منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   أشهر النساء في التاريخ .. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12945)

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:43 PM

مريم العذراء عليها السلام
****************
نقف في هذه الحكاية أمام سيدة عظيمة بل من أعظم سيدات الدنيا والمفضلة عند الله عز وجل من بين أربع نساء على مدى تاريخ البشرية..
إنها مريم العذراء الطاهرة البتول التي لم يمسسها بشر وكان حملها طاهراً مطهراً لله تعالى الذي نفخ فيها من روحه فجاء ابنها المسيح عيسى رسول الله ومعجزةالخالق إلى خلقه,فكيف تمت هذه الحكاية إليكم القصة من بدايتها....


كان عمران بن ماثان بن العازر من نسل سليمان بن داوود عليهما السلام صاحب صلاة بني اسرائيلفي زمانه وكبير رعاة الهيكل الذين يخدمونه وكانت امراته حنة امرأة عاقراً لاتلد وبقيت كذلك زمناً طويلاً إلا أن عاطفة الأمومة كانت تزداد يوماً بعد يوم.فدعت ربها أن يرزقها ولداً ونذرت إن رزقت بولد فستجعله وقفاً على طاعة الله وخدمة بيت المقدس.

واستجاب الله دعائها فحملت من زوجها عمران بابنتها مريم وظلت ترقب الأيام بلهفة وشوق وتعدها ساعة بعد ساعة الفرحة تغمر قلبها ولكن حدث ماكدّر صفو أيامها وجعل الحزن يغزو قلبها فقد توفي زوجها عمران وهي لازالت حاملاً بطفلتها فبكته بكاء مراً ولكن قضاء الله لايرد فثابت إلى رشدها وحمدت الله على نعمته.

وبقيت أم مريم وحيدة حزينة تنتظر بأمل ولهفة وشوق مجيء اليوم الموعود وهو أن تضع طفلها الذي سوف يعوضها عن فقد زوجها الحبيب.

وفي اليوم الموعود أعدت نفسها للوضع ورتبت أمورها وعندما وضعتها أنثى حزنت واغتمت واعتذرت إلى ربها..وتساءلت في نفسها:المولود أنثى والأنثى لاتصلح لخدمة المعبد وماذا أفعل وقد نذرت مافي بطني محرراً لله وخدمته؟ وبقيت تفكر في ذلك قلقة حيرى حتى ألهمها الله أن ماوضعته قد قبله ورضي لها أن تكون وفاء لنذرها.

وعند ذلك فرحت وارتاح قلبها فحملتها إلى بيت المقدس وقدمتها إلى الأحبار هناك ودفعتها إليهم قائلة دونكم ابنتي فقد نذرتها لخدمة البيت وتركتها وانصرفت.

ولكن الأحبار اختلفوا فيما بينهم فهي ابنة كبيرهم ويريد كل واحد منهم أن يحظى برعايتها ويكفلها ولكن زكريا النبي عليه السلام قال لهم:أنا أحق بها منكم لأنني زوج خالتها كما تعلمون.فلم يرضوا بذلك وقالوا:بل نقترع عليها وكان عددهم سبعة وعشرين فانطلقوا إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة والوحي واتفقوا على أن من يبقى قلمه مرتفعاً هو الذي يكفل مريم.. ففاز زكريا ولكنهم طلبوا أن تُلقى الاقلام مرةً ثانية ففاز زكريا وكذلك الثالثة فرضوا بذلك واقتنعوا بأمر الله سبحانه وتعالى..

ونمت مريم وترعرعت في كنف زوج خالتها الذي بنى لها محراباً تتعبد وتنقطع فيه عن الناس.

وذات يومٍ كانت مريم معتكفة كعادتها تصلي لله وتعبده اضطربت نفسها فجأةوداخلتها رهبة لم تعهدها من قبل ولم تدر سبباً لذلك. ولكنها فجأة رأت رجلاً يقف أمامها فارتاعت لذلك وحاولت الهرب منه واستعاذت بالله منه..إذ ظنته يريد أن يعتدي عليها فطمأنها الرجل وكان هو جبريل(عليه السلام) وقال لها إنه ملك من السماء أرسله الله إليها لكي يهب لها غلاماً تقياً صالحاً..

فارتاعت لما سمعته وعقدت الدهشة لسانها حيناً من الزمن.. ولكنها تمالكت نفسها واندفعت بجرأة تسأل وكيف يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشر ولست من أولئك البغايا اللواتي يبعن أجسادهن؟ فأجابها جبريل كذلك هو الله يفعل مايريد وهذا أمر هين عليه حتى يجعل ولدك أية للناس ومعجزة ورحمة لهم.

جلست مريم في غرفتها حائرة تفكر فيما سمعته وتسرب الخوف إلى نفسها ,لقد تخيلت مايمكن أن يقوله الناس عنها ومايمكن أن يتهموها به..عذراء تلد من غير زوج.أفزعتها هذه الافكار وجعلتها تضطرب وتقلق وتخاف على نفسها منهم.فأثرت العزلة والابتعاد عن الناس حتى لايرى أحد مابها من الهم والحزن والقلق..وماهي عليه من ألام الحمل وهمومه...

مرت أشهر قاسية كانت تنتابها الوساوس والافكار السوداء من تقبل الناس لها ولطفها الذي بات على مقربة من خروجه إلى الدنيا..

وعندما اقترب موعد ولادتها خرجت من بيتها الذي بناه لها خالها زكريا ولجأت إلى شجرة نخيل خارج المدينة لتضع حملها بعيداً عن أعين أهلها وقومها.

وعندما وضعت وليدها الكريم حملته ولفته بثوب معها ونظرت إليه بحزن وأسى وتمنت لو أنها ماتت قبل أن تلده لأن أهلها سوف يتهمونها بأنها زانية وبأنها شوهت سمعت سمعة أهلها التي هي في أعلى مكان بين قومها.ولكن الله سبحانه وتعالى أدركها بلطفه وأحاطها بعنايته فسمعت صوت جبريل يناديها بالقرب منها مطمئناً إياها لأن الله قد كفل لها رزقاً وماعليها إلا أن تهز جذع النخلة فيسقط عليها رطب طازج لتأكل منه ولتشرب من الجدول الصافي الذي يجري تحتها لتهدأ نفسها..وعلمها جبريل إذا ماقابلت أحداً وسألها أو لامها عن حملها بأن لاترد جواباً بل تقول بالإشارة أنها نذرت للرحمن صوماً.

فحملت وليدها وتوكلت على الله وخرجت به على قومها وكان ذلك مفاجأة لهم بل صدمة كبرى صدمتهم فمريم لم يعهدوا منها إلا النسك والعبادة والصلاة ولكن هاهي تخرج عليهم بطفل تحمله بين يديها..ياترى من هو هذا الطفل وابن من؟؟؟

واندفعوا إليها يسألونها متهمين إياها..أيتها العابدة الطاهرة كنا نعرف فيك الطهارة والعفة ولم تكوني يوماً أخت بغاء فكيف تفعلين هذا اليوم ونحن نعرف أصلك فأبوك كان كبير العابدين أمك عرفت بتقواها؟ لكنها لم ترد بأي كلمة ثم نظرت إيهم بثقة وأشارت إلى وليدها.. فدهشوا واستغربوا تصرفها وقالوا كيف لنا أن نحدث طفلاً لايكاد يحرك أطرافه ولا يعرف من هذه الدنيا غير الرضاعة والنوم..

ولكن المعجزة حدثت ونزلت على رؤوسهم كالصاعقة فقد سمعوا صوت الطفل يحادثهم بلهجةٍ فصيحة كلامٍ موزون: إني أنا عبد الله أوتيت من الكتاب والحكمة والنبوة...وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا..والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ..

ووقف الجميع أمام هذه المعجزة مبهورين حائرين ولم يستطيعوا أن ينطقوا بكلمة واحدة.
وانتشر خبر المعجزة في المدينة كلها وصارت حديث الناس في دورهم فأكبروا من شأن هذا الطفل والرضيع عيسى وعلموا يقيناً ببراءتها من قول السوء الذي كان يتردد حولها..

وأحاطت مريم طفلها بكل الرعاية والحنان حتى غدا شاباً يجالس العلماء ويجادلهم ويتفوق عليهم با يحرجهم في كثير من معتقداتهم بأسئلته التي لايكف عنها...

وبقي هو ووالدته في الناصرة إلى أن بلغ الثلاثين من عمره عندما هبط عليه الروح الأمين وبدأت بذلك رسالته إلى قومه.
**************************
من كتاب أشهر النساء في التاريخ القديم

منذ فجر التاريخ وحتى العصر الجاهلي

حنان عرفه 27 - 12 - 2010 04:58 PM

موضوع عايز يوم كامل
استمتعت بما قرأت
سأعاود القراءة مرة أخرى
شكرا لك أحمد

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 10:13 PM

ههههههههه
كل ماتلاقى وقتك يسمح تعالى للمكتبه ..
تشرفت بحضورك الكريم
حنان

أرب جمـال 27 - 12 - 2010 11:48 PM

شكرا لك احمد على موضوعك المميز ويستحق التقييم
رائع ما نقلت لنا
تقديري لك

أحمد معروف 28 - 12 - 2010 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 97596)
شكرا لك احمد على موضوعك المميز ويستحق التقييم
رائع ما نقلت لنا
تقديري لك

عزيزتى الموقره
أرب
لا أجد ما أستطيع شكرك به على تقييمك موضوعى
تشجيعك لنا سيدتى مبعث سرورنا
تقبلى كل مودتى واحترامى

ola 28 - 12 - 2010 07:35 PM


الغراب الأسود 6 - 1 - 2011 02:10 AM

مشكورعلى المعلومات والموضوع الروعه
يعطيك العافية ولي عوده

أحمد معروف 15 - 1 - 2011 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ola (المشاركة 97845)

شكرا لك
علا
تشريفك موضوعاتى

أحمد معروف 15 - 1 - 2011 07:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغراب الأسود (المشاركة 100932)
مشكورعلى المعلومات والموضوع الروعه
يعطيك العافية ولي عوده

الأروع هو مرورك من هنا عزيزى الفاضل
شكرا لك
حضورك الكريم

صائد الأحلام 16 - 4 - 2011 10:54 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح



الساعة الآن 10:36 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى