منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   الأوزان والمقاييس (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=18200)

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:36 AM

الأوزان والمقاييس
 
الأوزان والمقاييس

لم يستغن البشر في حياتهم عن الأوزان والمقاييس أو الأوزان والمكاييل، منذ ان وجدوا على ظهر البسيطة، لأنهم لا بد لهم ان يكون أمامهم شيء له حجم يريدون ان يعرفوا كم وزنه، أو أمامهم مسافات أو أطوال، يريدون ان يعرفوا لها الطول والعرض والعمق.
- هذه المقاييس والأوزان وان كانت مقدرة في علم الله إلا ان البشر يحتاجون الى زمن واجتهادات حتى يهتدوا اليها، قال تعالى: “وكل شيء عنده بمقدار” (الآية 8 من سورة الرعد).
- وفي اعتقادي ان تعلمها واجب أيضاً، لأنه علم من ناحية وقد أمرنا بطلب العلم، ومن ناحية أخرى عمل ومعاملة، وأمرنا بأن نتقنه أيضاً قال تعالى: “وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان”.
- لكن يا ترى كيف اهتدى البشر الى هذه الموازين والمقاييس والأوزان التي تملأ اليوم أسماؤها صفحات الكتب، والناس يستخدمونها في بلدانهم بأسماء مختلفة وأشكال مختلفة؟
- ان أبانا آدم لم يستخدمها مثلما نحن اليوم نستخدمها البتة، وان كان قد علمه الله الأسماء كلها، وبنوه الأوائل من بعده من نوح الى عيسى لم يعرفوا هذه الموازين بهذه الكيفية أيضاً لأكثر من سبب، فمن جهة هم لم يكونوا في حاجة الى ان يعرفوها، فالحاجة كانت أقل من ان يتحملوا كل هذه المشاق.
ومن جهة أخرى، لم تكن هذه الوسائل متاحة لهم لكي يخترعوها ويصنعوا لأنفسهم آلات الوزن والطول والمسافة، وجهاز الحرارة والسرعة والضغط ونبض القلب وغيرها، لذلك فإنهم استخدموا ما كان متاحاً لهم آنذاك كالشبر والفتر والذراع والباع.
- لكن يذكر الباحث علي باشا مبارك في كتابه الميزان في الأقيسة والأوزان ان الأمم عندما بدأوا في استخدام المقادير نسبوها للذراع ثم تنوسي ذلك العهد، بمعنى ان الأصل هو وحدة الأطوال.
- ويذكر أيضاً أن الأمة المصرية هي التي سبقت الأمم الأخرى الى معرفة الموازين والمكاييل، فالكتابات القديمة تشهد على ان الفراعنة هم نقلوا الأمم القديمة من التوحش الى عالم المعرفة والصنعة، فصاروا مهندسين يبنون الاهرامات بعد ان كانوا يعيشون في الكهوف.
- ومن هنا يكاد يؤكد أن الفراعنة هم أول من عرفوا مكعب الذراع ومكعب القدم، والأوزان والأكيال كلها منسوبة الى وحدة الأصول المصرية، فالعبرانيون الذين عاشوا في مصر في عهد نبي الله يعقوب 500 عام هم الذين تركوا هذه الثروة المكيالية والميزانية.
إذن العبرانيون والفراعنة والبطالسة والرومان هم مراحل قبل العرب، ولا بد ان نعترف بفضلهم والفضل لله أولاً وآخراً.
- يقول العالم الفرنسي جرار انه وجد الذراع القديم عام 1213 في جزيرة اسوان، وكان يقاس به علو النيل وهبوطه.
- وجاء بعده مسيو جومار عام 1822 من الميلاد ليقول انه وجد ذراعاً في خزانات منف وهو مصنوع من حجر فرعوني. ثم وجد غيره من الخشب وهو موجود الآن في قصر اللوفر بفرنسا.
- إذن الذراع هو وحدة الأطوال عند الفراعنة قدماً، وقدّر الذراع الذي اكتشفه العالم جرار بثمانية وعشرين اصبعاً، وهو عبارة عن سبع قبضات، أي ان كل أربع اصابع قبضة.
- ثم قدر العلماء هذا الذراع فوجدوا ان متوسطه هو 0،252 متراً وقد سمي هذا الذراع الذراع الملوكي، والقدم هو ثلثا الذراع، والغلوة 600 قدم.
- ويقابل الذراع الملوكي الفرعوني ما يسمى ذراع الأواني الرومي الذي استخدم في بلاد فينيقيا لكن بعد ذلك اختلط كلاهما فاستخدما في مصر الفراعنة، ومن مصر انتقلا الى البلاد الأخرى المجاورة..


ذكرنا بأن الأوزان والمقاييس نشأت في احضان الفراعنة ومنهم اخذها العبرانيون، وهم بدورهم نقلوها الى البطالسة والرومان والامم الأخرى.
عبر هذه العصور كانت المقادير تبقى في الغالب كما هي وان كانت تتسم من حيث المسميات بالطابع المحلي لتلك الأمم كالمصري والرومي مثلا.
لكن اختلفت قليلا عندما تداولتها العرب والمسلمون فيما بعد حيث انها انطبعت بطابعهم ايضا فصاروا يقولون الدرهم الشرعي والدينار الشرعي وهكذا، ومن غير شك فإن مقاديرها اختلفت ايضا.
من أجل ذلك فإننا سوف نتحدث عن هذا العصر ايضا بإيجاز فنقول:
ان الدرهم والدينار في هذه المرحلة أصبحا اكثر قيمة وأهمية باعتبار انهما يوزن بهما الذهب والفضة، ولم يعد الدرهم والدينار صنجة وزن عادي فقط، بل حتى المثقال صار غير المثقال المتعارف عليه سابقا.
ويذكر البلاذري في تاريخه بأن قريشا الجاهلية كانت لها اوزان، وتلك الاوزان دخلت الاسلام ولم تتغير، بمعنى ان الرسول صلى الله عليه وسلم اقرها.
من ذلك انهم كانوا يزنون الفضة بالدرهم، ويزنون الذهب بالدينار.
اذن الدرهم العربي كان 60 شعيرة، والدينار العربي كان 85 حبة، والمثقال العربي كان 24 قيراطا، وكل ثلاثة مثاقيل عربية = مثقالا فرعونيا.
وفي عهد الرسول تعاملوا مع الدرهم البغلي وهو 4 دوانق، وقد سمي بالدينية وسماه المقريزي بالبغلي، وذكر المناوي في كتابه “النقود والمكاييل والموازين” بأن البغلي هو الوافي الأسود، وسمي بغليا نسبة الى الدرهم اليهودي الذي عرف برأس البغل. وهو فارسي، ثم الدرهم الجوازي والجوراقي والوافي والطبري، إلا ان الدرهم الاسلامي هو نصف البغلي والطبري.
ويقول علي باشا مبارك بأن الدرهم الفارسي قبل زمن اردشير كان 5،664 جرام، وفي زمن اردشير كان المثقاف الفارسي 49.8 جراما، وبقي هذا حتى عهد الاسلام، وكان الدرهم الرومي هو الدينار العربي ويساوي نصف المثقال الفارسي الذي استعمل في عهد الرسول والخلفاء من بعده.
ويبقى بعد ذلك ان نعرف اجزاء الدينار الذي اورده العلماء كما يلي:
الدينار= 6 دوانق
الدانق = 4 طسوج
الطسوج = حبتان
الحبة = حبتان من الشعير
حبة الشعير = 6 حبات خردل
حبة الخردل = 12 فلساً
الفلس = 6 فتيل
الفتيل = 6 نقير
النقير = 6 قطمير
القطمير = 2 ارزة
ويتبين ايضا من الدراهم المنسوبة للخلفاء والمحفوظة في متاحف اوروبا بأن متوسط وزن الدرهم في عهدهم لا يزيد على 829.2 جرام.
وأكد المقريزي ان الدرهم والدينار والاوقية والنش “نصف الأوقية” والرطل والنواة كلها اوزان عربية جاهلية، واستخدمها الاسلام في اخراج الزكاة، حيث قرر ان يستخرج من كل 200 درهم 5 دراهم من الفضة، وفي كل 20 دينارا نصف دينار من الذهب.


ذكرنا في مقالات سابقة بأن الدرهم والدينار عرفتهما الأمم قبل الاسلام، وان العرب استخدمتهما ايضا، والاسلام عندما جاء أقرهما.
لكننا في الحقيقة عندما نقرأ التاريخ نجد ان العصور الاسلامية مرت بتقلبات كثيرة، وفي ظل هذه التقلبات كانت تستحدث مسميات جديدة او تغير الصنجة التي هي معيار الوزن والقياس.
- لذلك فإن الباحث الألماني فالترهنتس استعرض المكاييل والأوزان الاسلامية بشكل مفصل وعادلها بما يقابلها في النظام المتري.
وفي مقدمة كتابه يذكر بأن الدرهم منسوب الى الدراخمة اليونانية، كما ان المثقال منسوب الى السوليدوس البيزنطي، في حين ان الجوهري ذكر في الصحاح بأن الدرهم فارسي معرب.
أعود الى الباحث فالترهنتس وكتابه القيم: “المكاييل والأوزان الاسلامية”، وهو من ترجمة الدكتور كامل العسلي، حيث انه قسم الكتاب الى أوزان ومكاييل واطوال ومساحات
فمن الأوزان ذكر:
الدرهم = 97.2 غم
الدينار = 231.4 غم
المثقال = 3.02 غم
أرزة = 1/240 من الدينار او المثقال
إستار = 4،5 مثقال او 20 غم
أقّة = 2828.1غم
أوقية = 125 غم (في الجزيرة العربية)
باقلة = 2،34 غم (مصري)
بغشة = 20،268 كغم
بهار = 75.243 كغم (فارسي)
بيعة = 5.4 كغم (مصري)
طسوج = 195.0 غرام (فارسي)
تمونة = 147.0 غرام (فارسي)
شارك = 750 غم (فارسي)
تولا = 0504.12غم (هندي)
جندوم = 48.0غم (فارسي والاصل كندوم)
جو = 48.0 (فارسي)
جوزه = 6 مثاقيل دراخمي
حبة = 0،65 غم
حِمل = 250 كغم (عراقي)
خردل = 000707.0 غم
خروار = 300 كغم (فارسي)
خروبة = 195.0 غم
دام = 963.20 غم (هندي)
دانق = مثقال (فارسي)
دراخمي = 25.4 غم
دينار = 333.4 غم
رزمة = 3.24 كغم
رطل = 5.1 كغم (في مكة في صدر الاسلام)
406،25 غم (في بغداد)
406،25 (في مكة في القرن 17 الميلادي)
375.609 غم (في المدينة)



ما زال الحديث عن الموازين والمقاييس التي استخدمت في العصر الاسلامي فنقول:
ري = 88.11 كجم (فارسي)
سبورته = 886.216 (مصري)
سُرخ = 125525.0 (هندي)
سقط = 3.24 كجم
سير = 75 جم (فارسي)
شامونة = 585.0 جم
طانك = 9628.20 جم (هندي)
عديلة= 150 كجم (في جدة)
فتر= 33.8 كجم (فارسي)
فتيل = 45.،. جم
فراسلة = 10 أمنان
قطمير = 45.،. جم
قمحة = ،0488. جم (مصري)
قنطار = 42،33 كجم ذهب
قيراط = 00195 جم (غير ثابت)
لودرة = 67.416 جم
ماشة = 42..1، جم (هندي)
مجر = 3،51 جم (مصرى)
مغرب = 750 جم (تركيا)
مَم = 406،25 جم (العراق)
4،225 كجم (فارسي في قول)
نوغي = 4.641جم (تركيا)
نخذ = 195.1جم (فارسي)
نش = 5.62 جم (مكة)
نقير = 0،045 جم
نواة = 15،6 جم (عربي)
وال = 0،3766 جم (هندي)
وزنة = 11،545 (تركيا)
يوك = 61،5 كجم (تركيا)

إردب - 69،6 كجم للقمح
56 كجم للشعير (مكيال مصري)
برشالة = 8،5 لتر
بطة = 5.17 كجم دقيق (مصري)
بيمانه = 8،3 كجم نبيذ او سمن (فارسي)
تغار = 100 من الحب (مكيال فارسي)
تليس = 318.6 لتر تركي)
جريب = 22،715 كجم قمح (في المدينة)
خروبة = 0،129
خيك = 4.33 لتر للنبيذ (فارسي)
ربع = 0،516 لتر (مصري في قول)
سنبل = 4،16 لتر (سوري)
صاع = 4،2125 لتر (المدينة)
صحفة = 168،23 (مغربي)
عشير = 6 لترات
غرارة = 265 لتراً (سوري)
فرق = 12،617 لتر (في المدينة)
قادوس = 159.3 لتر (مغربي)
قب = 25 لتراً (فلسطيني)
قدح = 2،062 لتر (مصري)


في المقال السابق تحدثنا بإيجاز عن تاريخ نشأة المقادير سواء كانت موازين أم مقاييس، واليوم اذ نسرد بعضا من هذه الاوزان والاقيسة نسردها سردا تاريخيا، وهي كما ترونها تتكرر مسمياتها وربما تعني شيئا واحدا، لكن بما ان العهود اختلفت فإن الدرهم مثلا سمي فرعونيا مرة وروميا مرة، وكذلك المثقال والدينار والقنطار وغيرها.
ويمكن ان يقال بعد هذا بأن مسميات المكاييل والموازين الست وهي المثقال والمن والكيكار والبقا والربعة والجيراه، كل هذه المقادير التي انتقلت الى الرومان وغيرهم كانت عبرانية الأصل، مصرية المولد والمنشأ انتقلت مع بني اسرائيل الذين خرج بهم نبي الله موسى من مصر قبل ولادة المسيح ويقال بأن ذلك كان في عام 1276 قبل الميلاد.
هذا والمثقال هو أصل الموازين.
والمن 60 مثقالا.
والكيكار أو القنطار 3000 مثقال.
والبقا نصف المثقال.
والربعة هي ربع المثقال.
والجيراه 1/20 من المثقال.
ثم اليكم بيان مقادير هذه الموازين بشيء من التفصيل كما يلي:
المثقال: صنجة الميزان (المعيار).
المن: 60 مثقالا.
القنطار: 50 منا.
الدرهم: الدرهم هو ربع المثقال الفرعوني.
المياه: سدس الدرهم.
الدينار: هو الدرهم الأتيكي.
الرطل المصري: 340 جراما.
الرطل البغدادي: 96 درهما اتيكيا روميا.
أي ان هناك فرقا بين الرطلين، فستة ارطال مصرية تعادل خمسة ارطال بغدادية.
الدينار العربي: 25.4 جرام.
الدينار: 96 حبة شعير.
السيلا: 24 جيراه.
الدينار: 20 قيراطا.
المثقال: 20 قيراطا.
السيلا: 4 دراهم رومانية.
الدرهم الرومي: هو الدينار العربي 25.4 جرام.
الدرهم: وحدته الحبة.
الرطل: 16 أوقية أو 12 أوقية.
الأوقية: 576 حبة.
الأوقية: 8 دراهم.
الأوقية: 34 جراما.
الدينار: 96 حبة.
الدانق: هو الجيراه.



ما زلنا نواصل الحديث عن الأوزان والمقاييس كما استعرضها الباحث علي باشا مبارك في كتابه “الميزان في الأقيسة والأوزان”، فنقول:
المثقال الفرعوني: 20 دانقاً.
القنطار: 9000 مثقال عربي.
المثقال العربي: 4،72 جرام.
الدرهم: ربع المثقال 3،54 جرام.
المن: 100 درهم.
المن: 354 جراماً.
المن: هو الدرهم الاسكندري.
المن: 25 مثقالاً فرعونياً.
الدوكا: 3،50 جرام.
البنس: 567 درهماً فرعونياً.
درهم نحاس: 7،08 جرام.
درهم فضة: 3،54 جرام
درهم فضة: 60 درهم نحاس.
السكل: 14،16 جرام.
الأوقية: 29،592 جرام
الأوبول: درهم.
النواة: درهم.
الأوقية: الأونص.
المن الاسكندري: 20 أوقية.
الأوقية: 34 جراماً.
الأوقية: 8 دراهم رومية.
الرطل: 408 جرامات.
الدرهم: 15 قيراطاً.
درهم الخلفاء الراشدين: 25 منه = 24 من درهم عبدالملك بن مروان.
دهقان: 24 قيراطاً.
قيراط: 4 حبات.
دراخم: 3،54 جرام.
سكل: 7،08 جرام.
القنطار الاسكندري: 12000 درهم.
الدرهم البطليموسي: 3،54 جرام.
الطالان: القنطار.
المن الرومي: 4،25 جرام.
دراخم: الدرهم.
سكستول: المثقال.
سكل: استار.
أنص: أوقية.
قنطار القاهرة: 100 رطل.
رطل القاهرة: 450 جراماً.
القنطار: 45 كيلو.
إذن هذه المقادير عرفها التاريخ عبر الأجيال والعصور المختلفة، وللعرب تلك المسميات أو بعضها لكن لها مفهوم آخر أو ان الاسلام اعتمدها بشكل آخر،


- أقول والحديث ما زال عن الأوزان والمقاييس: ومما ينبغي ان نعلمه هو ان الرطل الشرعي 12 أوقية، وبالكيلو = ،1،359،36 وهذا يعني أن الرطل الشرعي هو أربعة أرطال فرعونية رومانية.
والرطل عند إطلاقه يطلق على ثلاثة أوزان كما يقول علي مبارك: رطل مكة ورطل المدينة ورطل العراق وهو الأقل منهما ويساوى 408 جرامات.
أما القنطار فأطلق على المال الكثير، وبعضهم قدره بألف مثقال ذهب أو 4000 دينار كما ورد في لسان العرب، وقيل 100 أوقية والأوقية سبعة مثاقيل.
- ما ذكرناه كان عن الأوزان، أما المكاييل فكانت هناك قديماً مكاييل مثل الأردب عند البطالسة وهو أربعة أمداد ونصف المد، وأخذ عنهم الرومان. وكانت هناك الويبة والقدح ايضاً.
- أما العرب فمن مكاييلهم المد وهو ربع الصاع، والقفيز وهو 12 صاعاً، والجريب وهو أربعة أقفزة.
ومن مكاييل العرب أيضاً الكلية والقسط والمكوك والفرق والوسق وهو ستون صاعاً، والصاع هو خمسة أرطال وثلث الرطل البغدادي، والمدربعة.
- وفي عصرنا اليوم ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين نسمع مسميات جديدة للمقاييس والأوزان والمكاييل والمسافات مثل:
الميل = 1609 أمتار
العقدة = 6068 قدماً
الفرسخ = 3 عقد
الكيلومتر = 1000 متر
الياردة = 3 أقدام
المتر = 100 سنتيمتر
المتر = 3،281 قدم
السنتيمتر = 10 ميلمترات
الديسيمتر = 10 سنتيمترات
المتر = 1000 مليمترات
الهكتومتر = 100 متر
القدم = 12 بوصة
الياردة = 36 بوصة
الهكتار = 2،38 فدان
الفدان = 4840 ياردة
الجالون = 4،546 لتر
البرميل = 31،5 جالون
الطن = 7،3 برميل
العقد = 10 سنوات
القرن = 100 سنة
الدرجة = 60 دقيقة
الجرام = 1/1000 من الكيلو جرام
الكيلوجرام = 1000 جرام
الرطل = 31،1 جرام للذهب
الطن = 1000 كيلوجرام
الدونم = 1000 متر مربع
الفدان = 4200 متر مربع
- أقول هذه هي بعض المقاييس والأوزان والمكاييل والمساحات والأطوال المستخدمة في بلاد العالم، ولو شئنا أن نتفق على تسمياتها وأوزانها لما استطعنا، لأن الناس يختلفون في تعاملهم مع الحياة في كل عصر، إلا أن معظمها ثابت ومتوارث.



نذكر في هذا المقال ما تبقى من الكلام في الاوزان والمكاييل والأطوال والمساحات في العصور الاسلامية فنقول:
قسط = 106.2 لتر (في مصر)
قفيز = 30 لترا (في العراق)
قيراط = 064.0 لتر (مصر)
كارة = 120 لترا (العراق)
كر = 36 هكتولتر (العراق)
كلندر = 1125.2 لتر (تركي)
كيل = 08.22 لتر (سوري في قول)
كيلجة = 5.2 لتر (فارسي)
كيلة = 5.16 لتر (مصر)
لوح = 250 لترا
متر = 256.10 لتر (مكيال تركي)
مختوم = 10 لترات (في العراق)
مد = 053.0 (المد الشرعي)
مرزبان = 875.1 لتر (سوري)
مشقاع = 158،2 جم العسل
مكوك = 625.5 كجم (العراق)
ملوه = 125.4 كجم (مصري)
وسق = 3.194 كجم (اسلامي)
ويبه = 5.12 لتر (مصري)
ومن الاطوال
أرش (جزء (ذراع) 9 = 64 سم (فارسي)
اشل = 9.39 متر
اصبع: الشرعية = 078.2 سم
اصبع الذراع السوداء = 252.2 سم
ذراع الملك = 40 انجوشت (اصبع)
باب = 99.3 متر
بهر = 25.3 سم (فارسي)
باع (القامة) = 3 امتار
بريد = 24 كم4 (لاتينية)
حبل = 616.21 متر (اندلسي)
جده = 5.6 سم (فارسي)
جز (الذراع) 104 سم (فارسي)
الذراع العمرية = 815.72 سم
الذراع الشرعية = 875.49 سم4
فرسخ = 6 كم
قبضة = 875.15 سم
قصبة = 99.3 متر
ميل = 2 كم
ومن المساحات
ازالة = 63.145 متر4
جريب = 1592 مترا
حبة = 345.58 متر مربع (مصري)
دانق = 172.29 متر (مصري)
سهم = 293.7 متر (مصري)
عشير = 92.15 متر مربع
فدان = 833.4200 متر مربع
قفيز = 2.159 متر مربع
قيراط = 175،35 متر (مصري)
مرجع = 4.467 متر (مغربي)
اقول هذه هي المعايير التي كانت مستعملة في العصور الاسلامية المختلفة، ولا تزال مستعملة أو معظمها مستعمل، ولقد احسن الباحث في كتابه عندما جمع الكثير منها وعادلها بالنظام المتري الموجود اليوم.

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:37 AM

الدينار
لنا في تحديد الدينار أوجه نوردها فنقول : الوجه الأول : قد اجتهد العلماء بجمع ما أمكن جمعه من النقود القديمة والحديثة لكافة الممالك، وكل مملكة من الممالك الأوربية جعلت ذلك في خزانات الآثار.
والذي وجد من نقود الخلفاء صار وزنه بغاية الضبط، وقد جمعنا ذلك في الخطط التوفيقية في جداول فمن أراد الاطلاع عليها ومعرفة نقود كل خليفة من خلفاء الإسلام فعليه بها ليستدل منها على الوزن والعيار للدرهم والدينار المعتبرين في زمن كل خليفة، وهنا نكتفي بإيراد الوزن المتوسط فنقول :
إن الوزن لدينار واحد من سبعة دنانير وجدت من ضرب عبدالملك بن مروان هو 4.243 جرام
والوزن المتوسط لدينار من تسعة دنانير من ضرب الوليد الأول هو 4.236
والوزن المتوسط لدينار من 22 من ضرب سليمان 4.24
والوزن المتوسط لدينار من 26 دينار من ضرب عمر الثاني 4.258
والوزن المتوسط لدينار من 10 دنانير من ضرب يزيد الثاني 4.250
والوزن المتوسط لدينار من 14 دينار من ضرب هشام 4.210
والوزن المتوسط لدينار من 2 من ضرب مروان 4.247
فلو أخذت متوسط الكل لوجدت وزن الدينار الواحد 4.241
ومن هذا الجدول يظهر جلياً أن الدينار هو الدرهم الرومي الذي تقدم أن كل 1000 منه هي القدم المكعب الملوكي من الماء وأنه قديم والعرب وجدوه جاريا في الاستعمال فلم يغيروه.
الوجه الثاني : أن أحبار اليهود ذكروا في كتبهم أن الدرهم الرومي ستة دوانق، وابن الخرام في الشمسية قال : إن الدينار ستة دوانق فهو الدرهم الرومي، ثم إن أحبار اليهود لا يفرقون بين الدانق العربي والأوبول الرومانية والجيراه العبرانية بل يقولون : إنها ثلاثة أسماء لشيء واحد وهو 1/6 الدرهم الرومي، وفيما سبق قلنا : إن الجيراه 1/20 من المثقال الفرعوني وهذا يعادل 0.708 جرام، ويكون هذا المقدار هو مقدار الدانق، فلو ضربناه في 6 لكان الحاصل 4.248 وهذا المقدار هو عين أوزان الدنانير المحفوظة من ضرب الخلفاء ودنانير بعضهم 4.25
الوجه الثالث : أن جميع من تكلموا على نقود الذهب الفارسية جعلوا الدينار ( الداريك ) ضعف الدرهم الرومي، وقد صار وزن 33 قطعة ذهب من ضرب الأكاسرة ضربت في أزمان مختلفة، فوجد أن وزن الواحدة 8.38 جراماً ونصف ذلك 4.19 جراماً ووزن بعض القطع 8.5 جرام ووزن غيرها قريب من ذلك والنصف 4.25 وهو عين الدرهم الرومي ولا يختلف عن دنانير الخلفاء والأمويين وغيرهم.
ووحدة نقود الذهب عند الفرس يطلق عليها اسم داريك ( دينار ) ووحدة نقود الفضة داريك أيضاً ( درهم ) وكانت هذه النقود مستعملة أيضاً في بلاد الحجاز مع نقود الروم ونقود أخرى كانت تأتي من اليمن وبلاد المغرب وغير ذلك.
والعالم ( اكسنوفون ) الروماني قال في مؤلفاته : إن الدرهم الفارسي الجارية المعاملة به في بلاد العرب 7.5 أوبول رومية والعالم ( هرسيوس ) قال بأن وزن الدرهم الفارسي 8 أوبول وتقدم أن الأوبول 0.708 جرام فالدرهم الفارسي 5.664 جرامات، وفي زمن أردشير كان وزن المثقال الفارسي 8.49 جرامات عبارة عن درهمين روميين، الواحد 4.245 ثم بعد أردشير بنحو 161 سنة في زمن سابور الثالث صار وزن الدينار الفارسي 4.25 وهو عين وزن الدرهم الرومي وبقي كذلك إلى زمن الإسلام فصار استعماله من دون تغيير ولا تبديلوكون مقدار الدرهم الرومي الذي صار هو الدينار العربي نصف المثقال الفارسي يؤكد قول المقريزي : إن الدراهم والدنانير كانت في الجاهلية قدرها مرتين في الإسلام.
الوجه الرابع : قرأت في جرنال آسيا رسالة للعالم ( سوير ) الفرنساوي قال فيها نقلا عن الزهراوي : إن السيلوقون نصف أوقية وهو عشرون أوبولا أو ثلاثة مثاقيل وثلث ا.هـ.
والسيلقون هنا المثقال الفرعوني وهو المنقسم إلى عشرين دانقاً ومساوي نصف الأوقية الرومانية وقدره كما تقدم 14.16 جراما فإن قسمته على 1/3 3 تجد مقدار المثقال 4.25 جراما، فالمثقال الوارد في كلام الزهراوي هو الدينار العربي وهو الدرهم الرومي ولا فرق بينه وبين دنانير الخلفاء.
الوجه الخامس : نقل فاسكيس كبو الإسبانيولي في مؤلفاته عن ( إدوار برنار ) قال : إنه في كثير من الأحيان لا يفرق بين الدينار والمثقال عند العرب لكنهم جعلوا للدينار وزنين : أحدهما المثقال الروماني ، والثاني الدرهم الرومي الذي قدره 4,25 وجعلوا المثقال العربي 20 قيراطاً، وفي الكتب تارة يسمى دينارا وتارة يسمى أوروس، وجعلوا الدرهم الاتيكي 18 قيراطا، فعلى ذلك يستخرج المثقال العربي من هذه النسبة 18 : 20 :: مقدار الدينار : مقدار المثقال وحيث إن المثقال 4.72 فتكون النسبة السابقة هي 18 : 20 :: مقدار الدينار : 4.72 جراما ومنها يكون مقدار الدينار = 4.25.
وبعض المؤلفين يجعل الدينار تسعين حبة والدرهم ستين، فالدينارحينئذ درهم ونصف و ( إدوار برنار ) قال : إن الدرهم الرومي درهم ونصف عربي، فهو حينئذ عين الدينار، والعالم ( صلدين ) صرح بأن الديناريوس أو الأوروس هو الدرهم الرومي، فحينئذ ثبت من ذلك أن الدينار العربي هو الدرهم الرومي ومقداره درهم ونصف عربي.
الوجه السادس : قال العالم ( ميمونيت ) وهو من أهل القرن الثالث من الميلاد إن المثقال الفرعوني القديم 320 حبة والجديد 384 حبة ا.هـ.
وفيما سبق قلنا : إن المثقال الفرعوني القديم 14.16 جراما فبقسمته على 320 نجد مقدار الحبة الواحدة 0.04425 ثم قال : إن الدينار 96 حبة فبضربه في مقدار الحبة نجد مقدار الدينار 4.248 جراما وهو ما وجدناه سابقاً، والمثقال الجديد يكون 384 مضروباً في مقدار الحبة الواحدة ينتج منها 17 جراما، ونقل ( إدوار برنار ) أن المثقال الجديد العبراني أربعة دنانير عربية فإن قسمنا 17 جراما على 4 نجد أن مقدار الدينار 4.248 جراماً، والعالم ( ميمونيت ) قال : إن الشيلا ( المثقال الجديد ) أربعة دراهم رومية أوزوزا 6 ماهيم ( دانق أو أوبول ) وحيث قال : إن المثقال الجديد 384 حبة فبقسمته على 4 يكون الناتج 96 حبة يعني أن الدرهم الرومي 96 حبة، وسبق أن الدينار 96 حبة، فالدينار هو الدرهم الرومي، والعالم أنانيا الشيرازي الأرمني قال : إن المثقال القديم 240 حبة والدينار 72 حبة فإن قسمنا مقدار المثقال القديم وهو 14.16 على 240 نجد مقدار الحبة 0.059 جراما وإن ضربتها في 72 تجد الناتج 4.248 لمقدار الدينار وهو لا يخالف مقدار الدرهم الرومي ولا مقدار الدينار العربي ضرب الخلفاء أمويين أو عباسيين، فالدينار الإسلامي هو حينئذ الدرهم الرومي ومقداره 4.25 جراما.
ثم إن أنانيا الأرمني قال : إن الدانق 12 حبة فمن هنا يكون الدينار 6 دوانق لأن 6 × 12 = 72 حبة وهو مقدار الدينار، ولو ضربت 0.059 × 12 لوجدت الحاصل 0.708 جرام وهو مقدار الجيراه العبرانية فمن هنا ظهر أن الدانق هو الجيراه العبرانية.
الوجه السابع : يظهر من قول بعض العلماء أن الأكثر استعمالا من الدراهم في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وزمن الخلفاء الراشدين درهمان أحدهما كبير، وكان الدانق ثمنه، والثاني صغير وكان الدانق ربعه، ونحن نعلم أن الدانق هو الجيراه العبرانية، وسبق أن مقداره 0.708 جراماً، فضربه في 8 نجد الحاصل 5.664 جرامات، وهذا المقدار يطابق النقد الروماني المعروف بالدينييه وكان مقداره 1/60 من الرطل المصري الروماني الذي تقدم أن مقداره 339.84 فإن قسمته على 60 تجد 5.664 وهذا عين المقدار السابق ويساوي 8 دوانق كل دانق 0.708 جرام وكان هو درهم القيصر قسطنطين وكان يتعامل بنصفه في بلاد الحجاز وغيرها من البلاد فلو جمعت مقدار الدينييه الرومانية التي هي 8 دوانق على نصفها الذي كان يتعامل به أيضاً وكان 4 دوانق يتحصل معك 12 دانقاً والنصف يكون 6 دوانق وهو الدينار وبيان ذلك أن الدانق هو الجيراه العبراني ومقداره 0.708 جرام.
وحاصل ضربه في 8 يكون 5.664
وحاصل ضربه في 4 يكون 2.832
والمجموع 8.496
ونصفه 4.248
وهو مقدار وزن دنانيرالخلفاء بلا فرق.
فتلخص مما تقدم أن الدينار الإسلامي الذي كان في بلاد العرب زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وفي زمن الخلفاء هو الدرهم الرومي وكان نصف المثقال الفارسي وكان هو المستعمل في بلاد فارس وغيرها، ومن هنا ثبت قول المقريزي وغيره أن وزن الدراهم والدنانير في الجاهلية مثل وزنها في الإسلام مرتين ثم لما آل الأمر لعبد الملك لم يغيره وأتت الدولة العباسية فحذت حذو من سبقها وبقي مقدار الدينار 4.25 وتارة ينقص أو يزيد قليلأ بحسب دقة الصنعة وعدمها.


وجدت في جرنال آسيا الفرنساوي في رسالة العالم ( سوير ) نقلا عن مجموعة في علم الحساب بيان أجزاء الدينار فأثبتها هنا لتمام الفائدة.
الدينار = 6 دوانق
الدانق = 4 طسوج
الطسوج = حبتين
الحبة = حبتين من الشعير
حبة الشعير = 6 حبات خردل
حبة الخردل = 12 فلس
الفلس = 6 فتيل
الفتيل = 6 نقير
النقير = 6 قطمير
القطمير = 12 ارزه
فعلى هذا يكون الدينار = 24 طسوج = 48 حبة = 96 حبة شعير = 576 حبة خردل = 6912 فلساً = 41472 فتيلا = 248832 نقيراً = 1492992 قطميراً = 17915904 أرزه.
وبالنظر لهذا الجدول يظهر أن الدينار منقسم في الأصل إلى 24 قسماً كل منهما يطلق عليه اسم الطسوج والطسوج ينقسم إلى قسمين فصار الدينار منقسماً إلى 48 قسماً، ولضرورة تقدير كسورالدينار قسموه إلى أقسام أخرى حتى كان أصغر قسم هو الأرزه، والدينار يشملها سبعة عشر مليونا وتسعمائة وخمسة عشر ألفاً وتسعمائة وأربعة أجزاء صغيرة جداً، فكلمة شعيرة وخردل وفتيل ونقير وغير ذلك هي أسماء للدلالة على درجة الأقسام المنقسم إليها الدينار وليست شعيراً ولا خردلاً كما تبين.

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:38 AM

الدرهم
وقد وضعنا جداول تشتمل على وزن الدراهم المحفوظة حتى الآن في خزانات الآثار بأوروبا من ضرب الخلفاء، وهنا نورد الوزن المتوسط لدرهم مما وجد من ضرب الخلفاء ليعلم مقدار وزن الدرهم فنقول: إن متوسط وزن درهم من 12 درهما من ضرب عبد الملك بن مروان هو 2.861 جراماً.
ومتوسط وزن درهم من 58 درهماً من ضرب الوليد الأول 2.833 جراماً.
ووزن درهم من 12 من ضرب سليمان 2.851
ووزن درهم من 7 دراهم من ضرب عمر الثاني 2.800
ووزن درهم من 2 من ضرب يزيد الثاني 2.760
ووزن درهم من 25 درهماً من ضرب هشام 2.800
ووزن درهم من 4 دراهم من ضرب الوليد الثاني 2.870
ووزن درهم من ضرب إبراهيم 2.760
ووزن درهم من 6 دراهم من ضرب مروان الثاني 2.771
ووزن درهم من 5 دراهم من ضرب أبي العباس 2.814
ووزن درهم من 85 درهما من ضرب المنصور 2.822
ووزن درهم من 16 درهما من ضرب المهدي 2.816
ووزن درهم من 131 درهماً من ضرب هارون الرشيد 2.865
ووزن درهم من 22 درهما من ضرب الأمين 2.860
ووزن درهم من 14 درهما من ضرب المأمون 2.908
ووزن درهم من ضرب المعتصم وهكذا إلى المعتمد 2.873
وبالتأمل في هذا الجدول يظهر أن متوسط وزن الدرهم لمجموع دراهم الخلفاء هو 2.829 جراماً وأن أكبر متوسط وزن لدرهم هو 2.90 والمتوسط الغالب دائر بين 2.80 و 2.87
وفي الجداول الواردة في الخطط التوفيقية لجميع نقود الخلفاء من الفضة وزن الدرهم متغير فيكون 2.97 وينقص إلى 2.70 وحينئذ لا يمكن الجزم بأنه الأقل أو الأكبر ولكن يمكننا أن نقول: إن الوزن الحقيقي منحصر بين الأقل والأكبر فلا يكون أقل من الأصغر ولا أزيد من الأكبر، ويلزمنا أن نبحث عن مقداره بالتحقيق ونستعين في هذا البحث بأقوال العلماء الذين اشتغلوا بهذا الأمر.
وقبل الشروع في ذلك نمهد له فنقول :
إن جمهور علماء الإسلام أجمعوا على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه الراشدين ومن تبعهم لم يتعرضوا للنقود.
قال المقريزي : إن المثقال منذ وضع لم يختلف جاهلية ولا إسلاماً وقال أيضاً : ولما بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - فرض زكاة الأموال في نقود الجاهلية فجعل في كل خمس أواق من الفضة الخالصة التي لم تغش خمسة دراهم، وهي النواة، وفرض في كل 20 ديناراً نصف دينار، وقال : والأوقية 40 درهما والرطل 12 أوقية فيكون الرطل 480 درهما والنص هو نصف الأوقية حولت صاده شيناً فقيل : نش، وهو عشرون درهما والنواة وهي خمسة دراهم.
قال : ولما بعث الله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أقر أهل مكة على ذلك كله وأقر النقود في الإسلام على ما كانت عليه في الجاهلية، ونقل المقريزي للدلالة على ذلك حديثا رواه من طريق مسلم وأبي داود - رحمهما الله تعالى - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مدها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها" فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل بلد وما تختص به من كيل ونقد ا.هـ.
وخرج النسائي من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " المكيال مكيال أهل المدينة، والميزان ميزان مكة " ا.هـ.
وقال الخطابي : إنما جاء هذا الحديث في نوع ما يتعلق به أحكام الشريعة في حقوق الله تعالى دون ما يتعلق به الناس في مبايعاتهم وأمور معايشهم، وقوله : الوزن وزن أهل مكة، أي في الذهب والفضة خصوصا دون سائر الأوزان، ومعناه أن الوزن الذي يتعلق به حق الزكاة في النقد وزن أهل مكة، وأما قوله : والمكيال مكيال أهل المدينة إنما هو الصاع الذي يتعلق به وجوب الكفارات وتجب صدقة الفطر به ويكون تقدير النفقات وما في معناها بعياره.
وكل هذا شاهد عدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - لم يتعرضوا للنقود.
وذكر أبو العباس بن سريج أن درهم مكة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسون حبة و 3/5 حبة وهو 6 دوانق وكانت النقود الجاري التعامل بها بين الناس في أرض الحجاز وغيرها نقود فارس والروم وغيرها وكانت مختلفة فلما استخلف أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لم يغير النقود ا.هـ.
وذكر المقريزي أنه لما استخلف عمر لم يتعرض لشيء من النقود بل أقرها على حالها، فلما كانت سنة 18 من الهجرة وهي السنة الثامنة من خلافته ضرب الدراهم على نقش الكسروية وشكلها بأعيانها، وفي آخر مدته وزن كل عشرة دراهم 6 مثاقيل، فلما بويع عثمان ضرب دراهم نقشها الله أكبر، ولما اجتمع الأمر لمعاوية وجمع لزياد ابن أبيه الكوفة والبصرة قال : يا أمير المؤمنين، إن العبد الصالح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صغر الدرهم وكبر القفيز، وقال : فلو جعلت أنت عيارا دون ذلك العيار ازدادت الرعية به رفقا ومضت لك به السنة الصالحة، فضرب معاوية تلك الدراهم السود الناقصة من ستة دوانق فتكون 15 قيراطاً تنقص حبة أو حبتين ا.هـ.
قلت : يتضح من هذا أن تعامل الناس إلى زمن معاوية كان بدراهم الجاهلية.
وقال المقريزي : وضرب زياد دراهم وزن كل 10 منها 7 مثاقيل، فلما قام عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - بمكة ضرب دراهم مدورة، وكان أول من ضرب الدراهم المستديرة، وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحاً غليظاً قصيراً، وضرب أخوه مصعب بن الزبير دراهم بالعراق وجعل كل 10 منها 7 مثاقيل ا.هـ.
وفي تاريخ البلاذري أن محمد بن سعيد قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبيه أن أول من ضرب وزن 7 الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أيام ابن الزبير. انتهى. وهذا يدل على أن وزن 7 حادث في الإسلام.
قلت : علمنا من ذلك أن النسبة 7/10 الواقعة بين الدينار والدرهم كانت حاصلة قبل عبد الملك لكنها لم تكن في كافة أنحاء المملكة وكانت هي وغيرها متعاملا بها، فلما آل الأمر إلى عبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابني الزبير ضرب السكة الإسلامية واعتبر فيها نسبة 7/10 وصار لا يتعامل في كافة أنحاء الخلافة الإسلامية إلا بالسكة الإسلامية ومنع التعامل بغيرها.
والنقود التي كانت على عهد عمر - رضي الله عنه - على مراتب ثلاث، كما ذكر ذلك في المبسوط، فكان بعضها 20 قيراطاً وبعضها 12 قيراطا وبعضها 10 قراريط، فالأولى وزن الدرهم وزن الدينار، والثانية وزن كل 10 دراهم ستة مثاقيل، والثالثة كل 10 دراهم خمسة مثاقيل.
وذكر في تاريخ البلاذري أن الدراهم كانت من ضرب الأعاجم مختلفة كبارا وصغارا فكانوا يضربون منها وزن مثقال وهو وزن 20 قيراطاً ويضربون منها وزن 12 قيراطاً ويضربون وزن 10 قراريط وهي أنصاف المثاقيل، فلما من الله بالإسلام واحتيج في أداء الزكاة إلى الأمر الوسط أخذوا 20 قيراطاً و 12 قيراطاً و 10 قراريط فصار المجموع اثنين وأربعين قيراطاً فضربوا على وزن الثلث من ذلك وهو 14 قيراطاً فوزن الدرهم العربي 14 قيراطاً من قراريط الدينار فصار وزن كل 10 دراهم سبعة مثاقيل، والظاهر أن ذلك كان في زمن عبد الملك حينما ضرب السكة الإسلامية ومنع التعامل بغيرها.
وتلخص من جميع ما سبق أنه قبل الإسلام كانت الدراهم مختلفة فكان منها ما كل 10 دراهم 6 مثاقيل، وما كل 10 وزن 5 وما وزن الدرهم وزن الدينار، وأن وزن 10 دراهم 7 مثاقيل حدث في الإسلام وصار لا يتعامل إلا بها من ابتداء زمن عبد الملك.
والآن نبحث عن مقدار الدرهم قبل زمن عبد الملك فنقول :
تقدم أن المثقال العربي هو ثلث المثقال الفرعوني ومقداره 4.72 وأن الدينار هو الدرهم الرومي ومقداره 4.25 وعلماء العرب لا تفرق بين المثقال الدينار، وبعضهم يقول : إن المثقال يطلق عرفاً على الدينار.
وتقدم أن المقريزي قال : إنه في آخر زمن عمر كانت العشرة دراهم ستة مثاقيل، فإذا فرضنا أن المثقال هو الدينار نجد حاصل ضرب 6 في 4.25 = 2.55 وضعف ذلك 5.10 ونقود الروم التي كانت جارية بين الناس المعروفة بالهرقلية كانت 5.664 جراما ولم يكن دراهم وزنها 5.10 والمقريزي ذكر أن الدراهم والدنانير وزنها في الجاهلية مثل وزنها في الإسلام مرتين، ونصف 5.664 هو 2.832 وهذا المقدار هو 6/10 المثقال العربي، فيظهر أن مراد المقريزي بالمثقال العربي ليس الدينار، وأيضاً لو قارنا درهم 2.55 بأصغر وزن موجود في الجدول السابق للدراهم نجده أصغر منه بكثير، ومعلوم أن مقدار زكاة الأموال ثابت لا يتغير، وكان يؤدى في زمن الخلفاء بنقودهم، وبما أن هذا لم يبلغ أصغرها فلا يصح اعتماده، لكنا إذا ضربنا مقدار المثقال في 6 نجد 6 × 4.72 = 28.32 وهذا المقدار هو مقدار أوقية الرطل المصري الروماني ، وحيث إنها 10 دراهم فالعشر هو مقدار الدرهم في آخر مدة الفاروق وهو 2.832 وهو لا يختلف عن وزن دراهم السكة الإسلامية، بل هو أكبر من دراهم يزيد الثاني ومن دراهم مروان الثاني، وأيضاً كان من ضمن الدراهم الجاري التعامل بها ما العشرة منها وزن ستة مثاقيل، وفي الجاهلية كان الدينار هو المثقال وغير ذلك كان في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نقد روماني اسمه الدينييهوهي 8 دوانق وكان يتعامل بها كما كان يتعامل بنصفها المسمى ساليك وكان = 4 دوانق وكان الرطل الروماني 60 دينييه والعرب جعلت الرطل 120 درهما والدرهم هو الساليك الروماني ، وتقدم أن الدانق الفرعوني = 0,708 جراما فتكون الدينييه 8 × 0.708 جراماً = 5.664 جراما ونصفها يكون هو الساليك أو الدرهم العربي في زمن الرسول = 2.832 جراما يساوي 4 دوانق لأن 4 × 0,708 جرام = 2.832 جراماً.
وهذا المقدار يساوي 6/10 من المثقال العربي يعني 6 × 0.472 جراماً، وبيان ذلك أن المثقال الفرعوني - كما تقدم - ثلاثة مثاقيل عربية والمثقال الفرعوني 20 دانقاً فالدانق حينئذ 1/20 فرعوني يساوي 3/20 عربي وحيث إن الدرهم العربي أو الساليك الروماني 4 دوانق فيكون :
4/20 فرعوني = 4 × 3/20 عربي أو
4/20 فرعوني = 3/20 × 6 عربي أو
4/20 فرعوني = 1/10 × 6 عربي
أو 4 دوانق فرعونية = 6/10 من المثقال العربي، وتقدم أن المثقال العربي 4.72 فعشره يكون 0.472 جراماً و6/10 منه هو 2.832
والنقد المسمى بالدينييه هو الذي أطلق عليه المقريزي اسم الدرهم البغلي وقال إنه 8 دوانق والعالم ( هرسيوس ) قال بذلك أيضاً و ( إدوار برنار ) قال : إن المثقال سدس الوقية المصرية الرومانية التي هي وقية الرطل المصري الروماني الذي قلنا : إن مقداره 339.84 جراما والوقية المذكورة 28.32 وكانت 10 دراهم فالدرهم حينئذ 2.832 وهذا الدرهم هو 4 جيراه عبرانية أو أوبول رومانية لأن :
4 × 0.708 جراما = 2.832 جراما
وهذا المقدار هو 1/5 المثقال الفرعوني لأن المثقال الفرعوني 14.16 جراما وخمسه 2.832 جراما وهذا الدرهم = 1/15000 من مكعب قدم الذراع الملوكي من الماء والقنطار الفرعوني يعادله 15000 مرة يعني أن 15000 × 2,832 = 42,5 كيلو والقنطار الفرعوني 12000 درهم بطليموسي كل درهم 3.54 جراما فنسبة الدرهم الذي كان قبل السكة الإسلامية، وفي آخر زمن عمر، وعلى موجبه كانت تؤخذ الزكاة وهو 2.832 إلى الدرهم البطليموسي كنسبة 5 إلى 4 لأن 5 × 2.832 = 4 × 3.54 جراما، وسيأتي أن الخمسة دراهم هذه هي النواة.
ولنا دليل آخر على أن درهم 2.832 هو الصحيح الذي يعتمد عليه وهو اتفاق النقلة على أن أغلب ما كان يتعامل به من أنواع الدراهم في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصدر الأول بعده نوعان من أنواع الدراهم : الطبري والبغلي، وقال المقريزي : والدرهم الطبري ثمانية دوانق والدرهم البغلي أربعة دوانق وقيل بالعكس ا.هـ.
وبعضهم قال : إنه في زمني بني أمية جمع الدرهمان وقسما نصفين فخرج من ذلك درهم ستة دوانق، وقال الماوردي : إن الذي جمعهما عمر - رضي الله عنه - وقال غيره : إنه زياد ابن أبيه، بل وقيل : إنه الحجاج، في زمن عبد الملك.
وكل هذه الأقوال يدل معناها على أن الدرهم الإسلامي هو نصف الدرهمين البغلي والطبري المساوي أحدهما أربعة دوانق والآخر ثمانية، فلو عثرنا على الدراهم القديمة التي كانت جارية في زمن عمر ومن بعده قبل عبد الملك ووقفنا على أوزانها الصحيحة ووجدنا أن نصف مجموع الدرهم الصغير والكبير هو 2.832 كان ذلك حجة قاطعة لكل شك، وقد وجدت في كتاب ( وسكيس كبيو ) بيان الدراهم الموجودة وعليها اسم عمر وكذلك الدراهم التي ضربها عمال الخلفاء قبل عبد الملك وهي هذه :
دراهم موجودة بمتحف مدينة باريس وعليها اسم عمر بالفارسي وبالعربي بسم الله.
درهم وزنه 3.48 درهم وزنه 3.92
درهم وزنه 3.92 درهم وزنه 3.92
والمجموع = 15.24 درهم عليه اسم عمر ضرب في طبرستان 1.82 ودرهم 1.90 عليه اسم عمر بالعربي ودرهم 1.90 ودرهم 1.82 ومجموع ذلك هو 7.44 ودرهم باسم سعيد بالعربي 1.82 والمتوسط 15.24/4 = 2.81 والمتوسط 7.44/4 = 1.86 ومجموع المتوسطين 5.67 ونصف ذلك 3.835 وهو يقرب من عدد 2.832 جداً.
والموجود في خزانة لوندره من ضرب عمال الخلفاء هي الدراهم الآتية :
اثنان ضرب عبد الله أحدهما 4.20 والثاني 3.90
اثنان ضرب سليم زياد أحدهما 4.10 والثاني 3.70
واحد ضرب عبد العزيز 3.97
واحد ضرب عبد الله بن الزبير 3.27
اثنان ضرب عبد الله حازم 3.97، 3.85
واحد ضرب خالد بن عبد الله 3.85
اثنان ضرب المهلب بن أبي صفرة 3.65، 3.70
اثنان ضرب أمية بن عبد الله 3.70، 3.70
اثنان ضرب الحجاج بن يوسف 3.87 والثاني 3.89
فلو استبعدت درهمي 4.20 و 4.10 اللذين مجموعهما 8.30 لكان مجموع الدراهم الباقية 49.02 وإن أخذت المتوسط يعني قسمت 49.02 على 13 يكون الخارج 3.77 وهو مطابق لمتوسط الدراهم المضروبة وعليها اسم عمر، ولو نسبت هذا للمثقال الذي هو 4.72 لوجدته ثمانية أعشاره، لأن عشر المثقال 0.472 وحاصل ضربه في 8 = 3.776 فعلى ذلك الدرهم البغلي الوافي الذي قيل : إنه ثمانية دوانق هو 3.776 وبما أن الدرهم الطبري نصفه فنضرب 4 دوانق في 0.472 نجد 1.888 وهو مطابق للدراهم الموجود عليها اسم عمر بالفارسي، وإن جمعت الدرهمين كان وزنهما = 5.664 وهو مقدار الدينييه الرومانية وهي عبارة عن 12 عشر مثقال ونصفها ستة أعشار المثقال = 2.832 وهو درهم عمر.
وذكر الشيخ شهاب في ذخيرته أن الدرهم المصري 64 حبة وهو أكبر من درهم الزكاة، فإذا أسقطت الزائد كان النصاب من دراهم مصر 180 درهما وحبتين فقط ا.هـ.
قلت : 180 × 64 = 1152 + حبتين = 1154 حبة يساوي النصاب.
ثم إن درهم مصر 3.125 جراما، فإن قسم على 64 حبة كان مقدار الحبة 0.049 وحاصل ضرب 0.049 × 1154 =565.46 وإن قسمت هذا الحاصل على 200 ينتج 2,83 وهو عين درهم عمر، وقد وجدت مع الخواجا ( لمبو ) أحد مستخدمي المكتبة الخديوية درهمين مستديرين أحدهما ضرب في واسط سنة 117 هجرية في خلافة هشام بن عبد الملك، والثاني ضرب في أصبهان في خلافة المأمون سنة 199 وقد أجريت وزن الدرهمين في حجرة الكيمياء بالميزان الحساس بمعرفة حضرة إسماعيل أفندي حسنين فكان وزن درهم هشام 2.754 جرام، ووزن درهم المأمون 2.81 جراما, والكتابة التي على كل منهما كوفية واضحة، ففي أحد وجهي درهم هشام : بسم الله ضرب هذا الدرهم بواسط سنة سبعة عشر ومائة، وفي الوجه الآخر : الله أحد الله الصمد ... إلى آخر السورة وفي دائره محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وقطر هذا الدرهم 27.5 ملليمترا ويزيد على قطر درهم المأمون بقدر 4 ملليمتر، وعلى أحد وجهي درهم المأمون محمد رسول الله - ذو الرياستين، وعلى الوجه الثاني بسم الله ، ضرب هذا الدرهم بمدينة أصبهان سنة تسع وتسعين ومائة، وفي دائره محمد رسول الله أرسله بالهدى ... إلى آخر الآية، وقطره 23.5 ملليمترا، فدرهم المأمون يقرب جداً من درهم 2.832 جرام الذي كان جارياً في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن خلفه من الخلفاء إلى زمن معاوية، وفرقه عن درهم عبد الملك هو ناشئ عن عدم إتقان الصناعة، ومن طول زمن الاستعمال لعدم انتظام استدارته. انتهى.
ثم إن درهم 2.832 لا يفرق عن درهم معاوية بن أبي سفيان، وذلك أن درهم معاوية 15 قيراطا إلا حبة أو حبتين وكان أقل من ستة دوانق، ودرهم عبد الملك 15 قيراطاً سواء وهو 6 دوانق، فصح أن درهم معاوية أقل من 6 دوانق ، فمتى علمنا درهم عبد الملك علمنا بالنسبة له درهم معاوية، ودرهم عبد الملك يمكن استخراجه من قول المقريزي : إن عبد الملك بن مروان ضرب الدنانير والدراهم فجعل وزن الدينار 22 قيراطا إلا حبة بالشامي وجعل وزن الدرهم 15 قيراطاً سواء والقيراط أربع حبات وكل دانق قيراطان ونصف ا.هـ.
قلت : إن المثقال العربي 24 قيراطاً ومقداره 4.72 فإن قسمت 4.72 على 24 تجد أن مقدار القيراط 0.1967 جراما وضرب هذا المقدار في 15 يحصل عنه الدرهم 2.950 ويكون هذا المقدار وزن درهم عبد الملك ومقدار الدينار يكون 21,75 ضرب مقدار القيراط 0,1967 = 4,28 وهو يزيد عن مقدار الدرهم الرومي وعن مقدار وزن الدينار الذي تقدم في الجدول السابق لمتوسط وزن دنانير الخلفاء, لكن إذا اعتبرنا قول محمد بن سعيد الوارد في تاريخ البلاذري القائل بأن وزن الدرهم من دراهمنا هذه 14 قيراطاً من قراريط مثقالنا الذي جعل 20 قيراطاً وهو وزن خمسة عشر قيراطا من أحد وعشرين وثلاثة أسباع نجد أن قوله هو الصواب لأنه بضرب 21 و 3/7 في مقدار القيراط وهو 0.1967 نجد أن مقدار الدينار 4.22 وهو وزن أغلب دنانير الخلفاء، وعلى ذلك فوزن درهم عبد الملك الذي نعتمد عليه ونعتبره في حساباتنا هو 2.95 ووزن الدينار 4.22 وذلك لأنه مطابق لما اتفق عليه علماء الإسلام من أن العشرة دراهم سبعة مثاقيل.
وقول المقريزي يخالف ذلك لأن العشرة دراهم 150 قيراطاً على قوله والسبعة دنانير 152,25 قيراطاً بخلاف قول ابن سعيد فإن العشرة دراهم في التقسيم المعتبر بمكة 140 قيراطاً والسبعة دنانير كذلك وفي التقسيم الشامي العشرة دراهم 150 قيراطاً والسبعة دنانير كذلك فالأصح حينئذ قول ابن سعيد.
والآن نبحث عن درهم معاوية فنقول : حيث إن درهم عبد الملك هو 60 حبة ويساوي 2.95 مقدار الحبة الواحدة يكون 0.0492 فإن طرحنا حبتين من درهم عبد الملك يكون الباقي هو درهم معاوية وهو 2.85 وهو قريب جداً من درهم 2.832 الذي تقدم أنه كان في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي زمن أبي بكر وعمر وعثمان.
ومما يثبت لنا أن هذا الدرهم هو درهم معاوية ما وجد في خزانة لوندره من ضرب زياد بن أبي سفيان وأورده ( واسكيس كبو ) في كتابه وقال : إن وزنه بغاية الضبط 2.85 .
وكون وزن الدينار 4.22 موافق للوزن المتوسط لكثير من الدنانير الواردة في الجدول السابق فبعض دنانير عبد الملك 4.25 وبعضها 4.22 ومنها ما هو 4.23 ومنها ما هو 4.26 .
وهكذا يوجد في دنانير الوليد الأول وغيره ما وزنه أكثر وأقل، والاطلاع على جدول العملة الذهب العربية المضروبة في عهد خلفاء المشرق الموجودة في الخطط التوفيقية كاف في ذلك.
وسبق أنا قلنا : إن الصنعة في وقت أن اتخذت السكة الإسلامية لم تبلغ غايتها في الإتقان فإن حسبنا درهم معاوية بالنسبة لدرهم عبد الملك وهو 2.95 نجد أن الحبة الواحدة 0.04923 جراماً أو 0.05 جراما والحبتين 1/10 من الجرام، ويكون مقدار الدرهم 2.85 وفرقه عن درهم عمر شيء يسير وبناء على ذلك يكون :
درهم عمر 2.832 جراماً
درهم معاوية 2.850 جراماً
درهم عبد الملك 2.950 جراماً
ودرهم عبد الملك هو 1/120 من الرطل البطليموسي الذي كان مستعملا في بلاد الشام، وتقدم أن مقداره 354 جراماً كما أن درهم عمر كان 1/120 من الرطل المصري الروماني الذي هو 339.84 وأن النسبة الواقعة بين درهم عمر ودرهم عبد الملك هي النسبة الواقعة بين الرطلين وهي : 100 : 96 يعني أن 100 درهم من دراهم عمر تساوي 96 درهما من دراهم عبد الملك.
وفيما سبق قلنا : إن المثقال الفرعوني القديم 14.16 جراماً كان منقسما إلى 20 قسماً فكان درهم عمر 4/20 منه أي 1/5 الدينار الفرعوني، ثم إن المثقال المذكور جعل منقسما إلى 24 قسماً بعد الخراب لبيت المقدس فصار مقدار القسم منه 0.59 جرام ودرهم عبد الملك 5 منها يعني 5/24 وعلى ذلك يكون 4/20 = 5/24 ومنها تنتج النسبة بين درهمي عمر وعبد الملك وهي 100 : 96 .
فعلى ذلك متى علم أحد الدرهمين فلا صعوبة في معرفة الثاني.
فمثلاً إذا علم درهم عمر نضربه في 100 ونقسم الحاصل على 96 ينتج درهم عبد الملك، وبالعكس إذا علم درهم عبد الملك نضربه في 96 ونقسم الحاصل على 100 فينتج درهم عمر، ودرهم عمر ودرهم عبد الملك هما منسوبان إلى المثقال الفرعوني.
وتقدم أن مقدار الزكاة المقدرة 5 دراهم في كل مائتي درهم من الفضة الخالصة من الغش ونصف دينار في كل 20 ديناراً، وحيث علمنا مقدار درهم الفضة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين وهو 2.832 وعلمنا كذلك درهم معاوية وهو 2.85 ودرهم عبد الملك وهو 2.95 يمكننا معرفة حكمة تقدير النصاب بمائتي درهم ومعرفة ما هو الرطل الشرعي المجعول 12 أوقية على حساب الأوقية 40 درهما ، ولذك نقول : إن درهم الخليفة عمر 2,832 والوقية 40 درهما فيكون مقدارها بالجرامات 40 × 2.832 = 113.28 جراماً، ثم إن الرطل 12 أقية أو 480 درهماً فيكون مقداره 12 × 113.28 = 1.359.36 كيلو جرام، وإن نسبنا هذا المقدار إلى الرطل 339.84 نجد أنه يدخل فيه أربع مرات بلا فرق لأن 4 × 339.84 =1.359.36 كيلو، بمعنى أن الرطل الشرعي الذي هو 480 درهما أربعة أرطال مصرية رومانية.
وتقدم أن الرطل المصري الروماني 24 مثقالا فرعونيا فيكون الرطل الشرعي يساوي 4 × 24 = 96 مثقالا فرعونياً، وهذا واضح لأن :
96 × 14.16 = 1.359.36 كيلو، وهو عين السابق فمن هنا يظهر أن الرطل الشرعي هو منسوب للمثقال الفرعوني، ثم إن الوارد في السنة أن مقدار نصاب زكاة الفضة مائتا درهم ، وقلنا : إن الدرهم 2.832 فيكون 200 × 2.832 = 566.40 جراماً، وهذا المقدار هو مائة دينييه رومانية، لأن الدينييه تساوي 5.664 فالمائة 566.40 فينتج أن المائتي درهم وهي النصاب هي 100 دينييه رومانية وهي النقد الذي كان جاريا في بلاد الحجاز في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان مقداره ثماني دوانق فرعونية ونصفه أربعة، وكانت الزكاة تؤدى من هذه النقود، ثم إن المائة دينييه هي رطل مصري روماني وثلثا رطل، لأن الرطل المصري الروماني :
339.84 جرام
وثلثاه 226.56 جرام
والمجموع 566.40
والرطل المصري الروماني 24 مثقالا فرعونياً وثلثاه 16 مثقالا فرعونيا فيكون النصاب الشرعي وهو 200 درهم 40 مثقالا فرعونياً، ومقدار الزكاة خمسة دراهم، والدرهم 2.832 وحاصل ضرب 5 × 2.832 = 14.16 وهو وزن المثقال الفرعوني ويكون في كل 40 مثقالا فرعونيا مثقال واحد أو 2.50 في كل 100 وهو ربع العشر كما تقول الفقهاء.
ثم إن الرومانيين كان لهم نقد يسمى الليبتون وهو عين المثقال العربي، وكان لكل 20 منه نصف الواحد يعني زكاة كل 20 مثقالاً نصف مثقال وذلك أنا قلنا : إن 40 مثقالا فرعونياً زكاتها مثقال، وحيث إن المثقال الفرعوني 3 مثاقيل عربية فتكون زكاة 120 مثقالا عربيا 3 مثاقيل أو كل 40 مثقالا عربيا مثقالا أو كل 20 مثقالاً 1/2 مثقال ونعلم أن المثقال 4.72 ونصفه 2.36 وهذا المقدار الأخير هو الدرهم الجوارقي الذي قال المقريزي : إنه 4.5 دانق لأ المثقال العربي أو الليبتون تسعة دوانق فكان يتعامل في وقت الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - بالليبتون ونصفه كما كان يتعامل بالدينييه ونصفها.
وفي بعض كتب العرب يطلق على نصف الليبتون اسم هرقلا، من اسم القيصر هرقليوس، وكان معاصرا للرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبل الهجرة بسنة، يعني سنة 621 ميلادية، ضرب هذا القيصر مقدارا وافرا من هذه النقود للصرف على العسكرية، ومن ذلك كثر وجودها في تلك الحقبة ببلاد الحجاز، ولما من الله بالإسلام وتقررت الزكاة صارت بالطبع تؤخذ منها.
ثم إنا إذا اعتبرنا العشرين دينارا الذي هو النصاب أيضاً نجد أن مقدار الزكاة نصف دينار، وذلك أن في 20 مثقالاً عربيا نصف مثقال عربي كما سبق يعني 2.36 ونعلم مما سبق أن العشرة دنانير 9 مثاقيل ، فنحول العشرين مثقالا عربيا إلى دنانير فتجد أن العشرين مثقالا عربياً تساوي 22 + 2/9 دينارا وزكاة هذا المقدار 2.36 وزكاة الدينار الواحد خارج قسمة 2.36 على 22+ 2/9 وبإجراء العملية نجد زكاة الدينار الواحد 0.1062 جرام وزكاة العشرين ديناراً هي 20 × 0.1062 جرام = 2,124 وهذا المقدار يساوي نصف دينار لأن الدينار هو 4.248 فثبت أن في كل 20 دينارا نصف دينار كما هو الحكم الشرعي.
وبالمثل يثبت أن زكاة المائتي درهم خمسة دراهم، وذلك أن زكاة 20 ديناراً نصف دينار والدينار 4.248 جراما فالعشرون دينارا 84.96 وزكاتها نصف الدينار 2.124 والمائتا درهم هي 100 دينييه - كما سبق - أعني 566.4 جراما فيستخرج زكاتها من هذه النسبة 84.96 : 566.4 2.124 : س ومنه :
س = ( 2.124 × 566.4 )/84.96 = 14.16 وهذا المقدار يعني 14.16 يساوي خمسة دراهم كل درهم 2.832 جراماً فتكون زكاة 200 درهم مثقالا فرعونياً.
ويظهر مما قدمناه أولا أن النصاب الذي هو 200 درهم = 100 دينييه رومانية = 200 ساليك، وهو نقد روماني أطلق عليه في الكتب العربية اسم الدرهم الطبري ومقداره 2.832 أو 4 دوانق، وهو درهم عمر.
ثانياً : أن النصاب = 200 درهم = 1 رطل + 2/3 رطل مصري روماني.
ثالثا : أن النصاب = 200 درهم يساوي أربعين مثقالا فرعونيا وأن الخمسة دراهم المقدرة للزكاة هي مثقال فرعوني، وتكون زكاة الأربعين مثقالا فرعونيا مثقالا فرعونيا وزكاة العشرين مثقالا فرعونيا نصف مثقال فرعوني.
رابعاً : الأربعون مثقالا فرعونيا تساوي 120 مثقالا عربياً، والمثقال الفرعوني ثلاثة مثاقيل عربية، فالزكاة في كل أربعين مثقالا عربيا مثقال عربي، وفي كل 20 نصف مثقال.
خامساً : أن في كل 40 ديناراً ديناراً، وفي كل 20 نصف دينار، وحينئذ يثبت أن درهم عمر وهو 2.832 هو درهم الزكاة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي زمن أبي بكروعمر ومن تبعهم من الخلفاء إلى أن جاء معاوية فجعل الدرهم 15 قيراطاً إلا حبة أو حبتين، ولما ضربت السكة الإسلامية صارت هي المستعملة في جميع أنحاء المملكة الإسلامية في الزكاة وغيرها، ومقدارها بالنسبة لمثقال عبد الملك لم يفرق عن مقدارها بالنسبة لدرهم عمر.
وذلك أن درهم عبد الملك 2.95 والنصاب 200 درهم فيكون مقداره 590 جراماً، وهذا المقدار عبارة عن رطل وثلثي رطل بطليموسي، والرطل البطليموسي 25 مثقالا فرعونيا وثلثاه 16 و2/3 فيكون النصاب يساوي 41,66 و 2/3 مثقالا فرعونياً ويكون مقدار الزكاة 5 × 2.95 = 14.75 يعني مثقالا فرعونياً و 1/24 من المثقال، والمثقال الفرعوني ثلاثة مثاقيل عربية فيكون النصاب 125 مثقالا عربياً.
ولتحويل 125 مثقالا عربياً إلى دنانير نقول إن كل 10 دنانير 9 مثاقيل عربية فيكون المقابل إلى 125 مثقالا عربياً يستخرج من هذه النسبة :
9 : 10 125 : س
ومنه س = (10 × 125)/9 = 138,88 دينارا .
وزكاة هذا المقدار 14.75 وزكاة الدينار الواحد تستخرج من قسمة 14.75 على 138.88 وبإجراء العملية نجد زكاة الدينار الواحد 0.1062 جراما ويكون زكاة 20 دينارا 20 × 0.1062 = 2.124 وهو نصف دينار طبقاً للنص الشرعي.
ومن هنا ينتج أن لا فرق بين الزكاة باعتبار درهم عمر أو درهم عبد الملك، وكذلك لو أردنا معرفة الزكاة باعتبار درهم معاوية فلا نجد فرقاً.

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:40 AM

بعد البحث والفحص على صنج الأقيسة التي كانت مستعملة عند المصريين في سالف الزمان عُلمت حقيقة وحدة الأطوال ، وهي الذراع بواسطة العالم الفرنسي (جرار) الذي اكتشف عام 1213هـ. مقياسا للنيل في جزيرة أسوان ووجد فيه الذراع القديم الذي كان بقدر به علو النيل وهبوطه ، وكان منقسما إلى 28 إصبعا ، فاستنتج من ذلك أن قدماء المصريين كانوا يستعملون الذراع المركب من سبع قبضات (القبضة بمقدار 4 أصابع) ، وقد كتب في ذلك الوقت تقريرا طُبع ضمن الخطط المصرية للفرنسية ، ومضى وقت طويل لم يتحقق قولة لدى كافة العلماء ، إلى أن عثر مسيو (جومار) سنة 1822م. على ذراع قال : "إن العرب وجدته في خزانات (منف) ، وهو الذراع القديم المصري ، ثم بعد ذلك أظهرت عوامل البحث عدة أذرع في المباني القديمة ، واحد منها في خراب منف ، وهو من زمن فرعون مصر (أمنمهتب) وهو من حجر ، ويوجد الآن في خزانة آثار مدينة فلورانس ، كما أن فيها أيضا ذراع آخر من أردواز ، وجده انستازي وطوله 0,5265 مترا . وفي قصر اللوفر ذراعان آخران من الخشب ، وفي خزانة الآثار بباريس ذراع آخر من سماق أخضر ، وهو قطعة مبتدأة من الإصبع العاشر ومنتهية إلى السابع عشر ، وقد وجد آخر بمصر قريبا واشتراها (سمويل شرب) من الإسكندرية ، وهي منقسمة إلى 28 إصبعا ، وفي مقابلة كل إصبع الكتابة الهيروغليفية ، ووجدت أذرع أخرى من خشب صلب مصفر غير متقنة الصنعة منقسمة إلى سبع قبضات ، والأربع قبضات الأوَل كل منها منقسم إلى أربعة أصابع وعليها تمجيد المقدّس (آمون را) المعتبر في مدينة طيبة ، وهي الآن في خزانة آثار مدينة لوندره وطولها 0,52598 مترا ، واخيرا قدة (مسطرة) من خشب أبيض عرضها سنتيمتر وسمكها 15 ملليمتر تقريبا ، منقسمة إلى 14 قسما متساوية ، وطولها 1,048902 مترا ، وهي من زمن الملك فرعون هروس ، ووجدت في سرايا الكرنك ، فهي ذراعان كاملان ، ويظهر أنها كانت مع العملة ونُسيت بين الأحجار .
وقد أخذت أطوال تلك الأذرع فوُجِد أن المتوسط للوحدة هو 0,5253455 مترا وأن طول ذراع مقياس أسوان 0,527 مترا ، والذي استنتجه (نوتون) هو 0,5235 مترا ، وبعض العلماء يعتبر المتوسط 0,525 مترا ، فهذا هو الذراع القديم المسمى بالملوكي .
ويوجد ذراع آخر مسمى في كتب العبرانيين بذراع الأواني ، وتكلم عليه (هيرودت) المؤرخ وقال : إنه جزء من 400 جزء من الاستادة (الغلوة) وأن الغلوة جزء من 600 جزء من الدرجة المصرية الأرضية .
وحيث عُلِم بالحسابات المضبوطة أن الدرجة الأرضية لمصر هي 110827,68 مترا ، فقسمتها على 600 يكون الناتج 184,7128 مترا ، وهذا المقدار يكون هو مقدار الغلوة.
وعندما كانوا الفرنسيون بمصر قاسوا أبعاد الهرم فوجدوا أن ارتفاع كلّ وجه من أوجهه هو هذا المقدار ، فعلى ذلك يكون ارتفاع وجه الهرم هو الغلوة .
فإن قُسِمَ مقدارها السابق على 400 كان مقدار الذراع العتيق المصري 0,462 مترا ، وحيث إن جميع العلماء الأقدمين وغيرهم متفقون على أن القدم ثلثا الذراع وأن الغلوة 600 قدم فقسمة مقدار الغلوة السابق على 600 يكون الناتج 0,308 مترا هو قدم الذراع العتيق .
وبالنظر لما تقدم يكون الذراع والقدم والغلوة كل منها منسوب للدرجة الأرضية وتكون الدرجة 600 غلوة أو 240000 ذراع أو 360000 قدم .
ومقدار الذراع السابق وهو 0,462 مذكور في كتب من كتب عن أهرام مصر كمحمد بن عبد الله بن عبد الحكم فإنه قال : إن ضلع قاعدة وجه الهرم 100 ذراع سلطانية ، كل ذراع خمسة أذرع ، ويعلم من ذلك أن ضلع قاعدة الوجه 500 ذراع ، وفي زمن الفرنساوية قيس أضلع القاعدة المربعة للهرم فوجد أن طول كل ضلع 230,902 مترا أو 231,00 مترا ، فإن قسمت هذا المقدار على 500 كان الناتج 0,462 وهو عين ما وجدناه فيما سبق ، وإبراهيم بن وصيف شاه ذكر هذا المقدار بعينه .
وذكر أبو الفرج في كتابه أن بطريقًا يعقوبيًا من أنطيكوس بالشام ساح مرة وحده بأرض مصر ومرة مع الخليفة المأمون سنة 214 هـ. الموافقة 929م. وقال : إن ضلع قاعدة الهرم 500 ذراع ، وهو مثل الأقوال السابقة ، وابن رضوان قال : إن ضلع الهرم 500 ذراع بالذراع الأسود ، 400 بذراع النجار ، فلو قسم مقدار القاعدة على 500 لنتج المقدار السابق ، وعلى 400 ينتج 0,5775 متر ، وهو مقدار الذراع البلدي المستعمل الآن عند الخياطين وغيرهم .
فمما تقدم يتضح أن مقدار الذراع العتيق هو 0,462 مترا وأن قدمه 0,308 مترا ، وهذا الذراع هو الأصل في جميع الأذرع ، كما تم تبيان ذلك في الخطط التوفيقية في الكلام على الأهرام ، وهذا الذراع مع الذراع الملوكي السابق داخلان في الأقيسة والأوزان والمكاييل كما سيتضح .
وهنا نكتفي ببيان مكعب كل منهما وقدمه فنقول :
الذراع الملوكي المكعب هو :
0,525 × 0,525 × 0,525 = 144,703 لترًا .
مكعب قدم الذراع الملوكي 0,35 × 0,35 × 0,35 = 42,875 لترًا .
ولو اعتبر مقدار ذراع (نوتون) لكان مقدار القدم 0,349 مترا .
ويكون مكعب الذراع 0,5235 متر × 0,5235 متر × 0,5235 متر = 143,466 لترًا .
ويكون مكعب قدمه 0,349 × 0,349 × 0,349 = 42,500 لترًا .
واختلف العلماء في أن أي الذراعين أقدم من الآخر ؟ والأرجح أن الذراع الملوكي هو الأقدم ، وبعضهم يظن أن الرومي (هو ذراع الأواني) أصلى في بلاد فينيقيا كما أن الملوكي أصلي في بلاد مصر ، وبسبب الاختلاط دخل الذراع الرومي أرض مصر ، كما دخل الذراع الملوكي بلاد فينيقيا ، وعلى أي حال فكلا الذراعين مصري لأن المصريين هم الذين عمروا جزائر اليونان وسواحل الشام وما جاورها من البلاد .
وكما ورد ذكره في أن أوزان الروم وغيرهم ممن جاورهم ماخوذة عن المصريين !!


بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:41 AM

الأوزان عند العبرانيين
مَنْ تصفح تاريخ العبرانيين مجاس خلال سيرهم يعلم انهم أقاموا بمصر نحوًا من 500 عام ، ثم خرج بهم سيدنا موسى ، عليه السلام ، سنة 1276 قبل المسيح ، وأسسوا مملكة يهوذا ، فلا بد أن يكونوا قد نقلوا إلى مملكتهم هذه بحكم الطبيعة ما كان للمصريين من الأقيسة والأوزان والمكاييل وغيرها ، كما تدل عليه كتب العبرانيين ، فتكون أوزانهم مأخوذة من مصر حين خرجوا منها ، فصارت هي المستعملة عندهم ، وهي ستة :
  • المثقال : وهو الوحدة المنسوب إليها جميع صنج الوزن ، كبيرة كانت أو صغيرة .
  • المـنّ : وهو ستون مثقالا .
  • الكيكار : وهو القنطار ، عبارة عن خمسين منّا ، ويعادل 3000 مثقال .
  • البقا : وهو نصف المثقال .
  • الربعة : وهي 5/20 أو 1/4 من المثقال .
  • الجيراه : وهو أصغرها ، ويساوي 1/20 من المثقال .
وقد اشتغل كثير من العلماء في الأزمنة المختلفة بتعيين مقدار العبراني القديم ، وكتبوا في ذلك الكتب المطولة ، ونحن لا ندخل في هذا الموضوع ، بل نكتفي بإيراد نتيجة أبحاثهم الدقيقة وما تحقق لديهم منها ومن وزن ما وجد من هذه المثاقيل محفوظا بخزانات اوروبا فنقول :
قد علم مما سبق أعلاه ان الجيراه يساوي بالجرامات 0,708 جراما ، والربعة تساوي 5/20 من المثقال = 3,54 جراما ، والبقا نصف المثقال = 7,08 جراما ، والمثقال = 14،16 جراما ، والمنّ = 60 مثقالا = 849,6 جراما ، والكيكار = 50 منا = 3000 مثقال = 42,48 كيلو جرام ، وهذا المقدار هو عين مكعب قدم الذراع الملوكي من الماء الصافي .
فعلى ذلك يكون القنطار العبري منسوبا للأقيسة المصرية وبالمثل أجزاؤه .
وقد بقي هذا القنطار مستعملا عند اليهود زمنا إلى أن اقتضت أحوال التجارة جعله قنطارين ، كل منهما نصف الأصلي ، فصار مقداره 21,24 كيلو جرام ، وحصلوا على هذا القنطار بقسمة المثقال الفرعوني إلى أربعة أقسام متساوية ، عرف كل قسم منها بالدرهم ، ومقداره 3,54 جراما ، وقسموا الدرهم هذا إلى ستة أقسام ، عرف القسم منها باسم مياه ، ثم قسموا المياه إلى قسمين عرف القسم منها باسم بونديول ، وركبوا المن الجديد من 100 درهم ، وعرف هذا المن بالمنّ التجاري او العرفي ، ومقداره 354 جراما ، وصار القنطار الصغير 6000 درهم أو 1500 مثقال ، وهو 60 منًّأ تجاريا ، كل منها 354 جراما ، وبالبناء على ذلك صارت أقسام القنطار الجديد هكذا :
بونديول = 0,295 جراما = 1/12 من الدرهم = 1/48 من المثقال .
مياه = 0,590 جراما = 1/6 الدرهم = 1/24 من المثقال .
درهم = 3,54 جراما = 1/4 مثقال .
سـكل = 14,16 جراما = 1 مثقال .
مـن = 354 جراما = 25 سـكل أو مثقال .
وقد نشأ من ذلك أن أحبار اليهود يذكرون في كتبهم منَّيْن أحدهما التجاري والآخر المقدس ، وبالتأمل في مقدار القنطار الكبير العبراني أو الفرعوني الذي ذكرنا أنه 42,48 ك نجد أن جزأه المئيني 425 جراما ، وهذا المقدار عبارة عن مقدار المن الرومي ، فالقنطار العبري أو الفرعوني هو حينئذ 100 منّ رومية ، كل منها 425 جراما أو مائة درهم رومية ، كما هو قول يوسف الإسرائيلي أن القنطار 100 منّ رومية أو اتيكية ، وسيأتي أن الدرهم الاتيكي كان موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي عرف بالدينار تارة وبالمثقال تارة أخرى وبحسبه تقدر الحقوق الشرعية ، والسبعة منه عشرة دراهم شرعية .
والقنطار الكبير الفرعوني على قول القديس ابيفان 125 رطلا مصريا رومانيا ، فالرطل حينئذ 339,84 أو 340 جراما لانه عبارة عن خارج قسمة 42,48 ك على 125 ، وهذا المقدار عبارة عن 80 درهما روميا او دينارا عربيا وذلك لأن :
80 × 4,25 = 340 جراما ، وهذا المقدار يساوي 24 مثقالا فرعونيا فهو 1/125 من القنطار الفرعوني ، ويكون هذا الرطل مصري الأصل .
وسيأتي أن الرطل البغدادي 96 درهما روميا اتيكيا .
فنسبة الرطل المصري الروماني إلى الرطل البغدادي كنسبة 5 إلى 6 ، يعني أن ستة أرطال مصرية رومانية عبارة عن خمسة أرطال بغدادية .
ثم إن القنطار الفرعوني 10000 درهم رومية أو دينار ، وهو أيضا 3000 مثقال فرعوني .
والمقريزي في خططه نقل عن ابن دحية أن المثقال الفرعوني ثلاثة مثاقيل عربية ، فعلى ذلك تكون 10000 دينار = 9000 مثقال عربي كالنسبة بين 10 و 9 يعني ان العشرة دنانير = تسعة مثاقيل .
ويُستنبط من هنا قاعدة بسيطة لأجل معرفة الدينار متى عُلِم المثقال وبالعكس .
والعالم (ميمونيت) الأندلسي وهو من أكبر أحبار اليهود ، ومن أهل القرن الثالث ، قال في بعض مؤلفاته : إن المثقال العبري الأصلي كان 320 حبة شعير ، وفي الخراب الثاني لبيت المقدس صار تكبيره عن أصله لأجل أن يساوي النقد المعروف بالسيلا فصار 384 حبة شعير ، وقال : إن حبة الشعير تساوي 1/96 من الدينار العربي .
وسيأتي أن الدينار العربي 4,25 جراما ، فيكون مقدار الحبة 0,04427 جراما ، فإن ضربت هذا في 320 كان الناتج 14,16 وهو عين المقدار السابق للمثقال .
وحاصل ضرب 384 في مقدار الحبة = 17 جراما = 4 دنانير عربية .
لأن 4 × 4,25 = 17 جراما .
ويكون مقدار الدينار بالحب 96 حبة شعير ، والمقريزي وغيره قال : إن الدينار 96 حبة .
ونسبة المثقال القديم إلى السيلا كنسبة 5 إل 6 يعني أن المثقال القديم 5/6 السيلا ، فمتى عُلِم أحدهما عُلِم الآخر ، والمثقال العبري القديم كان منقسما إلى 20 قسما ، والجديد - وهو السيلا - 24 قسما ، والقسم يسمى الجيراه ، في الحالة الأولى 0,708 وفي الثانية 0,59 .
ويظهر لي أن هذا التقسيم بعينه متبع في الدينار ، فإنا نرى فقهاء الحنفية تجعل الدينار أو المثقال 20 قيراطا وغيرهم يجعله منقسما إلى 24 قيراطا ونرى ذلك أيضا متبعا عند كافة الأمم ، فكأنه وصلهم من المصريين .
ثم إن العالم (ميمونيت) قال : إن السيلا أربعة دراهم اتيكية أو ذوذا ، والذوذا ستة ماهيم أو أويول أو جيراه ، والأويول 2 يونديوسكول ، ومن هنا يظهر أن الذوذا العبرانية والدرهم الرومي والدينار العربي ثلاثة أسماء لشيء واحد ، وأن كلا منهما 96 حبة وقدره بالجرامات 04,25 .
وفي الزمن القديم كان الدرهم منقسما إلى 96 قسما ، كل منها يطلق عليه اسم حبة ، وكان الرطل المركب من اثنتي عشرة أوقية أي 9216 حبة ، فالأوقية خارج قسمة هذا العدد على 12 = 768 حبة وهي 8 دراهم كل درهم 96 حبة فلما جُعِل الرطل 16 أوقية صارت الأوقية 576 حبة بدلا عن 768 وبما أن الأوقية 8 دراهم فقسمة 576 على 8 ناتجه 72 حبة بمعنى أن رطل 16 أوقية درهمه 72 حبة ، ورطل 12 أوقية درهمه 96 حبة ، ومقدار الرطل في الحالتين واحد وهو 9216 حبة ، وسبق أن مقدار الحبة 0,04427 جراما ، فلو ضربنا هذا المقدار في 9216 كان الناتج 408 جراما ، وإذا ضربنا مقدار الحبة في عدد حبات الأوقية نجد أن مقدار الاوقية 34 جراما إن كان الرطل 12 أوقية ، 25,5 جراما إن كان الرطل 16 أوقية .
وسيأتي أن هذا الرطل هو الرطل البغدادي المتكلم عليه في كتب الشرع ، وهو اثنتا عشرة أوقية ، وهذا الرطل 96 درهما روميا ، أو 96 دينارا ، وحيث إن الدرهم الرومي منقسم إلى 96 حبة ، كما هو قول العالم (ميمونيت) وغيره ، فالدينار أيضا منقسم إلى 96 حبة ، والرطل المسكوبي المستعمل الآن في جهات من بلاد روسيا هو عين الرطل البغدادي ومنقسم إلى 96 ذولوي، أي درهم، وكل ذولوي 96 دوليك (حبة) وهذا الرطل لا يخالف رطل العراق في شيء أصلا .
و(أنانيا) الأرمني من أهالي شيراز ، وكان من أهل القرن السابع من الميلاد ، قال : "إن المثقال الفرعوني 240 حبة شعير ، كل اثنتي عشرة حبة منها دانق .
وتقدم أن العالم (ميمونيت) قال بأن المثقال الفرعوني 320 حبة شعير ، والنسبة بين هذين العددين كالنسبة بين عددي 96 و 72 ، وعلماء العرب تجعل الدينار تارة 96 حبة وتارة أخرى 72 حبة ، فالدينار حينئذ هو الدرهم الاتيكي .
فإن أخذنا مقدار الدينار وهو 4,25 جراما وقسمناه على 72 فسنجد أن مقدار الحبة الواحدة 0,059 جراما ، وإن ضربنا هذا المقدار في 240 التي هي حب المثقال الفرعوني نجد 14,16 جراما ، وهو مقدار المثقال الفرعوني ، ولا يخالف قول (ميمونيت) السابق ، وفي عبارة أنانيا السابقة الدانق 12 حبة فنضرب 12 في 0,059 جرام نجد 0,708 جراما وهو مقدار الجيراه العبرانية التي بيناها في ما سبق وقلنا : إنها 1/20 من المثقال الفرعوني ويكون الدانق اسما للجيراه العبرانية وللأويول الرومانية ، وأحبار اليهود لا تفرق بين الأويول والجيراه والدانق ويقولون : إن المثقال الفرعوني عشرون دانقا وإن المنّ مائة دينيية رومانية من ضرب القيصر نيرون ، كل 90 دينيية منها رطل روماني ، وسبعة ونصف منها أوقية .
ومن تحريات العالم (لبترون) الفرنسي عُلِم أن الدينييه 65,85 حبة شعير من حبات مدينة باريس ، وهي بالجرامات 3,5 جراما ، (وادوار برنار) قدّر الدينيه 55 حبة شعير انجليزي من حبات لوندره ، وبالجرامات 3,54 وهذا المقدار هو 1/4 المثقال الفرعوني ، وتكون دينييه نيرون - وهي وحدة النقد الروماني في وقته - هي الدرهم المنقسم إليه المثقال الفرعوني ، ويكون المثقال 14,16 جراما ، فهي حينئذ مصرية ، وكذلك الرطل المركب منها .
ومما تقدم يُعلم أن القنطار العبري هو مكعب قدم ملوكي من الماء وان مقداره 42,5 ك ، وأنه منقسم إلى 3000 مثقال ، والمثقال 14,16 جراما ، وأن المثقال الفرعوني ثلاث مثاقيل عربية ، فالقنطار حينئذ 9000 مثقال عربي ، ويكون مقدار المثقال العربي 4،72 جراما .
ثم لما قُسّم المثقال إلى أربعة أجزاء عُرِف الجزء منها بالدرهم ومقداره 3,54 جراما ، وجُعِل المنّ 100 درهم عبارة عن 354 جراما ، وقُسّم الدرهم إلى 6 أجزاء كما تقدم .
ومعلوم أن بني إسرائيل دخلوا مصر مع نبي الله يعقوب سنة 1706 قبل المسيح ، وخرجوا من مصر مع نبي الله موسى في سنة 1276 ق. م. بعد أن أقاموا بمصر نحو 500 سنة ، فأوزانهم هي أوزان مصر أخذوها معهم ونشروها في مملكتهم وفي الممالك المجاورة لها ، فمن ذلك تكون أوزانهم هي أوزان الفراعنة في الأزمان القديمة ، وأكبر دليل على ذلك كونها منسوبة لقدم الذراع الملوكي الموجود إلى الآن في مقياس جزيرة أسوان وللأذرع المحفوظة إلى يومنا هذا في بيوت التحف في أكبر مدن أوروبا .

المصدر : كتاب الميزان في الأقيسة والأوزان : علي باشا مبارك


بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:42 AM

الأوزان زمن البطالسة
لما تغلب خلفاء الإسكندر على الديار المصرية وجلسوا على تخت الفراعنة ساروا بسير الفراعنة في الامة المصرية ولم يغيروا الأوزان والمكاييل وصار المستعمل عندهم المنّ الذي قدره 354 جراما وهو 100 درهم كل درهم 3,54 وهو 1/4 المثقال الفرعوني ، وفي بعض الكتب يطلق عليه اسم الدرهم السكندري ومقدار المنّ 25 مثقالا فرعونيا . ويوجد الآن في خزانات الآثار من بلاد أوروبا ما يدل على هذا المنّ دلالة صحيحة .
ففي قصر اللوفر ، في مدينة باريس ، ضمن الآثار المحفوظة قطعة من الزلط مكتوب عليها خمسة أسطر بالكتابة الهيروغليفية - المصرية القديمة - وهي صنجة وزن ، وقد حرروا وزنها بغاية الدقة والضبط فوُجِد 352,16 جراما ، ثم إن هناك أيضا قطعة أخرى مكتوب عليها ستة أسطر بالكتابة المصرية القديمة ومقدار وزنها 354 جراما ، وثالثة وزنها 176,75 جراما ، وثلاث صنج صغيرة من هذا القبيل : وزن الأولى 3,57 جراما ، والثانية 3,56 ، والثالثة 3,62 وهذه الصنج مصرية ، ويُستدل منها على الدرهم المصري القديم وأنه ربع المثقال الفرعوني .
وفي بلاد ألمانيا وزن الدوكا الألماني 3,50 جراما ، فهو بلا ريب مصري الأصل ، لأنه عين الدرهم المصري المساوي لربع المثقال الفرعوني ، واليهود هم الذين أدخلوه في هذه الجهات بسبب أن التجارة في الزمن القديم كانت بيدهم ، وكانت لهم تجارة الذهب والفضة وغيرها من الجواهر ، وكانوا يجلبون ذلك من البلاد المشرقية كبلاد الهند وغيرها ، وكانت مصر في تلك المدة تؤمها التجارة ، فكانت هي المجتمع ، فمن الممكن أنهم أخذوا الدرهم وغيره من الأوزان وأدخلوه أوروبا .
ومركة مدينة كلونيا من بلاد ألمانيا مقدارها 234,5 جراما عبارة عن ثلثي المنّ المصري البطليموسي الذي قدره 354 جراما ، والفرق يسير ويدل على أنها مصرية الأصل ، وفي مدينة كلونيا يطلق عليه اسم البنيس ، ويستعمل في وزن الذهب ، وهو عبارة عن 567 درهما فرعونيا ، وقد ضوعف فبلغ مقداره 467,6 وهذا المقدار هو عين مقدار الرطل العربي الذي أصله مصري ويساوي 33 مثقالا فرعونيا ، والمثقال الفرعوني كما سبق 14,16 وهذا الدرهم والمنّ المركبان من من 100 درهم موجودان بكثرة في في بلاد أوروبا ، فيوجدان في بلاد الأندلس وبلاد البنادقة وبلاد إيطاليا ومدن كثيرة من مدن ألمانيا ، والبطالسة لم تغير القنطار العبراني ، وهو القنطار الفرعوني المساوي 3000 مثقال فرعوني أو 12000 درهم ، كل درهم ربع المثقال الفرعوني ، وهو مصري بلا شك ، لأنه مساوٍ لمكعب قدم الذراع الملوكي من الماء .
وبيانه أن الذراع الملوكي القديم 0,525 م وقدمه 0,35 م ومكعب هذا المقدار 42,875 والفرق بينه وبين ناتج الثلاثة آلاف مثقال فرعوني وهو 42,5 كيلو جراما نتج من جعل الذراع 0,525 بعد الجبر ، فإن لم يجبر وجُعِل 0,523 كما قال به (نيوتون) الغنجليزي كان مقدار القدم 0,349 م عوضا عن 0,35 م ومكعب 0,349 م هو 42,5 كيلو جراما وهذا عين مبلغ 3000 مثقال فرعوني .
والبطالسة بعد أن استقر لهم ملك مصر ضربوا نقودهم على موجب الأوزان المصرية
وقد حررت مقادير تلك الأوزان فوجدت كالآتي :
7,08 جراما = درهم نحاس
3,54 جراما = درهم الفضة وكان الدرهم من الفضة قيمته 60 درهما نحاسا ، يعني 30 مثقالا فرعونيا .
14,16 جراما = سكل (مثقال) ذهب كانت قيمته 4 دراهم فضة أو 240 درهم نحاس ، يعني 120 مثقالا فرعونيا
354 جراما = من الفضة يعادل 25 مثقالا ذهبا أو 100 درهم فضة أو ستة آلاف درهم نحاس أو 3000 مثقال فرعوني
28,32 جراما = الوقية الذهب (استار) تعادل منا من الفضة أو 25 مثقالا ذهبا أو 6000 درهم نحاس
42,5 كيلو جرام = قنطار نحاس = أوقية ذهب = منّ من الفضة
ومن ينعن النظر في الجدول السابق يجد أوزان نقود البطالسة هي عين الأوزان المصرية القديمة ، فإن درهم النحاس مثلا 10 جيراه عبرانية أو 1/2 مثقال فرعوني ، أو درهمان .
وفي زمن البطالسة دخل كثير من الروم وتوطنوا بانحاء شتى من القطر المصري ، وسكن أغلبهم مدينة الإسكندرية ، لأنها كانت مقرّ حكومة البطالسة ، وهم الذين أحدثوها وزخرفوها بالمعابد والمباني المشيدة ، فبقيت في مدتهم وبعدهم في زمن الرومانيين ، عاصمة هذه الأقطار .
ويلزم بالضرورة من الاختلاط دخول أوزان رومية في مصر غير أوزانها ، فقد وجدت صنج من وقتهم مكتوب عليها بالكتابة المصرية القديمة : وزنت فعلم أن وزن واحدة منها 8,505 جراما ، ونصف هذا المقدار 4,2525 لا يفرق عن الدرهم الرومي الذي مقداره 4,25 جراما وهو يساوي 1/10000 من القنطار العبري فعلى ذلك هو أيضا مصري الأصل .
وجدت ثلاث صنج أخرى بهذه الصفة متوسط وزن الثلاثة 8,545 جراما .
والعالم (كلي) قال : إن الرطل الكبير السكندري 423,869 جراما ، وهذا المقدار يطابق مقدار المنّ الرومي بفرق يسير ، فالرطل السكندري المذكور في بعض الكتب لم يكن شيئا آخر غير المنّ الرومي .
وبسبب كثرة المعاملات بين مصر وبلاد آسيا دخل في مصر أيضا أوزان آسيوية ، ولا بد ان دخولها كان مع الفرس عندما استولوا على هذه الديار ، وذلك قبل زمن البطالسة .
فمن هنا يمكننا أن نقول : إنه كان بديار مصر الأوزان الأصيلة الفرعونية وهي التي عرفت فيما بعد بالبطليموسية في زمن البطالسة ، ثم الأوزان الرومية المركبة من الدرهم الرومي الذي مقداره 4,25 جراما ، فهي من أوزان آسيا ، ولو أنه مصري الأصل ، كما سبق .


ونلاحظ هنا أن قسمة الدرهم إلى خمسة أويول في الجدول الاول عوضًا عن 6 التي كانت هي المستعملة عادة لم يتكلم عليه أحد من العلماء ، فنحن لا نعلم وقت حدوثه ولا سبب حدوثه ، وإنما المعلوم لنا أن المثقال العبراني أو الفرعوني كان منقسما إلى 20 قسما كما نُصّ على ذلك في التوراة ، والقسم هو الجيراه المساوي للأويول كما تقدم ومساوٍ لسدس الدرهم الرومي ، والبطالسة لم تغير مقدار المثقال لكنهم قسموه قسمين وأربعة وبهذا التقسيم صار النصف 10 جيراه والربع 5 واطلقوا اسم درهم على نصف المثقال كما أطلقوه على ربعه .

وبعض المؤلفين تكلم عن أمنان كثيرة وعد منها منّ 16 أوقية ومنّ 18 ومنّ 20 ومنّ 30 أوقية ، وهذا الأخير لم يكن شيئا آخر غير المنّ الفرعوني ، وهو منّ العبرانيين ن وكان مستعملا في مصر زمن البطالسة ويساوي عشرة مثاقيل فرعونية أو 1/50 من القنطار الفرعوني ن فمقداره 849,6 جراما ، وخارج قسمة هذا المقدار على 30 هو 28,32 وهذا المقدار هو مقدار الأوقية المصرية الرومانية .


المصدر : كتاب الميزان في الأقيسة والأوزان : علي باشا مبارك

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:43 AM

الأوزان زمن الرومانيين
لما صارت مصر إلى الرومانيين بعد البطالسة استعملوا الرطل البطليموسي الذي هو 354 جراما عبارة عن 100 درهم كل درهم 1/4 المثقال الفرعوني فكان الرطل عبارة عن 25 مثقالا فرعونيا ، ثم إنهم أحدثوا رطلا مركبا من 96 درهما بطليموسيا ، يعني أقل من الرطل البطليموسي بأربعة دراهم فصار مقدار هذا الرطل 96 × 3.54 = 339.84 جراما وصار القنطار 125 رطلا عوضا عن 100 رطل الآن . 125 × 339.84 = 42.480 كيلو .
100 × 425 = 42.500 كيلو .
فقنطار 125 رطلا رومانية لا يختلف عن قنطار 100 رطل رومية ، وكل من الاثنين هو مكعب قدم الذراع الملوكي من الماء ، وكل من الاثنين لا يختلف عن القنطار الفرعوني الذي مقداره 50 منّا موسويا أو فرعونيا ، والمن 30 أوقية ، والأوقية مثقالان فرعونيان ، فالمن 60 مثقال ويكون القنطار 50 × 60 = 3000 مثقال أو 12000 درهم ن ثم إن الرومانين جعلوا الرطل منقسما إلى 100 قسم ، كل قسم سموه درهما ، فصار درهمه 3.3984 جراما ، ودخل بلاد مصر الرطل الروماني الذي مقداره : 325 جراما ، وهذا الرطل مصري أيضا لأنه ثلث مثقال كان مستعملا في بلاد فينيقيا وبلاد الفرس وآسيا الصغرى ، وكان مقداره 1/60 من مكعب قدم ذراع الأواني من الماء ، ومكعب هذا القدم 29.22 كيلو ، وخارج قسمته على 3000 هو 9.74 جرام ، وثلث هذا المقدار هو 3.25 جرام ، وهو مقدار الدرهم الذي كان مستعملا في البلاد ، والمائة درهم منه 325 جراما ، وهي الرطل الروماني ، ولا يبعد كونه وصل إلى الرومانيين من المهاجرين الذين هاجروا من سكان هذه البلاد إلى إيطاليا بعد حرب تروادة ، ومن إيطاليا انتقل بالسهولة إلى رومية ، ومنها إلى غيرها من بلاد الرومانيين .
ومنّ أثينا الذي قدره 586 جرام هو 60 مثقالا صغير تقريبا لأن :
60 × 9.74 جرام = 584.4 جراما .
زمنّ أثينا المذكور هو 1/50 من مكعب قدم الأواني تقريبا ، لأنك إن ضربت 50 × 584.4 جراما تجد 29.218 كيلو جرام .
ثم إن منّ أثينا السابق ذكره هو 138 درهم رومية ، والدرهم الرومي - كما قدمنا - 4.25 عبارة عن 1/10000 من مكعب قدم ملوكي من الماء ، وسبق أن هذا المكعب 42.5 كيلو جرام ، فلو ضربت 138 × 4.25 لكان الحاصل 586 فحينئذ منّ أثينا منسوب للأقيسة المصرية ، وكذلك الدرهم الروماني ، والرطل والمثقال الفينيقي .
وبناء على ما مرّ كان في زمن الرومانيين ثلاثة أرطال :
  1. الرطل البطليموسي وقدره 354 جرام ودرهمه 3.54 جرام .
  2. الرطل المصري الروماني الذي أحدثه الرومانيون وقدره 339.84 جرام أو 340 جرام ، ودرهمه 3.40 جرام .
  3. والرطل الروماني الذي قدره 325 جرام ودرهمه 3.25 جرام .
وجميعها مصرية الأصل ، وكان بمصر لكل من هذه الأرطال أوقية ، والرطل 12 أوقية ، فكانت أوقية الرطل البطليموسي 29.5 جراما ، وأوقية الرطل الجديد الذي عرف بالرطل المصري الروماني 28.32 جراما ، وأوقية الرطل الروماني 27.08 جراما ، بمعنى أنه صار بمصر ثلاث أواق وللآن يوجد في خزانات الآثار بأوروبا صنج وزنها وزن أوقية 29.5 ، ومنها ما وزنه 3 أواق ، وبعضها وزنه 14.68 ، وهي عبارة عن أربعة دراهم وبعضها ضعف ذلك ، يعني 29.36 وهي تقرب من 1/12 من المنّ البطليموسي فهي تساوي 1/1000 من مكعب قدم ذراع الأواني من الماء تقريبا .
وبيان ذلك أن مكعب القدم الملوكي من الماء - كما تقدم - يساوي 3000 مثقال فرعوني ، والقدم الرومي هو ثلثا ذراع الأواني الذي هو 0.462 م فقدمه 0.308 م ومكعبه = 1000 استار مضاعف أو 29.22 كيلو جرام ، فلو رمزنا بحرف (ق) إلى مكعب القدم الرومي من الماء وبحرف (ق´) إلى مكعب القدم الملوكي من الماء وبحرف (م) إلى المنّ البطليموسي الذي مقداره 354 جراما يحصل أن (ق´/3000) × 25 = م وتكون النسبة بين القدمين كالنسبة بين مكعباتهما ، يعني :
ق : ق´ :: (0.3085)³ : (0.349)³ أو
ق : ق´ :: 2.072 : 3 ويحصل أن
ق´ = 3ق/2.072 ويكون
م = 3ق/(2.072×3000) × 25
ومقدار الأوقية يستخرج من هذه المعادلة
م÷12 = (3×25 ق)÷(3×12×2072) = (75÷74496)×ق = 1÷993
يعني أن الأوقية البطليموسية هي جزء من ألف جزء من مكعب قدم ذراع الأواني من الماء تقريبا ، وهذا ظاهر لأن مكعب القدم هو 29.220 كيلو ، وخارج القسمة على 1000 هو 29.22 جراما .
وفي نسخة قديمة محفوظة الآن في مكتبة مدينة باريس الملوكية مكتوبة بالخط الرومي ما معناه أن الذي كان مستعملا في زمن الرومانيين رطلان ، وكانت النسبة بينهما كالنسبة بين عددي 72 : 75 وهذه النسبة لا تخرج عن مقداري الرطلين السابقين ، وهما الرطل البطليموسي 354 جراما ، والرطل المصري الروماني 339.84 جراما .
وبيان ذلك أنك لو ضربت رطل 354 جراما × 72 لكان الحاصل 25847 جراما وهذا الحاصل هو الحاصل نفسه من ضرب 339.84 جراما × 75 فعلى ذلك تكون 75 رطلا بالصغير هي 72 من الآخر ، والنسبة السابقة هي عين نسبة عددي 96 : 100 أو 24 : 25 بالمثاقيل الفرعونية .
وفي كتاب آخر من المكتبة المذكورة آنفا أن المنّ السكندري 20 أوقية .
ونقل (إدوار برنار) في مؤلفاته أن كثيرا من علماء الروم من اهل القرن الثاني والرابع من الميلاد وبعض علماء العرب ذكروا أن المنّ السكندري 160 درهما روميا ، وهذا صحيح لانك غن ضربت 160×4.25 تجد الحاصل 680 جراما ، ونصف هذا الحاصل هو 340 جراما ، وهو مقدار الرطل المصري الروماني الذي قلنا : إنه 339.84 جراما يساوي 24 مثقالا فرعونيا ، فالمنّ السكندري السابق ذكره هوضعف المنّ المصري الروماني ، وهذا كما تقدم أصله مصري ، فالمنّ السكندري كذلك ، وبما انه 20 أوقية فالأوقية تكون 34 جراما .
وسيأتي أن هذه الأوقية هي أوقية الرطل البغدادي الذي هو 12 اوقية عبارة عن 96 درهما روميا ، فالأوقية 8 دراهم رومية ، ومقدار الرطل يكون 408 جراما ، ويكون أصله مصريا ، والرطل البغدادي السابق ذكره احدثه الرومانيون ، كما أنهم احدثوا المثقال الروماني بأن أخذوا 96 مثقالا كل مثقال 4.72 وهو ثلث المثقال الفرعوني وجعلوها 100 مثقال فصار المثقال الروماني 4.53 وصار هو المستعمل في مصر وأكثر البلاد ، فالمثقال الروماني حدث عن الاجزاجيون الروماني وهو ثلث المثقال الفرعوني فأصل المثقال الروماني من المثقال الفرعوني ، ويكون مصري الأصل .
والرطلان السابقان بقيا مستعملين في ديار مصر بعد أن دخلت هذه الديار في سلطة الخلفاء ، والدرهم المعتبر في زكاة الذهب والفضة في زمن الرسول (ص) وفي زمن الخلفاء الراشدين وإلى زمن عبد الملك بن مروان كان جزءا من 120 جزءا من الرطل المذكور . ومقدار هذا الدرهم 2.832 جراما ، ولو ضربت هذا المقدار في 120 لوجدت ان الحاصل 339.84 جراما ، ولما ضرب الخليفة عبد الملك بن مروان السكة الإسلامية وجعل الدرهم 15 قيراطا من قراريط المثقال كبر الدرهم يسيرا وصار 2.95 جراما ، فهو جزء من 120 جزءا من المنّ البطليموسي ، لأنك إذا ضربت 2.95×120 وجدت الحاصل 354 ولو نسبت درهم عبد الملك إلى درهم الخلفاء الراشدين لوجدت ان النسبة بين الدرهمين كالنسبة بين عددي 24 : 25 بمعنى ان 25 درهما من دراهم الخلفاء الراشدين تساوي 24 درهما من دراهم عبد الملك ، وإن نسبنا درهم الخلفاء إلى الرطل المصري نجد أن هذه النسبة 96/120 أو 4/5 يعني أنه متى علم درهم الخلفاء الراشدين علم بالسهولة درهم الرطل المصري الروماني وبالعكس ، وبيان ذلك أن درهم الخلفاء الراشدين 2.832 فبإضافة خمسه عليه يكون الحاصل 3.3984 وهو درهم الرطل المصري الروماني ، وإن طرحت من هذا الدرهم الخمس السابق كان الباقي درهم الخلفاء الراشدين .
ونسبة درهم عبد الملك بن مروان وهو 2.95 إلى الدرهم البطليموسي وهو 3.54 كنسبة 120 : 100 وهذه النسبة تؤول إلى 5/6 يعني أن 6 دراهم من دراهم عبد الملك هي 5 دراهم بطليموسية ، وبيانه أن الدرهم البطليموسي 3.54 جراما وضربه في 5 حاصله 17.70 جراما وخارج قسمة هذا الحاصل على 6 هو 2.95 جراما .
وبالتأمل يظهر أن درهم الخلفاء الراشدين ودرهم عبد الملك أصلهما مصريان ومنسوبان إلى الأوزان الفرعونية .
والعالم (أنانيا) الأرمني الشيرازي أورد في مؤلفاته الأوزان المصرية التي كانت مستعملة بديار مصر في القرن السابع من الميلاد حين افتتحها المسسلمون .
وقد ضبط تلك الأوزان العالم (فاسكيس كبو) وقابلها على نسخ ثلاث للمؤلف المذكور .
إن الدهقان تسميه الروم نوميسما وأوروس ومثقال ، والمثقال يسمى الصوليدوس قسطنطين ، ويدخل مقداره في الرطل 72 مرة ، وقال : إنه المثقال العربي ، وقد عرفنا أنه 4.72 والشنشار هو القنطار وهو 9936 لأن الشنشار مركب من 138 ليبرا والليبرا 72 مثقال فيحصل من حاصل الضرب على هذا العدد . والليبرا هي 339.84 جراما وهوعين الرطل المصري الروماني المركب من 96 درهما بطليموسيا كل درهم 3.54 فيكون الشنشار :
138×339.84 = 46.9 ك جـ ، يعني 10000 مثقال .
وحيث علمنا مقدار الشنشار والليبرا والمثقال فلا صعوبة في معرفة مقادير جميع الأوزان الواردة في جدول أنانيا ، وهاك بيانها :
حبة = 0.0492 جرام
قيراط = 4 حبات = 0.1967 جرام
جرامار = 6 قراريط = 24 حبة = 1.18 جرام
ترم = 8 قراريط = 32 حبة = 1.57 جرام
سيم = 12 قيراط = 48 حبة = 2.36 جرام
دراخم = 18 قيراط = 72 حبة = 3.54 جرام
دهقان = 24 قيراط = 96 حبة = 4.72 جرام
سكل = 36 قيراط = 144 حبة = 7.08 جرام
أونيفيا أو أوقية 28.32 جرام
ليبرا أو رطل 339.84 جرام
كندينار = 100 رطل = 33.984 كيلو
طالان = 125 رطل = 42.500 كيلو
شنشار = 138 رطل = 46.9 كيلو
وأنانيا قال : إن القنطار 9936 دهقانا (مثقالا) وعلمنا أن المثقال العربي ثلث المثقال الفرعوني والمثقال الفرعوني نصف وقية الرطل المصري الروماني وهي 28.32 فهي مثقالان فرعونيان فيكون المثقال العربي سدس الوقية لأنه ثلث نصف مثقالين ، أو سدس الوقية ومقداره 4.72 وحاصل ضربه في 9936 يساوي 46.898 كيلو جراما ، ولو قسمنا 46.898 على 138 لكان الناتج الرطل المصري الروماني وهو 339.84 جراما .
وبما أن الرطل 96 درهما بطليموسيا وانه 12 أوقية فتكون الوقية 8 دراهم بطليموسية كنسبة 3 : 4 يعنى أن كل ثلاثة مثاقيل عربية هي أربعة دراهم بطليموسية .
والاوزان الواردة في الجدول السابق هي التي كانت بديار مصر حين دخلها المسلمون في ابتداء القرن السابع من الميلاد ، وأنانيا المذكور كان إذ ذاك بمصر وحررها تحريرا شافيا .
وقد وجد على هامش احدى نسخ انانيا المذكور مكتوب ما معناه أن الدراهم تسميه العرب درهما وهو كان درهم وزن لا نقد وأن الليبرا تشمله 108 مرة ، وهذا يصدق على الرطل المصري الروماني الذي قدره 339.84 جراما لانك إن قسمت هذا الرطل على 108 نتج لك مقدار الدرهم 3.14 جراما ، وهو قريب من درهم 3.125 جراما الجاري به وزن الأشياء بمصر في وقتنا هذا ، أعني في القرن الثالث من الهجرة فينطبق تماما على الدرهم الناتج من ثلثي مثقال 4.72 .
وجميع من كتبوا عن الأوزان من العلماء متفقون على أن القنطار السكندري 12000 درهم والدرهم هو الدرهم البطليموسي ومقداره 3.54 جراما وهذا يطابق ما ورد في التوراة من أن الطالان (القنطار) 12000 درهم أو 3000 سكل (مثقال) ولو ضربت 12000 × 3.54 لوجدت الحاصل عين الناتج من ضرب 3000 × مقدار المثقال الفرعوني وهو 14.16 جراما ، وكلا الحاصلين يساوي 42.5 كيلو جراما ، وهذا المقدار هو عين مقدار الكيكار (قنطار عبراني) الذي ذكر يوسف الإسرائيلي أنه 100 منّ رومية والمنّ الرومي هو 4.25 جراما وهو نصف المنّ العبراني والمائة رومية = 425 كيلو جراما .
وبعض المؤلفين جعل الطالان (القنطار) 125 رطلا مصريا رومانيا وهو أيضا صحيح لأن 125×339.84 = 42.5 كيلو ، وهذا القنطار هو مصري ، والعبرانيون نقلوه عند خروجهم من مصر ، والقنطار المذكور يساوي مكعب قدم الذراع الملوكي من الماء - كما تقدم - وبناء على ما سبق تكون الأوزان المصرية الرومانية كما ياتي :
اوبول (دانق) 1 = 0.708 جراما
دراخم (درهم) 1 5 3.54 جراما
سكستول أو أجزاجيون (مثقال) 1 4.72 جراما
سكل أو استاتير (استار) 20031 14.14 جراما
أنص (أوقية) 1 12 24 72 48096 339.84 جراما
منطبور (طالان مصري) قنطار 33.984 كيلو
فكانت هذه الأوزان البطليموسية- التي ذكرناها فيما سبق - والأوزان الفرعونية الجميع جاريا في الاستعمال ، فكان موجودا المنّ الفرعوني 850 جراما عبارة عن 60 مثقالا فرعونيا والمنّ الرومي نصفه 425 جراما عبارة عن 30 مثقالا فرعونيا والمنّ المصري الروماني 339.84 عبارة عن 24 مثقالا فرعونيا والمنّ الروماني 325 جراما عبارة عن 23 مثقالا فرعونيا والرطل البغدادي عبارة عن 96 درهما روميا والدرهم الرومي 4.25 وكان من القناطير القنطار الكبير وهو الشنشار العبراني قريب من 47 كيلو جراما والطالان المصري وهو 42.5 كيلو جراما .
والقنطار المصري الروماني وهو 33.984 كيلو جراما ، وليس ببعيد كون قنطار مصر القاهرة الآن هو القنطار الكبير لأن قنطار القاهرة في وقتنا هذا 100 رطل كل رطل 450 جراما ، فالقنطار 45 كيلو ، والفرق هو 2 كيلو حدث من نقص الدرهم .



المصدر : كتاب الميزان في الأقيسة والأوزان : علي باشا مبارك
الناشر - مكتبة الثقافة الدينية - بورسعيد

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:44 AM

الأوزان عند العرب
لما استولت العرب على ما استولوا عليه من مملكة القياصرة ومملكة الأكاسرة اعتبروا ما وجدوه من الأقيسة وصنج الوزن والمكاييل من دون أن يغيروا شيئا من ذلك، فكانت نقود الرومانيين ونقود فارس هي المتعامل بها في جزيرة العرب وفي غيرها من الممالك، وحفظت كل جهة أوزانها وأقيستها، وقد تقدم أن برهنا على أن ما كان موجوداً في مملكة الأكاسرة وفي مملكة القياصرة أصله مصري ومنسوب إلى الأقيسة المصرية الفرعونية، والعرب بعد إشراق نور الإسلام لم يغيروا شيئاً من ذلك فصار ما تكلم عليه علماء الإسلام في كتبهم هو مصري، ثم إنا خصصنا في الخطط التوفيقية جزءاً بأكمله للنقود الإسلامية، وتكلمنا على الدرهم والدينار، وبينا أن درهم النقد غير درهم الوزن أو الكيل، يعني الجاري به التعامل، ومن تكلم من العلماء لا يفرق بين الدرهمين ولا بين الدينار والمثقال، وفيما كتبوه يعنون غالبا الدينار ويسمونه عرفا المثقال، لكن الدينار هو غير المثقال، وهو أكبر نقود الذهب، وكانت قيم الأشياء تقدر به، فيقال : قيمة كذا 100 دينار، أو أكثر، أو أقل، كما كان يقدر كذلك بدرهم النقد، فكان يقال : قيمة كذا من الأشياء كذا درهماً، وكان المثقال صنجة وزن، فيقال : وزن كذا من الأشياء 100 مثقال، أو أكثر، أو أقل، كما يقال : وزن كذا من الأشياء كذا درهماً، أو أوقية، أو رطلاً. وحيث إن معرفة مقدار الدرهم والدينار والمثقال مهم للوقوف على حقيقة ما قصده العلماء في مؤلفاتهم الشرعية وغيرها لزمنا أن نأتي بملخص ما ذكرناه بخصوص ذلك في الخطط، مع زيادة ما يلزم زيادته لتمام الفائدة، فنقول :
قال في تاريخ البلاذري عن محمد بن سعيد عن الواقدي عن سعيد بن مسلم بن بابك عن عبدالرحمن بن سابط الجمحي : كانت لقريش أوزان في الجاهلية فدخل الإسلام فأقرت على ما كانت عليه، وكانت قريش تزن الفضة بوزن تسميه درهماً، وتزن الذهب بوزن تسميه ديناراً، فكل 10 من أوزان الدرهم 7 من أوزان الدنانير، وكان لهم وزن الشعيرة واحداً من ستين من وزن الدرهم، وكانت لهم الأوقية وزن 40 درهما، والنش وزن 20 درهماً، وكانت لهم النواة وزن 5 دراهم، وكانوا يتبايعون بالتبر على هذه الأوزان، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة [ بعد الفتح ] أقرهم على ذلك ا.هـ.
قلت : استفدنا من هذه العبارة أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أقر الأوزان على ما كانت عليه في الجاهلية، وأن الدرهم ستون حبة شعير، والعشرة دراهم هي 600 حبة = 7 دنانير، فيكون حب الدينار 85 و5/7 من الحبة ، فمتى علم الدرهم علم الدينار والأوقية وباقي الأوزان، وسيأتي ذلك مفصلاً إن شاء الله.
وقال ابن عبدالبر : كانت الدراهم بأرض العراق والمشرق كلها كسروية عليها صورة كسرى واسمه فيها مكتوب بالفارسية وزن كل درهم منها مثقال ا.هـ.
وقال المقريزي في رسالته للنقود : اعلم أن النقود التي كانت للناس على وجه الدهر على نوعين : السوداء الوافية، والطبرية العتقاء، وهما غالب ما كان البشر يتعاملون به، فالوافية وهي البغلية هي دراهم فارس، الدرهم وزنه وزن المثقال الذهب، والدراهم الجواز تنقص في العشرة ثلاثة، فكل 7 بغلية 10 بالجواز، وكان لهم أيضاًً دراهم تسمى جوارقية، وكانت نقود العرب في الجاهلية الذهب والفضة، لا غير، ترد إليها من الممالك دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم فضة على نوعين : سوداء وافية وطبرية عتقاء، وكان وزن الدراهم والدنانير في الجاهلية مثل وزنها في الإسلام مرتين ا.هـ.
وقال ابن الرفعة : المتفق عليه بين أصحابنا فيما وقفت عليه من كلامهم أن المثقال من حين وضع لم يختلف جاهلية ولا إسلاما.
وقال في موضع آخر : وكان ما يتعامل به من أنواع الدراهم في عصره - صلى الله عليه وسلم - وفي الصدر الأول من بعده نوعين، منها الطبري والبغلي.
وقال البندنيجي والروياني : وكانت الزكاة تجب في صدر الإسلام في 200 منها، فلما كان في زمن بني أمية أرادوا ضرب الدراهم فنظروا فإن ضربوا أحدهما بمفرده أضروا بأرباب الأموال وأهل السهمان من الزكاة، فجمعوهما وقسموهما درهمين فخرج من ذلك كل درهم ستة دوانق، والدانق على المشهور من حبات الشعير الموصوف 2/5 8 حبة، وزعم بعضهم أن الدانق كالمثقال لم يختلف جاهلية ولا إسلاماً وعزى مثله لابن سريج في الدرهم.
وكافة العلماء متفقون على أنه لم يتعرض أحج لوزن الدرهم إلى زمن عبد الملك بن مروان فضرب السكة الإسلامية وأبطل غيرها وبقيت السكة الإسلامية مستعملة على ما كانت عليه غير أنه حصل التغير في نقشها، ويقال : أول من فعل ذلك أبو جعفر المنصور، وعبدالملك بن مروان جعل للدنانير مثاقيل من زجاج لئلا تتغير أو تتحول إلى زيادة أو نقص، وكانت قبل ذلك من حجارة ا.هـ.
وقال ابن الأثير : كان الناس لا يعرفون الوزن، إنما يزنون الأشياء بعضها ببعض فوضع سمير اليهودي لعبدالملك الصنج ا.هـ.
وقال الرافعي : أجمع أهل العصر الأول على أن الدرهم ستة دوانق كل 10 دراهم 7 مثاقيل ولم يتغير الحال جاهلية ولا إسلاماً ا.هـ.
وقال في المجموع : الصحيح الذي يتعين اعتماده واعتباره أن الدرهم المطلق في زمنه - صلى الله عليه وسلم - كان معلوما بالوزن معروف المقدار وبه تتعلق الزكاة وغيرها من الحقوق والمقادير الشرعية، ولا يمنع هذا من كونه كان هناك دراهم أخرى أقل أو أكثر من هذا المقدار، فإطلاقه - صلى الله عليه وسلم - الدرهم محمول على المفهوم عند الإطلاق، وهو ما كل درهم 6 دوانق، وكل 10 دراهم 7 مثاقيل، وأجمع أهل العصر الأول ومن بعدهم إلى يومنا هذا عليه، ولا يجوز أن يجمعوا على خلاف ما كان في زمنه وزمن خلفائه الراشدين ا.هـ.
وقال المقريزي : قد تقرر أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال : إن النقود في الإسلام على ما كانت عليه، وأبوبكر لم يتعرض لها، وكذا عمر، غير أنه في سنة ثماني عشرة هجرية وضع الجريب والدرهم، وضرب عمر الدراهم على نقش الدراهم الكسروية وشكلها وأعيانها وجعل وزن كل 10 دراهم وزن 6 مثاقيل، وعثمان لم يضرب دراهم في خلافته، ولما اجتمع الأمر لمعاوية وجمع لزياد الكوفة والبصرة قال : يا أمير المؤمنين، إن العبد الصالح صغر الدرهم وكبر القفيز، فضرب معاوية السود الناقصة من 6 دوانق فتكون 15 قيراطاً تنقص حبة أو حبتين، وضرب دنانير عليها تمثال متقلد سيفاً، ولما قام ابن الزبير بمكة ضرب الدراهم مدورة، وضرب أخوه مصعب دراهم بالعراق، وجعل كل 10 دراهم 7 مثاقيل، ثم لما آل الملك لعبدالملك ضرب الدراهم والدنانير سنة 76 هجرية، وزن الدينار 22 قيراطاً إلا حبة بالشامي، وجعل وزن الدرهم 15 قيراطاً والقيراط 4 حبات والدانق 2.5 قيراط، وجعل عبدالملك الذي ضربه دنانير على المثقال الشامي وعمد إلى درهم واف فإذا هو 8 دوانق وإلى درهم من الصغار فإذا هو 4 دوانق، وجعل من الاثنين درهمين كل واحد ستة دوانق، واعتبر المثقال، فإذا هو لم يبرح في إبان الدهور مؤقتاً محدوداً كل 10 دراهم وزن 7 مثاقيل ولم يتعرض لتغييره ا.هـ.
ونقل البلاذري في تاريخه : قال محمد بن سعيد : وزن الدرهم من دراهمنا هذه 14 قيراطاً من قراريط مثقالنا الذي جعل 20 قيراطاً وهو وزن 15 قيراطاً من 21 قيراط وثلاثة أسباع قيراط ، وقوله واحد وعشرين وثلاثة أسباع يوافق العشرة سبعة كما هو المتبع في كتب الفقه، بخلاف قول المقريزي 22 قيراطاً إلى حبة فإن العشرة لا تكون سبعة، وسيجيء لذلك توضيح.
وتلخص من هذه الأقوال أن الدراهم التي كانت في عصره - صلى الله عليه وسلم - على نوعين : درهم واف وزنه وزن المثقال وهو 8 دوانق وآخر وزنه 4 دوانق، وأن وزن الدراهم والدنانير في الجاهلية مثل وزنها في الإسلام مرتين، وأن الدرهم كان معلوم الوزن والمقدار، وأن ذلك لم تغيره الخلفاء الراشدون ومن بعدهم، والكل متفق على أن 10 دراهم 7 مثاقيل، وفي زمن عمر العشرة دراهم ستة مثاقيل، ودرهم معاوية خمسة عشر قيراطاً إلا حبة، أو حبتين ، ودرهم عبد الملك 15 قيراطا ، وديناره 22 قيراطا إلا حبة ، على قول المقريزي، فهو 87 حبة، وعلى قول ابن سعيد 21 وثلاثة أسباع قيراط فهو 85 حبة وخمسة أسباع حبة.
إلى هنا ليس علينا إلا بيان مقدار الدرهم والدينار.

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:45 AM

مقاييس وأوزان أهل زمان
المقاييس والمكاييل والأوزان من أهم وسائل ضبط التعاملات الحياتية بين الناس بمعيار العدل، قال تعالى في "سورة هود" آية 85: "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين".
وقد اهتم العرب والمسلمون الأقدمون بها اهتمامًا بالغًا، فتعارفوا على مجموعة من المقاييس والأوزان، لا تزال دارجة في بعض المجتمعات، بينما اندثر الأغلب الأعم منها، ويحمل لنا القرآن حديثًا عن بعضها، كما تحمل الأحاديث النبوية والآثار التاريخية قدرًا كبيرًا منها. ويقف الكثير منا محتارًا فيها؛ لذا فإننا نقدم ما يقابلها بمقاييس وأوزان العصر حتى نعي تلك النصوص.
الأطوال
- "القدم" أول طول سنتحدث عنه، وهو يُعَدّ مقياس هام لأطوال أخرى.. وقدره 4 قبضات والتي تساوي تقريبًا 30.8 سم بالمقادير الحديثة.. أما العشر قبضات فتسمى بـ "الجريب".
- "الذراع" هو الطول ما بين طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى.
وهو إما وحدة لقياس الأطوال ومقداره 46.2 سم، أو وحدة لقياس المساحة تقدر بـ 61.6 سم بالمقادير الحديثة. "والقصبة" هي طول ستة أذرع.
- "الباع" هو المسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما (قدر مد اليد) ويقدر بحوالي 184.8 سم، وقد جاء في الحديث: "ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشى أتيته هرولة" رواه مسلم.
- الألف باع هي "الميل" أي حوالي 4000 ذراع أو 1848 مترًا بالمقادير الحديثة.
- "الفرسخ" هو ثلاثة أميال، أي حوالي 12 ألف ذراع أو 5544 مترًا.
- "البريد العربي" هو أربعة فراسخ. وقد ذكر الميل والفرسخ في وصف أنس بن مالك – رضي الله عنه - لقصر الصلاة، فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيره ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلّى ركعتين".
المكاييل
- "الدرهم" مكيال صغير يعادل 3.17 جم أو 0.00317 كجم.
- "الرطل" يعادل 0.407 كجم أو نصف "منّ"، حيث إن الـ "منّ" رطلان.
- "المد" يعادل رطلان أو رطل وثلث - ويعادل أيضًا ملء كفي الإنسان المعتدلة إذا ملأهما ومد يده بهما.
- "الصاع" وهو مكيال لأهل المدينة ويأخذ أربعة أمداد.. وهو واحد من أهم المكاييل المستخدمة، ويعادل 867.9 درهمًا = 2.75 لترًا من الماء = 2751 جم = خمسة أرطال وثلث.
وقد ذُكر في سورة يوسف آية 71 - 72 في قوله تعالى: "قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ* قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ..."، وقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد.
وهذه مجموعة أخرى من المكاييل تقدر بالصاع:
- ½ 1 صاع تساوي 1 مكوك (15 مكوك تسمى "المدى")
- 3 صاعات تساوي 1 فَرَق بفتح الفاء والراء، وهو مكيال ضخم لأهل المدينة.
- 12 صاعًا يساوي 1 قفيز، 4 أقفزة تسمى "جريب".
- 15 صاعًا يساوي 1 مكتل.
- 24 صاعًا يساوي 1 إردب، وهو مكيال ضخم وهام لأهل مصر ويساوي أيضًا 52.120 كجم.
- 60 صاعًا يساوى الوسق.
- أما الكُرّ بضم الكاف والشدة على الراء فيعادل 720 صاعًا، أي ما يعادل 1980 لترًا من الماء أو 563 كجم.
الأوزان
تختلف الأوزان من الدينار وحتى حبة الشعير:
- فالدينار هو نوع من النقود الذهبية، وهو يساوى 72 حبة بالمقادير الحديثة أو ما يعادل 4.25 جم، وهو خمسون قرشًا مصريًّا أو جنيهًا واحدًا إسترلينيًّا.
- أما حبة الشعير فهي تساوي 38/1 من الدرهم أو 0.00620 فضة.
- والدرهم يعادل 6 دوانق أو 40 مليمًا مصريًّا، والدرهم الذي توزن به الأشياء فمقداره 51 حبة أو 3.171 جم.
وفي سورة يوسف في الآية 20: "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِين".
وهو يعادل أيضًا 46 حبة أو 54 قمحة.
- "النواة" خمسة دراهم، والعشرون درهمًا تسمى "النش".
- "الدانق" سدس الدرهم، وهو يعادل قيراطين.
- "ربع الدانق" والذي يساوي حبتان من الشعير يسمى "الطوج".
- "القيراط" نصف دانق، ويختلف مقداره في الفضة عن الذهب.
فمقداره في وزن الفضة والأشياء الأخرى أربعة حبات من الشعير أو 0.2475 كجم.
أما مقداره في وزن الذهب فهو 3.42 حبة، أي ما يعادل 0.212 كجم.
- "الأوقية" تختلف قيمتها باختلاف الموزون حسب المقادير الحديثة..
فالأوقية من غير الذهب والفضة تعادل 127 جم أو أربعين درهمًا.
أوقية الفضة تساوى 119 جم، وأوقية الذهب تساوي 29.75 جم.
بل إنها تختلف باختلاف الأقطار:
فأوقية مصر = 34 جم، وجنوب الشام كمثال = 200جم
وفي الحديث الشريف عن أبي سلمة قال: سألت عائشة كم كان صداق نساء النبي- صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان صداقه في أزواجه اثنتا عشرة أوقية ونشًا.
- "المثقال" وزن معلوم قدره في الذهب وهو يساوي 72 حبة أو 4.25 جم.. ومثقال الأشياء الأخرى يعادل 80 حبة أو 4.5 جم.
- "القنطار" معيار وزن يساوى 100 رطل، ويختلف باختلاف الأقطار أيضًا.
أما الفلس فهو من الأوزان الدقيقة والتي تعادل 1/72 من الحبة أو 0.00082 جم.
تلك كانت مقاييس وأوزان أهل ذلك الزمان القديم، استطاع أقل القليل منها البقاء على مرّ العصور، وتوارى منها الكثير بين دفات الكتب، ليأتينا تراثًا، لا يعي الكثير منا معناه.

بنت فلسطين 29 - 8 - 2011 01:45 AM

الموازين والمكاييل في العهد القديم
أولاً : الموازين :
كانت الموازين تحدد في القديم بأشياء ثابتة ومتداولة مثل الحبوب . فكان الشيكل ( الشاقل ) يساوي ثقل 32. حبة شعير ، وبمرور الزمن استخدمت أوزان محددة من الأحجار كوحدات لوزن الأشياء ، والتي تطورت فيما بعد وحلت محلها المعادن . وكان يستخدم الميزان ذو الكفتين ، ووجد العديد من هذه الوحدات والتي كان يحملها التجار معهم ( تكوين 23 : 15 ) ، وكانت متداولة في سوق التجارة ( 2 ملوك 17 : 1 ، 18 ) .

ووجد في لخيش أوزان معيارية من الأحجار ترجع إلى القرن السابع ق . م ، وهو زمن " يوشيا " ، وقد أوصى الله التجار أن يكونوا غير غاشين في الوزن ( عاموس 8 : 5 ، ميخا 6 : 11 ) ، وأن يكونوا أمناء ( تكوين 25 : 13 ، لاويين 19 : 26 ، هوشع 12 : 7 ) .

وكان الشاقل ( الشيكل ) هو الوحدة الشائعة في الوزن ، وكان يستخدم لوزن الأشياء كما كان يستخدم لوزن النقود ، وكان منه عدة أنواع ، كما كانت تنسب للشاقل جميع العيارات ، واستمر تداوله حتى بعد خراب أورشليم .

الأوزان التي كانت مستخدمة في العهد القديم :

الجيرة : ( لاويين 27 : 25 ) تعادل 16 حبة شعير أو 25 حبة قمح ( حوالي 0.571 من الجرام )

البقع : ( خروج 3. : 15 ) ويسمى نصف شاقل ، ويعادل 1. جيرات ( حوالي 6.9 جرام )

الشاقل : ووجد منه عدة أنواع :

شاقل القدس ( خروج 3. : 13 ، عدد 3 : 47 ) ويساوي عشرين جيرة ( 11.4 جرام )
الشاقل الدارج ( تكوين 23 : 16 ، 1 صموئيل 17 : 5 ) وهو نصف شاقل القدس ، ويستخدم لوزن الأشياء الثمينة كالفضة والذهب .
شاقل الملك ، وكان أكبر من الشاقل المعتاد ( 13 جرام ) ، وكان محفوظاً عند الملك وذكر أن شعر أبشالوم كان 2.. شاقل بوزن شاقل الملك ( 2 صموئيل 14 : )26
أي حوالي 2.3 كجم ، أي ما يعادل 5 أرطال .

شاقل النقود والفضة ، وكان في عهد المكابيين ( 1 مكابيين 15 : 6 ) وجاء ذكره في العهد الجديد باسم الفضة ( متى 26 : 15 ) المنا : ( نحميا 7 : 71 ، حزقيال 5 : 12 ) ، وكان يستخدم لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة ، ويساوي مئة شاقل ذهب ( 1 ملوك 1. : 17 ) ومن الفضة ستين شاقل ( حزقيال 45 : 12 ) وكان يستعمل أيضاً في النقود .

الوزنة : وتسمى باليونانية ( تلانتون ) وبالعبرية ( ككار ) وهي لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص ( 1 أي 29 : 7 ، زكريا 5 : 7 ) ، وتعادل ثلاثة آلاف شاقل ( خروج 38 : 25 ) فوزنة الذهب ثلاثين منا ووزنة الفضة خمسين منا .

الأوزان في العهد الجديد :


منا : ( يوحنا 12 : 3 ، 19 : 39 ) وهو ما يعادل 327 جرام ، وهذا يعطينا فكرة عن وزن الطيب الذي سكبته مريم على قدمي المسيح ، وأيضاً عن كمية مزيج الأطياب من المر والعود الذي كفن به نيقوديموس جسد السيد المسيح ، وهي مائة منا أي ما يقرب من 32 كجم من الأطياب .

ثانياً : المكاييل :
استخدمت المكاييل لمعايرة المواد الجافة كالحبوب والغلال أو المواد السائلة كالزيت منذ زمن بعيد بين شعوب الشرق الأدنى ، خاصة في مصر وإسرائيل .

المكاييل في العهد القديم ( المواد الجافة ) :
القاب : ( 2 مل 6 : 25 ) وكان يساوي 1.27 من اللتر
الغمر : ( خر 16 : 36 ) وهو 1/1. من الإيفة وقد يكتب عشراً ( خر 29 : 4. ) وكان يساوي 3.2 م من اللتر .
الكيل : ( تك 18 : 6 ) وكان يساوي 7.64 من اللتر

الإيفة : ( خر 16 : 36 ) كلمة مشتقة من اللغة المصرية وهي ( القفة ) وتساوي ثلاثة أكيال . وعشرة عمور أو 22.99 من اللتر

اللثـك : ( هو 3 : 2 ) يعادل خمس إيفات أو 114.95 لتراً

الحومر : اسم عبري معناه حمل حمار ( العدد 11 : 32 ، هوشع 3 : 2 ) ، ويساوي مائة عمر
أو 2 لثـك أو عشر إيفات ( خروج 45 : 1. ) وهو 229 لتراً ، ويسمى أيضاً كراً ( 2 أي 2 : 6. )

المكاييل في العهد الجديد ( المواد الجافة )
:
الكيل : ( متى 13 : 33 ، لوقا 13 : 21 ) ويساوي 7.6 لتراً
المكيال : ( متى 5 : 15 ، مرقس 4 : 21 ، لوقا 11 : 33 ) وكان يساوي 8.5 لتراً

الثمنية : ( رؤيا 6 : 6 ) وكانت تساوي 8.5 لتراً ، وهو ما عبر عن المجاعة في سفر الرؤيا
وهو أيضاً ما يعبر عنه حومر ( لوقا 16 : 7 )

المكاييل في العهد القديم ( السائلة )
:
اللج : ( لا 14 : 1. ) وهو أصغر وحدة ، وكانت تستخدم فقط للزيت ، ويساوي 0.3 من اللتر
القاب : ( خر 45 : 1. ) أربعة لجوج ويساوي 1.2 لتراً

الهين : ( خر 29 : 4. ، حز 11 : 4 ) سدس البث ويساوي 3.8 لتراً

البث : ( 1 مل 7 : 26 ، أش 5 : 1. ) ويسمى إيفة ويساوي 22.9 لتراً

الكر أو الحومر : ( خر 45 : 14 ) يعادل 1. إيفات أو بثات

المكاييل في العهد الجديد ( السائلة )
:
ذكر البث في مكاييل العهد الجديد ( لوقا 16 : 6 )
المطر : ( يوحنا 6 : 2 ) وهو مكيال يوناني للسوائل ويساوي 39 لتراً ، وهذا يعي فكرة عن
كمية الخمر التي صنعها السيد المسيح في عرس قانا الجليل ، وهو ما يقرب من نصف طن .

قياس الأطوال والمساحات
:
كانت هناك قياسات تقديرية للمساحات والأطوال مثل ، فدان أرض ( 1 صم 14 : 14 ، اش 5 : 1. ) ، أو حرث ثور ( مز 129 : 3 ) ، وما ذكر في قصة إيليا أنه حفر قناة تسع كيلتين من البذور 0 1 مل 18 : 32 ) ، وكانت الأطوال تقاس بمقاييس الأمم مثل مقاييس مصر ، وما بين النهرين باستخدام الإصبع والذراع والكف .

مقاييس الأطوال في العهد القديم :
الإصبع : ( أر 52 : 21 ) عرض الإصبع = ¾ بوصة ( 19 مم )
الكف : ( خر 25 : 25 ) أربعة أصابع = 3 بوصة ( 76 مم )

الشبر : ( 1 مل 7 : 26 ) المسافة بين الإبهام والخنصر 9 بوصات ( 23. مم )

الذراع : ( ت 11 : 3 ) من المرفق إلى طرف الوسطى 17.5 بوصة ( 445 مم )

القصبة : ( حز 41 : 8 ) ستة أذرع ، أي 105 بوصة ( 2.67 متراً ) وقد أمكن للعلماء معرفة قيمة هذه المقاييس حين اكتشف مقياس الذراع سنة 188. م والتي سجلت على حجر القناة التي حفرها حزقيا في أورشليم ن وأنها تبلغ 12.. ذراع ، وحينما قيست وجدت أنها 1749 قدم ، وبذلك يكون الذراع 17.5 بوصة ، ومنه أيضاً عرفت مقاييس هيكل سليمان ، فارتفاعه كان 6. ذراع ، أي 9. قدم ( 1 مل 6 : 2 )

مقاييس الأطوال في العهد الجديد 2- :
الذراع : ( يو 21 : 8 ) وهو 21.6 بوصة ( 55. مم )
القامة : ( اع 27 : 28 ) وهي 4 أذرع ، ( 1.85 متراً )

الغلوة : ( لو 24 : 31 ، رؤ 14 : 2. )
مقياس يوناني 2..
ياردة ( 185 متراً )

الميل : ( متى 5 : 41 ) مقياس روماني 1.618 ياردة ( 1.47. متراً )

سفر سبت : ( أع 1 : 12 ) كان يجوز في السبت قطع مسافة ألفين ذراع ( خروج 16 : 9 ) أي 1... ياردة ( 914 متراً ) .


الساعة الآن 02:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى