منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   أشجع السلمى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16588)

بن زيدون 2 - 6 - 2011 10:38 PM

أشجع السلمى
 
أشجع السلمى
هو أشجع بن عمرو من بني سليم، وكان متصلاً بالبرامكة، وله فيهم أشعار كثيرة.
منها قوله في يحي بن خالد، وكان غاب:
قد غاب يَحْيَى فما أَرى أَحَداً ... يَأْنَسُ إِلاَّ بذِكْرِهِ الحَسَنِ
أَوْحَشَتِ الأَرْضُ حِينَ فارَقَها ... مِنَ الأَيَادِي العِظامِ والمِنَنِ
لَوْلاَ رَجَاءُ الإِياب لانْصَدَعَتْ ... قُلُوبُنا بَعْدَهُ منَ الحَزَنِ
وقال فيه أيضاً:
رَأَيْتُ بُغَاةَ الخَيْرِ في كُلِّ وُجْهَةٍ ... لِغَيْبَةِ يَحْيَى مُسْتَكينِين خُضَّعا
فإْنْ يُمْسِ مَنْ في الرَّقَّتَيْنِ مُؤَمِّلاً ... لأَوْبَةِ يَحْيَى نَحْوَها مُتَطَلِّعا
فما وَجْهُ يَحْيَى وَحْدَه غاب عَنْهُمُ ... ولكِنَّ يَحْيَى غاب بالخَيْرِ أَجْمَعا
وقال أيضاً:
إِذا غاب يَحْيَى عن بلادٍ تَغَيَّرَتْ ... وتُشْرِقُ إِنْ يَحْتَلَّها فتَطِيبُ
وإِنَّ فَعَالَ الخَيْرِ في كُلِّ بَلْدَةٍ ... إِذا لم يَكُنْ يَحْيَى بها لَغَريبُ
وقال فيه حين اعتل:
لَقَدْ قَرَعَتْ شَكَاةُ أَبى عَلَّى ... قُلُوبَ مَعَاشِرٍ كانَتْ صِحَاحا
فإِنْ يَدْفَعْ لنا الرَّحْمنُ عنه ... صُرُوفَ الدَّهْرِ والأَجَلَ المُتَاحا
فقد أَمْسَى صَلاَحُ أَبِى عَلَّىِ ... لأَهْلِ الأَرْضِ كُلِّهِمُ صَلاَحا
إِذا ما المَوْتُ أَخْطَأَهُ فلَسْنا ... نُبَالِى المَوْتَ حَيْثُ غَدا وراحا
وهو القائل:
لَيْسَ لِلْحاجات إِلاَّ ... مَنْ له وَجْهٌ وقَاحُ
ولِسانٌ طِرْمِذَانٌ ... وغُدُوُّ وَرَوَاحُ
إِنْ أَكُنْ أَبْطَأَتِ الْحا ... جَةُ عَنّى والسَّراحُ
فعَلىَّ الجَهْدُ فيها ... وعَلى اللهِ النَّجاحُ
ويستجاد له في مدح الرشيد:
وصَلَتْ يَدَاك السَّيْفَ يَوْمَ تَقَطَّعَتْ ... أَيْدِى الرِّجالِ وزَلَّتِ الأَقْدَامُ
وعَلَى عَدُوِّكَ يا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ... رَصَدَانِ ضَوْءُ الصُّبْحِ والإِظْلاَمُ
فإِذا تَنَبَّهَ رُعْتَهُ وإِذا هَدَا ... سَلَّتْ عَلَيْهِ سَيُوفَكَ الأَحْلامُ
ويستجاد له أيضاً قوله:
غَداً يَتَفَرَّقُ أَهْلُ الهَوَى ... ويَكْثُرُ بَاكٍ ومُسْتَرْجِعُ
وتَخْتَلِفُ الأَرْضُ بالظَّاعِنِينَ ... وُجُهاً تُشَذُّ ولا تُجْمَعُ
وتَفْنَى الطُّلُولُ ويَبْقَى الهَوَى ... ويَصْنَعُ ذُو الشَّوْقِ ما يَصْنَعُ
وأَنْتَ تُبَكِّى وهُمْ جِيرةٌ ... فكَيْفَ يَكُونُ إِذا وَدَّعُوا
أَتَطْمَعُ في العَيْشِ بَعْدَ الفِراقِ ... فبِئْسَ لَعَمْرُكَ ما تَطْمَع
وفيها يقول في جعفر بن يحيى:
بَدِيهَتُهُ مِثْلُ تَدْبِيِرِهِ ... مَتَى هِجْتَهُ فهو مُسْتَجْمِعُ
إِذا هَمَّ بالأَمْرِ لم يَثْنِهِ ... هُجُوعٌ ولا شادِنٌ أَفْرَعُ
ففى كَفِّهِ للغِنى مَطْلَبٌ ... وللسِّرٍ في صَدْرِهِ مَوْضِعُ
وكم قائِلٍ إِذْ رَأَى بَهْجَتِى ... وما في فُضُولِ الغِنَى أَصْنَعُ
غَدَا في ظلاَل نَدَى جَعْفَرٍ ... يَجُرُّ ثِيَابَ الغِنَى أَشْجَعُ
وما خَلْفَهُ لامْرِىءٍ مَطْمَعٌ ... ولا دُونَهُ لامْرِىءٍ مَقْنَعُ
وهو القائل في محمد بن منصور بن زياد يرثيه:
أَنْعَى فَتَى الجُودِ إِلى الجُودِ ... ما مِثْلُ مَنْ أَنْعَى بمَوجُودِ
أَنْعَى فَتًى أَصْبَحَ مَعْرُوفُهُ ... مُنْتَشِراً في البِيضِ والسُّودِ
أَنْعَى فَتًى مَصَّ الثَّرى بَعْدَهُ ... بَقِيَّةَ الماءِ منَ العُودِ
قد ثَلَمَ الدَّهْرُ به ثُلْمَةً ... جانِبُها ليْسَ بمَسْدُودِ
أَنْعَى فَتًى كان ومَعْرُوفُهُ ... يَمْلأُ ما بَيْنَ ذُرَى البِيدِ
فأَصْبَحَا بَعْدَ تَسَامِيهما ... قد جُمِعَا في بَطْنِ ملْحُودِ
اْلآنَ نَخْشَى عَثَرَاتِ النَّدى ... وعَدْوَةَ البُخْلِ على الجُودِ
ويستجاد له قوله في إبراهيم بن عثمان بن نهيك، وكان صاحب شرط الرشيد، وكان جباراً عبوساً:
في سَيْفِ إِبْراهِيمَ خَوْفٌ واقِعٌ ... بذَوِى النفاقِ وفيه أَمْنُ المُسْلِمِ
ويَبِيتُ يَكْلأُ والعُيُونُ هَوَاجعٌ ... مالَ المُضِيعِ ومُهْجَةَ المُسْتَسْلمِ
جَعَلَ الخطامَ بأَنْفِ كُلِّ مُخالِفٍ ... حَتَّى استَقَامَ له الَّذى لم يُخْطَمِ
لا يُصْلِحُ السُّلطانَ إِلاَّ شِدَّةٌ ... تَغْشَى البَرِىَّ بفَضْلِ ذَنْبِ المُجْرِمِ
ومِنَ الوُلاةِ مُقَحَّمٌ لا يَتَّقِى ... والسَّيْفُ تَقْطُرُ شَفْرَتَاهُ منَ الدَّمِ
مَنَعَتْ مَهابَتُكَ النُّفُوسَ حَدِيثَها ... بالأَمْرِ تَكْرَهُهُ وإِن لم تَعْلَمِ
وقال لأخيه:
أَبَتْ غَفَلاتُ قَلْبِكَ أَن تَرُوحا ... وكأْسٌ لا تُزايِلُهَا صَبُوحا
كأَنَّكَ لا تَرَى حَسَناً جَمِيلاً ... بعيْنِكَ يا أَخِى إِلاَّ قَبيحا
ويستجاد له قوله في الرشيد:
لا زِلْتَ تَنْشُرُ أَعْياداً وتَطْويها ... تَمْضِى بها لك أَيَّامٌ وتَثْنِيها
مُسْتَقْبِلاً جِدَّةَ الدُّنْيَا وبَهْجَتَها ... أَيَّامُها لك نَظْمٌ في لَيَالِيها
الْعِيدُ والعِيدُ والأَيَّامُ بَيْنَهُمَا ... مَوْصُولَةٌ لك لا تَفْنَى وتُفْنِيهَا
وَلْيَهْنِكَ النَّصْرُ والأَيَّامُ مُقْبِلَةٌ ... إِليك بالفَتْح مَعْقُوداً نَوَاصِيها
ويستجاد له قوله يمدح إسماعيل بن صبيح:
له نَظَرٌ لا يُغْمَضُ الأَمْرُ دُونَهُ ... تَكادُ سُتُورُ الغَيْبِ عنه تُمَزَّقُ
وهو القائل:
وما تَرَك المُدَّاحُ فيك مَقَالَةً ... ولا قال إِلاَّ دُونَ ما فيك قائِلُ
أخذه من قول الخنساء.
وهو القائل أيضاً يرثي أخاه:
خَلِيلَّى لا تَسْتَبْعِدا ما انْتَظَرْتُما ... فإِنَّ قَرِيباً كُلُّ ما كان آتِيَا
أَلاَ تَرَيَانِ اللَّيْلَ يَطْوِى نَهَارَهُو...ضَوْءَ النَّهَارِ كَيْفَ يَطْوِى اللَّيَالِيَا
هُمَا الفَتَيَانِ المُتْرَفَانِ إِذا انْقَضَتْ ... شَبيبَةُ يَوْمٍ عاد آخَرُ ناشِيَا
كَأَنَّ يَمينِى يَوْمَ فارَقْتُ أَحْمَداً ... أَخِى وشَقِيقى فارقَتْها شِمَالِيَا
ويَمْنَعُنِى من لَذَّةِ العَيْشِ أَنَّنى ... أَراهُ إِذا قارَفْتُ لَهْواً يَرَانِيَا
أخذه من قول الآخر وهو ابن الدمينة:
وإِنى لأَسَتَحْييكَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... علَّى بظَهْر العَيْبِ منكَ رَقِيبُ...
المصدر:كتاب الشعر والشعراء..

لأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة..

أبو جمال 5 - 6 - 2011 12:03 AM

بن زيدون
احترامي وتقديري لاختيارك الرائع لهذا الشاعر وتزويدنا باشعاره الجميلة

اخوك
ابو جمال


الساعة الآن 09:45 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى