منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   أشهر النساء في التاريخ .. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12945)

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:24 PM

أشهر النساء في التاريخ ..
 
مريم المجدلية

********************
سطرت مريم المجدلية اسمها بأحرف من نور في سجل التاريخ البشري.فبعد أن كانت في الدرك الأسفل من دنيا البشر تعيث فساداً وانحلالاً في مجتمع يعج بهذا النوع من الفساد الاخلاقي..انتقلت إلى الضفة الأخرى من هذا المجتمع فأصبحت رمزاً للإيمان والنقاء والصفاء..فمن هي مريم المجدلية هذه؟؟؟


هي امرأة تمتعت في زمن السيد المسيح عليه السلام بمزايا الجمال الباهر الذي أخذ فتن العقول وجعلها قبلة الكثير ممن يطلبون المتعة.


اختلف الكتاب في سبب تسميتها بالمجدلية..هل جاء من كونها من بلدة مجدل أم لانها كانت تجدل شعرها دائماً؟؟


المهم أن هذه المرأة كانت على قدر كبير من الجمال وقد قضت الشطر الأول من حياتها تغوص في الخطيئة والإثم حتى أذنيها وكانت تحترف البغاء والدعارة..وقد جمعت من عملها هذا أموالاً كثيرةجعلها من أغنياء القوم.


ورغم أنها كانت متعددة العلاقات مع شباب المدينة وأثريائها إلا أن قلبها كان ملكاً لواحد فقط كانت تحبه حباً ملأ جوانب حياتها إنه الشاب الثري الجميل توما..


ولكن توما قد اختفى فجأة ولم تعد تراه في أي مكان كانت تعتاد أن تراه فيه وقد أزعجها ا كثيراً اختفاؤه.فقد كانت مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً فأخذت تتحرى عنه وتتبع أخباره وعلمت أنه قد تبع السيد المسيح عليه السلام وانه يلازمه في جلساته وتنقلاته...


لذ فقد قررت أن تذهب إليهم لترى بنفسها من هو ذاك الرجل الذي استطاع أن ينتزع حبيبها توما من أحضانها لتعيده إليها من جديد.


ولما وصلت إلى المكان الذي يجتمع فيه السيد المسيح عليه السلام مع أتباعه وحواريه تفرست فيهم باحثة عن ذاك الرجل الذي استطاع أن يغير نفوس هؤلاء الشباب..فلفت نظرها وجه مشرق بجمال طاهر وهدوء ووقار ولم تعهده في غيره من الشباب..وسمعت منه كلاماً ساحراً أخذ بمجامح قلبها,,فقد تحول ذلك الشاب الماجن الذي لايعبأ إلا بملذاته ومتعته إلى الشاب متزن وقور متواضع انتقل من حالة الكفر إلى حالة الإيمان فأصبح تقياً نقياً طاهراً بعد أن كان فاسقاً ماجناً..


وأدركت مريم المجدلية انها أمام شخصية غير عادية وأن الامور لم تعد كما عرفتها من قبل.


عادت مريم المجدلية إلى منزلها والحيرة والقلق يلفان تفكيرها وراحت تقلب الأمور على وجوهها المتعددة. نعم إنها أمام حياة جديدة بكل أبعادها ونظرت إلى حياتها الماضية فوجدتها مستنقعاً من الرذيلة والعبث والفساد...


ورأت أن استمرارها فيه سيقودها إلى الهلاك والدمار وستسقط في هاوية لا قرارلها..


إن التوبة والعودة إلى حظيرة الإيمان هما المنفذ الوحيد لها ولن يتم ذلك إلا على يد العابد المؤمن الذي ترى فيه مخلصاً لها من ذل الكفر وعبودية الإلحاد والخلاص من خطاياها كلها..لن تتم إلا على يديه وعندما وصلت إلى القرار وانطلقت عائدة إليه وجلست بين يديه تبكي بكاءً حاراً معلنة توبتها الصادقة..


وأدرك السيد المسيح أن هذه المرأة صادقة في توبتها ففرح بها وأخبرها بأن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وعمل بالتقوى والصلاح.


فرحت مريم المجدلية بتوبتها فرحاً شديداً وانضمت إلى جماعة المؤمنين الذين يجاهدون في الدعوة إلى الله والسير في طريق الحق والخير


وكرست أموالها لتمويل الدعوة ولمساعدة الفقراء والمحتاجين...


وهكذا قضت مريم المجدلية بقية حياتها تتبع المسيح أينما ذهب وتصوم وتتعبد في إخلاص وصدق.وكانت مثالاً للمرأة التي تتعافى في إيمانها وطهرها وصفاتها بعد حياة سابقة لها كانت على النقيض من ذلك (وتذكرنا قصة مريم المجدلية بقصة رابعة العدوية بكل تفاصيلها)


وقد ذكرت مريم المجدلية في أناجيل الرسل لوقا ويوحنا ومتي فكانت عندهم صورة العابدة الزاهدة والتلميذة المخلصة للسيد المسيح.


*******************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:24 PM

تيودورا
إمبراطورية روما


********************

إن أسوأ مايصاب به الإنسان هو أن يخضع في تاريخه ليد تشوه هذا التاريخ بل تنقله من نقيض إلى نقيض.


وهذا ماحصل مع هذه الشخصية النسائية التي امتدت إلى تاريخها يد حاقد حاولت أن تشوهه بدافع الغيرة من وصول امراة سورية من عامة الشعب بل وكما يصفها(عاهرة) إلى عرش الامبراطورية البيزنطية


زوجة لأشهر أباطرتها ألا وهو(جوستنيان) انها تيودرا أو كما تلفظ باللاتينية(ثيودرا) وتعني(الطوّافة أو الجواّلة) وفي قرائتنا لتاريخ هذه المرأة نجد أنفسنا أمام موقفين مختلفين.


* موقف يتزعمه بروكوبيوس ويراها امرأة(عاهرة أو مومسا) تبيع الهوى في شوارع القسطنطينية هي وأختها بعد وفاة أبيها مدرباً في سيرك الدببة..وإنها نشأت في جو حلبة العاب الوحوش,ثم صارت ممثلة ومومساً تثير مشاعر أهل القسطنطينية وتدخل البهجة إلى قلوبهم بتمثيل المسرحيات الصامتة الخليعة.. ونجحت أكثر من مرة في إجهاض نفسها,ولكنها ولدت ابناً غير شرعي وصارت عشيقة لرجل سوري يدعى هيكيبولوس ثم هجرها...فاختفت عن الاعين فترة من الزمن في الاسكندرية عادت بعدها إلى الظهور في القسطنطينية فقيرة لكنها عفيفة شريفة...تكسب قوتها بغزل الصوف.ثم أحبها جوستنيان فاتخذها عشيقة له,ثم تزوج بها وجعلها ملكة.


ويضيف بروكوبيوس أن القساوسة لم يظهروا غضبهم لهذا الاجرام الشنيع..واتهمها بروكوبيوس بأكثر من ذلك فادعى انها تحب المال والسلطان حباً كثيراً..


وتدبر المؤامرات لتصل بها إلى أغراضها التي لاتتفق مع جوستنيان, وكانت نؤوما تكثر من الطعام والشراب وتحب الترف والحلي والمظاهر, وتقضي عدداً من أشهر السنة في قصورها القائمة على شاطئ البحر ويصفها بأنها كانت بالغة القسوة على أعدائها تلقي بعضهم في الجب وتقتل بعضهم وكان الذين يسيئون إليها إساءات شديدة يختفون دون أن يقف لهم أحد على أثر,, وكثيراً ما تصدر من الاوامر التي تتعارض مع أوامر زوجها..


ولكن بروكوبيوس نفسه وقع في تناقض في وصفه وحكمه فهو وصفها بالعاهرة التي تبيع جسدها للناس في القسطنطينية ثم وضعها بعد ذلك بأنها اختفت مدة من الزمن وعادت فقيرة عفيفة شريفة..


أما الموقف الثاني فتبناه مجموعة من المؤرخين على رأسهم(مارميخائيل السرياني) في كتابه المشهور بتاريخ مارس ميخائيل السرياني,وقد وافقه كثير من المؤرخين القدامى والمعاصرين.ففي كتابه المذكور يخبرنا أن ثيودرا عاشت طفولة بريئة,وتربت على يد كاهن سرياني أصولي, وهي من أسرة تنحدر من كالينقا(مدينة الرقة الحالية) ونشأت فتاة بهية الطلعة, لزينها جمال التواضع والجسد والروح, واستطاعت أن تخرج من وضعها كممثلة في القسطمطينية لتجد نفسها تعيش حياة هادئة ومحترمة في الاسكندرية في بداية سن الرشد(ويكمل مارميخائيل سيرة تيودرا) وهناك تعلمت على يد شخصية لامعة كعالم اللاهوت البطريريك سويريوس الانطاكي..وخلال اقمتها في الاسكندرية القت جوستنيان الذي كان أنذاك في رعاية بلاط جوستين الامبراطوري وبعد ذلك صدر مرسوم يسمح للغانيات ان يعقدن قراناً رسمياً وإذا ماوصلن إلى مكانةٍ محترمة سمح لهن بالزواج من رجال يشغلون أعلى المناصب هكذا تزوج جوستنيان وتيودرا عام 525م في القسطنطينية وأخلص الواحد منهما للاخر كل الاخلاص حتى اخر العمر.


ونحن نميل إلى موافقة مارميخائيل في تاريخه لاننا نراه أقرب إلى الحقيقة إن لا تربطه بتيودرا صلة وليس مشحوناً بمذهب معين لكن يحركه هذا المذهب باتجاه تعصب معين.


ولكن غن أردنا أن تعيد قصة هذه المرأة التي خرجت من رحم الفقر لتقود امبراطورية عظمى أكثر من 25 عاماً أو يزيد فإننا نقول:ولدت هذه الطفلة في بيت متواضع لاب وأم سوريين في أحدى مدن الساحل السوري ويضن انها انطاكيا وكان أبوها مدرباً لحيوانات السيرك فتربت كإحدى لاعبات السيرك وطافت مع أبيها مدناً عديدة كلاعبة في السيرك(ومن هنا جاء اسمها ثيودرا اي الجوالة) وكان أبوها مسيحياً سورياً حافظ على نصرانيته السريانية دون أن يخضع لقرارات المجامع في فيقيا وخلقيدونيا وغيرها.


وبعد وفاة والدها تعرضت الاسرة لهزات عنيفة من الفقر فاحتاجت هي واسرتها ان تعمل وكان عملها الاساسي ممثلة(وهذا ماجعل بعض المؤرخين ينظرون إليها نظرة العاهرة)..ثم رحلت مع احد الضباط إلى أفريقيا وتعيش معه ولكنها لم تستطيع الاستمرار هناك فعادت إلى الاسكندرية لتعيش شريفة تغزل الصوف ثم تتعرف هناك على جوستنيان الذي كان لايزال في عهدة عمه الامبراطور فيحبها ويتزوجها بعد ان أصبح امبراطورا.


وعلى أية حال فنحن أمام سيدة عرفت بلادها عبر ألاف السنين كيف تعيش المرأة حرة وتتحدى الرجال في كثير من مواقفها .


هذه المرأة ذات شخصية قوية استطاعت أن تقود امبراطورية طيلة وجودها إلى جانب جوستنيان الامبراطور وان تقف في وجهه في كثير من اوامره التعسفية ضد الشعب وأن تحد من اضطهاده للمسيحيين الاصوليين الشرقيين.


بل لقد استقبلت المنفيين المضطهدين منهم في القسطنطينية وأعدت لهم مساكن وزودتهم بالمؤن,,كما كانت تزورهم باستمرار وكانت تعمل باستمرار لتهدئة جوستنيان عندما يثير المتعصبون الخالقيديونيون انفعالاتهم..ويذكر ان تيودرا قاجت الاوصوليين الشرقيين الارثوذكس وحمتهم..لكن في الوقت نفسه شجعت النقاشات اللاهوتية التي كانت قيد التطور والتي رعاها زوجها وعندما أصبح جوستنيان في معارضته للمؤمنين يسلك سلوكاً متطرفاً للغاية إلى درجة المرض دعت تيودرا سراً رجلا سريانياً تقياً يدعى زعورا كي يشفيه..وعندما قام البطريرك الاسكندرية خلال ممارسته شؤون منصبه وقام باعمال وحشية غير مقبولة أقنعت تيودرا زوجها بأن ينفيه..واستطاعت أن تمارس سلطاتها كاملة إلى جانت زوجها دون ان تسيء استعمال تلك السلطات(كما أراد بعضهم إظهار ذلك) وظلت عفيفة مخلصة لزوجها,,وبذلك انضمت إلى شقيقاتها الملكات السوريات التي حفرن اسماءهن على صخرة الزمن أمثال زنوبيا وجوليا دومنا وسميراميس وغيرهم كثيرات
***************************

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:25 PM

كليوباترا


فاتنة الدنيا وساحرة النيل


*******************


كليوباترا أسطورة الزمان ولحنه الساحر الذي جرى في عروق التاريخ مجرى الدم


كليوباترا هذه أنثى التي جعلت كل نساء الدنيا يطمحن إلى أن يصبحن صورة عنها..وقد تهافتت كل النساء اللواتي احترفن التمثيل إلى محاولة تجديد دورها في المسرحيات والأفلام ولكنهن جميعا قصرت قاماتهن عن الوصول إلى ماوصلت إليه هذه الفاتنة من مجد وعظمة..



ولدت كليوباترا في مصر سنة 69 ق.م وهي ابنة بطليموس الثالث عشر وهو أخر سلالة البطالمة في مصر..ولذا فهي ليست مصرية الأصل بل من أصلٍ اغريقي سليلة بطليموس الاول الاغريقي للاسكندر احتل مصر بعد وفاة الاسكندر واعلن نفسه ملكاً عليها..


تزوجت كليوباترا أخاها بطليموس ولها من العمر ثلاث عشرة سنة (وكان زواج الاخوة في ذلك العصر سائداً) وكان عمر أخيها عشر سنوات ولكن طموح كليوباترا أكبر من أن يشاركها أحد في حكم مصر فنشأ صراح مرير بينها وبين أخيها وكان كل منها يحضر جيشه ليقضي على الاخر وفكانت حرب ضارية ولكن قيصر روما (يوليوس قيصر) ساندها بجيشه فقضى على جيش أخيها..واعجب بجمالها الفتان وسحرها فتخلى قيصر عن زوجته وتزوجها ونصبها ملكة على مصر...


وانصرفت كليوباترا إلى التمتع بهذا النعيم الملكي في ظل القيصر بعد أن أصبح رهن إشارتها ولكن لم تدم هذه المتعة حيث نشبت صراعات كبيرة في روما مما أدى ألى اغتيال القيصر سنة 44 ق.م وانكسر حلم كليوباترا فرجعت إلى مصر لتعتني بشؤون مملكتها ..


وكان هناك أشخاص كثر يطمعون بخلافة القيصر فدارت الحروب بينهم والمؤامرات التي انتهت أخيراً بسيطرة مارك أنطوني على السلطة وهو سليل القياصرة إضافة إلى انه شاب قوي وسيم ..وكان انطونيو يستعد لحرب (بارثيان)طلب كليوباترا أن توافيه بعد أن اتهموها بمساندة عدوه كاسيوس..


جهزت نفسها لمقابلة انطونيو متسلحة بكل أسلحة الفتنة والإغراء خاصة وأن أنوثتها كانت قد نضجت وجمالها ازداد تألقاً وسحراً..


سافرت عن طريق نهر سيدنوس بسفينتها المطلية بالذهب واشرعتها المصنوعة من القماش القرمزي ومجاديفها المصنوعة من الفضة وكانت تسير السفينة على أنغام الموسيقى وتعبق بها العطور النادرة..وعندما اقتربت من سفينة انطونيو اندفع كل طاقم السفينة لمشاهدة هذا الموكب المدهش والخيالي فدعته كليوباترا للعشاء وكان يوما لاينسى بينهما


وخضع انطونيو لها خضوعاً كاملاً وترك زوجته تاركاً نفسه نفسه يلهو مع معشوقته كليوباترا,ويذكر التاريخ أن العلاقة التي كانت بين انطونيو وكليوباترا بلغت حداً لامثيل له بل لقد أطلق عليهما لقب(العاشقان الخالدان).ولكن الحياة السعيدة لاتستمر فهذا شأن الدنيا تبقى في تقلب دائم وهاهي الاخبار السيئة تأتي انطونيو فقد شنت زوجته فولفيا مع أخيها لوسيوس حرباً على القيصر خسرا فيها وفرا إلى ايطاليا وكان انطونيو يعلم زوجته لم تدخل الحرب إلى لتلهيه عن كليوباترا ولكن حظها كان سيئاً فقد داهمها المرض وماتت وهي في طريقها للشرق..


وعاد انطونيو إلى روما فتزوج أوكتافيا شقيقة القيصر واكتفت كليوباترا أن تكون في هذه المرحلة خليلة لأنطونيو وأنجبت منه ولدين ..(انطونيو وبطليموس وابنة اسمها كليوباترا ايضاً).


أثارت تصرفات أنطونيو غضب القيصر أكتافيوس فأعلن عليه الحرب بحراً,وكان في أرمينيا فرفض الإصغاءإلى قادة جيشه المتمرسين بحروب البر وازداد ضياعه حين علم أن كليوباترا تركته على أرض المعركة وفرت ترافقها ستون سفينة حربية..


ولم يستطع أنطونيو تحمل البعد عن محبوبته فترك الجيش في ساحة المعركة وعاد للإسكندرية ولدي وصول انطونيو للإسكندرية اكتشف أن كليوباترا بدأت تنفذ مشروعها الخاص بها وتستقل عن الامبراطورية الرومانية فأصيب باكتئاب كامل وفكر بالانتحار..


وحاصر القيصر مصر وطلب كليوباترا أن تقتل أنطونيو أو أن تطرده من مصر حتى يعفو عنها ولكن كليوباترا لم توافق لان حبها لأنطونيو كان أكبر من طموحاتها..


بلغ اليأس من أنطونيو حداً لم يعد يجد فيه للحياة معنى بعد أن هُزم في حربه مع القيصر فانتحر على يد أحد حراسه وتخلص من حياته..


أما كليوباترا فقد كانت ساعاتها الأخيرة ذروة المأساة في حياتها إذ خشيت على نفسها من الأسر.وخاصة وأن القيصر قد دخل الاسكندرية وحاصر قصرها خشية أن تنتحر لانه يريدها على قيد الحياة. ولكن كليوباترا راحت تستعد لرحلة الموت على طريقتها الخاصة فبعد أن ودعت أنطونيو ودفنته طلبت من القيصر أن يسمح لها بالاستحمام ثم أعدت وليمة فاخرة وطلبت من فلاح مصري أن يأتيها بسلة صغيرة ملأى بثمار التين وأن يضع داخل السلة ثعباناً ساماً دون أن يعلم أحد من الجنود..


وبعد أن تناولت السلة ودعت من حولها ودعتهم إلى الخروج واستبقت جاريتها ..كما كتبت رسالة إلى القيصر تطلب فيها أن يأمر بدفنها إلى جانب أنطونيو..


وأدرك القيصر مغزى هذه الرسالة فبعث نجدة لإنقاذها ولكن بعد فوات الأوان لان كليوباترا تناولت الثعبان بيدها ووضعته على صدرها لينفث سمه في صدرها ثم زيّنتها خادماتها بالورود ومستلزمات جنازة ملكة مصر.


ووصل رسول قيصر بعد وفاة كليوباترا فوجد حولها كنوزها الثمينة ووجد جاريتها إيراس ميتة عند قدميها ..أما جاريتها الثانية تشارمون فكانت منهمكة بوضع لمسات الزينة الاخيرة لسيدتها..ولما سألها أحد الحضور:هل اتقنت الزينة ياتشاميرون؟


أجابته: أجل وكما يليق بملكة من سلالة الفراعنة.


قالت ذلك وخرت لاحراك بها...


وهكذا انتهت حياة المرأة الأسطورة وسجلت وفاتها سنة 30 ق.م فتكون حياتها لم تستغرق أكثر من تسع وثلاثين سنة عاشتها كملكة سطرت تاريخها بحروف من نار.


وقد جسد شخصيتها الشاعر الانكليزي المشهور شكسبير بكلماته التي أجراها على لسانها:


شجاعتي تؤكد لقبي
أنا النار والهواء
وعناصري باقية للحياة.
****************************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:26 PM

قطام وقبال



قاتلتا ناقة صالح(عليه السلام)


********************


من النساء من تكون حياته رمزاً للشر بكل أطيافه.وقد مر معنا طائفة من هؤلاء النساء.ومع هاتين المرأتين نستكمل مسلسل النسوة اللواتي زرعن الشر في خطواتهن التي خطوها عبر تاريخ البشرية...


كانت قطام وقبال امرأتان من قبيلة ثمود قوم صالح عليه السلام وكان ملك القبيلة واسمه قدار يهوى قطاما وأخوه مصدع يهوى قبالا وكانا يقضيان معهما أياماً من المتعة والحب والسعادة...


ولكن الفتاتين كانتا ممن يقفن خصماً للنبي صالح عليه السلام ولاتؤمنان برسالته ونبوته وكانتا تحرضان القوم عليه وتتأمران على قتل الناقة التي جاءت لهم معجزة من الله إثباتاً لنبوة صالح.ولما لم تصلا إلى بغيتهما في قتل الناقة رأيا أن الأمر لن يتم إلا عن طريق الملك وأخيه.فقالتا لهما في إحدى الليالي التي اجتمعا بهما:لاسبيل لكما علينا حتى تقتلا هذه الناقة فأجاباهما:نعم سنفعل ذلك...


ثم إنهما جمعا أصحابهما وقصدوا الناقة وكانت على حوضها فجلس قدار ومصدع في مكانه وجعلا يبعثان رجالاً لقتل الناقة فلا يقدرون ويعظم ذلك عليهم فيعودون دون أن يصلوا إلى الناقة...


عند ذلك مشى إليها قدار وقيل مصدع هو الذي سار إليها ثم ضرب عرقوبها فوقعت على الأرض وقامت تركض وفي ذلك يقول تعالى في كتابه العزيز*(فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم)* {الشمس14}.


وكان ذلك يوم الأربعاء وقد سمي ذلك اليوم عندهم(جبار) وكان هلاكهم يوم الأحد وهو عندهم أول يوم.


ولما قتلت الناقة أتى رجل منهم إلى النبي صالح وقال له:أدرك الناقة فقد عُقرت..فأقبل صالح عليه السلام وخرج على قومه يتلقونه ويقولون يانبي الله إنما عقرها قدار ولا ذنب لنا. فقال لهم :أدركوا فصيلها(ولدها) فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبون الفصيل.فهرب وقصد الجبل وجعل كلما صعد يتطاول الجبل في السماء حتى لم يستطع الوصول إليه أحد..حتى الطيور لم تعد تستطيع الطيران إليه..فعادوا وعاد صالح عليه السلام إلى القرية فبكى الفصيل ثم استقبل صالحاً عليه السلام وهز رأسه ثلاث مرات فقال صالح:لكل دعوة أجل يوم..ويقول تعالى*(تمتعوا في داركم ثلاثة أيامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوب)* {هود65}.


وقال لهم صالح عليه السلام:هيئوا أنفسكم للعذاب بعد ثلاثة أيام.ففي اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة.وفي اليوم الثاني محمرّة وفي اليوم الثالث مسودة. وحصل ماقال صالح عليه السلام لهم فاصفرت وجوههم في اليوم الأول واحمرت في اليوم الثاني واسودت في اليوم الثالث..وفي اليوم الثالث تكفنوا واحتنطوا بالصبر والمر وكانت أكفانهم النطاع وألقوا أنفسهم إلى الأرض ..فلما كان اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة فقطعت قلوبهم في صدورهم..ويذكر ذلك في كتاب الله*(فأصبحوا في ديارهم جاثمين)* {هود67}.


وهلك جميعم إلا فئة قليلة أمنت بالنبي صالح ونجت من العذاب وهاجرت معه إلى مكان من أعماق فلسطين.


تلك نهاية كتبتها امرأتان بفسقهما وفجورهما على قوم أطاعوهما فيما سعتا إليه بإغوائهم وفتنتهم وهي نهاية المفسدين والمجرمين...


***************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:27 PM

البسوس بنت منقذ
موقدة الحروب

*******************


قد يصبح الإنسان مثلاً في التاريخ وما أكثر الذين أصبحوا كذلك.ومن الناس من يصبح مثلاَ طيباَ فيصبح مثلاَ للكرم كحاتم الطائي ومنهم من يصبح مثلاَ للشجاعة كعنترة..وأخرون يصبحون مثلاَ سيئاَ في الشؤم كهذه التي كانت سبباَ في حربٍ مستعرة أوقدتها بحقدها وجهلها وطيشها ولم تهدأ هذه الحرب إلا بعد أربعين سنة قضت على البشر والحجر..


اسمها البسوس بنت منقذ التميمية وهي شاعرة من شاعرات العرب في الجاهلية استطاعت بتحريضها وشعرها أن تشعل حرباَ ضروساَ بين قبيلتي بكر وتغلب...



بدأت حكايتها عندما تزوج كليب بن ربيعة من جليلة بنت مرّة..وكان كليب هذا قد أصبح سيد قومه فدخله زهو شديد وبغى على قومه كثيراَ حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالاَ له ولا يغير أحد على أحد إلا بإذنه ..ولا تورد إبل مع إبله كل هذا جعله مضرب المثل في العز فقيل(أعز من كليب وائل)...



وكان لزوجته جليلة إخوة عشرجساس أصغرهم..وحدث أن كليباَ دخل مرّة على امرأته جليلة فسألها:هل تعلمين من على الأرض أمنع مني ذمة ؟ فسكتت محرجة فأعاد عليها السؤال فقالت له:نعم أخي جساس ...فاغتاظ وأضمر ذلك في نفسه وبعد مدة من الزمن جاءت البسوس وهي خالة جليلة وجساس فنزلت على ابن أختها جساس ضيفة ومعها ناقة لها اسمها سراب ومعها فصيل لها وما أن استقر بها المقام حتى تركت ناقتها ورضيعها تسرح مع نوق جساس فرأها كليب مع نوق جساس وكان كليب يسمح لنوق جساس أن ترعى في حماه فقط دون باقي أقربائه فسأل عن الناقة فأخبره جساس أنها لخالته البسوس وهي في ضيافته فقال كليب لجساس:لاتعودن هذه الناقة إلى الرعي في حمانا بعد هذا اليوم وإلا فإنني سأقتلها فلم يجبه جساس وانزعج من مقولته...


وفي اليوم الثاني عادت الناقة إلى الرعي مع نوق جساس في حماه كليب فغضب كليب كثيراَ وقال:أو بلغ من أمر ابن السعدية (ويقصد جساساَ) أن يحير علي بغير إذني وانتضى قوسه ورمى به ضرع الناقة فاختلط دمها بلبنها وراحت تشخب حتى ماتت فلما رأت البسوس ناقتها ميتة أمامها صاحت واأذلاه فقال لها جساس اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها ..فأبت ان ترضى حتى صاروا لها عشراَ..فلما كان الليل أنشأت تقول مخاطبة سعداَ أخا جساس وترفع صوتاَ اتسمع جساس::


أيا سعدُ لاتغرر بنفسك وارتحل
فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك فأنني

محاذرة أن يغدروا ببياتي
لعمرك لو أصبحت في دار منقذِ
لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي

ولكنني أصبحت في دار معشر
متى يعدو فيها الذئب يعدو على شاتي



فلما سمع جساس قال لها:اسكتي لا تراعي إني سأقتل جملاَ أعظم من هذه الناقة ( وكان يقصد كليباَ).


وتذكر روايات أخرى في هذا الحادث أن سعداً الذي تخاطبه في أبياتها إنما هو قريب لها نزل معها ضيفاً على جساس وأن الناقة له.


ويترقب جساس فرصة ليقتل كليباً وتشاء الظروف أن يخرج كليب على فرسه العالية ليتفقد إبله..ومصدر الماء حتى وردت الإبل.. وكان جساس


يترصده فخرج وراءه وهو يحمل رمحه حتى جاء من خلفه..وسمع كليب


وقع حوافر فرس جساس فلم يلتفت إليه استخفافاً به.. ولم يظن أنه سيجرؤ على فعل شيء ..فطعنه جساس برمحه فأرداه قتيلاً ثم قفل عائداً إلى أهله وكان يركض بفرسه وقد بدت ركبتاه ولما رأته أخته قالت لأبيها:إن جساساً قد أتي كاشفاً ركبتيه فقال والله ماخرجت ركبتاه إلا لأمر عظيم...



فلما جاء جساس سأله أبوه ماوراءك يابني؟؟ قال والله إني طعنت طعنة لتشعلن بها شيوخ وائل زمناً..قال وماهي؟لأمك الويل أقتلت كليباً ؟؟قال :نعم..فقال له أبوه:إذن نسلمك بجريرتك ونريق دمك في صلاح العشيرة والله لبئس مافعلت..فرقت جماعة وأطلت حربها..وقتلت سيدها في شارف من الإبل..والله لاتجتمع وائل بعدها ولا يقوم عماد في العرب..ولقد وددت أنك وإخوتك كنتم متم قبل هذا..مابي إلا أن تتشاءم بي أبناء وائل ..فأقبل قوم مرّة عليه وقالوا:لاتقل هذا ورفضوا أن يسلموا جساساً فسكت مرّة...


وانتشر خبر مقتل كليب بسرعة وقامت عليه النوائح..وكان المهلهل أخو كليب منصرف إلى لهوه وكان همام بن مرّة أخو جساس صديقاً له ينادمه في ذلك الوقت فخاف مرّة على ابنه أن يقتله المهلهل إذا سمع بخبر مقتل كليب فأرسل إلى ابنه فرسه على جارية وأمره أن يظعن ويلحق بقومه..وكانا جالسين عندما مر جساس يركض بفرسه عائداً فقال همام:إني والله مارأيته كاشفاً فخذيه قط في ركض..ولم يلبث إلا قليلاً حتى انتهت الجارية إليهما وهما معتزلان في جانب الحي فوثب همام إليها فأخبرته أن جساساً قتل كليباً وأن أباه قد ظعن مع قومه..فأخذ همام الفرس وربطه إلى خيمته ورجع فقال له المهلهل:ماشأن الجارية والفرس ومابالك؟ فقال اشرب ودع منك الباطل..فقال وماذاك؟ فقال زعمت أن جساساً قتل كليباً..فضحك المهلهل وقال:همة أخيك أضعف من ذلك..فسكت همام وأقبلا على الشرب حتى صرعت الخمرة المهلهل فانسل همام وأتي قومه وقد قوضوا الخيام وجمعوا الخيل والنعم ورحلوا حتى نزلوا بماء يقال له النهى..


وعندما عاد المهلهل إلى قومه أدرك أن أمر مقتل كليب صحيح فأقسم لينتقمن لأخيه بقتل أل مرّة عن بكرة أبيهم...لكن قومه أقنعوه بعد إلحاح بأن يفاوضوا بني مرّة قبل الحرب..فاختاروا وفداً من أطراف تغلب ودخلوا على مرّة وقومه وقالوا:ياإخوتنا قد جنيتم أمراً عظيماً وقتلتم شريفنا وشريفكم من أجل ناقة..وإننا نكره الحرب قبل أن نعرض عليكم ثلاثة أمور..تجدون في أحدهما مخرجاً لكم ولنا:أولاً أن تدفعوا لنا جساساً فنقتله..أو أخاه هماماً فهو ند لكليب..أو أنت يامرّة..


فأجابهم أما جساس فقد هرب ولا أدري أين هو...وأما همام فهو أبو عشرة أخو عشرة فلا تقتلوه بجريرة غيره...ثم إن أبناءه لن يسلموه ولو رضيت..أما أنا فوالله ماهو إلا أن تجول الخيل جولة واحدة حتى أكون أول قتيل..ولكني أعرض عليكم أن أعطيكم ألف ناقة..أو أن أسلمكم أحد أبنائي غير جساس وهمام...


فأجابه التغلبيون: والله ماجئنا نساومكم على كليب..ولا نطلب ثمنه وأما بنوك فلا نرضى بهم جميعاً بكليب ولانطلب إلا مثله..ثم انصرفوا..


وقرعت طبول الحرب فانضمت قبائل ربيعة إلى تغلب واعتذر بنو قيس الاشتراك في الحرب إلى جانب بني بكر لأنهم أسباب هذه الحرب..فدارت رحى القتال بين الفريقين وحصلت مواقع عديدة سقط فيها القتلى من كلا الجانبين وقتل همام وجساس وكاد بنو مرّة أن يهلكوا جميعاً..وظلت رماح الصحراء تشرب الدم العربي طوال أربعين سنة متلاحقة..وظلت مستمرة حتى قتل المهلهل أخيراً وعاد الوئام بين القبيلتين...



كل هذه الحروب كان سببها امرأة اسمها البسوس جرت على القبيلتين شؤماً لم يعرف العرب مثله في حياتهم.
*****************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:28 PM

زرقاء اليمامة


*****************


ضربت شهرة هذه المرأة الافاق شرقاً وغرباً مع أن التاريخ يقف أمام حقيقتها حائراً.تزعم إحدى الروايات التاريخية إنها من بني نمير في اليمامة وأن اسمها حذام ومن هنا المثل القائل(إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ماقالت حذام).


وهناك رواية ثانية تذكر أن زرقاء اليمامة من قبيلة جديس، من العمالقة من بني إرم وكانت تشتهر بحدة بصرها حتى ضرب بها المثل فقيل(أبصر من زرقاء اليمامة).


ويقال أنها تستطيع تمييز الشعرة البيضاء في اللبن وأنها ترى الراكب من مسيرة ثلاثة أيام ولذلك كانت تستطيع إنذار قومها بالخطر المحدق بهم كلما أراد أحد أن يغزوهم فيستعدوا لمجابهته..يروى أنها يوماً رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت سرباً من القطا محلقاً ومحصوراً بين طرفي جبل فما كان منها إلا ان عدت بسرعة مذهلة القطا وقالت فيه لغزاً وكان عدده 66.


ياليت ذا القطا لنا--------- ومثل نصفه ليه


إلى قطاه أهلنا----------إذاً لنا قطا ميه


وقيل أن قومها عينوها راصداً لهم حتى يأمنوا غدر القبائل،فغزا قومٌ من العرب(...من حسان بن تبع الحميري) قومهم لمساعدة قبيلة جديس التي غزتها قبيلة زرقاء اليمامة فلما قربوا من مسافة نظرها قالوا:كيف لكم بالوصول مع زرقاء اليمامة؟؟.


واجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجراً تستر كل شجرة فارساً إذا حملها،فقطع الفرسان أشجاراً بعددهم وساروا بها فأشرفت زرقاء اليمامة على التل الذي ترصد مسير القبائل فوجدت شجراً يتحرك فرابها الأمر ولما سألها قومها ماذا ترين يازرقاء، قالت: ياقوم قد مشى الشجر وأتتكم حمير، فلم يصدقها أحد فقالت:أقسم بالله لقد دب الشجر أو أخذت حمير شيئاً يُجر.


ولكن دون جدوى ولم يأبهوا للأمر أو يستعدوا له، ففوجئوا بالجيش الغازي ينصب عليهم ويعمل السيف فيهم.


وقبضوا على زرقاء اليمامة فشقوا عينها فإذا عروق سوداء من الإثمد، وكان أول مااكتحل به من العرب على مايزعمون.
***************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:29 PM

الزباء

********
تعتبر الزباء من أشهر نساء عصرها فقد جمعت صفات جعلتها في مقدمة شهيرات عصرها من نساء العرب بل والعالم في زمانها..فقد كانت من أجمل نساء عصرها وأحزمهن أمراً وأبعدهن نظراً وأوسعهن حكمة وإدراكاً،وكانت من أكثر نساء العرب مقدرة ومهارة...


اسمها الزباء بنت عمرو بن حيان تربعت على عرش منطقة الجزيرة بالعراق،بعد مقتل أبيها في معركة جرت بينه وبين جذيمة الأبرش ملك العراق.


فلما استقر المُلك لها وقوي العرش قررت أن تثأر لأبيها من جذيمة الأبرش،فجهزت له جيشاً كبيراً لمحاربته وقتله،ولكن أختها نصحتها قائلة لها:يا أخية إنك إن غزوت جذيمة فإنه امرؤ له مايصده،فإن ظفرت به أصبت ثأرك،وإن ظفربك فلا بقية لك،والحرب سجال،ولاتدرين كيف يكون،ألك أم عليك،ولكن ابعثي إليه فأعلميه أنك قد رغبت في أن تتزوجيه وتجمعي ملكك إلى ملكه وسليه أن يجيبك إلى ذلك لأنه إن اغتر فعل ذلك فتكوني قد ظفرت به بلا مخاطرة..


فسمعت الزباء نصيحة أختها وأرسلت إليه خطاباً تقول فيه:إنها لم تجد ملك النساء إلا قبحاً في السماع فلا خير فيه وفيه ضعف في السلطان وأنها لم تجد لملكها معرضاً ولا لنفسها كفئاً خيراً منه...وطلبت منه أن يقبل إليها لكي يجمع ملكه إلى ملكها ويصل بلاده وتقلده أجر نفسها....


فلما أتي كتابها جذيمة وقدم عليه رسلها استخفه الطمع وأغراه النفوذ وحب السيطرة فجمع أصحاب الرأي في الدولة وعرض عليهم مادعته الزباء إليه وماعرضت إليه فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها...


إلا أن أحد رجاله المقربين وهو قصير بن سعد اللخمي اعترض على ذهابه (وكان من ادهى رجال عصره) وقال لجذيمة:هذا رأي فاتر وعذر حاضر.


ثم قال له الرأي أن تكتب إليها فإن كانت صادقة في قولها فلتقبل إليك وإلا لم تمكنها من نفسك وتقع في شراكها؟؟ ولكن جذيمة لم يوافق على رأي قصير وقال له:رأيك في الكن لا في الضح....


ودعا جذيمة ابن أخته عمرو بن عدي فاستشاره في أمر كتاب الزباء فشجعه على المسير وقال له:إن قومي مع الزباء ولو رأوك لصاروا معك، فأحب جذيمة ماقاله ولم يسمع لرأي قصير قولة أصبحت مثلاً(لا يطاع لقصير أمر).


واستخلف جذيفة عمرو بن عدي على ملكه وسلطانه، وسار في موكب حافل فيه وجوه أصحابه ومنهم قصير، فلما وصل إلى الجانب الغربي من شاطئ الفرات سأل قصيراً:ما الرأي ياقصير؟؟فقال قصير: القول رداف والحزم عثراته تُخاف..


واستقبلته رسل الزباء بالهدايا والاعطاف، فقال : يا قصير كيف ترى؟؟قال خطب يسير في خطب كبير..وستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة،وإن أخذت جنبيك وأحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون بك، وإذاً فاركب العصا،فإنها لا يشيق غبارها وكانت العصا فرساً لجذيمة لاتجارى،وإني راكبها ومسايرك عليها...


فلقيه الخيول والكتائب فحالت بينه وبين العصا فركبها قصير وولى بها هارباً ونظر إليه جذيمة على متن العصا مولياً فقال(ويل أمه حزماً على متن العصا)


وسار جذيمة محاطاً بالخيول والكتائب حتى دخل على الزباء فلما رأته قالت مخاطبة جذيمة:أشوار عروس ترى؟؟ فأجابها:أمر غدر أرى..ثم دعت بالخمر فسقته حتى ثمل ثم دعت بالنطع والسيف،وقالت:عن دماء الملوك شفاء من الكلب، فأمرت بطست من ذهب كانت قد أعدته به وأمرت بقطع عروق ذراعيه ووضعت الطست تحتهما حتى لاتفر نقطة دم من دمه على الأرض فيطلب ثأره،فلما ضعفت يداه سقطتا فقطر شي من دمه على الأرض فقالت:لاتضيعوا دم الملك، فقال جذيمة:دعوا دماً ضيعه أهله....ثم مات جذيمة....


أما قصير فقد جد في المسير حتى وصل إلى عمرو بن عدي وهو بالحيرة فقال له قصير أتثأر أنت؟ قال: بل ثائر سائر..فقال له قصير:هيا استعد ولاتهدر دم خالك، قال عمرو كيف لي وهي منيعة في حصونها؟ فقال قصير أنا أدبر لك الأمر..سأجدع أنفي وأضرب ظهري ثم سأذهب إليها وسأحتال عليها فاتركني أفعل ذلك فرفض عمرو ذلك خوفاً على قصير.فقال قصير:خل عني أذن وخلاك ذم.فقال له عمرو أنت أبصر..فجدع أنفه وأحدث أثراً كبيراُ في ظهره وتهيأ للرحيل إلى الزباء وأصبح عمله مثلاً فقالت العرب(لأمر ما جدع قصير أنفه).


وكانت الزباء قد سألت كاهنة عن نهايتها وكيف ستكون فقالت أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين،وهو عمرو بن عدي،ولن تموتي بيده ولكن حتفك بيدك.


فأخذت حذرها من عمرو واتخذت لها نفقاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها في داخل مدينتها وقالت:إن فاجئني أمر دخلت النفق إلى حصني،ودعت رجلاً من بلادها يجيد التصوير(الرسم) فكلفته بان يذهب إلى بلاد عمرو بن عدي متنكراً وأن يرسم صورة عمرو بكل الأشكال حتى تحتاط لنفسها منه فانطلق المصور إلى ماكلف به وأنجزه على خير مايراد له.


أما قصير فبعد أن جدع أنفه وضرب ظهره قصد ديار الزباء مدعياً بأنه هارب من عمرو بعد أن فعل به هذا الفعل الظالم ولما وصل إلى قصر الزباء طلب مقابلتها فأخبروها أن قصيراً بالباب فأمرت بدخوله فدخل فرأته على حالته تلك فقالت: مالذي أرى بك ياقصير؟قال:زعم عمرو بأني قد غررت بخاله وزينت له المصير إليه وغششته ومالأتك ففعل بي ماترين فأقبلت إليه وأكرمته وجعلته مستشارها.فلما علم أنها وثقت به وأسندت إليه أمرها قال:إن لي بالعراق أموالاً كثيرة وطرائف وثياباً وعطراً فابعثيني للعراق لأحضر أموالي وأحمل إليك من أفضلها وأجملها وأغلاها لتصيبي من ذلك أرباحاً عظيمة وبعض مال غنى للملوك عنه..ولم يزل يزين لها ذلك حتى أذنت له ودفعت فدخل الحيرة متنكراً وذهب إلى عمرو بن عدي فأخبره بما وصل إليه ثم طلب منه أن يجهزه بصنوف الأمتعة والعطور ليأخذها إلى الزباء كما وعدها به كي تثق به أكثر وتصدقه في كل مايقول فينال بعدئذٍ ثأره منها..فجهزه بما أراد وعاد بما حمله إلى الزباء فأعجبها ما رأت وسرها وازدادت به ثقة وجهزته ثانية فسار حتى قدم على عمرو فجهزه وعاد إليها.فلما عاد مرة ثالثة قال لعمرو:اجمع لي ثقات أصحابك وهيئ الغرائرواحمل كل رجلين على بعير في غرارتين فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قاتلوه وأقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف.


ففعل عمرو ماأشار إليه قصير وحمل الرجال في الغرائر بالسلاح وسار يكمن النهار ويسير في الليل فلما صار قريباً من مدينتها تقدم قصير فبشرها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف،وقال لها أخرالبز(الثياب)على القلوص(الجمال)،وسألها أن تخرج فتنظر إلى ماجاء به وقال لها:جئت بما صاء وصمت(أراد الإبل والذهب).


ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها فقالت تخاطب قصيراً:


ماللجمال مشيتها وئيدا


أجندلاً تحملن أم حديدا


أم صرفاناً تارزاً شديدا..(تارز:اليابس)


فأجابها قصير في نفسه:بل الرجال قبّض تعودا


فدخلت الإبل المدينة وأوقف قصير عمرا على باب نفق الزباء وخرج الرجال وأخذوا ينهبون ويقتلون من في المدينة، ولما أحست الزباء بما حدث هربت إلى النفق فوجدت عمرو بن عدي واقفاً ببابه، ففتحت خاتمها ومصت ماكان فيه من سم ادخرته لمثل هذه المواقف وقالت قولتها المشهورة(بيدي لا بيد عمرو).فماتت لتوها ونهب عمرو مدينتها وسبى أهلها ثم عاد إلى بلاده بعد أن ثأر ممن قتلت خاله غدراً...
************************

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:30 PM

اقليما

مسببة الجريمة الاولى في التاريخ
********************
انها الابنة الاولى لأدم عليه السلام والتي كانت جذوة النار التي أشعلت في البشرية نيران الجرائم التي أصيب بها الإنسان في مطلع حياته.المسببة الأساية للجريمة التي حدثت في التاريخ البشري بسبب التنافس عليها بين الأخوين قابيل وهابيل لجمالها وفتنتها....
فقد كانت حواء زوج أدم تلد في كل بطن توأمين كما ذكر المؤرخون(ذكر وأنثى)وكان أدم يزوج الذكر من التوأم الاول للأنثى من التوأم الثاني حسب التعليمات الإلهية وكما اقتضى شرع الله. وكانت أقليما هذه الأخت التوأم لقابيل..أما أخت هابيل فلم تكن جميلة وأسمها (لبودا).وأوحى الله سبحانه وتعالى الى أدم أن يزوج كل منهما توأم الاخر فاستنكر قابيل ذلك وسخط كثيراً وحقد على أخيه لأنه سيتزوج أخته الجميلة...أما هو فسيتزوج من أخت هابيل التي لاتملك شيئاً من جمال أقليما.


فقال له سيدنا أدم عليه السلام وقد أراد أن يقنع قابيل بذلك أن الأمر ليس بيده وأنه أمر الله (عز وجل):قربا قرباناً الى الله فمن قبل الله قربانه يتزوجها. فقدم قابيل قربانا من أسوأ ماله(وكان مزارعا) أما هابيل فانتقى أفضل مواشيه(وكان راعياً) وقدمها قربانا لله فقُبل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل وزاد ذلك من غضب قابيل وحسده لأخيه.ولما أراد هابيل الزواج من اقليما غضب قابيل وثار وهدد هابيل قائلا لأقتلنك وكان هابيل أقوى من قابيل ولكنه لم يكن رجل عنف وحقد بل كان طيب القلب مسالماً فأجابه كما ذكر القرأن الكريم*(لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك اني اخاف الله رب العلمين*اني أٌريد أن تبوأ باثمي واثمك فتكون من أصحب النار.وذلك جزاء الظلمين*فطوَعت له نفسه قتل أخيه فقتله,فأصبح من الخسرين)*


وتحكي الروايات عن ذلك أن قابيل اغتنم فرصة نوم أخيه هابيل أثناء رعي غنمه فأخذ صخرة ورماها على رأسه فقتله ثم احتار بعد ذلك في أمر اخفاء جريمته ولم يعرف كيف حتى بعث الله له غرابين فقتل أحدهما الاخر وحفر حفرة في الأرض ودفن المقتول ففعل قابيل بأخيه مافعله الغراب بالغراب القتيل وندم على فعلته حيث لا ينفع الندم.

أما أسم الاختين(اقليما ولبودا)فأن القران لم يذكر اسميهما بل ولم يذكرها الا أن كتب التفسير أمثال تاريخ الأمم والملوك للطبري. والكشاف للزمخشري,وزاد المسير للجوزي البغدادي القرشي.ذكرت أن اسميهما هما(اقليما ولبودا)والله أعلم.

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:32 PM

والغة


امرأة نوح


____________________________________________


وهذه أمرأة أخرى لنبي من عظماء الأنبياء بل هي امرأة لنبي يعتبر أباً للمرحلة البشرية الثانية في التاريخ فهو أبو البشرية الثانية بعد أدم لأن الطوفان حدث في زمانه فأهلك البشرية على مايروى(وفي هذا الحدث روايات متعددة الا أن القران يركز أن الطوفان كان بداية لمرحلة بشرية جديدة) ومع ذلك فلم تكن هذه المرأة صالحة كما ذكر القرأن بل كفرت بنبوته وهذا ماأشار اليه القران حينما قال الله تعالى*(ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صلحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين)*{التحريم10}


وقد اختلف المفسرون في اسم امرأة نوح فمعظمهم أجمع على أن اسمها (والعه) ولكن بعضهم ذهب الى أن اسمها (والفه) ومنهم ابن جماعه في كتابه (عذر التبيان في من لم يسّم القران).


وقيل أن اسمها (واعلة)وواغلة(كما ذكر الطبرسي في معجم التبيان).


وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن امرأة نوح وامرأة لوط خانتا زوجيهما بقوله تعالى*(فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل اخلا النار مع الداخلين)* {التحريم10}..فما هو معنى الخيانه المقصود في هذه الاية الكريمة هل هي خيانة زوجية أم خيانة أخرى من نوعٍ أخر؟؟؟ان القرأن لم يذكر الخيانة بمعناها الزوجي لأنه لو أراد ذلك لطلّق زوجته وكذلك لوط لان الخيانة الزوجية أمر يسيء الى شرف النبي وأهله ولكن الخيانة التي قصدها القرأن(كما نظن) هي خيانة دينية وعقائدية.فهي قد كفرت بدين نوح وعقيدته وكانت تنافق زوجها وتظهر له أنها مؤمنة به. وقد أكد هذا المعنى حديث عن الرسول(صلى الله عليه وسلم)عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي قال:{مابغت امرأة بني قطام} ....


ولقد كانت امرأة نوح تخبر الناس عن زوجها أنه مجنون, وتخبر الكفار عن كل مؤمنٍ برسالة نوح حتى يعذبوه ليردوه عن دينه.فكان عقاب الله لها أن غرقت مع القوم الكافرين

*********************
يتبع




أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:33 PM

سارة
زوجة ابراهيم الخليل(عليه السلام)
************************************
هي سارة أو ساراي كما ذكرها الكتاب المقدس(التوراة) ابنة عم الخليل ابراهيم بن تارح وهي ابنة هاران أخي تارح وقد تزوج ابراهيم من ابنة عمه سارية في (أور الكلدانية) وقد كانت في بداية حياتها الزوجية امرأة عاقراً لا تلد وبقيت كذلك الى أن بلغت التاسعة والتسعين من عمرها عندما جاءتها البشارة من الله بأنها ستلد(اسحق) وكان كذلك بعد أن زوّجت زوجها ابراهيم من جاريتها التي أهداها أياها فرعون مصر(هاجر) ولهذا الحديث حكاية نذكرها الان....
فبعد زواجها من ابراهيم الخليل(عليه السلام) رحل الجميع بعد محنة النمرود الذي أراد احراق ابراهيم بعد هدم الأصنام فجمع له النمرود حطباً وألقى ابراهيم في النار الا أن الله سبحانه وتعالى جعل تلك النار برداً وسلاما *(يانار كوني برداً وسلما على ابراهيم) *{الانبياء69}.
وحط الركب في أرض كنعان(فلسطين) وأقاموا هناك مدة طويلة من الزمن ثم نزلوا مصر فلما رأى فرعون سارة أعجب بها كثيراً(فقد كانت جميلة ساحرة) وطمع بها فسأل ابراهيم عنها فقال هي أختي ولم يجرؤ على القول انها زوجي لأنه رأى في عيني فرعون الرغبة بها فأخذها فرعون ولما أراد فرعون الاقتراب منها شلَ الله يده التي امتدت اليها فخاف فرعون منها وطلب منها أن تدعو له ربها أن يشفيه وعاهدها أنه لم يمسسها بأذى وأنه سيحسن اليها أن ردَت عليه يده سليمة كما كانت فدعت ربها وشفيت يد فرعون فأحسن اليها وأهداها جارية قبطية تدعى (هاجر)..
وكانت سارة كما ذكرنا سابقا عقيماًولم تنجب لإبراهيم أولاداً وقد تقدم بها السن فأرادت أن تفرح زوجها ابراهيم بهذه الجارية وتزوجه بها لأنها تعلم أنه يرغب في أن يكون له أولاد من صلبه فوهبته(هاجر).
فلما تزوج ابراهيم بهاجر حملت منه فاشتعلت نار الغيرة في صدر سارة كما يحدث لكل النساء.
وعندما وجدت هاجر ابنها (اسماعيل)لم تطق سارة صبراً وازدادت الغيرة في نفسها حتى بلغت حداً لم تعد تستطع أن تتحمل العيش مع هاجر وابنها فقالت لإبراهيم ابتعد أنت وهاجر عني لأنني لا أرغب في رؤيتكما معي أبداً.فأخذ ابراهيم زوجه هاجر وابنها الرضيع(اسماعيل)ورحل الى بطن مكة كما أوصى الله اليه وتركها هناك مع طفلها..ثم عاد الى سارة في أرض كنعان وكان عمر سارة وقتها تسعة وتسعون عاماً وعمر زوجها مئة وعشرون عاما (على أرجح الروايات).
ويذكر أن ابراهيم الخليل كان كريماً مضيافاً وكان موفور النعمة وافر الرزق,يستقبل الناس في بيته بوجه باش مبتسم يفرح لقدوم الضيف .
وفي يوم جاءته رسل ربه(الملائكة)على شكل بشر فحسبهم ضيوفاً فهب لاستقبالهم في بيته واحتفى بهم كعادته في ترحيبه بضيوفه...ولم يعلم عنهم شيئاً ولم يخطر على باله أ ن هؤلاء جاؤوا ليبشروه بغلام له ستلده امرأته(سارة) بعد هذا الزمن الطويل..فقام مسرعاً يؤدي حق ضيوفه عليه فذبح عجلاً وشواه ثم قدَمه اليهم ليأكلو منه,لكنه استغرب كثيراً وساورته الدهشة والريبة من أمرهم فخاف منهم لكنهم طمأنوه وأخبروه بأنهم ملائكة أرسلهم الله الى قوم لوط ليعذبهم جزاء كفرهم وبشروه بابنه(اسحق)من زوجه سارة...
وبعد سنوات قلائل منّ الله سبحانه وتعالى على سارة بفضله وكرمه فوهبها اسحق وماتت سارة بعد حين ودفنت في مزرعة قريبة من جرون في أرض كنعان.. ويقال أن ابراهيم تزوج بعد وفاة سارة امرأة كنعانية تدعى(قنطورة)فولدت له ستة أولاد(ذكر ذلك الطبري في تاريخه).
****************************************************
يتبع





أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:34 PM

هاجر
(أم العرب)

****************************************************
انها قصة امرأة حملت على كتفيها أعباء أمة بأسرها وانتقلت في مراحل حياتها من حرة الى جارية الى زوجة نبي.ومولاة لزوجته الأولى (سارة) التي أذاقتها ألواناً من العذاب بسبب غيرتها الشديدة,ومع ذلك احتملت هذه الأم تلك المحن صابرة محتسبة شأنها شأن أمها الكبرى(حواء)عندما فجعت بأبنها هابيل على يد أخيه قابيل...

وقد أهدى فرعون سارة جارية اسمها(هاجر) بعد ان جاءوا مصر كما ذكرنا في قصة سارة...وقامت سارة بدورها بتقديمها الى زوجها ابراهيم بعد أن شعرت بأنها شاخت ولم تنجب ولداً لأنها عاقر وتجاوزت السبعين عاماً.ومع دخول ابراهيم هاجر دخلت أم اسماعيل التاريخ كزوجة لنبي هو خليل الله وأما لنبي هو أبو العرب العدنانيين وهكذا أصبحت أمومتها وألامها درساً لاينسى لكل أم وفي كل زمان...

حملت هاجر بأسماعيل فثارت الغيرة في قلب سارة وأصبح تفكيرها كله منصباً على هذا الطفل الذي سيأتي من جاريتها ويصبح أبنا لإبراهيم.وعندها لن يكون لها نفس المكانة في نفس ابراهيم وستنال هاجر المكانة الأولى في نفس زوجها.عند هذا التصور اغلقت كل طرق التفكير في عقل سارة وأصبحت عواطفها هي التي تقودها في تصرفها.وظل الجو بينهما متوتراًعنيفاً حتى أنجبت هاجر ففاض الكيل بسارة وذهبت الى ابراهيم وطلبت منه أن يبعدها هي وابنها.وألحت على ابراهيم الخليل حتى رضخ أخيراً لرغبتها.وبعد فترة من الزمن جاءه الوحي أن يأخذها الى حيث أعد الله لها مستقبلاً عظيماً فستصبح أماً لأمة عظيمة هي العرب العدنانية.فأخذها مع وليدها ويمم شط الجنوب. وسار الركب في مساره التاريخي حتى وصل الى أرض الجزيرة العربية وحط رحاله في بطحاء مكة عند بقايا البيت العتيق(أول بيت عبد فيه الله جل جلاله على سطح الأرض).

وكانت مكة انذاك مقفرة خلاء ليس فيها ماء ولايسكنها أحد اِلا نفر قليل من البدو الرحّل.وترك ابراهيم زوجته هاجر وحيدة مع ابنها في صحراء لا زرع ولا ماء,ترك معها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء.....
وأمرها أن تتخذ عريشاً تحمي نفسها وطفلها من حر الشمس.وقفل عائداً من حيث أتى,عندها أدركت هاجر عظيم المحنة التي وضعت فيها وراحت تتأمل المكان حولها وتتلفت يمين يسارفي خوف وهلع ثم هرعت نحو ابراهيم وراحت تناديه:كيف تتركنا ياابراهيم ولكنه لم يلتفت اليها ولم يجبها..وكررت نداءها أكثر من مرة ولم تلق رداً منه,وأخيراً سألته في لهفة : الله أمرك أن تدعني مع طفلي في هذا المكان الموحش؟؟؟ فأجابها دون أن يلتفت اليها : نعم.

فاستسلمت هاجر في خضوع وقالت:اذن الله لايضيّعُنا.وأطرقت صامتة منكسرة....

فرفع ابراهيم يديه الى السماء وراح يدعو ربه أن يجعل هذا المكان مليئاً بالناس يقيمون الصلاة ويعبدون الله ويجعل من ابنه أمة كبيرة *(ربنا اني اسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدةً من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون*ربنا انك تعلم مانخفي ومانعلن ومايخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء)* {ابراهيم38-37}.

ثم استأنف سيره عائداً الى أرض كنعان عند زوجته سارة.

وجلست هاجر في تلك الأرض المقْفرة وحيدة ترضع طفها وراحت تتأمل وجهه في شيء من الحزن ولكنها استمدت من براءة وجهه قوة جالدت بها الظروف التي تواجهها..وبقيت تتسلى بارضاعه وتأمله ناسية ماهي فيه من وحدة رهيبة في وادٍ أجرد وصخور صلدة وجبال جرداء حتى نفذت مؤونتها,وبدأ الطفل يتلوى عطشاً فهبت مذعورة خائفة تبحث عن ماء بعد أن نفذ مالديها من ماء,ولكنها لم تجد فابتعدت عن طفلها قليلاً تدور ولكنها لم تظفر بشيء فهرولت نحو جبل الصفا علها تجد شيئاً لم تر شيئاً فاستقبلت الوادي مسرعة نحو جبل المروة دون طائل وهكذا أخذت تهرول جيئة وذهاباً سبع مرات والألم يعتصر قلبها خوفاً على وليدها الذي كان يلفظ أنفاسه عطشاً وهو يتلوى من الألم.وبلغت من التعب والاعياء حداً جعلها تسقط على الأرض منهكة...

وراحت تنظر الى ولدها وصدره يعلو ويهبط بسرعة فغطت وجهها تريد أن تخفي عنها هذا المنظر المخيف وراح الطفل يفحص برجله من شدة الألم, وفجأة راح الماء ينبع من قدميه فقفزت هاجر بسرعة الى الماء واستعادت انفاسها مرة أخرى وراحت تجمع التراب حول الماء المتدفق تريد أن تحتفظ به وتسقي ولدها...وبعد هذا الحدث دبت الحياة في الأم والولد والوادي جميعه.فبعد مدة من الزمن مرت جماعه من قبيلة جرهم متجهة الى الشام وحين نزلوا في مكة رأوا طيراً يحوم حول المكان.فقالوا لاتحوم الطيور الا للماء فأرسلوا دليلهم الذي عاد وأخبرهم أن هناك نبع عند امرأة وطفل فقدموا اليها يطلبون الاذن منها أن يقيموا معها فقبلت وعاشت بينهم معززة مكرمة ونشأ اسماعيل بينهم وتزوج منهم فكان أن خرج من هذا الطفل(النبي)امة عظيمة حملت بعد ذلك رسالة هي أعظم الرسالات السماوية الى الأرض .... انها أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) أمة العرب.

*************************************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:35 PM

زليخا
(امرأة العزيز)
*********************
سجلت زليخا أو راعيل (وهذا اسمها الأصلي )اسمها في التاريخ الديني منذ يوسف عليه السلام الى الأن. وأصبحت مثلاً للمرأة التي حاولت أن تنصب شباكها حول يوسف. مما أدى بعد ذلك الى سجنه ثم استيقظ فيها شعور الندم فاعترفت بأنها هي من أغوت يوسف عليه السلام.

وسنتحدث هي هذه العجالة عن قصتها مع يوسف كما ورد ذكرها في القران والتوراة وكذلك كتب التاريخ القديم..


قيل اسمها راعيل بنت واعيل ولقبها زليخا,وقد غلب لقبها على اسمها فأصبحت تعرف به.

تبدأ قصة زليخا مع يوسف عليه السلام منذ أن أخذته القافلة من الجب واتجهت الى مصر وهناك عرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر ووزيرها الأكبر(وقيل اسمه قطفير) وتوسم فيه خيراً فقال لامرأته هذا غلام يخّيل لي أنه نبيل الأصل كريم الأخلاق فأكرمي مثواه فأنا أرجو اذا اشتد عوده ونضج أن ينفعنا أو نتخذه ولدا...

وانصرف يوسف الى العمل في بيت العزيز في جدٍ وأمانة ولقي في هذا البيت كل الترحيب والراحة والأمان.وقد ظهرت في عمله دلائل حزمه وعقله وأمانته فازدادت به ثقة العزيز وأدخله بين أهله وبوّأه مكان الأشراف من قومه وقربه فأصبح موضع الابن من أبيه...

لفت هذا الشاب بحيويته ونضارته وشبابه الرائع نظر زوجة العزيز الشابة الفتية التي مازالت بكراً لأن زوجها لم يمسسها قط لأنه لايصلح للنساء..وأخذت تراقبه في كل تحركاته وشعرت أن حبه يتغلغل في قلبها..وقامت نسأل نفسها كيف السبيل الى قلبه دون أن تذل نفسها وهي امرأة عزيز مصر ومقامها معروفٌ بين الناس ومكانة زوجها بين الناس لايصلها أحد الا الفرعون نفسه...

ولما ضاق صدرها بهذا الحب رأت أن تجيب داعي الهوى فبدأت تنصب شباك فتنتها حوله وكانت تعرض مفاتنها أمامه لتثير في نفسه غريزة الشهوة. ولكنه أعرض عنها وراح يغض بصره عن مفاتنها ويهرب من مواقف اللقاء بها..

ولكن هذا الاعراض لم يردعها فبالعكس أشعل نار الحب في قلبها أكثر فأكثر فلم تجد الا أن تواجهه بصراحة وتطلب منه مايطلب الزوج من زوجته...

فدعته الى مخدعها مدّعية أنها تريد أن تكلفه بمهمة ما, فلما انفردا في الغرفة عرضت نفسها عليه...وللحظة راودته نفسه أن يقبل عليها ولكنه رد نفسه عن هواها وبرز صوت العقل في وجدانه وظهرت صورة الايمان في صدره فهرب الى الباب ولكنها لحقت به وأمسكت بقميصه من الخلف فتمزق بين يديها وهي تجذبه اليها وفي هذه اللحظة ظهر على الباب زوجها عزيز مصر ومعه ابن عمه. فجمد أمام المنظر الذي يراه وأخذته الدهشة والاستغراب. وبسرعه لجأت زليخا الى مكرها فصاحت مولولة .ماذا ترى فيمن أراد بزوجتك سوءاً.لقد راودني هذا الغلام عن نفسي وهذا قميصه خير دليل...ولكن يوسف لم يخف وقال هي راودتني عن نفسي ...وقال ابن عمه اذا كان قميصه ممزق من الخلف فهو صادق وهي التي تكذب...وان كان العكس فهو كاذب وهي صادقة...

ولما فحصوا القميص ووجدوه ممزق من الخلف طلب منها أن تتوب عن اثمها ولم يعاقب يوسف...وطلب من يوسف أن لايخبر أحدا حتى لاينتشر الخبر بين الناس..ولكن الخبر انتشر وبدأت الأقاويل تنسج على امرأة العزيز كيف انها اغوت فتاها..فضاقت بهن ذرعاً ودعتهن الى وليمة في قصرها واعطت كل واحد منهن سكيناً وطلبت من يوسف أن يخرج عليهن..وعندما رأينه ذهلت ابصارهن وقطعن أيديهن من شدة حسنه وجماله..وقالت لهن هذا الذي لمتنَني عليه ..وأن لم يستجيب لماأمره عليه لأزج به في السجن ليبقى مدا حياته هناك ولا يستفيد أحد من شبابه...

ولما وجدت زليخا أنه لايستجيب لها قالت لزوجها ان بقائه بيننا يجعل الناس تتحدث عن زوجتك ويؤذيني هذا ..وأنا أرى أن تسجنه حتى نقطع السنة الناس فاستجاب لقولها وسجنه دون ذنبٍ ارتكبه...

وصدف أن دخل معه السجن اثنان من فتيان حاشية الملك وهما الساقي والخازن لطعام الملك وبقيا معه فترة يعانيان معه الام السجن وعذابه .. وفي يومٍ حلما هذان الفتيان حلمين وكانا يعرفان أن يوسف يعرف في تأويل الأحلام فسألانه عن تفسير حلميهما ...ففسر الحلمين لهما وقال للأول أنت سوف تنجو وتعود الى بلاط الملك والثاني أنت سوف تهلك..وانحنى الى الساقي وقال له اذا عدت قل للملك أن في السجن انسان مظلوم سجن بدون اذن فاطلب منه العفو وأن يطلق سراحي...

وبعد فترة قصيرة صح ماتوقعه يوسف فنجى الساقي وصُلب الخازن وانتظر يوسف تنفيذ الساقي لوعده ولكن الأمر طال ولم يصله خبر منه

ومرت الأيام طويلة وبطيئة وفي يوم حلم الملك حلم لم يجد له مفسر...وتذكر الفتى أن يوسف يفسر الاحلام..فقال للملك اجعلني اذهب ليوسف واسأله عن حلمك عله يعرف له تأويل..وفعلا ذهب الى يوسف يسأله وفسر له الحلم وأعجب الملك بهذا التفسر ورأيه فاستدعى يوسف ليراه وعندما حضر يوسف رأى فيه شاباً حصيفاً ناصحاً وذا رأى وأراد أن يطلق سراحه ولكن يوسف رفض وطلب أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن عن قصته مع زوجة العزيز وأنه كان بريئاً..فوافق الملك وأحضر النسوة فأخبرنه بالحقيقة وأنه لم يستجب لها ولذلك وضعه العزيز في السجن..وحضرت امرأة العزيز واعترفت بذنبها وندمت على مافعلته.

أعجب الملك بيوسف وعفته ونزاهته وفقلده شؤون المال في مصر(وهي أحد اهم الوظائف في الدولة) وجعله على خزائن الأموال..وبعد وفاة الوزير الأول(قطفير) زوّج الملك يوسف بزليخا فوجدها بكراً وكانت له خير زوجة وولدت له ابناه أفرائيم ومنشا.

**************************************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:36 PM

يوكابد

(أم موسى عليه السلام)


**********************


اختلف المؤرخون والمفكرون في اسم أم موسى(عليه السلام) اختلافاً كبيراً. فمنهم من قال انها (يوخا بنت لاوي بن يعقوب عليه السلام) ومنهم قال انها (يخافذ)وأخرون قالوا انها يوكابد وأكثر المفسرون أجمعوا على أنها يو كابد..


وهي كما ذكرنا ابنة لاوي بن يعقوب عليه السلام من ذرية الاسرائيلين ومن نسل أحد الأسباط الاثني عشر من أولاد يعقوب الذين قدموا لمتابعة أخيهم يوسف (عليه السلام)الذي أصبح عزيز مصر ويوكابد هذه هي عمة عمران وقد تزوجها(لأن زواج العمات في تلك الفترة كان حلالاً ولم يحرّم الا على عهد موسى عليه السلام).فولدت له مريم ويقال أن اسمها كلثم ثم ولدت بعد ذلك هارون أما عمران فكان مقرباً من الفرعون أو انه كما تقول الروايات أحد وزرائه واسم الفرعون كما يذكرون هو الوليد بن مصعب.


أما الروايات التاريخية فترجح أن يكون الفرعون على زمن موسى هو رمسيس الثاني أو ابنه مرنبتاح...


وفي يوم من الأيام حلم فرعون حلماً أزعجه كثيراً فأحضر المنجمين والكهّان لكي يفسروا له ذلك الحلم وبعد مداولات عديدة خرجوا بنتيجة واحدة هي أن مُلك فرعون سيزول على يد أحد أبناء بني اسرائيل..فغضب الفرعون غضباً كبيراً وأمر بقتل كل طفل يولد من بني اسرائل في تلك السنة وأن يترقب رجاله كل امرأة حاملاً فيسقط حملها أو يقتل طفها(ان كان ذكراً) بعد ولادته وكان نتيجة هذا الأمر أن قتل أكثر من سبعين ألف طفل من بني اسرائيل في ذلك الوقت(كما تقول الروايات) وحملت يوكابد في تلك الفترة ايضاً بموسى.ولأن عمران من رجال الفرعون فأن رجال فرعون لم يقتربوا منه.وحرصت أم موسى على اخفاء حملها ولم تطلع أحداً عليه..


ولما ولد موسى كتمت أمر ولادته وكذلك فعلت القابلة التي جاءت لتوليدها. وكانت قد امرت أن تقتل طفل تولّده من بني اسرائيل الا أنها عندما رأت وجه موسى ألقى الله محبته في قلبها فكتمت أمر ولادته وقالت لأمه احرصي عليه فأنا لن أخبر أحداً بمولده..


وبقيت تخفي ولادته قرابة ثلاثة أشهر ولكن جنود فرعون ضيّقوا الخناق عليها من خلال الحملات التفتيشية التي كانوا يقومون بها وازداد الأمر سوءاً بعد مرض زوجها ووفاته فحارت في أمرها ولم تدر ماذا تفعل فأوحى الله اليها ..قال تعالى*(وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولاتحزني.انا رادّوه اليك وجاعلوه من المرسلين)*.. {القصص 7}


واستراحت الأم لوحي السماء وأحضرت بسرعة صندوقا فطلته بالزفت والقطران ووضعت في أرضه قطناً ووسادة ثم أرضعت وليدها وأرقدته داخل الصندوق وأحكمت عليه الغطاء وألقته في النيل.


الا أن قلبها الذي بقي مع طفها في الصندوق الذي تقاذفته أمواج النيل راح يعتصر جسدها وأصبح القلق والخوف يسكنان أعماقها فأسرعت الى النهر لترى طفها الا أن الماء قد ساق الصندوق الى حيث أمر الله ليعيش موسى في كنف عدو له ولله وفي ظل امرأة ستكون احدى المؤمنات به واحدى فضيلات النساء في الدنيا والأخرة.وفجأة شعرت بيد تلمس كتفها فالتفتت لترى ابنتها مريم بجانبها فطلبت منه بصوت ملتاع أن تتابع الصندوق وترى أين يستقر..فطمأنت البنت أمها وقالت لها لقد تبعت الصندوق حتى استقر في قصر الفرعون ..


وقد انتشلته امرأة الفرعون أسيا وأحبته وطلبت من زوجها أن يبقيه عندها لانها لم تكن تنجب وبعد أن كان الفرعون يريد قتله ..استجاب لها وترك الطفل في رعايتها ولقد أحضرت المرضعات له لكن الطفل رفض أن يأخذ ثدي أي مرضعة ..فقالت لها مريم سوف أدلك على امرأة ترضعه فأسرعت الأم ترضع ابنها وتقر عينها..


وكانت أسيا قد سمّت الطفل موسى لأنها رأته بين الماء والشجر وكلمة موسى مؤلفة من ( مو) بمعنى الماء و(سا) الشجر..


وعندما وصلت أم موسى الى القصر طلبت أسيا منها أن ترضع الطفل فرضع من أمه واطمأنت زوجة الفرعون على موسى وطلبت منها أن تأتي كل يومٍ لترضعه فقالت لها أم موسى لا أستطيع ذلك لأن لديها أولاداً ولاتستطيع تركهم وطلبت أن تأخذ موسى معها للبيت وتحافظ عليه الى أن يكبر وتحضره لها كل ثلاث أيامٍ لتعلب معه.فرضيت امرأة الفرعون أعطتها اموالا وهدايا لكي تعتني بالطفل وهي لاتعلم أنها أمه.


وأخيراً عادت الأم مع طفلها لتربيه وتعتني به في حماية الفرعون نفيه الذي يريد القضاء على الأطفال وهكذا صدق الله وعدهة بانه سيرده اليها لتقر عينها به ..قال تعالى*(فرددنه الى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن..ولتعلم أن وعد الله حق..ولكن أكثرهملا يعلمون)* {القصص13}
صدق الله العظيم


************************************************** *
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:36 PM

امرأة فرعون


(اسية بنت مزاحم)

**********************************************


لقد سطرت هذه المرأة الصالحة في سفر الخليقة قصة من أبدع ماعرفته البشرية فقد سكنت في بيت الكفر والفجور وزوجها هو من سلاطين الكفر ومع ذلك بقيت نقية تقية صالحة احتضنت موسى عليه السلام طفلاً ورعته فكان أن نشأ النور في قلب الظلمة وأحبته وأعطته الكثير من عطفها وحنانها. خاصة وأن أمه ماتت وهو طفلٌ صغير وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في سبيل عقيدتها ..فبنى الله لها بيتاً في الجنة على طلبها...


ولنستمع الى قصتها من البداية....


هي اسية بنت مزاحم بن فاحث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام بن ابراهيم الخليل عليه السلام وهي ابنة عم موسى عليه السلام(على ماجاء في بعض الروايات وخاصة في كتاب الروضة الفيحاء في تواريخ النساء للخطيب العمري)


تبدأ فصول هذه القصة عندما تصبح اسية زوجة الفرعون الذي طغى وتجبر وادعى الربوبية من دون الله وهو يظن أنه لايوجد من هو أقوى منه وأنه بماله وسلطانه يستطيع أن يجعل الناس يسجدون له ويرفعونه الى مقام الألوهية...


فبعد أن فسروا له العرافيين حلمه الذي حلمه فأزعجه..قالو ا أن مولوداً سوف يولد من بني اسرائيل سيكون سبباً في خراب ملكه وهلاكه..فأمر بقتل كل طفل ذكر يولد من بني اسرائيل ..وقد ألهم الله أم موسى أن تخفي حملها عن أعين الناس الى أن وضعت وليدها فأخفته عن الأعين ولكنها لم تستطيع أن تبقى هكذا لفترة طويلة...ألهمها الله أن تضعه في صندوق وتقذفه في النيل...وعندما التقط جنود فرعون التابوت(الصندوق) لم يستطيعوا فتحه وكانت اسية امرأة فرعون في حديقة القصر المطلة على النيل فشاهدت الجنود والصندوق فدنت منهم فرأت نوراً يخرج من جوفه فعالجته بيدها وفتحته بسهولة فرأت الطفل موسى وانجذب قلبها له فأحبته بكل عواطفها ...كل ذلك حصل بتدبير من الله عز وجل حتى يحقق للأم وعده بأن يأخذه عدو له فيربيه في قصره وهو لايعلم أن هلاكه سيكون على يديه...


ولما رأى فرعون الطفل أمر بقتله الا أن اسية ارتمت عليه ووقالت اتركه يكون قرة عين ورفضت أن تسلمه لهم فلما رأى فرعون أنها متشبثة به رق قلبه لها وأمر أن يتركه وأن يبقى في رعاية زوجه...


ولما انتهى عهد الرضاعة عاد الى قصر الفرعون يلعب ويتعلم كأنه ابن الفرعون..وظلت اسية تحدب عليه وترعاه الى أن كبر وأصبح شاباً..وتدور الأيام بموسى ويقتل مصرياً انتصاراً لأحد أبناء جنسه ويهرب الى مدين خوفاً من أن يطلبه الفرعون ويقتله..وهناك تزوج من بنت شعيب النبي(صفورة) سنأتي على ذكرها لاحقاً في قصةٍ أخرى...ويعود الى مصر وفي طريق العودة تنزل عليه الرسالة الإلهية أن يأتي إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الواحد القهار وأن يأخذ بني اسرائيل معه ويخرجهم من مصر ويخلصهم من ظلم الفرعون...وعندما علمت أسية بعودته وأنه أصبح نبياً أمنت به وفرحت لعودته فرحاً شديداً بعد غياب دام عشرين سنة..


وحين علم الفرعون بايمانها بدأ بتعذيبها حتى يصرفها عن عقيدتها الجديدة...فأوتد يديها ورجليها وألقاها في الشمس كي تتعذب ولكنها أصرت وصبرت وتماسكت ولم تضعف ودعت ربها وهي تتعذب قائلة*(رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ..ونجني من القوم الظلمين) *{التحريم11}.


فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته ففرحت وهان عليها العذاب..


واستمر فرعون في تعذيبها محاولاً صرفها عن دينها الجديد الا أنه لم يفلح فأمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها ولكن ذلك من يرعبها وبقيت على ايمانها حتى فاضت روحها سعيدة الى جنان الخلد...


ويقال أنها عندما أمر فرعون بإلقاء الصخرة عليها انتزع الله روحها حتى لاتشعر بالألم عند إلقاء الصخرة عليها والله أعلم...


تلك هي قصة امرأة من أفضل نساء العالمين صبراً وإيمانا حتى أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال: خير نساء العالمين أربع.. مريم بنت عمران واسية بنت مزاحم وخديجة وفاطمة.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
***********************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:38 PM

رحمة



(زوجة أيوب عليه السلام)


************************************************** **********

وهذه سيدة أخرى تثبت علو كعبها في سلم الانسانية والعظمة.فقد كانت نعمة الزوجة الصابرة المحتسبة لزوجها الذي ابتلاه الله في ماله وولده وجسده وهو نبي الله العابد المخلص لله أيوب عليه السلام...



لقد كانت رحمة بنت أفرائيم بن يوسف عليه السلام نعم المرأة المخلصة التي لا تتخلى عن زوجها في الأزمات..وأثبتت أنها الوفية له..فكما كانت تعيش معه أيام الرخاء عاشت معه أيام الشدائد ولم تتذمر أو تسخط أم تتبرم...


كان أيوب عليه السلام يتمتع بصحة جيدة وحياة رغيدة وذرية صالحة,وكان يملك أموالاً وماشية كثيرة فابتلاه ربه بفقدها جميعاً ومات كل أبنائه ثم ابتلاه بصحته فلم يعد قادراًعلى الحركة فأصبح طريح الفراش..لايستطيع العمل حتى يحصل على رزقه فكان بذلك يحتاج الى من يخدمه ويقف الى جانبه ..ولكن أيوباً كان مثال الرجل الصالح الشاكر الصبور.فلم يغضب ولم يثٌر بل كان إيمانه عميقاً بالله جل وعلا فهو يعلم أن الله قدير على كل شيء وأن مفاتيح الدنيا بيديه يعز من يشاء ويذل من يشاء وأنه ابتلاه ليتأكد من ايمانه وليعلمه الصبر والحكمة والتروي في كل أمور الدنيا والأخرة...



وتبرز زوجته رحمة في هذا الموقف ويدون دورها في تاريخ المرأة شريفاً عظيماً وعالياً فقدمت نفسها طائعة لخدمة الزوج المبتلى فكانت تخدمه في كل صغيرة وكبيرة ولم تشك في ثقل المهمة على كتفيها.. ولم تنقم من معيشتها مع زوجها وهي التي عاشت في عز ونعيم أيام عزه ونعيمه...



واندفعت رحمة تخدم زوجها بكل إخلاص ومحبة وتفانت في خدمتها له فكانت تذهب للعمل حتى توفر له مايحتاجه وللبيت ومايحتاج أيضاً من طعام وشراب..وذات يومٍ عجزت رحمة عن توفير القوت فحارت في أمرها ماذا ستفعل ثم اهتدت إلى فكرة نفذتها في الحال فقد قصت ضفيرتها وباعتها إلى امرأة حتى توفر رغيفين من الخبز...


وفي أحد الأيام خرجت رحمة كعادتها تبحث عن عمل كي توفر القوت لها ولزوجها فلم تجد أي عمل إلا في وقتٍ متأخر مما اضطرها إلى ان تتأخر في العودة إلى البيت فغضب منها زوجها(أيوب) وهو لا يعلم سبب تأخرها وأقسم على الله لأن شفاه الله ليضربنها مئة ضربة جزاء تأخرها.


ولأن أيوباً كان رجلاً صالحاً ونبياً مرسلاً مسموع الكلمة عند ربه فقد توجه بالدعاء الى الله رجاء واستعطافاً كي يخفف عنه ما أصابه فقد أصبح محل شماتة قومه به قال تعالى*(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضرُ وانت أرحم الراحمين)*{الأنبياء83).



فاستجاب الله لدعائه وأكرمه أكراماً عظيماً..



وأرسل الله تعالى له جبريل (عليه السلام) فقال له اضرب الارض برجلك ففعل فنبعت ماء فشرب منه واغتسل فشفي في الحل وعادت إليه صحته كما كانت..وأحيى الله تعالى أولاده ورزقه مثل عددهم من زوجته التي أعادها لها شبابها مكرمة لها وجائزة لصلاحها وتفانيها في خدمة نبي الله أيوب زوجها..



أما أيوب فبعد أن شفاه الله تذكر ان لله عليه ديناً وهو يمينه التي أقسمها بأن يضرب زوجته مئة ضربة فحار في أمره لأن زوجه امراة صالحة ووفية تفانت في خدمته ولكنه أقسم على الله يميناً وهو لا يستطيع أن يحنث بيمينه فماذا يفعل؟وظل هذا الأمر يقلق فكره وراحته حتى أوحى اليه ربه أن أجمع مئة عود من القش واضرب به زوجك ضربة واحدة يغفر الله لك ..فارتاحت نفسه وانشرح صدره وأسرع يجمع العيدان وضرب زوجته ضربة خفيفة براً بيمينه وشكرت رحمة الله على ماأنعم الله عليها جزيل النعم...



لقد كانت رحمة مثالاً للنساء في الصبر والمثابرة وكان دورها في بناء حياتها وحياة زوجها مضرب المثل لكل النساء في كل زمان ومكان.


**********************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:39 PM

بلقيس
(ملكة سبأ)


*****************************


هي واحدة من أعظم ملكات الدنيا في تاريخها,استطاعت بذكائها ودهائها أن تبني دولة تعد في زمانها من كبريات الدول,وصنعت حضارة عظيمة لها من خلال ترميم سد مأرب وتشجيع الصناعة والزراعة والامتداد إلى الدول المجاورة في تجارتها ونفوذها.


اسمها بلقيس بنت الهدهاد شرحبيل بن عمرو بن غالب ويمتد نسبها إلى يعرب بن قحطان ثم يرتفع إلى سام بن نوح...


واسمها بالاصل عربي صرف وهو مختصر لكلمة بنت القيس وقد عرف العرب اسم القيس وبمعنى الشدة وعندما دمجت كلمتا بنت والقيس اصبحت بلقيس...



تولت بلقيس الملك في اليمن بعد وفاة ابيها الهدهاد.. ولتوليها الملك قصة.فقدأقام الهدهاد عشرين سنة في الحكم ..فلما حضرته الوفاة أحضر جميع وجوه حِمْيروأبناء ملوكهم وأهل المشورة من بني قحطان فقال لهم: يابني قحطان..أما تعلمون فضل رأي بلقيس علي فإنها لاتخطيء ماتشير به عليكم..فما رأيكم :قالوا إنها أعقل النساء والرجال :فقال إني استخلفها عليكم..


ولم يرضِ هذا القرار بعض الرجال خصوصا وكانوا يعتقدون أنه يوجد من هو أفضل منها من الرجال.




ولماّ تولت بلقيس الملك بعد أبيها قضت على خصومها بالدهاء والحيلة فقتلت عمرو ذو الأذعار(الذي كان ينافس أباها السيطرة على قبائل اليمن وكان مقره غمدان) وقضت على الفتن التي شبت بعد توليها السلطان والتي أشعلها بعض الذين اعترضوا على ملك امرأة عليهم.




ولكن حصافتها وبعد نظرها وعقلها الراجح,كل ذلك جعلها تسيطر على أمور الدولة وتنهض بها إلى مصاف الدول العظمى في ذلك الزمان.حتى أن القران الكريم قد ذكرها في قصة سليمان عندما جاء الهدهد يخبر سليمان عنها.قال تعالى*(وتفقد الطير فقال مالي لاأرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين..فمكث غير بعيدٍ فقال أحطتُ بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقين..إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلٍ شيءٍ ولها عرشٌ عظيم..وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون..ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ماتخفون وماتعلنون..الله لا اله إلا هو رب العرش العظيم.*) {النمل20-26}.




أما قصة بلقيس مع سليمان النبي عليه السلام فقد بدأت كما أسلفنا عندما غاب الهدهد عن نبي الله سليمان وتأخر فأقسم ليذبحنه إن لم يخبره بسبب تأخره..وكان أن عرف سليمان أن هناك ملكة في اليمن تسودعلى سبأ ومن حولها وكانت تعبد الشمس من دون الله فرغب أن يذهب إليها ليهديها إلى عبادة الله فانطلق بجيشه الذي يضم الانس والجن والطير والريح مسخرة له كذلك..وما أن قرب من البحرين حتى علم به عامل بلقيس (القلمس)وكان يلقب بأفعى نجران وهو من حكماء العرب المشهورين..فأراد أن يتعرف على هذا الجيش ومن يقوده وهل هو ملك أو نبي فتنكر وسار إليهم متخفياً وقال لنفسه:سأسير إليهم بثلاث بكهانة وطب وحكمة وكان يعلم بها جميعاً فأن كان فيهم نبي لم يحتاجوا إلى طبي فهو اعلم مني.ولن يستعينوا إلى حكمتي لان فيهم من حكمة الوحي أعظم من حكمتي.. ولا يلتفتون إلى كهاتني لان فيهم من علم الوحي أصدق من كهانتي..




فعندما دخل على النبي سليمان ووقف بين يديه سبح سليمان فسبحت الجبال فقال بطلت حكمتي ثم نظر إلى البقل فوجد كل بقلة تقول يانبي الله اسمي كذا وأنفع لمرض كذا فقال قلمس بطل طبي ثم أمن بين يدي سليمان..


ولما رجع القلمس إلى قومه أرسل إلى بلقيس يخبرها بخبر سليمان ومايملكه وأفعاله العجيبة.فكتبت اليه أن يرسل له الزرع..فلم يأكلوا منه..فكتبت أرسل اليه الخف والظلف(يقصدون الابل والغنم) ففعل..فلم يأخذوا منه شيئاً فأعلم بلقيس بذلك فأخبرته أن يبعث إليهم بجارية حسناء لتخبرهم فأرسل القلمس ابنته وكانت جميلة فطافت على عسكر سليمان فلم ينظر اليها أحد فرجعت وأعلمت أباها بذلك فأخبربلقيس فأرسلت إليه وقالت ..سالمهم فهم جند الله ولسنا نستطيع معهم شيئاً.




ثم كتب سليمان كتاباً إلى بلقيس يقول فيه:من عبد الله سليمان بن داوود إلى بلقيس ملكة سبأ(بسم الله الرحمن الرحيم..السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين) ثم طوى الكتاب وطلب من الهدهد أن يلقيه إليها..فذهب الى بلقيس في قصرها وألقى إليها بالرسالة فتناولتها وفتحتها وقرأت مافيها ثم جمعت أشراف قومها وقادة مملكتها وقالت لهم:يا ايها القوم اشيروا علي فانتم تعلمون لا أقطع أمرا دون مشورتكم..فقالوا لها افعلي ماترينه مناسبا..فنحن تحت أمرك..




ثم ابدت بلقيس رأيها قائلة:لقد قررت أن أبعث إلى سليمان وقومه هدية عظيمة وسأنتظر وقعها في نفوسهم فإن قبلها عرفت أنه ملك يرضيه مايرضي الملوك وإن كان نبياً أبي إلا ان نتبع دينه.


فأرسلت إليه درة ثمينة غير مثقوبة كما أرسلت مع الوفد جواهر وياقوتا وزمرداً وذهباً كثيرا كما ارسلت من نتاج اليمن التوابل والمسك والعنبر وكتبت مع الهدايا(إن كنت نبياً فاثقب الدرة ثقباً مستوياً وأدخل خيطاً في الخرزة المثقوبة من غير علاج الجن والانس).



فلما دنا الوفد من جيش سليمان شاهدوا ملكا أعظم من ملك بلقيس وعرشا اعظم من عرشها وجيشاً لاقبل لهم به ولما مثل الوفد أمام سليمان أنكر الهدايا لانه لم يكتب لها طمعا في المال.وأما بالنسبة للدرة فقد سأل أعوانه عمن يثقبها فلم يعرفوا ولكنهم قالوا له إن الارضه هي التي يمكن أن تفعل ذلك فأرسل اليها فجاءت وامسكت شعره في فمها ودخلت في الدرة وحفرت فيها حتى خرجت من الجانب الثاني فشكرها سليمان وسألها عن حاجتها فقالت له اجعل رزقي في الشجرة فقال لها لك ذلك.




ثم رد المال وقال للوفد اتهدونني مالا وقد أتاني الله خيراً مما أتاكم من المال؟كما أتاني النبوة فلست اطمع في مال ولكني ارجوا لكم الهداية فأنتم تفرحون بما يهدى لكم لتعلقكم بحب الدنيا ..ارجع الى قومك واردد اليهم هديتهم وان بقوا على كفرهم فوالله لنأتينكم بجنود لا طاقة لهم بمقاومتها ولنخرجنهم من مدينة سبأ أسرى اذلاءمستعبدين...




فرجع الوفد واخبر بلقيس بما قاله سليمان النبي عليه السلام فعلمت ان صادق في تهديده وانها لا طاقة لها لمقاتلته فاقتنعت به وجهزت نفسها للمسير إليه مع أشراف قومها.



وعلم سليمان بقدوم بلقيس فأراد أن يريها بعض ماخصه الله من معجزات ليكون ذلك دليلاً على نبوته .فقال لمن حوله من الجن أيكم يأتيني بعرش بلقيس قبل أن تأتي إلي مع قومها مؤمنين ليروا قدرة الله عز وجل الذي دعوتهم إلى الايمان به وعبادته..


فقال عفريت من الجن :أنا اتيك به قبل أن تقوم من مجلسك الذي أنت فيه ولكن الذي عنده علم الكتب السماوية(ويظن أنه وزيره) قال أنا اتيك به قبل أن تغمض عينيك وتفتحهما.فاغمض سليمان عينه وفتحهما فوجد العرش أمامه مستقرا في مجلسه:فقال هذا من فضل ربي الذي أيدني ونصرني وماحصل ذلك إلا لأشكره على نعمه فسجد لله شكراً وحمداً على فضله.




فلما جاءت بلقيس عرض عليها عرشها فوقفت أمامه تتأمله في حيرة فهو يشبه عرشها ولكن بعد أن تفرست وجدت أنه عرشها فعلمت انه من معجزات سليمان لان العرش في قصرها ومقفول عليه وعليه حراس شداد..عندئذٍ قالت لسليمان:لقد علمنا بقدرة الله عزوجل وصحة نبوتك بما شاهدنا من هذه المعجزة وغيرها من المعجزات التي رأيناها وها نحن نؤمن بإلهك الله العزيز الذي لا إله إلا هو ..



ولكي يري سليمان روعة الهندسة التي اختص بها أكثر من غيره أمر المهرة من الصناع ببناء قصر فصنعت أرض بهوة من زجاج شفاف مستو أملس وأرسل الماء تحت الزجاج فبدا اليهم كأنه بركة ماء ثم جلس سليمان في صدر البهو وبعث في طلب بلقيس فاعترتها الدهشة عندما رأت البهو وقد تراءى لها كانه مليء بالماء فكشفت عن ساقيها حتى لايبتل ثوبها كما توهمت وسارت في البهو..فقال لها سليمان هذا البهو من زجاج شفاف وهو أمر لم تعرفه من قبل.



ولما رأت بلقيس من إكرام سليمان الشديد لها ورات الحقيقة أمامها ساطعة توجهت إلى ربها مناجية ..رب إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس وإني خضعت مع سليمان لك يارب العلمين فانت وحدك المستحق العبادة..



ويذكر الرواة بعد ذلك أن سليمان عليه السلام تزوجها وكان يزورها كل ثلاث أشهر وتذكر الروايات أنه بقي معها تسع سنين وبضعة أشهر ثم توفيت فدفنت في مدينتها (وقيل تدمر).
***************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:40 PM

سالومي

(قاتلة الأنبياء)
**************

احتلت سالومي في ذاكرة التاريخ صفحة سوداء كللتها بقتل أحد أنبياء بني اسرائيل وهو النبي يحيى عليه السلام ذلك الشاب الذي قدم نفسه طائعاً مختاراً في سبيل الدفاع عن شرع الله والإيمان بما أنزله من أحكام وشرائع...

لنبدأ حكاية هذه المرأة منذ أنبدأت أمها رحلة الفجور مع شقيق زوجها ملك فلسطين(هيرودوس).


جلس فيليبس مع زوجته هيروديا في قصره وكانت ابنته سالومي تطل من نافذة القصر مراقبة الطرقات في المدينة بنظرة ساهمة.

وكانت هيروديا امرأة فاتنة تسحر كل من يراها بجمال كأنه الصباح الندي.وأقبل هيرودوس الملك يزور أخاه ولكن الدافع الحقيقي للزيارة لم يكن كذلك بل كان دافعه عشقه الفاضح لإمرأة اخيه وأخذ يجاذب أخاه الحديث ويرنو إلى هيروديا بنظرات والهة وكانت عيناهما تتلاقيان ونظراتهما ترفع حرارة الاتصال بينهما فقد كانت هيروديا تبادله الحب والشهوة واقتربت سالومي من عمها الملك فضمها إليه بقوة وقال وهو يرنو إلى أمها في هيام يالروعة حسنك وجمالك ياسالومي إن جمالك هذا قاهر جبار يهز أوتار القلوب ويزيد خفقانهما بين الأفئدة.

فأشرق وجه هيروديا في فرح وقال زوجها فيليبس وهو يضحك:دع ياهيرودوس الفتاة لكأنك عاشق برحَ به الغرام.

لقد تملك حب هيروديا قلب هيرودوس والذي جعل هذا الحب يزداد اشتعالا أن هيروديا تبادله الحب أكبر وأكبر ولكن ماذا يفعل وهي زوجة أخيه ..إن لقاءه بها لم يكن ليفرحه كثيراً لأنه لايطول ولا يتعدى اللحظات يسرقها سرقاً..فماذا يفعل فكر وسأل هيروديا ففكرت معه ودبرت ووجدت أخيراً أنه لن يتم لهما هذا إلا إذا تخلصا من أخيه وشجعته هيروديا على ذلك لان الرذيلة قد لبستها من قمة رأسها إلى قدميها..واستقر الأمر على أن يزجوا فيليبس في السجن حتى ينفرد بزوجته.

وفي الليلة الموعودة انسل أعوان هيرودوس في الظلام ودخلوا مخدع فيليبس وانقضواعليه وشدوا وثاقه ثم قادوه إلى السجن وما إن طلع الصباح حتى كانت هيروديا في أحضان هيرودوس دونما رقيب عليها..بل إنها جلست بجانبه على العرش أمام الجميع.

وصل الخبر إلى مسامع الناس في المدينة فاستنكروا ذلك ولكنهم لم يجرؤا على البوح بما يستنكرونه..أما يحيى ذلك الشاب التقي الذي كان يدعو إلى الله عز وجل ويبشر بقرب مجيء المسيح المخلِص البشرية من شرورها وأثامها فقد غضب غضباً شديداً وأخذ يقول:إن هيروديا لاتحل له لأنها زوجة أخيه وأخوه لازال حياً.ثم اخذ يشتد في تقريعها وكان كلما قابل جماعة من بني اسرائيل
أعلن سخطه على مااقترف هيرودوس وزوجة أخيه.

بلغ هيرودوس خبر مايقول يحيى فغضب كثيراً وحنق عليه ولكنه لم يستطع أن يمد يده إلى يحيى بالأذى لأنه خشي من ثورة الشعب عليه فهذا نبي وشعبه يحبه.

ولكن هيروديا حقدها على يحيى يكبر يوماً بعد يوم فراحت تحرض هيرودوس على قتله إلا أنه لم يلتفت إلى قولها بل كان يهدئ من روعها ويقول:فليقل مايشاء فإن قوله لن ينال منا مهما حاول ذلك .وفكر هيرودوس أنه إذا قتل فيليبس سوف يهدأ غضب يحيى ويعتبر الأمر بعد ذلك طبيعاً..وأسرع إلى تنفيذ الامر وأمر جلاده لينفذ ذلك وما إن طلع الصبح حتى أصبح زوج هيروديا جثةً هامدة...

اشتدت حملة يحيى عليه السلام على الملك والفاجرة وراح يصفها بالقاتلة الفاجرة ويحرض على قتلها فثارت هيروديا واشتد غضبها وطلبت من الملك العشيق أن يبطش به وإلا فأنها سوف تتركه.فأمر الملك بأن يلقى في السجن ولكنه لم يجرؤ على قتله..

أما سالومي فقد كانت تمرح في القصر بعد أن انتقلت إليه مع أمها وكانت تجوب ساحاته وغرفه ودهاليزه مسرورة,ولم تعبأ بما حصل لأبيها لانها كانت مثل أمها تحب نفسها فقط.

وفي يوم من الأيام كانت تجوب باحات القصر فاقتربت من السجن دون أن تعلم به فسمعت صوتاً عذباً وعميقاً يهتف:في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه ..هو الذي يأتي بعدي.الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور نعله.

فسألت عن مصدر هذا الصوت فأخبروها أنه صوت يحيى النبي المسجون في سجن القصر لانه نعت أمها والملك بالزنا والفجور. وها هو يحرض الناس عليهما فدفعها الفضول لترى هذا النبي الذي تجرأ على الملك وعلى أمها. وطلبت من الحراس أن تدخل وتراه. ولكن الحارس قال لها أن الملك منع أي أحد من مشاهدة السجين.فأقتربت منه في دلال وطلبت أن تدخل ولكن الحارس قال لها اخاف أن يعلم الملك فقالت لن أخبر أحداً.ففتح لها الباب ودخلت فوجدت شاباً رائع الجمال والحسن وكان لشدة حسنه يسلب لب كل من يراه فوقع منظره في قلبها وقع الحبيب الذي ملك كل حواسها فاقتربت منه وراحت تتأمله فرفع رأسه ورأها أمامه فاستغرب وجودها وسألها من أنت؟ فأجابت أنا سالومي ابنة هيروديا ملكة البلاد فقال لها ابتعدي عني فقد ملأت أمك الأرض عصياناً....

فدنت منه وقالت مااحلى صوتك يايحيى وأرادت أن تلمسه فارتد عنها مذعوراً وصاح لاتقتربي مني..ولكنها حاولت مرة أخرى أن تلمسه بيديها وأن تقبله ولكن يحيى هرب منها وقال ياسالومي اخرجي أيتها الملعونة ..الفاجرة أنتي كأمك.(وكان نبي الله يحيى عليه السلام حصوراً أي لايقترب من النساء).

أصيبت سالومي بإحباطٍ شديد من ردة فعل النبي يحيى عليه السلام. وتحول حبها إلى حقدٍ شديد ورغبة بالانتقام.

وفي يوم العيد أقبل إلى القصر الأشراف وكبار الدولة واجتمعوا للاحتفال بالعيد وراح الملك وهيروديا وضيوفهما يعبون بالخمر ويضحكون.

وينما هم مندمجون في أفراحهم رن صوت يحيى في القصر وهو يصرخ من سجنه..هاهو المخلص قادم...العمي يبصرون..والبرص يطهرون..والصم يسمعون..وكان قد علم أن المسيح قد ظهر...

فصمت الجميع وقالوا من هذا يا هيرودوس قال هذا يحيى.. فقالوا ماذا يقول فقال أنه يهذي عودوا إلى مرحكم ..وكانت سالومي جالسة لاتشاركهم المرح فلاحظ هيرودوس هذا فقال لها اشربي حتى يذهب عنك الحزن فأجابته لا أرغب في الشرب. فقال لها إذن قومي وارقصي ..فقالت لااريد..فقال لها في اغراء إذا قمتي أعطيتك ماتشائين؟؟؟

فخطرت لها فكرة..إنها تستطيع أن تثأر من يحيى عن طريق الملك.

فقالت للملك:أحقاًسوف تعطيني ماأطلب؟؟
فقال لها:أجل
قالت:أقسم
قال: أقسم لك ياسالومي بألهتي

ففرحت سالومي وقامت بسرعة وبدلت ثيابها ولبست ثياباً شفافة وراحت تنساب بخفة ودلال على انغام الموسيقى واخذ الكل يرمقها في نشوة وإعجاب..

وبعد أن انتهت قال لها اطلبي ماتشائين فصمتت بهدوء وأجابت:أريد رأس يحيى على طبقٍ من فضة..

قال في خوف لا يا سالومي لاتسأليني عن هذا ولكنها أصرت وأيدتها أمها التي تتشوق للانتقام من يحيى .

فلم يجد هيرودوس غير تلبية طلبها فقال للجلاد بصوت منخفض نفذ ماطلبت...

ولم تمض لحظات حتى عاد الجلاد برأس يحيى في صحن من فضة وأمسكت سالومي بالصحن وتريد تقبيل ذلك الفم الذي عز عليها وهو حي ولكن غضب الله كان أسرع فجاءت صاعقة انقضت عليها وعلى الجميع فجعلت الصاعقة المكان دماراً وهلكت سالومي نتيجةحقدها وتطاولها على نبي الله يحيى..
*******************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:41 PM

أليسار أميرة صور


مؤسسة قرطاجة وملكتها



********************


ويأبى التاريخ إلا أن تسجل المرأة الفينيقية على صفحاته أسطر الخلود بأحرف من نور فهاهي ذي (أليسار-أو أليسا-أو عليسا) والاسم الشهير لها هو أليسار تعيد إلى صفحات التاريخ ألقه من جديد عندما تسجل إنجازاً من أكبر انجازات البشرية على الاطلاق.


لقد استطاعت هذه المرأة الفينيقية(اللبنانية الان)أن تؤسس مدينة من أعظم مدن العصر القديم إنها مدينة قرطاج لتصبح بعد ذلك ملكتها.


ولقد حاولْت عبثاً أن أجد لها في بطون كتب التاريخ التي بين يدينا ماينبئ بحكايتها ولكن للأسف فقد تجاهلتها معظم كتب التاريخ العربي ولانعلم السبب.


عندما نستمع إلى حكايتها نستحضر في أذهاننا مباشرة قصص نساء جئن قبلها وبعدها وكن خير مثال للمراة في عظمتها وقدرتها على صنع التاريخ أمثال سمير أميس وكليوباترا وزنوبيا وجوليا دومنا وجوليا ماسيا وتيودورا وغيرهم كثر...


كانت أليسار أميرة صور تعرف في الكتابات الإغريقية بإسم ذينو كانت هي وأخوها بيغماليون ولدان لأبيهما بيلوس الثاني ملك صور الأشوري الأصل نحو حوالي أواخر القرن العاشر للميلاد..بعد وفاة الملك بيلوس تربع على عرش مدينة صور ولده بيغماليون, وكان يتصف بجبروته وطغيانه وكان مولعاً بحب السلطة ولذا كان مستبداً طاغياً.ويكتنز الاموال حباً بها وراح يستأثر بالسلطة لوحده مبعداًعنها أخته أليسار التي تزوجت من الكاهن الأكبر في صور(سيخايوس)الذي كان ثرياً ووجيهاً كبيراً ومحبوباً لدي عامة الناس بحكم مركزه الديني والاجتماعي,ولكن بيغماليون كان يحقد عليه ويخشى منه أن يأخذ السلطة من بين يديه ويعطيها لاخته فاغتاله خلسة وهو يتعبد امام المذبح ثم أخفى جثته وأخفى جريمته الشنعاء عن أخته وشعبه لفترة طويلة وكان يلفق لها الاكاذيب والاقاويل كلما سألته عن زوجها ومصيره وكيف قتل...


في يوم رأت أليسار في حلمها روح زوجها تحدثها عن الجريمة التي اقترفها أخوها بحقه وأنه قتله وهو يتعبد امام المذبح. ونصحها أن تخرج من مدينة صور خوفاً على حياتها من غدر أخيها...


وفي اليوم التالي غادرت المدينة سراً مع حاشية من مؤيديها وتوجهت إلى قبرص باديء الامر وبعد فترة قصيرة انطلقت اليسار مع حاشيتها التي ضمت بالإضافة إلى أعوانها كهنتها وخادمات هيكل عشتار واتجهت الى شواطيء تونس(التي لم تكن معروفة بهذا الاسم في ذلك الزمان).


ونزلت على شاطيء شمال إفريقيا إلا أنها لم تجد ترحيباً من أهل تلك المنطقة.


لكن أليسار اتجهت بأنظارها نحو هضبة على الشاطيء كانت تدخل في البحر قليلا ورأت أنها موضع مناسب لتبني مدينة عالية عليها تعيش بها.


فتدبرت أمرها مع ملك السكان الاصليين هناك واشترت منه قطعة الارض لقاء كمية من الذهب تم الاتفاق عليها(وتحدثنا الاخبار بأنها عمدت الى خطة عجيبة لكي تأخذ المساحة التي تريدها فقد أوهمت الملك بانها تريد أن تأخذ قطعة محددة بجلد الثور..وظن الملك انه حقق صفقة بالغة الربح منها ولكنه سرعان مااكتشف أنه يتعامل مع أمرأة تفوقه ذكاء ودهاء..فقد عمدت الى تقطيع الجلد وتحويله الى خيوط بالغة الدقة تم توصيلها لصنع خيط ممكن منه,ثم انها لم تكتف بذلك بل اعتبرت الشاطيء قطراً له محققة بذلك أكبر رقعة من الارض يمكن لخيطان جلد الثور أن تحيط بها..


وانذهل الملك بهذه الخدعة حيث لم يخطر بباله ابداً أن يتمكن جلد ثور من الاحاطة بهذا القدر الكبيرمن الارض...


ورغم دهشته كان معجبا بشدة بذكاء هذه الاميرة الجميلة ومواهبها فعرض عليها الزواج وأنشأ جامعه طالباً من كل الفتيات أن تنتسب اليها لعل واحدة منهن أو أكثر تضارع الاميرة اليسار ذكاء وموهبة عساه ان يعوض مافاته منها.


قامت اليسار وحاشيتها ومرافقوها بتأسيس مدينة جديدة على الرقعة التي اشترتها عام 815(ق.م ) وأطلقت عليها (قرت حدشت)أي القرية الجديدة باللغة الفينيقية ووصلنا هذا الاسم في العصر الحاضر محرفاً على انه قرطاج من اللاتينية .


فقد استطاعت خلال سبع سنوات من خروجها من صور أن تؤسس مملكة عظيمة تحت سلطانها وقد كان القرطاجيون (ابناء مدينتها) يقدسونها ويقيمون لها طقوس التمجيد..


لقد كانت تجربة هذه الاميرة التي خرجت من مدينة صور هاربة من أعظم التجارب البشرية التي مهدت لقيام حضارة قرطاجة والتي خرج منها أبطال كبار قارعوا دولاً عظمى في تلك الحقبة ومن أهم هؤلاء القادة(هانيبال)القائد العظيم الذي وقف في وجه روما وهزمها في معارك كثيرة.


لقد كللت تجربتها بالنجاح الباهر وأسفرت عن تأسيس مستعمرات ساحلية كثيرة وبنت أسطولا تجارياً نافس الكثيرمن الدول المجاورة..


هذه هي اليسار أو اليسا كما يرغب البعض أن يسميها,نجمة لمعت في تاريخ بلادنا وبقي ذكرها يعطّر أنفاس التاريخ إلى يومنا هذا..

*************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:41 PM

أيشاع بنت فاقوذا

أم يحيى عليه السلام

**************


هي أيشاع بنت فاقوذا بن قبيل وهي أخت حنة زوجة عمران أم مريم العذراء..ذكرها القران ثلاث مرات إشارة ولم يذكر اسمها وذكرت على أنها زوجة زكريا في قوله تعالى*(فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)*. {الانبياء9}


تبدأ قصة أيشاع (أو أشياع كما ورد في بعض التفاسير)عندما تزوجت من زكريا بن برخيا بن مسلم بن صدوق بن سليمان بن داوود عليهم السلام وهو من أنبياء بني اسرائيل من أل يعقوب..وتزوجت أختها حنة من عمران من أل يعقوب أيضاً وقد كبرت الاختان ولم ترزقا بالأولاد..وعرفنا كيف أن حنة دعت ربها فوهبها مريم وكذلك زكريا عليه السلام بعد أن بلغ من الكبر حداً جاوز فيه السبعين وكانت امرأته أيشاع قد بلغت من العمر سن اليأس وهي عاقر..لكن زكريا لم يقنط من رحمة الله بل توجه بالدعاء له أن يهبه من فضله وإحسانه ولداً يقوم بعده بالدعوة إلى الله فناجى ربه قائلاً*(قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا..وإني خفت الموالي من وراءي وكانت امرأتي عاقرافهب لي من لدنك وليا..يرثني ويرث ءالِ يعقوب,واجعلهُ رب رضيا)* {مريم4-6).


فاستجاب له ربه وبشره بغلام طلب منه أن يسميه يحيى وقال له انه سوف يكون مفضلاً على العالمين..


وبشره تعالى أنه سيكون سيداً في قومه ونبيا من الصالحين ..


وهكذا فإن هذه المرأة كان لها الفضل في أن تكون إلى جانب نبيتحمل معه هموم وأعباء دعوته لصبره وتفرح لفرحه فكانت امرأة صالحة أكرمها الله بأن وهبها يحيى بعد أن كادت تفقد الأمل وتيأس من الإنجاب
********************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:42 PM

حنة بنت فاقوذا

أم مريم العذراء


******************


اسمها حنة بنت فاقوذا زوجة عمران وأخت زكريا (عليه السلام) وأم مريم العذراء عليها السلام.


تزوجت حنة من عمران ولم تحمل منه وطال بها العمر حتى بلغت سن اليأس ولم يكن عندها ولد ولكن عاطفة الأمومة كانت مسيطرة عليها..


يروى أنها أبصرت يوماً طائراً يلقم فراخه فتحركت عاطفة الامومة عندها واشتاقت نفسها للأولاد وتمنت أن يكون عندها ولد تحن عليه وتطعمه مثلما يفعل هذا الطائر..فاتجهت إلى السماء ودعت ربها أن يهبها ولداً ونذرت نذراً لله وقالت :اللهم لك علي إن وهبتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس..فاستجاب الله لها وحملت من عمران بابنته مريم وكان عمران زوجها الذي يرجع نسبه إلى سليمان بن داوود عليهما السلام رجلاً عظيماً من علماء بني اسرائيل في زمانه.


فلما وضعت حنة حملها تبين أنها أنثى فلفتها في خرقة من يومها وحملتها ووضعتها عند الاحبار من أبناء هارون عليه السلام وقالت لهم:دونكم هذه النذيرة ثم خاطبت ربها معتذرة قائلة*(فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى..وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطن الرجيم*فتقبها ربها بقبولٍ حسنٍ وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا..{ال عمران37-36}.)*


ولقد سمت حنة ابنتها مريم وتعني العابدة وأرادت بذلك أن تتقرب إلى الله كي يعصمها من الزلل حتى يكون فعلها مطابقاً لإسمها..وأعاذتها من الشيطان الرجيم كما ورد في القرأن فستجاب الله لها دعاءها وحصنها هي وولدها من الشيطان الرجيم فلم يجعل إليه سبيلا.


وقد توفيت حنة عن عمر يناهز السبعين عاماً وكان عمر مريم أنذاك عشر سنين فنشأت مريم في كنف خالها زكريا الذي رعاها واعتنى بها حتى شاء الله تعالى أن تحمل بعيسى(عليه السلام).ولهذه القصة حلقة كاملة انشاء الله


********************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:43 PM

مريم العذراء عليها السلام
****************
نقف في هذه الحكاية أمام سيدة عظيمة بل من أعظم سيدات الدنيا والمفضلة عند الله عز وجل من بين أربع نساء على مدى تاريخ البشرية..
إنها مريم العذراء الطاهرة البتول التي لم يمسسها بشر وكان حملها طاهراً مطهراً لله تعالى الذي نفخ فيها من روحه فجاء ابنها المسيح عيسى رسول الله ومعجزةالخالق إلى خلقه,فكيف تمت هذه الحكاية إليكم القصة من بدايتها....


كان عمران بن ماثان بن العازر من نسل سليمان بن داوود عليهما السلام صاحب صلاة بني اسرائيلفي زمانه وكبير رعاة الهيكل الذين يخدمونه وكانت امراته حنة امرأة عاقراً لاتلد وبقيت كذلك زمناً طويلاً إلا أن عاطفة الأمومة كانت تزداد يوماً بعد يوم.فدعت ربها أن يرزقها ولداً ونذرت إن رزقت بولد فستجعله وقفاً على طاعة الله وخدمة بيت المقدس.

واستجاب الله دعائها فحملت من زوجها عمران بابنتها مريم وظلت ترقب الأيام بلهفة وشوق وتعدها ساعة بعد ساعة الفرحة تغمر قلبها ولكن حدث ماكدّر صفو أيامها وجعل الحزن يغزو قلبها فقد توفي زوجها عمران وهي لازالت حاملاً بطفلتها فبكته بكاء مراً ولكن قضاء الله لايرد فثابت إلى رشدها وحمدت الله على نعمته.

وبقيت أم مريم وحيدة حزينة تنتظر بأمل ولهفة وشوق مجيء اليوم الموعود وهو أن تضع طفلها الذي سوف يعوضها عن فقد زوجها الحبيب.

وفي اليوم الموعود أعدت نفسها للوضع ورتبت أمورها وعندما وضعتها أنثى حزنت واغتمت واعتذرت إلى ربها..وتساءلت في نفسها:المولود أنثى والأنثى لاتصلح لخدمة المعبد وماذا أفعل وقد نذرت مافي بطني محرراً لله وخدمته؟ وبقيت تفكر في ذلك قلقة حيرى حتى ألهمها الله أن ماوضعته قد قبله ورضي لها أن تكون وفاء لنذرها.

وعند ذلك فرحت وارتاح قلبها فحملتها إلى بيت المقدس وقدمتها إلى الأحبار هناك ودفعتها إليهم قائلة دونكم ابنتي فقد نذرتها لخدمة البيت وتركتها وانصرفت.

ولكن الأحبار اختلفوا فيما بينهم فهي ابنة كبيرهم ويريد كل واحد منهم أن يحظى برعايتها ويكفلها ولكن زكريا النبي عليه السلام قال لهم:أنا أحق بها منكم لأنني زوج خالتها كما تعلمون.فلم يرضوا بذلك وقالوا:بل نقترع عليها وكان عددهم سبعة وعشرين فانطلقوا إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة والوحي واتفقوا على أن من يبقى قلمه مرتفعاً هو الذي يكفل مريم.. ففاز زكريا ولكنهم طلبوا أن تُلقى الاقلام مرةً ثانية ففاز زكريا وكذلك الثالثة فرضوا بذلك واقتنعوا بأمر الله سبحانه وتعالى..

ونمت مريم وترعرعت في كنف زوج خالتها الذي بنى لها محراباً تتعبد وتنقطع فيه عن الناس.

وذات يومٍ كانت مريم معتكفة كعادتها تصلي لله وتعبده اضطربت نفسها فجأةوداخلتها رهبة لم تعهدها من قبل ولم تدر سبباً لذلك. ولكنها فجأة رأت رجلاً يقف أمامها فارتاعت لذلك وحاولت الهرب منه واستعاذت بالله منه..إذ ظنته يريد أن يعتدي عليها فطمأنها الرجل وكان هو جبريل(عليه السلام) وقال لها إنه ملك من السماء أرسله الله إليها لكي يهب لها غلاماً تقياً صالحاً..

فارتاعت لما سمعته وعقدت الدهشة لسانها حيناً من الزمن.. ولكنها تمالكت نفسها واندفعت بجرأة تسأل وكيف يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشر ولست من أولئك البغايا اللواتي يبعن أجسادهن؟ فأجابها جبريل كذلك هو الله يفعل مايريد وهذا أمر هين عليه حتى يجعل ولدك أية للناس ومعجزة ورحمة لهم.

جلست مريم في غرفتها حائرة تفكر فيما سمعته وتسرب الخوف إلى نفسها ,لقد تخيلت مايمكن أن يقوله الناس عنها ومايمكن أن يتهموها به..عذراء تلد من غير زوج.أفزعتها هذه الافكار وجعلتها تضطرب وتقلق وتخاف على نفسها منهم.فأثرت العزلة والابتعاد عن الناس حتى لايرى أحد مابها من الهم والحزن والقلق..وماهي عليه من ألام الحمل وهمومه...

مرت أشهر قاسية كانت تنتابها الوساوس والافكار السوداء من تقبل الناس لها ولطفها الذي بات على مقربة من خروجه إلى الدنيا..

وعندما اقترب موعد ولادتها خرجت من بيتها الذي بناه لها خالها زكريا ولجأت إلى شجرة نخيل خارج المدينة لتضع حملها بعيداً عن أعين أهلها وقومها.

وعندما وضعت وليدها الكريم حملته ولفته بثوب معها ونظرت إليه بحزن وأسى وتمنت لو أنها ماتت قبل أن تلده لأن أهلها سوف يتهمونها بأنها زانية وبأنها شوهت سمعت سمعة أهلها التي هي في أعلى مكان بين قومها.ولكن الله سبحانه وتعالى أدركها بلطفه وأحاطها بعنايته فسمعت صوت جبريل يناديها بالقرب منها مطمئناً إياها لأن الله قد كفل لها رزقاً وماعليها إلا أن تهز جذع النخلة فيسقط عليها رطب طازج لتأكل منه ولتشرب من الجدول الصافي الذي يجري تحتها لتهدأ نفسها..وعلمها جبريل إذا ماقابلت أحداً وسألها أو لامها عن حملها بأن لاترد جواباً بل تقول بالإشارة أنها نذرت للرحمن صوماً.

فحملت وليدها وتوكلت على الله وخرجت به على قومها وكان ذلك مفاجأة لهم بل صدمة كبرى صدمتهم فمريم لم يعهدوا منها إلا النسك والعبادة والصلاة ولكن هاهي تخرج عليهم بطفل تحمله بين يديها..ياترى من هو هذا الطفل وابن من؟؟؟

واندفعوا إليها يسألونها متهمين إياها..أيتها العابدة الطاهرة كنا نعرف فيك الطهارة والعفة ولم تكوني يوماً أخت بغاء فكيف تفعلين هذا اليوم ونحن نعرف أصلك فأبوك كان كبير العابدين أمك عرفت بتقواها؟ لكنها لم ترد بأي كلمة ثم نظرت إيهم بثقة وأشارت إلى وليدها.. فدهشوا واستغربوا تصرفها وقالوا كيف لنا أن نحدث طفلاً لايكاد يحرك أطرافه ولا يعرف من هذه الدنيا غير الرضاعة والنوم..

ولكن المعجزة حدثت ونزلت على رؤوسهم كالصاعقة فقد سمعوا صوت الطفل يحادثهم بلهجةٍ فصيحة كلامٍ موزون: إني أنا عبد الله أوتيت من الكتاب والحكمة والنبوة...وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا..والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ..

ووقف الجميع أمام هذه المعجزة مبهورين حائرين ولم يستطيعوا أن ينطقوا بكلمة واحدة.
وانتشر خبر المعجزة في المدينة كلها وصارت حديث الناس في دورهم فأكبروا من شأن هذا الطفل والرضيع عيسى وعلموا يقيناً ببراءتها من قول السوء الذي كان يتردد حولها..

وأحاطت مريم طفلها بكل الرعاية والحنان حتى غدا شاباً يجالس العلماء ويجادلهم ويتفوق عليهم با يحرجهم في كثير من معتقداتهم بأسئلته التي لايكف عنها...

وبقي هو ووالدته في الناصرة إلى أن بلغ الثلاثين من عمره عندما هبط عليه الروح الأمين وبدأت بذلك رسالته إلى قومه.
**************************
من كتاب أشهر النساء في التاريخ القديم

منذ فجر التاريخ وحتى العصر الجاهلي

حنان عرفه 27 - 12 - 2010 04:58 PM

موضوع عايز يوم كامل
استمتعت بما قرأت
سأعاود القراءة مرة أخرى
شكرا لك أحمد

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 10:13 PM

ههههههههه
كل ماتلاقى وقتك يسمح تعالى للمكتبه ..
تشرفت بحضورك الكريم
حنان

أرب جمـال 27 - 12 - 2010 11:48 PM

شكرا لك احمد على موضوعك المميز ويستحق التقييم
رائع ما نقلت لنا
تقديري لك

أحمد معروف 28 - 12 - 2010 03:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 97596)
شكرا لك احمد على موضوعك المميز ويستحق التقييم
رائع ما نقلت لنا
تقديري لك

عزيزتى الموقره
أرب
لا أجد ما أستطيع شكرك به على تقييمك موضوعى
تشجيعك لنا سيدتى مبعث سرورنا
تقبلى كل مودتى واحترامى

ola 28 - 12 - 2010 07:35 PM


الغراب الأسود 6 - 1 - 2011 02:10 AM

مشكورعلى المعلومات والموضوع الروعه
يعطيك العافية ولي عوده

أحمد معروف 15 - 1 - 2011 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ola (المشاركة 97845)

شكرا لك
علا
تشريفك موضوعاتى

أحمد معروف 15 - 1 - 2011 07:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغراب الأسود (المشاركة 100932)
مشكورعلى المعلومات والموضوع الروعه
يعطيك العافية ولي عوده

الأروع هو مرورك من هنا عزيزى الفاضل
شكرا لك
حضورك الكريم

صائد الأحلام 16 - 4 - 2011 10:54 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح


جمال جرار 16 - 4 - 2011 11:34 PM

سلمت الايادي يا مهندس احمد على روعة طرحك
معلومات مفيدة عن اشهر النساء
بانتظار مواضيعك الروعه

سيدة الدفتر 17 - 4 - 2011 12:32 AM

أدهشتني فعلا ونسيت نفسي بخضم هذه المكتبة الرائعة


شكرا لك لا تفيك حقك أخي أحمد

تقديري

بنت بلادي 20 - 5 - 2011 12:48 PM

مشكور احمد معروف على جهدك الكبير وبارك الله بيك

حنان مازن 20 - 5 - 2011 01:36 PM

مشكور على الطرح الموفق والاكثر من رائع
تحياتي

أوراق الزمن 13 - 6 - 2011 12:53 AM

الرائع احمد معروف
مشكور على هذه الشخصيات
بانتظار جديدك
سلمت الايادي

أرب جمـال 13 - 6 - 2011 01:21 AM

طرحت فابدعت عن هذه الشخصيات
سلمت الايادي

تراتيل المطر 14 - 6 - 2011 01:24 PM

مشكور يا احمد كثير طرحك متميز
سلمت الايادي

سما 14 - 6 - 2011 09:50 PM

سلمت الايادي احمد على مجهودك
يعطيك العافية


الساعة الآن 05:07 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى