منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مكتبة الطفل (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=202)
-   -   حكايـات قبـل النـوم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1185)

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:33 PM

حكايـات قبـل النـوم
 
يا أولاد يا بنات معانا حكايات
احلي من البنبوني وسكر النبات
تعالو معانا نسمع ونشوف ابطال شربات
بيحكوا حكاوي من زمن قبل الزمان بزمان
فيها نصيحه خفيفه مريحه
نتعلم منها ونقضي احلي الاوقات






[read]النهر الصغير[/read]



كــان النهرُ الصغير، يجري ضاحكاً مسروراً، يزرع في خطواته
الخصبَ، ويحمل في راحتيه العطاء.. يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر..‏

يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة.‏

ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء..‏

وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده، وخاطبته مؤنّبة:‏

-لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً؟!‏

-أنا لا أهدر مياهي عبثاً، بل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و..‏

-وماذا تجني من ذلك؟!‏

-أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين‏

-لا أرى في ذلك أيِّ سعادة!‏

-لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .‏

قالت الصخرة:‏

-احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.‏

-وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري؟!‏

-حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ تموت .‏

قال النهر:‏

-في موتي، حياةٌ لغيري .‏

-لا أعلمُ أحداً يموتُ ليحيا غيره!‏

-الإنسانُ يموتُ شهيداً، ليحيا أبناء وطنه.‏

قالت الصخرة ساخرة:‏

-سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد!‏

-هذا الاسم، شرف عظيم.‏

لم تجدِ الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَتْ عن الكلام.‏

**‏

اشتدَّتْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض والشجر والورد، و..‏

ازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم، حتى لم يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير..‏

صار النهر عاجزاً عن العطاء، فانتابه حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير، فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت:‏

-لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة!‏

قالت الأرض:‏

-النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري.‏

وقالت الأشجار:‏

-النهر لم يمتْ، مياهه تجري في عروقي‏

وقالت الورود:‏

-النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.‏

قالت الصخرة مدهوشة:‏

لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة!‏

***‏

وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه، وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم، ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء..

تأليف: عارف الخطيب


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:34 PM

[read]الذئب والكلاب[/read]


كانتِ الأغنامُ، تسومُ في المرعى، وادعة آمنة، لا تخاف من الذئاب،
إذْ كان يحرسها، ثلاثةٌ من الكلاب..‏




http://mynono.com/images/2003/do.jpg


وكان الراعي الطيِّب، يجلس في ظلّ ظليل، تحت شجرةٍ وارفة، يعزف ألحاناً شجيّةً، تهفو لها الأغصان، وتهيمُ بها الأنسام..‏

وفي هذه الأثناء، كان ذئبٌ مخاتل، يرصدُ الأغنامَ خلسة"، ويلتفت إلى الكلاب، فلا يجرؤ على الاقتراب..‏

وفجأة..‏

أبصرَ الكلابَ تقتتل، وقد انشغل بعضها ببعض..‏

ضحك الذئبُ مسروراً، وقال في نفسه:‏



http://mynono.com/images/2003/wolf.jpg


-الآن أمكنَتْني الفرصة!‏

واقترب الذئبُ من القطيع، فشاهد نعجة قاصية، فوثبَ عليها سريعاً، وأنشبَ أنيابه فيها..‏

أخذتِ النعجةُ، تثغو وتستغيث..‏

سمع الكلابُ، الثغاءَ الأليم، فكفّوا عن القتال، وتركوا الخصامَ والخلاف، وانطلقوا جميعاً إلى الذئب، وحينما رآهم مقبلين، طار فؤاده ذعراً، فأفلَتَ النعجة، وانسلَّ هارباً، لا يلوي على شيء..



أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:35 PM

[read]الديك والفجر [/read]



استيقظ حمدانُ باكراً، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربط ساقيه جيداً، ثم
ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة..‏

وقف حمدان، في سوق المدينة، والديكُ أمامه في السلَّة، ينتظر مَنْ يشتريه.. وكلّما مرَّ به رجلٌ، فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتفقُ مع حمدان، وينصرف مبتعداً..‏

قال الديك في نفسه:‏

-إذاً ستبيعني يا حمدان:‏

وتململَ في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر..‏

قال غاضباً..‏

-كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟!‏

وتذكّرَ القريةَ والحرية، فقال:‏

-لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، و..‏

أقبل رجلٌ من قرية حمدان، فسلّم عليه، وقال:‏

-ماذا تعمل هنا؟‏

-أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك .‏

-أنا أشتريه.‏

اشترى الرجلُ، ديكَ حمدان، وعاد به إلى القرية..‏

قال الديك مسروراً:‏

-كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ سترجعني، لأُطلعَ لها الفجر. وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ عجباً..‏

لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر!‏



http://mynono.com/images/2003/sunrise.jpg


سأل الديك دجاجةً في الطريق:‏

-كيف طلعَ الفجرُ، في هذا اليوم؟!‏

-كما يطلعُ كلّ يوم‏

-ولكنني كنتُ غائباً عنِ القرية!‏

-في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك .‏

قال الديك خجلاً:‏

-كنتُ أعتقدُ انّهُ لا يوجدُ غيري‏

قالتِ الدجاجة:‏

- هكذا يعتقد كلّ مغرور .‏

وفي آخر الليل، خرج ديكُ حمدان، وأصغى منصتاً فسمع صياحَ الديوكِ، يتعالى من كلّ الأرجاء، فصفّقَ بجناحيهِ، ومدّ عنقه، وصاح عالياً، فاتّحدَ صوتُهُ بأصوات الديوك.. وبزغ الفجرُ الجميل..




أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:36 PM

[read]البالون الأحمر[/read]


صباحَ العيد.. اشترى سامرٌ، بالوناً أحمرَ، وطار إلى البيت، فرحاً مسروراً..‏

سألَتْهُ أخته سمر:‏

-ماذا اشتريْتَ يا سامر؟‏

-اشتريْتُ بالوناً أجملَ من بالونِك.‏

أخرج سامرٌ البالون، وضعَ فوهته على فمه، وبدأ ينفخ فيه..‏

أخذ البالون يكبرُ، شيئاً فشيئاً..‏

صار مثلَ بطيخةٍ ملساء.‏

مازال سامرٌ ينفخُ، وينفخ، وينفخ..‏

تألَّمَ البالونُ، وقال:‏

- كفى نفخاً يا سامر!‏

- ولمَ؟‏

- لأنّكَ تؤلمني كثيراً.‏

- سأجعلكَ أكبرَ من بالون سمر.‏

- ولكنَّني لم أعدْ أحتمل.. يكادُ جلدي يتمزَّق!‏

- لا تخفْ، إنِّهُ ليِّن.‏

قالت سمر:‏

- سينفجر بالونكَ يا سامر!‏

- لماذا؟‏

- لأنّ الضغط الكثير، يُولِّدُ الانفجار‏

- أنتِ زعلانة لأنَّ بالوني أصبح كبيراً.‏

- لستُ زعلانةً، أنا أنصحكَ.‏

- لن أسمعَ نُصْحَكِ.‏

نفخ سامرٌ نفخةً جديدة، فدوَّى أمامَ وجهِهِ، انفجارٌ شديد..‏

ارتجف جسمُهُ، وانتابَهُ الذعر.‏

لقد انفجر البالون!‏

قعدَ سامرٌ، نادماً حزيناً، يرنو بحسرةٍ، إلى بالون سمر..‏

قالت سمر:‏

-أرأيت؟.. لم تصدِّقْ كلامي!‏

قال سامر:‏

-معكِ حقٌّ، لقد حمَّلْتُ البالونَ فوقَ طاقتِهِ.‏


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:37 PM

[read]القلم والممحاة[/read]




كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..‏

قال الممحاة:‏

-كيف حالكَ يا صديقي؟‏

-لستُ صديقكِ!‏

-لماذا؟‏

-لأنني أكرهكِ.‏

-ولمَ تكرهني؟‏

قال القلم:‏

http://mynono.com/images/2003/pen3.jpg



-لأنكِ تمحين ما أكتب.‏

-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .‏

-وما شأنكِ أنتِ؟!‏

-أنا ممحاة، وهذا عملي .‏

-هذا ليس عملاً!‏

-عملي نافع، مثل عملكَ .‏

-أنتِ مخطئة ومغرورة .‏

-لماذا؟‏

-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو‏

قالت الممحاة:‏

-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .‏

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏

-صدقْتِ يا عزيزتي!‏

-أما زلتَ تكرهني؟‏

-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي‏

-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .‏

قال القلم:‏

-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!‏

-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .‏

قال القلم محزوناً:‏
انا آسف وسنبقى أصدقاء للأبد.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:37 PM

كان يا ماكان بقديم الزمان وسالف العصر والأوان لحتى كان......

كان في رجّال عندو ولد شب ....هالرجّال لما حس حالو قربت نهايتو ....نادى لأبنو وصاه .....
يا ابني ....بدي وصيك وصية .....لما بدك تقرر تتزوج ....لاتتزوج إلا بنت رجّال .....

هالزلمة حط راسو ومات .....
بعد فترة ...هالشب قرر يتزوج .... صار يدور على شي رجّال ولدان وجايب بنت مشان يتزوجها ..... وصار كلما شاف شي رجال ألو بطن ....يسألو إذا كان حبلان ...وإذا كان جايب بنت قبل هالمرة ....
الناس صارت يلي يفكرو أنو مجنون ويزعل على شبابو ...ويلي يفكرو عم يتمألس عليه ويناولو يلي فيه النصيب من المسبات ....

المهم مرة شاف رجّال ألو بطن وسألو نفس السؤال .... هالرجّال كان فهيم .... سألو أنو ليش عم تسأل هالسؤال لك أبني .... قام حكالو قصة أبو ...والوصية يلي وصاه ياها ....
الرجّال قلو ... إي عندي بنت .... هالزلمة دئدس عن هالشب وشافو شغيل وابن حلال ....المهم صار النصيب وزوجوا بنتو .....

يوم العرس وصاه الزلمة لصهرو ... أنو إذا دايقتك بنتي بشي خبرني وأنا بدبرك القصة ....
مافي بعد كم شهر ... أجا الشب لعند عمو ...قلو أنو بنتو زعلانة وبدها تحرد لعند بيت أهلها .... وأنو السبب .. أنو هو مشغول طول النهار بشغلو ومو فاضي ياخدها ويجيبها مشاوير وأنو هيي دايق خلقها لحالها بالبيت ومن هالحكي ....
المهم عمو قلو أنو خليها تضب بقجتها وتيجي لعند أهلها وأنو ما يحملها البقجة ...

البنت انبسطت بالسيرة وقالت لحالها منو بتصير ترباية لجوزها ومنو بتصير بتروح وبتجي زيارات مع أمها .....
لما راحت على بيت أهلها ....استقبلها أبوها .... وهم عم يسب ويبهدل بيصهرو ...ويقلها لبنتو ....مزعلك ...والله لورجي ...لخلي يتمنى ضفرك ....ومن هالحكي ....

تاني يوم هالزلمة قال عم يحتفل ببنتو ...جاب هالبرغل واللحمة وقلها لبنتو أنو تعملهون كبة ..... طبعاً البنت زعلت لأنو كانت حاطة ببالها تروح زيارات مع أمها ...بعدين عزت حالها أنو هلق بتقعد هالأكلة يومين وبتروح متل ما بدها .... بس لما أجا المسا هالرجّال أجا عالبيت وجايب معو عشر رجال وطاروا بالأكل (طبعاً صهرو كان من بين المعزومين بدون ما تدرى بنتو ) ...

صار هالرجال يعمل هالعملة كل يوم ...على قولة جاية على بالنا القشة ...وشو رأيكون بأكلة محاشي ... وبدنا أكلة يبرق ... عملولنا شوية ششبرك ....وكلهون من هالأكلات يلي بدهون شغل طول النهار ...
هالبنت حسيت أنو قعدتها ببيت زوجها أحسن من قعدتها عند أهلها عالأقل قعدة بدون شغل ....

المهم هي قال لأبوها أنو...هالزلمة (على زوجها)ألو كم يوم بدون طبخ ...وأنو يعزمو عالغدا ...
هالزلمة قلها لبنتو تكرمي ...قاللتلو شو بدنا نطبخ ...قلها أبوها ...عنا شوية عدسات مسوسين عالسقيفة جيبيهون ...وفي شوية برغلات مقوطعين نزليهون وعمليلنا لقمة مجدرة ....
أجت البنت بدها تناقش أبوها قام قلها ... أنو مزعلك وبدنا نطعميه متل العالم لا والله ما حزر ....

المهم يوم العزيمة ..... هالرجّال طعماه لصهرو صفيحة من السوق وبعدين أخدو عالبيت ...قعدو عالسفرة أكلو لقمتين وبعدين قام بدو يروح ... البنت قالت لأبوها ...أنو المطر نازلة وانو خليه ينام عندون .....قام قلها ... أنو ماشي الحالي ...روحي جيبي الفرشي يلي كانت أمك ناشرتها بالشمس لأنو أخواتك الصغار كانو نايمين عليها .....عأساس أنو بدو ينيم صهرو عليها ....بس لما أجو لينامو حلف على صهرو ونيمو عالتخت ونام هو عالفرشة ......

أجت هالبنت سلحبت باليل و نكشت يلي على جوزها وقالتلو .......قوم أبن عمي ... انقطعت المطر ...قوم خلينا نروح على بيتنا ....

قام أبوها ....وقلها ... إذا كان هيك لكان هي آخر مرة بتجي حردانة من بيت جوزك ....

طبعاً هي وافقت وراحت مع جوزها وراسها عم يسبوق رجليها .........

وتوتة توتة خلصت الحتوتة .....

****************************
القشة : أكلة سورية طيبة كتيييير
دئدس : يعني سأل وبحث
بقجتها : قطعة قماش كانو من زمان يوضعو فيها ملابسهم وقت يروحو من البيت يعني متل الشنطة أو الكيس بهاد الزمان


من التراث السوري


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:38 PM

الحوت الظالم...

يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه .. وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟ قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟ فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل ، وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟ فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .
كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .
ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه .. فنادى : ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟ فرد جاسم : إنني أتمرن قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد .. فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟ قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت .. فقالت بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي
كله وعليك أن تهرب بسرعة فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار .. اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين .. كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً .. ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت .. لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..
وهذه عاقبة الظلم والطمع

http://www.asdaff.com/images/smilies/g10.gif


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:39 PM

الأسد المريض

مرض الأسد ذات يوم و عجز عن الخروج من عرينه ليبحث عن طعامه فأعلن الى كل حيوانات الغابة أن الأسد مريض و على كل جنس من الحيوانات و الطير أن يرسل و احداً من أفراده لزيارته فهو امن من الاعتداء عليه و أن هذا الأمان وعد يضمنه شخصياً و هكذا توافدت حيوانات الغابة وطيورها يوماً بعد يوم على عرين الأسد لتزوره في مرضه و هى آمنة غير خائفة بعد أن كانت تهرب منه حتى عند اقترابه من أحدها و لا تجرؤ من الاقتراب من عرينه
فعلت ذلك كل الحيوانات و الطيور إلا الثعالب فقد قال ثعلب لصاحبه : آثار الاقدام كلها تدل على دخول الحيوانات و الطيور عرين الاسد لكنها لاتدل على خروجها منه ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا لا ما تسمعه آذننا
http://www.asdaff.com/images/smilies/g10.gif

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:39 PM


العصفور المغرور:
أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به.
ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير.
ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء فنادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه.
ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة فوقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير.
ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة.
وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة فوقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير.
وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها.
فقد إجتمع الغراب والحمار والفأروالسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور
الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره.
وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم ...


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:40 PM

الثـــــــــعـــــــلب الطــــيـب،،

مـرضت الدجاجة ، ونامت في الحظيرة

ومشى الثعلب في هدوء ، وراح الى الحظيرة

ونظر .... ونظر

الدجاجة نائمة،، وسلك الحظيرة يمنعه من الوصول اليها

فكر الثعلب وفكر .

ولبس معطف ابيض ،، ووضع في اذنيه سماعة الطبيب،،

ووقف بجانب الحظيرة يقول :

طبيب !! طبيب !!

نظرت الدجاجة اليه وقالت : ماهذا ؟

طبيب ! هذا هو الثعلب ؟؟!

وقفت الدجاجة في الحظيرة ، ونادت من وراء السلك

شكرا ياطبيب ،، شكراا لكــ

انا عرضت نفسي على طبيب اخر.

انظر .. انظر .. هو وراكـ http://www.asdaff.com/images/smilies/mid/sm15.gif

التفت الثعلب الى الوراء فوجد الكلب

الثعلب جرى وهرب من الخوف


انتهت القصة ،،

هذا هو جزاء الثعلب الذي كان يريد اكل الدجاجة

فسبقة الكلب ولحقه وهرب باقوى سرعة..


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:41 PM

سنووايت والاقزام السبعة

http://photos.azyya.com/store/up2/081209115534wW1a.gif

سنو وايت والاقزام السبعه

http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/...2116085128.gif

في قديم الزمان كانت تعيش ملكة وقد جلست قرب النافذة تخيط الملابس , فشكت إصبعها بالإبرة فسقطت من إصبعها ثلاث قطرات من الدم على الثوب الذي كانت تخيطة فأعجبها جمال لون الدم الأحمر مع الثلج الأبيض فقالت : ليتني أرزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم وأسود كالليل . وبعد مرور فترة من الزمن رزقت الملكة بطفلة و كانت بشرة هذه الفتاة رقيقةٌ ورائعةً ، ولهذا سميت سنووايت " أي البيضاء مثل الثلج , وبعد ذلك توفيت الملكة.




تزوج الملك من ملكة جديدة جميلة وكانت شديدة الإعجاب بجمالها , وكانت للملكة مرآة سحرية معلقة على الجدار , وكل يوم كانت تسأل مرآتها السحرية وتقول :"يا مرآتي ..... يا مرآتي من أجمل امرأة على الأرض؟".
ويأتيها جواب المرآة دائماً:" إنها أنتي يا مولاتى! ".

http://www.alarab.co.il/pics/1/Snow%...20Dwarfs_a.jpg

إلى أن جاء هذا اليوم الرهيب الذي أتاها جوابُ المرآةِ قائلتا: " إنك جميلةٌُ حقاً ، ولكن سنووايت هي الأجمل على الأرض !".
اشتاطت زوجةٌ الأب غضباً وملأتها الغيره ، فاستدعت واحداً من خدمها ، وأمرته بأن يأخذ سنووايت

ولكن سنووايت توسلت للخادم أن لا يقتلها ويدعها تذهب لحال سبيلها فتركها تذهب بعيداً في الغابة .

وحين وصلا إلى قلب الغابة ‘ طلب منها أن تجري مبتعدةً ولا تعود أبداً .

حل المساء وسنوايت وحدها في الغابةِ المظلمةِ، غلبها التعبُ فنامت تحت إحدى الأشجارِ.
وفي الفجر ، استيقضتِ الغابة على تغريد الطيور ، واستيقضت سنووايت أيضاً .
وصلت إلى طريقٍ وسارتْ عليه، حتى بلعت ساحةً خاليةً من الاشجارِ .
http://2.bp.blogspot.com/_JUN_3mvyXy.../snowhite4.gif


http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white4_a.jpg

وكان هناك كوخ غريب ، له باب صغير جداً جداً ، ومدخنة صغيرة جداً جداً .
كل شيء بهاذا الكوخ صغير جداً جداً .
قالت في نفسها : " تُرى من الذي يعيشُ هنا؟
إن لديهم أطباق صغيره جداً جداً .
لابد أن عددهم سبعه ؛ فالمائدةُ لسبعةِ اشخاص .
سأعد لهم شيئاً طيباً يأكلونه ، وهكذا عندما يعودون سيجدون عشاءً دافئاً ولطيفاً بانتظارهم ! " .

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white5_a.jpg

وفي آخر النهار ، عاد سبعةُ رجالٍ صغارٍ جداً جداً ماشين باتجاه المنزل وهم يغنون .
وعندما نظروا من خلال النافذةِ ، اندهشوا لأنهم رأوا وعاء حساءٍ على المائدةِ .
المنزلُ كله كان نظيفاً جداً ويلمعُ من شدةِ البريقِ .
وبالدور العلوي ، وجدوا سنووايت مستغرقةً في النومِ على أحد الأسرةِ .
هزها القزم الزعيم برفقٍ وسألها : " من أنتي ؟".
روت لهم سنووايت حكايتها الحزينه ، فانهمرتِ الدموع من عيون الأقزام .
وتمخطوا بصوتٍ عالٍ ثم قال واحد منهم : " ابقي معنا هنا ! " .
تأثرت الفتاة وقبلتِ البقاء معهم شاكرةً لهم
http://images.easyart.com/i/prints/r...One-133838.jpg

http://www.alarab.co.il/pics/1/seven%20dwarfs_a.jpg


http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white1_a.jpg

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white3_a.jpg

في الصباح التالي ، وحين كان الاقزام يستعدون للانطلاقِ إلى العمل كعادتهم، قاموا بِتحذير سنووايت حتى لا تفتح الباب للغرباءِ.
وفي أثناءِ هذا ، عاد الخادمُ إلى القلعةِ وأخبر زوجةَ الأب القاسيةَ أن سنووايت قد ضاعتْ في الغابةِ
إلى الأبدِ وهكذا التفتت زوجة الأبِ إلى المرآةً أخرى في سرور، ولكن المرآة أجابتها قائلةً: " إن أجملَ امرأةٍ على الأرض مازالت هي سنووايت ، وهي تعيشُ في كوخِ الأغزامِ السبعةِ، في قلب الغابةِ ".
فصرختْ وهي في غايت الغضب : " لابد أن تموت إذن !" .
وذهبت إلى جحرها الري تحت الأرضِِ ، ورجعت لكتابها في العقاقير السحريةِ ، وأعدتْ سماً رهيباً وغمرت به تفاحةً حمراء جميلةً ، وتنكرتْ في هيئةِ فلاحةٍ عجوز ٍ ، ووضعتِ التفاحةَ المسمومةَ بين التفاحِ في سلتها وذهبتْ إلى كوخ الأقزام .

http://www.disney-vacation-time.com/...ow-white-1.jpg


كانت سنووايت في المطبخ عندما سمعت صوتاً لدى الباب فادة حائرة: " من هناك ؟" .
وجائها الرد :" أنا فلاحةٌ عجوز تبيع التفاح ".
قالت سنووايت: " انا لاأحتاج إلى تفاحٍ ، شكرالك".
جاءها الصوت : " ولكنه تفاح جميلٌ جداً وطازجٌ.
قالت الفتاة الصغيرة : " يجب ألا أفتح لأى شخصٍ! ".
وذلك لأنها لم تكن ْ تريد أن تعصي نصيحةَ أصدقائها الجدد.
أجابت العجوز : " وهذا الصواب بعينهِ ! أنتي لافتاة صالحةٌ !
وتستحقين جائزةً على سلوككِ الطيبِ ، سأعطيك تفاحةً من تفاحي هديه ً " .
فتحت سنوايت النافذه وتناولتِ التفاحةَ.

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white_a.jpg

" ها هي ! والآن أليستْ تفاحةِ ، ".
قضمتْ سنوايت قضمةً من التفاحة ِ، وما إنْ فعلتْ هذا حتى سقطتْ على الأرض مغشياً عليها .
وفي آخرِ النهار عندما عاد الاقزام ، وجدوا سنوايت راقدةً على الأرضِ ساكنةً
وبلا أي علامةٍ تدل على الحياةِ .
ورأوا التفاحة َ المسمومة َ ملفاة إلى جوارها ، وعندئذٍ وضعوها على فراشٍ من الورد ، وحملوها إلى الغابةِ ووضعوها في صندوق زوجاجي .





http://thecia.com.au/reviews/s/image...n-dwarfs-4.jpg

وفي كل يوم كانوا يضعون الزهور هناك ، حتى جاء مساءٌ ، واكتشفوا وجود َ شباب ينظربإعجابٍ
إلى وجه سنووايت الجميلِ.
كان هذا الشاب اميراً ، ولأنه رأى سنووايت رائعهَ الجمالِ فقدِ انحنى وطبع قبلةً على جبينها .
وهكذا أفسدتْ قبلت الأمير عمل التعويذةِ السحريه ، فعادت سنووايت إلى الحياة ِ من جديدٍ!
طلب الأمير من سنووايت أن تتزوج منه ، وجاء الأقزام لتوديعهما.
ومنذ هذا اليوم ، عاشت سنووايت في سعادةٍ بقلعةٍ عظيمةٍ .
ولكن من وقتٍ إلى آخر َ ، كانت تعود إلى الكوخِ الصغيرِ لتزور أصدقاءها السبعه المخلصين




أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:42 PM

الملكة والحشرة الشريرة

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...06b9f5259a.gif


يوم من الأيام اجتمعت مجموعة من النحل، واتفقت فيما بينها على أن تبنى بيتًا جميلاً تعيش فيه، وتعاونت مجموعة النحل، وبنت البيت، وكان بيتًا جميلاً منظمًا وقد فرحوا بهذا البيت الجديد فرحًا كبيرًا .

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...0b69b6f229.jpg

نحلة1 : الحمد لله لقد انتهينا من بناء البيت الجديد .

نحلة 2 : هيا نلعب.. هيا نفرح.. هيا نطير حول البيت .

نحلة 3 : إنه بيت جميل .

النحل : هاها .. هاها .. هاها .. هاها .

ملكة النحل : هيا نلعب.. ونغني فرحًا بالبيت الجديد .

بيتي بيتي أحلى بيت .. أقضي فيه أجمل وقت

الآن كفى لعبًا، لقد جاء وقت العمل، فهيا إلى العمل، سأقسمكم إلى ثلاث مجموعات :

المجموعة الأولى تقوم بحراسة البيت، والمجموعة الثانية تنظف البيت، أما المجموعة الثالثة فعليها أن تذهب لتجمع رحيق الأزهار .

النحل "يغني" :

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

كبيرة الحراس : انتبهوا جيدًا أيها النحل، فنحن مجموعة الحراسة .

نحلة : نحن منتبهون .
كبيرة الحراس : يا إلهي ! ما هذا ؟ إني أرى حشرة كبيرة تقف عند مدخل الخلية، إنها قادمة إلينا تضرب الحراس، إنها تقضي على كل نحلة تقترب منها، سأذهب إلى ملكة النحل وأخبرها.


http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...e7224b34b9.jpg

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : من ينادي ؟

كبيرة الحراس : أنا كبيرة الحراس .

الملكة : لماذا تركت عملك .

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : ماذا حدث ؟ تكلمي .

كبيرة الحراس (مضطربة):


لقد هاجمت حشرة كبيرة بيتنا، وقتلت بعض الحراس

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...a060402e1c.jpg

الملكة : يا لها من حشرة شريرة، سأذهب إليها وآمرها بالخروج .

ملكة النحل : اخرجي من هنا أيتها الحشرة الشريرة .. اخرجي .

الحشرة : هاها .. هاها .. لن أخرج من هنا .. لن أخرج فهذا بيت جميل ونظيف ومرتب، وفيه كل ما أحتاج إليه من الغذاء والشراب .. هاها .. (بسخرية) ابحثوا لكم عن بيت غيره.

الملكة : إنك حشرة شريرة ولن تنفعك قوتك .

الحشرة الشريرة (تضحك) :هاها .. هاها .. هاها .

طلبت ملكة النحل عقد اجتماع عاجل لكل أفراد مملكة النحل .

الوزير : يا سيدتي الملكة .. لقد حضر جميع أفراد مملكة النحل .

الملكة : حسنًا .. إخواني النحل .. لقد دعوتكم للاجتماع؛ لنتشاور في أمر الحشرة الشريرة التي دخلت بيتنا، وقتلت بعض أخواتكم، واستقرت في غرفة جمع العسل، ورفضت الخروج، وستأكل طعامنا وشرابنا !!

نحلة 1 : الويل لهذه الحشرة الشريرة !!

نحلة 2 : الويل لها .. سأقتلها .

ملكة النحل : انتظروا .. انتظروا .. فهي قوية جدًّا .. ولن تتغلب عليها نحلة أو حتى مجموعة من النحل .

نحلة 3 : هل هذا يعني أن نترك لها بيتنا ؟!

الملكة : لا .. لا .. لا .. لا مفر أمامنا من القضاء على الحشرة الشريرة، وقد أعددت خطة لذلك، سنلتقي جميعًا عند غرفة جمع العسل في المساء بعد أن تنام الحشرة الشريرة، ونبدأ مهاجمتها في وقت واحد، ومن كل الجهات: من الأمام والخلف واليمين واليسار، وبفضل الله ثم بتعاوننا سننتصر إن شاء الله .

أفراد المملكة : سننتصر .. سننتصر إن شاء الله .

وفى المساء بدأ الهجوم .

نحلة : لقد حانت ساعة الصفر .. ونحن جاهزون أيتها الملكة .

الملكة : قائد المجموعة الأولى .

قائد المجموعة الأولى : نعم .. أمرك يا سيدتي الملكة .

الملكة :على بركة الله .. ابدأ الهجوم .

الملكة : اضربوا .. اضربوا بقوه .

نحلة 1 : خذي أيتها الحشرة الشريرة .

نحلة 2 : خذي فوق رأسك .

نحلة 3 : خذي فوق صدرك .

نحلة 1 : خذي

الحشرة : آه .. آه .. آه .. بطني، ذراعي، رأسى، رجلي، آه .. آه سأموت .. سأموت.

ملكة النحل : أوقفوا القتال .. لقد قضينا على الحشرة الشريرة، لقد نصرنا الله .

أفراد مملكة النحل : الحمد لله .. لقد عاد لنا بيتنا الحبيب .. وسنحافظ عليه دائمًا إن شاء الله .



http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...0cc667c0f2.jpg


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:44 PM

حكاية جحـــا والخروف


كان جحا يربي خروفا جميلا وكان يحبه ، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه


من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه ...


فجاءه أحدهم فقال له : ماذا ستفعل بخروفك يا جحا ؟


فقال جحا : أدخره لمؤنة الشـتاء


فقال له صاحبه : هل أنت مجنون الم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو


بعد غد!ـ هاته لنذبحه و نطعمك منه ....


فلم يعبأ جحا من كلام صاحبه ، ولكن أصحابه أتوه واحدا واحدا يرددون


عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغـد


ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البرية.ـ



وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها ، وتركه


أصحابه وذهبوا يلعبون ويـتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده

ليحرسها لهم ، فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن

يساعدوه ، فما كان من جحا إلا أن جمع ملابسهم وألقاها في النار


فألتهمتها . ولما عادوا اليه ووجدوا ثيابهم رماداَ . هجموا عليه فلما رأى

منهم هذا الهجوم قال لهم : ما الفائدة من هذه الثياب إذا كانت القيامة

ستقوم اليوم أوغدا لا محالة؟


http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...ecb06f96e7.gif


Miss Jordan 15 - 11 - 2009 09:07 PM

الثعلب الحنون






تحلق الأحفاد حول جدهم.. وتدافعوا أيهم يلتصق بركبتيه.. وهم يتضاحكون.. الذي ابتسم لهم وهو يطلب منهم الهدوء..
حسنًا ياأكبادي.. سأحكي لكم قصة الثعلب الحنون وهذه القصة وقعت لنا منذ خمسين سنة، أيام كنا مجموعة واحدة، وقبل أن تتغير الدنيا كما هو عليه الحال اليوم.
في تلك الفترة..
وأمام مسجد الدوار الطيني الصغير..
اجتمع الرجال بعد أن أدوا صلاة الفجر، وقد برز من بينهم والدي شيخ الدوار وقاضيه، وأمامه انطلق أحد الرجال يقول:
ـ أنت مسؤولنا ياشيخ.. ولابد أن تجد حلا لهذه المشكلة! هذه هي المرة العشرين في هذا الشهر التي تقتل فيها عدد من الديكة الرومية أو الدجاج! وهذه المرة عندي، لقد بتنا ياشيخ تقتل مجموعة من الديكة مرة كل ليلة تقريبا، وأنت تعرف مايمثله الدجاج بالنسبة لنا، دون أن نعرف ماذا نفعل!! نظر شيخ القرية إلى الرجال من حوله، وهو يواصل تخليل لحيته، قبل أن يسأل أحدهم:"ألم تر له أثرا في زريبتك ومرقد دجاجك يامختار؟ وهل هو الثعلب فعلا صاحب الفعلة؟"
رد مختار:"لايا شيخ.. لا يوجد له أي أثر! وأنا أعتقد أنها أفعال الثعالب، ولا أعرف حتى وجهته.. كل ما حدث أنني سمعت الدجاج يوكوك ويتخبط بأجنحته في منتصف الليل تقريبا.."
أطرق الشيخ مفكرًا، قبل أن يرفع رأسه ليقول بلهجةٍ حازمة:"يجب أن نضع حراسةً في الدوار كل ليلة، حتى نستطيع أن نقبض على الثعلب.." ارتفعت الأصوات من حول الشيخ، فالكل يرغب في القبض على الثعلب لكن لايعرفون كيف وأين..؟
تقدم مختار ومعه رجل آخر وقال:"هذا يا شيخ رجل من دوار المَعَاطة، وقد وقعت لهم قصة مشابهة، وهو يقول أنه قصاص أثر، ويريد أن يساعدنا في القبض على الثعلب.."
فقال ذلك الرجل وقال:"أنا إسمي ماجد وهوايتي الصيد وكثير من الناس تعرفني بدقتي في اقتفاء الأثر، وأنا قادر بحول الله على القبض على الثعلب أو قتله مقابل أجرة."
قبل الدوار منح ذاك الرجل أجرة مقابل قبضه على الثعلب.. وبدأ من توه في العمل.
جلس ماجد مع منتصف الليل فوق ربوة تطل على الدوار، مستندا إلى جذع الزيتونة وبين جذورها الناتئة، وعيناه على الدوار محدثا نفسه بصوتٍ منخفض: يبدو أن الثعلب لن يأتي هذه الليلة !ثم أغمض عينيه وهو يعيد تثبيت ظهره على الجذع طلبا لمزيد من الإسترخاء.. ودخل في نوم عميق..!
فتح ماجد عينيه على أصوات الديكة وهو يتحسس كتفيه متألما من وضعية نومه محولقا لأنه لم يقم لصلاة الصبح، حتى قاطعه صوت رجلٍ أقبل داهشا من الجهة المقابلة للدوار وهو يقول:"ياماجد هل أتيت لكي يبقى الثعلب طليقا؟! ها قد سرقت دجاجة وقتلت ثلاثة أخريات من دجاجاتي!!" انتفض ماجد واعتذر للرجل وقال:"اللي يسرق يغلب اللي حاحي، سأتدارك أمري بحول الله كنت متعب هذه الليلة".
وبعد يومين: تسلق ماجد تلك الزيتونة المطلة على الدوار، وأحكم الجلوس وسطها مختبئا بين الأغصان، متحسسًا بندقيته على ظهره، وهو يرقب بحذر وصمت، كل حركة في ساحة الدوار..
وقبيل الفجر.. حينما بدأ النوم يحكم سيطرته على جفنيه وعقله.. سمع ذلك الصوت.. صوت الدجاج المفزوع!
نزل ماجد من الزيتونة مسرعا، وانطلق بخفة متجها نحو تلك الجهة التي سمع الجلبة منها، ويتوقف ليختبئ خلف شجرة قريبة من الزريبة، خاصةً وقد تزايدت أصوات الحركة ووكوكة الدجاج.. وفعلا، خرج الثعلب وقد قبض بأسنانه على أكبر ديك رومي..
حاول ماجد قتله على عين المكان لكن خشي أن يفجع الناس النائمين، فقرر أن يتبعه ليرى إلى أين يأخذ تلك الكمية الهائلة من اللحم..!
تحرك الثعلب بخفة، وقد قبض بفكيه على الديك، ليبدأ في القفز من صخرة إلى أرض صلبة لا تظهر فيها آثار مخالبه.. وحتى وإن لم يجد أرضا صلبة أخفى آثاره بأن يمسحها بأطراف ذيله، ليتوقف ماجد مذهولا، فلم ير أبدا ثعلبا يفعل مافعله ذاك الثعلب وبتلك الطريقة، ولم يتخيل أن يمتلك الثعلب مثل هذا الذكاء رغم أن القصص الشعبي تضعه من أذكى آكلات اللحوم. ومازاد استغرابه كيف ينتقي المواضع التي يطأ عليها، بشكل يعجز أي قصاص أثر من العثور عليه!
أسرع ماجد الجري، وهو يتحسس بندقيته، وقد اتخذ قراره بأن يقتل الثعلب، وأسرع الدوران حول الجبل.. ليتفاجأ بدخوله في تلك المغارة! ثبت ماجد بحذر وهدوء بجوار مدخل المغارة رافعا بندقيته، قبل أن يسمع زئيراً ضعيفا لحيوان آخر، ليحرك رأسه محاولا أن يلقي بنظرة إلى الداخل.. وهناك.. رأى الثعلب وقد انهال على الديك الملقى أمامه بمخالبه، وهو يمزق لحمه إلى قطع صغيرة، ثم يقبض بمخلبه على إحدى تلك القطع، قبل أن يمدها إلى طرف خفي لم يره من موقعه ذاك أمام مدخل المغارة.. تحرك ماجد محاولا أن يرى إلى من يمد الثعلب قطعة اللحم تلك.. وما أن رآه.. حتى اتسعت عيناه! وهو يرى تلك اللّبوة العمياء، التي تحرك يدها في الفراغ، قبل أن تقبض على مخالب الثعلب، لتنقل منه قطع اللحم إلى ما بين أنيابها..
فكر ماجد فيما يرى، وهو يرقب نفس الحركة تتكرر عدة مراتٍ أمام عينيه، قبل أن يقول:"سبحان الله! الثعلب والأسد أصبحا أليفين.. من أجل هذا كانت الثعلب تختار الديكة الرومية دون سواها من الدجاج! يا إلهي! عجبا لهذا الثعلب! كيف يقوم بخدمة تلك اللبوة وتقديم الطعام لها بهذا الحرص!!" بدأ صوته يكتسي بتنهدات وهو يردف:"يا إلهي!! كيف بات هذا الثعلب أبر من الإنسان بأخيه الإنسان!!"
وقد زاده ألما أنه لا بد من أن يقتله حتى يأخذ أجره لإطعام عياله.. بدأ الوقت يمر سريعا وماجد يفكر أيقتل الثعلب أم يدعه؟ حتى وصل إلى قرار فقال:"والله أني صاحب عيال وأبنائي ينتظرونني حتى أعود لهم بأجر قتلك، لكني لن أقتلك والله هو الرزّاق.. إكراما لك أيها الثعلب الحنون!" تأثر الأطفال بالقصة وخاطبوا جدهم:"يا جدي.. إنه صاحب عيال، كيف فعل مع أبنائه، وماذا فعلتم أنتم معه، ومع الثعلب الحنون من بعد..؟ هيا أتمم لنا القصة!"
نظر الجد إلى وجوه أطفاله الحزينة، وقد انعقدت حواجبهم، وامتدت شفاههم.. ليقول وهو يتصنع الإبتسامة بعدما سمع صوت الآذان يناديه للصلاة: للقصة بقية نتممها في المرة القادمة إن شاء الله، لكن أترككم في حفظ الله مع هذا السؤال لتشغلوا به أفكاركم: من منكم يرى أنه كمثل هذا الثعلب في حنه على الآخر؟ ويساعد غيره..؟
صاح الأحفاد وتشبثوا بتلابيب جدهم، وهم يكادون يجهشون بالبكاء، يريدون منه أن ينهي لهم القصة حالا وحسب ميولهم العاطفي، لكنه اعتذر ولايمكنه فعل شيء خاصة بعدما سمع النداء..


Miss Jordan 15 - 11 - 2009 09:08 PM

قصة تربوية للصغار
البائسة



فُتحتْ عيناي على صورة والدي المسكين.. لا أقول الفقير، لأن الفقر ذهب مع الحادثة التي حدت من حركاته التي بها كان ينتزع لقمة العيش له ولابنته الصغيرة، بل لمرضعة ابنته الصغيرة!. توفيت والدتي بعد أن وضعتني حية مباشرة.. لم أُسمعها سوى صرخة الحياة التي فضلتني عليها.. و يا ليتها بقيت وذهبت أنا.
وقدمني أبي إلى مرضعة تسكن الحي المقابل لحينا.. كانت شبه فقيرة، تملك طفلا يكاد يتم الرضاعة. وقبلت أن تبيع لبنها بثمن لم يكن بالنسبة لشخص مثل أبي بسيطا. وحين بحث أبي عن عمل مناسب يرفع من وضعه المادي فشل، وبقي خادم إسطبل لأحد الأغنياء في قريتنا.
لا أعرف عن مرضعتي شيئا، ولا أذكر صورتها إطلاقا.. لقد ماتت أسابيع قليلة بعد إتمام رضاعتي– هكذا قال أبي– وتركت لأخيها عبء طفل في الرابعة من عمره. كان موتها ضربة قوية ومحزنة لأبي، فقد كان يأمل في أن تتعهدني بالرعاية بعد الرضاعة، وربما كان يفكر في الزواج بها أو هكذا بدا لي من خلال حديثه المستمر عنها.
ومرت الأيام.. وبقي كوخنا خشبيا، وفراشنا خشنا مرقعا، ووجبتنا ماء وخبزا، و أحيانا مرقا بسيطا لا يقبله بطن من بطون الآخرين.
وبلغت السادسة.. وبقدر ما كان جسدي يكبر وينضج، كان أبي يزداد نحافة وضعفا. وأذكر أنني استغربت أمامه يوما من فتيان وفتيات في مثل سني يحملون حقائب، ويتوجهون إلى مكان واحد..كانوا يرتدون ثيابا نظيفة، وهم سعداء كالطيور. وكان ذلك مما يزيد أبي حسرة لأن ابنته ليست كهؤلاء.. كنت أحيانا أراه باكيا كطفل، وأحيانا أخرى مهموما كسجين، ولم تكن لدي البراعة الكافية للتخفيف عنه.
وكانت السنة العاشرة نهاية أحزان أبي، و حدا لهمومه وبكائه.. ففي يوم صيفي حزين تمدد على فراشه كما يتمدد الراحل عن هذه الدنيا، وقبل صعود روحه أوصاني قائلاhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifابنتي الجميلة، كم أنا حزين لفراقك، لكنها الدنيا يا ابنتي، نعيش فيها كما يشاء الله، ثم نغادرها في لحظة ما.. أوصيك بالحفاظ على ما تحافظ عليه الفتاة الشريفة.. أكثري الدعاء لله تعالى، فإن لم يكن استجاب لي، يمكن أن يستجيب لك، ولا تيأسي من رحمته.. وإذا شعرت بضيق النفس وكآبة القلب فقفي على قبري.. يقال إن أرواح الموتى والأحياء تتناجى وتتآنس…)
ومات أبي كأي إنسان يحين موعده، و بكيت أنا كأي إنسان فقد خير أنيس له. كنت جاهلة لا أعرف سوى ما يحيط بي من أشياء وأفكار، لكن وصية أبي ظلت ترن في أذني في كل وقت وحين، تذكرني بشيء لم أتبين ملامحه بعد.
و كان لا بد أن أتحرك رغم صغر سني.. فأنا الآن وحيدة، لا أهل ولا أحباب. لقد جاء والداي إلى هذه القرية غريبين، وعاشا فيها كذلك. كان البعد بين أبي وأهل القرية شاسعا جدا، ولم أدر سببه. كأن ثمة سرا يعرفونه عنه، أو ماضيا يمنعهم من التقرب منه. أما هو فلم يكن يحدثني إلا بذكرياته الجميلة أيام كان فتى قويا، وبضرورة الابتعاد ما أمكن عن أهل هذه القرية لأنهم يتربصون بنا، ويتمنون رحيلنا.
كان لا بد من التحرك.. بطني يلتوي جوعا، وملابسي رثة، وبعد حرارة هذا الفصل سيأتي برد فصل آخر. وبدأت أفكر في الحل.. في قطعة الخبز كلما حان موعد الطعام، وفي قطعة القماش أستر بها جسدي نصف العاري. وفي نهاية المطاف اهتديت إلى التسول.
لم لا؟ إن غصني غض لا يقوى على العمل العضلي، والناس هنا رغم عسر الحال لا شك يملكون شيئا لفعل الخير ! وإذن سأنتظر الأيدي السخية، والوجوه العطوفة، والقلوب الرحيمة… وسأنتظر عطاء الله.
وفي صباح يوم لافح الحرارة، كنت أجلس تحت شجرة ضخمة في الحي الرئيسي لقريتنا.. امتدت يدي سائلة، وتوجهت أنظاري إلى السماء متوسلة، وانطلقت دموعي ممزوجة بالألم والأنين ورائحة البؤس. وعند الغروب لم يكن في كفي سوى قطع نقود بسيطة اشتريت بها رغيفا سد جوعي.
لم أكن أعرف كيف أحمد الله، أو كيف أدعوه كما أوصاني أبي، ولكنني أدركت حاجتي إلى النقود.. أريد أكلا، أريد ملابس، وأريد الحياة مثلما يريدها الآخرون، والحياة هي النقود !
وألحت علي فكرة السرقة..الأغنياء يأكلون كل شيء، وأنا لا أجد ما أسكت به هذه المعركة اللعينة داخل أحشائي. لم أكن حينها أتبين جيدا معنى الحلال والحرام، ولكنني كنت أعرف أن الهراوات ستهرول خلفي إن أنا تطاولت على ما ليس لي.
وفي صباح باكر، كنت أتسلل إلى إحدى المزارع على جنبات قرية مجاورة لقريتنا رافقت أبي إليها ذات يوم، لقد تعبت قدماي للوصول إليها، تحينت الفرصة المناسبة وأكلت منها لذيذ الفواكه، ونجحت في الرجوع بشيء منها إلى الكوخ.. وتكرر الأمر مرات، بل استمرت الحال هذه ما يقارب الشهرين. كنت سعيدة بنجاحاتي، إلى تعبت الأيام من مساعدتي فقبض علي أحد الفلاحين، رآني أخرج من حقله ودليل جريمتي فواكه في يدي.. وقد صحت بما فيه الكفاية، وتوسلت إليه بلساني ودموعي، وأقسمت له أنني لن أكررها ثانية. وفي الأخير أطلق سراحي دون أن يسألني عن حالي.. بل إن قلبه رق لحالي فزودني بكمية أخرى !
وبدأ المنعطف المهم في حياتي عندما أوقفني رجل غريب تبدو في وجهه علامات الخبث والشر.. راح ينظر إلي كأنه يريد افتراسي، ويقترب مني كلما رآني أبتعد عنه، إلى أن التصقت بجدار ولم أجد كيفية للهروب.
لم يضربني ولم يمسسني، بل ابتسم بمكر وطلب معرفة اسمي، لكنه لم ينتظر معرفته فقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ستكونين أسعد من الفراشة لو تقبلين الذهاب معي إلى بيتي.. سألبسك ما لم تحلمي به من ثياب، وتشبعين مما يلذ ويطيب.. فما رأيك؟
وأدركت بفطرتي أن هذا الرجل لا يعاملني طفلة تحتاج الرعاية والحنان، بقدر ما يرى في امرأة صغيرة مشتهاة.. وحقا، كنت قد بلغت سنا تغيرت فيه كثيرا في تكويني الجسدي والنفسي.وفهمت أن الرجل يستدرجني إلى الخطيئة، تلك التي كان أبي يحذرني منها في وصيته الأخيرة.
وبدأت أتصور الأكل اللذيذ، والملابس الفاخرة، والفراش الوثير، ولكن كلام أبي ظل يزاحم كل ذلك في ذهني.. وازداد قلبي دقا، ووجهي احمرارا وأنا أفكر في الألمين: ألم الحالة التي أنا عليها، وألم الحالة التي أصير إليها لو تبعت هذا الرجل.
كان الصراع داخل نفسي الضيقة هائلا.. ودون أن أقول له شيئا، مشيت بطيئة في اتجاه معين حائرة تائهة، وفهم الرجل من صمتي أنني أسير معه إلى حيث يريد، فراح يمشي بجانبي دون أن ينبس ببنت شفة، إلى أن ابتعدنا عن القرية.
فجأة توقفت كأنما تذكرت أمرا مهما، وتوقف أيضا كأنما يفكر في الأمر ذاته، ودون أن يتلعثم أو يضطرب قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لم أخبرك أنني أسكن ضيعة.. إننا الآن قريبون منها.. لا تخشي شيئا.
لم أكن مستعدة أن أجادله ولا الحديث معه.. بل ربما لم أكن أريد شيئا على الإطلاق. صرت كالمأخوذة أمشي على غير هدى أو هدف.. وربما من غير وعي أو إدراك للعواقب، ولكنني لم أتراجع.
ووصلنا إلى ضيعة خيل إلي أنني رأيتها من قبل.. كان الليل قد أسدل ستاره على الكون، والقمر يسفر عن وجهه باحتشام.. ومع امتزاج العتمة بضوء القمر الباهت، بدأ الخوف يدب في نفسي، كأنني أترقب خطرا داهما. وزاد في اضطرابي ما رأيت في عيني الرجل من علامات المكر والخديعة. فلم يدر، وهو الذي اعتقد أنني حمامة وديعة وقعت في شباكه بمنتهى اليسر، كيف دفعته عني بقوة الخائف على شيء عزيز، حين اقترب مني يريد لمسي.. انتفضت أمامه بعنفوان الشباب المطل على حياتي دون أن أفكر في العواقب؛ فالرجل الذي يقود فتاة في عمر ابنته إلى الخطيئة، لا يستبعد أن يأتي منه ما هو أكبر من ذلك..
لكن لطفا إلهيا تداركني، ففي اللحظة التي رأيت فيها الشر يكاد يتطاير من عينيه، سمعنا صوتا مستفهما قادما من بعيد، ورأينا ضوء مصباح يدوي يقترب في اتجاهنا. وفي الوقت الذي كنت أهرول فيه نحو مصدر الضوء، كان الرجل يطلق ساقيه للريح، ويفر مثل جبان تافه تاركا فريسته لغيره.
وحين توقفت أمام الغريب باكية من الفزع، تأملني برهة، ثم وجه مصباحه عامدا إلى وجهه كأنما يريد أن يعرفني بنفسه.. لم أصدق حينها أن أجده في هذا الوقت العصيب الذي أنا فيه، لأنه لم يكن سوى ذلك الذي زادني كمية الفاكهة يوم وجدني في حقله.
ومد إلي يده قائلا:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ماذا تفعلين هنا في هذا الليل؟
فأجبته وقد انخفض دق الطبول في صدري:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أريد أن أنام هنا، فليس لي ملجأ أنام فيه.
قال وقد التفت إلى كل اتجاه يقوده نور مصباحه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أظن أن شخصا ما كان معك، أليس كذلك؟
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif بلى.. كان معي رجل، وعدني بأكل وملابس مقابل…
لم أكمل عبارتي، لكن الرجل بدا كأنه فهم قصدي، فقادني من يدي إلى بيته دون أن يتكلم. وبعد دقائق معدودة كنا ندخل بيتا فيه امرأة وثلاثة أطفال في عمر الزهور، ذهلوا لرؤيتي. لا أدري ما الذي قرءوه في منظري، ولكنني رأيت ملامح الفضول تفيض من عيونهم. كان الرجل قد انفرد بزوجه، كأنما يخبرها بقصتي. وعمت الطمأنينة نفسي عندما رأيت انبساط وجهها.. كانت هذه رسالة مهمة ولو مؤقتة، جعلتني لأول مرة في جو أسري حقيقي. ونمت تلك الليلة بين الأطفال الثلاثة كما لو أنني في حلم.. كان كل منهم يحاول إضحاكي بنكتة أو قصة أو لغز، إلى أن أخذنا النوم في قطاره الهادئ الممتع!
وفي الصباح التقيت بربة البيت.. كانت غاية في الطيبة واللطف، فقد أعطتني من ملابسها، وأطعمتني من خيرها بعد أن أزلت غبار السنوات السابقة عن جسدي. وكأية أنثى قضيت وقتا في الوقوف أمام المرآة، أتأمل جمالي الحقيقي الذي حدثني عنه أبي.. كنت جميلة فعلا، وزادتني ملابس السيدة ما كان ناقصا. وعندما رآني الأطفال في هيئتي الجديدة انفتحت منهم الأعين والأفواه كأنما ليست هذه التي نامت معهم ليلة الأمس، بل إنهم لم يروها إلا الآن!
وفي مجلس لي مع الأسرة، اقترح الأب علي عملا بسيطا داخل البيت. ولم أكن لأرفض نعمتين قادهما الله إلي: نعمة العمل، ونعمة هذا البيت الوديع الكريم.. وعرفت أن الحياة بدأت تبتسم لي، وأن الله نظر إلى حالي فأراد أن يمنحني شيئا من سعادة الدنيا مثل الآخرين. وكان طبيعيا أن يكثر دعائي وحمدي.. لقد نجاني من وحش وقح، وأوقعني في يد هذا المؤمن الصالح.
وبدأت تجارب الحياة تنتظم شيئا فشيئا في كياني..أنا التي عشت بعيدا عن الناس، وبعيدا عن المجتمع. ها أنا أتعرف إلى العالم بشكل يختلف عن السابق.. أتلمس الأشياء، أتعامل معها.. ومع كل يوم يمر أشعر أنني قريبة من الله، وقريبة من الخلق، وأعترف في قرارة نفسي أن في الكون عدالة هي أقوى من عدالة الناس.

Miss Jordan 15 - 11 - 2009 09:08 PM

جناح واحد يكفي




كان البرد شديدا في ذلك اليوم، قالت الأم عندما رأت ابنها الصغير يرتدي ثيابه ويستعد للخروج:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إلى أين يا سامر إلى أين يا حبيبي.. الجو بارد وصدرك لا يتحمل البرد..
قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أريد أن أتجول في شوارع القدس يا أمي..لن أبتعد كثيرا..ربما أرى بعض الأصدقاء.. لم أرَ أحدا منهم منذ مدة.. تعرفين يا أمي هذه الحواجز التي يقيمها جنود الاحتلال في كل مكان.. إنهم يمنعون كل شيء..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا بنيّ ها أنت تضع سببا آخر لعدم خروجك.. تعرف أن جنود الاحتلال لا يفرقون بين صغير وكبير.. لا داعي لخروجك يا حبيبي..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أرجوك يا أمي لن أبتعد كثيرا.. اشتقت لشوارع القدس..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حسنا لا تتأخر يا سامر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حاضر يا أمي.. خرج سامر من البيت.. كان عاشقا لشوارع القدس ولكل شيء فيها..تعلم كيف يحب هذه المدينة الأثيرة فصارت كما يقول دائما مخاطبا والده:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إنها حبيبتي ولن أتزوج غيرها..
كان الأب يضحك ويقول:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا سامر هل تحب القدس إلى هذا الحد؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أحبها أكثر من أي شيء آخر..صدقني يا أبي أتمنى كثيرا أن أبقى جالسا في المسجد الأقصى حتى خلال الليل والنهار..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif آه يا سامر ما أروع هذا المسجد.. كم أتعذب حين يحرموننا من الصلاة فيه..
قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لماذا يفعلون ذلك؟؟..إنها مدينتنا..ماذا يريدون؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لقد سرقوا كل شيء يا سامر ولن يتوقفوا عند حد..إنها المدينة الأقدس في العالم لذلك يريدون أن تكون لهم.. يؤلفون الأكاذيب الكثيرة، لكن ستبقى القدس لنا مهما حاولوا..
كان سامر قد ابتعد قليلا عن بيته.. لم يشاهد أحدا من أصدقائه.. تعجب.. واصل السير قليلا حين انتبه إلى زقزقة عصفور قريبة منه.. تلفت هنا وهناك.. وجد العصفور ملقى على الأرض..اقترب منه وحمله بين يديه.. قربه من وجهه..قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما بك أيها العصفور؟؟..لماذا ترتعش هكذا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أتيت من البعيد.. قطعت مسافات طويلة حتى وصلت إلى المدينة التي أحب.. كان كل ما يهمني أن أصل إلى القدس.. كدت أرى كل مدن العالم..لكن مدينتي هذه تبقى هي الأحب والأجمل والأقرب إلى قلبي..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل أنت أيضا من القدس أيها العصفور.. هل للعصافير وطن أيضا؟؟..
رفرف العصفور بجناحيه بين يديّ سامر وقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif طبعا.. أنا من هنا.. آبائي وأجدادي من هنا.. لا نعرف وطنا آخر غير هذا الوطن..مهما ابتعدنا فلا بدّ أن نعود إلى مدينتنا هذه.. لاحظ سامر أن العصفور المتعب بحاجة إلى الراحة..قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سآخذك إلى البيت.. هناك سأعتني بك حتى ترتاح وترحل أينما شئت.. إلى أين تنوي السفر بعد أن ترتاح؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لن أسافر إلى أي مكان سأبقى قريبا من المسجد الأقصى.. هناك سأبني عشي وأقيم إلى ما شاء الله..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لو كنتَ إنسانا لمنعك جنود الاحتلال حتى من تحقيق هذا الحلم..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أتعرف بينما كنت أطير متجها إلى هنا.. أطلق أحد جنود الاحتلال زخات من الرصاص في الجو دون أي سبب.. لم أصب لكنني وقعت مرعوبا مرتعشا حيث وجدتني..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ربما عرف انك عصفور فلسطيني..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل يلاحقون العصافير الفلسطينية أيضا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا تستغرب.. لو عرفوا أن هذه العصافير أو تلك فلسطينية للاحقوها.. على كل الحمد لله انك لم تصب بأي أذى..
وصل سامر إلى البيت.. وضع العصفور على الطاولة في غرفته الصغيرة..أحضر له بعض الماء والخبز المبلل.. أكل العصفور بنهم وشرب حتى ارتوى.. قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما اسمك أيها الطفل اللطيف؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سامر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل تحب القدس مثلما أحبها يا سامر؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ربما أكثر منك بقليل..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا فأنا أحبها كثيرا.. أكثر مما تظن..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كلنا نحب القدس.. نحبها كثيرا.. استرح أيها العصفور.. هل أحضر لك قفصا لترتاح فيه؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا أرجوك لا أحب الأقفاص.. سأرتاح حتى الصباح وأطير إلى الأقصى وأقيم هناك..يمكنك أن تزورني في أي وقت.. صرنا أصدقاء يا سامر أليس كذلك؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif طبعا صرنا أصدقاء.. إذن ستنام على الطاولة حتى الصباح.. لماذا لا تبقى معي عدة أيام وبعدها نذهب إلى الأقصى معا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا لولا رصاصات الجندي الإسرائيلي لما توقفت.. عذرا يا صديقي فأنا بشوق شديد للأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تشاء أيها العصفور.. هل أحضر لك شيئا آخر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر يمكنك أن تنام وسأنام أنا على الطاولة.. تصبح على خير..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وأنت بخير أيها العصفور.. لماذا لا تنام إلى جانبي فالجو بارد؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا تخف يا سامر ريشي يدفئني وأنا متعود على ذلك.. نام سامر وأخذ يحلم بشمس تشرق على مدينة القدس لا يكون فيها احتلال أو جنود مدججون بالكراهية.. شاهد العصفور في الحلم فارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة.. فلم يكن يخطر في باله من قبل أن هناك عصفورا فلسطينيا وآخر غير فلسطيني.. حتى في الحلم كان العصفور يحدثه كيف طار من مدينة إلى مدينة حتى وصل إلى القدس.. تعجب سامر.. حمد الله على انه ما زال في القدس.. كم كان سيعاني لو انه كان بعيدا عنها.. بالتأكيد لن يستطيع أن يطير كما فعل العصفور.. تمنى في حلمه أن يعود كل أهاليه إلى فلسطين..
في الصباح صحا سامر وهو يسمع زقزقة العصفور القريبة.. قال وهو ما يزال في فراشه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif صباح الخير أيها العصفور..هل نمت جيدا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif صباح الخير يا سامر.. الآن افتح لي النافذة لأطير نحو الأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ولمَ كل هذه العجلة سأحضر لك قليلا من الطعام والماء وبعدها ترحل..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر أرجوك دعني آكل وأشرب هناك أنا في شوق شديد للأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تشاء.. قام سامر وفتح النافذة..وضع العصفور على الحافة..حرك العصفور جناحيه فشعر بألم شديد في أحد جناحيه ولم يستطع الطيران.. قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما بك أيها العصفور.. لماذا لا تطير؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يبدو أن احد جناحيّ مصاب..لا استطيع الطيران..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إذن لا بدّ أن تنتظر حتى يشفى وبعدها يمكنك أن تطير..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سامر أرجوك احملني إلى هناك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لماذا لا تنتظر.. الأفضل أن ترتاح هنا حتى تشفى وبعدها ستطير كما تشاء..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر إن كنت صديقي حقا فاحملني إلى هناك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تريد.. حمل سامر العصفور.. خرج من البيت متجها نحو الأقصى..كلما اقتربت المسافة كان العصفور يزقزق بفرح.. وصلا.. تنهد العصفور وكأنه إنسان يلتقي من يحب بعد طول فراق.. قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif شكرا يا سامر.. اتركني هنا.. لقد قمت بواجبك نحوي على أكمل وجه.. مرة أخرى شكرا لك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وجناحك أيها العصفور.. جناحك المصاب؟؟.. نظر العصفور إلى الأقصى بحب وقال وهو يودع سامر: اسمع يا سامر.. لقد تعذبت كثيرا حتى وصلتُ إلى هنا.. أريدك أن تطمئن.. سأكون بألف خير.. وتذكر دائما أنني بعد أن وصلت إلى الأقصى فلا شيء يهم وجناح واحد يكفي..

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:14 PM

http://www.diwanalarab.com/local/cac...8321-e4089.jpg

مسرحية
جزاء مغرور



المحتوى التربوي:
إثارة قضية الغرور و خطرها على من أصابته بعلتها بوسائل تربوية
بسيطة الفهم و الإستعاب.

الفئة المستهدفة:
الأطفال
التوقيت:
حسب الزمان و المكان المحدد
خلاصة:
تتواجد مجموعة من الأشجار تفتخر بنفسها، تتشاجر في كل وقت،أصابها مرض خطير و لما عالجتهم النحلة اشترطت عليهم الصلح، و العيش في مودة
و رحمة.

الشخصيات:
* ليمونة
* موزة
* نخلة
* كلبتوسة
* العصفورة
* النحلة
* الفأر
* الغراب
* البستاني

المشهد الأول



المنظر: مكان خالي من السكان، بعيد عن المدينة:يوحي بحياة جافة يطغى عليها التمدن…ساحة خالية من الأشجار،تنعدم فيها نسمة الطبيعة الخظراء.

الأصوات: السيارات - الرياح - الكلاب
المكان:ساحة بعيدة عن المدينة
الزمان: قبل الغروب
الإنارة: زرقاء + صفراء
الشخصيات: العصفورة -الفأر

العصفورة: آه…لقد تعبت(منهكة) ما أجمل الطيران و ما أحلى الحرية. كنت أتمنى أن أعتمد على نفسي و أطير و حيدة دون مراقب.فأنا كبرت لا داعي لأن تراقبني أمي (تلعب و تغني)
أنا العصفورة الجميلة،صاحبة النغمة العليلة،ألوان ريشي يعشقها الرسام. إنني فعلا
جميلة أليس كذلك؟آه لقد حل الظلام، يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن بيتي ـ ستقلق علي أمي.هل أعود من هنا؟…لا من هنا!…آه لقد نسيت من أي اتجاه قدمت.يا ويلك يا عصفورة
يا لمصيبتك،(تبكي) هئهئ…هئهئ…
الفأر: لماذا تبكين يا عصفورة؟ ماذا حل بك؟!
العصفورة: لقد ظللت طريقي
الفأر: من أين قدمت؟
العصفورة: لا أدري إنني أول مرة أطير فيها
الفأر: إنك مخطأة يا صديقتي كان عليك أن تحلقي بالقرب من عشك
العصفورة: لقد حذرتني أمي و لكنني طرت متسللة
الفأر: سأجد لك حلا لمشكلتك
العصفورة: أغثني،لن أنسى لك معروفك.
الفأر: (يفكر) ربما أتت من هنا…لا من هنا…يبدو أنها قدمت من هنا…وجدتها!! سأعد من واحد إلى رقم عشرة وعليه ستطيرين في الاتجاه الذي ينتهي فيه هذا الأخير.
العصفورة: (مندهشة)حسنا أنا موافقة.
الفأر: واحد…اثنين…عشرة، إذا طيري في هذا الاتجاه.
العصفورة: شكرا لك
الفأر: خذي حذرك من الغربان و الحدأة
العصفورة: لا تقلق علي، إلى اللقاء.

المشهد الثاني



المنظر: نفس المنظر
الزمان: ليلا
المكان:ساحة خالية
الأصوات: الكلاب - صراصير
الإنارة: زرقاء مكسرة بضوء أبيض
الشخصيات:العصفورة - غراب - الفأر

العصفورة:لقد تعبت من الطيران…إن هذا المكان مخيف، لا أسمع صوت عصافير تغرد…ما هذا…هل أنا وحيدة في هذا المكان؟!
الغراب: مرحبا بك يا صغيرتي
العصفورةhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifخائفة) أهلا…من أنت؟
الغرابhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifمستفزا) ستعرفينني من أنا؟
العصفورة: لقد ظللت طريقي،جلست لأستريح ثم أتابع طيراني
الغراب: (هامسا) ستكملينه في بطني…لا تخافي سأساعدك
العصفورة: شكرا لك يا… ما اسمك
الغراب: أنا الغراب
العصفورة: (مرتعبة) الغراب!…الغراب!..لقد حذرني منك الفأر(تحاول الهروب)
الغراب: تعالي أين ذاهبة…
العصفورة: اتركني…اتركني…أنقدوني…
الغراب: أتركك، و هل أنا أحمق إنني أتدور جوعا.
العصفورة: إنني صغيرة لن أسد رمقك يا غراب
الغراب: (ضاحكا) المهم أن تطفئي حرارة الجوع لدقائق.اللهم عضة فالفكرون و لا يمشي فالت العصفورة: اتوسلك…اتركني…ستقلق علي أمي
الغراب: آه لو كانت معك لاكتملت الوجبة
العصفورة: (هامسة) لابد من مخرج لهذه الورطة
الغراب: سأربطك هنا حتى أعود يا ويلك لو حاولت الهروب سيكون حسابك عسير معي
العصفورة: أنقدوني…أنقدوني…سيأكلني الغراب
الفأر: لقد حذرتك…أيتها العنيدة
العصفورة: الفأر…الحمد لله…لقد سجنني الغراب…
الفأر: حسنا سأفك رباطك
العصفورة: شكرا لك…أسرع قبل عودته
الفأر: فري…مسرعة إلى عشك قبل أن يراك الغراب
العصفورة: شكرا لك…لن أنسى معروفك…

المشهد الثالث



المنظر:حديقة جميلة تضم مجموعة مختلفة من الأشجار،ليمونة، موزة و نخلة.النباتات و الزهور في كل
أرجاء الحديقة،ألواح في كل مكان تذكر الزوار بالحفاظ على جمالية الحديقة.
الزمان:صباحا
الأصوات: العصافير - خرير المياه
المكان: الحديقة
الشخصيات:البستاني

البستاني: (يكنس،ينظف، يسقي،يغني،تبدو عليه الحيوية و النشاط) إنني اسعد عندما تكون الحديقة
جميلة، مخضرة،هواؤها نقي وعليل يستمتع الزوار و ينعمون بالراحة. رغم أنني اتعب
عند رحيلهم،يتركون النفايات ملقات على الأرض ويقطفون الأزهار،و يقطعون أغصان
الأشجار.سامحهم الله.(يكنس تم يجمع القمامات و يخرج)

المشهد الرابع



المنظر: نفس المنظر
الزمان: صباحا
المكان:الحديقة
الشخصيات: ليمونة، موزة، نخلة، كلبتوسة

ليمونة: يبدو أن البستاني نشيط هذا اليوم
موزة: كيف لا يسعد و هو يرانا مخضرين و جمالنا يزهى كل وقت وحين
نخلة: فسعادتنا و نمونا هو عربون كده و اجتهاده
كلبتوسة: ولكنه رجل مجد و يحب عمله ويسعى دائما لخدمتنا و رعايتنا
ليمونة: حتى الدواء يقدمه لنا بانتظام ولا ينسى موعده
كلبتوسة: جازاه الله عن عمله فمن جد وجد و من زرع حصد
ليمونة: ألم تلاحظن أنه يهتم بي أكثر منكن؟
موزة: إنه يهتم بي أنا
نخلة: بل يحبني أنا
ليمونة: إنه يفظلني أنا، فلوني يسر الناظرين
موزة: بل لوني وشكلي فريدين
نخلة: فأنا أطولكم و أجملكم شكلا
كلبتوسة: كفاكن شجارا فهو يحبنا جميعا،إنه لا يتحيز لأي منا فهو رجل عادل في عمله

المشهد الخامس



الزمان: نفس الزمان
الأصوات: نفس الأصوات
المكان:نفس المكان
الشخصيات: موزة- ليمونة-نخلة-كلبتوسة-العصفورة

العصفورة: آه…ما أجمل هذا المكان،وأخيرا و جدت ما يشيه غابتنا
كلبتوسة: مرحبا بك
العصفورة: شكرا لك…أتسمحون لي بالاستراحة عندكم إنني أبحث عن الطريق المؤدية إلى عشي
موزة: يبدو أنك تائهة
العصفورة: نعم…جناحي الصغيرتين تعبا من كثرة الطيران
ليمونة: استريحي فكلنا نرحب بك
العصفورة: شكرا إنكن لطيفات، لقد سجنني الغراب لولا الفأر لكنت الآن في عداد المفقودين.
نخلة: ذلك اللعين يتربص دائما للصغار،انه يحترمني لأنني الطويلة و الجميلة هنا
ليمونة: اشهدن عليها يا لها من ثرثارة
موزة: تلك الطويلة الظعيفة المغرورة تضن نفسها الكل يحبها،فبلحها الحار يكرهه الجميع
كلبتوسة: كفاكن فالله خلق كل كائن حي له دوره في الوجود
نخلة: يجب أن تقتنعن جميعا بأنني الأجمل هنا في هذه الحديقة و الأكثر إفادة
ليمونة: هل نسيتي فوائد برتقالي اللذيذ

موزة: (مستفزة) ذلك الليمون المر، فموزي ينفرد بشكله و لذته فهو ملك الفواكه يضفي
على المائدة جمالا و رونقا
ليمونة: فبرتقالي يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين س فهو مفيد لجسم الإنسان
نخلة: أنا التي أكد العلماء مرارا أن ثمري غذاء و دواء
موزة: أنا موزي طعام الفلاسفة، مذاقه حلو طيب يعشقه الكبار و الصغار
نخلة: أنا شرفني الله حيث ذكرني في القرآن الكريم،قال الله تعالى:<< و النخل باسقات لها طلع
نضيد >> و قال أيضا:<< و من النخل من طلعها قنوان دانية>> صدق الله العظيم.
كلبتوسة: الآية تقول من البداية:<< بسم الله الرحمان الرحيم،و هو الذي أنزل من السماء ماءا فأخرجنا
منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية….>> إلى آخر الآية
فالله أعطى لكل قيمته حسب دوره في الوجود،فكفاكم غرورا تصافحوا و تسامحوا فنحن كلنا سواسي كأسنان المشط.
العصفورة: يا لأسف كنت أعتقد أن العالم مليئا بالحب و المودة لكنني اكتشفت أن الغرور يملأ قلوبكن فاعملن بكلام كلبتوسة إنها الأعقل هنا.
ليمونة: إنها تمدح تفسها كثيرا
العصفورة: آه اشتقت لحضن أمي…أين أنت يا أمي
ليمونة: (تتألم) آه…آه… ما الذي أصابني إنني أتألم؟!
كلبتوسة: ماذا أصابك؟
نخلة: يبدو أن العدوى انتقلت إلي…
موزة: وأنا أيضا، يا إلهي…أغثني
كلبتوسة: يبدو أن عقاب غروركن لم يتأخر
نخلة: كف عن السخرية و أنقدينا
ليمونة: أغيثيني سأموت
العصفورة: ما العمل… كيف سنشفي هؤلاء من المرض
كلبتوسة: أتمنى أن ينتبه البستاني،فهو القادر على علاجهم
نخلة: سامحنا يارب…اشفنا يارب
كلبتوسة: أسرعي يا عصفورة و احضري السيدة نحلة فهي ممرضة ماهرة.
العصفورة: سأبحث عنها في الجوار

المشهد السادس



المنظر: تظهر الأشجار عارية الأوراق،مريضة،باستثناء كلبتوسة التي تحتفظ بأوراقها و جمالها.
الزمان: بداية الغروب
الإنارة: زرقاء + صفراء
المكان: نفس المكان
الشخصيات: البستاني

البستاني: لقد أصبحت هذه الأشجار حطاما،إن شكلهم قبيح يسيئ لجمال الحديقة. لابد من قطعهن و زرع أشجار أخرى بمكانهن… سأعطيهن فرصة أخير، إذا لم تشفى غذا سأجعل خشبها حطبا.

المشهد السابع



الشخصيات: العصفورة - نحلة -كلبتوسة -ليمونة - موزة - نخلة

العصفورة: لقد أحضرت معي السيدة نحلة
ليمونة: شكرا لك… أنقدينا…سنموت
نحلة: إن مرضكن صعب الشفاء يتطلب كثيرا من الوقت
موزة: هددنا البستاني إذا لم نشفى في الغذ سيكون مصيرنا النار
نحلة: قولوا لي ما سبب مرضكن؟
كلبتوسة: كأن الله عاقبهن لشدة غرورهن و إعجابهن بأنفسه، انظرن الآن إلى حالتكن فلقد تساويتن أين
هو الجمال أيتها المغرورات؟
نحلة: سأعالجكن… من حظكن أنني جمعت رحيقا من بعض النباتات و الأعشاب النافعة، خذن الدواء
و عاهدنني أن تصبحت صديقات وفيات.
نخلة: شكرا لك…أنا أعدك أن اتخذ الجميع أصدقائي و احترمهم كثيرا
ليمونة: و أنا أيضا
نحلة: قال الله تعالى:<< فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى >> وقال أيضا:<< و لا تصعر خدك للناس
و لا تمشي في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فحور >>. صدق الله العظيم.
الجميع: صدق الله العظيم.
كلبنوسة:وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله تعالى
أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، و لا يفخر أحد على أحد"

المشهد الثامن



المنظر: تعود الحديقة إلى جمالها و رونقها
الزمان: الصباح
الأصوات: العصافير -خرير المياه
المكان: نفس المكان
الشخصيات: ليمونة -موزة - نخلة -كلبتوسة - العصفورة

نخلة: الحمد لله لقد شفينا من مر ضنا
ليمونة: الفضل للعصفورة و السيدة نحلة
العصفورة: الفضل لله الذي أعفى عنكن و شفاكن
موزة: و نعم بالله، و لكن لولا و جودكما لما شفينا بهذه السرعة
نخلة: لو لم نشف اليوم لرمانا البستاني في النار
كلبتوسة: لقد تعلمتن درسا مهما
موزة: لقد تعلمنا أن من تواضع لله رفعه،فأنت متواضعة فلم يصبك أدى
العصفورة: لقد حان موعد الرحيل سأودعكم
نخلة: كيف سترحلين و أنت لم تعرفي طريق عشك
العصفورة: لقد دلتني نحلة،إنه قريب من هنا، سأزوركن مرة أخرى
الجميع: وداعا…وداعا…

ستار




أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:14 PM

إطفائي النور





عُين الأستاذ خالد الشاب الفاتن والمندفع للحياة مدرسا للمرحلة الثانوية في قرية نائية، وكان مختار القرية شخصا جاهلا أميا يكره المثقفين والعلم، فكلما لاح بريق النور في القرية كان يطفئه. في أول يوم داوم فيه الأستاذ خالد في القرية دعاه مختار القرية إلى مجلسه مساء لمأدبة على شرفه..
انطلق خالد في المساء إلى المختار حيث كانت السماء في ذاك اليوم جريئة والنجوم خجولة، وجلسوا تحت ظل الخيمة ووضع المختار وسادة بينه وبين خالد ليتلكأ كليهما عليها وبدأ المختار بحديثه عن كرهه للعلم ونبذه للمتعلمين وأنه يتمنى أن يحظى بلقب إطفائي النور والعلم، لقد كان حديثه الممل أكثر مرارة من القهوة المرة التي كان يحتسيها خالد، ثم لم يلبس أن انحط مستوى الحديث لدرجة غير معقولة فخاطب المختار خالدا:
لقد أفنيت عمرك في الدراسة ما الذي جنيته و قطفته من هذه الدنيا سوى أنك عُينت في قرية تبعد مئات الكيلومترات بعيدا عن منزلك وأهلك، فكم أنتم مغفلون أيها المثقفون؟.. أفنيتم عمركم بالدراسة وأهلكتم عيونكم بحروف لا ترنو لي أبدا ثم ما الذي تحصدونه والله أنّ حصادكم كحصاد هذه المنطقة (يؤشر بيده للصحراء).
كان المختار يتحدث وخالد ينصت إليه دون أن يغضب أو ينفعل وأخيرا باغته المختار بسؤال مستفر:
ما الحد الفاصل أيها الأستاذ خالد بين الغبي والمثقف؟.. فكر خالد برهة وحدق في عيني المختار دون أن يرف له جفن وقال:
هذه الوسادة أيها المختار، أظنها أعطتك إجابة عن أسئلتك وكلامك الذي صرع أذاننا. انفجر كل جليس في الخيمة من الضحك، وتغير وجه المختار كألوان قوس القزح وكلون إشارة المرور يتبدل كلما بان له ظل خالد أو حتى طيفه.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:16 PM

الْفَأْرَةُ الْغَدّارَةُ





في مَزْرَعَةِ عادِلٍ، سَبْعُ دَجاجاتٍ وَديكانِ. ديكٌ أَبْيَضُ وَديكٌ بُنِيٌّ. وَعَصافيرُ، وَحَمامٌ، وَيَماماتٌ.
في صَباحِ أَحَدِ الأَيّامِ وَجَدَتْ إِحْدى الدَّجاجاتُ حَبَّةَ قَمْحٍ. أَخَذَتْ تُكَرْكِرُ قائِلَةً:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كِرْ كِرْ لَقَدْ وَجَدْتُ حَبَّةَ قَمْحٍ… هُنا حَبَّةُ قَمْحٍ كِي كِي).
هَبَّ الدّيكانِ مُسْرِعَيْنِ وَقالَ كُلٌّ مِنْهُما:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كو كو هذِهِ الْحَبَّةُ هِيَ حَبَّتي.. لَقَدْ ضاعَتْ مِنّي قَبْلَ يَوْمَيْنِ دونَ أَنْ أَدْري).
انْقَضَّ الدّيكانِ عَلى بَعْضِهِما، وَتَصارَعا طَويلاً وَمَلأَ صُراخُهُما أَنْحاءَ الْمَزْرَعَةِ فَأَزْعَجَ الطُّيورَ جَميعَها.
أَرادَتِ الدَّجاجاتُ أَنْ تُنْهِيَ النِّزاعَ بَيْنَهُما فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ بِصَوْتٍ واحِدٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (أَيُّها الدّيكانِ الْعَزيزانِ! نَحْنُ نَقْتَرِحٌ عَلَيْكُما أَنْ تَقْتَسِما هذِهِ الْحَبَّةَ فَيَحْصُلَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُما عَلى نِصْفِها).
رَفَضَ الدّيكانِ هذا الاقْتِراحَ واسْتَمَرّا في صِراعِهِما حَتّى أَدْمى كُلٌّ مِنْهُما وَجْهَ الآخَرِ. انْزَعَجَتِ الْحَماماتُ مِنْ هذا الصِّراعِ فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما صائِحَةً:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كَفى كَفى أَيُّها الدّيكانِ الشّريرانِ لَقَدْ أَزْعَجْتُمْ سُكّانَ مَزْرَعَةِ الطُّيورِ كُلَّها. عَيْبٌ عَلَيْكُما! تَتَخاصَمانِ مِنْ أَجْلِ حَبَّةِ قَمْحٍ. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تُجْرى قُرْعَةٌ بَيْنَكُما وَيَنْتَهي الْخِلافُ بِسُرْعَةٍ دونَ أَنْ يَسيلَ دَمُكُما).
رَفَضَ الدّيكانِ أَيْضًا هذا الاقْتِراحَ وَاسْتَمَرّا في الْقِتالِ. فَزِعَتِ الْعَصافيرُ مِنْ صَوْتِهِما وَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (زِقْ زِقْ زِقْ زِقْ.. أَيْنَ الْعَقْلُ يا طُيورٌ! يا لِلأَسَفِ مِنْ أَجْلِ حَبَّةِ قَمْحٍ يَتَخاصَمُ ديكانِ كَبيرانِ مِثْلُكُما. يا لِلأَسَفِ.. يا لِلأَسَفِ.. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تَزْرَعا هذِهِ الْحَبَّةَ عِنْدَ خُروجِكُما لِلْحَقْلِ، ثُمَّ تَنْتَظِرا حَتّى تُثْمِرَ فَتَحْصُلا عَلى الْمَحْصولِ مُناصَفَةً بِالتَّساوي).
رَفَضَ الدّيكانِ هذا الاقْتِراحَ أَيْضًا وَلَمْ يَتَوَقَّفِ الْقِتالُ بَيْنَهُما وَحاوَلَتِ الْيَماماتُ أَنْ تُصْلِحَ بَيْنَهُما فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (مِنَ الْخِزْيِ وَالْعارِ أَنْ يَتَقاتَلَ ديكانِ كَبيرانِ مِثْلُكُما مِنْ أَجْلِ حَبَّةٍ صَغيرَةٍ. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تَبيعا هذِهِ الْحَبَّةَ وَتَتَقاسَما ثَمَنها مُناصَفَةً).
رَفَضَ الدّيكانِ أَيْضًا هذا الاقْتِراحَ وَتَقاتَلا حَتّى تَعِبا كَثيرًا. سالَ الدَّمُ مِنْ وَجْهَيْهِما وَسَقَطَ ريشٌ كَثيرٌ عَنْهُما وَتَناثَرَ في زَوايا الْمَزْرَعَةِ.
كانَتِ الْفَأْرَةُ تُراقِبُ الدّيكَيْنِ الْمُتَحارِبَيْنِ مِنْ بابِ جُحْرِها الْقَريبِ وَخَرَجَتْ إِلَيْهِما مِنْ فَوْرِها وَقالَتْ بِصَوْتٍ رَقيقٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (أَنْتُما ديكانِ كَبيرانِ وَواعِيانِ. لَقَدْ رَفَضْتُما جَميعَ الاقْتِراحاتِ. ثُمَّ تَقاتَلْتُما حَتّى أَضَرَّ الْواحِدُ مِنْكُما بِالآخَرِ. كُلُّ هذا بِسَبَبِ حَبَّةِ قَمْحٍ. يا لِلْخَسارَةِ! إِذا قَبِلْتُما أَنْ أَحْكُمَ، حَكَمْتُ بَيْنَكُما بِالْعَدْلِ. وَإلا سَوْفَ تَتَقاتَلانِ طَويلا وَسَيَقْضي الْواحِدُ مِنْكُما عَلى الآخَرِ. ماذا تَقولانِ؟). سَمِعَ الدّيكانِ الْمُتْعَبانِ ما قالَتْهُ الْفَأْرَةُ وَقالا لَها:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (الْحَقُّ مَعَكِ أَيَّتُها الْفَأْرَةُ الْجارَةُ نَحْنُ نُوافِقُ أَنْ تَحْكُمي بَيْنَنا وَلكِنْ ماذا تُريدينَ مِنّا أَنْ نَفْعَلَ).
أَجابَتِ الْفَأْرَةُ بحماسٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (سَنُجْري بَيْنَكُما سِباقَ الْجَرْيِ وَتَكونَ الْحَبَّةُ لِلْفائِزِ أَمّا الْخاسِرُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْهَضَ كُلَّ يَوْمٍ مُبَكِّرًا في الصَّباحِ لِيُؤَذِّنَ لِلنّاسِ. وَلْيَقِفْ الآنَ كُلٌّ مِنْكُما جانِبًا، وَعِنْدَما أُعْطي الإِشارَةَ يَبْدَأُ السِّباقُ).
وَقَفَ الدّيكانِ الْجَريحانِ جانِبًا وَانْتَظَرا إِشارَةَ الْفَأْرَةِ، بَيْنَما اصْطَّفَتِ الدَّجاجاتُ وَالطُّيورُ عَلى الْجانِبَيْنِ، وَأَخَذَتْ تُشَجِّعُ الْمُتَسابِقينَ بِحَرارَةٍ. أَعْطَتِ الْفَأْرَةُ إِشارَةَ السِّباقِ ثُمَّ انْطَلَقَ الدّيكانِ يَجْرِيانِ بِسُرْعَةٍ. وَفَجْأَةً خَطَفَتِ الْفَأْرَةُ الْحَبَّةَ وَفَرَّتْ هارِبَةً إِلى جُحْرِها. وَلَمّا عادَ الدّيكانِ الْمُتَسابِقانِ لَمْ يَجِدا الْفَأْرَةَ وَلا حَبَّةَ الْقَمْحِ، وَجَلَسا يَمْسَحانِ عَرَقَهُما وَدَمَهُما عَنْ وَجْهَيْهِما وَيَنْفُضانِ الْغُبارَ عَنْ ريشِهِما. وَهكَذا انْتَهى الصِّراعُ بَيْنَ الدّيكَيْنِ وَعادَ الْهُدوءُ إِلى مَزْرَعَةِ عادِلٍ وَفَرِحَتِ الطُّيورُ بِذلِكَ.
القيم التربوية في القصّة:
1- السَّعيُ من أجلِ بين الناس واجبٌ وطنيٌّ.
2- الصراعُ والنزاع مرفوضٌ وخاصة إذا كان من أجل شيء تافهٍ.
3- قبولُ باقتراح الصديق ورفضُ اقتراح العدو.
4- لا تأمنْ مكر الأعداء.
5- التعرفُ على الحيواناتِ البيتية وطيور المزرعة.
6- التعرف على فوائد هذه الحيوانات.
7- التعرف على الحيوانات الضارة وطرق مكافحتها.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:17 PM

مياه سحرية




في غابر الأزمان وفي قرية من القرى النائية، كان يعيش صياد فقير، وهو شاب في العشرين من عمره رفقة أخته الصغيرة. كل ما كان يملكه كوخ صغير ورثه عن أبويه المتوفيين منذ أمد بعيد. قوته اليومي سمكات يصطادها من البحر الذي يبعد عن كوخه مقدار ساعة من المشي السريع. كان يأخذ شبكته في كيس صغير من الخيش تاركا أخته الصغيرة تنتظره حتى يعود. كان الكوخ على مبعدة ميلين من القرية.لا يزوره أحد ولا يزور أحدا، إذ كل ما كان يربطه بهذه الدنيا أبوان سرعان ما غادرا هذه الحياة تاركين إياه رفقة أخته الصغيرة.
كان صديقنا الصياد الشاب يخترق غابة كثيفة الأشجار قبل أن يصل إلى شاطئ البحر، حيث يلقي شبكته منتظرا ما يجود به البحر من سمكات قليلات، وهو يخترق تلك الغابة كان يمر بشيخ عجوز يسكن كوخا بسيطا يتواجد في طريقه، في الصباح تعود أن يسلم عليه، فإذا عاد من صيده أعطاه سمكة من السمكات التي كان يصطادها، ومع توالي الأيام بدأت الشبكة تتمزق بفعل الصخور الحادة. كان يرقعها ويصلح منها ما انقطع، إلى أن أصبحت خيوطا رثة ولم يعد فيها ما يمكن إصلاحه، حتى أنها بدأت تسمح للسمكات بالانفلات منها، وشيئا فشيئا بدأ صاحبنا يعاني شح ما تمسك به هذه الشبكة ؛ ثلاث سمكات، سمكتان، سمكة واحدة، فكان يحتار فيما يمكنه أن يقدم للشيخ العجوز. وفي أحد الأيام علقت شبكته في إحدى الصخور الحادة، بحيث لم يتمكن من معالجتها إطلاقا. أصابه الذعر، خاصة أنها وسيلته الوحيدة لصيد السمك، فهو لا يملك ما يشتري به شبكة أخرى، ولا يملك حقلا أو حتى نقودا يمكنه أن يشتري بها شيئا. لم يشأ أن يعود منذ الصباح إلى منزله، ما الذي يمكنه أن يقول لأخته الصغيرة؟ قضى نصف النهار جالسا على الصخور يفكر في محنته دون أن يجد حلا. مضى الوقت ثقيلا حزينا. وفي الأخير قرر أن يعود إلى المنزل ويقترح على أخته الرحيل إلى منطقة أخرى لعل الرزق يتسع، وأرض الله واسعة.
وهو عائد في طريقه إلى البيت، مشى مطأطأ الرأس، يجر أذيال خيبته الطويلة العريضة.
فجأة سمع صوتا يناديه، لقد نسي أنه مر أمام كوخ صديقه العجوز ودون أن يلاحظ ذلك، طلب منه صاحبه أن يتفضل عنده. كان الخجل يملأ نفسه عن آخرها، كان الأمر فوق قدرته وطاقته. حاول الشاب النبيل أن يوضح الأمر، لكن العجوز طمأنه إلى أن الأمر لا يستدعي كل هذا الحزن. ثم قام من مكانه وأخرج جرة مليئة بسائل قائلا له : هذه يا ولدي مياه سحرية، كنت قد ورثتها عن أجدادي منذ زمن بعيد، اسمعني جيدا ولن تتعس أبدا، نظر الشاب إلى العجوز باستغراب وعلامات الدهشة تملأ وجهه. عجز لسانه عن الكلام.استرسل العجوز في حديثه قائلا : اسمع يا بني، إنك طالما قدمت لي المساعدة وأعنتني على نوائب الدهر، لحظتها أردف الشاب قائلا : لا شكر على واجب يا صديقي، فأنا لم أفعل غير الواجب، أراد أن يوضح رأيه إلا أن العجوز أشار عليه بأن يسكت معلقا : أرجوك لا تكمل واستمع جيدا لما أقول : ستأخذ هذا الماء السحري إلى منزلك وحاول أن تفرغ منه كمية قليلة في زجاجة صغيرة وأحكم إغلاقها، حتى إذا أردت الصيد، وبعد أن تستوي جالسا على الصخور، خذ شيئا حادا واغمسه في الزجاجة ثم أخرجه وأفرغ قطرة واحدة في ماء البحر بجانب الصخور، فإذا مازج ماء البحر، هرعت إليه الأسماك محاولة أن تستطعمه فإذا شربت منه أصابها ما يشبه الإغماء، آنئذ تستطيع أن تتقدم وتمسك بها سريعا وتخرجها من الماء قبل أن تستفيق وتهرب، واعلم يا ولدي أن هذا الماء شديد التأثير، لذا حاول ألا تتجاوز قطرة أو قطرتين، والله سبحانه وتعالى يبارك مسعاك وينجح أمرك، هيا انصرف الآن إلى أختك حتى لا تقلق عليك.
عاد الصياد الشاب إلى بيته حيث أخته الصغيرة في انتظاره، استغربت أخته أن ترى يديه فارغتين إلا من جرة ماء. لم يكن يحمل معه لا سمكا ولا شبكة وإن كان بينه وبين نفسه يحمل آمالا عريضة عرض السماوات والأرض. كان يشرح الأمر لأخته ذات العشرة أعوام دون أن تفهم من كلامه شيئا.
في صباح اليوم التالي، كان كل شيء مهيئا، والحقيقة أنه ليس هناك ما يمكن ترتيبه، لا شبكة ولا طعام، كل ما كان يحمله بين أصابعه زجاجة صغيرة الحجم ولا شيء بعد. اخترق الغابة وكله أمل في يوم سعيد ورزق وفير ولم لا غد مشرق. سلم على العجوز كما تعود أن يفعل منذ شهور، كان على موعد مع الصخور، اختار مكانا يستطيع أن يقف فيه دون أن يغرق، فتح الزجاجة ويداه ترتعشان، أخذ عودا لينا، أفرغ قطرة واحدة في مياه البحر، ناله كثير من السرور، لقد كان عمله متقنا، فلم لا يشعر بالرضا والسمك بدأ يقترب بأعداد كبيرة، فتح كيسه وبدأ يجمع السمك الذي استسلم بين يديه، ملأ الكيس عن آخره وترك الباقي في الماء. وأثناء عودته أعطى العجوز كمية كبيرة من السمك، كمية تفوق حاجياته وتفيض عنها. توالت الأيام إلى أن فكر صاحبنا في بيع ما زاد عن حاجته لأهل القرية.
في اليوم الأول اضطر إلى الذهاب إلى هناك إلا أنه في الأيام الموالية بدأ التجار يأتون إلى بيته ينتظرون عودته ويشترون منه كل ما اصطاد ويدفعون له مبالغ جعلته يشتري أشياء كثيرة لبيته، بدأ الطمع يتسرب إلى قلبه، لذا قرر أن يذهب إلى البحر مرات عدة وبالتالي سيتمكن من بيع السمك للقرى المجاورة، في اليوم التالي جرب أن يأخذ معه أخته حتى تعينه على حمل المزيد منه، تنامت ثروته بشكل كبير وسريع الشيء الذي جعله يفكر في الزواج. لقد شاهد ابنة أحد تجار القرية في آخر مرة ذهب فيها إلى هناك، وقرر في نفسه أنه آن الأوان ليكمل نصف دينه، خاصة وأنه أصبح يملك من المال ما يجعله مؤهلا للإنفاق على أسرة كاملة، لم تبد أخته أي تعليق بخصوص الموضوع، لم يتبق أماه سوى استشارة صديقه العجوز، بعد انتظار طويل عبر العجوز عن شكه في جدوى هذا الزواج. لم يستسغ الشاب هذا الموقف معتقدا أن العجوز إنما فعل ذلك حتى لا يتزوج الصياد ويبقى إلى جانبه وبالتالي يأتيه بالسمكات، حاول صاحبنا أن يؤكد أن زواجه لا علاقة له بالصداقة بينهما ولا بالتقدير الذي يكنه للعجوز، هو لم يكن يدرك أن المسألة أعمق من ذلك لذا لم يحاول العجوز شرح التفاصيل، فكل ما أكد عليه هو أنه إن كان ولا بد من الزواج فليختر واحدة من مستواه ولا يعلق نفسه في حبال الوهم،
قال له : يا بني إن أردت رأيي فاصرف النظر عن هذا الزواج في الوقت الحالي وأنت ما زلت صغيرا وأختك تحتاج منك إلى مزيد من العطف والرعاية. أما صاحبنا فكان عنيدا وما كان في مقدور أحد أن يثنيه عما قرر، خاصة وأنه تعود على تحمل المسؤولية منذ زمن طويل، لقد أصبح في نظر نفسه رجلا، تقدم إلى الفتاة خاطبا إياها من والدها وتم كل شيء كما رسمه وخططه، استمر الأمر في البداية بشكل حسن إلا أنه مع توالي الأيام بدأت أطماع زوجته في النمو خاصة بعد أن أعلمها عن الكنز الذي أصبح يمتلكه، حاول أن يلجم هذا الطموح الزائد دون جدوى، وحتى يستجيب لطلبات زوجته التي لا تنتهي اشترى عربة بدأ يملأها بكميات أكبر من الأسماك التي تهافت عليها التجار من كل جهة، وذات يوم ألحت عليه زوجته بأن يبيع الكوخ ويشتري لنفسه قصرا جميلا، فهو لم يعد فقيرا وقد آن له أن يغير جلده كما أكدت زوجته أكثر من مرة. بدأت زوجته تلح عليه في أن يأخذ الجرة كلها إلى البحر ويفرغ كل مائها دفعة واحدة، وبكل المال الذي سيجنيه سيشتري متاجر كثيرة في القرية، وقد يكون شريكا لأبيها في تجارته الرابحة، هذه من جهة ومن جهة أخرى سيتوقف عن الذهاب إلى البحر كبحار بسيط. قرر لأخر مرة أن يستشير صديقه العجوز، وقد انقطع عن زيارته منذ أمد بعيد، تغير العجوز كثيرا، أكد العجوز لصديقه الشاب كآخر طلب له قبل أن يموت هو ألا يفرط في كوخه، واقترح عليه أن يشتري شبكة صيد جديدة ويخزنها فيه بعيدا عن عين الزوجة. نفذ الصياد وصية العجوز رغم الدهشة التي تملكته.
في أحد الأيام ضعف الشاب أما إصرار زوجته فأخذ الجرة إلى البحر، وقد بدا أنه اقتنع برأيها في أن عليه أن يتوقف عن أن يصبح صيادا ليتحول على مهنة التجارة. على الصخور رغبت زوجته في أن يفرغ الجرة كلها بينما هو أراد أن يفرغ كمية كبيرة، ويترك كمية منه للمستقبل. جذبت الزوجة الجرة من يده ولم يكن قد أحكم شدها، فانزلقت وسقطت على الصخور، تكسرت وسال الماء السحري عن آخره على الصخور، بعد لحظات لم يخرج من الشقوق غير سرطانات صغيرة. لقد ضاع كل شيء، بدأت عائشة تصرخ مؤكدة أنه رجل منحوس. لم يكن الصياد المسكين قد ادخر شيئا، لذا لم يجد ما ينفقه على أسرته، الأمر الذي دفع بزوجته إلى أن تغادره إلى بيت أبيها. ألح عليها باسم الحب الذي بينهما، إلا أنها أكدت له أن ما كانت تحبه إنما هو أمواله. طردته من بيت أبيها هو وأخته. كانت سعيدة لأنها استولت على كل ما كان اشتراه لها من الحلي والمجوهرات والملابس بل وما قدمه لأبيها من نقود بحجة أن عليه ديونا لبعض التجار. كانت عائشة تظن أن زوجها المغلوب على أمره سيعيش مشردا هو وأخته. إن الحسنة الوحيدة التي ربما أنجزها في حياته هي أنه نفذ وصية العجوز فلم يفرط في الكوخ بل إنه اشترى الشبكة التي أوصاه العجوز باقتنائها. ولولا أنه أوهم زوجته بأنه باع الكوخ وأحضر لها مبلغا من المال مدعيا بأنه ثمن الكوخ لبقي الآن في العراء بعد فترة من الرخاء لم تدم طويلا، اضطر الصياد الشاب بعدها للعودة إلى كوخه القديم وشبكته الجديدة حامدا الله تعالى على أن نجاه من هذه السقطة التي كادت تقصم ظهره، ومترحما على العجوز الذي لم يدرك معنى نصائحه إلا الآن.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:18 PM

عندما أغمضت الشمس عينيها




استيقظ أمجد وهويصيح خائفا مذعورا:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أين الضوء والشمس والنور.. من أخذ الشمس؟؟..
ركض والده ووالدته وإخوته.. قال أبوه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا تخف يا أمجد.. الشمس اليوم أغمضت عينيها ونامت.. كلنا في حيرة يا أمجد.. سألنا واستفهمنا لم يفدنا أحد بشيء.. هذه أول مرة يحدث في مدينة حيفا ما حدث..!!..
قالت أخته بشرى:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حتى القمر كان غائبا في الليل.. تحدث أشياء غريبة…
قال أمجد وهويرتعش:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لكن لماذا تغمض الشمس عينيها؟؟.. وهل تغمض الشمس عينيها..؟؟.. أنا أعرف أنّ الشمس تحب الأطفال سأسألها..
قالت أمّه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كيف ستسألها يا حبيبي؟؟.. هي غير موجودة.. هل ستخاطبها وهي غير موجودة؟؟..
أجاب أمجد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سأذهب إلى أعلى جبل الكرمل وأناديها.. عندما ترد سأسألها..
قال الأخ الأكبر سالم:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سأذهب معك.. سنأخذ فانوسا حتى نرى طريقنا..
قال أمجد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وسلما…
قال الأب:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لماذا السلم يا أمجد؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إذا كانت الشمس بعيدة سأصعد درجات السلم حتى تسمعني..
ضحك الأب رغم الجوالمتوتر وقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وهل ستصل إليها إن صعدت درجات السلم؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سأصل يا أبي..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif على كل خذا يا سالم سلما.. فربما!!..
قال سالم:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حاضر يا أبي..
خرج سالم وأمجد وهما يحملان السلم والفانوس.. وجدا أهل حيفا حائرين يقفون أمام الأبواب، هذا يحمل شمعة وذلك فانوسا.. كانت نظراتهم مضطربة.. قال أحد الجيران:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إلى أين يا سالم أنت وأمجد؟؟..
قال أمجد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أريد أن أسأل الشمس لماذا أغمضت عينيها..؟؟.. سأقف على جبل الكرمل وأناديها.. وإذا لم تسمع.. سأستعمل سلمنا هذا أنظر كم هوكبير..
قال الجار:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وفقك الله يا أمجد.. أعلمت أنّ القمر لم يطلع في الليل؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أخبرتني أختي.. هناك سبب ما.. سأعرفه من الشمس…
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وفقك الله..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif شكرا لك يا جارنا العزيز…
تابع أمجد وسالم طريقهما متجهين إلى جبل الكرمل القريب.. وحين وصلا.. أخذا يسيران الهوينى حتى لا يحدث أي شيء يسبب أذية أحدهما..
عندما وصلا إلى قمة جبل الكرمل، أخذ أمجد يصرخ بأعلى صوته:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أيتها الشمس.. أيتها الشمس.. أيتها الشمس.. أرجوك أيتها الشمس فقط أريد أن أسألك..
قال سالم:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لم تجب يبدوأنها حزينة جدا.. تصور لم تفعلها من قبل.. والقمر أيضا..!!..
قال أمجد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أرجوك أمسك السلم ودعني أصعد.. ربما تسمعني..
أمسك سالم السلّم وأماله قليلا. أخذ أمجد يصعد درجاته حتى وصل إلى الأعلى.. كانت السماء بعيدة جدا.. أخذ يصرخ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أيتها الشمس أيتها الشمس أطلي قليلا.. بربك أيتها الشمس ردي عليّ.. أطلي قليلا أستحلفك بالله..
أطلت الشمس من شباك صغير جدا وقالت بصوت هادئ وحزين:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ماذا تريد يا أمجد.. قبل أي شيء آخر اترك السلم.. انزل.. أستطيع أن أسمعك مهما كنت بعيدا لا تخف… أنزل يا امجد أخاف أن تقع..
قال أمجد بعد أن نزل ووقف على قمة جبل الكرمل:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما دمت تملكين كل هذا الحنان فكيف تغيبين أيتها الشمس وتتركيننا هكذا.. ثم هل اتفقت مع القمر أيضا؟؟..
قالت الشمس وفي صوتها بحة ألم:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif نعم يا أمجد اتفقتُ أنا والقمر على النوم..
قال أمجد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لكن هذا سيحرم كل الناس في فلسطين من الضوء والنور.. أترضين ذلك أيتها الشمس الطيبة؟؟….
مسحت الشمس دمعة حزينة وقالت:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا أمجد أيعجبك كل هذا الظلم والجور الذي تعانون منه.. الصهاينة يا أمجد لا يستحقون خيطا من خيوط الشمس أوالقمر..هؤلاء يا أمجد يقتلون كل شيء.. فكيف نمنحهما النور بعد الآن؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لكن ما ذنبنا نحن أيتها الشمس الطيبة؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا ذنب لكم…لكن ماذا أفعل أنا والقمر؟؟..
قال أمجد وهويتنهد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif الحقّ معكما.. صار ظلم الصهاينة مضرب المثل حتى صار الناس يقولون " أظلم من صهيوني ّ".. لكن ألا يكفينا ما نعانيه من ظلم حتى نعاقب معهم..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أعرف أن هذا حرام.. لكن هل لديك حل يا أمجد؟؟..
هزّ أمجد رأسه وقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لديّ حل أيتها الشمس.. لديّ حل..
قالت الشمس بسرعة بعد أن أخرجت رأسها من الشباك أكثر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ماذا تنتظر.. هات الحلَّ يا أمجد.. لا أريد أن أظلم شعبك الطيب..
رفع أمجد يده إلى السماء وقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أقسم بالله العظيم سنحرر فلسطين من كل المحتلين.. أقسم بالله العظيم سنعيد الحق إلى نصابه..
بكت الشمس فرحا وصاحت:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif عد يا أمجد عد.. الآن سأشرق من جديد وسيطلع القمر ليلا.. اذهب يا أمجد..
وعاد نور الشمس ليشرق من جديد.. بينما كان سالم وأمجد يتعانقان ويقولان معا:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif شكرا لك أيتها الشمس الطيبة.. شكرا لك..أوصلي شكرنا للقمر أيضا..
وأخذت الشمس ترسل تحيتها من خلال خيوطها الذهبية التي ملأت بالنور كل مكان…..


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:18 PM

الكلب النمرود!

كلنا نعلم أن الكلب حيوان ذكي ووفي لصاحبه , ويحافظ على بيته ومزرعته وطيوره وكل شيء , ولكن الكلب نمرود لم يعجبه أن يعيش في مزرعة جدو علي ليحرس الحيوانات الصغيرة , فترك المزرعة وقرر أن يعيش بمفرده بل ويأتي بحيوان آخر ليعمل عنده كحارس يحرسه بالليل !!
ذهب الكلب إلى القرد سعدان وعرض عليه الأمر فوافق بعد أن وعده الكلب أن راتبه سيكون موزاً كثيراً ولذيذاً يعطيه له كل صباح .
دخل الكلب بيته وهو يشعر بالسعادة , ووقف القرد على الباب ليحرسه ولكن بعد قليل شعر بالتعب فقفز قفزة ليجلس على سقف بيت الكلب ولكنها كانت قفزة غير موفقة فأمسك بلوح خشبي يتدلى من البيت فوقع عليه البيت ففزع الكلب من هذه الضوضاء وصرخ في القرد
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا قرد ماذا فعلت ببيتي ؟ فأجاب القرد سعدان وهو ينظف جسمه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لقد تعبت من الوقوف فأردت أن أستريح على البيت فوقع علي, فغضب الكلب غضباً شديداً وقال: أردت أن تستريح ولم يمر عليك سوى نصف الليل وأنت تحرسني ؟! أنا كنت أسهر الليل كله أحرس مزرعة بأكملها وكلها طيور وحيوانات وأنت لا تستطيع أن تحرس سيدك الذي هو أنا ؟!
فقال القرد سعدان في أسف: أنا آسف يا كلب لن أفعل ذلك أبدا .
فغضب الكلب مرة ثانية وقال : أتسبني وتقول لي يا كلب ؟!
فتعجب القرد من غباء هذا الكلب فتبسم وقال : ألم تكن أمك الكلبة كيتي وأبوك الكلب دوج ؟ فأجاب الكلب الغبي : بلى
فقال سعدان: وكذلك أنت كلب فأنت ابنهما !
وضع الكلب النمرود يده على رأسه وهرش في شعره المجعد وقال: أنا أفهم ما تقول ولكن نادني سيدي فأنا سيدك وأنت خادمي ,
فتبسم القرد وقال: أمرك يا سيدي !
وأصلح الكلب والقرد البيت ,واستمر القرد في الحراسة حتى الصباح, وعندما استيقظ الكلب طالبه القرد بالموز الذي وعده به كل صباح وإلا لن يقوم بحراسته ليلاً ,فخرج الكلب ليبحث عن الموز فشعر بالجوع فبدأ يبحث عن قطعة لحم أو رغيف خبز مثل الذي كان يأكله في مزرعة جدو علي ولكنه لم يجد سوى قطعة عظم صغيرة , فوقف ليأكلها تحت ظل شجرة من أشجار الموز , وعندما نظر الكلب إلى أعلى الشجرة وجد بعض القرود يأكلون الموز فتذكر القرد سعدان فطلب بعض الموز من القرود فرفضوا ,فاغتاظ الكلب وبدأ يرميهم بالحجارة فلم تجد القرود شيئاً لترميه به سوى الموز ففرح الكلب واستمر في قذفهم بالحجارة حتى نسي وقذفهم بقطعة العظم فأخذوها مما جعله يشعر بالحزن الشديد لفقدها , فهي الشيء الوحيد الذي كان سيأكله , جمع الكلب الموز الكثير الذي انتشر على الأرض وعاد لمنزله فوجد سعدان القرد ينام في بيته وعلى فراشه فأيقظه وأعطاه الموز .
بدأ سعدان يأكل الموز في فرح شديد والكلب ينظر إليه في حزن وهو يشعر بالجوع الشديد فتركه وخرج يبحث عن أي طعام , في أثناء البحث عن الطعام اقترب الكلب من مزرعة جدو علي فرآه الحمار فنهق عليه فجري الكلب خائفاً ,ورآه الحصان فصهل عليه وركله بقدمه فوقع الكلب على الخروف الذي نطحه هو الآخر فوقع على الأرض , فرأته القطة بوسي فماءت ونهت الحيوانات عن ضربه وأحضرت له بعض اللبن وقطعة من الخبز , وما إن رأى الكلب الطعام حتى بدأ في الأكل بنهم شديد حتى انتهى فقالت له القطة بوسي: طبعاً يا نمرود تعلم لماذا عاملتك الحيوانات بهذه القسوة فأنت تخليت عنهم وعن حراستهم وأصبحت غريباً عنا ولا تستحق أن تأكل من أكل جدو علي , وكذلك اليوم علمنا انك استعنت بحيوان غريب ليس من حيوانات المزرعة لحراستك ولذلك صرنا لا نحبك لأنك تنكرت لأصحابك فلا خير فيك , فلا تعد إلى مزرعتنا مرة ثانية.
ولكن الكلب النمرود يشعر الآن بالشبع فكشر عن أنيابه وجرى وراء القطة التي أطعمته وصرخ فيها قائلاً : لن أعود لأنكم لا تعنوني في شئ فأنا الآن سيد ولدي خدم يحرسونني بالليل.
عاد الكلب لبيته ولكنه دهش عندما وجد بيتين وليس بيته فقط , فأمام باب بيته بني القرد سعدان بيتا صغيراً وله باب فصار للبيتين باباً واحداً فقط, فإذا أراد الكلب الدخول لبيته أو الخروج منه لابد أن يدخل من باب بيت القرد أولاً , شعر الكلب بالغضب فنبح عالياً وهو يسب القرد, وبكل هدوء قال له القرد : لا تغضب يا سيدي فأنا رأيت أنه لا جدوى من وقوفي هكذا بالليل خارج بيتك , فبنيت لي بيتاً يلاصق باب بيتك حتى أظل أحرسك وأنا داخل بيتي فلن يستطيع أحد أن يدخل بيتك دون المرور على بيتي فكن مطمئناً فأنا لا أبحث عن راحتي الشخصية ولا أريد سوى راحتك وأمنك يا سيدي فأنا حارسك الأمين.
شعر الكلب بالزهو والغرور فهو السيد والقرد سيحرسه ليلاً ونهاراً فدخل بيته لينام ويستريح, ونام القرد كذلك فلن يسهر بعد اليوم ولن يقف في الظلام خارج البيت ,بل سيكون في فراشه الدافئ مثله مثل الكلب !
وعندما حل الصباح استيقظ الكلب مبكراً كعادته وخرج من المنزل بهدوء حتى لا يوقظ القرد المستغرق في النوم وتوجه للغابة ليحضر الموز للقرد ويبحث عن أي طعام له. وعندما عاد الكلب أيقظ القرد وأعطاه الموز الطازج ليفطر, أما هو فلم يجد لنفسه سوى قطعة خبز عفن وجدها وهو يبحث عن الموز .
وهكذا صار الكلب يستيقظ كل صباح ليحضر الموز للقرد النائم الذي رفض يوماً أن يدخله لينام في بيته لأنه لم يحضر له الموز في الصباح وتركه ينام بالخارج في البرد الشديد, بل صار القرد سعدان يسمح للكلب بدخول بيته إذا أعجبه الموز أما إذا كان الموز عفناً أو فاسداً فإنه يحرمه من الدخول ويقول له ساخراً : يا سيدي لن أسمح لك بالدخول لبيتك اذهب ونم بالخارج حتى تتأدب وتحضر موزا جيداً لخادمك المطيع !!!


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:19 PM

قشرة الموز





بعد انتهاء اليوم الدراسى ، التقى عمرو ، و سمير أمام بوابة المدرسة ، و بعدما تصافحا ، قال عمرو باهتمام :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ينبغى أن نذهب لزيارة عمى صابر فى المنزل ، بعد خروجه من المستشفى بالأمس . قال سمير مندهشآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif عمى صابر رجل طيب .. ماذا حدث له؟! رد عمرو متأثرآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سمعت من ابنه صلاح ، صديقنا ، أن الطبيب وضع له ساقه فى الجبس . تعاطف سمير مع كلام عمرو قائلآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ينبغى أن نزوره بالفعل ؛ فزيارة المريض من آداب التعامل ، و لها أثر طيب فى نفس المريض و أهله ، و تعمل على نشر تامودة و المحبة بين أفراد المجتمع .. هكذا علمنى والدى ، و هو تأكيد لما نتعلمه فى المدرسة . واصل عمرو :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ثم أننا يجب أن نقف الى جوار صديقنا صلاح ؛ فهو ولد طيب مثل أبيه ، و لا يفوته أبدآ أن يقف الى جوار أصدقائه وقت الشدة . و كما يقول معلمنا " الصديق عند الضيق " قال سمير فى ثقة :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سوف أستأذن والدى فى هذا الأمر ، و أكيد عندما يعرف سيأـى معنا . وافقه عمرو بسرور قائلآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif و أنا أيضآ . قال سمير :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif اذن نتفق على ميعاد الزيارة اليوم مساء آ …
***
بجوار سرير العم صابر ، فى منزله ، جلس عمرو و سمير يحيطان بصديقهما صلاح ، بعدما قدم اليهم واجب الضيافة .. تطل عليهم نظرات العم صابر الحانية الباسمة ، على الرغم من ألم ساقه الذى لم يبارحه بعد ، و قال :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif الخير فيكم يا أولاد .. رد سمير باحترام :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا بأس عليك يا عمى … ثم قال عمرو : - ستشفى ان شاء الله يا عمى ، و تعود الينا سالمآ معافآ . رد عليهما ، و قد ملأ السرور وجهه المرهق : - الحمد لله على كل حال يا أولادى . انه قدر و مكتوب ، لكن لابد أن يحترس كل منكم ، و يكون يقظآ ، و هو يمشى فى الطريق .. وقاكم الله شر الاصابات . سأله سمير على استحياء :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لكن قل لى يا عمى لو سمحت .. كيف حدث ذلك ؟ هز العم صابر رأسه مبتسمآ ، و قال :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif انها قشرة الموز يا ولدى . استغرب عمرو :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif قشرة موز ؟!!! قال العم صابر : - نعم يا ولدى . و تحول بنظره الى والد سمير ، الذى كالن يجلس الى جواره ، منصتآ الى الحديث ، و يربت على كتفه مواسيآ ، ثم اكمل :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كنت عائدآ من عملى ، و اذا بى بعد خطوات من دخولى الشارع ، أجد نفسى واقعآ على الأرض ، و ساقى تؤلمنى بشدة ، و اتضح أن قشرة موز هى التى أوقعتنى دزن أن أراها أو أشعر بها . سأل سمير متعجبآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif قشرة موز تفعل كل ذلك ؟!! رد والد سمير متأثرآ :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif نعم يا ولدى ، و أكثر من ةذلك ، و لكن الله ستار قال عمرو :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ان من قواعد الالتزام و النظافة ألاّ نرمى مخلفاتنا فى الطريق ، الذى هو ملك لنا جميعآ . أكمل سمير :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif رغم الشعارات المكتوبة على الجدران و اللافتات ، و المذاعة التى تدعو الى المحافظة على النظافة الا أن هناك الكثيرين ممن يلقون مخلفاتهم فى الشارع غير مهتمين بعواقب أفعالهم . قال صلاح ، و هو ينظر الى والد بحنو :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لكن يجب علينا أن نستمر فى دعوتنا الى النظافة و الالتزام ، و المحافظة على جمال مدينتنا ، و حينا ، و شارعنا ، و لا نيأس من التوعية المستمرة . رد عليهم والد سمير مبتسمآ ، فخورآ بهم :
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif بارك الله لنا فيكم يا أولاد ، و شفى لنا عمكم صابر..


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:54 PM

بـــائع الأحــلام

للفئة العمرية من ٧ – ١٢ سنة



كل صباح يستيقظ " حماده " على صوت عم " حمامة" الذي يأتى كل يوم إلى شارعهم ليحقق لهم أحلامهم مهما كانت كبيرة أو صغيرة . ينهض "حماده" من فراشه مسرعا نحو النافذة المطلة على الشارع … ينفض عن عينيه لُباب النوم بفركهما بقوة ثم يجلس مستمتعاً برؤية عم " حمامة" ومن حوله أطفال الشارع وأطفال الشوارع المجاورة يشترون منه أحلامهم الخضراء بقروشهم القليلة التي تعينه على شظف الحياة وتحميه هو وأطفاله الصغار من أهوال الدهر ونوائبه.
وجوه الأطفال دائما بشوشة وتعلوها مسحة من الفرح العارم كلما حقق عم " حمامة" حلماً من أحلامهم ، الأطفال تستريح كثيراً لعم " حمامة " ويسعدون كثيراً بالوقت الذي يقضونه معه فهو رجل طيب القلب … نقي السريرة … ووجهه رائق وملامحه تغرف من لون طمي النيل بغير حساب .
يبذل عم " حمامة" قصارى جهده في تحقيق أحلام الأطفال … في كل مرة يحقق فيها عم "حمامة" حلماً لأحد الأطفال يشعر بسعادة جارفة وفى كل مرة يعدهم بأنه سيحضر لهم المرة القادمة الكثير من المفاجآت ودائماً يفي بوعوده لهم؛ فطوال سنوات طويلة لم يتخلف عم"حمامة" عن الحضور إلى الشارع ليحقق أحلام الأطفال الصغيرة بعرائسه الممتعة التي تحكي لهم الكثير والكثير من الحكايات المشوقة التي تشنف آذانهم الرقيقة فتحكي لهم العرائس الجميلة حكايات ألف ليلة وليلة والشاطر حسن وست الحسن والجمال وأمنا الغولة وعنترة بن شداد والناصر صلاح الدين وانتصاره على الصليبيين وتحرير القدس الشريف تلك الحكاية التي يظل الأطفال يطلبونها من عم"حمامة" ومن عرائسه بمجرد أن تنتهي، فكل طفل من أطفال الشارع يرى نفسه صلاح الدين ويتمنى أن يكون في نفس قوته وشجاعته وبسالته وخاصة "حماده" الذي يظل طول الليل يحلم بأنه يقود الجيوش ليطرد الأعداء من أرض الوطن الطاهرة.
يظل "حماده" في مكانه المفضل يطل من النافذة المطلة على الشارع مصوباً ناظريه نحو عم "حمامة" وحكاياته المدهشة ويظل هكذا حتى نهاية النهار ورحيل الشمس التي يرحل معها عم"حمامة" عائداً إلى منزله وأولاده الذين كانوا دائما موضع حسد "حماده" على أبيهم الرائع وحكاياته الجميلة حتى إنه لا ينتبه إلى دعوة أمه المستمرة لتناول الطعام الذي كان لا يتناوله إلا بعد أن يرحل عم "حمامة" عن الشارع. نبت الحلم ذات يوم في قلب "حماده" الصغير وظل الحلم يكبر ويكبر مع الأيام ولكن كلما عزم "حماده" على النزول لكي يحقق "حمامة" حلمه الصغير يتحسس جيبه الخالي من أي نقود ويتراجع عن النزول خوفاً من رفض عم "حمامة" أن يحقق له حلمه الكبير، على الرغم من طيبة قلب عم "حمامة" وأنه لا يحرج أي طفل ولم يفعل هذا الموقف مع أي طفل غيره ولكن خجله وحمرة خدوده البضة حالا بينه وبين النزول إلى عم "حمامة" ليحقق له حلمه وكان يواسى نفسه بأنه من الممكن أن يكون حلمه أكبر من قدرة عم "حمامة" على تحقيقه.
في المساء وبعد أن يرحل عم "حمامة" عائداً إلى منزله وإلى أطفاله الصغار ينزل "حماده" إلى الشارع ويجلس مع أصحابه يتبادلون النوادر والحكايات والأحلام التي استطاع عم "حمامة" أن يحققها لهم طيلة النهار فهذا "منصور" ابن عم" حامد البقال كان يحلم بأن يمتلك دراجة فحقق له عم "حمامة" حلمه حين قام هو وعرائسه بتمثيل مسرحية الدراجة وتخيل "منصور" معهم أنه يمتلك دراجة ولقد تحقق الحلم بالفعل عندما نجح "منصور" في اجتياز امتحان الشهادة الابتدائية حيث اشترى له أبوه دراجة صغيرة هدية نجاحه وظل "منصور" يركبها قاطعاً الشارع ذهاباً وإياباً وهو يشدو بصوته الخشن ( بابا جي أمتي … جي الساعة ستة … راكب والا ماشى … راكب بسكلتة…حمرا ولا بيضا… بيضا زي القشدة … وسعوا له السكة واضربوا له سلام … دا العساكر ورا والضباط قدام). أوقف "حماده" "منصور" وقال له : - هل حصلت على الدراجة لأنك نجحت في الامتحان أم لأن عم "حمامة" حقق لك الحلم أولاً؟. ضحك "منصور" وقال: عم "حمامة" لا يبيع الدراجات ولا يمتلك حتى ثمنها هو يحقق لك حلمك داخل صندوقه العجيب فقط وليس في الحقيقة. تتعالى الضحكات والصيحات بين الأصحاب الذين يستمرون في سرد النوادر والحكايات والأحلام التي يحققها لهم عم "حمامة" فيتحدث "مقار عاطف" ويقول:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أنا كان عندي حلم كبير. رد الجميع في صوت واحد:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما هو … ما هو حلمك الكبير يا مقار؟!. رد مقار بسرعة وقال: دائما كنت أحلم بأن أمتلك كمبيوتر في البيت فأنا أحب الكمبيوتر حباً كبيراً لأن عليه الكثير والكثير من الألعاب الشيقة والممتعة. سأله "حماده" باندهاش: وهل لا يوجد في الكمبيوتر إلا الألعاب الشيقة والممتعة فقط؟. رد مقار وقال له :
لا بل الكمبيوتر مفيد في أشياء كثيرة أسمع أبي وعمي دائما يتحدثان عنها ولكن أنا قلت أسباب حبي للكمبيوتر و… "حماده" مقاطعاً:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif المهم هل حقق لك عم "حمامة" حلمك الكبير هذا؟. قال مقار في هدوء عجيب : نعم ولكنه طلب مني نقوداً أكثر من النقود التي طلبها من "منصور" لكي يحقق له حلم الدرجة. ولماذا طلب منك يا "مقار" عم "حمامة" نقوداً أكثر مما طلب من "منصور"؟، أليست الأحلام كلها واحدة وسعرها كله واحد؟. رد "مقار" بنفس هدوئه: قال لي عم "حمامة" إنه لكي يحقق حلمي لابد أن يعطى "فرح" النجار هذه النقود الزائدة حتى يصنع له كمبيوتر من الخشب يستخدمه في عرض مسرحية تحقق حلم الكمبيوتر مع عرائسه. قال "حماده" بلهفة: وهل أنت تمتلك الآن كمبيوتر يا "مقار"…؟. قال "مقار" ضاحكاً:
لقد قال لك "منصور" منذ قليل إن عم "حمامة" لا يمتلك هذه الأشياء لكي يبيعها لنا لكنه فقط يحقق لنا أحلامنا داخل صندوقه العجيب ومع ذلك فإن بابا "عاطف" وعدني بأنه سوف يشتري لي الكمبيوتر عندما أنجح العام القادم. صاحت "هدى" بعد أن انتهى "مقار" من حكايته قائلة: إنني الوحيدة التي حقق لها عم "حمامة" حلمها على أرض الواقع. صاح الجميع في صوت واحد: كيف؟، كيف يا هدى استطاع عم "حمامة" أن يحقق لك حلمك على أرض الواقع؟. قالت "هدى": لقد كنت أحلم بأن يكون عندي عروسة تفتح عينيها ثم تغلقهما وتقول (بابا – ماما) مثل العروسة التي كانت تمتلكها "ريتا" ابنة زوج أمك يا "حماده" وعندما لم يكن معي النقود التي طلبها عم "حمامة" قال لي لا أقلق فدفع النقود المتبقية من جيبه الخاص واشترى العروسة التي حلمت كثيرا بأن تكون معي حتى لا أتوسل كثيراً لريتا حتى تُلعبني معها وكانت ترفض بشدة وتغيظني بالعروسة التي معها، الآن أنا معي واحدة مثلها بالضبط ولا يوجد أحد أفضل من أحد.
قال "حماده" بحزن: أتمنى ألا تكوني قد حزنت يا هدى من موقف ريتا أنت تعلمين أنه بعد وفاة والدي وسيطرة ذلك الغريب على منزلنا وعلى أمي لا أملك أن أصنع معه أو مع أولاده الحاقدين أي شيء.
قالت هدى وهي تحاول أن تخفف من وقع الكلام والذكرى على صديقها "حماده": ماذا تقول يا "حماده" أنا لا أكره أحداً ولا أكن إلا كل رحمة ومودة للجميع وبعد ما ذنبك أنت؟.
كان "حماده" ينصت بشدة لكلام أصحابه وتزيغ عيناه كلما كانت تدور بينهم سيرة زوج أمه فقد ذاق هو وأمه وإخوته الكثير من العذاب والأهوال على يد هذا الرجل القاسي القلب الغليظ المشاعر… لا يعرف من أين أتاهم؟ ولماذا اصطفاه أبوه المسكين لكي يكون صديقه الصدوق؟ فقد غزل حول أبوه المسكين خيوط شباكه العنكبوتية وسقط أبوه الطيب القلب النقي السريرة في هذا الشرك اللعين الذي نصبه له هذا الرجل حتى أغرقه في الديون وأشياء كثيرة لم يستوعبها عقله الصغير، ومن فرط ما أصاب أباه من ألاعيب هذا الماكر الذي يدعى "سمحون" وهن قلب أبيه الأبيض ومات حسرة وكمدا على ما آل إليه حاله وحال أسرته التي كانت يوماً ما سعيدة . ولم تمر أيام على وفاة أبيه حتى سارع "سمحون" بالاستيلاء على كل ما يمتلكونه: الأرض التي ورثها أبوه عن آبائه وأجداده والمنزل الذي كانوا يعيشون فيه وحتى أمه لم يرحمها واستولى عليها تحت خديعة الزواج ومصلحة الأبناء الثلاثة. أفاق "حماده" على صوت أصحابه وهم يقولون له: وأنت يا "حماده" بماذا تحلم؟. ذرفت دمعة ساخنة من عيني "حماده" رغماً عنه وهو يقول: أنا ليس لي أحلام.
ردت عليه "هدى" بسرعة وقالت :
أكيد لك حلم يا "حماده" فكل واحد منا لكي يعيش لابد أن يكون له أحلامه التي يسعى لتحقيقها، ولكن يبدو أن حلمك كبير جداً ويصعب تحقيقه. لم يشأ "حماده" أن يرد عليها وترك أصدقاءه وعاد مسرعاً إلى المنزل وقرر بينه وبين نفسه أنه لابد أن يحقق حلمه الكبير ولو كان تحقيقه في صندوق عم "حمامة" العجيب فقط، ورغم أن زوج أمه "سمحون" لا يعامله هو وإخوته مثلما يعامل ولديه ريتا وديفيد، ولا يعطيه مصروفه اليومي إلا أنه قرر التعاون مع إخوته حتى يحققوا حلمهم الكبير، فقرروا التخلي عن الكثير من عاداتهم اليومية حتى يستطيعوا أن يدخروا من القروش القليلة التي تمنحهم إياها أمهم خلسة حتى لا يثور عليها ذلك الرجل البغيض "سمحون"، فكان القرار الأول التخلي عن شراء الحلوى التي يحبونها كثيرا كما يجب أن يذهبوا إلى مدارسهم سيراً على الأقدام بدلا من ركوب السيارة وألا ينفقوا أي قرش من قروشهم القليلة إلا في حالات الضرورة القصوى فقط وأن يدخروا هذه القروش حتى يستطيعوا إكمال المبلغ المطلوب لعم "حمامة" حتى يحقق لهم حلمهم الكبير بطرد ذلك الرجل البغيض هو وأولاده من منزلهم حتى يستطيعوا أن ينعموا به وبحياتهم الخاصة دون وجود هؤلاء الغرباء وسطهم. مرت الأيام وراء الأيام حتى استطاع "حماده" هو وإخوته ادخار المبلغ المطلوب لتحقيق حلمهم وكانت سعادة كبيرة تغمرهم ففي الصباح سوف يحققون حلمهم على يد عم "حمامة"… في الصباح استيقظ "حماده" وإخوته وهرعوا مسرعين نحو النافذة حتى ينتظروا وصول عم "حمامة" ليحقق لهم الحلم ولكن مرت الساعة تلو الساعة وبعدها مرت الساعات ولم يأت عم"حمامة" … ظلوا واقفين في النافذة منتظرين وصول عم "حمامة" حتى جاء عليهم الليل وكادت الدهشة والحيرة واليأس تنال منهم حتى كان "منصور" يمر من أسفل النافذة فسألوه عن غياب عم "حمامة" العجيب فقال لهم إن عم "حمامة" مات صباح اليوم. حزن "حماده" وإخوته حزناً شديداً على وفاة عم "حمامة" وضياع حلمهم وظلوا هكذا أياماً كانت تمر عليهم بطيئة جداً حتى كان صباح استيقظ فيه "حماده" هو وإخوته على صوت يشبه كثيراً صوت عم "حمامة" ينادي مثله على تحقيق الأحلام للأطفال والأغرب أن معه نفس صندوق عم "حمامة" العجيب ، وعندما سألوا عنه عرفوا أن هذا الشاب اليافع هو "زغلول" الابن الأكبر لعم "حمامة" حيث قرر استكمال مسيرة أبيه في تحقيق أحلام الأطفال.. بسرعة البرق خطف "حماده" هو وإخوته النقود التي ادخروها وهرولوا إلى الشارع لعل "زغلول" يحقق حلمهم الذي استعصى عليهم أياماً طوال.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:54 PM

الحديقة

الفئة العمرية من ١٢-١٥




قرر حكيمُ الولدُ الذكي وأصدقاؤه تأسيسَ موقعٍ الكترونيٍ للأطفال وفكرته عبارة عن حديقةٍ تجمع أجملَ الزهور ,فبدأ الأولادُ في جمع الزهور المختلفةِ والمتنوعةِ الموجودة عبر أنحاء العالم لوضعها في حديقتهم الافتراضيةِ وتطلّبَ هذا العمل جهداً وأياماً طويلةً من البحث والدراسة ومراسلة العديد من المراكز المتخصصة وأخيرا ظهر الموقع في حلةٍ بهيةٍ وجميلةٍ وديكورٍ خرافي وأطلقوا على الحديقة اسم "حديقةُ البراءةِ والسلم" ومرت الأيامُ والأولادُ سعداء بهذا الانجاز الذي لاقى استحسانا من مستخدمي الانترنت عبر العالم والتف حوله الأطفالُ من مختلف الأجناس والأعمار .
وذاتَ يومٍ بينما يفتح حكيمُ كعادته موقع الحديقة وجد جميعَ الزهور التي تمثل أطفالَ العالمِ الإسلامي صفراءَ باهتة كأنّ فصلَ الخريف جثى عليها زمنا من الدهر ولم يغادرها وكأنّ الشمسَ الذهبية تحولت الى سهام شرسة وحارقة وخالية من أشعتها الدافئة وكأنّ الأرض التي تحضنُ هذه الأزهار بقلبها الأخضر تحولت الى أمٍ جافيةِ المياه والشعور.
بحث حكيم وصديقه بيتر والذي تعرف عليه من خلال موقع الحديقة عن مصدرِ الفيروس الذي استهدف زهورَ العالمَ الإسلامي وحاولا محاربة هذا الفيروس بكل الامكانيات ولكنه دون جدوى يزداد قوة كلَ يوم.
وفي مرة من المرات اتصل بيتر بحكيم يخبره أنه عرف مدبره وهو فتى مراهق عرض عليه أن يساعده في علاج أمه المقعدة الفراش,وفي المقابل يوقف تأثير الفيروس على الحديقة. يسأله حكيم : وهل ساعدته ؟ ويرد بيتر؟ كيف أثقُ في ولد أضرّ بحديقتنا ربما تكون حيلة أخرى من حيله الشريرة والتي قد تستهدف كل المواقع الالكترونيةِ المحبة للسلام.
يواصل حكيم حديثه: وهل عرفت عنوانه؟فيجيبه بيتر بالايجاب. روى حكيم لجده صالح ماحدثَ من البدايةِ إلى النهاية فقال له جده: لنسافر اليه ونتأكد من الحقيقة.
سافرحكيم وجده الى بلاد بيتر والفتى الذي أضّر بالحديقة وذهبوا الى بيته وعندما دخلوا وجدوا صبياً حزيناً مقعدا على كرسي متحرك بجانب والدته المريضة. تأثروا كثيرا لمنظر البيت الكئيب والمُعدم وبسرعة نقلوا والدة الصبي الى المستشفى لتلقي العلاج ,وأيضا أجرى الصبيُ عمليةً جراحيةً جعلته بعد شفائهِ يعاود السير من جديد.
بتوفيق من الله شفيتْ أمه واستطاعَ المشيَ من جديد و لم يصدق الصبيُ التغيير الذي حدث فشكر هم على حسنِ صنيعِهم واعتذر منهم , وسألوه عن سبب تعرضه لتدمير موقع الحديقة فأجاب الصبي:
كنت ولداً معزولاً لاصديقَ لدي غير التلفزيون والانترنت فمنذ أن عرف والدي بأنني ولد مشلول هرب وتركني وأمي وحيدين في هذا العالم. وفي تلك الأثناء سمعوا صوتاً يتصاعد لا يابني لم أتركَكْ؟ لقد سافرت لأجد عملاً وأوفر لك المال الكافي لمعالجتك ولقد تعرضت لحادث هناك أفقدني الذاكرةَ لفترة وبمجرد أن استعدتها رجعتُ إليك وأمك.
عمتْ الفرحةُ بيت الفتى المراهق وهكذا طُويت صفحة الفيروس من ذهنه وعادت الحديقةُ الافتراضيةُ متلئلئةً مزدهرةً من جديد واصبح مسؤولاً عن الموقع يحاربُ كلّ الفيروساتِ التي تهدد الحديقة وذلك لعبقريتهِ في عالمِ الانترنت .

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:55 PM

عنقود اللؤلؤ

قصص للأطفال من سن ٧ - ١٢ سنة




أَحَسَّتْ (لُؤْلُؤَةُ) بِشَيْءٍ مِنْ الضِّيقِ ، وَهِيَ تمْسِكُ بِيَدِ الشُّرْطِيِّ وَتَتَجَوَّلُ دَاخَلَ أَنْحَاءِ الْحَدِيقَةِ الشَّاسِعَةِ الْخَضْرَاءَ ، بَاحِثَةً عَنْ أَبِيهَا وَأُخْوَتِهِا ؛ غَيْرَ أنَّ رُؤْيَةَ أقفاصِ الحيواناتِِِِ قد بدأتْ تَشُدُّ انْتِبَاهَهَا وَتجْذِبُ شُرُودَهَا شَيْئاً فَشَيْئاً ؛ في ذَلكَ الصَّبَاحُ الْمُشْرقُ الْبَهِيجْ .
(1) وَعَلَى مَسَافَةِ أَمْتَارٍ قَلِيلَةٍ رَأَتْ (لُؤْلُؤَةُ) فِيلاً صَغِيراً يُعْلِنُ بِخُرْطُومِهِ الرَّقِيقِ صَيْحَةً رَفِيعَةً مُدَوِّيَةً في الأُفْقِ قَائِلاً : إِنَّ أَبي (فِيلُو) الْعَظِيمُ سَوْفَ يَمُدُّ خُرْطُومَهُ لِكُلِّ الَّذِينَ يَحْتَاجُونَ حِمَايَتُهُ مِنْ بِني الْحَيَوَانَاتِ ؛ مِمَّنْ لا يَسْتَطِيعُونَ حِمَايَةَ أَنْفُسَهَمْ مِنْ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ ، بَعْدَ أَنْ طَغَي وَتَجَبَّرَ ، في غِيَابِ الأَسَدِ الْحَكِيمِ (لُؤْلُؤْ) ؛ الَّذِي خَرَجَ عَلَى رَأْسِ قَطِيعٍ مِنْ الأُسُودِ وَالأَشْبَالِ لِمُوَاجَهَةِ الأَعْدَاءِ مِنْ صَيَّادِي حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ ؛ الَّذِينَ يَطْمَعُونَ في إِحْرَازِ الْجُلُودِ الْغَاليَةِ واقْتِنَاءِ الْقُرُونِ الْعَاجِيَّةِ الثَّمِينَةِ . وَلِكَيْ يَتِمَّ ذَلكَ يَا أَصْدِقَائِي الْحَيَوَانَاتِ الْمَسَاكِينِ ، لابُدَّ أَنْ تُدِينُوا لأَبي (فِيلُو) الْعَظِيمِ بِالطَّاعَةِ والْوَلاَءِ حَتى يُخَلِّصُكُمْ من شُرُورِ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ دَاخِلَ أَرْوِقَةِ الْغَابَةِ .
أَحَسَّتْ لُؤْلُؤَةُ أَنَّ (فِيلُو) لَيْسَ حَسَنَ النِيَّةِ ، وَأَنَّهُ لا يَخْتَلِفُ كَثِيرَاً عَنِ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ الْعَجُوزِ ، كِلاَهُمَا يَطمَعُ في الْحُصُولِ عَلَى لَقَبِ مَلِكِ الْغَابَةِ في غِيَابِ (لُؤْلُؤْ) ، فجَرَتْ بَيْنَ الأَشْجَارِ الْكَثِيفَةِ الْعَالِيَةِ ، وَهِيَ تَقْتَرِبُ مِنْ جُحُورِ الْحَيَوَانَاتِ وَمَكَامِنِهَا ، تُنَادِي عَلَيْهِمْ ليَخْرُجُوا وَيَجْتَمِعُوا في مَكْمَنِ الْغَزَالَةِ الشَّقرَاءَ لِيَتَنَاقَشُوا فِيمَا اسْتَجَدَّ مِنْ أَحْوَالٍ في غِيَابِ الأَسَدِ الْحَكِيمِ ، وَمَا يُدَبَّرُ مِنْ مُؤَامَرَاتٍ عَلَى يَدِ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ ، وَالْفِيلْ فِيلُو الْمُتَكَبِّرُ . اجْتَمَعَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ في بَيْتِ الْغَزَالَةِ الشَّقْرَاءَ .. قَالَتْ (لُؤْلُؤَةُ) : إِنَّ الأَمْرَ خَطِيرٌ جِدَّاً يَا أَصْدِقَائِي ؛ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْحَكِيمُ (لُؤْلُؤْ) لِمُلاقَاةِ الصَّيَّادِينَ الْجُهَلاَءَ ؛ وَهَذَا عَمَلٌ يَضْمَنُ لَكُمْ الأَمْنَ وَالأَمَانَ دَاخَلَ الْغَابَةِ وَخَارِجَهَا ، أَمَّا الذِّئْبُ وَالْفِيلُ فإنَّهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يَدُسَّا بَيْنَكُمُ الْفِتْنَةَ فَتَنْقَلِبُوا عَلَى الْحَكِيمِ (لُؤْلُؤْ) ، وَبِذَلكَ يَنْتَقِلُ سُلْطَانُ الْغَابَةِ لَهُمَا أَوْ لأَحَدِهِمَا . صَاحَتْ الْحَيَوَانَاتُ باسْتِيَاءٍ شَدِيدٍ : " إِنَّهَا مُؤَامَرَةٌ "
أَدْرَكَ (الْخَرْتِيتُ الأَبْيَضُ) كَلاَمَ لُؤْلُؤَةُ فَرَفَعَ قَرْنَهُ إلي فَوْقَ قَائِلاً : لاَبُدَّ مِنْ صُنْعِ شَيْءٍ يَضْمَنُ لَنَا الْمَزِيدَ مِنْ الْحِمَايَةِ وَالدِّفَاعِ عَنِ النَّفْسِ إلي أَنْ يَعُوُدَ مَلِكُ الْغَابَةِ إِلي مَمْلَكَتِهِ ظَافِرَاً . قَالَتْ الْغَزَالَةُ بِصَوْتٍ وَدِيعٍ وَهِيَ تُشِيرُ إِلي لُؤْلُؤَةِ بِأَرْنَبَةِ أَنْفِهَا الْبَيْضَاءَ : إِنَّنَا نَعْلَمُ يَا لُؤْلُؤَةُ أَنَّكِ مِثْلَنَا تَرْفُضِينَ الْخِيَانَةِ ، وَتَبْحَثِينَ عَنْ الأَمْنِ وَالْحُرِّيَةِ وَالسَّلاَمِ ؛ بَعْدَ أَنْ ضَلَلْتِ طَرِيقَ الْعَوْدَةِ إِلي أَبِيكِ وَأُخْوَتِكِ دَاخِل الْحَدِيقَةِ . قَالَتْ لُؤْلُؤَةُ : الأَمْرُ كَذَلكَ يَا أَصْدِقَائِي . ثمَّ ردَّت الْغَزَالَةُ : نَحْنُ أَيْضَاً مِثْلَكِ نَرْفُضُ خِيَانَةَ الذِّئْبِ وَأَطْمَاعَ الْفِيلِ ، وَنَبْحَثُ عَنِ حُرِّيَتَنَا الَّتي افْتَقَدْنَاهَا مُنْذُ أَنْ غَابَ الأَسَدُ الْحَكِيمُ (لُؤْلُؤْ) ، الَّذِي نَشَرَ الْعَدْلَ وَالأَمْنَ وَالاسْتِقَرَارَ وَسْطَ فَيَافي الْغَابَةِ الْمَلِيئَةِ بالْمَخَاطِرِ وَالأَهْوَالِ .. قَالَتْ لُؤْلُؤَةُ : أَلاَ يُمْكِنُنِي مُسَاعَدَتِكُمْ يَا أَصْدِقَائِي .. قَالَتْ الْغَزَالَةُ : وَلَكِنَّكِ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ وَنَخَافُ عَلَيْكِ مِنْ مُفَاجَآتِ الْغَابَةِ غَيْرَ السَّارَّةِ ؛ خَاصَّةً في وُجُودِ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ ، وَالْفِيلْ (فِيلُو) الَّذِينَ لا نَأْمَنُ شَرِّهِمَا وَمَكْرِهِمَا .
تَقَافَزَ الْقِرْدُ (سَامُورْ) قَائِلاً : إِنَّ بَنِي الْبَشَرُ يَشْتَرِكُونَ مَعَنَا في هَذِهِ الْمُغَامَرَةِ الْمَلِيئَةِ بالْخَطَرِ يَا غَزَالَتُنَا الْوَدِيعَةِ .. وَلَكِنَّنَا نَخْتَلِفُ عَنْهُم في الطَّرِيقَةِ الَّتي نَتَّبِعَهَا في حِمَايَةِ أَنْفَسَنَا مِنْ الْخَطَرِ الَّذي نَتَعَرَّضَ لَهُ . اقْتَرَبَتْ (لُؤْلُؤَةُ) مِنْ فَأْرَةٍ عَجُوزٍ ، كَانَتْ تَجْلِسُ في صَمْتٍ وَتَهُزُّ رَأْسَهَا في حِكْمَةٍ وَتَدَبُّرٍ، سَأَلْتُهَا عَنْ رَأْيِهَا فِيمَا تَقُولُ الْحَيَوَانَاتُ ، تَبَسَّمَتْ الْفَأْرَةُ وَهِيَ تَنْتَظِرُ هُدُوءَ الْقَاعَةِ مِنَ الأَصْوَاتِ . وَلمَّا سَادَ الصَّمْتُ نَهَضَتْ الْفَأَرَةُ مِنْ مَجْلِسَهَا وَرَاحَتْ تَتَنَقَّلُ بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ الْمُنْفَعِلَةِ وَالْهَادِئَةِ قَائِلَةً في حِكْمَةٍ : يَبْدُو أَنَّ أَصْدِقَائِي لمْ يَفْهَمُوا بَعْدُ مَعْنَي مَا قَالَهُ (فِيلُو) في الصَّبَاحِ ، فَالأَمْرُ أَخْطَرُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُجَرَّدَ مُحَاوَلَةٍ مِنْ الْفِيلْ الْمُتَكَبِّرُ وَالذِّئْبِ الأَجْرَبِ للوُصُولِ إلي مَقَالِيدَ الْغَابَةِ في غَيْبَةِ الأَسَدِ الْحَكِيمِ لانْتِزَاعِ لَقَبِ (الْمَلِكْ) ، بَعْدَ أَنْ عَلِمَ أَنَّ حَرْبَهُ سَتَطُولُ مَعَ الصَّيَّادِينَ الأَشْرَارَ في الْخَارِجِ . فَعِلْمِي يَا أَصْدِقَائِي أَنَّهُمَا قَدْ قَطَعَا طَرِيقَ الرِّجُوعِ عَلَى جَيْشِ الأَسَدِ ، وَسَوَاءٌ عَادَ مُنْتَصِراً أَوْ مَهْزُومَاً سَيُوَاجِهَ مَصِيرَاً مَجْهُولاً في عَوْدَتِهِ مَعَ جُيُوشِ الْفِيَلَةِ والذَّئَابِ أَخْشَي أَنْ يَهْلَكَ دُونَهُم ، أَمَّا الآن فَقَدْ حَانَ وَقْتُ قِيَاسِ دَرَجَةَ أَصَالَتِكُمْ وَرَبَاطَةَ جَأْشِكُمْ وَالْكَشْفَ عَنْ مَعَادِنِكُمْ النَّفِيسَةِ . بَاتَ الأَمْرُ صَعْباً والْغَابَةُ يَتَهَدَّدَهَا طُوفَانُ الشَّرِّ إِذَا لمْ تَتَوَحَّدُ عَزَائِمُنَا الأَصِيلَةِ في عُنْقُودٍ وَاحِدٍ ، نُوَاجِهُ بِهِ أَعْدَاءَ غَابَتِنَا الآمِنَةِ .
نَهِقَ الْحِمَارُ مُعَبِّراً عَنْ مَوْقِفِهِ وَمُعْلِناً عَنْ فَشَلِهِ في مُحَاوَلَةِ الْفَهْمِ بَيْنَمَا ضَحِكَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ في الْقَاعَةِ إِلاَّ حَيَوَانَ (ابْنَ عُرْسٍ) الَّذِي حَاوَلَ أَنْ يُقَرِّبَ وِجْهَاتَ النَّظَرِ وَيُحَدِّدَ مَقْصِدَ الْفَأْرَةِ قَائِلاً : لَقَدْ أَرَادَتْ الْفَأْرَةُ الْعَزَيزَةُ أَنْ تُؤَكِّدَ لَنَا ضَرُورَةَ أَنْ نَتَحَمَّلَ نَحْنُ مَسْئُولِيَّةَ أَنْفُسِنَا حَتَّى يَعُودَ (لُؤْلُؤ) الْمَلِكُ الْحَكِيمُ مِنْ حَرْبِهِ مُنْتَصِرَاً .. وَلِذَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَّحِدَ سَوِيَّاً في مُوَاجَهَةِ الأَعْدَاءِ بالدَّاخِلِ .. وَلاَ نَكُونُ أَقَلَّ مِنْ (لُؤْلُؤْ) الَّذِي يُحَارِبَ مِنْ أَجْلِ سَلاَمَتِنَا مِنْ خَطَرِ الصَّيَّادِينَ بِالْخَارِجِ .. عَلَيْنَا إِذَنْ يَا أَصْدِقَائِي أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَنَا بِحِكْمَةٍ وَهُدُوءٍ كَمَا تَعَلَّمْنَا مِنْ مَلِكِ الْغَابَةِ الْحَكِيمِ (لُؤْلُؤْ) . قَالَتِ الْحَيَوَانَاتُ في صَوْتٍ وَاحِدٍ : الأَمْرُ مَا قَالَتْهُ الْفَأْرَةُ ، وَأَوْضَحَهُ (ابْنُ عُرْسٍ) .. نَهِقَ الْحِمَارُ مُسْتَفْسِراً : وَكَيْفَ إِذَنْ نُوَاجِهُ الْخَطَرُ بالْحِكْمَةِ وَالْهُدُوءِ يَا أَصْدِقَاءْ .. إنَّنِي أُوَاجِهُ الْخَطَرَ بالرَّفْسِ ، وَهُوَ مَا تَعَلَّمْنَاهُ مِنْ طَبِيعَةِ الْغَابَةِ .. سَارَعَتْ ( لُؤْلُؤَةُ ) بالقَوْلِ : مهْلاً .. مهْلاً يا أصْدقائي ، فالْحِكمةُ والْعَقْلُ أَقْوَي سِلاحٍ في مُوَاجَهَةِ الْمَخَاطِرِ الَّتي تَدْهَمُنَا ، لِذَا سَأَرْوِي لَكُم حِكَايَة أبي مع الذِّئْبَةِ الْجَرْبَاءِ دَاخِلَ الْخَنْدَقِ الْعَسْكَرِيّ لِنَعْلَمَ جميعاً كيف نُفَكِّرَ بِهِدُوءٍ ونَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ في أَوْقَاتِ الشِّدَّةِ والأَزَمَاتِ ، ولِكَيْ نَخْرُجُ مِنْ جِلْسَتِنَا هَذِهِ مُسْتَفِيدِينَ تَمَامَاً وَمَقْتَنِعِينَ بأهميةِ أن يَكونَ لَدَيْنَا الحكمةُ حتى نَتَّخِذَ الرَّأْيَ والْقَرَارَ السَّلِيِمَينْ فِيِمَا يَخُصُّ مَصَائِرُنَا جَمِيعاً حتى لا نَقَعَ فَرِيسَةً سَهْلَةً تحت أنيابِ الطَّامِعِينَ الأَعْدَاءِ ، ثمَّ أَخَذَتْ لؤلؤةُ مَوْقِعَهَا مِنْ القَاعَةِ وَهِيَ تَرْوِي عَنْ أَبِيهَا مَا حَدَثَ مِنْ الذَّئْبَةِ الْجَرْبَاءِ في الخَنْدَقْ .
(2)
تَثَاءَبَتُ الذِّئْبَةُ الْجَرْبَاءُ الْكَسُولَةُ ؛ وَأَطْلَقَتْ عِوَاءً طويلاً في الْفَضَاءِ الْوَاسِعِ .. قَالَتْ لِزَوْجِهَا : " إِنَّني سَوْفَ أَعُودُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِفَرِيِسَةٍ ثَمِيِنَةٍ مِنْ دَاخِلِ الْخَنْدَقِ العَسْكَرِيْ الْقَرِيبِ مِنْ صَحَرَاءِ الْجَبَلْ ".. ضَحِكَ الذِّئْبُ الزَّوْجُ مُسْتَهْزِءَاً مِنْ زَوْجَتِهِ الذَّئْبَةِ الْجَرْبَاءِ : " لَقَدْ حَاوَلْتِي ذَلكَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ يَا عَزيزتِي وَلكنَّكِ في كُلِّ مَرَّةٍ كُنْتِ تَعُودِينَ بِجِرَاحٍ جَدِيدَةٍ فَوْقَ جِلْدِكِ الْمُلْتَهِبْ " .
قالتْ الذِّئْبَةُ في كِبْريَاءٍ : " إِنَّ الأَمْرَ هذه اللَّيْلَةُ يَخْتَلِفُ عَنْ اللَّيَالي الأُخْرَيَاتِ ، فَقَدْ شَاهَدْتُ في الصَّبَاحِ بعينيَ أَنَّ سَاكِنِي هَذَا الْخَنْدَقِ قَدْ تَرَكُوه بِصُحْبَةِ قَائِدِهِم الَّذِي رَافَقَهُم لِمُهِمَّةٍ جَدِيدَةٍ ، وَلمْ يَتَبَقَّ مِنْهُمْ غَيْرَ (أبي لؤلؤة) بِمُفْرَدِهِ .. حيثُ سَمِعْتُ الْقَائَدَ يَأْمُرُهُ بَأَنْ يَلْزَمَ الْخَنْدَقَ حتى الصَّبَاحِ ولاَ يَتْرُكُهُ حتَّى يَتَلَقَّى أَمْراً مِنْهُ بِذَلِكَ . شَعُرَ أبي بِحَرَكَةِ أَقْدَامِ الذَّئْبَةِ عَلَى الرِّمَالِ ؛ فَأَدْرَكَ أَنَّ الأَمْرَ جَدُّ خَطِيرٍ ، حَيْثُ أَوْصَاهُ الْقَائِدُ بأنْ لا يُطْلِقَ أَيَّ رَصَاصَةٍ مِنْ بُنْدُقِيِّتِهِ حتَّى لا يَتَعَرَّفَ الأَعْدَاءُ عَلَى مَكَانِ الْخَنْدَقِ عَنْ طَرِيقِ مَصْدَرِ صَوْتِ الطَّلَقَاتِ . ظَلَّتْ الذِّئْبَةُ الْجَرْبَاءُ تَنْبِشُ بِحَوَافِرِ قَدَمَيْهَا في فَتْحَةِ الْخَنْدَقِ حتى رَأَي أبي قَدَمَهَا بِعَيْنِهِ .. وَهُنَا لمْ يَسْتَطِعْ التَّفْكِيرَ فَأَمْسَكَ بُنْدُقِيَّتَهُ وَأَعَدَّهَا تماماً ، ثم اخْتَبَأَ وراء كَوْمَةٍ من أَحْجَارِ الْخَنْدَقِ بالدَّاخِلِ مُنْتَظِرَاً الذِّئْبَةُ لِيَقْتُلَهَا .
ظَلَّتَ الذِّئْبَةُ تُحَاوِلُ وتحاول عِدَّةَ ساعاتٍ مُتواصِلَةٍ ، وَظلَّ أبي يُفَكِّرُ ويفكرُ في حِيلَةٍ يصنَعُهَا لِيُنْقِذَ نَفْسَهُ من أَنْيَابِ هَذِهِ الذِّئْبَةِ الْمُفْتَرِسَةِ .. لكنَّهُ تَذَكَّرَ كلامَ القائدِ حيثُ حَذَّرَهُ من أَنْ يُطْلِقَ النَّارَ من بندقِيَّتِهِ دَاخِلَ الْخَنْدَقِ فَتَرَاجَعَ عن ذلك ، ولكنَّ الذِّئْبَةُ لمْ تَتَرَاجَعْ بعدُ .. قالتْ ، وَهِيَ تُجَاهِدُ في دُخُولِ الْخَنْدَقِ : " سوْفَ أَظْفَرُ بِكَ اللَّيلةَ يا (أبَا لُؤْلُؤَةْ) ، ولنْ تَفْلِتَ مِنِّي هَذِهِ الْمَرَّةُ .
لمْ يُصْدَرْ أبي أيَّ صَوْتٍ ، بَعْدَ أن أدركَ أنَّه لا مَحَالةَ من دِخُولِهَا .. فَقَدْ رَأَى الْفَتْحَةَ تَتَسِعُ والرِّمَالِ تَسْقُطُ في الدَّاخِلِ ؛ وعِنْدَئِذٍ لَمَعَتْ في رأسِهِ فِكْرَةٌ حين وقعتْ عينَاهُ عَلَى (جِوَالٍ) كبير من الْخَيْشِ ؛ فَرَاحَ يَلْضِمُ في طَرَفِهِ حَبْلاً سَمِيكاً ، وَجَعَلَ فَتْحَةَ الجِوَالِ في طرِيقِ الدَّخُولِ إلي الخندقِ بعدَ أن ربطَ طرفَ الحبلِ الآخرِ في صخرةٍ بارزةٍ .
عِنْدَهَا استَطَاع أبي أن يَلْتَقِطَ أنفاسَهُ ، وَظلَّتْ الذئبةُ عَلَى نَشَاطِهَا حتى نَجَحَتْ في الدِّخُولِ مِنْ فَتْحَةِ الْخَنْدَقِ ، وبينما هي مُنْدَفِعَةٌ نحو الدَّاخِلِ الْمُظلِمِ حتى سَقَطَتْ في الجوالِ الَّذي تعلَّقَ بالحبلِ فانْغَلَقَ عليها مثلَ مصيدةِ الفأرِ ، قال أبي للذئبةِ المحبوسةِ في الجِوَالِ الْمُعَلَّقِ : أيتُها الذئبةُ الجرباءُ ، لقد نِلْتِ جَزَاءَ غُرُورِكِ ، وهذا جزاءُ كُلَّ من يُحَاوِلُ الاعتداءَ والعُدْوَانَ عَلَى الآخرين .
صَاحَتْ كُلُّ الحَيَوَانَاتِ في القَاعَةِ : لقَدْ أَحْسَنَ وَالِدُكِ صُنْعاً يا لؤلؤة ، وَلَقَّنَ الذِّئْبَةَ دَرْسَاً قَاسَيَاً .. قَالَتِ الغَزَالَةُ الشَّقْرَاءَ في هِدُوءِهَا : نَعَمَ .. لَقَدْ تَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ ؛ ولو أنَّه تَسَرَّعَ وَأَطْلَقَ النَّارَ من بُنْدُقِيِّتِهِ عَلَىَ الذئبةِ لَعَرِفَ العَدُوُ مكانهُم ، وأفْسَدَ عليهم خُطَّتِهِم الْعَسْكَرِيَّةِ ؛ وَلَتَحَوَّلَ النَّصرُ الكبيرُ إلي هزيمةٍ نكراءْ .. قال القرد (سامور) : عَلَيْنَا إِذَنْ أن نَتَّخِذَ قرارَنا بحكمةٍ وهدوءٍ ، وتَحَدَّثَ (ابنُ عُرْسٍ) : إِنَّ الْعَدوَ الآنَ هُوَ الذِّئْبُ الأَجْرَبُ ؛ الَّذي يُدبِّرُ لَنَا الْمَكَائِدَ ويَنْشُرُ بَيْنَنَا الفِتْنَةَ .
نَهِقَ الحِمَارُ قَائِلاً : يَا أصْدِقَائِي .. أَرَي أنَّنَا لَنْ نَمْلِكَ القَرَارَ السَّلِيمَ إلاَّ إِذَا أَصْبَحْنَا قُوَّةً وَاحِدةً كَمَا قَالتْ عَزِيزَتُنَا الفَأْرةُ ، وَزَعْمِي أَنَّنَا جَمِيعَاً مُتَفَرِّقُونَ وَلَسْنَا أَصْحَابَ رَأْيٍّ وَاحِدٍ أَوْ عَمَلٍ .. قَالَ الْجَمِيعُ : الرَّأْيُ مَا قَالَ الْحِمَارُ ، ثمَّ أَشَارَتْ بِرَأْسِهَا (لُؤْلُؤَةُ) قَائِلَةً : لا دَاعِيَ إِذَنْ لإِنْفَاقِ الْوَقْتُ هَبَاءً ، الأَمْرُ يَحْتَاجُ مِنَّا التَّحَرُّكُ وَتَوْزِيعُ الْمَهَامِ وَالأَدْوَارِ حتَّى يَتَحَرَّكَ كُلُّ مِنَّا في طَرِيقِ الْهَدَفْ ، وَهُوَ الْحِفَاظُ عَلَى سَلاَمَةِ وَأَمْنِ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ .
(3)
عِنْدَمَا عَلِمَ الذِّئْبُ الأَجْرَبُ مَاَ يُدَبِّرهُ ( فِيلُو) لَهُ ، عَوَى عِوَاءً عَالِيَاً هَزَّ أَرْكَانَ جُحْرِهِ الْعَمِيقَ ، قَالَ الثَّعْلَبُ وَهُوَ في حَالَةِ رُعْبٍ شَدِيدٍ مُخَاطِبَاً الذِّئْبَ وَمُتَودِدَاً لَهُ : هَوَّنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْعَمِّ ، إِنَّ الْحَيَوَانَاتِ كُلِّهَا سَوْفَ تَتَوَدَّدُ إِلَيْكَ وَتَحْتَمِي بِحِمَاكَ . قَالَ الذِّئْبُ غَاضِبَاً : أَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا قَالَهُ الْفِيلُ أَيُّهَا الثَّعْلَبُ .. أَجَابَ الثَّعْلَبُ وَهُوَ مُنْكَمِشٌ في جِلْدِهِ : زَعْمِي أَنَّ الَّذِي يَقُولُهُ فِيلُو لَيْسَ إِلاَّ كَلاَماً في الْهَوَاءِ يَاَ سَيِّدِي الذِّئْبُ .. قَالَ الذِّئْبُ للثَّعْلَبِ في ضِيقٍ : عَلَيْكَ إِذَنْ أَيُّهَا الثَّعْلَبُ أَن تُرْسِلَ مُنَادٍ يَلُفُّ أَنْحَاءْ الْغَابَةِ ، وَيُعْلِنُ عَلَي لِسَانِي : ( إِنَّ الذِّئْبَ يَفْتَحُ صَفْحَةً جَدِيدَةٍ مَعَ الْجَمِيعِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَهُ مَظْلَمَةٌ أَوْ حَقٌ فَلْيَتَقَدَّمُ بِهِ .. وَلتعْلَمُ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ أَنَّهَا مُنْذُ اللَّحْظَةِ تَنْعَمُ بِالْحُرِّيَةِ وَالْحَقِ وَالْمُسَاوَاةِ في ظِلِّ سِيَادَةِ الذِّئْبِ ) .
سَمِعَ (فِيلُو) بِأُذُنَيْهِ الْمُفَرْطَحَتَيْنِ مَا قَالَهُ الْمُنَادِي عَلَى لِسَانِ الذِّئْبِ الأَجْرَبِ ، صَاحَ صَيْحَةً عَالِيَةً ، وَرَفَعَ خُرْطُومَهُ في الْهَوَاءِ ، وَقَالَ في غَضَبٍ والشَّرَرُ يَمْلأُ عَيْنَيْهِ : ( يَا أَفْيَالُ الْغَابَةِ الْعِظَامُ .. إِنَّ الذِّئْبَ يَحْتَالُ عَلَيْنَا بِحِيلَةٍ جَدِيدَةٍ ، وَإِنَّنِي أَرَي أَنَّهُ مِنْ الصَّوَابِ أَنْ نَقُومَ بِالْهُجُومِ عَلَيْهِ ، حَتَّى نَتَخَلَّصُ مِنْهُ وَتَكُونُ لَنَا السِّيَادَةُ وَلأَبْنَائِنَا مِنْ بَعْدِنَا ) .
أَسْرَعَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ مِنْ أَمَامِ (فِيلُو) وَجَيْشِهِ الضَّخْمِ مِنْ الْفِيَلَةِ ، وَعَلَتْ الصَّيْحَاتُ في الْجَوِّ مُعْلِنَةٌ عَنْ هُجُومٍ شَدِيدٍ عَلَى الذِّئْبِ وَأَعْوَانِهِ . لَمْ يِكُنْ الذِّئْبُ في غَفْلَةٍ .. لَقَدْ اسْتَعَدَّ هُوَ الآخَرُ بِجَيْشٍ لا يُسْتَهَانُ بِهِ وَتَقَابَلَ مَعَ جَيْشِ الْفِيَلَةِ عِنْدَ مِنْطَقَةٍ جَرْدَاءٍ في مُنْتَصَفِ الْغَابَةِ .. عَلاَ صَوْتُ الْعِوَاءِ وَصَيْحَاتُ الْفِيَلَةِ ، وَتَحَوَّلَتْ الْغَابَةُ إِلَي مَعْرَكَةٍ مُتَكَافِئَةٍ وَشَرِسَةٍ في الْوَقْتِ نَفْسِهِ كُلٌّ يَشْحَذُ أَسْلِحَتَهُ الْخَاصَّةُ في وَجْهِ الآخَرِ .
أَطَلَّتِ الْحَيَوَانَاتُ مِنْ جُحُورِهَا وَمَكَامِنِهَا . قَالَتْ (لُؤْلُؤَةُ) لأَصْدِقَائِهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ : يَا أَصْدِقَائِي إِنَّ الْفُرْصَةَ الآنَ مُنَاسِبَةٌ لِكَيْ تُكَافِئُوا (لُؤْلُؤَ) بِالْقَضَاءِ عَلَى الذِّئْبِ الأَجْرَبِ وَالْفِيلْ (فِيلُو) الْمَغْرُورْ ، وَتَنَالُوا حُرِّيَتُكُمْ وَتَسْتَمِتعُونَ بِحِمَايَتِكُمْ بَعِيدَاً عَنْ الشُّرُورِ وَالأَطْمَاعِ . قَالَتِ الْغَزَالَةُ الْوَدِيعَةُ : لَقَدْ فَهِمْتُ مَا تَقْصِدِينَهُ يَا (لُؤْلُؤَةُ) .. لابُدَ مِنْ حِيلَةٍ نَصْنَعُهَا لِكَي نَقْهَرَ جَيْشَ الأَعْدَاءِ في الدَّاخِلِ وَنَقْضِي عَلَى الْفِيلْ وَالذِّئْبْ .
اجْتَمَعَ الْكُلُّ في بَيْتِ الْغَزَالَةِ مَرَّةً أُخْرَي ، وَظَلُّوا يُفَكِّرُونَ في حِيِلَةٍ للتَخَلُّصِ مِنْهُمَا ، وَبَعْدَ مُنَاقَشَاتٍ وَمُحَاوَرَاتٍ كَثِيرَةٍ اهْتَدَتْ (لُؤْلُؤَةُ) إِلي فِكْرَةٍ جَدِيدَةٍ ، وَعَرَضَتْهَا عَلَى الْجَمِيعِ فَهَلَّلُوا فَرِحِينَ بِهَا وَشَكَرُوا عَلَيْهَا(لُؤْلُؤَةَ) ، قَالَتْ الْفَأْرَةُ : الْقَوْلُ مَا قَالَتْ لُؤْلُؤَةُ يَا أَصْدِقَائِي .. إِذَنْ عَلَيْنَا أَن نُرْسِلَ في طَلَبِ مَلِكِ الطُّيُورِ (النَّسْر) . قَالَتْ (حَمَامَةُ) : أَنَا آتِيكُمْ بِهِ يَا أَصْدِقَائِي ، فَهُوَ يُحِبُّ الْعَوْنَ ، وَسَوْفَ يُسَاعِدُنَا عَلَى أَعْدَائِنَا .
ضَرَبَتْ الْحَمَامَةُ بِجَنَاحَيْهَا في السَّمَاءِ ، وَأَخْبَرَتْ النَّسْرَ بِمَا يَحْدُث في الْغَابَةِ ، فَفَهِمَ النَّسْرُ مُهِمَّتَهُ واسْتَعَدَّ لَهَا ، حيثُ جَمَعَ سَرْباً هَائِلاً مِنْ النُّسُورِ وَحَلَّقَ بِهِم ضَارِباً بِأَجْنِحَتِهِ الطَّوِيلَةِ حتَّى هَبَطَ عَلَى بَيْتِ الْغَزَالَةِ ، أَمَّا الْحَمَامَةُ فَقَدْ أَخَذَتْ طَرِيقَهَا في الْجَوِّ لإِبْلاَغِ الأَسَدِ الْحَكِيمِ (لُؤْلُؤْ) بِمَا يَحْدُثُ في الْغَابَةِ لِيَأْخَذَ حَيْطَتَهُ وَحَذَرِهِ في طَرِيقِ الْعَوْدَةِ .
تَعَاوَنَتْ الْحَيَوَانَاتُ جَمِيعُهَا في عَمَلِ شَبَكَةٍ سَمِيكَةٍ مِنْ الأَسْلاَكِ وَأَفْرُعِ الشَّجَرِ الْمُتَشَابِكَةِ ؛ فَحَمَلَتْهَا النُّسُورُ بِمَخَالِبِهَا الْقَوِيَّةِ وَحَلَّقَتْ بِهَا في السَّمَاءِ حَتَّى وَصَلَتْ إِلي الْمِنْطَقَةِ الْجَرْدَاءِ الَّتي يَتَصَارَعُ فِيهَا الذِّئْبُ (الأَجْرَبُ) والْفِيلْ (فِيلُو) ، وَرَاحَتْ تُحَلِّقُ في دَائِرِةٍ تَتَّسِعُ وَتَتَّسِعُ حتَّى أَحَاطَتْ بالأَعْدَاءِ جَمِيعاً ، وَهُنَا أَلْقَتَ النُّسُورُ بالشَّبَكَةِ عَليْهِم لِيَقَعُوا فِيهَا مُقَيَّدِينَ مَأُسُوريِنَ جَزَاءً لِشُرُورِهِم وَأَطْمَاعِهِم . هَلَّلَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ وَأَسْرَعَتْ تِجَاهَ الْفِيلْ (فِيلَو) وَالذِّئْبِ الأَجْرَبْ وَهُمَا في شَبَكَةٍ وَاحِدَةٍ .
لَمْ يَمْضْ غَيْرَ وَقْتٍ قَصِيرٍ حَتَّى عَاَد الأَسَدُ الْحَكِيمُ ( لُؤْلُؤْ ) الَّذِي حَكَتْ لَهُ الْحَمَامَةُ كُلَّ شَيءٍ .. فَأَمَرَ بِطَرْدِ الأَعْدَاءَ مِنْ الْغَابَةِ بِتُهْمَةِ الْخِيَانَةِ ، وَشَكَرَ حُسْنَ صَنِيعِ (لُؤْلُؤَةِ) بَعْدَ أَنْ أَعْلَنَ مِنْ فَوْقِ تَبَّةٍ رَمْلِيَّةٍ عَالِيَةٍ بِدَايَةً جَدِيدَةٍ في ظِلِّ اتحَادِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتي تَنَفَّسَتْ بِدَوْرِهَا هَوَاءً جَدِيدَاً يَنْعَمُ بِالْحُرِّيَةِ وَالسَّلاَمِ .. عِنْدَئِذٍ أَفَاقَتْ لُؤْلُؤَةُ مِنْ شُرُودِهَا عَلَى صُوْتِ الشَّرْطِيِّ ، وَهُوَ يَسْأَلُهَا : هَلْ هَذَا هُوَ وَالِدُكِ يَا لُؤْلُؤَةْ ؟!


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:56 PM

القطة التي لم تفكر جيدا

http://www.magdinageeb.com/ChildrenB...drenStory9.jpg


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:57 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:58 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 09:59 PM

http://www.magdinageeb.com/ChildrenB...drenStory2.jpg

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:00 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:00 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:01 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:02 PM


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:02 PM


كان الجميع يعيش في قرية صغيرة هادئة بعيدة عن ضوضاء المدينة الصاخبة.
كل شخص يعمل بجد ونشاط وكأنهم أسرة واحدة.
هذا يقلم الأشجار،
هذا يقطف الثمار،
وهذا يحفر الأرض ليخرج الماء.
وكانت أم عدنان تطبخ الطعام لتقدمه لهم، بمساعدة نساء القرية.
وفي نهاية الموسم كانوا يقتسمون ما كسبوه من رزق حلال فيما بينهم.
كان هناك مصطفى شاب كسول خمول، يدّعي المرض دائماً، يحمل العصا في يده كي يتوكأ عليها وكأنه عجوز طاعن في السن.
حتى ملابسه كانت دائماً متسخة ومرقّعة بعدة رقعات، لأنه لا يملك المال لشراء ملابس جديدة.
وهو يأكل مما يأكل شباب القرية من طعام أم عدنان، ويستلقي على الأرض تحت ظل الشجرة، ينظر إلى الشباب وهم يعملون ويجدون، ثم يغطّ في نوم عميق، حتى يأتي الطعام، فيوقظه بعض الشباب، ليقوم معهم عندما يأكلون.
تضايق الشباب من تصرف مصطفى وقرروا أن يلقنوه درساً لن ينساه أبداً.
اتفق الشباب مع أم عدنان أن تضع الطعام خلف المنزل بعيداً عن مصطفى، حتى لا يشعر مصطفى بقدوم الطعام فيستيقظ.
انتهى الشباب من تناول الطعام، واستلقوا قليلاً ليرتاحوا ومن ثم يعاودوا نشاطهم من جديد.
استيقظ مصطفى عند المغيب، ونظر من حوله فرأى الشباب يعملون بجد ونشاط.
شعر مصطفى بالجوع يقرص معدته، اقترب من أم عدنان وهو يتوكأ على عصاه، وسألها عن الطعام.
تبسمت أم عدنان وقالت:
- لقد أكلنا وشبعنا يا مصطفى، وأنت تغطّ في النوم العميق، ولم يبقَ لدي طعام.
غضب مصطفى ولكنه لم يستطع أن يقول شيئاً، لأن شباب القرية كثيراً ما حدثوه عن قيمة العمل، وأن قيمة الإنسان بالعمل وليس بالراحة والاسترخاء.
عاد مصطفى إلى مكانه واستلقى مرة أخرى، ولكنه لم يستطع النوم، من شدة جوعه.
بقي مصطفى هكذا حتى نام والجوع يقرصه قرصاً شديداً.
في اليوم الثاني عاد مصطفى مرة أخرى واستلقى تحت ظل الشجرة ونام، وقد أوصى أم عدنان أن توقظه عندما يحين وقت الطعام.
أيضاً هذه المرة تناول الشباب الطعام خلف المنزل ولم يوقظوا مصطفى.
استيقظ مصطفى وتلفّت حوله فلم يجد أحداً.
أخذ العصى وتوكأ عليها، وبدأ يبحث عن شباب القرية هنا وهناك، حتى وصل إليهم فوجدهم قد انتهوا من طعامهم، وكل واحد منهم قد استلقى ليرتاح قليلاً.
غضب مصطفى وجاء إلى أم عدنان وطلب منها الطعام، فقالت له:
- الطعام فقط لمن يشتغل ويتعب، وليس لمن ينام ويرتاح تحت ظل الشجرة.
أمسك مصطفى معدته وأخذ يصيح من الألم، ولكن دون جدوى، فالطعام قد نفد.
في اليوم الثالث، جاء مصطفى مبكراً، ولم يحمل عصاه،
وشمّر عن ساعديه، وأخذ يعمل بجد واجتهاد.
نظر شباب القرية إلى مصطفى، وفرحوا به فرحاً كبيراً.
وعند الظهيرة اقتربت أم عدنان من مصطفى وقالت له:
- هيا يا مصطفى إلى الطعام، فأنت تعبت اليوم كثيراً، وتحتاج إلى الطعام يا عزيزي، هيا.. هيا..


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:03 PM












وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا عدة ساعات
كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف يستعيد الحصان؟
ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل.
وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد، التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر
في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره
فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى وبعد الفترة اللازمة لملء البئر اقترب الحصان للأعلى و قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئر بسلام


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:04 PM

استيقظ أبو الغصين ذات صباح، وصار يولولُ ويصيحُ، فاجتمع الجيران، وطرقوا الباب، وقالوا:
- ما بك؟ هل أصابك مكروه؟ لقد سمعنا صُراخاً؟!
فقال لهم: إن قميصي كان منشوراً على حبل الغسيل فوق السطح، ثم هبَّت الريح وقذفت به من فوق.
فقالوا: وإذا سقط من فوق؟! فهو مجرد قميص من قماش!
فحملق في وجوههم وصاح: أيها الحمقى لو كنتُ فيه كنت وقعتُ معه؟! ما أبْأسَ الحياة مع مغفلين من أمثالكم.
ثم أخرجهم وأغلق الباب! وأحضر القميص يتفقده فوجده سليماً وقال:
- الحمد لله أنني لم أكن فيه.
ثم لبسه وجاء بمبخرة يتبخر بها فاحترق ثوبه، فخاف وصاح فاجتمع الجيران،
وقالوا:
- ماذا حدث لك؟
قال: احترقتُ،
قالوا: ولكنَّا نراك سليماً!
قال: كدتُ أحترق بسبب المبخرة.
قالوا: اترك البخور، واجعل مكانه عطراً.
فقال: أيها الحمقى! تطمعون أن أترك المبخرة لتأخذوها، هيا أخرجوا.
ثم خلع ثيابه وجعل يتبخر ويقول:
- والله لا أتبخر بعيد اليوم إلا عرياناً.
ثم ارتدى ثوبه وخرج إلى السوق واشترى رأساً مشوياً، واشتهى أن يأكل منه، فأكل العينين ثم الأذنين ثم اللسان فالدماغ، ومسح فمه وحمل الباقي إلى أبيه وقال:

- جئتك برأس مشوي.
فقال أبوه: أين عيناه؟
قال: كان أعمى.
قال الأب: فأين أُذناه؟
قال أبو الغصين: كان أصم لا يسمع.
قال: فأين لسانه؟
قال: كان أخرس.
قال الأب: فأين دماغه؟
قال: كان أقرع، فغضب الأب وقال: رُدَّهُ، أو بَدِّلهُ.
قال أبو الغصين: لقد اشتريته بريئاً من كل عيب،
فقال الأب: صدقت وإنما العيب فيك!!
وخرج بعد العصر إلى ساحة الحي فوجد واحداً من جيرانه يقول:
- مَنْ يحسب لي مقدار ما جاءني من محصول؟ فإني لا أجيد الحساب.
فقال أبو الغصين: أنا أحسبه لك بأصابعي.

قال الرجل: عندي كيسان من شعير،
فعقد أبو الغصين الخنصر والبنصر. فقال الرجل:
- وعندي كيسان من قمح،
فعقد أبو الغصين السبابة والإبهام وترك الأصبع الوسطى؟! فانتبه الرجل وقال:
- لماذا لم تحسب الوسطى؟
فقال أبو الغصين: كي لا يختلط القمح بالشعير.
فقال الرجل وقد شعر أنه أمام أحمق:
- إنك تجيد الحساب! ولولا طريقتك لتعبنا في عزل الحنطة عن الشعير!
وعند المساء ضاع أخوه الصغير فخرج مع أحد أصحابه يبحث عنه.
رفع صوته وهو يصيح:

- ولد ضائع، من رأى ولداً ضائعاً، أبوه له لحيةٌ مصبوغة،
فلطمه صاحبه وقال: وهل هذه علامة يُعرفُ بها الصبي أيها الغبي؟
فقال: ماذا أقول؟ قال: اعْطِ علامات مميزة من طول ولون وشعر وثوب.
ثم التفت فرأى أخاه خلفه فقال: ويحك أين كنت؟
قال: سمعت صوتك، وأنت تبحث عن صبي لِحيةُ أبيه مصبوغةٌ، فتذكرت أن أبي يصبغُ لحيته، وقلت لعلي أكون أنا الذي تبحثون عنه!
فتوقف صاحبه وقال: لقد ابتُليتُ بأسرة من الحمقى! والله لا أتابع معكم.. إنني أخشى أن أضيع ولا تعرفوا لي علامة.
فتركهما ومضى.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:05 PM




باضت دجاجة بيضة على الطريق..
رأى البيضة عصفور صغير.. تعجب!
"ما أكبر هذه البيضة؟؟ أظنّ أنّها تسعني أنا وإخوتي الصغار..!"، قالها باستغراب..
كان العصفور يعرف شكل بيض الطيور.. ولأوّل مرة يشاهد بيضة دجاجة..
عاد إلى أمّه خائفاً.. أخبرها بما رأى..
فضحكت الأم وقالت: هذه بيضة صديقتنا الدجاجة.. فأولادها الكتاكيت أكبر من العصافير.. والدجاجة تكبر بسرعة.. وعشّها أكبر بكثير من عش طائر صغير..
قال العصفور لأمّه: لكنّك حدثتنا سابقاً - أنا وإخوتي - عن النسور وأعشاشها.. والطيور الجارحة وأحجامها.. فخفت أنْ تكون بيضة طير جارح..
قالت الأم: يا بني، إنّ الطيور الجارحة تبني أعشاشها فوق الجبال وفي أعالي الشجر.. أمّا الدجاجة فتبيض على الأرض في عشّ تصنعه بعناية. ومثلها صديقتنا البطة.. وعمتنا النعامة.. لكنّ بيضة النعامة كبيرة جداً.. وهي مثل كل مخلوقات الله تحب أطفالها وتخشى على بيضها من الأخطار... ويبدو أنّ الدجاجة باضت وهي في الطريق.. وربما حاولت نقل البيضة فلم تستطع وأبقتها في مكانها ثم تعود لتجلس عليها وتحرسها حتى تفقس ويخرج منها كتكوت صغير..
قال العصفور لأمه: ما رأيك يا أمي أن نساعد الدجاجة ونوصل البيضة لبيتها؟؟
قالت الأم: فكرة... هيا بنا يا بني..
طار العصفور وأمه.. وراحا يدحرجان البيضة بريشهما الناعم.. يدفع العصفور الصغير البيضة فتتلقاها أمّه.. ثم تدفعها الأم بريشها فيسرع الصغير فيتلقاها.. واستمرا على هذه الحال حتى أوصلا البيضة إلى عش الدجاجة..
كانت الدجاجة تجلس على بيضها.. لما رأت البيضة.. وما فعل العصفور وأمّه ركضت إليهما تشكرهما على فعلهما.. ثمّ عاوناها لتحمل البيضة إلى العش.. ورقدت الدجاجة فوقها تمدّها بالحرارة والعطف حتى يخرج الكتكوت منها...



أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:07 PM



http://www.al-fateh.net/images/i-139/e4z.gif
بقلم : عبد الودوديوسف



رسوم : هيثم حميد


ـ1ـ
بسم اللهِ الرّحمنِالرحيمِ
ألمْ ترَ كَيفَ فعَلَربُّكَ بأصحابِ الفيلِ (1) ألمْ يجعلْ كيدهُمْ في تضليـلٍ (2) وأرسَلَ عليهمْ طيراًأبابيلَ (3) ترميهمْ بحجارةٍ منْ سجيلٍ (4) فَجَعَلهُمْ كَعَصْفٍ مأكولٍ(5)
كيف فَعَلَ ربّكَبأصحابِ الفيلِ ؟!!
كانَ الملكُ ذو نواسيُشرِفُ بنفسهِ على حفرِ الخنادقِ وإشعالِ النّيرانِ فيها بينما كان عشرونَ ألفاًمن المؤمنينَ بِدينِ السيّدِ المسيحِ ينتظرونَ مَصيراً لم يكونوا يتصوّرونهُ . اشتعلت نجرانُ بالنّيرانِ ، ووصلَ لهيبُها إلى كلِّ مكانٍ ، وأخذَ جُندُ ذي نُواساليهودي يُلقونَ بالمؤمنينَ في الخنادقِ يُحرقونهمْ دونَ رَحمةٍ لأنّهم اتّبعوا دينَالتّوحيدِ الخالصِ الذي جاءَ به الرّسولُ المسيحُ عليهِ الصّلاةِ والسّلام . لكنْهل يتركُ اللهُ الظّالمينَ دُونَ عقابٍ ؟!! لابُدَّ أنْ يُهْلِكَهُمْ كَما أهْلكواأتباعَهُ وَجُنْدَهُ ،لكِنْ متى سَيتمُّ ضلكَ . وأينَ ؟!!...

الفارسُ ذوثُعْلُبانْ
http://www.al-fateh.net/images/i-139/ff0.jpg
كانت أجواءُ اليمنِ تمتَلئُ بالنّارِ وَالدُّخَانِ ، مَعَ قهقَهاتِ الملكِ الفاجرِ ذِي نُواسٍ . كمَا كانت أنّاتُ المؤمنينَ والشهداءِ تملأُ أجواءَ نجرانَ . وكانت صَحراءُ العربِ تشهدُ فارساً عَبقرياً جَعَلَ اللهُ بَينَ يديهِ بِداية الثّأرِ لأولئكَ المؤمنينَ .
كانَ الفارسَ دَوْسٌذُو ثُعْلُبان يَطويْ الصّحراءَ كالبَرقِ ، قَلْبُهُ مَمْلوءٌ بالحَسَراتِ ،وَعيناهُ تَذرِفانِ الدّموعَ عَلى أَهلهِ وأصْحابِهِ وأبنائِهِ الذينَ أحْرَقَهمُ الظّالمُ ذو نواسٍ في نجرانَ . كان قلبُهُ يَشتعلُ بالآلامِ حينَ يذكرُ صُراخَ الأمّهاتِ وبُكاءَ الأطفالِ الذينَ كانت نِيرانُ نجرانَ تأكلُهمْ . كما كانت قهقهاتُ ذي نواسٍ تَغرسُ في دمائهِ أعمقُ الأحزانِ .
ماكان دُوسُ ذوثُعلُبانَ يُريدُ أنْ يَستريحَ لحظةً أوْ يأكُلَ زاداً . طارَ منَ اليمنِ إلى الشّامِ ليَلقى هُناكَ قيْصرَ الرّومِ الذيْ كان يزورُ دمشقَ ليثيرهُ على ملكِ اليمنِ ذي نواسٍ وليُقنِعَهُ بإرسالِ جيشٍ يثأرُ لأهلِ نَجرانَ المحَرَّقينَ .
عبرَ ذو ثُعلُبانَ بوّابةَ بابِ الجابيةِ في دمشقَ . وغُبارُ الصَّحراءِ يُغطيهُ من رأسِهِ حتى قدميهِ .
أسرعَ إلى أوّلِ حمامٍ رآهُ ، دخلَ إليهِ ، ولبسَ ثوبهُ اليَمنيُّ الرَّائعَ الذي أحضرهُ منْ أجلِ مقابلةِ القيصرِ العَظيمِ . وأصلحَ من حَالِ فرَسهِ ، وحملَ سيفهُ ورُمْحَهُ .
وتوجّهَ إلى قصرِالقيصرِ العَظيمِ ، لكن كيفَ يَستطيعُ الوصُولَ إليهِ ، اتجهَ إلى الكنيسةِ العُظمى . دخلها وصلّى فيها فأثارَ مَنظرهُ كاهِنَ المعْبدِ ، اقتربَ منهُ ، فقالَ لهُ ذوثعلُبانِ :
ـ أنا من اليَمنِ ،إسمي ذو ثعلبانَ ديني المسيحيةُ ، هل أستطيعُ رؤيةَ الكاهنِ الأعظَمِ ؟!! وهذهِهديةٌ تَليقُ بك .
وأخرجَ منْ جيبهِ كِيساً مَمْلوءاً بالذّهبِ ، ودفعهُ إليهِ .
همس الكاهنُ :
ـ سَأوصلكَ إليه فوراً . اتبعني .
وبعدَ دقائقَ دخلَ ذوثُعلبانَ إلى الكاهنِ الأعظمِ ، فلمّا وقفَ أمامهُ كسَرَ رُمحهُ ، وخمشَ وَجهَهُ ،وصرخَ :
ـ يا للعارِ يَلحقُ بدينِ المسيحِ ، سالتِ الدّماءُ من وَجههِ وأثار مَشهدهُ الكاهنَ الأعظمَ ، صاحَبهِ الكاهنُ:
ـ سَنرفعُ عنكَ العارَ يا ذا ثعلبانِ . قل ماذا حدثَ لكَ ؟ .
صَرخَ ذُو ثعْلبانَ :
ـ يا ليتَ الكارثةَ قدْ وقعتْ بيَ وحدي يا سيّدي .لقد أحرقَ ذو نواسٍ الكافرُ أتباعَ السّيدِ المسيحِفي نجرانَ . ألقى الأطفالَ والنّساءَ والكُهَّانَ في خنادِقِ النّيرانِ .
صرخَ الكاهنُ الأعظمُ :
ـ يا لثاراتِ الشّهداءِ ، لنْ أنامَ ، ولنْ أتناولَ الطّعامَ حَتّى يُرسلَ معَكَ القيْصرُ أعظمَ جيوشِهِ للثّأرِ للشّهداءِ ، فهيّا معيَ إلى القصْرِ .
ما كان ذو ثعْبانَ يظنُّ أنّهُ سَيَصلُ إلى القصرِ بهذِهِ السُّهولةِ . فلمّا دّخلَ القصْرَ معَ الكاهِنِ الأعْظمِ كانَ يُدَبِّرُ خِطّةً ناجحةً لإثارةِ القيصرِ كَما أثارَ الكاهنَ الأعظَمَ .
تقدّمَ الكاهنُ فيقاعة القيصر إلى عرشهِ الامبراطوري ، ووقفَ القيصرُ إجلالاً لهُ ، وَوَقفَ الوزراءُ والقادةُ كُلُّهمْ لِوقوفهِ . صرخَ الكاهنُ :
ـ يا لثاراتِ الشّهداءِ ؟!! صمَتَ الجميعُ بينما كان ذو ثعلبانَ يُمزقُ ثيابهُ ، وَيَجرحُ وَجههُ .
همسَ القيْصرُ :
ـ نحنُ لثأرِكَ يامَولانا ، قلْ مل ما تريدُ ونحنُ تحتَ أمرِكَ .
صرخَ الكاهنُ :
ـ اسمعْ لليَمَن يدَوسٍ ذي ثُعلُبان .
فلمّا حدّثهُ ذوثُعلبانَ صرخَ :
ـ وَيْلكَ يا ذا نُواس، قدْ حَلّتْ عليكَ اللّعنةُ ، ستأكُلُكَ جُيوشُنا ، وتَنتقمُ لشُهَدائنا .
صرخَ القيصرُ وصَوتهُ يَرتجفُ منَ الغَضبِ :
ـ اكتب أيّها الوزيرُ كتاباً إلى نجاشي الحَبشةِ كي يُرسلَ إلى اليمنِ أعظمَ جُيوشِهِ ليذبَحَ ذا نواسٍ وليثأرَ للشهداءِ . أعطِ الرسالةَ لذي ثعلبانَ ، وأرسلْ معهُ مائةَ فارسٍ وخادمٍ يسيرونَ معهُ إلى النّجاشي لتنفيذ أمرنا فَوراً .
خَرَجَ ذو ثعلبان من بلاطِ القيْصرِ وهوَ يُدمدمُ :
ـ بدأ الثأرُ يا ذانُواس . لن أهدأَ حتّى أذبحكَ كمَا ذَبحْتَ المؤمنينَ .


سارَ ذو ثعبانَ شهوراً
ىكاملةً مع فُرسانهِ وخدّامهِ ، كانَ كلَّ يَومٍ يَقرأُ رسالةَ القيصرِ إلى النّجاشي مرّتين . مرّةً حينَ يستيقظُ ، ومرّةً حينَ ينامُ . ولا يكادُ ينتهي منها حتى يقفزَقلبُهُ منَ الفرحِ . كانتْ نفسهُ تهتفُ لهُ :

ـ إن كنتَ يا ذانُواسٍ تستطيعُ قتلَ المؤمنينَ الأبرياءِ ، فالله قادرٌ على الانتقامِ منكَ بأيديمنْ همْ أقوى منكَ .
كانَ فُرسانهُ يُحيطونَبهِ كالملكِ ، وكانَ بَيْنهمْ قائداً عبقرياً حَقّاً ، وَجهٌ رائعٌ ، وذكاءٌ لامعٌ، ونفسٌ هنيةٌ ، وقلبٌ حزينٌ ، وكفٌّ كريمةٌ . لكن أينَ أنتِ يا حبشةُ؟!!
هل يستجيبُ النّجاشيّ ؟

http://www.al-fateh.net/images/i-139/ff2.jpg

تهيّأ فرسانُ الحبشةِ
لاستقبالِ وفدِ القيصرِ ، كانَ ذو ثعلبانَ يسيرُ وسطَ المائةِ فارسٍ وقلبُهُ قَلقٌ، ونفسُهُ مملوءةٌ بالمخاوِفِ أنْ يجدَ النّجاشي لنفسهِ عُذراً فلا يلبي طلبَ القيصرِ .

صاحَ قائدُ حرسِ القيصرِ عندما دخلَ ذو ثعلبان إلى بلاط النّجاشي :
ـ أهلاً برُسلِ القيصرِ ... أمرهمْ على الرّأسِ والعينِ .
وقفَ القادةُ كلّهمْفي قاعةِ النّجاشي وهُمْ يُتابعونَ حركاتِ ذي ثعلبان الهادئة اقتربَ من النجاشيوأحنى رَأسهُ ، ورَكعَ على رُكبتيهِ ، وقدّمَ رسالةَ القيْصرِ . ثم وقفَ ينتظرُ . قرأ النّجاشيُ الرّسالةَ ، ثمَّ نظرَ إلى ذي ثعلبان . فوضعَ ذو ثعليانَ أظافِرَهُ في وَجْههِ ... وغرسها حتى سَالتْ منهُ الدّماءُ ، ووقعتْ قطراتُها على الأرضِ عندَقدمي النّجاشيِّ حَمراءَ ساخنةً ، وذرفَ الدَّمعَ وهو يَهمسُ :
ـ يا لثاراتِ دينِ المسيحِ ، يا لثاراتِ أهلي وأطفالي وأمّةِ نجرانَ كلِّها .
وقفَ النجاشي بقوةٍ ،ثمّ نظرَ إلى يمينهِ وشِمالهِ وتقدّمَ ، فوقفَ الموجودونَ ، كُلَّهمْ لِوقوفهِ صرخَ :
ـ على القائدينِ أبرهةَ وأرْياطَ أنْ يُجهِّزا جيشاً كبيراً لغزوِ الكافر ذي نُواسٍ في اليمنِ .
صاحَ القائدانِ :
ـ سمعاً وطاعةً يامَولايَ .
بينما كان النجاشي يقتربُ منْ ذي ثعلبانَ ، ويمسحُ بيدهِ دماءَ وجْههِ ودموعَ عَينيهِ .
انحنى ذو ثُعلبان وقبّلَ رِداءَ النجاشي ، فرَفعهُ النجاشي وقال لهُ :
ـ سَتكونُ أنتَ ملكَ اليمنِ بعدَ زَوالِ الفاجرِ ذي نواسٍ ، وسأُرسلُ معكَ جَيشاً لمْ ترَ اليمنُ أكبرَ منهُ ، فهلْ يُرضيكَ هذا ؟!!..
همسَ ذو ثعلبانَ :
ـ وهل نسيرُ غداً إلى اليمنِ يا مولانا ؟!! أمْ أسبقُ الجيشَ لأُمهّدَ لهُ الطّريقَ .
ابتسمَ النجاشيُّ وقال :
ـ لا .. لا .. ستذهبُ مَع الجيشِ ، وجيشُنا القويُّ لا يحتاجُ إلى تَمهيدٍ . وسَتقتلُ ذا نواسٍ بيَدَيكَ، وغداً تُسافرونَ إلى اليمنِ إنْ أردتَ ذلك .
ركعَ ذو ثعلبانَ مَرةًأُخرى ، وقبّلَ طرفَ رِداءِ النَّجاشيّ ، وانسَحبَ منْ بلاطهِ إلى القصرِ الذّي أمَرَ النَّجاشي أن يَنزلَ فيه .
لمْ ينمْ ذو ثعلبان تلكَ اللّيلةَ ، كان يُصلي لله حَمداً وشُكراً ويصقلُ سَيْفهُ ، ويُهيّئ بيدهِ رُمحاً خارقاً ، وتُرساً حبشياً نادراً .
ماذا سيَحدُثُ للملكِ الظَّالمِ ذي نواسٍ ؟!!
عبَرَ جَيْشُ أبرهةَ وأرياطَ الضّخمُ مَضيقَ بابَ المندبِ إلى اليمنِ وكانَ أوّلَ عابرٍ هو ذو ثعلبانَ ،فلمّا خرجَ منَ البحرِ إلى برِّ اليمنِ ، رفعَ يدهُ برمحهِ ، وغرسهُ في الأرضِ بكلِّ قُوّتهِ وصرخَ :
ـ غداً سنثأرُ يا ذا نواس ، سننتقمُ لأرواحِ المؤمنينَ الذينَ أحرقتهمْ في خنَادقِ نجرانَ.
وبعدَ أيّامٍ كان جيشُ أبرهةَ وأرياطَ يقفُ أمامَ جيشِ ذي نواسٍ ، وَهيهاتَ لذي ثعلبانَ أن ينتظرَ ،هَجَمَ على ذي نواسٍ ، وَ هَجَمَ الجيشُ كُلُّهُ بَعدهُ . وفي أقلَّ من ساعةٍ انهزمَ جيشُ ذي نواسٍ ، لكنْ هيهاتَ أنْ يُفلتَ من قبضةِ ذي ثعلبانَ ، هَرَبَ ... فلحقهُ ذو ثعلبانَ رَغمَ الجِراح التي كانتْ تملأُ جَسَدَهُ من ضَرَباتِ حُرّاسِ ذينواسٍ وأعوانهِ . كانَ دمهُ يَنزفُ بغزارةٍ لكنَّ رُوحهُ كانتْ أقوى منهُ ، كان يريدُ أنْ يقتلَ ذا نواسٍ مهما كلّف الأمرُ .
كان معهُ بعضَ جنودِ الحبشةِ . اقتربوا من البحرِ ، ولمّا لم يجد ذو نواسٍ مفراً ، خاضَ بفرسهِ البحرَ ،بينما كانت سهامُ ذي ثعلبان تلاحقهُ ، فلمّا اختفى في البحرِ غريقاً همسَ ذو ثعلبان :
ـ الحمدُ للهِ ، لقدِانتقمَ الله منكَ أيّها الظّالمُ ، فليفرحِ الشّهداءُ المؤمنونَ .
ثمَّ سقطَ على الأرضِ ميتاً وهو يبتسمُ .
صاحَ القائدُ أبرهةُ :
ـ إنّهُ قدّيس .
وصاحَ القائدُ أرياطُ :
ـ إنهُ أعظم القدّيسينَ إنّهُ ملِكاً كما قال النجاشي .
همسَ أبرهةُ :
ـ أمَا وقد ماتَ فمنْ سَيكونُ الملكَ بَعدهُ ؟!!.
قهقهَ أرياطُ وقالَ :
ـ أنا أصبحُ ملكاً يوماً ، وأنتَ تُصبحُ بعدي ملكاً يوماً آخرَ .
قهقهَ أبرهةُ وصرخَ :
ـ أنا القائدُ الأوّلُ .
وصَرَخَ أَرياطُ :
ـ بل أنا القائدُ الأوّلُ ، والملكُ لي وحدي .
رفعَ أبرهةُ سيفهُ ،ووضعَ أرياطُ يدهُ على خنجرهِ ، وانقسمَ جَيشُ الحبشةِ إلى قسمين وكادت تقعُ بينهما حربٌ مدمرةٌ . صاحَ أبرهةُ :
ـ نرسلُ إلى النجاشي ،وننتظرُ أمرَهُ .
وصاحَ أرياطُ :
ـ سيوليني النجاشي مَلكاً على اليمنِ لا شكّ .
صرخَ أبرهةُ وهويبتعدُ :
ـ سنرى ...؟!! سنرى؟!!.
من سيفوزُ في الحربِ؟؟.
لم يكن أبرهةُ يطيقُ أن ينتظرَ عندما علمَ أنَّ القائدَ أرياطَ يتصلُ بقادةِِ جيشِهِ ، ويُغريهمْ بالوقوفِ إلى جانبهِ ، ويعدُهمْ بأعظمِ المناصبِ إنْ همْ وقفوا معهُ ضدّ أبرهة . جمعَ أبرهةُ قادته وقال لهم :
ـ إنّ أرياط لا يُريدُ انتظارَ أمرَ النجاشي فلابدَّ أن نقتلهُ .
همسَ القادةُ :
ـ ونحن معك .
لكنَّ أرياطَ كانَ جَيشهُ للقضاءِ على أَبرهةَ . وقفَ الجيشانِ متقابليْنِ صاحَ أَرياطُ :
ـ يا أبرهةُ ، تعالَ نَحسمِ المعركةَ دونَ أن تذهبَ دِماءُ جيشِ الحبشةِ في هذه البلاد الغيبةِ . تعالَ للمبارزةِ ، فإمّا أنْ تقتلني وإمّا أن أقتلكَ .
أسرعَ أبرهةُ وخلفهُ حارِسهُ عَتودةُ . وهجمَ على أرياطَ يُريدُ قَتلهُ ، لكنَّ سيفَ أرياطَ كان أسرعَمنهُ ، أّصابَ وجهَ أّبرهةَ فقطعَ أنفهُ وشَفتهُ وذقنهُ فَشَرمهُ ، وأسرعَ عَتودةُ حارسُ أبرهةَ إلى أرياطَ ، وغرسَ رُمحهُ في عُنِقِهِ فقتَلَهُ .
صاحَ عتودة :
ـ الأحباشُ يَدٌ واحدةٌ مع أبرهةَ .
فصاحَ الجيشانِ :
ـ كُلُّنا مع أبرهةَ .
رَكِبَ أبرهةُ إلى قَصرِهِ لِيُداوي فيهِ جِراحهُ ، لكنَّ شفتُهُ بقيتْ مشقُوقَةً فَسمّاهُ العَربُ أبرهةَ الأشرمَ .
رسالةٌ من النّجاشي
امتلأ قلبُ أبرهة بالخوفِ حِينَ وصلتهُ رسالةٌ من النجاشي يقولُ لهُ فيها :
ـ واللهِ سأقتلُكَ ،سَأدوسُ أَرضكَ ، سَأذِلُّكَ ، سَأحلِقُ شعرَ رأسِكَ كالعبيدِ ، كيفَ تقتلُ قائدي أرياطَ ؟!!.. أيّها الأحمقُ ، تُريدُ أنْ يكونَ لكَ مُلكُ اليَمنِ دونَ إذني ،سَأقودُ جَيشاً بِنفسي لأؤدِّبكَ .
اشتعلتِ الحُمّى فيجِسمِ أبرهةَ المريضِ خوفاً منَ النّجاشي أن يقتُلهُ أو يعزِلهُ عنْ مُلْكِ اليمنِ فمَاذا يفعل ؟!
صرخَ :
ـ آتوني بقدرٍ منْذهبٍ .
فلمّا أَتوهُ بهِ صاحَ :
ـ املؤوهُ مِنْ تُرابِ اليمنِ ، وعطّروهُ .
ففعلوا . صرخَ :
ـ أيّها الحلاّقُ ،احْلِقْ رأسي كُلّهُ .
فلمّا حلقَ لهُ ، صاحَ :
ـ هاتوا صُندوقاً مُطَعّماً بالماسِ والجوهرِ .
فلمّا أتوهُ به وَضَعَ به شعرهُ ، ثمَّ تناولَ ورقةً وقلماً وكتبَ :
ـ سيّدي وَمولايَ النجاشي . دمي فِداؤكَ ، وأنا عَبدُكَ المطيعُ ، أَرسلتُ لكَ تُراباً من أرضِ اليمنِ لِتدوسهُ . وقصَصْتُ لكَ شَعري كلّه كما أحْبَبْتَ لتَبَرَّ بيَمينكَ ، ولاحاجةَ بك أن تَأتيَ إلينا فأنا تحتَ أمركَ ، أنا آتٍ إليكَ عَبداً ذليلاً إنْ أَردتَ ، إنني بانتظارِ أمركَ .
ابتسمَ النجاشيُّ حينَ قرأ رسالةَ أبرهةَ ، فأرسلَ إليهِ أنّهُ قدْ رضيَ عنهُ ، وأنّهُ قد عيّنهُ ملكاًعلى اليمنِ .
القُلَّيسْ
كانَ سرورُ عظيماً بجيشِ الحبشةِ وبأبرهةَ الذّي خلّصهمْ منْ الظّالمِ ذي نواسٍ .
أعلنَ المؤمنونَ دِينهمْ ، وبنَوا الكنائسَ في كُلِّ مكانٍ ، لكنَّ ضَنعاءَ لَمْ تكنْ تحوي كنيسةً مَلَكيةً ، وهلْ تقومُ مَملكةٌ دونَ كَنيسةٍ ملكيةٍ . وَكُهّانٍ عِظامٍ؟!!.
وتحوّلتْ صنعاءُ كُلُّها إلى ورشةٍ عظيمةٍ لبناءِ كنيسةِ الملكِ أبرهة . وما زالَ البَنّاؤونَ يَرفعونَ بناءَها حتى ناطحتِ السّحابَ ، كانَ النّاسُ يَنظرونَ إليْها فلا يَرونَ آخِرها حتى تقعَ قلانسُهُمْ عنْ رؤوسهمْ .
مَلأها أبرهةُ بالكُهّانِ ، فأصبحتْ آيةً من آياتِ الدُّنيا الرّائعةِ ، بناءً لمْ تعرفْ لهُ اليمنُ مَثيلاً إلا قصرَ بلقيسَ العظيمَ الذي أخذَ أبرهةَ أحجارَهُ وَرُخامهُ ومرمرهُ ليَبني بهِ كَنيستهُ الهَائلةِ .
كانت قوافلُ قريشٍ تدخلُ صَنعاءَ ، فيَدورُ رجالها حولَ كنيسةِ الُلَّيسِ يَتفرجونَ عليها ويقولونَ :
ـ ما أروعها وما أعظمها .
لكنهم ما كانوا ليدخلوها لأنّ عندهمُ الكعبةَ بَيتَ اللهِ الذي بناهُ النبيُ إبراهيمُ عَليهِالصّلاةُ والسَّلامُ .
دخلَ أبرهةُ كنيستهُ مَعَ وفدِ النجاشيِّ الذّي جَاءَ ليَرى الكَنيسةَ المذهلةَ . وامتلأتْ نفسُ أبرهةَ فَرَحاً بِها وعَادَ الوفدُ إلى النجاشيِّ ليُخبرهُ بمَا رَأى ومَعهُ رسَالةٌ منْ أبرهة .
يَقولُ لهُ فيها :
ـ أصبحَ شعبُ اليمنِ كُلّهُ على دِينِ المسِيحِ ، وسَأعملُ على إيصالِ ديننا إلى أبعدِ مكانٍ في بلادِ العَربِ ، وسأوافيكَ بالأخبارِ عَن كلِّ انتصارٍ ، وسَأجعلُ العَربَ كُلَّهمْ يَحجّونَ إلى القُلَّيسِ ، وَيتركونَ الحَجَّ إلى الكَعبةِ في مكّة .
أبرهةُ الأشرمُ مَاذا يفعلُ ؟!
فُوجئَ أهلُ مَكّةَ برسُولِ أبرهةَ إليهمْ ، جَلسوا إليهِ في دَارِ النّدوةِ ، قال لهمْ :
ـ إن المَلكَ أبرهةَ يأمركمْ أن تَحُجُّوا إلى كَنيسةِ القُلَّيسِ في صَنعاءَ ، وتتركوا الحجَّ إلى الكعبة في مكةَ .
صاحَ عَبدُ المطلبِ :
ـ ويْلكَ ، أنتركُ دِينَ إبراهيمَ ، وكعبةَ ربِّنا التي بَناها نبيّهُ ، ونحجُّ إلى كنيسةِ صنعاءَ .. لا .. لا.. لا يمكنُ لهذا أن يكونَ .
وضجَّتْ أحياءُ العَربِ كُلُّها بأمرِ أبرهةَ الأشرمِ ، ورَفضوا كلُّهمْ ما أرادهُ . وصلَ الرُّسُلُ إلى إلى أبرهةَ ، وأبلغوهُ ما سمعوهُ من قبائلِ العربِ ، فطارَ صوابُه ،كيفَ ترفضُ العربُ دينهُ وقَدْ أتى ليُنقذَهمْ من الملوكِ الذينَ كانوا يَظلمونهُمْ؟!
وَفوجئ أبرهةُ بمَالَمْ يكنْ يَتوقعُهُ . قبلَ أنْ تطلعَ الشّمسُ ، أسرعَ إليهِ وزيرهُ وهمسَ لهُ :
ـ سيّدي أبرهة ، كاهنُ كنيسةِ القُلّيسِ يرجو رؤيتكُم .
نَهَض أبرهةُلاستقبالهِ بِنفسهِ ، رآهُ يقطرُ وجههُ بالغَضبِ ، عَجِبَ لهُ ، هَمَسَ رئيسُ الكُهّانِ :
ـ أدركْ شرفكَ وَشَرفَ دينِكَ يا مولايَ ، دخلَ إلى كنيسةِ القُلّيسِ بَعضُ عَربِ مكّةَ ، فلمّا خَرَجوا وجَدنا في الهيكلِ بقاياهُمْ النّجسةَ ، فهلْ تتصوّرُ أفظعَ من هذهِ الإهانةِ لبيوتِ اللهِ ؟!! صرخَ أبرهةُ :
ـ يا ويْلهم ، لابُدَّ أن أؤدِّبهمْ..
لكنَّ حديثهما لم يتمّ حِينَ دَخلَ مجموعة من الكهّانِ يَصرخونَ :
ـ كنيسةُ القُليسِ تحترقُ ، أدركنا يا مولانا الكاهِنُ الأعظمُ .
ردّدَ أبرهةُ :
ـ تحترقْ ؟!! واللهِ لأهدِمنَّ كعبتهمْ ، واللهِ لأنهبنّ بِلادهمْ ، غداً يَروْنَ ماذا سَأصنعُ بهم؟.
كانَ غضبُ نجاشيِّ الحبشةِ أشدَّ منْ غضبِ أبرهةَ حينَ علمَ بما حدثَ في كنيسةِ القُلّيسِ . أرسلَ لأبرهةَ جَيشاً ضخماً ، وأرسلَ لهُ أكبرَ أفيالهِ ليَهدمَ بهِ الكعبةَ ، فَلمّا وَصَلَ فيلُ النجاشيِّ إلى صنعاءَ انتشرَ خبرَهُ بَينَ قبائلِ العربِ كُلها .
خرجَ جيشُ أبرهةَ الضخمُ مُتوجّهاً من صَنعاءَ إلى مكّةَ ليهدمَ كعبتها ، وَينهبَ أهلها ، ويُجبرَالعربَ على الحَجِّ إلى كنيسةِ القُلّيسِ في صنعاءَ .
البطلُ العظيمُ ذونَفْر
كانَ النعاسُ يُغالبُ الحارسَ قُماهَةَ ، فقدْ اقتربَ الفجرُ وكادَ النّهارُ يُطلُّ على الدنيا ، لكنّهُ طَرَدَ النَّومَ منْ عينيهِ حينَ رأى مجموعةً منَ الفُرسانِ يَقتربونَ من مضاربِ قبيلتهِ ، أخذَ سَيفهُ ، وأطلقَ كلابهُ ، التّي أسرعتْ تنبحُ بعُنفٍ ، فأيقظتْ رِجالَ القبيلةِ كُلَّهُمْ . خرجوا برماحهمْ وخناجرِهمْ ، وركبوا خيولَهمْ حينما رَأوا أن الفرسانَ القادمينَ ملثمونَ . أسرعَ أحدُ الفرسانِ القادمينَ ، وكشفَ لِثامهُ ، وألقى سَيفهُ أمامَ مَضاربَ القبيلةِ ، فألقى قُماهةُ سَيفهُ واقتربَ منه، همسَ الغريبُ :
ـ الملكُ ذو نفرٍ ملكُ قبائلِ اليمنِ قدْ أتاكمْ .
هَلّلَ الرِّجالُ :
ـ يا مَرحباً بالملكِ، يا مرحباً بالعزيزِ ، الأرضُ أرضُكَ ، والبلادُ بلادكَ .
أسرعَ الرِّجالُ إلى النيران فأوقدوها ، وقام النّساءُ يَنقلْنَ المياهَ ، بينما كانَ اليمنيُّ ذو نفرٍ يُعانقُ شيخَ القبيلةِ . همسَ شيخُ القبيلةِ :
ـ بكَّرتنا بالخيرِ يامولايَ ؟
همسَ ذو نفر :
ـ أتيتُكمْ بخبرِالسّوءِ ، لا بالخيرِ ، أبرهةُ الأشرم الحبشيُّ في طريقهِ الآن إلى مكة ليَهدمَ الكعبةَ فماذا أنتمْ فاعلون ؟!!
هتفَ شَيخُ القبيلةِ :
ـ ويْلَهُ لنْ يصلَ إلى ما يُريدُ إلاّ على أعناقنا .
صاحَ ذو نفرٍ :
ـ حَيّاكَ اللهُ ياشيخُ ، فقد اكتملَ منّا جَيشٌ منْ قبائلِ اليمنِ كلّها ، وموعدُنا بعدَ ثلاثةِ أيّامٍ معَ جيشِ أَبرهةَ على مسيرةِ سِتةِ أيامٍ منْ صنعاءَ .
هتفَ شيخُ القبيلةِ :
ـ سنكونُ معكَ يامَولايَ وإن شئتَ خَرجنا معكَ الآنَ .
غادرَ ذو نفرٍ مضاربَ القبيلةِ ، لم يَأكلُ فيها شيئاً فقدْ أقسمَ ألاّ يهنأَ بطعامٍ حتى يَقتلَ أبرهةَالأشرمَ . غابَ في الأفقِ معَ فرسانه الملَثمينَ ، بينما اكنَ رجالُ القَبيلةِ يتفقدونَ سُيوفهمْ ورِماحهمْ ، ويُودِّعونَ أطفالهمْ ، كيْ يَلحقوا بالملكِ ذِينَفْرٍ ، وليُحاربوا مَعهُ أبرهةَ الحَبشي الأشرمَ .
ذو نفرٍ هل ينتصرْ؟؟
لمْ يكنْ أبرهةُ الأشرمُ يظنُّ أنّهُ سَيُقاتلُ جَيشاً لهُ شراسةُ جيشِ ذي نَفرٍ وحيلتهِ ، اصطدمَ معهُ فُجأةً ، وكان كلُّ مُقاتلٍ معهُ يَهجُمُ على المائةِ منْ جُنودِ أبرهةَ دُونَ أن يَهابَ .
كانت صَرَخاتُ ذونفْرٍِ تَهُزُّ وِجدَانَ كُلِّ رَجلٍ من رِجالهِ :
كانَ يصرُخُ مَعَ قرعِ الطبُولِ :
ـ منْ كانَ يريدُهَدمَ الكعبةِ فليَهربْ !! من كانَ يرضى أن يُداسَ بيتُ اللهِ فليهربْ !!
ما قُتلَ جنديٌّ منجنودِ ذي نَفْرٍ إلاّ وقتلَ عدداً من جُنودِ أبرهةَ . لكنْ هَيهاتَ للعَددِ القليلِ أنْ يثبُتَ أمامَ جيشٍ يَفوقُهُ عَشراتِ المرّاتِ . لكنَّ رَجُلاً واحداً من جيشِ ذي نفرٍ لمْ يهربْ .. ماتوا جميعاً أو أُسِروا ، أمّا هوَ فقد توغَّلَ في جَيشِ العدوِّ يقتلُ جُندهُ حتى تكسّرَ سيفُهُ ورُمحُهُ وخِنجرهُ فأسَرَهُ الجُنودُ وأخذوه فَوراً إلى أَبرهةَ .
نظرَ إليهِ أبرهةُساعةً منْ زمانٍ ، ثمّ قالَ لهُ :
ـ أراكَ قد جُننتَ يَاذا نفرٍ ؟!.. أَمِثلَ جَيشنا يُحارَبُ ؟!!.. ألا تعرفُ أَننا لا نُغلبُ ، وَلنْ نُغلبَ ؟
همسَ ذو نفرٍ :
ـ لو كانَ عِندي رُبعُ جَيشِكَ لما انتصرتَ عليَّ أبداً .
صرخَ به أبرهةُ :
ـ إننا جُنودُ الرّبِّ يا ذا نفرٍ ، ولنْ يَهزمنا أحدٌ .
همسَ ذو نفرٍ :
ـ جنودِ الرّبِّ لايَهدمونَ بيتَ اللهِ الذّي بناهُ نَبيّه إبراهيمُ . الربُّ بريئ منكم .
صرخَ أبرهةُ :
ـ لكنْ بَعدَ أن أهدمَ الكعبةَ ، بيديّ هاتينِ .. وَيرى ذو نفرٍ حِجارتها كومةً أمامَ عَينيهِ .
يتبع


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 10:08 PM

بابا نويل

جاء محمد وسها إلى جدهما، وأخذا يسألانه عن شخصية بابا نويل.
قال محمد:
-ليت بابا نويل يأتي لعندنا ويعطيني الهدايا الجميلة، كما رأيت في أفلام الكارتون.
قالت سها:
-قالت لي صديقتي في المدرسة أن بابا نويل أعطاها لعبة جميلة في العام الماضي، وهي تنتظر الآن هدية أخرى في هذا العام.
نظر الجد إلى حفيديه نظرة حب، وهزّ رأسه قائلاً:
-أتدرون يا أحبابي ما معنى بابا نويل؟

قال الحفيدان:
-لا ندري يا جدنا الحبيب.
أغلق الجد كتاباً كان يقرؤه، وقال لحفيديه:

-يا أحبائي.. لو عرفتم معنى بابا نويل لما تمنيتم هذه الأمانيّ.
بابا نويل تعني الإله أبونا فهذا الشيخ الكبير ذو اللباس الأحمر واللحية البيضاء الذي يسمونه بابا نويل هو الإله الأب الذي ولد له مولود من مريم وهو عيسى الابن.

فيقوم الأب الإله بتوزيع الهدايا في يوم ولادة ابنه عيسى عليه السلام الإله الابن.
فغرت سها فاها من هذا الكلام، وقالت:
-ما هذا الكلام يا جدي؟! لا يصدقه عقل إنسان، الله جلّ جلاله لم يلد ولم يولد.
قال محمد:
-يا جدي لو قلت هذا الكلام لأخي الصغير والذي يبلغ العامين فقط، لا يصدق هذا الكلام، بل ويستهزئ به، فكيف بالكبار يتكلمون بهذا الكلام.
قالت سها:
-ولكن يا جدي بابا نويل شخصية حقيقة تلبس اللباس الأحمر الجميل، فمن هذا الشخص يا جدي إذا لم يكن بابا نويل؟
قال الجد:
-بابا نويل شخصية وهمية وقد صنعها الرسام الأمريكي الشهير توماس، وكان ذلك عام 1822والتي شكلت في ذهن الأطفال القصص الأسطورية حول هذه الشخصية، التي تأتي علي عربة من الماس، يجرها زوج من الخيول ذات الأجنحة، والتي تطير ببابا نويل من مكان لآخر ليلة رأس السنة ليوزع هداياه على الأطفال .
وصورة بابا نويل هي صورة الرجل في الخمسين من عمره، ذو لحية بيضاء طويلة غليظة، وأنف مدبب، وجسم متين، ووجه أبيض محمر ..
قالت سها:
-ولكننا نراه في التلفزيون، وصديقتي أخبرتني أن بابا نويل جاء إليها، وقدم لها هدية حلوة.
قال الجد:
-ومع ذلك أقول لكم أن شخصية بابا نويل شخصية وهمية.
إذ كيف يكون بابا نويل هنا في بلدتنا، ونسمع عنه أنه جاء لأطفال أمريكا وأوربا بنفس الوقت.
إذن كيف جاء نفس الشخص وفي نفس الوقت وفي كل مكان؟
سكت محمد وسها، وطأطآ رأسيهما خجلاً من هذه الأفكار الطفولية التي تستحوذ على تفكيرهما، ثم قالا بصوت واحد:
-لا نريد بابا نويل.. لا نريد بابا نويل..
قال محمد:
-لا نريد من يضحك على عقولنا، ويستخفّ بنا.. لا نريد..



الساعة الآن 08:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى