الذي يقض المضاجع، إنه خوف مختلف عما يعرفه غير المومنين هلع بسبب ظلام الكفر الذي يلفهم وينغص عليهم حياتهم. وقد جاء الأمر من الله تهالى لعباده بأن يخافوه ويهابوه فقال تعالى:
(فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ) سورة التغابن-الآية 16؟
33- كل من يقرأ القرآن يمكن أن يفهم معانيه
لقد أنزل الله القرآن ليكون مرشدا للناس ولهذا السبب نزل القرآن مفصلا وشاملا لجميع نواحي الحياة. ويؤكد الله تعالى هذه السمة في القرآن الكريم فيقول تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مٌبِينٌ) سورة المائدة-الآية 15. وتوضح الآية الواردة في سورة الحج هذا الأمر بأكثر تفصيل: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آياَتٌ بَيِّنَاتٌ وَأَنَّ الله يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) سورة الحج-الآية 16. أما إذا أردت أن تعرف مبلغ الحكمة في القرآن، فما عليك إلا أن تقبل على قراءته والتأمل في آياته العظيمة بصدق وإخلاص.
34- القرآن هو دليل المؤمنين الوحيد
إن القرآن الكريم هو الدليل الهادي للمؤمن في مسالك الحياة المتشعبة، وقد خاطب الله تعالى زوجات النبي علية الصلاة و السلام وأمرهم فقال سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْن مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنَ آَيَاتِ الله وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) سورة الأحزاب-الآية 34. وقد حث الله جميع المؤمنين على تلاوة القرآن. وكما ورد في الآية فإن على المؤمن أن يداوم على تلاوة القرآن في بيته وفي كل وقت من أوقاته ويسعى إلى التخلق بأخلاقه والسير على هداه.
35- القرآن يخاطب كل العصور
لقد أنزل الله تعالى القرآن ليكون مرشدا للعالم أجمع و لجميع العصور:
(هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلمُتَّقِينَ) – سورة آل عمران-الآية 138.
ويضرب الله الأمثال للناس من خلال أحداث ماضية حتى يحذر المؤمنين وغيرهم من مغبة الوقوع في ما وقعت فيه الأمم البائدة من ارتكاب للمعاصي فحق عليهم العذاب الأليم، وهذه المصائر يمكن أن تلحق أيضا بالأمم التي لا تتعظ و ما ذلك ببعيد عن قدرة الله تعالى.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:28 PM

- حفظ الله تعالى لآيات القرآن الكريم من التحريف حتى يومنا هذا :
لقد حفظ الله القرآن إلى يومنا هذا دون تغيير أوتحريف طيلة ألف وأربعمائة عام، وقد ذكر الله لنا هذة الحقيقة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) سورة الحجر-الآية 9. وقوفي قوله تعالى أيضا: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) سورة الأنعام-الآية 115.
وهذا وعد من الله تعالى للمؤمنين بأن يحفظ كتابه من كل تحريف. كما أن القرآن الكريم احتوى على حقائق مختلفة تؤكد أنه حقا وصدقا من عند الله لا ريب فيه.


37- ما هي معجزات القرآن العلمية ؟
بالرغم من أن القرآن أنزل قبل ألف وأربعمائة عام فقد تضمن العديد من الحقائق العلمية التي كانت غير معروفة في تلك الفترة، وهذه الحقائق لم يتم اكتشافها والتوصل إليها بشكل نهائي إلا في وقتنا الحاضر بواسطة أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية، وهذة المعجزات القرآنية تبرهن بوضوح أن القرآن منزل من عند الله تعالى، وفيما يلي بعض هذه المعجزات العلمية:
الاتساع المستمر للكون هو أحد أهم اكتشافات العلم في القرن العشرين، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكر هذة الحقيقة قبل ألف وأربعمائة عام في الآيه 47 من سورة الذاريات:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات-الآية 47.
ذكر القرآن الكريم الحقيقة العلمية المتعلقة بدوران الأجرام السماوية في مدارات خاصة بها لا تحيد عنها من عدة قرون:
( وَهوَ الذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الأنبياء-الآية 33.
تم الكشف عن الخواص المميزة للغة العربية وخاصة الكلمات المستخدمة في الآية لوصف الشمس والقمر. ففي هذة الآية كلمة سراج (مصباح), وكلمة وهاج (ساطع – محرق) تم استخدامهما لوصف الشمس. وللقمر تم استخدام كلمة منير (مشرق – مضيء)، وبالتأكيد فبينما تنتج الشمس كميات ضخمة من الحرارة والضوء نتيجة للتفاعل النووي بداخلها, فإنّ وظيفة القمر هي مجرد عكس الضوء الذي يتلقاه من الشمس. وهذه الحقيقة هي واضحة كما يلي:
(أَلَمْ تَرَوا كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) سورة نوح-الآية 15-16.
و في الآيه 22 من سورة الحجر هناك إشارة إلى حقيقة وظيفة الرياح في "التلقيح":
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) سورة الحجر-الآية 22.
ففي اللغة العربية يطلق معنى التلقيح على كل من النباتات والغيوم، وقد أثبت العلم حقيقة أن الرياح تقوم بهاتين المهمتين.
وهناك معجزة قرآنية أخرى وهي مبينة في الآية التالية:
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ) سورة الزمر-الآية5.
في هذة الآية تلاحق الليل والنهار تم وصفه بكلمة "تكوير"، وفي اللغة الأنجليزية هذا يعني: "طي شيء على شيء آخر, بشكل متلاحق". وفي القواميس العربية تم شرح هذه الكلمة بأنّه التفاف شيء على شيء آخر مثل لف العمامة. ولهذا فإن في هذه الآية معنى ضمنيا صحيحا عن شكل الأرض، فهذا التعبير لا يمكن أن يكون صحيحا إلاّ في حالة أن تكون الأرض كروية الشكل، وهذا يعني أن القرآن الكريم الذي أنزل في القرن السابع تضمن إشارة إلى كروية الأرض.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:36 PM

- ماهي الرموز المتعلقة بالأرقام في القرآن؟ إنّ في القرآن الكريم عددا كبيرا من المعجزات, مثل إدخال الرقم "19" في الآيات على هيئة نظام تشفير, وأيضا معجزة تكرار عدد بعض الكلمات المعينة.
الكلمات المكررة في القرآن : هناك بعض الكلمات ذات العلاقة ببعضها البعض تكررت بالمقدار نفسه تماما, فعلى سبيل المثال:
1. عبارة "السماوات والأرض" تكررت 7 مرات.
2. لكلمات "العالم" و"الآخرة" تكررت كل منها 115 مرة.
3. كلمة "يوم" تكررت 365 مرة, بينما تكررت كلمة "قمر" 12 مرة.
4. كلمة "إيمان" (باستثناء المضافات) تكررت 25 مرة في جميع آيات القرآن, وأيضا كلمة "كفر" تكررت 25 مرة.
5. عندما نحصي كلمة "قال" نجد أن عددها 332, و هو العدد نفسه الذي نحصل عليه عندما نحصي كلمة "قالوا".
6. كلمة "شيطان" استخدمت 88 مرة, وكلمة "ملاك" تكررت 88 مرة أيضا.
39- معجزة الرقم 19 في القرآن:
تم ذكر الرقم 19 في إحدى الآيات التي تتحدث عن جهنم: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) سورة المدثر-الآية 30. وقد ورد هذا الرقم في آيات معينة أخرى في القرآن, فعلى سبيل المثال:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذه الآية التي توجد في بداية كل سورة تتكون من 19 حرفا. يتكون القرآن الكريم من 114 سورة, وهو مضاعف العدد 19 ستة مرات.
و هناك أمثلة كثيرة أخرى:
عدد لفظ الجلالة "الله" في القرآن 2698 (19 ضارب 142)
عدد كلمات "الرحيم" في القرآن 114 (19 ضارب 6)
عند جمع آيات القرآن (دون حساب التكرار) سنحصل على 162.146 و هو (19ضارب 8534)
أول سورة نزلت كانت متكونة من 19 آية.
و هناك أمثلة أخرى لا حصر لها.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:38 PM

- ما هي الأخبار التي أوردها القرآن الكريم والتي تتعلق بالمستقبل؟ يعيش الناس في هذه الدنيا في عالم من المدركات الحسية، والله سبحانة وتعالى, الذي خلق هذا العالم الرائع بما يحويه من المخلوقات الجميلة والمشاهد العظيمة الزاخر بالألوان والأصوات المتنوعة قادر بالتأكيد على أن يخلق ما هو أجمل من هذا العالم بما لا يخطر على بال البشر. ومثل ما شكل الله صورة لهذا العالم في دماغ الإنسان فإنه تعالى سوف ينقل الإنسان إلى بعد آخر بعد موته وسيريه صورة لعالم مختلف، وذلك العالم الجديد الذي سوف يتكشف للإنسان لا محالة هو عالم الآخرة.


41- ما ذا يعني تناسخ الأرواح؟
إنّ تناسخ الأرواح خرافة لا أساس لها من الصحة، وقد ظهر نتيجة للقلق الذي أحس به أناس لا إيمان لديهم، ومعنى هذا أن الشخص "يختفي بعد الموت", وهذا الإحساس ينتاب الذين يخافون من أن الموت يمثل نهاية لهم. فبالنسبة إليهم تمثل العودة إلى الحياة بعد الموت أملا كبيرا.
لكن في الحقيقة هذا زعم باطل فالقرآن الكريم يؤكد في كثير من آياته أن هناك حياة واحدة في هذا الدنيا وهي بمثابة امتحان للبشر جميعا، وبالتالي فليس ثمة عودة إلى هذه الدنيا بعد الموت، وفي الآية الآتية يبين القرآن الكريم أن الإنسان لا يموت سوى مرة واحدة فقط:
(لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا المَوْتَ إِلاَّ المَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الجَحِيمِ) سورة الدخان-الآية 56.
42- هل الموت يعني الفناء؟
إنّ الموت لا يعتبر فناء بل هو انتقال إلى من دار الدنيا الفانية إلى دار الخلود في الآخرة, والموت يحيل بين الإنسان وبين هذه الدنيا، و بالتالي يتم الانفصال بين الجسد والروح. وعندما تبدأ الروح في الاتصال بصور عالم الآخرة, أي عند موت الإنسان, فإن الحجاب يُكشف أمام عيني الإنسان, ويدرك عندها أن الموت ليس فناء تاما من الوجود كما كان يعتقد. فالإنسان كما كان يستيقظ من النوم كل صباح, فإنه سيحيى في الآخرة بعد موته، وهذا هو بالضبط ما ذكره القرآن الكريم:
(هُوَ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون) سورة غافر-الآية 68
43- ما الذي يحدث عند الموت؟
(أَمْ حَسِبَ الذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) سورة الجاثية-الآية21.
لقد صور لنا القرآن الكريم الروح عند خروجها من الإنسان لحظة الموت بالتفصيل، وقد أوضح أنها شيء يختلف عن الموت الطبي للجسد. وقد ذكر في القرآن أن هناك أحداثا معينة تحدث عند لحظة الموت يراها الإنسان المحتضر فقط ولا يراها غيره ممن هم حوله. فعلى سبيل المثال، ثمة أناس غير مؤمنين ولكنهم يموتون على الفراش ميتة يسيرة في الظاهر، ولكن الذي ينبغي معرفته أن الذي يعاني العذاب والمشقة هي الروح وليس الجسد، فعند نزعات الموت يحس الإنسان بألم رهيب. فالفرق كبير جدا بين ما يشعر به المؤمن وما يشعر به الكافر عند النزعن وكما ذكر القرآن الكريم فإن الملائكة الكرام يأخذون روح المؤمن بلطف بينما تنزع روح الكافرا نزعا. ومما أخبرنا به القرآن بشأن الكافر عتد النزع الأمور الآتية:
تنزع أرواحهم وهم يضربون على ظهورهم ووجوههم.
يعانون من النزع عند الموت.
تخبرهم الملائكة بعذاب مقيم.
تنزع أرواحهم بشدة من أجسامهم.
أما بالنسبة إلى المؤمنين:
تؤخذ أرواحهم بسلام من أجسادهم.
ترحب بهم الملائكة بالسلام والتحية.
عندما تأخذ الملائكة أرواحهم يُبشَّرون بالجنة.
44- هل الكون أيضا عرضة للفناء؟
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الكون بدوره سوف يتعرض للفناء، وبالتالي سوف تموت جميع الحيوانات والنباتات ويموت البشر أيضا. وسوف تندثر الكواكب والنجوم والشمس، وسوف تنتهي جميع الكائنات إلى الزوال. وسوف تكون نهاية الكون يوم الحساب شيء مهول جداً، وهو أمر لم يعرفه الإنسان من قبل. وهذه الواقعة صورها القرآن الكريم على النحو الآتي: (بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القِيَامَةِ فَإِذَا بَرَقَ البَصَر وَخَسَفَ القَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المَفَرُّ كَلاَّ لاَ وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمِئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) سورة القيامة- 5 – 13.


ميارى 9 - 6 - 2010 02:41 PM

- هل سيشهد يوم البعث جميع الناس الذين عاشوا حتى تلك اللحظة أم فقط أولئك الذين يعيشون في ذلك الوقت؟

يبدأ يوم الحساب عند النفخ في البوق، وسوف يكون إيذانا بزلزال عظيم وصوت انفجار يصم الآذان وعندئذ يوقن جميع البشر أنهم أمام كارثة مهولة، وسوف تطوى السماوات والأرض وسوف ينفصلان عن بعضهما البعض ويدمر الكون، ولن يبقى أي كائن حي على وجه الأرض، وعند النفخة الثانية في البوق يبعث الناس من قبورهم (سورة الزمر 39-68).
وبعد ذلك يكون جميع البشر شاهدين على الحساب. ولكن الله تعالى ذكر أن يوم الحساب لا يقوم إلا على شرار الناس وأن المؤمنين سيكونون في مأمن من أهوال يوم القيامة:
(مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) سورة النمل-الآية 89.
46- كيف سيكون الحساب يوم القيامة؟
كل فرد يحاسب على حدة يوم القيامة، وسوف يطلع الإنسان أثناء الحساب على كل ما اقترفت يداه من شر وما عملته من حسنات:
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان-الآية 16.فيومئذ لن يبقى شيء من عمل الإنسان سرا أو في طيّ النسيان.
ربما ينسى الإنسان ما فعله في هذه الحياة الدنيا, ولكن الله لا ينسى أفعال الإنسان وسوف يعرضها أمامه يوم الحساب، وكل إنسان يعطى سجلا خطت عليه أعماله يوم الحساب، ثم ينصب الميزان بالقسط فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ولا يظلم ربك أحدا. وفي تلك اللحظة العظيمة تشهد على الإنسان أعضاء جسمه مثل سمعه و بصره وجلده، كما سيشهد عليه الأشخاص الذين رأوه في الحياة الدنيا. وسوف يسحب الذين كفروا إلى نار جهنم بعد حساب رهيب، أما المؤمنين فسوف ينالون حسابا يسيرا ويؤخذون إلى الجنة فرحين بما آتاهم ربهم من خير ونعمة.
47- هل يتحمل الناس مسؤولية ذنوب بعضهم البعض؟
لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز أن كل شخص سوف يكون مسؤولا عما عمل، وكل شخص سوف يرى نتيجة ما عمله في هذه الدنيا, كل واحد على حدة ولن يشفع أحد لآخر، وهذه الحقيقة مقررة في القرآن الكريم:
(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَمُوا الصَّلاَةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلىَ اللهِ المَصِيرُ) سورة فاطر-الآية 18.
48- هل يمكن للإنسان أن يتخلص مما عمله عندما يرى الحقيقة يوم القيامة؟
يوم القيامة لا تنفع توبة ولن تكون ثمة فرصة للعمل الصالح، فحينئذ يكون قد فات كل شيء، ولا أمل في إصلاح عمل أو توبة من ذنب. وقد ذكر القرآن الكريم أن الكافرين سوف يتوسلون بأن يعطوا فرصة للتوبة ولكن ولات حين مناص. فهؤلاء سوف يتمنون لو يردون إلى الدنيا لكي يعملوا صالحا, ولكن أمانيهم لا جدوى منها. وعندما يدرك المشركون أن لا جدوى من توسلاتهم وأمانيهم سوف يشعرون بندم لا حد له. إنّ الشعور بالندم وفقدان الأمل الذي سوف يشعرون به لا يضاهيه أي شيء في هذه الدنيا لأنهم سوف يدركون عندها أنهم خالدون في عذاب جهنم إلى الأبد دون أي أمل في الخلاص من هذا العذاب:
(وَلَوْ تَرَى إِذ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّب بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنينَ * بَلْ بَدَا
لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُو عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* وَقضالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ* وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) سورة الأنعام-الآية 27-30.

49- جهنم: أي مستقر هي؟
إن جهنم بالنسبة إلى المشركين والكافرين هي المكان الذي يرون فيه أشد أنواع العذاب، وهو عذاب مقيم لا نهاية له ، قال تعالى في القرآن الكريم:
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا* لِلطَّاغِينَ مَئَابًا* لاَبِثيِنَ فِيهَا أَحْقابًا* لاَ يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلاَ شَرَابًا* إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) سورة النبأ-الآية 21- 26.
50- ماذا تخبرنا آيات القرآن الكريم عن جهنم؟
لقد ذكر القرآن الكريم أن هناك حياة في جهنم، ولكنها حياة مليئة بالعذاب والأسى. ولا يمكن للإنسان أن يتصور على وجه الدقة عذاب جهنم إذا ما وزنت بمقاييس الحياة الدنيا. فعذاب جهنم لا يشبهه أي عذاب آخر، وحتى إذا شبه في القرآن الكريم فلتقريب الصورة لا غير، ثم إنه لن يخف أبدا ولن ينتهي أبدا: (كَلاَّ إِنَّهَا لَظًى* نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى* تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى* وَجَمَعَ فَأَوْعَى) سورة المعارج الآية 15-18.
51- الجنة: أي مستقر هي؟
إنّ الجنة هي المؤمنين الصادقين الذين أكثروا من تلاوة القرآن الكريم وأطاعوا الله عز وجل, وهي مثوى الذين أخلصوا حياتهم لله ولمرضاته. فهؤلاء يمكثون سعداء لا يمسهم تعب ولا نصب، ينالون ما يشتهون، بل ويجدون فيها ما لم يخطر على بال أحد منهم. ولقد ذكر الله تعالى في آيات القرآن الكريم بعضا من تلك النعم التي سوف يكرم بها عباده المؤمنين:
(الذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ* يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُم فِيهَا خَالِدُونَ* وَتِلْكَ الجَنَّةُ التِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الزخرف-الآية 68-72.
52- من الذين سيدخلون الجنة؟
( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولاَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِم الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولاَئِكَ حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُم المُفْلِحُونَ) سورة المجادلة-الآية 22.
وقد ذكر القرآن الكريم مجموعة من الميزات الأخرى للمؤمنين الذين وعدهم الله تعالى بالجنة:
(الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) سورة البقرة-الآية 25.
(لِلذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ) سورة آل عمران-الآية 15.
(وَالكَاظِمينَ الغَيْظَ) سورة آل عمران-الآية 134.
(وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران-الآية 135.
(وَمَنْ يُطِع الله وَرَسُولَهُ) النساء- الآية 13
( لَئِنْ أَقَمْتٌم الصَّلاَةَ وَآتَيْتُم الزَّكَاةَ وَآمَنْتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُم الله قَرْضاً حَسَناً) المائدة- الآية 12.
( قَالَ اللهُ هَذَا يَوْم يَنْفَعُ الصَّّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) المائدة-الآية 119.
( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) يونس-الآية 26.
( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَي رَبِّهِمْ) هود-الآية 23.
(إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) مريم-الآية 60.
(وَالذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعُهْدِهِمْ رَاعُونَ) المؤمنون-الآية 8.
( وَالذِينَ هُمْ عَلَى صَلوَاتِهِمِ يُحَافِظُونَ) المؤمنون-الآية 9.
( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ) فاطر-الآية 32.
(هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) ق-الآية 32.
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ق-الآية 33.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:49 PM

- ما هو الخير الحقيقي؟ في كل مجتمع يوجد مفهوم عام "للخير" وهذا المفهوم يوضع من قبل ذلك المجتمع. فيمكن اعتبار أولئك الذين ينفقون الأموال على الفقراء والمتسولين أناسا خيرين, ويمكن أن نقول أيضا إن الذين يعاملون غيرهم بمودة ولطف أناسا خيرين. بيد أن الخير الحقيقي هو العمل باستمرار لمرضاة الله تعالى. فالإنسان الخيّر فعلا هو الذي يكون إيمانه بالله خالصا لا يشوبه شك ولا شرك, ويكيف حياته وفقا لما يرضي الله تعالى. وقد أوضح الله تعالى هذه الحقيقة على النحو التالي:
(لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولاَئِكَ الذِينَ صَدَقُوا وَأُولاَئِكَ هُمُ المُتّقًونَ) البقرة- الآية 177.


54- ما هو مفهوم الحب في القرآن ؟
في المجتمعات التي لا تعيش وفق تعاليم القرآن, يمكن أن توجد قيم مختلفة يجتمع الناس حولها بينهم نوعا من المحبة مثل الاشتراك في الثقافة نفسها أو الاحترام المتبادل أو غير ذلك. غير ان هدف المؤمنين الحقيقي يتمحور حول مرضاة الله تعالى. ولأنهم يحبون الله تعالى فإنه يزرع في قلوبهم حب لكل ما خلق في هذا الكون، فكل ما في الكون يصبح له معنى خاص، فالمؤمن لا يمكن أن يتخذ أصدقاء ممن كانت قلوبهم غافلة عن ذكر الله. وهذا ما ذكّر به القرآن الكريم:
(لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) المجادلة-الآية 22.


55- ما الذي الذي يجعل المؤمنين دائما جنبا إلى جنب؟
لقد أمر الله تعالى المؤمنين في كثير من آيات القرآن الكريم بأن يكونوا دائما في حاجة بعضهم البعض وألا يتفرقوا ابتغاء حطام الدنيا:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران-الآية 103.
إن الالتزام بتعاليم القرآن في كل أمر من أمور الحياة يجعل الإنسان في صلة مستمرة بالله تعالى. وكثير من الناس لا يقدرون نعمة وجودهم بين أناس مؤمنين، ولكن الحقيقة أنها نعمة عظيمة أن يوجد الفرد المسلم بين قوم يُذكرونه بالله في كل حين. وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة سيدنا موسى عندما شد عضده بأخيه هارون ليكون له عونا في عبادته. فالمؤمنون يذكرون بعضهم البعض بتقوى الله ويعصم بعضهم البعض من الإقدام على ارتكاب المعاضي والآثام. ولا شك أن أخلاق المؤمن هي مثال في الاستقامة والجمال، ولهذا فإن أكثر المجتمعات حبا للسلم هي المجتمعات الإسلامية.



56- ما هي الحياة التي وعد الله بها عباده المؤمنين؟
إنّ حياة الناس الذين يؤمنون بالله تعالى تكون ذات طعم مميز في جميع النواحي, وكذلك حياتهم في الآخرة. وقد وعد الله تعالى الذين يعملون الصالحات في هذة الدنيا بحياة سعيدة كلها بركة وخير:
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثًى وَهوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُم أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل-الآية 97.
57- كيف ندعو الله تعالى ؟ هل هناك مكان معين أو وقت أو طريقة معينة للدعاء؟
ليس ثمة في الإسلام أوقات أو أماكن محددة حتى يدعو فيها المؤمن ربه، فإذا أراد العبد الدعاء فعل ذلك متى شاء وأينما شاء وكيفما شاء، فالله أقرب إلينا من حبل الوريد، وهو سبحانه يعلم ما نسر وما نعلن ولا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء. فيمكننا أن ندعو الله في جميع أحوالنا في السفر وفي الحضر عند النوم وعند اليقضة، في المقام وفي المسير. ندعوه سبحانه ونسأله من فضله، والله تعالى يعلمنا كيف ندعوه:
( أُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَة إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) الأعراف-الآية 55.
فالمهم أن يدعو العبد مخلصا من قلبه وهو موقن بالإجابة.


58- هل يقبل الله جميع الدعوات؟
نعم إن الله تعالى يسمع دعاء الداعين وتضرع المتضرعين، ولا يخيب عنده من كان صادقا في دعائه مخلصا فيه من أعماق قلبه:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ) البقرة-الآية 186. ويبين القرآن الكريم أن الله تعالى يخفف مصيبة المصابين ونكبة المنكوبين إذا دعوا الله دعاء صادقا.
غير أن الإنسان قد يتمنى شيئا، أو يطلب من الله أمرا ويكون له فيه شر، فالإنسان لا يعرف ما يصلح له، ولأن الله يعلم ما لا يعلمون ويحيط بكل شيء فإنه لا يستجيب دائما لدعوة الداعين, ولكنه يغدق علينا من نعمه بسخاء عندما يحين الوقت. والإنسان بطبعه عجول قليل الصبر، ويريد أن يستجاب لدعائه بسرعة. وقد تتأخر الإستجابة ولذلك على الداعي أن يكون صبورا وينتظر إرادة الله وقدره.


59- كيف نتوب إلى الله؟ وهل يكفي القول "تبت إلى الله"؟
إن الاعتراف بالتوبة ينبغي أن يصاحبه الندم على ما فات والعزم على إصلاح النية والعمل, والتضرع إلى الله ويسأله المغفرة والرحمة والعزم كذلك على ألا يعود إلى مثل هذه الأعمال مرة أخرى، يقول تعالى:
( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وِأَصْلَحَ فَإِنَّ الله يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ) المائدة-الآية 39.


60- هل يقبل الله كل توبة؟
إنّ الله يقبل التوبة شرط أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وينبغي على التائب أن ينوي عدم الرجوع إلى المعصية مرة أخرى. وبذلك يقطع صلته بمرحلة ليبدأ مرحلة جديدة، ولا فرق في ذلك بين صغير الذنوب وكبيرها، فالأمر المهم هو الصدق في التوبة والعزم على هجر هذه الذنوب والمعاصي. وقد بين الله تعالى من يشملهم بقبول التوبة:
(إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى الله لِلذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يُتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَؤُلئِكَ يَتُوبُ الله عَلَيْهِمْ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء-الآية 17.
61- هل من الصحيح أن نقول "بما أن الله سيغفر لي عندما أتوب، فإنني أفعل ما بدا لي ثم أتوب بعد ذلك"؟
إنّ هذا التفكير لا ينبع من إيمان صحيح ولا من توبة صادقة, وإذا شاع هذا التفكير فإن الناس سوف يغرقون في المعاصي والذنوب إلى ما لا نهاية فالله يعلم ما تخفي القلوب وما تعلن وإنما يقبل توبة من يتوب بإخلاص وصدق. أما العصاة فإنهم لا يهم ما يرتكبون من ذنوب ولا يحسبون حسابا ليوم الحساب عندما يقول الواحد منهم: "إن الله سيغفر لي على أية حال".
(وَلَيْسَت التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتََّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الذِينَ يَمُوتُون وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ اعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيمًا) النساء-الآية 18.
62- ما هي أهمية الصلاة؟
إن الصلاة هي أهم عبادة بعد الإقرار بالإيمان بالله تعالى، وقد أمر المؤمنون بأداء العبادات طيلة حياتهم، وهي عبادة مفروضة في أوقات معينة، وإذا دخل الإنسان في شؤون الحياة اليومية فإن قلبه يتعرض للغفلة والنسيان، وبالتالي فعليه أن يكون قوي الإرادة ثابت العزم. فأحداث الحياة المتقلبة تجعل الإنسان ينسى أن الله محيط بكل شيء وأنه مطلع على كل صغيرة وكبيرة وأنه سبحانه سوف يحاسبه على كل ما فعله في هذه الدنيا، وينسى أنه سوف يموت وينتقل إما إلى الجنة أو إلى النار. وهذه الأحداث تجعله ينسى أيضا أنه لا شيء مما يجري في هذا العالم خارج عن علم الله وقدره. فالوقوع في الغفلة ينسي الإنسان الغاية الحقيقية من وجوده وخلقه.
إن المواظبة على الصلوات الخمس في كل يوم تزيل عن قلب المؤمن هذه الغفلة، وتبعث الحياة والحيوية باستمرار في إرادة المؤمن وعزمه، فصلة العبد المؤمن المتصلة بالله تعالى تساعده على الالتزام بما أمر به سبحانه. فالعبد المؤمن عندما يقف أمام الله لأداء الصلاة إنما يركن إلى ذي القوة والجلال فتزداد صلته به قوة ومتانة. وتبين هذه الآية دور الصلاة في التذكير بالله تعالى وإبعاد المؤمن عن السيئات: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِليْكَ مِنْ الكِتَابِ وَأَقِم الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت-الآية 45.
63- هل أمر بقية الأنبياء أيضا بأداء الصلاة؟
لقد أمر الأنبياء مثلهم مثل غيرهم من المؤمنين بإقامة الصلاة، ولقد قام الأنبياء الذين أرسلوا إلى أقوامهم عبر التاريخ بتبليغ الرسالة التي كلفوا بها، ولقد كانوا طيلة حياتهم المثال الحي علىأدائهم لهذه العبادة على الوجه السليم والصحيح، ومن هذه الناحية فهم يبلغون رسالتهم السماوية بشكل فعلي إلى أقوامهم الذين أرسلوا إليهم.
وتوجد في القرآن الكريم آيات كثيرة بشأن ضرورة إقامتهم للصلاة والأهمية الكبرى التي ينبغي عليهم أن يولوها لهذه العبادة، وتوجد آيات أخرى عديدة أيضا حول مواظبتهم على أداء فريضة الصلاة وأمرهم لأقوامهم بأدائها والمواظبة عليها.
سيدنا إبراهيم عليه السلام: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي رب وتقبل دعاء) إبراهيم- الآية 40.
سيدنا إسماعيل عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكًانَ رَسُولاً نَبِِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) مريم-الآية 54-55.
سيدنا موسى عليه السلام: ( إِنَّنِي أَنَا الله لاَ إِلَهَ أَنَا فَاعْبُدِْني وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي ) طه- الآية 14.
وبالنسبة إلى النساء المؤمنات فقد ضرب الله مثلا مريم عليها السلام فقال تعالى: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران-الآية 43.
ولقد تلقى موسى عليه السلام من ربه الأمر نفسه: ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) مريم –30-31.


64- في أي الأوقات فرضت الصلاة؟
أخبرالقرآن الكريم أن الصلاة عبادة تؤدى في أوقات وحالات معينة، وفي الآية التالية ما يشير إلى ذلك:
(فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء –الآية 103.
وأوقات الصلاة خمسة، وهي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء. وقد بينت كثير من الآيات في القرآن الكريم أوقات الصلاة، ومن هذه الآيات:
(فَاصْبِرْعَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنَ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) طه- الآية 13.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلاة خلال النهار وأثناء الليل، وهو الذي عليه الصلاة والسلام الذي يفصل من خلال ما يأتيه من وحي ما جاء مجملا في القرآن الكريم. وقد ورد هذا في الحديث المشهور الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه: (..............وجاء ذكر مصدر الحديث حتى يتم نقله بشكل صحيح. ص. 63 من الكتاب التركي.)
وأوقات الصلاة متفق عليها وهي خمسة ولا خلاف في هذا الأمر، ونفهم ذلك سواء من خلال آيات القرآن الكريم أو من خلال الأحاديث الصحيحة أو من الفقهاء المشهورين. ومجموع الصلوات المفروضة مع السنن عددها أربعون ركعة. وهي على النحو الموضح في الأسفل موزعة حسب الصلوات:
صلاة الصبح: ركعتان سنة وركعتان فريضة.
صلاة الظهر: أربع ركعات سنة، وأربع ركعات فريضة، وركعتان سنة.
صلاة العصر: أربع ركعات سنة، وأربع ركعات فريضة.
صلاة المغرب: ثلاث ركعات فريضة و ركعتان سنة.
صلاة العشاء:أربع ركعات سنة، وأربع ركعات فريضة، وركعتان سنة، وثلاث ركعات وتر

ميارى 9 - 6 - 2010 02:55 PM

- كيف تؤدى الصلاة في خشوع ؟

الخشوع يعني "الخوف المقرون بالاحترام الشديد"، وأداء الصلاة في خشوع يعني الإحساس بالخوف والرهبة أمام الحضرة الإلهية، بحيث يشعر العبد بهيبة الله سبحانه وتعالى أثناء أدائه للعبادة. ولا شك أن العبد الذي يشعر أنه يقف أمام رب العالمين يكون في وضع العبد الذليل الخائف، ولكنه خوف مقرون بالاحترام وهذا ما يجعل العبد أكثر قربا من الله تعالى. وينبغي للعبد المؤمن الذي يريد أن يؤدي عبادته في خشوع أن يمنع عن ذهنه كل ما يعطل صفاءه و يكدر خشوعه، ويجب عليه كذلك أن يحرص على توفير ما أمكن من السكينة والتركيز حتى يحقق هذه الغاية.
وعند الوقوف أمام الله تعالى ينبغي أن لا نذكر سواه ، ويجب كذلك أن ننزهه سبحانه عن كل نقص وننسب إليه كل صفات الكمال، ولتحقيق هذا الأمر على الوجه الأكمل فإن الصلاة تمثل أفضل فرصة لذلك. وتنبهنا الآية التالية إلى أن الله أمرنا بالصلاة لكي نذكره بذلك: ( إِنَّني أَنَا الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) طه-الآية 14.


66- ما الذي ينبغي على الإنسان الذي شرع في حياة الإيمان أن يغيره في نفسه؟
إن الإنسان الذي بدأ حديثا في حياة الإيمان عليه أن يطيع الله تعالى ما استطاع وأن يؤدي عباداته على النحو الذي أمره به الله عز وجل، والمهم أيضا في هذه الحياة الجديدة أن يستمع باستمرار إلى صوت ضميره الحي الذي يوجهه دائما إلى الخير والبر. ومعلوم أن الإنسان قبل أن يعرف الدين وتعاليمه يكون قد ألف حياة مختلفة، بيد أن هذه الحياة الجديدة تطلب منه كذلك أن يستمر في التحلي ببغض الخصال الأخلاق الفاضلة التي دأب عليها من قبل، وعليه في النقابل أن يهجر على الفور كل ما نهى عنه القرآن الكريم، فليس صحيحا أن ينغلق المؤمنون على بعضهم البعض ويتخذوا لأنفسهم شكل حياة بعيد عن الآخرين. إن المقياس في كل هذه الأمور هو فضائل القرآن الكريم والأنبياء والمرسلين والصالحين من المؤمنين.


67- بعد أن شرعت في حياة إيمانية جديدة هل أحاسب على ما اقترفت قبل ذلك من ذنوب؟
إن الإنسان يعتبر جاهلا بالدين ما لم يأته نذير، ذلك أنه في هذه الحالة لا يعرف ما هو الصحيح وما هو الخطأ، ولهذا فإن المطلوب من كل مؤمن بعد التوبة أن يعزم على هجر المعاصي وطلب المغفرة من الله تعالى، وإذا صدق في ذلك فلا يبقى عليه وزر بعد ذلك. فالمهم هنا أن لا يصر العبد على المعصية وارتكاب الذنوب. وفي هذا يبشر الله تعالى عباده المؤمنين بما يلي: (وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) العنكبوت-الآية 7.
إنّ طاعة الله والقيام بالعبادات المفروضة تقود الإنسان بالتأكيد إلى حياة كلها سعادة، ذلك أن المؤمن بالتزامه بدينه وبأخلاق الإسلام والإيمان تخلق منه إنسانا آخر يختلف تماما عما كان عليه حاله قبل ذلك فتحسن أخلاقه وتتعزز عنده الفضائل وتتكون لديه شخصية مبنية على الأسس الإيمانية فتقييمه للامور إنما ينطلق من هذه الأسس. فجميع جوانب حياته تكيف وفق هذه المفاهيم الإيمانية. فالقرآن ينبغي أن يكون هو المقياس في الحكم على الأشياء والنظر إلى الأمور، والذين ينبغي الاقتداء بهم هم الأنبياء والمؤمنون الصالحون والأتقياء الذين ضرب الله بهم الأمثال.63



68- هل من الضروري شرح أخلاقيات الإسلام لغير المسلمين ؟
لقد كلف الله تعالى جميع البشر أن يلتزموا بتعاليم الدين الإسلامي، وكل شخص في هذ الدنيا بلغه هذا الدين سوف يحاسب يوم القيامة فيما إذا اتبع ما جاء به القرآن الكريم أم سار على هواه. ولهذا فإن كل من أنعم الله عليه بمعرفة هذا الدين عليه أن يبلغ فضائله وأخلاقه إلى غيره من الناس، هذه الأخلاق التي تأمر بفعل الحسنات وترك المنكرات والسيئات. وقد أمر الله تعالى عباده فقال سبحانه: (وَلتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ أُولَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ) آل عمرا-الآية 104.


69- ما هو الصبر الذي يمتدحه الله تعالى؟
إن الدين الإسلامي يحث المرء على الصبر لوجه الله تعالى، فنحن مأمورون بذلك في هذه الآية: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) المدثر-الآية7 .
والصبر من الخصال الحميدة للمؤمن الذي يلتزم بالخلق القرآني ويلتزم كذلك بالقيام بالأعمال الصالحة ابتغاء مرضاة الله تعالى. ولكننا يجب أن نفرق بين الصبر و"التحمل". فالتحمل هو بذل الجهد لتحمل المشقة والتعب الشديد. أما الصبر الذي يعنيه القرآن الكريم فهو لا يعتبر مصدر قلق وإزعاج للمؤمن، فهو يصبر لكي ينال الأجر من الله تعالى ولا يشعر بسبب ذلك بأي ألم بل على العكس من ذلك ربما فإنه يحصل على متعة روحية من هذا الصبر. والصبر ليس بصعب على المؤمنين.
والصبر يشمل جميع الأخلاق الكريمة والميزات الرفيعة المذكورة في القرآن. فالمؤمن يمكن أن يكون متواضعاً وكريما ومضحياً ومطيعاً, ويمكن لهذه الخصال أن تكون ذات قيمة عظيمة بالفعل إذا ما حفظها بالصبر. وهذا يعني أن الصبر يضفي سموا على جميع أخلاق المؤمن الأخرى.


70- ماذا يعني "التوكل"؟
الثقة بالله تعني الركون إليه، ونحن نعلم أن كل شيء على الأرض يحدث بمعرفته وعلمه. وأنه لا يمكن لأحد أن ينفع أو يضر غيره إلا بإرادة الله تعالى. فالمؤمنون يعلمون أن الله سبحانه أمره بين الكاف والنون يقول للامر كن فيكون، والمؤمنون لا يفقدون العزم عند الصعاب، فهم يعلمون أن الله معهم أينما كانوا وهم يعلمون أن الله سبحانه يريد لهم السعادة في الدنيا وفي الآخرة، فهم مطمئنون إلى هذا لما لهم من العلم في ذلك.
والمطلوب من المؤمن هو أن يقدم ما عليه لأجل مرضاة الله عند المصائب والشدائد ومن ثم ينتظر النتيجة من الله. و في الآية الكريمة تم ذكر هذا السر العظيم كما يلي: (وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب وَمَنْ يَتَوَكَّل عَلَى الله فَهوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق-الآية 2-3.


71- ما هي التقوى ؟ ومن هم المتقون ؟
التقوى هي اتباع ما أمر به الله تعالى واجتناب ما نهى عنه من قول وعمل، والمؤمنين الصادقون في إيمانهم الذين يلتزمون بمخافة الله وخشيته يطلق عليهم "المتقون" في القرآن الكريم. وينبهنا الله سبحانه وتعالى إلى أهمية التقوى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمهُ الله وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلبَابِ) البقرة-الآية 197.


72- حسب ماذا يكون التفوق عند الله تعالى؟
إن الفوزعند الله تعالى لا يعتمد على الكثرة في الأموال أو على الجاه والمناصب أو على أي شيء آخر من أمور الدنيا وإنما على مقدار قرب العبد من ربه وخشيته له, بمعنى مقدار تقواه:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات-الآية 13.


73- كيف يكون التفكّر العميق ؟
إنّ من أهم صفات المؤمنين هي قدرتهم على تبين آيات الله التي خلقها في الكون، فالمؤمن يرى قدرة الخالق سبحانه وبراعة تصميمه في كل شيء من حوله. وعندما يرى المؤمن ذلك فإنه يسبح ربه ويمجده ويكون هذا طريقا للتقرب منه سبحانه أكثر فأكثر. و قد مدح القرآن الكريم هؤلاء المؤمنين في عديد الآيات، ومن ذلك:
(الذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران-الآية 191.
ينبه الله تعالى المؤمنين إلى أهمية التفكر والتأمل العميق في الكون، بقوله سبحانه "أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ"، و" "إنّ في ذلك لآيات لأولي الألباب". وهناك أشياء لا حصر لها يمكن للمرء أن يتأمل فيها، ومن هذه الأشياء, النظام العجيب في الكون والمخلوقات على الأرض, والأنظمة الرائعة التي تعمل داخل هذه الكائنات. فكل ما يراه المؤمن مما خلق الله تعالى, مثل النعم الكثيرة التي من بها على عباده، وخلق الجنة والنار والخلود، كل هذا يجعل الإنسان أكثر إيمانا وأرجح عقلا.

ميارى 9 - 6 - 2010 02:58 PM

- الانسجام بين الدين والعلم إنه لا تناقض على الإطلاق بين الدين والعلم، فالله تعالى هو الذي خلق كلا من الدين والعلم، والقرآن الذي أنزل قبل 1400 عام يحتوي على آيات تشير إلى حقائق علمية كبيرة اكتشفهاالعلم الحديث بوسائله التقنية والتكنتولوجية المتطورة وثبتت صحتها في القرن العشرين. وفكرة التناقض بين الدين والعلم هي مجرد كذبة أوجدها أولئك الذين لا يؤمنون بوجود الله، وكان هدفهم هو زرع الشكوك في عقول الناس بشأن الدين.


75- من هم العلماء الذين يؤمنون بالله وبالدين ؟
إن الكثير ممن يقومون بالأبحاث العلمية يشاهدون بأم أعينهم وبتفصيل كامل البنية المعقدة والعجيبة والنظام الرائع في الكائنات الحية. إنّ هؤلاء الأشخاص يصلون إلى النهاية الحتمية والى إدراك الحقيقة الكبرى وهي وجود الله عز وجل، ولذلك قال تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ) فاطر-الآية 28.
ونحن لا نفاجأ عندما نعرف أن هناك العديد من العلماء المشهورين في أيامنا هذه وفي الأزمنة الماضية اشتهروا بقوة إيمانهم بالله وبتضحيتهم في سبيل الدين ومن هؤلاء: آينشتاين- نيوتن-باسكال جاليليو- ماكس بلانك- فاراداي -كيلفن- ماكسويل- كبلر- وليم تومسون- روبرت بويل- أيونا وليم بيتي- مايكل فاراداي- جريجوري ماندل- لويس باستور- جون دالتون- بليز باسكال- جون راي...
وفي أيامنا هذه, هناك العديد من العلماء الذين يؤكدون وجود الله، بل إن هناك من يعتبر أن العلم وسيلة للإيمان بالله. ولعل تزايد انتشار التيارات التي تقول بفكرة "الخلق" أو "التصميم الواعي" في الولايات المتحدة هذه الأيام هو أهم تلك المؤشرات.



76- كيف نشكر الله تعالى؟
إن شكر الله على نعنه التي أنعم بها علينا هو من أهم الأعمال العباددية، فنحن لا نكتفي بشكره بالكلام واللسان إلى الشكر بالفعل, فعلينا أن نستخدم هذه النعم على النحو الذي يرضي الله تعالى. مثل الأعمال الخيرية مع مراعاة عدم التبذير. فهذا الشكل يمكن أن يكون شكلا من أشكال الحمد، وعلى الفرد أيضا أن يعلم أنه فقير إلى الله تعالى محتاج إلى رحمته، فالعبد لا يضمن ما بين يديه، وعليه أن يشكر الله على ما عنده ويسأله الزيادة من فضله. وفي ذلك يقول تعالى:
(فَكُلُوُا مِمَّا رَزَقَكُمْ الله حَلاَلاً طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ الله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبدُونَ) النحل (114)


77- ماهي طبيعة وجود الشيطان؟
إبليس هو واحد من الجن الذين خلقهم الله، فبعد أن خلق الله تعالى آدم علية السلام, و كان أول البشر, أمر الله تعالى الملائكة أن يسجدوا له، ومن بينهم إبليس الذي رفض أن يسجد وقال:
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين) الحجر-الآية 39.


78- كيف يصل إبليس إلى الناس؟ و بأي الطرق يحاول أن يضلهم ؟
ذكر الله تعالى أن إبليس يوسوس في صدور الناس وقلوبهم:
(مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ الذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس-الآية 4.
وهذه هي أفضل طريقة يصل بها لتحقيق غايته. وكثير من الناس لا يدركون أن الأفكار التي ترد إلى عقولهم هي من إبليس. فهم يعتقدون أن كل أفكارهم من عند أنفسهم. وعلى سبيل المثال, إذا كان هناك شخص يتعلم الإسلام حديثا, فإنه يكون هدفا مناسبا للشيطان، إذ يقوم بالتأثير عليه ليجعل الدين صعبا بنظره، أو أن يقول له إنّ ما يقوم به كاف, وأنه لا حاجة لإرهاق نفسه في العبادات. ويمكن لهذا الشخص أن يصدق هذا الأمر. كما يمكن للشيطان أن يبث أحاسيس الخوف والقلق والتوتر والإحباط في قلوب الناس الأمر الذي يرهق طاقاتهم. كما يحاول إبليس منعهم من فعل الخير ومن التفكير السليم.
ويجب ألا ننسى أن تأثير إبليس على الناس يرتكز على جذور كل الشرور و الحروب و المذابح و الفسق في العالم.


79- هل للشيطان قوة خاصة به؟
إن أهم نقطة يجب فهمها عن الشيطان أنه لا يمتلك قوى خاصة به مثله مثل جميع الكائنات الأخرى، فهو مخلوق خلقه الله تعالى وهو تحت سيطرته. فلا يمكنه القيام بشيء إلا بمشيئة الله، فالشيطان يسعى جهده لإبعاد الناس عن الحق ودفعهم إلى الإشراك بالله تعالى. وهكذا يختبر الله الناس ليعلم من يتبع الهدى ممن هو في ضلال مبين، فالهدف من خلق الشيطان هو اختبار الإنسان في هذه الحياة. وقد ذكر الله هذه الحقيقة فقال تعالى:
(وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) سبأ-الآية 21.


80- من هم الذين لا سلطان للشيطان عليهم ؟
إن الشيطان لا يؤثر على المؤمنين الصادقين، وقد أخبرنا الله بهذه الحقيقة في الآيتان 99- 100 من سورة النحل:
(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل-الآية 99-100.


81- ما هو "دين الجاهل"؟
(أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا لِقَومٍ يُوقِنُونَ) المائدة-الآية 50.
إن ثمة "دينا" عاما تتبناه كثير من المجتمعات بغض النظر عن آيديولوجياتها أو فلسفتها أو نظرتها للحياة، وهذا الدين في الحقيقة هو الطريق البعيد عن الحق. وقد تكونت لدى هذه المجتمعات قيم أخلاقية ومفاهيم فكرية وطريقة في الحياة من خلال التراكم الفكري عبر الزمن . ويطلق على هذ الدين "دين الجاهل".
وأهم ميزات الناس الذين يحيون بهذا الدين هو حرصهم المستمر على إرضاء المجتمع الذي يعيشون فيه وليس رضى الله، وحياتهم كلها أقيمت على هذا الأساس.
والأمر المتوقع من الأشخاص الذين يعيشون في هذه المجتمعات هو أن يبحث كل واحد عن الشهرة وذلك من خلال جملة من الأخلاق والتصرفات التي تميزهم عن غيرهم. فهمهم الكبير أن يلقوا القبول من قبل المجتمع وأن يشار إليهم بالبنان.



82- هل اتباع سلوك ما من قبل الأغلبية هو بالضرورة صحيح؟
إن القناعة المنتشرة في المجتمعات التي تكون بعيدة عن الله تعالى تتمثل في كون ما يقوم به غالب المجتمع هو الأمر الصحيح. وهذا فهم بعيد تماما عن الحق. فقد أخبرنا الله في القرآن عن هذا الأمر فقال تعالى:
( وَمَا أَكْثرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) يوسف-الآية 103.
وقد بين سبحانه وتعالى في كثير من آيات القرآن الكريم أن مآل من يتبع المشركين هو الخسران. ومن هذا, فنحن نفهم أنه في كل عصر يكون المؤمنون هم القلة، والشاردون عن دين الله هم الأغلبية، وهذا يجعل منزلة هؤلاء المؤمنين منزلة عالية وشريفة عند الله تعالى في مقابل وضاعة منزلة من كفروا وأشركوا.


83- ماذا يجب على الإنسان أن يفعل حتى يتخلى عن "دين الجاهل"؟
إن طريق النجاة من هذا النظام المبني على إنكار و جود الله أولا هو طلب مرضاة الله وحده ومن ثم محاولة الالتزام بالسير في الطريق الذي رسمه الله لعباده المؤمنين من خلال آيات القرآن الكريم. فالشخص الذي يحيى وفق تعاليم القرآن يبتعد تلقائيا عن الأخلاق السيئة والأفعال غير المقبولة لدى المجتمع الذي يعيش فيه.


84- ما الفرق بين الحكمة والذكاء؟
إنّ الحكمة ميزة من ميزات المؤمنين، وهناك فرق كبير بين الحكمة كما هي ممثلة بشكل عام في المجتمع وبين الحكمة التي يكون مصدرها الدين. والحكمة المذكورة في القرآن تختلف تماما عن الذكاء، فالذكاء هو قدرة الفكر التي يكتسبها بيولوجيا. والذكاء لا يزداد ولا ينقص ولكن الحكمة تمنح للمؤمنين باعتبارها نعمة عظيمة، وتزداد الحكمة لدى المؤمن بمقدار ازدياد تقواه.
ومن أهم صفات الإنسان الحكيم هي خشيته لله ومراقبته لأعماله واهتمامه بها طيلة الوقت. والتزامه تقوى الله تعالى فيزن كل أعماله بميزان القرآن الكريم. فهو يطلب مرضاة الله في كل لحظة، ولا يمكن لفرد ما, حتى وإن كان أذكى وأعلم واحد على وجهة الأرض, لا يمكنه امتلاك "الحكمة" إن لم يكن عنده هذا العمق الديني, فإن أعوزه الفهم السليم فلن يستطيع أن يرى الكثير من الحقائق. وقد ذكر الله تعالى نتيجة من لا يستعملون عقولهم فقال:
( إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ البُكْمُ الذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) الأنفال –الآية 22.
فالإنسان الحكيم يكون لديه بعد نظر، ويتخذ قرارات صحيحة ومناسبة، والحكمة تمكنه من فهم عميق للأحداث, وسبر أغوارها التي لا يراها غيره من الناس.
85- ما هي العوامل التي تحجب حكمة الإنسان؟
إن ما يفسد قلب الإنسان وعقله هو شهواته ورغباته وطموحاته الجامحة. فعلى سبيل المثال, يخاف الإنسان من المستقبل ويتمسك بلاحدود بالحياة الدنيا, هي أمور تسكن في عقول الكثيرين وتمنعهم من التفكير في حقيقة الأشياء، مثل عظمة الخالق وإبداع الخلق. وقد نبهنا الله تعالى إلى أن النجاح والفوز إنما يكون بغلبة النفس والتحكم فيها:
(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَؤُلَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ) الحشر-الآية 9.


الساعة الآن 03:17 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى