منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   من خطب الدكتور محمد راتب النابلسي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26594)

الغراب الأسود 16 - 8 - 2012 03:54 AM

من خطب الدكتور محمد راتب النابلسي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
من خطب الدكتور محمد راتب النابلسي
خ 1كلمات مؤثرة ترقق القلب ،

خ2 - ثبات خلايا الدماغ .


الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيّته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عينٌ بنظر أو سمعت أذنٌ بخبر، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومَن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين.
أيها الإخوة المؤمنون ؛ نحن في عصرٍ الشهواتُ فيه مستعرة، و الشبهات منتشرة، نحن في عصرٍ عَجَز معظمُ المسلمين عن أنْ يؤدُّوا حقَّ عبادتهم، يقول عليه الصلاة والسلام، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال

((الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّه))

[رواه الترمذي]
أرأيت إلى هذا النموذج الثاني: " أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني " هذا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عاجز، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

(( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّه))

[رواه الترمذي]
أيها الإخوة الكرام ؛ والمؤمن في طريقه إلى الله قد تعتوره حالة، حالة الضعف، الضعف في إيمانه، ما الذي يردعه ؟ و ما الذي يحفزه ؟ ما الذي يوقظه ؟ و ما الذي يهزُّه ؟ ما الذي يزلزله ؟ التفكر في الموت، ما من حدث واقعيٍّ في حياتنا كهذا الحدث، لأن كل مخلوق يموت، و لا يبقى إلا ذو العزة و الجبروت، و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر:

وكلُّ ابْنِ أُنثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُه يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
فَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى القُبُورِ جَنَــازَةً فَاعْــلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَهَا مَحْمُولُ
موضوع الخطبة اليوم موضوع فريد، يأتي في بعض الآثار الإسلامية تحت عنوان الرقائق، هي قصص وحِكم ترقِّق القلب، تذكِّر بالآخرة، تذكر بالله، تحفز إلى طاعة الله، تلجِم النفس عن معصية الله، إنها الرقائق، يقول عليه الصلاة والسلام في بعض خطبه

(( أيها الناس، إن الأيام تُطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تبلى وإن الليل والنهار يتراقضان كتراقض البريد، يقربان كل بعيد، و يخلقان كل جديد - ثوب خلِق، أي مهترئ، الخَلق شيء، و الخُلُق شيء، و الخَلِق شيء، هذه من خلِق أي اهترأ - والليل النهار يتراقضان كتراقض البريد، يقربان كل بعيد، و يخلقان كل جديد، وفي ذلك عبادَ الله ما ألهى عن الشهوات، و رغّب في الباقيات الصالحات ))

و يقول بعض العلماء: "كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله "حدّثني أخٌ كريم فقال: صليت الفجر في أحد مساجد دمشق، و كان أحد المصلين ذا دعابة، بعد أن نخرج من المسجد لا بد من أن يلقي طرفةً، قال: رأيته ظهرًا عند موقف سيارة عامة، و أقسم بالله العظيم أنه صلى عليه العصر، قال: كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا وليس من أجله " ورد أنه " منْ عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت " من عدَّ غدًا، قال: أنا غدًا سأدفع هذه الفاتورة، غدًا سأنجز هذا العمل، " من عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبةَ الموت " فكم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا و ليس من أجله، لو رأيتم الأجل و مسيرَه لأبغضتُم الأمل و غروره "
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ

(( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ ))

[رواه ابن ماجه]
و قال بعضهم: إنكم تنامون كما تموتون، و تُبعثون كما تستيقظون " و قال عليُّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: " أيها الناس اتقوا الله، الذي إنْ قلتم سمع، وإن أضمرتم علِم، و بادروا الموت، الذي إن هربتم منه أدرككم، و إن أقمتم أخذكم " وقال بعضهم: ليس قبل الموت إلا و الموتُ أشدُّ منه، و ليس بعد الموت شيء إلا والموتُ أيسرُ منه ".
أيها الإخوة الكرام ؛ هذه نصوص تُصنف تحت باب الرقائق، ينبغي أن يرقَّ القلبُ لها، ينبغي أن تلجمنا عن المخالفات، وأن تحفزنا إلى الطاعات، ينبغي أن يتحرّك القلبُ، لأن الذي يطول عليه الأمد يقسو قلبُه، فلا يتأثر بموعظة، ولا تهتزُّ مشاعرُه لقصّة، ولا يندم على ما فات.
أيها الإخوة الكرام، أخطر مض يصيب القلب أن يكون القلبُ قاسيا، إن الاستمرار على المعاصي يقسِّي القلب، إن متابعة المخالفات تجعل على القلب الران،

﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

[سورة المطففين]
قال بعضهم: السعيد لا يركن إلى الخُدَع، و لا يغتر بالطمع " وقال بعضهم: إن بقاءك إلى فناء، و فناءك إلى بقاء، فخُذ من فنائك الذي لا يبقى لبقائك الذي لا يفنى "
أيها الإخوة ؛ كل امرئ يجري بعمره إلى غاية تنتهي، إليها مدَّةُ أجله، وتنطوي عليها صحيفةُ عمله، فخذ لنفسك من نفسك، وقس يومك بأمسك، وكفَّ عن سيئاتك، وزد في حسناتك قبل أن تستوفي مدة الأجل، ولا يُسمَح لك في الزيادة في العمل.
أيها الإخوة الكرام ؛ لا بد من وقفة مع الذات من حين إلى آخر، والأفضل أن تكون كل يوم، وقفة مع الذات متأنية، ماذا بعد، جمعت المال، ثم ماذا ؟ وصلت إلى هذا المكان الرفيع، ثم ماذا ؟ تزوجت ثم ماذا ؟ أنجبت الأولاد، ثم ماذا ؟ زوجت أولادي ثم ماذا ؟ هيَّأتُ دخلا كبيرا، ثم ماذا ؟ ما الذي بعد ماذا ؟ بعد ماذا الموت، ثم ماذا ؟ اسأل نفسك هذا السؤال، لا تكن مستهلَكًا، لا تسمح للدنيا أن تستهلكك، لا تسمح لشهواتها أن تستحوذ عليك، لا تسمح لمشكلاتها أن تنسيك هدفك الكبير، كن مع ذاتك من حين لآخر، لا بد من جلسات مع ذاتك، لا بد من خلوة مع ربك، لا بد من مراجعة الحسابات، لا بد من تفحص الأعمال، لا بد من ضبط البيت، لا بد من ضبط الدخل، لا بد من إنفاق المال.
أيها الأخوة الكرام ؛ وعظ النبيُّ رجلاً فقال:

(( أقلِل من الدنيا تعش حرًّا ))

قال بعضهم: استغن عن الرجل تكن نظيره، ولو كان قويًّا أو غنيًّا " مهما كان غنيا أو قويا، وأحسن إليه تكن أميره، واحتج إليه تكن أسيره
وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم

(( أقلِل من الدَّين تعش حرًّا، وأقلل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر حيث تضع ولدك، فإن العرق دسّاس ))

[كنز العمال عن ابن عمر]
أي اختر زوجة صالحة، لأن أم أولادك، وقال بعضهم: مَن عمِل للآخرة أحرزهما معًا - أي الدنيا و الآخرة - ومَن آثر الدنيا حُرم الدنيا و الآخرة " وقال بعض الصلحاء: استغنِمْ تنفسَّ الأجل - ما دام هناك نفَس، ما دام القلب ينبض، وما دام هناك شهيق وزفير فباب التوبة مفتوح، باب الإصلاح مفتوح - اغتنم تنفس الأجل، وإمكانَ العمل، واقطع ذكر المعاذير و العلل، فإنك في أجل محدود، ونفَس معدود، وعمُرٍ غير ممدود "
أيها الإخوة الكرام ؛ بيت من الشِّعر:

مَا مَضَى فَاتَ، وَالمُؤَمَّلُ غَيْبٌ وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا
لا جدوى عن حديث عن وقت مضى، مضى بخيره و شره، و لا جدوى لتطلُّع إلى الغد، لأن الغد لا تملكه.
أيها الإخوة الكرام، واللهِ كنت مع شخص حدَّثني في ساعة، واللهِ عن مشاريعه إلى عشرين عامًا قادمة، غريب، حدثني كيف سيذهب إلى بلد كذا و كذا، و يمضي فيه سنوات خمسا، و يعود إلى بلده و يُحال إلى التقاعد، و يؤسِّس محلا تجاريا يبيع فيه التحف، يكبر أولاده و يزوِّجهم، استرسل استرسالا عجيبا، استرسل لعشرين سنة قادمة، وواللهِ الذي لا إله إلا هو قرأت نعوته في اليوم نفسه، في اليوم نفسه، مادام هناك نفَس، ما دام هناك قلب ينبض، فباب التوبة مفتوح، و كل شيء يُصحَّح، و كل شيء يُعدَّل، و كل شيء يُتلافى، و كل ذنب مهما كان كبيرا يُغفر، قال تعالى:

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾

[سورة الزمر]
هذا الذي قتل تسعة وتسعين رجلا، تاب الله عليه، مهما كانت ذنوبك، اللهُ عزوجل أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، و الظمآن الوارد، والعقيم الوالد.
يُروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأبي ذر: نبِّه بالتفكر قلبَك، و جاف عن النوم جنبك، و اتق اللهَ ربَّك............." وقال عمر: ارض بالقوت، و خَفْ من الفَوْت " خف أن يفوتك عمل صالح، خف أن يفوتك طلب علم، خف أن تفوتك طاعة، الناس يخافون على الدنيا، خف على الآخرة، " ارض بالقوت، و خَفْ من الفَوْت، واجعل صومَك الدنيا و فطرك الموت " و قال بعض الخلفاء: ما رأيت يقينا لا شكَّ فيه أشبهَ بشكٍّ لا يقين فيه " ما رأيت يقينا " وهو الموت، لا شكَّ فيه أشبهَ بشكٍّ لا يقين فيه " الناس حينما يعيشون و يتحركون كأنهم لا يموتون، يخطِّطون، سمعت عن رجل يؤسِّس ملهى وهو في السبعين، كأنه لن يموت، " ما رأيت يقينا لا شكَّ فيه أشبهَ بشكٍّ لا يقين فيه "
أيها الإخوة ؛ نهارك ضيفك، أحسِن إليه فإنْ أحسنتَ إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأتَ إليه ارتحل بذمِّك، وكذا ليلتك، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوَّد مني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة، وقد كتب بعضُ الأدباء أنْ: يا ابن آدم لو رأيت يسيرَ ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجو من أملك، ولرغبتَ في الزيادة من عملك، ولقصرت من حرصك و حيلك "
أيها الإخوة ؛ حينما حضر بِشرَ الموتُ فرِح، فقيل له: أتفرح بالموت ؟ فقال: أتجعلون قدومي على خالق أرجوه كمقامي مع مخلوق أخافه " قال تعالى:

﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾

[سورة آل عمران]
وقال تعالى:

﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾

[سورة الزخرف]
الإنسان أحيانا يبحث عن رزقه، أما إذا تجاوز هذه المرحلة يبحث عن الجمع فقط، يجمع الملايين المملينة، يقول الله عزوجل:

﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾

[سورة الزخرف]
قالوا: من ذَكَر المنيةَ نسي الأمنية " وقالوا: اكسَب طيِّبًا واعمل صالحا، واسأل الله تعالى رزقَ يومٍ بيومٍ، واعدُد نفسَك من الموتى" الموت ينبغي ألاّ يغادر أذهاننا، وليس معنى هذا أن تقعد عن العمل، تؤسس عملا، و تبحث عن رزق و تتزوج، و لكن دون أن تعصي الله عزوجل، قال تعالى:

﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾

[سورة النور]
هم يتاجرون و يبيعون، و لكن هذه التجارة لا تلهيهم عن ذكر الله عزوجل.
قالوا: "السعيد من اعتبر بأمسه، والشقيّ من جمع لغيره، و بخِل على نفسه، وأندمُ الناس رجلٌ دخل الناسُ بعلمه الجنة، و دخل هو بعلمه النارَ " أندم الناس غنيٌّ دخل ورثتُه بماله الجنة، ورثوا مالا حلالا فأنفقوه في طاعة الله، فدخلوا به الجنة، وهو دخل بماله النار " يُروى أن روح الميت ترفرف فوق النعش وتقول: يا أهلي، يا ولدي، لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبتْ بي، جمعتُ المالَ مما حلّ و حرُم، فأنفقته في حلِّه وفي غير حلِّه، فهنيئًا لكم، والتبِعةُ عليَّ " وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض خطبه:

(( العبد المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه، فو الذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار))

[ أخرجه البيهقي في الشعب من رواية الحسن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم]
لماذا قدَّم الله الموت على الحياة ؟ قال تعالى:

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾

[سورة الملك]
أي أن الإنسان حينما يولد أمامه خيارات لا تُعدُّّ ولا تُحصى، أما حينما يأتيه الأجل، إما إلى جنة يدوم نعيمها أو إلى دار لا ينفذ عذابها، فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار "
أيها الإخوة ؛ قال بعض العلماء: "الدنيا ساعة "، أي تمضي كأنها ساعة، كل واحد منا له عمر، كيف مضى هذا العمر، كيف مضت الثلاثون أو الأربعون، أو الخمسون، أو الستون أو السبعون، كيف مضت ؟ كلمح البصر،

﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾

[سورة المؤمنون]
الدنيا تمضي سريعا و كأنها ساعة، فاجعلها طاعة، وقال بعضهم: رتعنا في الدنيا جاهلين، وعشنا فيها غافلين، وأُخرجنا مكنها كارهين " وقال بعضهم: عجبا لمن يخاف العقاب كيف لا يكفُّ عن المعاصي، وعجبًا لمن يرجو الثواب كيف لا يعمل " وقال بعض الحكماء: المسيء ميِّتٌ وإنْ كان في دار الحياة، والمحسن حيٌّ وإنْ كان في دار الممات " يا بني مات خُزَّانُ المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، يا بني العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة، و العلم يزكو على الإنفاق "
من أروع ما قاله سيدنا عمر بن عبد العزيز قال: الليل و النهار يعملان فيك - ائتِ بصورة قبل عشرين عاما، أو قبل ثلاثين عاما، أو قبل أربعين عاما، أو قبل خمسين عاما، شاب فتيٌّ وسيم، انظر إلى صورتك وأنت في هذا السنُّ، من فعل هذا بك ؟ الليل و النهار، تقدم العمر، الليل و النهار يعملان فيك، كيف تردّ عليهما ؟ قال: فاعمل فيهما، الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[رواه الترمذي]
- وهو من أكبر المصائب، غِنًى مُطْغِيًا، أي مال وفير حملك على معصية الله، عدَّه النبي مصيبة، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ
أيها الإخوة ؛ اعملوا لآخرتكم في هذه الأيام التي تسير وكأنها تطير، عشنا عام السبعين واحد وسبعين واثنين وسبعين، مضى عقد السبعين، حاء عقد الثمانين، التسعون ودخلنا في الألفين، الأيام تسير و كأنها تطير، وقالوا عن الوقت: إنه سريع الانقضاء، فخذ من دنياك لآخرتك، عباد الله الحذرَ الحذرَ، فوالله لقد ستر، حتى لكأنه غفر، قد أمهل حتى كأنها أهمل، وقال آخر: "الأيام صحائف أعمالكم
فخلِّدوها أجمل أفعالكم "، و قد روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

(( مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا ))

[رواه الترمذي]
وقال بعضهم:

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

[سورة يونس]
من هم ؟ الذين - دققوا الآن - نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، هو ينظر إلى هذا القبر الذي مأواه الأخير و مثواه الأخير، وهم ينظرون إلى البيوت الفارهة والعمارات الشاهقة و السيارات الكبيرة، نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناسُ إلى ظاهرها، ونظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميت قلوبهم، و تركوا منها ما أيقنوا أنه سيتركهم، قال سيدنا عمر: "إذا رأيتم طالب الآخرة فنافسوه فيها، وإذا رأيتم طالب الدنيا فارفضوها في نحره، فربما أدرك الذي يطلبه، فهلك بما طلب " سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه قال: يا أهل الشام اسمعوا قول أخٍ ناصحٍ، ما لي أراكم تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، إن الذين كانوا قبلكم بنوا فشيَّدوا وأمَّلوا بعيدا، و جمعوا كثيرا، فأصبح أملهم غرورا، و جمعهم ثبورا، ومساكنهم قبورا ".
واللهِ أعرف رجلاً اشترى بيتين متجاورين في أرقى أحياء دمشق، لم تعجبه كسوة البيتين، كسَّر كل شيء في بيته، قلع البلاط و أزال النوافذ، لم يُبق في البيتين إلا على الهيكل، واستغرق العلمُ سنتين متكاملتين، وافته المنية بعد انتهاء الكسوة بيوم، إنكم تبنون ما لا تسكنون، و تجمعون ما لا تأكلون، و قال بعض الحكماء: ما أنصف نفسَه من أيقن بالحشر و الحساب وزهِد بالأجر و الثواب " وقال آخر: بطول الأمل تقسوا القلوب، و بإخلاص النية تقلُّ الذنوب " و قال آخر: " إياك و المُنى فإنها بضائع الحمقى " أن تعيش في أمل الدنيا، تشتري و تبيع و تتاجر، و تجمع ثروة، هذا الذي يعيش في الأمل أملُه بضائع الحمقى، و قال آخر: قصِّر أملك فإن العمر قصير، وأحسن سيرتك فالبَّر يسير " وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قال في بعض خطبه: أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كُتِب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذين نشيِّع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأننا مخلَّدون بعدهم قد نسينا كل واعظة، وأمنّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبُه عن عيب غيره، وأنفق من مالٍ كسبه من غير معصية، ورحم أهل الدين و المسكنة، و خالط أهل الدين والحكمة، طوبى لمن أدّب نفسه و حسنت خليقته، و صلحت سريرته، طوبى لمن علِم بعلم، وأنفق من فضلٍ، وأمسك من قوله، ووسعته السُّنة ولم تستهوه البدعة " و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن: زوروا القبور تذكروا بها الآخرة، وغسِّلوا الموتى، فإن معالجة الأجساد الخاوية موعظة بليغة " الربيع بن خثيم حفر في داره قبرا، فكان إذا وجد في قبره قسوةً جاء فاضطجع في القبر، فمكث ما شاء ثم يقول:

﴿رَبِّ ارْجِعُونِ [99]لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ﴾

[سورة المؤمنون]
ثم يرد على نفسه فيقول: قومي لقد أرجعناكِ.
أيها الإخوة ؛ قال بعض العلماء: كفتك القبورُ مواعظَ " فالقبر وحده فيه موعظة كبيرة، و النعوات فيها مواعظ كبيرة، وفي دمشق الشام يموت في اليوم أكثر من مائة إنسان يوميا، من ثمانين إلى مائة، و الجنائز تمشي أمامنا، والنعوات تمشي أمامنا، و البيوت فيها تُقبل التعازي، وكأن هؤلاء الأموات يموتون و نحن لا نموت، يقول لك: مسكين مات، و أنت أيضا مسكين، لأنك أيضا سوف تموت، و كل مخلوق يموت.
في بلدة يُكتب على شواهد القبور حِكَم، فمما كُتب على قبر من هذه القبور: " قهرْنا مَن قهرنا، فصرنا للناظرين عبرة " وكتب آخر: " من أمّل البقاء وقد رأى مصارعنا فهو مغرور " وقال بعضهم: من لم يتّعظ بالموت لم يتعظ بقول أحد " و قال بعضهم: ما نقصت ساعة من أمسك إلا ببضعة من نفسك " هذا ما قاله الحسن البصري، الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى منه يوم انقضى بضعٌ منه " و قد مات بعضهم و كان كبيرا في نظر الناس فقال: في الأمس كنتَ أنطقَ منكَ اليوم، وأنت اليوم أوعظ منك في الأمس " الميت كان حيًّا يتكلم، بعد أن مات سبب موعظة بليغة.
أيها الإخوة الكرام ؛ قلت لكم في البداية موضوع هذه الخطبة رقائق، أي كلمات مؤثرة في الحياة الدنيا و في الآخرة، فينبغي في هذه الكلمات أن تحفزنا إلى التوبة، وأن تحفزنا إلى الطاعة، وأن تحفزنا إلى مراجعة الذات، و أن تحفزنا إلى خلوة مع الله، وأن تحفزنا إلى ترتيب أوراق البيت الداخلي، أن تحفزنا لمراجعة الأمور، أن تحفزنا لضبطك البيت، وضبط العمل، أن تحفزنا للصلح مع الله، هذه مهمة الرقائق.
أيها الإخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

***
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألاّ إله إلا الله وليُّ الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلِّم و بارك على سيدنا محمد، وعلى آله و صحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام، ثبات شخصية نعمة لا تُقدّر بثمن، و قل من ينتبه إليها لأحد، ذلك أن خلايا الجسم، الخلايا العظمية و النسج و العضلات والأجهزة، حتى الشعر، وأيّة خلية في الجسم تتبدل من خمس إلى سبع سنوات، أنت بعد سبع سنوات إنسان آخر، ليس في جسمك خلية واحدة قديمة، أنا كنت أعلم أنها خمس سنوات، وهنا وجدت أنها سبع سنوات، كل شيء في الإنسان يتبدّل في سبع سنوات، ليس في جسمك خلية واحدة إلا وهي جديدة، حتى خلايا العظام، عظمك يتبدل، وجلدك يتبدل، شعرك يتبدل، هناك خلايا تتبدل في ثمان و أربعين ساعة، أقصر عمر خلية في جسمك خلية بطانة الأمعاء الجغابات، هذه تتبدل كل ثمان و أربعين ساعة، أي أنت كل ثمان و أربعين لك جغابات جديدة، وأطول هذه الخلايا تعيش سبع سنوات، أو خمس سنوات، معنى ذلك أنك تتبدل تبدلا جذريا كل سبع سنين على أرجح الأقوال، فإذا تبدل دماغك نسيت اختصاصك، و نسيت حرفك، و نسيت معارفك، و نسيت أولادك، و نسيت خبراتك، و نسيت ذكرياتك، و نسيت سبب رزقك، ولا تعرف من هي زوجتك، ولا من هم أولادك، فلحكمة بالغة خلايا الدماغ لا تتبدل، لأنها لو تبدلت لكانت طامة كبرى، واللهِ كنتُ طبيبا ففقدتُ اختصاصي، وكنتُ مهندسا، وكنت خطيبا، كنت تاجرا، لو أن هذا التبدل يقع في الدماغ تذهب شخصية الإنسان، وهذه حكمة بالغة، ثبات شخصية الإنسان، هناك نَعمٌ قد نغفل، وهناك نَعمٌ لا تعدُّ ولا تُحصى، نحن عنها غافلون، قال تعالى:

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾

[سورة يوسف]
وقال تعالى:

﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾

[سورة يوسف]
أيها الإخوة الكرام ؛ كلما تفكرت في نِعم الله ازددت حبًّا له، يا رب أيُّ عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك ؟ قال: أحبُّ العباد إلي نقي القلب، تقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني، وحبَّبني إليّ خلقي، قال: يا رب إنك تعلم أني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحبّبك إلى خلقك ؟ قال: ذكِّرهم بآلائي و نعمائي وبلائي " ذكِّرهم بآلائي كي يعظِّموني، وذكِّرهم بنعمائي حتى يحبوني، ذكِّرهم ببلائي كي يخافوني.
وأنا أتمنى عليكم أن تسعى إلى أن يجتمع في قلبكم تعظيم لله، من خلال النظر في آياته، و محبة له من خلال النعم الظاهرة و الباطنة، وخوف منه من خلال رؤية المصائب التي تطيب الناس، فالمصيبة تجعلك تخاف، والنعمة تجعلك تحب، و الآية تجعلك تعظِّم، و لا بد من أنْ تعظِّم و أن تخاف و أن تحبَّ.

الدعاء
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولَّنا فيمن تولَّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي بالحق و لا يقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليت و لا يعز من عاديت، تباركت ربنا و تعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم هبْ لنا عملا صالحا يقرِّبنا إليك، اللهم أعطنا و لا تحرمنا، أكرمنا ولا تُهِنّا، آثرنا و لا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، و من اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا ما لا يخافك و لا يرحمنا، مولانا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء و من شماتة الأعداء و من السلب بعد العطاء، اللهم إنا نعوذ بك أن نضل أو نُضل أو نزِل أو نزَل، أو أن نجهل أو أن يُجهل علينا، يا رب العالمين، ما رزقتنا مما نحب فاجعله عونا لنا فيما تحب، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغا لنا فيمن تحب، يا رب العالمين، اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك، يا رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين

منتصر أبوفرحة 16 - 8 - 2012 04:37 AM

والله أخي انا لن أغلق الموضوع سأتركه ولكن من باب الأامانة العلمية اقول :
هو الدكتور النابلسي عليه ملاحظات كثيرة وخاصة من تصوفه .. وللأسف الشديد أنه ليس من المحققين في علم الحديث
لذلك الموضوع يحتوي على أحاديث ضعيفة كثيرة
وسأوضحها حتى يعرفها الناس :

** الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّه))))
ضعيف .. ضعفه الشيخ الالباني في سنن ابن ماجة .. وفي السلسلة الضعيفة ....
وقد يكون الكلام صحيحا ولكن كنسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ضعيف
** أقلِل من الدنيا تعش حرًّا ))
انظر السلسلة الضعيفة للشيخ الالباني رحمه الله
** أقلِل من الدَّين تعش حرًّا، وأقلل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر حيث تضع ولدك، فإن العرق دسّاس ))
نفس المصدر في السلسة الضعيفة

** (( العبد المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه، فو الذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار))
أنظر مركز الفتوى حديث ضعيف .. ومن خرج كتاب إحياء علوم الدين ضعف هذا الحديث
**(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
ضعيف ايضا السلسلة الضعيفة . والشيخ أبو غسحاق الحويني تفرد بتخريج الحديث وبيان ضعفه
**مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا))
فيه خلاف بين جمهور المحققين منهم من ضعفه ومنهم من حسنه .. والله أعلم بحاله


طبعا لن أغلق الموضع رغم أنه يحتوي على أحاديث ضعيفة
ولكن حتى يستفيد الجميع منها

وفق الله الجميع

ابو فداء 16 - 8 - 2012 04:24 PM

مشكووورين
تحيه منتصر
الحريه هناااااا

جمال جرار 16 - 8 - 2012 08:59 PM

وهل من المعقول شيخ كبير مثل محمد راتب النابلسي ان يأتي بأحاديث ضعيفة يا شيخ منتصر؟؟؟؟
ولماذا لم ينبهه احد المشايخ او العلماء
شكرا على التوضيح

صائد الأفكار 16 - 8 - 2012 10:02 PM

يعطيك العافية على الطرح الموفق
وشكرا لك

منتصر أبوفرحة 17 - 8 - 2012 06:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال جرار (المشاركة 280297)
وهل من المعقول شيخ كبير مثل محمد راتب النابلسي ان يأتي بأحاديث ضعيفة يا شيخ منتصر؟؟؟؟

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال جرار (المشاركة 280297)
ولماذا لم ينبهه احد المشايخ او العلماء
شكرا على التوضيح




فقط أخي جمال ليس كل ما يلمع ذهبا ..
ليس وحده الذي يركز عليه الإعلام هنالك الكثير والكثير
نعم عندهم علم في مجالات ولكنهم ليسوا من ذوي الاختصاص في الصنعة الحديثية
وأهل العلم يراسلون ويبلغون
ولكن يرد أحد ؟؟؟؟
أعطيك مثالا :
القرضاوي ... وصلت عدد الكتب الذتي كتبها اهل العلم في فتاويه وفي احاديثه التي ينشرها بالضبظ أربعين كتابا .. وبصفحات عديدة بالمئات
ولم يرد هو على اي واحد منها .. وهو مصر على ماهو عليه من نشر افكاره ..

هنا ليس ذنب العلماء .. فهم يناصحون ويرسلون ويكتبون .. ولكن : هل من مجيب ؟؟؟

نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع

وكما قلت لك سالفا فليس كل ما يلمع ذهبا

ابوايمن 17 - 8 - 2012 09:02 PM

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

بلا عنوان 17 - 8 - 2012 09:32 PM

مشكور الاخ جمال والاخ منتصر على التوضيح


الساعة الآن 04:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى