الإعصار والحكايات
الإعصار والحكايات
{رادوي كيروف} هبَّ إعصار على الأرض . ارتكب حماقات مثل إنسان غير مهذب. اقتلع الأشجار المعمرة . أتلف زروع الناس . اقتلع القرميد عن الأسطحة http://www.arabian-child.net/alfolay.../files/014.jpg وخرب من غير رحمة كل ما رآه . حين شعر الناس أنه قادم إليهم بدأوا يرتجفون خوفاً . صرخوا وهم يهربون : يا ويلنا ! سيكنس هذا الإعصار كل شيء . لا ملاذ منه . سيحمل لنا جميعاً مصائب كبيرة .وعجّ الإعصار وجأر . وترجّع صدى عجيجه بين الجبال : بو بوبووو فيو ، و ، و ، ترياس ! وصارت الكائنات كلها تحت سطوته . فرح الإعصار بكل انتصار من انتصاراته . وصار النظر إلى الأرض مخيفاً . البيوت مهدمة ، والأغصان مكسرة . السيارات والشاحنات منقلبة .. ناهيك عن الحدائق والأزهار ، التي أتلفها هذا الإعصار . صاح الناس : سيهلكنا هذا الإعصار .. لن يترك شيئاً سليماً وصالحاً .. المؤسف عدم وجود قوة تنقذنا منه .. ما الذي يكف أذاه عنا ؟ . واستكان الناس إلى مصيرهم . سأخبركم الآن أن الإعصار أحضر معه حفيده . أخذه من أمه وأبيه لغاية واحدة هي : أن يعلمه كيف يلحق الأذى . خاطبه قائلاً : هيا يا عزيزي ، أطعني . كن شجاعاً مثلي . اذهب واقتلع تلك الشجرة ! كان الإعصار الصغير مطيعاً جداً . ينفذ الأوامر بحزم . جأر وانقض على صنوبرة ضخمة فاقتلعها . هتف الإعصار : مرحى ! مرحى ! حين ستكبر لن تبقي على الغابات . ستحيل كل شيء إلى رماد وغبار . ودمر الجد والحفيد كل ما على تلك الأرض . وإذ كان الإعصار يجأر في يوم صيفي محتدماً ، تخلف حفيده قليلاً . لقد رأى طفلاً يجلس في ظل شجرة يقرأ في كتاب من كتب الحكايات . قال الإعصار الصغير : سأخطف هذا الكتاب الآن ! أنا محتاج إلى كتاب فيه حكايات . لقد أمضيت ثلاث سنوات في الصف الأول من مدرسة الأعاصير . أعرف الحروف وأرغب في أن أقرأ كما يقرأ ذلك الطفل . اندفع نحو الأرض بشجاعة وأخذ الكتاب من الطفل . ولحق بجده مسرعاً . قال الجد ماذا تحمل يا حفيدي ، هيا أجبني - قال الإعصار الصغير : إنه كتاب يا جدي الحبيب - كتاب ؟ إنه كالطائر يحرك جناحيه .. كيف يعيش هذا الطائر ؟- أي طائر يا جدي ! اقترب قليلاً وانظر ما هو الكتاب - أجل ، عرفت ، عرفت ، إنه غذاء للبشر - أجل يتغذون به صيفاً وشتاء ، لكنهم لا يغذون بطونهم بل عقولهم . حين سنتوقف كي نرتاح في مكان ما سنقرأ شيئاً - مما فيه دخلا معاً في غابة كثيفة ثم وصلا إلى مغارة . جلسا كي يستريحا قليلاً . وبدأ الإعصار الصغير يقرأ . بدأ يقرأ متكاسلاً ، ثم شرع يقرأ جيداً . وكان عسيراً على جده أن يتابع الحكاية أول الأمر . وانجذب الاثنان إلى القراءة فهتف الإعصار : كلمة شرف أقولها لك أيّها الشجاع ، الحكاية ممتعة ، إقرأ ، إقرأ . استلقى الإعصار على معطفه الهوائي ، وصار كله آذاناً مصغية ، وكان يردد بين الحين والحين : ياه ! هذه الحكايات شيء عظيم ! إقرأ ، إقرأ ، يا حفيدي ! أريد أن أعرف ماذا سيحدث . وانتهت الحكاية الأولى . وذرف الإعصار المخيف أول دمعة في حياته . بكى مثل طفل صغير لأن الخير انتصر في آخر الحكاية . قال وهو يجهش باكياً : هل رأيت ! إنه لأمر عظيم أن تفعل الخير للأقرباء وسواهم ، وأن تضحي في سبيلهم ! ثم صاح بحفيده : ألا توجد حكايات أخرى في كتابك الحبيب ؟ إقرأ يا حفيدي ، أريد أن أسمع . ولبث الإعصار رابضاً قرب حفيده ليلاً ونهاراً في المغارة . نسي العجيج والعنف في الغابة . وارتاحت الأرض من أذاه . حين وصلا إلى آخر الكتاب صاح الإعصار : أحب أن ترجع إلى البداية يا حفيدي ، هيا ، إقرأ أيها الشجاع !ومرت أيام وليالٍ ، والجد والحفيد مستمران . حين ينعس الحفيد يخرج الإعصار قليلاً إلى الخارج . يعج قليلاً تبعاً لعادته القديمة ، ويدمر ، ويؤذي الناس والحيوانات .. وحين يتذكر الحكايات يعود من منتصف الطريق إلى حفيده في المغارة |
جميله جدا
تسلم ايدك تحياتي لك |
سلمت الايادي على الامتاعi_icon_minipost
|
سلمت الايادي على الموضوع الرائع والجميل
سلمت لنا تحيات لك |
اقتباس:
شكرا على حضورك وردك سعيدة بتواجدك#cc# |
اقتباس:
شكرا على حضورك وردك سعيدة بتواجدك#cc# |
اقتباس:
شكرا على حضورك وردك سعيدة بتواجدك#cc# |
يسلمووووو بجد روعه أختيار موفق مشكوووره |
الأروع حضورك يا طيب
شكرا ابو فداء على المرور والرد |
sha@
حسن و ممتع مفيد اختيارك ! دمت بألف ودّ احتراماتي sha@ |
الساعة الآن 09:52 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |