منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   إدنبرة.. مدينة القصص والحكايات (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16005)

المفتش كرمبو 16 - 5 - 2011 06:41 PM

إدنبرة.. مدينة القصص والحكايات
 
صالح الرزوق

http://www.adabfan.com/thumbnail.php...article_medium



بقلم: إيان رانكين
ترجمة: صالح الرزوق

من المستحيل أن تكون كاتبا في مدينة إدنبرة دون أن تلم بأجيال عديدة سابقة من الكتاب الذين قدمت لهم هذه المدينة القدرة على المثابرة و الإلهام. والزائر الذي يصل إلى إدنبرة بواسطة القطار ، يخرج من محطة ويفرلي ( الاسم مشتق من عنوان الرواية الأولى للسير والتر سكوت ) و يدخل في برنسيس ستريت (شارع الأميرة ) ، لا يمكنه أن يغفل بنظره البرج المسنن و الشاهق و الذي يمثل النصب التذكاري لسكوت ( بارتفاع 60 م - 200 قدما - ، وهو أعلى مبنى في العالم شيد أصلا للاحتفال بتراث و حياة كاتب ). و توجد أيضا تماثيل و نصب تذكارية متفر قة حول المدينة ، الغاية منها تكريم ذكرى روبرت لويس ستيفينسون ، و روبيرت فيرغسون ، و أشهر شخصية محقق شرطة هو شرلوك هولمز. و هناك حانات لها أسماء مثل جيكل و هايد و كونان دويل. و إن أية نزهة على الأقدام فوق منحدرات هضبة قلعة إدنبرة - يسمى الميل الملكي - يقود المشاة للمرور ، بخطوات سريعة ، من متحف الأدباء ( مخصص لسكوت و ستيفينسون و روبيرت بيرنز ) ، و أكبر مكتبتين عامتين في المدينة ، و مكاتب شركة كانون للكتاب ( أهم و أشهر شركة نشر مستقلة في إسكوتلاندا ) ، و مركز القصة الإسكوتلاندي ، و شركة الكتاب الإسكوتلاندي ، و مكتبة الشعر الإسكوتلاندي. و في نهاية هذا الممشى تجد البناء المعاصر ، و هو مقر لبرلمان إسكوتلاندا ، حيث أن الجدران الخارجية تحمل كتابات محفورة هي مقتطفات من أدباء إسكوتلاندا القدماء. و كما يبدو الأدب ليس جزءا من تراث المدينة و لكنه أيضا يتسرب إلى بنية المكان ذاته.
ولد كينيث غراهام ، مؤلف رياح في أشجار الصفصاف ، في إدنبرة. و كذلك هو حال موريل سبايك التي كتبت بقوة عن المدينة في رائعتها أخبار الآنسة جين برودي. أما ج. م. باري ، مبدع بيتر بان ، فقد درس في جامعة إدنبرة ( مثل شارلز داروين و توماس كارليل و لو لفترة قصيرة من الوقت ). و إن رواية المغامرات جوقة الجزيرة ، و هي لا تزال قيد الطباعة لقرن و نصف من الزمن بعد أو ظهور لها ، كان كتبها ر. م. بالانتاين الذي ولد و تلقى تعليمه في إدنبرة. و يمكن أن تجد نصب الفيلسوف دافيد هيوم في الميل الملكي أيضا. كان هيوم يكتب بنشاط حينما كانت أدنبرة تعرف باسم " غرفة النوم الدافئة للعباقرة " ، و معه مفكرون و فنانون ابتداء من آدم سميث و حتى بينجامين فرانكلين الذين كانوا يتبادلون الحوار في نوادي و حانات المدينة. و فوق ذلك ، نشرت موسوعة بريتانيكا لأول مرة في إدنبرة ، و إلى هذا الحين يصدر قاموس شامبيرز من إدنبرة.
مما سبق ، وهي ليست قائمة نهائية ، يمكن أن تشرح لماذا اختارت اليونسكو إدنبرة لتكون في عام 2004 أول عاصمة عالمية للأدب. و لكن لدى إدنبرة أشياء أخرى : المشهد العام للكتابة و النشر في الفترة الراهنة. إن المنطقة التي أقيم فيها ضمن هذه المدينة تدعى محليا " مربع الكتاب "، وهذا أساسا يعود لأن ج. ك. رولنغ ، و ألكسندر مكال سميث ، وأنا نعيش على بعد عدة مئات من الياردات التي تفصل بيننا. ونحن لا نحتفظ بأنفسنا لأنفسنا فقط : فأصحاب مشارب القهوة يعلمون أن السيدة رولنغ لا تزال تكتب على مناضد متفرقة و كوب القهوة بجانبها ، بينما الأستاذ مكال سميث وأنا شخصيا معروفان بتقاسم عدة شربات من الجعة في الأمسية الواحدة ، و نحن نتناقش حول كل شيء و أي شيء.
وأيضا إرفين والش ( المشهور بفيلم متن القطار ) له بيت في المدينة ، و الروائية كيت أتكنسون ، الحائزة على جائزة كتاب وايت بريد لروايتها ( خلف الكواليس في المتحف ) ، تقيم في أدنبرة.
وفي نفس الوقت ، يعتبر معرض إدنبرة الدولي السنوي للكتاب أكبر معرض في أوروبا ، و هو يجذب إلى المدينة مؤلفين من المشاهير من أنحاء العالم مثل هارولد بنتر و غور فيدال و شيموس هايني. و هنا يجتمعون و يتناقشون و يتبادلون الأخبار و التعليقات - و هكذا كان شأن أسلافهم أمثال سكوت و بيرنز . إن إدنبرة لا تزال مدينة للقصص و الحكايات.


المفتش كرمبو 16 - 5 - 2011 06:41 PM

و لكن لماذا ؟.
يوجد جواب واحد ممكن. المدينة الأصلية ( الممتدة في خط منحدر و ضيق من قلعة إدنبرة و حتى قصر هولي رود ) كانت ، في القرن الـ 18 ، تعاني من مخاطر الازدحام. و كانت النظافة مشكلة ، و مثلها ضعف المباني التي تؤوي غالبية السكان و المشرفة على الانهيار. و كان الحل في بناء " مدينة جديدة " شمال نور لوش ( و هي بدورها الآن ابتلعتها منطقة حدائق برنسيس ستريت ). هذا التقسيم الجغرافي للمدينة - القسم المخطط له و الواعي ( المدينة الجديدة ، حيث يقطن الأغنياء ) ، و القسم العشوائي و القاتم و المتشابك من المدينة القديمة - يضع حجر الأساس لنهضة من الرموز و الاستعارات الأدبية التي تعبر عن الشرط البشري و التي منحت ستيفينسون خلفية لأفكاره الأساسية كما طرحها في روايته ( الملابسات الغريبة للدكتور جيكل و السيد هايد ). ثم إن قصة ستيفينسون تابعت في تقديم عناصر الإلهام للكتاب المعاصرين. و أول رواية بوليسية كتبتها شخصيا بعنوان ( أنشوطات و صلبان ) كانت ( جزئيا ) محاولة لتحديث ثيمات الدكتور جيكل و السيد هايد ، و هذا مشروع واصلته من خلال المحقق ريبوس في ظهوره الثاني برواية عنوانها ( لعبة الاستغماية ). و لكن قدمت الحافز لروايتي ( الكتاب الأسود ) رواية كلاسيكية ، من قصص إدنبرة القديمة التي ظهرت في القرن الـ 19 ، و هي الرواية المثيرة و الشيقة لجيمس هوغ و المسماة ( ذكريات و اعترافات خاصة لآثم له مبرراته ).
وصلت إلى أدنبرة في عام 1978 قادما من مدينة مناجم الفحم الحجري باتجاه الشمال ، و كان عمري 18 عاما. و في غضون أسابيع ، علمت أي مشارب ( حانات ) يرتادها الشعراء و المفكرون - و لا سيما الحانات التي استقر بها هيو ماكديارميرد و حلقته على امتداد الجيل السابق. و أتذكر أنني قدمت عدة كؤوس قليلة لنورمان ماكيغ في بار بينيت الكائن في ليفين ستريت و هو يعصر ذهنه ليدلني على أفضل طريقة لنشر مجموعتي الشعرية الخاصة. و مع ذلك ، و بينما كنت أقتحم ( و أتلاقى ) مع الشعراء و المسرحيين بروح من البهجة و الإثارة ، كان هناك لا يزال شيء مقلق بخصوص هذا الوزن من التقاليد.
لم يكن هناك مرشح واحد ، كما أفترض ، ليكتب عملا موازيا لرائعة ماكديارميرد ( رجل سكير ينظر إلى الحرشوف البري) ، و كانت موريل سبارك قد عزمت على إنتاج رواية مثالية عن إدنبرة و في ذهنها العمل المهم: أخبار الآنسة جين برودي. و مما يدعو إلى السخرية ، أن الأمر احتاج لإثنين من عظماء غلاسكو لتحريك الجو الراكد و الساكن.
و أعقب ذلك بعد ثلاث سنوات من نشر العمل المدهش لألاسدير غراي لانارك ( 1981 ) الرواية الأولى لجيمس كيلمان و هي ( هاينز مفتش الباص ). و قد نشرت الروايتان في إدنبرة ، و كلتاهما تؤكد أن الرواية الإسكوتلاندية المعاصرة تستطيع أن تتحدى و تبدع و تكون بلاغيا رنانة ، و نوعية و لها علاقة. و مع صعود هذا النشاط ، كانت روح البانك ( الفوضويين ) قد اشتعلت و شرعت بالانتشار : ظهرت مجلات صغيرة ( و غالبا ما كانت قصيرة العمر ) ، و تم تنظيم قراءات عامة ، و برزت إلى حيز الوجود جماعات من الكتاب بشكل العصبة أو المنتدى. و أول ناشر لي - كيلمان ، كان أيضا مديرا لدار نشر طلابية تعاونية تدعى بوليغون ( و هي معروفة في هذه الأيام بنشر أعمال أليكساندر ماكال سميث ). و في حوالي نفس الفترة ، أخذ طالب من جامعة إدنبرة يدعى جامي باينغ على عاتقه مسؤولية إدارة دار نشر كانون غايت و بدأ بتثوير و تجديد الأسماء المشاركة. ( و كانت النتيجة فوز أحدهم بجائزة البوكر و هو لا يزال له شهرة في التحدي و ركوب المخاطر و التجديد ). لم تعد إدنبرة ذات حدود من الماضي الأدبي المنصرم. فجأة ، أصبح من الممكن أن تكتب عن المشهد المعاصر بلغة و مصطلحات معاصرة ، حيث تجد وفرة من الناشرين و الجمهور الذي لا يمل من الانتظار.

المفتش كرمبو 16 - 5 - 2011 06:43 PM

و أعقب ذلك ( متن القطار ) لإيرفين ويلش ، التي نشرت عام 1993 . و كان موضوعها هو مشهد الإدمان على العقاقير الذي عرف في تلك الفترة و كانت اللغة بمصطلحات و لهجة الشوارع. و أسبغ ذلك على الرواية خشونة و جوا قريبا من الحياة الحقيقية ، الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر. إدنبرة " المتحفزة " مدينة الآنسة جين برودي و " بناتها " ، لن تكرر ذاتها. على أية حال ، كان هناك شيء اضطراري بخصوص المدينة و ذلك من خلال تجزيء و تفكيك صامت و سريع. و عوضا عن نسخ ( متن القطار ) ، قدمت إدنبرة طيفا من الكتاب المدهشين الذين يعملون بدأب وفق أساليب متعددة و وفق مقاصد متباينة. لقد برهنت " رواية إدنبرة " أنها أساسية و خداعة. كان أليكساندر ماكيل سميث يعيش في المدينة ، و لكنه اشتهر بقصص التحري الدمثة و اللطيفة التي تجري أحداثها في بوتسوانا. و بالمثل ، كتبت أعمال هاري بوتر في إدنبرة دون أن تتدخل هذه الحقيقة بشكل ملحوظ بين الصفحات ، و لم تشعر كيت أتكينسون بالضرورة لتضع جملة أحداثها ضمن محيط المدينة التي اختارت أن تقطن فيها.
و كل ما سبق كان يبدو مريحا. شرلوك هولمز ، بيتر بان ، جزيرة الكنز ، الريح في الصفصاف. لقد أبدعت إدنبرة ما سبق بالصدفة. و ربما كان لدى ستيفينسون نفس الملامح المرعبة للبطل ديكون برودي ( سيد في النهار ، و مبتذل في الليل ) ، هذا حينما بدأ يفكر بكتابة الدكتور جيكل و السيد هايد ، و مع ذلك اختار أن تدور أحداث كتابه في لندن. و إحدى النظريات المقترحة بشأن الانزياح في الجغرافيا أن أول مسودة للقصة قدمت أشياء كثيرة عن طوايا الكاتب الشخصية. ( تلك المسودة ، التي ضاعت الآن ، يقال إنها ألقيت بالنار بعد اعتراض فاني زوجة ستيفينسون عليها ). إن عدم دوران الأحداث في مدينة مسقط رأس الكاتب كان مدعاة للاختفاء بسهولة و يسر وراءها.
و قد ورطتني أول رواية لي ، تجري أحداثها في مسقط رأسي ، في المشاكل مع أحد الجيران ممن لم يوافقوا على تفسيري و تأويلي للمكان. و لذلك في عام 1985 جلست في شقة حياتي الطلابية لأبدأ مع رواية سوف تكون ملهاة قوطية ، مع العودة إلى مؤثرات من هوغ و ستيفينسون ، و هنا قمت بتحديث الثيمة الذاتية المنشطرة على نفسها المشتقة من الدكتور جيكل و السيد هايد ، مع إعادة الحكاية إلى إدنبرة. و عندما انتهيت من كتابة أولى الملاحظات حول هذا المشروع ، كتبت " إن البطل يمكن له أن يكون شرطيا". و قد اخترت له اسم جون ريبوص ( ريبوص عبارة عن لغز مصور ). و عندما لم يفهم أحد ، بعد النشر ، أن أنشوطات و صلبان تدين بمقدار أكبر لستيفينسون مما تدين به لأجاثا كريستي أو ريموند شاندلير ( و كلاهما لم أقرأ له شيئا ) ، قررت أن أحاول الكرة مجددا مع مغامرة أخرى لريبوص ، و في هذه المرة كان العنوان لعبة الاستغماية ، و فيها وصف لناد يدعى هايدس ( مغارة ) حيث يمكن للأغنياء من رجال الأعمال أن يشبعوا رغباتهم الخيالية.
و بعد عشرين عاما ، لا زلت أكتب في إدنبرة ، و لا سيما لأنني لا أزال فضوليا بخصوص المكان و لا زلت أكتشف أسراره ، مع الرغبة بمشاطرة المعرفة مع القراء. و قد جاء كتابي ( السقوط ) بعد حوار مع ناطور المتحف الذي أخبرني بقصة إحدى المعروضات - سلسلة من التوابيت الخشبية المتقنة بارتفاع بضعة إنشات و تحتوي على عدد محدود من الدمى الخشبية ، و سبعة عشر منها وجدت في كهف من قبل أطفال مدارس من إدنبرة و ذلك عام 1836 ، و لكن معناها و حالتها تبقى لغزا غامضا. و قد قررت أن أنهي هذه القصة المفتوحة بخاتمة ، حتى لو بشكل متخيل. و كان من دواعي الدهشة أنه بعد النشر علمت أن زوار المتحف يسألون الآن عن موضع هذه التوابيت الصغيرة التي سردت حكايتها في قصتي. و بالمثل ، حينما علمت أن أكل لحوم البشر كان معروفا ذات يوم في المكان الذي أنشئ عليه مبنى البرلمان الإسكوتلاندي حاليا ، كان بمقدوري أن أشعر أن الحكاية تتوسل لي كي أرويها. كانت النتيجة رواية بعنوان أحداث في الظلام ، و بها تكتشف الحفريات جثثا مطمورة في ذلك الموقع.

المفتش كرمبو 16 - 5 - 2011 06:44 PM

و كان تشكيل البرلمان الإسكوتلاندي عام 1999 هو عنصر هام آخر يضاف إلى جودة و كم الكتاب الإسكوتلانديين. فقد نجم عن ذلك روح ثقة جديدة حول هذا البلد الصغير و المعزول نسبيا. و لقد باشر الناس بالاستفسار و توجيه أسئلة كبيرة عن الهوية و المواطنة ، عن وضعنا الحالي و عن إمكانيات المستقبل. و ظهرت كتب عن تاريخ إسكوتلاندا بشكل متكرر ، و فيها شهادة على استعداد الشعب المتسائل مع رغبة من قبل جزء من كتاب السيرة التاريخية و المفكرين لتأويل و شرح الماضي حتى رسم خارطة طريق توضح اتجاه الرحلة و الأحداث القادمة.
لقد دفعت هذه الرحلة إدنبرة للدخول في القرن الـ 21. و مثل باقي إسكوتلاندا ، كانت حاجتها ضئيلة لفرض الحظر على التدخين الذي أقر في عام 2006: لقد وقف سكان المدينة الذين اعتادوا على الشراب في صف واحد مع قليل من الحيرة و القلق ، حتى عندما تبين أن هذا الحظر له تأثير على الحياة الثقافية ( إلى درجة أن ممثلا يؤدي دور ونستون تشرشل على المسرح لن يتمكن من نفخ دخان السيجار). و هنا انتصبت مبان شاهقة جديدة - ليس مبنى البرلمان ، و لكن استوديو لفن الرقص و مركز نادي القصة الإسكوتلاندي. إن التغيرات العالمية ، و هذه التغيرات المذكورة حملت معها فنانين مبدعين ينتسبون للمدينة ، و لا نزال بانتظار المزيد...
و بالنسبة لعدد منا ، كان من الممكن لجمال إدنبرة أن يكون خفيا. فمهرجان الفنون السنوي يشغل المدينة كل آب ، و معه تأتي كثافة سكانية تضاعف زحمة المدينة. و إن إدنبرة تستوعب هذه الحالة المعقدة دون أن تتخلى عن بعض الأماكن الهادئة ، و منها مناطق لبركان خامد يدعى كرسي آرثر ، حيث يمكن للعزلة أن تأخذ مكانا لها. لقد ازدهرت المدينة دائما بسبب صناعات غير مرئية مثل المصارف و التأمين ، صناعات تصنع فرقا من غير أي جلبة فيزيائية ضخمة - لا يمكن أن ترى وثائق تحويل مالي أو بطاقات ضمان بنفس الطريقة التي تلاحظ بها السفن أو السيارات المتحركة. إن الشعب الذي اختار إدنبرة مكانا له يحب ذلك. من عدة قرون ، كانوا يختفون من الغزو و جيوشه في أنفاق محصنة تحت القلاع أو تحت الميل الملكي ، و بمعنى من المعاني لا زالوا مختبئين. و عندما ينتهي شهر آب و يرحل المحتفلون ، تخرج إدنبرة لاستنشاق الهواء العليل.
و هذا كله يناسب الكاتب ، لأن الكتابة ، أيضا ، عبارة عن فعل غير مرئي أساسا. القارئ لا يشاهد غير المنتوج النهائي ، و ليس العمل الذي يقف خلفه. و أحيانا ، إن لمحات من الكاتب يمكن أن تظهر على غلاف الكتاب أو خلال رحلة التعريف بالكتاب. و حينما أسير على طول الشوارع التي تقود إلى بيتي الخاص ، بمقدوري أن أشعر أن إدنبرة تقبض على شيء في يدها و لا تمنحه لي. و بعد أكثر من 15 رواية ريبوص ، لا يزال هناك أشياء عديدة لا أعرفها عن المكان ، عدد كبير من الأسرار و الألغاز التي ترقد تحت نسيجها و حبكتها ، مع قصص بانتظار أن تروى.
مع تسمية إدنبرة من قبل اليونيسكو عاصمة أدبية، افتتحت على ما يبدو مواقع جديدة من أجل كتاب المدينة. صالون " شهري " سمح للكتاب و الناشرين و المدراء الفنيين للإجتماع و تبادل الأفكار و الأخبار. و في نفس الوقت ، تهشم الجدار الذي يفصل بين مختلف الدوائر الفنية. لقد انهمك الكتاب في مشاريع يتم تنفيذها بصحبة موسيقيين و رسامين و نحاتين. و بالنسبة لي ، هذذا تطور مثير و له معنى.
طبعا بمقدور الكتاب أن يواصلوا في الخفاء لو رغبوا بذلك - إدنبرة تسمح لهم بهذه الميزة ، و لكن بمقدورهم أيضا أن يشاركوا في مشاريع مثاقفة أخرى. فحلقات الناشرين و الكتاب بالمدينة على أتم أهبة كما هو الحال دائما. و ما زالت المجلات الصغيرة تظهر و تختفي ( و غالبا ، في هذه الأيام ، أمامك فرصة للظهور على الإنترنت و ليس بشكل الطباعة المعروف ). و إن الصحافيين من مختلف أرجاء العالم يصلون إلى إدنبرة ( معظمهم يأتي إلى محطة ويفرلي ) ليسألوا لماذا هذه المدينة الصغيرة - مدينة بحجم بلدة تبدو أحيانا كأنها قرية - تعلو حتى هذه الدرجة فوق أعبائها بالمططلح الأدبي الدارج.

إيان رانكين : مؤلف روايات المحقق ريبوص ، و هي سلسلة من الكتب التي حققت مبيعا عالميا مرتفعا ، و ترجمت إلى حوالي 30 لغة.

المصدر :
Edinburgh: A City of Stories by Ian Rankin. Encyclopædia Britannica.2009.Chicago.




B-happy 16 - 5 - 2011 11:37 PM

سلمت الايادي مفتش كرمبو على الطرح
تحياتي لك وبانتظار مواضيعك المميزة

بنت بلادي 20 - 9 - 2011 09:55 PM

سلمت الايادي يا المفتش كرمبو على الطرح الجميل والاكثر من رائع

shreeata 20 - 9 - 2011 10:33 PM

مشكور اخي كرمبو
عل جمال ورعة الادراج
تحيات لك
سلمت

حيفا 21 - 9 - 2011 12:15 AM

شكرا لك اخي كرمبو
موضوع مميز
مرسي

جمال جرار 21 - 9 - 2011 04:11 PM

شكرا لك اخي المفتش كرمبو ويعطيك العافية
مميز في طروحاتك دائما
تحياتي لك

شيرين 21 - 9 - 2011 11:56 PM

سلمت الايادي مفتش كرمبو


الساعة الآن 10:32 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى