منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   الغفلة المهلكة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=23104)

روح الياسمين 17 - 3 - 2012 11:41 PM

الغفلة المهلكة
 
الغفلة المهلكة

قال تعالي:
(( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ))
[الأنبياء:1].

والذي يتأمل أحوال الناس في هذا الزمن


يرى تطابق الآية تماماً مع واقع كثير منهم وذلك من خلال ما يرى من كثرة

إعراضهم عن منهج الله وغفلتهم عن الآخرة وعن ما خلقوا من أجله،
وكأنهم لم يخلقوا للعبادة، وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها،
فإنهم إن فكروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا،
وإن عملوا فللدنيا،
فيها يتخاصمون ومن أجلها يتقاتلون وبسببها
يتهاونون أو يتركون كثيرأ من أوامر ربهم،
حتى أن بعضهم مستعد أن يترك الصلاة أو يؤخرها عن وقتها
من أجل اجتماع عمل أو من أجل مباراة أو موعد مهم ونحو ذلك !!

كل شيء في حياتهم له مكان !للكليه مكان ،

للوظيفة مكان،
للرياضة مكان،
للـنـت مكان ،
للتجارة مكان للرحلات مكان،
للأفلام والمسلسلات وللأغاني مكان،
للنوم مكان، للأكل والشرب مكان،
كل شيء له مكان إلا القرآن وأوامر الدين،
تجد الواحد منهم ما أعقله وأذكاه في أمور دنياه،
لكن هذا العاقل المسكين لم يستفد من عقله فيما ينفعه في أُخراه،
ولم يقدة عقله إلى أبسط أمر وهو طريق الهداية
والاستقامة على دين الله الذي فيه سعادته في الدنيا والآخرة،
وهذا هو والله غاية الحرمان

قال تعالى :

(( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ))
[الروم:7].
من يرى أحوالهم وما هم عليه من شدة جرأتهم
على ارتكاب المعاصي وتهاونهم بها يقول:
إن هؤلاء إما أنهم لم يصدقوا بالنار،
أو أن النار قد خلقت لغيرهم، نسوا الحساب والعقاب
وتعاموا عن مـاأمامهم من أهوال وصعاب

قال تعالى :

(( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ))
[الحجر:72].
انشغلوا براحة أبدانهم وسعادتها في الدنيا الفانية
وأهملوا سعادتها وراحتها في الأخرى الباقية..
أوقاتهم ضائعة بلا فائدة، بل إن أغلبها قد تضيع في
المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثون بزعمهم عن الراحة والسعادة،
وهم بعملهم هذا لن يجدوا إلا الشقاء والتعاسة،
شعروا بذلك أم لم يشعروا

لقوله تعالى:


((ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))

[طه: 124]،
حتى أصبح حال الكثيرين من هؤلاء كما قال الشاعر:

نهارك يا مغرور سهو وغفـلة **وليلك نوم والردى لك لازم

وشغلك فبما سوف تكره غبـه ** كذلك في الدنيا تعيش البهائم
ولقد مات عند الكثير من هؤلاء الشعور بالذنب،
ومات عندهم الشعور بالتقصير،


نـعــم هذه بلكاد لهي الغــفلة المــهلكـــــة ..



غفلوا عن الموت والحساب والقبر والصراط، والنار والعذاب،

أهوال وأهوال وأمور تشيب منها مفارق الولدان،

تا الله لو عاش الفتى في عمره **ألفاً من الأعوام مالك أمره

مــتـلــذذاً فيــها بـكــل نــعيـــم **متـنعـماً فيـها بنعـمى عصره
مـا كـان ذلـك كـله في أن يفي **بمـبيـت أول ليـلة فـي قــبـره
إن مثل هؤلاء المساكين الغافلين السادرين في غيّهم قد أغلقت
الحضارات الحديثة أعينهم وألهتهم الحياة الدنيا عن حقائقهم ومآلهم،
ولكنهم سوف يندمون أشد الندم إذا استمروا
يقول تعالى عن مثل هؤلاء:
(ذرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
[الحجر:3].
أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون إلا بالطعام والشراب واللباس والشهوات!؟.
ألم يأن لكل مسلم أن يعلم حقيقة الحياة والغاية التي من أجلها خلق؟

أمـا والله لـو عـلم الأنـام **لمـا خلقوا لما غفلوا وناموا

لقد خلقوا لما لو أبصرته **عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
مـمـات ثـم قـبرثم حشــر **وتـوبـيـخ وأهــوال عظــام

أخـــي الكريم أخــتي الكريمه :

يا من تقرأ هذه الرسالة قف قليلأ مع هذه الأسطر
وراجع نفسك وحاسبها وانظر كيف أنت في هذه الحياة،
هل أنت من أولئك اللاهين الغافلين أم لا؟
وهل أنت تسير في الطريق الصحيح الموصل إلى رضوان الله وجنته،
أم أنك تسير وفق رغباتك وشهواتك حتى ولو كان في ذلك شقاؤك وهلاكك،
انظروافي أي الطريقين تسير فإن المسألة والله خطيرة وإن الأمر جد وليس بهزل،
ولا أظن أن عندك شيء أغلى من نفسك فاحرص على
نجاتها وفكاكها من النار ومن غضب الجبار،
انظر أخي أختي أنت مع أوامر الله وأوامر رسوله ،
هل عملت بهذه الأوامر وطبقتها في واقع حياتك
أم أهملتها وتجاهلتها وطبقت ما يناسبك ويوافق رغباتك وشهواتك.
ولتعلموا .. إن الدين كــلٌ لا يتجزأ؛
وقد نهى الله عن ذلك وتوعد من فعله بوعيد شديد

قال تعالى:


(( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ

ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى
أَشَدِّ الْعَذَابِ ))
[البقرة:85].

إن المسلم الحق وقته كله عبادة

والدين عنده ليس شعائر تعبدية فحسب يؤديها ثم يعيش
بعد ذلك فيما بين الشعيرة والشعيرة بلا دين ولا عبادة!!

فيأكل الحرام

ويشرب الحرام
ويسمع الحرام
ويشاهد الحرام
ويعمل الحرام
ويتكلم بالحرام!!

إن من يفعل ذلك لم يفهم حقيقة الإسلام الذي يحمله وينتمي إليه.


نــداء :


قال تعالى :

(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ))
[الحديد:16]،
أعلنها أخي توبةً صادقةً وكن شجاعاً، وكن حقاً عبداً لله تعالى،
وهل يكون الإنسان عبداً حقيقياً لله وهو متمرد على مولاه أينما يوجهه لا يأتِ بخير..
ألم يأن لنا أن نســيير في قــافلة التـــأبيين ؟
هل هم في حاجة إلى ما عند الله من الثواب وأنت في غنى عنه؟
هل هم يخافون الله وأنت قوي لا تخافه؟
ألا تريدون إخـوتي الكرام النظر إلى الجـنة ؟
تخيّلوا النظر إلى وجه ربكم الكريم في الجنة
وتخيّل أخــي الكريم أنك تصافح نبيك محمداً صلى الله عليه وسلّم
وتقبله وتجالس الأنبياء والصحابة في الجنة،

[أســتغفر الله العظيم ]0


* اللهم نسأل الجـنه ونعوذبك اللهم من النار *

ووالله إننا لن نندم على التوبة أبداً،
بل إننا سوف نسعد بإذن الله في الدنيا والآخرة سعادة حقيقية،
لا وهمية زائفة، فجرّب يا أخي أخـتي هذا الطريق من اليوم ولا تتردد،
ألست تقرأ في صلاتك كل يوم اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ
[الفاتحة:6]،
فما دمنا نريد الصراط المستقيم فلماذا لا نسلكه ونسير فيه!!

إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها

وتكون هي همك وغايتك،
فإنك مهما عشت فيها ومهما تنعمت بها فإنك راحل عنها لا محالة وسنقف بين يدي الله
وسنسأل عن أعمالنا كلها صغيرها وكبيرها فالنعد للسؤال جوابأ

قال تعالى :

(( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
[الحجر:92-93].

ووالله إنه لا يليق بعاقل أبداً أن يلهو ويلعب في هذه الدنيا

ويعصي الله وأمامه مثل تلك الأهوال العظيمة،
ووالله إنها لأكبر فرصة أن أمهلك الله
وأبقاك حياً إلى الآن وأعطاك فرصة
للتوبة والإنابة والرجوع إليه فاحمدوا الله على
ذلك ولا تضيعوا هذه الفرصة
ام تتمنى الرجوع مثل البعض يقول
كما في قوله تعالى:

(( يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ

أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ))
[الأنعام:31].

فاحذروا أخوتي أن نغلط غلطتهم فنندم حـين لا ينفع الندم.

ولننقذ أنفسك من النار ما دام الأمر بيدنا قبل أن نقول
قال تعالى:

(( رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ))

[المؤمنون:99-100]،

فلا نجاب حينها لذلك .. أستغفر الله العظيم .



إذا ما نهاك امرؤ ناصـح ** عن الفاحشات انزجر وانتهي


إن دنيا يا أخي من بعدها ** ظلمة القبر و صوت النائحي


لا تساوي حبة من خردل ** أو تساوي ريشة من جانحي
م/ن

منتصر أبوفرحة 18 - 3 - 2012 12:27 AM

أحسن الله إليك أخيتي وجزيت خيرا
موضوع قيم ويستحق التقييم نفع الله بك

الغراب الأسود 18 - 3 - 2012 01:32 AM

يعطيك العافيه ع الطرح الراااااااااااااائع ..

جهد ملحوظ ,, نرقب المزيد من مواضيعك المميزة ..


جزيل الشكر

جمال جرار 18 - 3 - 2012 02:16 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

ابو فداء 18 - 3 - 2012 03:02 AM

مشكوووره
أثابك الله عنا حسن الخاتمه

أبو جمال 19 - 3 - 2012 06:04 PM

جزاك الله خيرا اختي روح الياسمين وبورك بك
احترامي

ناجي أبوشعيب 19 - 3 - 2012 07:43 PM

sha@
بارك الله فيك الأخت الكريمة
موضوع يستحقّ التّنويه
دمت بودّ
احتراماتي

sha@

قلب., 19 - 3 - 2012 10:05 PM

(( يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ
أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ))
موضوع قيم
بارك الله بك روح الياسمين

بنت بلادي 19 - 3 - 2012 10:05 PM

شكرا لك على ما طرحت
بارك الله بك

لك منّي ارق تحية وأعذبها


shreeata 19 - 3 - 2012 10:42 PM

سلمت الايادي على الروعة
وجزاك الله عنا كل خير
تحيات لك


الساعة الآن 12:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى