منتديات المُنى والأرب - الشهيد محمد أبو القاسم // أحد أبطال عملية ايلات البحرية 1978م

الشهيد الملازم أول محمد زيدان أبو القاسم (خضر)

http://www6.0zz0.com/2010/06/18/19/596620135.jpg

قاد سفينة دلال المغربي
الى شواطئ فلسطين بنجاح

http://www10.0zz0.com/2010/04/16/01/361429245.jpg

بطاقة الملازم خضر

- مواليد دير البلح - غزة - عام 1952م

- اعتقل في غزة عام 1970م

- التحق بالثورة عام 1973م

- تلقى دورات عسكرية عدة من بينها دورة في الاتحاد السوفيتي.

- شارك في معارك الدفاع

- كان ضمن جهاز تدريب القوات الخاصة

- قاد عملية السفينة المقنبلة على شاطئ ايلات عام 1978م

واعتقل على أثر ذلك

- استشهد في سجون العدو نتيجة التعذيب والأمراض التي أصابته عام 1982م

يوم قيل أن قبور الشهداء في غزة تحركت ، لم يكن ذلك حلما ولا كان وهما فقبور الشهداء تتحرك باستمرار لان أجسادهم هي "دم الدورة الدموية" لأرض فلسطين ، ويوم تتحرك القبور يكون قبر الشهيد الملازم أول محمد زيدان أبو القاسم في مقدمتها ، والشهيد محمد أو خضر كما تعودنا أن نناديه وكما كان يحب أن نسميه كان مشروعا دائما للشهادة وقد كان له ذلك في سجون العدو الصهيوني حين سقط شهيدا حيث أحب ، ودفن حيث يتمنى كل مناضل أن يدفن حين استشهاد .

كان الشهيد خضر اصغر إخوته فأصبح أكبرهم بالشهادة، وبين ميلاد الحياة وميلاد الشهادة مسيرة حافلة مزدحمة بالانتماء والنضال

ولد الشهيد خضر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة عام 1952م وفي حرب 1965م لم يكن قد كبر بما فيه الكفاية ليقاتل العدو ، ولكنه كان يواصل الحلم وهو على مقاعد الدراسة من الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الثانوية ورغم تفوقه في دراسته العلمية إلا أن الشهادة لم تستطع سحب قدميه عن الطريق التي أرادها ، ولا صيما بعد أن وجد نفسه في مواجهة جنود العدو وهم يعتدون ويقتلون وقبل كل هذا يحتلون العارض ، لم يكن الأمر سهلا بالنسبة للفتى خضر ، كما لم يكن الاتصال بالفدائيين سهلا كذلك ، ومن هنا كان يحلم كثيرا وهو يتابع إخبار الثوار الأبطال ويسمع عن بطولاتهم وعملياتهم في شوارع وببارات قطاع غزة - قطاع القنابل والنار - سمع عن الفدائي البطل سليم زريعي وحلم إن يكون مثله آو معه ، غيران خضر أفاق من حلمه ليجد نفسه في غرفة التعذيب في سجن غزة المركزي عام 1970م حيث وجهت له تهمة مقاومة الاحتلال والاشتراك في مظاهرة ورشق السيارات الإسرائيلية بالحجارة ، ووجه له المحقق تهمة الانتماء "لفتح" وكان خضر يتمنى من أعماق نفسه أن يكون منتميا بالفعل ، وفي السجن التقى المناضلين وتعلم الكثير منهم وكانت أشهر السجن بالنسبة له دورة خاصة لإعداد المناضلين .. وفي الزنزانة كان يحلم بالانتماء "لفتح" والارتباط بفتاة أحبها وأحبته، وبع إطلاق سراحه وجد نفسه يختار فتح ، وغادر الأرض المحتلة إلى لبنان محقق حلمه بالانتماء وبدأ مرحلة نضالية حافلة .

في البدء تلقى خضر تدريب على الأسلحة الخفيفة في احد معسكرات فتح وقد وصفه مدربه بأنه من امهر رماة القنابل اليدوية ، إضافة إلى سرعة حركته وقدرته على التنفيذ السريع ، وبعد هذه الدورة التحق بالقطاع الأوسط وتم اختياره من بين العشرات من زملائه لدورة "قادة صغار" وقد اجتاز الدورة بتفوق إضافة إلى دورة عسكرية مكثفة على الأسلحة المتوسطة ونتيجة لتفوقه وتميزه فقد تم اختياره لدورة طيران.

عام 1975م سافر مع مجموعة من المقاتلين إلى ليبيا لتلقي علوم الطيران ، وحدث أن بدأت المعارك بين الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من جهة والكتائب والقوى المتحالفة معها من جهة أخرى ، قطع خضر الدورة وعاد إلى لبنان ، ليلتحق بالقطاع الأوسط تحت قيادة الشهيد بلال ، ويخوض أول معركة له في منطقة بركة ريشة وكانت المعركة أول محك عملي له اثبت فيه تميزه وكفاءته في ميدان القتال كما كان يفعل في ميدان التدريب ، بعد هذه المعركة توجه خضر على رأس فصيل إلى منطقة الشياح حيث خاض معركة ضارية ضد الكتائب لفتت نظر القادة إلى كفاءته العالية وشجاعته فتم اختياره لدورة صواريخ من نوع "ملودكا" ويشير سجله العسكري إلى انه كان أول من استخدمها في المعارك بمهارة لا مثيل لها ، وكان الشهيد خضر من موقع لآخر ومن معركة إلى أخرى ، حيث كان على رأس فصيل ضمن القوة التي قادها فاخر النحال لإسناد قوات الثورة في عينطورة خلال معارك الجبل كما كان على رأس قوة اقتحام لفتح طريق ظهر البيدر وتطهير منطقة معمل صحة وبعد سلسلة من المعارك الضارية كان حصار تل الزعتر كان اسم خضر على رأس القوة المختارة ، واستدعاه نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية خليل الوزير (أبو جهاد) وأوعز إليه بالانضمام إلى القوة التي يقودها الشهيد محمد علي لاحتلال المونت فيردي ، وقد تم لهم ذلك بعد قتال عنيف.

في منطقة صوفر في جبل لبنان ، وبعد معركة ضارية مع قوات النظام السوري وقع الشهيد خضر في الأسر ، وتعرض لظروف قاسية ومعقدة ، وتم الإفراج عنه فالتحق مرة أخرى بموقعه في الصفوف الأمامية من ميدان المعركة ، وحوصرت المجموعة التي يقودها خضر في موقع عرف باسم الزورق في منطقة بحمدون وبعد معركة غير متكافئة اسر خضر مرة أخرى ن وتم نقله إلى سجن المزة في ضواحي دمشق ، وهناك تعرض لعملية تحقيق وتعذيب شديدة ، إضافة إلى محاولات غسل الدماغ كان يقوم بها سامي العطاري ، ومن هنا كان للشهيد مواقفه المتميزة في الدفاع عن ثورته وقيادته التاريخية وبعد اعتقال قاس ومرير أطلق سراحه.

في منطقة تفحتا جنوبي مدينة صيدا وردت معلومات تفيد بوجود إنزال صهيوني على منطقة العقبية حيث يوجد قاعدة بحرية لفتح ولم ينتظر خضر بل بادر على الفور وقاد مجموعة كفر قاسم إلى المنطقة وفي الوقت نفسه حرك مجموعة أخرى إلى موقع لقاعدة بحرية ملغاة توقع أن يكون العدو نزل فيها ، وفي الوقت المناسب وصلت القوة المساندة إلى العقبية ، وخاض مع رفاقه معركة ضارية ضد قوات العدو الإسرائيلي استمرت أكثر من ست ساعات.

وخضر المقاتل الشجاع هو خضر المدرب الذكي الذي وقع عليه الاختيار ليكون أحد المشاركين بفعالية في تدريب مجموعة الشهيد كمال عدوان التي قادتها الشهيدة البطلة دلال المغربي ولم يقتصر دوره على إعداد وتدريب المجموعة بل تعدى ذلك إلى المخاطرة بنفسه لتمكين سفينة هؤلاء الثوار من الوصول إلى شواطئ يافا

والذي حدث أن العدو كان يضرب حصارا بحريا على الشواطئ الفلسطينية واللبنانية خوفا من العمليات البحرية ، ومن هنا لم تستطع السفينة التي تحمل دلال ورفاقها الإبحار إلى فلسطين وعندما أصدر الأخ أبو جهاد تعليماته بإبحار باخرة أخرى للتمويه واجتذاب البحرية الإسرائيلية نحوها لإشغالها وتمكين سفينة المجموعة من فتح ثغرة تستطيع النفاذ منها إلى أهدافها

وبالفعل أبحرت السفينة – الطعم الموجه إلى شواطئ فلسطين وكان على ظهرها خضر وعلى الفور بدأت السفن الصهيونية بمطاردتها وخلال عملية المطاردة كانت سفينة دلال تبحر إلى شواطئ فلسطين ، كان خضر على اتصال متواصل بأبي جهاد الذي طلب منه الإبحار باتجاه معاكس لشاطئ فلسطين لتتبعه السفن الإسرائيلية ونفذ خضر المهمة مخاطرا بنفسه غير أن أمنيته بنجاح مهمة دلال كانت أغلى من النفس والروح.

وبعد نجاح عملية دلال كان خضر يلح باستمرار على المشاركة في عملية من هذا النوع غير مكتفي بدوره في التدريب والإعداد.

قبل أن تبحر سفينة دلال اقترح قائد المجموعة الشهيد أبو هزاع على أبو جهاد فكرة تحميل السفينة بالمتفجرات وتحويلها إلى سفينة مقنبلة والاصطدام بالميناء الإسرائيلي في حيفا فقال له الأخ أبو جهاد ستكون هذه الفكرة العملية القادمة إن شاء الله.

وبالفعل بدأ الإعداد للسفينة المقنبلة وتم اختيار المقدم عبد الله جلول والملازم أبو شرار وفريد الخفس والبهنساوي وخضر للقيام بهذه العملية الاستشهادية الضخمة.

وبدأت عمليات التدريب في الوقت نفسه الذي تم اختيار باخرة أخرى لتنفيذ العملية ، وقد تم تجهيز الباخرة بألف لغم دبابات وخمسة أطنان من مادة TNT شديدة الانفجار إضافة إلى 48 صاروخ من نوع غراد .

وبتاريخ 28/9/1978م أبحرت الباخرة المقنبلة وقطعت البحر المتوسط وعبرت قناة السويس في طريقها الى ميناء ايلات ، ويبدو أن السفينة كانت مرصودة من قبل بحرية العدو التي لم تتعرض لها إلا في منطقة ذهب بالقرب من مضايق تيران وعلى بعد ثلاثين ميلا من ميناء ايلات حيث استطاعت بحرية العدو السيطرة على السفينة – المقنبلة واعتقال من كان على ظهرها وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة بعد عمليات تعذيب مكثفة وشديدة .

وفي سجن بئر السبع حيث كان خضر نزيلا في إحدى زنزاناته توفى الشهيد البطل الملازم أول محمد زيدان أبو قاسم (خضر) بتاريخ 10/5/1982م ليدفن في الأرض التي أحبها .