منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشعر والأدب العالمي المترجم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=127)
-   -   مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس ) (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=29596)

سما 2 - 3 - 2013 12:49 AM

مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
فروغ فرُّوخزاد

مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )

عن جوانب معينة من حياة شاعرة ايران فروغ قروخزاد مع يعض مقاطع من قصائدها ، --- مع تعديلٍ طفيفٍ وجوباً ---

كنت أودّ كتابة ولو مقطع صغير باللغة الفارسية مع الترجمة ولكن للأسف لايمكن ضيط الحروف هنا ربما بسبب معرفتي الناقصة عن تقنيّات الحاسوب أو لأيّ سببب كان ...أرجو االمعذرة



يا أيها الرّفيق

ان كنت تقصدُ بيتي

فاحمل لي معك مصباحاً

ونافذة كي أرى صَخبَ الشّارع السّعيد



فروغ فروخزاد اسم متميز في ديوان الشّعر الفارسي المعاصر وهي التي عاشت من الحياة لحظتها الموجَزة تاركة للعالم كلّه ان يواصل السّير في الشارع الطويل ....

ولدت فروغ في مدينة طهران عام 1934 م ،من أسرة متوسطة ، وكرّست شعرها لمعاناتها الرّوحيّة القائمة على العشق العميق الذي يتسع لكل انواع الكلام ولكل انواع الآلام , عبّرت في بداية تجربتها الشعريّة عن معانٍ رومانسيّة وتجريديّة في أسلوب خيّاميّ مع اضافة لمسة المعاصَرة ، ثمّ تحولت اشعارُها الى حديثٍ لم بألفها المجتمع من حولها من قبل وغدت تخاطب حبيبها :

مضيتُ وظَلّ قلبي

عشقاَ ملَوّثاَ باليأسِ والألم

ونظرة ضائعة في حجبِ الدّمع

وحسرة متجمدة في ضحكة باردة

بل كان وجودها كشاعرة نوعاً من التّحدي , فهي انثى في مجتمع شرقي محافظ ، لكن هذه الأنثى الشّابة الجميلة والرقيقة كانت تعتبركل قصيدة من أشعارها رصاصة موجهة الى احد محرّمات المجتمع ،كانت في السابعة عشر من عمرها عندما أصدرت ديوانها الأول ( أسيرة ) عام 1955م ، تمرفروغ بتجربة زواج غير متكافئ في العمر وافقت عليه للخلاص من بيت محكوم بوالد عسكريّ يطبق الأحكام العرفيّة حتى في بيته

انظرْ

كيف يسيل الحزن دموعاً

في عيني

انظرْ

كيف يصيرُ ظليّ العاصي

أسيراً للشّمس

انظرْ

كيف يصير شمع الليل

في طريقنا

قطرة قطرة ثم يذوب

وكأس عيني السوداوين

في طيّات دفئك

مترَعةً بسُكر النوم

فوق مهاد أشعاري

انظرْ !

إنك تتنفس

و تُشرقُ الشّمس

ونجدها في آخر دواوينها - ولادة أخرى - تنصرف كلّياً للتعامل مع التراث في استلهام لغتها وأفكارها كي تُلقي بنفسها في الوقت ذاته في خضم المجتمع ، كما أن احساس فروغ بالآخرين جعلت من أشعارها تغلب عليها نغمة الرثاء ، بل تكاد أن تكون مرثيّة للأيام التي ولت ، والطبيعة التي تموت، والناس الذين يُساقون نحو المجهول ، والعشقُ الذي ما عاد يحمل الأريجَ نفسَه ، حيث أصبح يموت ككلّ شئ ..

والآن

كيف سينهض ، بعدُ ، شخص للرّ قص

ويلقي بضفائره الطّفوليّة

في مياه السّيل

ويدوسُ بقدميهِ

تُفاحةً قضمها وشمّها َ

أيّها الرفيق ، يا أوحدَ الرّفاق

أيةَ سُحبٍ سوداء في انتظار يوم ِضيافة الشّمس



في ديوان - اسيرة - وهو ديوانها الأول نجد فروغ اسيرة للتقاليد والمجتمع وأسيرة الطفل الذي أنجبته ، وفي عبورها لكلّ هذه المتاريس والعقبات فانها تواجه من داخلها اولاّ ثم في ما يحيط بها ثانيّاً جداراً صلباً ، والجدار هو عنوان ديوانها الثاني تتحدى في كثير من قصائدها كلّ من حولها وتصرخ في طلب الآخر:

أريده

وا أسفاً اريده

أضمّه الى صدري

يلتفّ حول جسدي

يُطَوقّني بين ذراهيه

ويتركني رماداً في فراشي

أريده في الظّلمة ، في الوحدة

أريده بالبكاء ، بالقلب،

أريده بالصّبر ، بالاحتمال

تُرى هل كانت فروغ تقصد ما تقوله هنا ؟ أم أنها مجرّدُ كلام ٍ في الهواء للتحدّي والاعتراف والمجاهرة بحيث تجد في تلك المجاهرة متعتها للتعبيرعن معاناتها الرّوحيّة ؟ ...

وهنا مقطع من قصيدة - نفور - من نفس الدّيوان ولكن ذو نمط مختلف

إلهي

لستُ ادري ما أريد

ولا عمَّ تبحثُ عيوني المُتعَبة

ولِمَ أصبحَ هذا القلبُ حزيناً

اني أبتعد عمّن أعرفهم

كي أستطيعَ الانصاتَ لأنّاتِ

قلبيَ المريض

حين استمعوا الى قصائدي

رموني بالورود ،

وحين انزويتُ

اتهموني بالجنون ،

انها تلجأ الى عنف تخيلي أكبر بكثير من عنف الواقع ، أي انها في اطار بحثها عن الحقيقة المطلقة شاعرة تتجاوز حقائق الواقع لبناء عالم أكثر عنفاً وأشدّ قسوة ...

النساء الحوامل أنجبن

أطفالاً بلا رؤوس

كأن الحركاتِ والألوانَ والصّور

انعكست مقلوبةً

في عيون المرايا

انها مأخوذة من هذه الجهة بعنف الواقع وعنف المتخيّل في آنٍ واحد ، أي أننا حين نفتقر في عالمنا الى المحبّة والجمال والشعر ، نسقط حتماَ في الشعور بالعبث ن وكذلك في الخضوع لواقع مشوّه يقتل فينا معالم الانسان ليستبدل بها أبعاداً حيوانية عنيفة ومتوحشة ....

الريح تهبّ في الشارع

والغربان المتوحدة

تحوم في حدائق الضجر العجوز

....

وانا قادمة من عالم تستوي فيه

الأفكار

والكلمات

والأصوات

عالم يشبه جُحر الأفاعي

....

سلاماً أيها الليل البريْ

فان الليل الذي شكّل في بعض قصائدها مصدراً للمحبّة والطّمأنينة ، يتحول في قصائد أخرى الى حقيقة باهتة لا قيمة لها أو معنى ، فتتحول معه العلاقات الحميميَة الى فراغٍ يرتدّ الى الذّات في عبثٍ كبير ، يظلّ معه القلق الحاد والشعورالمميّز الواضح بالغربة لهذه الشاعرة الفارسيّة

الليلُ في كل النوافذ الشاحبة

خيال باهت يواصل زحفه

لاأحد يفكّر بالحب

لا أحد يفكّر بالنّصر

لم يعد هناك أحد قط ّ

يفكّر في شئٍ قطّ

يتولد عن ذلك ادراك حادّ لعنف الواقع ووحشيته ، لايمكن التعبيرعنه الاّ باستعارات ومجازات تابعة من تخيَلِ عنيف ومتوحش هو الآخر ... فهل هذه الشاعرة الفارسيَة ، الشّيعيّة والمسلمة ، مكسورة الى حدّ الذي يجعل منها صورة لآمرأة ضائعة ومهزوزة كورقة خريفيّة لا معنى لها

تقول في أناشيدها الأرضيّة :

ماتت الشمس

ماتت الشمس ، وغداً

لن يبقى لها في ذاكرة الأطفال

سوى مفهوم أخرس ضائع

وفي كرّاساتهم المدرسية

سوف يصوّرون غرابة

هذا اللفظ القديم



وكما يموت كلُ جميلٍ وصادق في هذا العالم قبل أوانه ، كذلك ماتت فروغ فروخزاد في حادثة سير مأساويّة في الساعة الرابعة من عصر يومٍ خريفيّ عام 1967 ، كما تنبأت هي بذلك لا محالة في آخر ديوانٍ لها " "



ساموت

ويخيم الصّمتُ على دفاتري ..

وتكون يدي عاجزة عن فعل الكتابة

وأعيد ذكرياتي

يوم كانت شراييني شعلةً

في طريق الشّعر

حينئذٍ

يضعُ عشاقي الورود على قبري

في ليالي الخميس

لتبدأ العيونُ الحزينة

تتلو دفاتريَ المنسيّة



وتقول في الموت أيضاً ضمن نفس قصيدة - لنؤمن ببداية فصل البرد -


رحل الوقت

رحل الوقت ودقت الساعة

أربع دقات

واليوم بداية الشتاء

أعرف سرَّ الفصول

أفهم لغة الدقائق

والمنقذ يرقد في القبر

والآرض ، الأرض المضياف

علامة السّلام



وأنا كمتذوّقةِ شعر أُضيف ... هل ستجود الطبيعة للعالم بفروغٍ ثانية !

الامير الشهابي 2 - 3 - 2013 01:56 AM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
رائعة أختي الفاضله سما
فعلا أنك متذوقة
شكرا لك للتعريف بالشاعر
لك الموده والتقدير

ابو فداء 2 - 3 - 2013 02:02 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
لي عووده لقرأتها بتأني
يسلموووا

روح., 2 - 3 - 2013 10:39 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
مشكورة سما على اختيارك
يعطيك العافية غاليتي

وردة المسااااء 3 - 3 - 2013 08:12 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
يا أيها الرّفيق

ان كنت تقصدُ بيتي

فاحمل لي معك مصباحاً

ونافذة كي أرى صَخبَ الشّارع السّعيد
رووووووووووعة
يسلمو حبي

جمانه 3 - 3 - 2013 08:37 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
اختيار موفق سما
لك الود والتقدير

شيرين 8 - 3 - 2013 01:19 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
يسلمو حبيبتي ويعطيك الف عافية على عافية

وفاء بنت غزة 8 - 3 - 2013 08:04 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
يعطيڪَ العافيه..

إختيارڪَ موفق جدا..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

أبو جمال 8 - 3 - 2013 09:07 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
مشكورة سما
رائع ومميز ما أمتعتنا به

بصيرة الأعمى 24 - 3 - 2013 03:51 PM

رد: مقتطفات من كناب ( تُشرقُ الشّمس )
 
مشكورة عزيزتي للطرح
سأبحث عن الكتاب حتما
محبتي
بصيرة
#cc#



الساعة الآن 05:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى