منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   قاموس النحو (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26610)

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:11 AM

قاموس النحو
 
قاموس النحو

الهمزة

الهمزة المفردة

تأتي لعدد من الوجوه :

أولاً : همزة الاستفهام :

حرف مشترك يدخل على الأسماء والأفعال وحقيقته طلب الفهم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نحو : أمحمد موجود ؟

أحكام همزة الاستفهام

1 ـ جواز حذفها سواء تقدمت على ( أم ) نحو : في الصباح حضرت أم في المساء .

والتقدير : أفي الصباح حضرت . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة * :

فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان

الشاهد في البيت قوله : ( بسبع ) وتقدير الكلام ( أبسبع ) فحذف الهمزة .

أو لم تتقدمها كقول الكميت بن زيد الأسدي ** :

ــــــــــــــــــ

* عمر بن أبي ربيعة : هو أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي ، ولد سنة 22 هـ ونشأ في المدينة كان أشعر شعراء قريش وأرق أصحاب الغزل ، وأوصف الشعراء لأحوال النساء شب في نعيم ، وقال الشعر صغيراً ، وشبب بالنساء ، ووصف أحوالهن ، وتعرض للمحصنات العفيفات من نساء قومه عند خروجهن للحج ، وقد غزا في البحر فاحترقت به سفينته سنة 93 للهجرة النبوية الشريفة .

** الكميت الأسدي : هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن ربيعة الأسدي ويكنى أبا المستهل ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، فصيح ، من شعراء مضر وألسنتها ، والمتعصبين على القحطانية القارعين لشعرائهم ، سكن الكوفة ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، وقد مدح أهل البيت في أيام معاوية وقصائده الهاشميات من جيد شعره .



الهمزة

طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب

يريد : أذو الشيب يلعب .

2 ـ التقرير : وفي هذه الحالة يليها المسؤول عنه مباشرة وهو ما يقتضى تقريره .

نحو : أضرب محمد محموداً ، وأمحمدٌ ضرب محموداً ، وأمحموداً ضرب محمد . ففي المثال الأول تقرر الفعل ، وفي المثال الثاني تقرر الفاعل ، وفي الثالث تقرر المفعول به ، ولذلك وجب أن يأتي المسئول عنه بعد الهمزة مباشرةً .

3 ـ أن تدخل همزة الاستفهام على الإثبات .

نحو قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله )(1) .

وتدخل على النفي . نحو قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك )(2) .

4 ـ أن ترد لطلب التصوير . نحو : أمدير المدرسة موجود أم الوكيل .

ويكون الجواب بتعيين أحد الأمرين المستفهم عنهما . كما ترد للتصديق ويكون الجواب بنعم أو لا نحو : أفاز المتسابق ؟ وجميع أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصوير إلا ( هل ) فهي مختصة بطلب التصديق .

5 ـ أن تأتي في أول الكلام ( تمام تصديرها ) فلا تذكر بعد ( أم ) التي للإضراب كما يذكر غيرها من أدوات الاستفهام فلا نقول : أفاز محمد أم أفشل ؟ بل نقول أفاز محمد أم هل فشل ؟ كما أنها تتقدم على حروف العطف ، نحو قوله تعالى ( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض )(3) ، وقوله تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )(4) وقوله تعالى ( أثم إذا ما وقع آمنتم به )(5) بينما تتأخر حروف الاستفهام عن حروف العطف كما في قوله تعالى ( وكيف تكفرون
ـــــــــــــــــ

(1) فاطر [8] (2) الشرح [3] (3) الأعراف [185] .

(4) الغاشية [17] (5) يونس [51] .

الهمزة



وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) ، وقوله تعالى ( فأي الفريقين أحق بالأمن )(2) وقوله تعالى (فبأي آلاء ربكما تتمارى )(3) ، وقوله تعالى ( فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين )(4) ، وقوله تعالى ( فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )(5) .

6 ـ إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل تثبت همزة الاستفهام وتسقط همزة الوصل ، لأن همزة الوصل إنما أتى بها للتوصل بها إلى النطق بالساكن الذي بعدها . فلما أدخلت عليها همزة الاستفهام استغني عنها فأسقطت وسدت همزة الاستفهام مسدها .

نحو : أشتريت الكتاب ؟ ، ومنه قوله تعالى ( أستكبرت أم كنت من العالين )(6) .

وقوله تعالى ( أتخذتم عند الله عهداً )(7) ، ومنه قول ذو الرمة * :

أستحدث الركب عن أشياعهم خبراً أم راجع القلب من أطرابه طرب ؟

أما إذا كانت همزة الوصل مع لام المعرفة مدت همزة الوصل ، لئلا يشتبه الاستفهام بالخبر نحو : آلرجل قال ذلك أم المرأة .

ومنه قوله تعالى ( آلله خير أم يشركون )(8) ، وقوله تعالى ( آلذكرين حرم أم الأنثيين )(9) .

ـــــــــــــــــ

(1) آل عمران [101] (2) الأنعام [81] (3) النجم [55] .

(4) التكوير [26] (5) الأحقاف [35] (6) ص [75] .

(7) البقرة [80] (8) النحل [59] (9) الأنعام [143] .

* ذو الرمة : أبو الحارث غيلان بن عقبة بن نهيش بن مسعود العدوي ولد سنة 77 هـ وكان مقيماً في البادية ، ويحضر إلى البصرة واليمامة كثيراً . شاعر من فحول الطبقة الثانية الإسلامية كان دميماً شديد القصر يضرب لونه إلى السواد ، كان أكثر شعره تشبيباً ، وكان أطلال ، فهو أحد عشاق العرب المشهورين توفي سنة 117 هـ .

الهمزة

ومنه قول معن بن أوس * :

فو الله ما أدري آألحب شفه فسل عليه جسمه أم تعبدا

وإذا دخلت همزة الاستفهام على ألف القطع المفتوحة كان لك الخيار في ثلاثة أوجه :

1 ـ إما أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأحسنت إلى أخيك .

2 ـ أو تدخل بينهما ألفاً استثقالاً للجمع بينهما نحو : أأحسنت إلى أخيك بهمزتين ومدة .

3 ـ أو تجعلهما همزة واحدة مطولة نحو آحسنت إلى أخيك بتقدير دخول ألف بين الهمزتين ، وتصير همزة الاستفهام مع الألف همزة مد ثم تلين همزة القطع وتترك نبرتها وتروم حركتها بلا نبرة ، أي : تختلس نحو قوله تعالى ( آأنت قلت للناس )(1) وقوله تعالى ( آأرباب متفرقون )(2) ومنه قول ذو الرمة :

فيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمُ سالم

أما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المفتوحة المتلوة بألف ، همزت همزة واحدة مطولة دون التفريق بين الهمزتين بألف ، أو إرامة الفتحة " اختلاس حركتها " . نحو : أآثرت محمداً على أحمد . ومنه قوله تعالى ( قال فرعون أآمنتم به )(3) .

وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المضمومة فلك فيها أربعة أوجه .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [116] (2) يوسف [39] (3) الأعراف [123] .

* معن بن أوس : هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني ، شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهلية والإسلام ، له مدائح في جماعة من الصحابة ، رحل إلى الشام والبصرة وكف بصره في آخر أيامه ، له أخبار مع عمر بن الخطاب ، وكان معاوية يفضله ويقول أشعر أهل الإسلام كعب بن زهير ومعن بن أوس ، وهو من شعراء الطبقة الثانية .

الهمزة

1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأعطيك الكتاب .

2 ـ أو تدخل ألفاً بينهما نحو : آأعطيك الكتاب . بهمزتين ومدة .

3 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة نحو : أؤعطيك الكتاب . بهمزة مقصورة ، وواواً مضمومة .

4 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة وتمد همزة الاستفهام نحو : آؤعطيك الكتاب . ومنه قوله تعالى ( قل آؤنبئكم بخير من ذلكم )(1) ، وقوله تعالى ( آؤنزل عليه الذكر من بيننا )(2) .

أما إذا كانت همزة القطع مكسورة ودخلت عليها همزة الاستفهام فلك فيها أيضاً أربعة أوجه هي :

1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين ، نحو : أإنك مقيم .

2 ـ أن تجعلهما همزتين ومدة ، نحو : آإنك مقيم .

3 ـ أن تقلب همزة القطع ياء مكسورة ، نحو : أينك مقيم .

4 ـ أو تجعلهما همزة مطولة وياء مكسورة ، نحو : آينك مقيم .

ومنه قوله تعالى ( أينك لأنت يوسف )(3) ، وقوله تعالى ( قل أينكم لتكفرون )(4) ، وقد قرئت الآيتان السابقتان ومثلهما على الوجوه السابقة كلها .

وقد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فترد لمعان كثيرة هي :

1 ـ تأتي للتسوية : فتقع بعد كلمة سواء أو ما أبالي أو ما أدري ، وعندئذ يمكن تبديل الهمزة بمصدر مؤول يعرب في محل رفع مبتدأ مؤخر . نحو قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )(5) ، فقد جاءت همزة التسوية بلفظ الاستفهام .

ــــــــــــــــ

(1) آل عمران [15] (2) ص [8] (3) يوسف [90] .

(4) فصلت [9] (5) البقرة [6] .

الهمزة



التقدير : إنذارهم ، ومنه قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )(1) .

2 ـ تأتي للتقريع : وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته ، أو نفيه ، نحو قوله تعالى ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )(2) .

3 ـ تأتي للتحقيق : كقول جرير * :

ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

4 ـ للإنكار الإبطالي : وهذا يقتضي أنَّ ما بعد الهمزة غير واقع ، نحو قوله تعالى ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً )(3) .

5 ـ الإنكار التوبيخي : ويقتضي أن ما بعد الهمزة واقع ، وأن فاعله ملوم نحو قوله تعالى ( أغير الله تدعون )(4) ، وقوله تعالى ( أتعبدون ما تنحتون )(5) .

6 ـ تأتي للتهديد : نحو قوله تعالى ( ألم نهلك الأولين )(6) .

7 ـ للتنبيه : نحو قوله تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء )(7) .

8 ـ للتعجب : نحو قوله تعالى ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )(8) ، ومنه قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم )(9) .

ـــــــــــــــ

(1) المنافقون [6] (2) المائدة [116] (3) الإسراء [40] .

(4) الأنعام [40] (5) الصافات [95] (6) المرسلات [16] .

(7) الزمر [21] (8) الفرقان [45] (9) المجادلة [14] .

* جرير : هو بن حذيفة الخطفي بن بدر بن كليب بن يربوع التميمي أشعر أهل عصره ، ولد سنة 28 هـ في اليمامة ومات فيها سنة 110 هـ ، أمضى عمره يساجل ويناضل شعراء زمانه ، كان هجاءً مراً فلم يثبت أمامه إلا الفرزدق ، والأخطل ، كان عفيفاً ومن أغزل الناس شعراً ، يكنى بأبي حرزة ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى لفحول شعراء الإسلام ، ويشبه من شعراء الجاهلية بالأعشى .

الهمزة

ومنه : أيكون مثل هذا .

9 ـ التذكير : نحو قوله تعالى ( ألم يجدك يتيماً فآوى )(1) .

10 ـ الاسترشاد كقولك للعالم : أيجوز كذا وكذا . ومنه قوله تعالى ( أتجعل فيها من يفسد فيها )(2) .

11 ـ الأمر : نحو قوله تعالى ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم )(3) ، والتقدير أسلموا .

12 ـ الاستبطاء : نحو قوله تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم )(4) .

13 ـ تأتي للتهكم : نحو قوله تعالى ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا )(5) .

14 ـ معاقبة حرف القسم : نحو آلله لقد حضر والدك . فالهمزة عوض من حرف القسم المحذوف ، والتقدير : والله لقد حضر والدك .

نماذج من الإعراب على همزة الاستفهام

قال عمر بن أبي ربيعة :

فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان

وفي بعض الروايات " لعمرك ما أدري " وكلها للقسم .

الفاء : حسب ما قبلها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والواو للقسم حرف جر مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة مجرور بالكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر في محل رفع ، والمبتدأ محذوف وجوباً لما ما في الخبر من إشعار بالقسم .

ـــــــــــــــــ

(1) الضحى [6] (2) البقرة [30] (3) آل عمران [20] .

(4) الحديد [16] (5) هود [87] .

الهمزة

والتقدير : فوالله قسم ، ( ما أدري ) ما : نافية لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أدري : فعل مضارع ينصب مفعولين وعلق عنهما بالهمزة المقدرة قبل قوله بسبع الآتي ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، ( وإن ) الواو واو الحال ، إن زائدة ، ( كنت ) كان : فعل ماضي ناقص والتاء اسمها ، ( دارياً ) خبر كان منصوب بالفتحة ( بسبع ) جار ومجرور متعلقان بقوله رمين الآتي ، ( رمين ) رمى : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، ( الجمر ) مفعول به لرمين ، ( أم ) حرف عطف مبني على السكون ، ( بثمان ) جار ومجرور معطوف على قوله بسبع .

قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) .

ألم : الهمزة للاستفهام التقريري ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نشرح : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن يعود على لفظ الجلالة بصيغة الجمع .

لك : جار ومجرور ، حرف الجر زائد ، وكاف الخطاب يعود على محمد صلى الله عليه وسلم .

صدرك : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف والكاف في محل جر بالإضافة .

قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )

أفلا : الهمزة للاستفهام التوبيخي ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، والفاء حرف عطف على مقدر يقتضيه المقام أي يخلق الله سبحانه وتعالى ما يخلق من القرائن الدالة على قدرته وعظمته فلا ينظرون إليها ، ومنه قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور )(1) ، فالفاء في ( أفلا ) عاطفة أيضاً والعطف بها على مقدر يقتضيه المقام .

والتقدير : يفعل الإنسان ما يفعل من القبائح فلا يعلم عندما تقوم الساعة أن ربه خبير بما فعل .

ولا : نافية لا عمل لها .

ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

إلى الإبل : جار ومجرور متعلقان بينظرون .

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

خلقت : خلق فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث الساكنة يعود على الإبل ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

قال تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) .

سواء : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .

عليهم : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بسواء .

أأنذرتهم : الهمزة حرف تسوية مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أنذر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل ، ( هم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخر .

التقدير : إنذارهم وعدمه متساويان ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل له من الإعراب ، جملة اعتراضية اعترضت بين اسم إن وخبرها .

ــــــــــــــــ

(1) العاديات [9] .

الهمزة

أم : حرف عطف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .

لم : حرف نفي وجزم وقلب .

تنذرهم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ( وهم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به .



قال جرير :

ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

الهمزة : حرف استفهام يفيد التحقيق ، ليس : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم ليس ، والميم علامة جمع المذكر .

خير : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وجملة ( ألستم خير ) ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

من : اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي في محل جر بالإضافة .

ركب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

المطايا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ، وجملة ( ركب المطايا ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وأندى : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، أندى : معطوف على خير منصوب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر ، وهو مضاف .

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

بطون : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

راح : مضاف إليه مجرور بالكسرة .





الهمزة

ثانياً : تأتي الهمزة لنداء القريب . كقول امرئ القيس * :

أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمى فأجملي

ومنه قول جميل بثينة ** :

أ بثين إنك قد ملكت فاسجحي وخذي بحضك من كريم واصل

ثالثاً : وتأتي الهمزة فعلاً :

فهي فعل أمر من الفعل الماضي ( وأى ) بمعنى ( وعد ) ومضارعه ( يئى ) والأمر منه ( إ )(1) وهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ومنه قول الشاعر في البيت الملغز *** :

إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء(2)

ـــــــــــــــــ

(1) أنظر الإفصاح تحقيق سعيد الأفغاني ص 64 والانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب لعلي بن عدلان النحوي ص 16 .

(2) روي البيت في مغني اللبيب ج 1 ص 19 .

إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء

* أمرؤ القيس : هو أمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ، يماني الأصل نجدي المولد عام 130 قبل الهجرة النبوية الشريفة الموافق لعام 497 م أشعر شعراء العرب قاطبة ، وسيد الطبقة الأولى لفحول الشعراء الجاهليين واسمه حندج ، وقيل مليكه ، وغلب عليه لقبه ، كان أبوه ملك أسد وغطفان ، وأمه أخت المهلل ، وقد شبب بالنساء وتعاطى الخمر ، ونادم الصعاليك ، مما أثار حنق والده عليه فنفاه إلى حضرموت ، توفي في أنقرة لقروح أصابته عام 80 قبل الهجرة .

** جميل بثينة : هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي ، يلقب بأبي عمرو شاعر إسلامي من عشاق العرب ، افتتن ببثينة إحدى فتيات العرب ، فتناقل الناس أخبارها ، وأكثر شعره في النسيب والغزل والفخر ، وهو أحد الشعراء العذريين ، وفد على عبد العزيز بن مروان ، فأكرم وفادته ، وأمر له بمنزل بالشام أقام فيه قليلاً ، ثم مات سنة 82 هـ .

*** البيت بلا نسبة في المغني ، ولا الإفصاح للفارقي وهو في الانتخاب ص 16 وقد نسبه المحقق لأبي يعقوب يوسف بن الدباغ النحوي الصقلي نقلاً عن بغية الوعاة للسيوطي ج 2 ص 356 وذكره صاحب الأمالي الشجرية ج 1 ص 306 .

الهمزة

نماذج من الإعراب

قال امرؤ القيس :

أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمي فأجملي

أ فاطم : الهمزة حرف لنداء القريب مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب .

فاطم : منادى مرخم وأصله فاطمة حذفت منه التاء عند النداء ، مبني على الضم في محل نصب على لغة من لا ينتظر .

مهلاً : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير تمهلي مهلاً .

بعض : مفعول به لمفعول محذوف والتقدير : اتركي بعض هذا التدلل ، وبعض مضاف ، هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

التدلل : بدل أو عطف بيان على اسم الإشارة مجرور بالكسرة الظاهرة .

وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط لازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسرة في محل رفع اسم كان .

قد أزمعت: قد حرف تحقيق مبيني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، أزمعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسر في محل رفع فاعل .

صرمى : مفعول به ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه ، والجملة ( قد أزمعت صرمي ) في محل نصب خبر كان .

فأجملي : الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أجملي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المؤنثة المخاطبة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط

الهمزة

قال الشاعر :

إن هند المليحة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء

إن : فعل أمر للمؤنث مؤكد بالنون الثقيلة من الفعل وأي ، بمعنى وعد . وأصل هذا الأمر ( تئين ) مثل ( تفين ) فحذفت التاء للمواجهة ، وحذفت النون للأمر ، كما حذفت لام الفعل وهي الياء لالتقاء الساكنين ، وانحذفت ياء الضمير لئلا يلتقي ساكنان أيضاً وبقت الكسرة للدلالة على الياء المحذوفة وانحذفت النون الأولى لأنها ساكنة مدغمة فلم يبق غير عين الفعل وهي الهمزة فقلت ( إ ) ثم اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فقلت ( إن ) .

هند : منادى مبني على الضم بحرف نداء محذوف .

المليحة : بالفتح صفة لهند على الموضع منصوبة بالفتحة ، وبالضم صفة لهند على المحل مرفوعة بالضمة ( كما هو الحال في رواية مغني اللبيب التي أشرنا إليها في الهامش ) .

الحسناء : صفة منصوبة لمفعول به محذوف تقديره : المرأة الحسناء هذا على رواية النصب ويجوز فيه أن يكون صفة ثانية لهند على الموضع وهو أحسن الوجهين لبعده عن التكلف والتقدير أما في رواية الرفع فهو صفة لهند على المحل .

وأي : مفعول مطلق للفعل ( إن ) منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

أتعبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على هند .

بوعد : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بأتعبت .

وفاء : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة ( أتعبت بوعد وفاء ) لا محل لها صلة الموصول .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:12 AM

أرى

تأتي لثلاث حالات :

1 ـ فعلاً ماضياً أصله رأى المتعدية لمفعولين ، فلما دخلت عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم )(1) ، وقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم )(2) ، ففي الآية الأولى المفعول به الأول ( هم ) في يريهم ، والثاني والثالث : أعمالهم وحسرات ، والمفاعيل الثلاثة في الآية الثانية هو على التوالي : الكاف ، والهاء في يريكهم ، وقليلاً ، وفي الجزء الثاني من الآية : الكاف ، والهاء ، وكثيراً .



وقد تسد ( أن ) ومعمولاها مسد المفعول الثاني والثالث .

نحو : أريت صديقي أن الصدق حق .

ومضارع أرى ( أُرى ) على غير القياس وهو ملزم للمجهول ، ويفيد الظن ويكون صاحبه فاعلاً لأن الفعل ملازم للمجهول ، وينصب مفعولين .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [167] (2) الأنفال [43] .

أرى

نحو : أُراك داهية ، ومنه قول أبي تمام * :

وتظن سلمى أنني أبغى بها بدلاً أُراها في الضلال تهيم

والشاهد قوله : أُراها . . تهيم ، فأُرى فعل مضارع ملزم للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والضمير المتصل في محل نصب مفعول أول , والجملة الفعلية ( تهيم ) في محل نصب مفعول به ثان .

2 ـ ويأتي ( أرى ) فعلاً مضارعاً من ( رأى ) ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وتسمى أرى القلبية .

نحو : أرى الجبن عاراً . فالجبن مفعول به أول وعاراً مفعول به ثان .

3 ـ وتأتي فعلاً مضارعاً ماضيه ( رأى ) البصرية المتعدية لمفعول واحد .

نحو : رأيت القمر يرسل أشعته الذهبية على الكون .

وإذا تعدت ( رأى ) بالهمزة فإنها تنصب مفعولين ، نحو : أريت أخي هلال رمضان ، والمعنى أبصرته إياه ، ومنه قوله تعالى ( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )(1) .

وعصيتم : الواو حرف عطف ، عصى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم دلالة على الجمع .

والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها .

ــــــــــــــ

(1) آل عمران [152] .

* أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي ، أحد أمراء البيان ، ولد في جاسم من قرى حوران بسوريا سنة 188 هـ ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه ، وقدمه على شعراء عصره ، ثم تولى بريد الموصل ، فلم يتم سنتين حتى توفي بها سنة231 هـ ، كان أسمراً طويلاً فصيحاً حلو الكلام في شعره قوة وجزالة .

أرى أرأيتك إرباً إربا

من بعد : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بعصيتم .

ما أراكم : ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر مضاف لبعد .

أراكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والميم لدلالة الجمع .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .

تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة ( تحبون ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أرأيتك

لفظ مركب من ( الهمزة ) والتي هي حرف استفهام إنكاري ، والفعل الماضي ( رأى ) و ( تاء الفاعل ) و ( كاف الخطاب ) المبني على الفتح لا محل له من الإعراب . وقد تحذف همزة الفعل فتقول : أريتك .

ومنه قول الشاعر :

أريتك إن منعت كلام يحيى أتمنعني على يحيى البكاء

وأرأيتك إما أن تكون من ( رأيت ) بمعنى ( عرفت ) أو ( أبصرت ) ، فتنصب مفعولاً به واحداً وهو حرف ( الكاف ) ، وتكون الجملة الاستفهامية بعدها لا محل لها من الإعراب ، وإما أن تكون بمعنى علمت فتنصب مفعولين وهما ( الكاف ) ، والجملة الاستفهامية الواقعة بعد الفعل .

إربا إربا

ومعناها عضواً عضواً ، تقول مزقته إرباً إرباً .

وتعرب ( إرباً ) الأولى حالاً منصوبة بالفتحة ، والثانية توكيداً لفظياً للأولى منصوبة بالفتحة أيضاً .

ارتد أرضون إرون إزاء استحال

ارتد

فعلاً ناقصاً يعمل عمل ( كان ) إذا كان بمعنى ( صار ) .

نحو قوله تعالى ( ألقاه على بصره فارتد بصيراً )(1) .

فاسم ارتد ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو وبصيراً خبر منصوب بالفتحة .

ويأتي فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى ( صار ) ، نحو : ارتد الأعداء مهزومين ، ومنه قوله تعالى ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم )(2) . فواو الجماعة في ارتدوا في محل رفع فاعل .

أرضون

جمع أرض اسم ملحق بجمع المذكر السالم لعدم استيفائها شروط الجمع ويأخذ إعرابه .

رفعاً بالواو ، نحو : لله الأرضون وما عليها .

ونصباً بالياء ، نحو : يرى الله الأرضين ومن عليها .

وجراً بالياء ، نحو : اقتطعت من الأرضين جزءاً للزراعة .

إرون

جمع إرة ، بمعنى النار أو موضوعها ، وهو اسم ملحق بجمع المذكر السالم ويأخذ إعرابه – أنظر أرضون .

إزاء

ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة بمعنى ( مقابل ) .

تقول : جلست إزاء النافذة .

استحال

استحال : فعل ماض ناقص تعمل عمل كان لأنها بمعنى ( صار ) .

ـــــــــــــ

(1) يوسف [96] (2) محمد [25] .

استحال أصبح



نحو : استحالت النار رماداً ، واستحالت الصحراء أرضاً خضراء .

ويأتي فعلاً إذا كان بمعنى الاستحالة أي عدم تحقيق الشيء .

تقول : استحالت المصالحة بين المتخاصمين ، المعنى : لم تتحقق المصالحة ، فالمصالحة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .



أصبح

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً تام التصرف يعمل عمل كان ويفيد اتصاف المبتدأ بخبره وقت الصباح .

نحو : أصبح الجو معتدلاً .

ومنه قوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً )(1) .

وهي تعمل في صيغة الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل .

وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوع إذا كانت بمعنى الدخول في الصباح ، نحو قوله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )(2) .

فواو الجماعة في تصبحون في محل رفع فاعل .

ــــــــــــ

(1) القصص [10] .

(2) الروم [17] .

اصطلاحاً أصلاً آض أضحى



اصطلاحاً

حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، نحو قولهم : الإعراب اصطلاحاً تغيير أواخر الكلمات بحسب العامل . أما كلمة ( اصطلاح ) فتعرب حسب موقعها من الجملة .



أصلاً

اسم منصوب على نزع الخافض إذا صح أن تقدر قبلها حرف الجر .

فنقول : لم ألتق به أصلاً ، والمعنى في الأصل . كما تعرب حسب موقعها من الجملة فيما عدا الحالة السابقة .



آض

تأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان إذا كانت بمعنى ( صار ) .

نحو : آض العجين خبزاً .

وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) إذا كانت بمعنى ( رجع ) ومصدرها ( أيضاً ) .

نحو : آض الطائر إلى عشه .



أضحى

فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ، وتفيد توقيت المخبر عنه بالضحى .

نحو : أضحت الآبار كثيرة المياه ، ومنه قول ابن زيدون * :

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا

ومنه قول النابغة الذبياني ** :

أضحت خلاء وأضحت أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبد

وتأتي أضحى فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها إذا أفادت الدخول في الضحى .

نحو : أضحى وهو معتل ، وبقي الرجل في مكانه حتى أضحى .



ـــــــــــــ

* ابن زيدون : هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي المولود سنة 354 هـ ، الكاتب الشاعر ذو الوزارتين نشأ في مدينة قرطبة ، وتأدب على كبار علمائها قال الشعر
وأجاده ، واتصل بابن جهور فمضى عنده ومدحه ، ثم أفسد أعداؤه ما بينهما فحبسه ، ولكنه فر من السجن واتصل بابن عباد فخصه بوزارته ، كانت له أخبار مشهورة مع ولادة بنت المستكفي وتوفي بأشبيلية سنة 463 هـ .



** النابغة الذبياني : هو أبو أمامة زياد بن معاوية بن جناب الذبياني ، ولقب بالنابغة لقوله ( وقد نبت لهم منا شئون ) وقيل لأنه نبغ في الشعر كثيراً ، أحد فحول شعراء الجاهلية ومن الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء ، وهو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم ، وهو أحسنهم ديباجة وأكثرهم رونق كلام ، ليس في شعره تكلف عده بعض من أصحاب المعلقات ، وكان من ندماء النعمان بن المنذر المقربين ودب بينهما الخلاف لوشاية وقعت بينهم ، فهرب النابغة ثم عاد للنعمان متخفياً ، فأنشده قصيدة اعتذار فاستحسنها النعمان وكشف النابغة عن نفسه النقاب فعفى عنه ، توفي سنة 18 قبل الهجرة .





أضحى أعطى



نماذج من الإعراب

قال ابن زيدون :

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا

أضحى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وهو من أخوات كان يرفع المبتدأ ويسمى اسمه وينصب الخبر ويسمى خبره .

التنائي : اسم أضحى مرفوع بالضمة .

بديلاً : خبر أضحى منصوب بالفتحة ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

من تدانينا : جار ومجرور متعلقا بالخبر قبله ، وتدانى مضاف وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

وناب : الواو حرف عطف ، ناب : فعل ماض مبني على الفتح .

عن طيب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بناب ، وطيب مضاف .

لقيانا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، ولقيا مضاف ، وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

تجافينا : فاعل لناب ، وتجافى مضاف ، والنا في محل جر مضاف إليه .

وجملة ناب ... إلخ معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .



أعطى

فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وأحدهما فاعل في المعنى .

نحو : أعطيت الفقير زكاة مالي .

ومنه قول الشاعر :

الله أعطاك فاشكر فضل نعمته أعطاك ملك التي ما فوقها شرف

أعطى أعلم

فالكاف في أعطاك الثانية مفعول به أول ، وملك مفعول به ثان .

ونحو : أعطيت محمداً الكتاب .

فمحمداً : مفعول به أول وهو فاعل في المعنى لأن العطاء تام به ، والأصل تقديم ما كان فاعلاً في المعنى ، وهذا التقديم واجب في ثلاثة مواضع هي :

1 ـ عند حصول اللبس ، نحو : أعطيت محمداً أحمداً .

2 ـ عند الحصر : أي حصر المفعول الثاني ، نحو : ما أعطيت علياً إلا ديناراً .

3 ـ أن يكون المفعول به الثاني اسماً ظاهراً والأول ضميراً متصلاً كما في بيت جرير السابق ، ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .

ويجب تأخير ما كان فاعلاً في المعنى في ثلاثة مواضع هي :

1 ـ عند الحصر أي حصر المفعول به الثاني في الأول .

نحو : ما أعطيت الكتاب إلا محمداً .

2 ـ إذا كان المفعول الأول اسماً ظاهراً والثاني ضميراً متصلاً .

نحو : الريال أعطيته علياً .

3 ـ أن يكون مشتملاً على ضمير يعود على الثاني .

نحو : أعطيت الصدقة مستحقها .

أعلم

فعل ماض يتعدى لثلاثة مفاعيل لزيادة الهمزة التعدية عليه وأصله علم الذي نصب مفعولين . تقول : أعلمت المعلم محمداً نشيطاً .

وإذا كان أعلم منقولاً من علم الذي بمعنى ( عرف ) المتعدي لواحد فإنه يتعدى لاثنين فقط بواسطة همزة التعدية .

نحو : أعلمته خبراً يفرحه .

ـــــــــــــ

(1) الكوثر [1] .

أعني التفسيرية أفٍ أك أكتع

أعني التفسيرية

تعرب إعراب الفعل المضارع المجرد والياء مفعول به ، والفرق بينهما وبين (أي) التفسيرية أنها تأتي لدفع السؤال وإزالة الإبهام أما (أي) فيفسر بها للإيضاح والبيان.

أفٍ

اسم فعل مضارع بمعني ( أتضجر ) ، ويدل اسم الفعل على ما يدل عليه الفعل ، ولكنه لا يقبل علامته ، نحو قوله تعالى ( فلا تقل لهما أفٍ )(1) .

ويعرب اسم الفعل فعل مضارع مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

وأف

بدون تنوين تعني الضجر من شيء معين ومع التنوين أتضجر من كل شيء .

وفيها عشر لغات جمعها ابن مالك في قوله :

فأف ثلث ونون إن أردت وقل أفى وأفي وأف وأفه تصب

أك

فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وماضيه كان الناقصة يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، وأصله يكن حذفت نونه للتخفيف ، نحو قوله تعالى ( ولم أك بغياً )(2) ، ومنه قول الشاعر :

فإن أك قد أوتيت مالاً فلم أكن به بطراً فالحال قد يتحول

أكتع وأكتعون

لفظ لتوكيد الشمول يستعمل استعمال ( أبتع ) نحو : غادر الحجاج كلهم أجمع أكتع مكة المكرمة . وكذا أكتعون : تستعمل استعمال أبتعون ولها أحكامها .

نحو : حضر المدعون كلهم أجمعون أبتعون ... إلخ – أنظر أبتع .

ـــــــــــــ

(1) الإسراء [23] (2) مريم [20] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:13 AM

الهمزة المفردة

الهمزة

رابعاً : همزة التعدية أو الزائدة :

وهي الهمزة التي تزاد في الفعل الثلاثي اللازم فتصيره متعدياً .

مثال : أجلست الطالب ، وأكرمت الضيف ، وأحسنت إلى المسكين ، وإذا تعدى الفعل بحرف الجر ، وأصل الفعل جلس طالب وكرم الضيف وحسن إلى المسكين ، ومثله : أغلقت الباب .

خامساً : همزة السلب :

وهي الهمزة التي تدخل على الفعل فتنقل معناه إلى ضده (1) .

نحو : أشكيت زيداً ، أي : أزلت شكايته . وأعجمت الكتاب ، أي : أزلت عجمته .

سادساً : همزة القطع وهمزة الوصل :

أولاً : همزة القطع : هي الهمزة التي تقع في أول الكلمة وينطق بها في الابتداء والوصل وترسم على الألف على شكل عين صغيره هكذا ( أ ) ( أي تنطق وتكتب ) .

مواضعها : 1 ـ في أول الفعل الرباعي ، وأمره ، ومصدره .

نحو : أكرم الرجل ضيفه ، وأحسن وفادته ، ومنه قوله تعالى ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون )(2) ، ومنه قول طرفة بن العبد * :

أحلت عليها بالقطيع فأجزمت وقد خب آل الأمعز المتوقد

ــــــــــــــــ

(1) أنظر موسوعة النحو والصرف والإعراب د / أميل بديع يعقوب ص 11 .

(2) الصافات [50] .

* طرفة بن العبد : هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعيد بن مالك ، ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل ، وطرفة لقبه ، واسمه عمرو ، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ، وهو من الطبقة الرابعة الجاهلية ، أما معلقته فهي في المرتبة الثانية بعد معلقة امرئ القيس ، وله غيرها شعر حسن ، ولولا قتله وهو حدث السن إذ لم يتجاوز السادسة والعشرين لكان أشعر الشعراء ، بل بلغ في سنه الصغيرة ما بلغه القوم في أعماره الطوال ، وقتله والي البحرين بإيعاز من عمرو بن هند لغضبة غضبها عليه .

الهمزة

ومنه قول امرئ القيس :

فألحقنا بالهاديات ودونه جواحرها في صرة لم تزيل

فالهمزة في أحال وألحق همزة قطع .

ومثال الأمر : أكرم ضيفك ، وأحسن وفادته ، ومنه قوله تعالى ( وأحسن كما أحسن الله إليك )(1) ، ومثال المصدر : إكرام الضيف واجب ، ومنه قوله تعالى ( إنا أنشأناهن إنشاء )(2) ، فالهمزة في أحسن وفي إنشاء همزة قطع .

2 ـ في أول الفعل الثلاثي المهموز والتي لا شك في أنها همزة وصل ، لأنها فاء الكلمة مثال : أكل الجائع الطعام ، وأخذ الطالب الكتاب ، ومنه قول الحارث بن حلزة * : وأتانا من الحوادث والأنباء خطب نعني به ونساء

فالهمزة في أتى مع أنها همزة أصل فهي قطع .

3 ـ في أول كل فعل مضارع : نحو أنا أعمل واجبي بانتظام ، وأحسن إلى الفقراء ، وأستعمل فرشاة الأسنان كل يوم ، وأستغفر ربي بكرة وأصيلاً .

ومنه قول طرفة بن العبد :

أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوي في البطالة مفسد

وقول زهير :

وأعلم بما في اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم

ــــــــــــــــ

(1) القصص [77] (2) الواقعة [36] .

* الحارث بن حلزة : هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن يشكر ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، والحلزة القصيرة وقيل النحيلة ، كان أبرصاً ، وقد ارتجل هذه القصيدة بين يدي عمرو بن هند في شيء كان بين بكر وتغلب بعد الصلح ، وكان ينشده من وراء حجاب وقيل من وراء سبعة ستور فلما استحسنها عمرو أمر برفع الستور عنه ، ومعلقته أجود ثلاث معلقات ، معلقة عمرو بن كلثوم ، فمعلقة الحارث ، ثم معلقة طرفة بن العبد ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة السادسة لشعراء الجاهلية .

الهمزة

4 ـ في صيغتي التفضيل والتعجب نحو : أنت أكرم من أخيك ، ومنه قوله تعالى ( كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض )(1) ، فهمزة أكثر وأشد همزة قطع .

ومثال التعجب : ما أجمل السماء وما أكرم العرب .

5 ـ في جميع الحروف المبدوءة بالهمزة ما عدا أل التعريف .

نحو : إلى ، إلا ، ألا ، إن ، ... الخ .

ومنه قوله تعالى ( حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق )(2) .

وقوله تعالى ( وإن تكفروا فإن لله ما في السموات والأرض )(3) ، فالهمزات في أن ، إلا ، إن ، إن ، كلها للقطع وقس بقية الحروف .

6 ـ في أول كل اسم يبدأ بهمزة مفرداً كان أو جمعاً ما لم يكن مصدره لفعل خماسي أو سداسي ، أو من الأسماء التي وردت سماعاً بهمزة وصل .

نحو : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، أمجد ، أحرار ، أصحاب ، أين ، أيان ، أنى ... الخ .

أما الأسماء السماعية فسنذكرها في موضعها عند حديثنا عن همزة الوصل .

7 ـ كما أن همزة الاستفهام همزة قطع لأنها حرف من الحروف ومثلها قول لبيد :

أفتلك أم وحشية مسبوعة خذلت وهادية الصوار قوامها

ثانياً : همزة الوصل : وهي الهمزة التي يتوصل بها للنطق بالساكن وتظهر في النطق ولكنها لا ترسم على الألف إذا جاءت في ابتداء الكلام ، ولا تنطق البتة إذا وقعت في درجة ( أي في وسطه ) وتكتب بصورة الألف الطويلة ليس غير ويرسم فوقها صاد صغيرة هكذا ( ا ) .

ـــــــــــــــــ

(1) غافر [82] (2) الأعراف [105] (3) النساء [170] .

الهمزة

فمثال وقوعها في أول الكلام : القاهرة مدينة جميلة .

ومثالها في وسط الكلام : سافرت إلى الرياض ، واستمتعت بقضاء الإجازة الصيفية في مدينة الطائف .

فالهمزة في كلمة القاهرة همزة وصل نطقناها عند التلفظ بها لأنها وقعت في أول الكلام ، غير أننا لم نرسمها على الألف كما هو الحال في همزة القطع ( أي لم توضع بشكل حرف العين الصغيرة على الألف هكذا " أ " ) .

أما الهمزات في كلمة الرياض واستمتعت والصيفية ، فهن همزات وصل أيضاً ولكون الهمزات وقعن في وسط الكلام سقطت كتابتها على الألف ولم ننطق بها .

تقع همزة الوصل في المواضع الآتية :

1 ـ في الأسماء السماعية التالية : ابن ، ابنه ، ابنم ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، است ، ايم ، ايمن ، وال الموصولة .

وقد اختلف النحاة في همزة ( أيمن الله وأيم الله ) أوصل هي أم قطع فعدها سيبويه نقلاً عن يونس همزة وصل (1) ، وأيمن مشتقة من اليمن والبركة ، وقد فتحت همزتها لدخلوها على اسم غير متمكن ، واستدل على أنها همزة وصل بحذفها في وصل الكلام ، كقول نصيب بن رباح * :

فقال فريق القوم لما نشدتهم نعم وفريق ليمن الله ما ندري

والشاهد قوله : ( ليمن الله ) فقد حذف الهمزة في الوصل .

وقد عدها الفراء همزة قطع (2) ، وهي عنده جمع يمين يقال : يمين الله ، وأيمن الله ، ومنه قول زهير :

ـــــــــــــــــ

(1) الكتاب لسيبويه ص 147 طبعة بولاق . (2) راجع كتاب الأزهية للهروي ص 21 .

* نصيب بن رباح : هو أبو محجن ، مولى عبد العزيز بن مروان ، وكان عبداً أسود ، لرجل من كنانه فكاتب على نفسه ثم أتى عبد العزيز بن مروان ، فمدحه فوصله واشترى ولاءه .

الهمزة

فتؤخذ أيمن منا ومنكم بمقسمة تمور بها الدماء

2 ـ أل التعريف : نحو : الرجل ، الغلام ، الكتاب .

وقد شذت همزة ( أل ) في كلمة ( ألبتة ) فجاءت همزة قطع ، كذلك تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة ( الله ) همزة قطع إذا سبقت بـ ( يا ) التي للنداء فتقول : يا ألله بإثبات همزة القطع .

3 ـ في أول الفعل الماضي الخماسي والسداسي ، والأمر منهما ، ومصدريهما .

نحو : انتفع ، وانكسر ، واعوج ، وانتفض ، واستعان ، واستقام .

نقول : انتفع الرجل بعمله انتفاعاً حسناً ، واعوج الخط اعوجاجاً كبيراً ، واستعان الطالب بعلمه استعانة طيبة ، وفي الأمر نقول : انكسر ، استعن بالله ، واستغفره ، انتفع بعلمك ، وكلها بكسر همزة لوصل .

4 ـ في أول الفعل الأمر من الثلاثي : نحو : اجلس حيث تكون ، واعمل الواجب باهتمام ، وادعوا الله في السر والعلن .



حركات همزة الوصل

1 ـ تفتح همزة الوصل في ( أل ) التعريف نحو جاء الرجل .

2 ـ تضم في موضعين :

( 1 ) ماضي الفعل الخماسي والسداسي المبني للمجهول ، نحو : اعتدي على معسكر الجيش ، استشير الطبيب في علاج المريض .

( 2 ) أمر الثلاثي المضموم العين في المضارع ، نحو : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً .

3 ـ وتكسر فيما عدا ذلك نحو : استعن بالله ، اخش الله ، اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال .

الهمزة



مواضع حذف همزة الوصل كتابةً ونطقاً



تحذف همزة الوصل كتابةً ونطقاً في المواضع الآتية :

1 ـ إذا دخلت الواو أو الفاء على فعل يبتدئ بهمزة وصل وبعدها همزة ساكنة .

نحو : فأت ، وأتمن ، والأصل ، فأات ، وأاتمن .

2 ـ إذا دخلت اللام على الأسماء المعرفة بـ ( أل ) .

نحو : للإنسان أهميته في بناء المجتمع .

3 ـ بعد همزة الاستفهام ، نحو : أسمك أحمد ؟ أبنك هذا ؟ .

والأصل : أاسمك أحمد ؟ وأابنك هذا ؟ .

4 ـ وتحذف من كلمة ( اسم ) في البسملة فقط نحو : بسم الله الرحمن الرحيم .

5 ـ وتسقط من كلمة ( ابن ) إذا جاءت صفة بين علمين ، ولم تكتب في أول السطر ، نحو : كان علي بن أبي طالب إمام المتقين .

أو إذا جاءت بعد حرف النداء كقول الفرزدق * :

يا بن المراغة أين خالك إنني خالي حبيش ذو الفعال الأفضل

ــــــــــــــــ

* الفرزدق : هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن مجاشع الدارمي ، يكنى أبا فراس ومشهور بالفرزدق ، ولد بالبصرة وتوفي بباديتها عام 110 هـ ، وهو من نبلاء عصره ، عظيم الأثر في اللغة ، جعله ابن سلام من الطبقة الأولى الإسلامية ولا يعدله إلا زهير في الطبقة الأولى الجاهلية ، وهو أحد الأقطاب الثلاثة الذين بدأوا وأنهوا معركة النقائض ، كان شريفاً في قومه ، وقد ناهز المائة واشتهر بالنساء ، فهو زير غوان .





الهمزة

المواضع التي تتحول فيها همزة الوصل إلى همزة قطع



تتحول همزة الوصل إلى همزة قطع في المواضع التالية :

1 ـ اسم العلم المنقول من لفظ مبدوء بهمزة وصل نحو ( الإثنين ) علم على اليوم الثاني من الأسبوع ، ونحو : ( أل ) علم على الأداة الخاصة بالتعريف ، والعلم المنقول عن مصدر خماسي ، أو سداسي نحو : إنشراح ، إبتهال ، إنتصار ، إستراح ، وكلها أسماء لأعلام منقولة عن مصادر .

2 ـ في النداء نحو : يا ألذي حضر بالأمس ، ويا ألمعتز بالله ، ويا ألصاحب بن عباد . أما همزة لفظ الجلالة ( الله ) فالأفضل تحويلها إلى همزة قطع كما ذكرنا سابقاً ، مثل : يا ألله ، كما يجوز اعتبارها همزة وصل فتحذف مع ألفها نطقاً وكتابةً معاً ، وتحذف ألف ( يا ) النداء نطقاً فنقول ( يالله ) .

تنبيهات :

1 ـ لم يعرف في كلام العرب دخول همزة الوصل على حرف إلا في موضعين : مع لام التعريف ، نحو : ( أل ) ( وأيم الله ) في القسم .

2 ـ إذا دخلت الألف واللام على همزة الوصل كسرت اللام لاجتماع الساكنين وحذفت همزة الوصل في اللفظ ، نحو : الاسم ، الابن ، الانطلاق ، الاستخراج . أما إذا دخلت الألف واللام على همزة القطع أثبتت همزة القطع على حركتها ، نحو : الأخ ، الأبواب ، الإرسال .

3 ـ يستدل على همزة الوصل في الأسماء بسقوطها في التصغير ، نحو : بني ، وسمي ، وثنيان ، تصغير : ابن ، واسم ، واثنان . أما همزة القطع فيستدل عليها في الأسماء بثبوتها في التصغير ، نحو : أخي ، وأبي ، وأمية ، تصغير : أخ ، وأب ، وأم .



الهمزة

4 ـ يستدل على همزة الوصل في الأفعال بانفتاح الياء في المضارع ، نحو : ينطلق ، ويكتسب . ويستدل على همزة القطع في الأفعال بانضمام الياء في المضارع ، نحو : يكرم من أكرم ، ويحسن من أحسن ، ويعطي من أعطى .



نماذج من الإعراب

قال طرفة :

أحلت عليها بالقطيع فأجزمت وقد خب آل الأمعز المتوقد

أحلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير رفع مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

عليها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل أحال .

بالقطيع : جار ومجرور متعلق بالفعل أحال أيضاً .

فأجزمت : الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أجزم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى الناقة .

والجملة الفعلية معطوفة على الجملة السابقة لا محل لها من الإعراب .

وقد : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون يقرب الماضي من الحال .

خب : فعل ماض مبني على الفتح .

آل : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف .

الأمعز : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

المتوقد : صفة للأمعز مجرور بالكسرة ، وجملة ( قد خب آل ... إلخ ) في محل نصب حال من فاعل أجزمت والرابط الواو فقط .

الهمزة

الألف

وتأتي على عدة أوجه :

1 ـ تأتي ضمير رفع للمثنى الغائب والمخاطب ومؤنثهما ، نحو : الطالبان قاما .

2 ـ علامة رفع المثنى ، نحو : فاز المجتهدان .

3 ـ حرف علة محمولاً عن واو أو ياء ، نحو : مات يموت ، وباع يبيع .

4 ـ علامة نصب في الأسماء الستة ، نحو : صافحت أباك ، ومنه قوله تعالى ( إن أبانا لفي ضلال مبين )(1) .

5 ـ حرف ندبة ، نحو : وامصيبتاه ، وازيداه .

6 ـ علامة بناء في المنادى المثنى ، نحو : يا حاجان اركبا السيارة .

7 ـ حرف عوض بدلاً عن نون التوكيد الخفيفة عند الوقف .

نحو : يا طالبان اذهبا إلى الفصل ، بدلاً عن ( اذهبن ) .

8 ـ وتأتي فارقة : وهي الألف المرسومة لتفريق واو الجماعة في الفعل الماضي ، نحو : الطلاب نجحوا ، والقوم سافروا .

أو في المضارع المنصوب أو المجزوم ، نحو : الطلاب لن يهملوا الدرس ، واللاعبون لم يحققوا الفوز .

أو في الأمر ، نحو : حافظوا على نظافة مدينتكم .

عن واو جمع المذكر السالم ، نحو : حضر معلمو المدرسة .

وعن واو الأسماء الستة المرفوعة ، نحو : جاء أبو زيد .

وعن واو العلة في الفعل المضارع ، نحو : أنت تسمو بعلمك .

وعن واو أولو المضافة ، نحو : جاء أولو الحق ، ومنه قوله تعالى ( إنما يتذكر أولو الألباب )(2) .

ـــــــــــــــــ

(1) يوسف [8] (2) الزمر [9] .

الألف

9 ـ ألف الجمع ، نحو : منابر جمع منبر ، وجبال جمع جبل .

10 ـ ألف الإلحاق ، نحو : حرى ، وجلا .

11 ـ ألف الإطلاق : وهي الألف الواقعة في آخر الروي إذا كانت حركة الروي فتحة .

كقول الشاعر * :

تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

ومنه قول محمد بن يسير البصري ** :

لا تتبعن لوعة إثري ولا هلعا ولا تقاسن بعدي الهم والجزعا

12 ـ ألف تأنيث ممدودة ، نحو : عرجاء ، وصحراء ، وبيداء .

13 ـ حرف نداء للبعيد ، نحو : آ زيد ، آ محمد .

14 ـ ضميراً للاثنين ، نحو : عملكما متقن .

15 ـ وتأتي للفصل بين نوني التوكيد ونون ضمير جماعة الإناث .

نحو : اضربنان زيداً .

16 ـ وتأتي لإتباع حرف مفتوح في الضرورة الشعرية ، كقول الشاعر *** :

أعوذ بالله من العقراب الشائلات عقد الأذناب

ــــــــــــــــ

* الشاعر بلا نسبة في مصدره .

** محمد بن يسير البصري : هو أبو جعفر محمد بن يسير البصري أحد شعراء البصرة كان لبني أسد ، عاش في عصر أبي نواس ، وعمر بعده حيناً ، وهو القائل :

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا .

*** الشاهد بلا نسبة في مصادره ، أنظر معظم شواهد النحو الشعرية صر93 .





الألف

نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إن أبانا لفي ضلال مبين )

إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، ناصب لاسمه رافع لخبره .

أبانا : أبا : اسم إن منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

لفي : اللام : مزحلقة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد التوكيد .

في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ضلال : اسم مجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن .

مبين : صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة .

قال الشاعر :

تعز فلا شيء في الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

فلا : الفاء تعليلية بحرف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، ولا نافية تعمل عمل ليس .

شيء : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة .

على الأرض : جار ومجرور متعلقان بباقيا الآتي .

باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية تعمل عمل ليس .

وزر : اسم لا مرفوع بالضمة .



الألف

مما : من حرف جر ، وما اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون ، في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بواقيا الآتي .

قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

والجملة الفعلية ( قضى الله ... الخ ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف ، تقديره مما قضاه الله .

واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:14 AM

أل



وتنقسم إلى قسمين : أل الاسمية وأل الحرفية .

أولاً : ( أل ) الاسمية : اسم موصول بمعنى ( الذي ) وتدخل على الصفات المشتقة كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة المشبهة .

نحو : جاء الضارب ، ورأيت المقتول ، وصافحت الحسن الوجه ، ومنه قوله تعالى ( للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم )(1) ، وقوله تعالى ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد )(2) .

فأل في الآيتين السابقتين اسم موصول دخلت على اسمي الفاعل ( قاسية ) و ( عاكف ) والعائد عليها الضمير في ( قلوبهم ) و ( فيه ) .

ومثال دخولها على اسم المفعول قوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن )(3) .

ومثال دخولها على الصفة المشبهة قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )(4) .

ومنه قول الشاعر :

السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل

وقول عنترة * :

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لم ألقهما دمي

ـــــــــــــ

(1) الحج [53] (2) الحج [25] .

(3) البقرة [233] (4) البقرة [362] .

* عنترة : هو عنترة بن شداد وقيل ابن عمرو وشداد جده معاوية بن قراد بن مخذوم بن مالك وينتهي نسبه إلى مضر ، أحد فرسان العرب المشهورين وأجوادهم المعروفين وأحد الأغربة الجاهليين ( وأغربة ) العرب سودانهم ، صاحب المعلقة المشهورة ، كان والده أحد سادات عبس وأمه حبشية سوداء ، فلفظه والده ، وبعد أن أبلى في الحرب أعطاه نسبه وأعاده إلى اشتهر بحب ابنة عمه ، وتوفي سنة 22 قبل الهجرة .

أل



وقول الفرزدق :

من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معد

فأل في كلمة ( السامع ، والمطعم ، والمأكول ، والآكل ، والشاتمي ، والناذرين ) اسم موصول وكذلك في كلمة ( الرسول ) وتقدير الكلام : الذين رسول الله منهم ، فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام (1) .

وقد تدخل ( أل ) الموصولة على الأفعال المضارعة ، وذلك قليل ، وقد اعتبرها بعض النحويين زائدة ، ومنه قول الفرزدق :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

والشاهد في البيت قوله ( الترضى ) ، حيث دخلت ( أل ) الموصولة على الفعل المضارع ولم يسمع بهذا إلا في الشعر .

ثانياً : ( أل ) الحرفية : وهي ( أل ) التعريف وليس لها إعراب ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :

1 ـ أل العهدية : وهي لتعريف المعهود الذهني .

نحو : جاء الضيف ، أي : الضيف المعهود المتوجه ذهننا إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذ هما في الغار )(2) .

أو لتعرف المعهود الذكري ، نحو : اشتريت الحديقة ثم بعت الحديقة .

ومنه قوله تعالى ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة )(3) .

أو لتعريف المعهود الحضوري .

ــــــــــــــ

(1) أنظر الجنى الداني ص 201 .

(2) التوبة [40] .

(3) النور [35] .

أل



نحو : جاءني هذا الرجل .

ومنه قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم )(1) .

2 ـ أل الجنسية : وهي الدالة على استغراق الجنس حقيقة .

نحو قوله تعالى ( إن الإنسان لفي خسر )(2) .

أو الدالة على استغراق الجنس مجازاً ، وهي ترد لشمول الجنس زيادة مجازاً ، وهي ترد لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة ، نحو : أنت الرجل علماً ، أي : الكامل في هذه الصفة .

ومنه قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) ، أي : كل من توفرت فيه صفات الفساد وتوفرت فيه صفات الإصلاح .

3 ـ أل التي لبيان الحقيقة : وهي التي تبين حقيقة واقعة معينة .

نحو : أحب الأمانة وأكره الخيانة .

ومنه قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )(4) .

فالمقصود حقيقة هو الماء .



ثالثاً :( أل ) الزائدة : وهي أل الداخلة على الاسم المعرفة أو النكرة فلا تغير من تعريفه أو تنكيره . مثال دخولها على المعرفة : إن المأمون بن الرشيد أحد خلفاء بني العباس . فالمأمون والرشيد والعباس معارف قبل دخول ( أل ) عليها وهي بالتالي لم تفدها تعريفاً جديداً . ومثال دخولها على النكرة : أدخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة أول نكرة لأنها حال ، وعندما أدخلنا ( أل ) عليها لم تخرجها من دائرة التنكير .

ـــــــــــــ

(1) المائدة [3] (2) العصر [2] (3) البقرة [220] (4) الأنبياء [30] .

أل



وتنقسم ( أل ) الزائدة إلى نوعين :

1 ـ أل الزائدة اللازمة التي اقترنت بالاسم منذ عرف عند العرب ولم تفارقه وهذه الأسماء معرفة في أصلها كأسماء الأعلام ومنها :

السموأل بن عدياء * ، واللات ، والعزى ** ، وبعض الظروف مثل : الآن ، وبعض الأسماء الموصولة كالتي والذي .





ـــــــــــــــ

* السموأل بن عدياء : هو السموأل بن العريض بن عدياء الأزدي ، شاعر جاهلي حكيم من شعراء اليهود القاطنين في خيبر ، وقدمه ابن سلام على جميع شعراء اليهود ، اشتهر بالوفاء ، فقد استودعه أمرؤ القيس دروعاً وطلبها منه الحارث الغساني فأبى أن يعطيها له ورهن ابناً له مقابلها .



** اللات والعزى : صنمان في الجاهلية هدمها الله بالإسلام ، وكانت العزى تقلد بالقلائد وقال فيها كعب بن مالك :

ونردي اللات والعزى ووداً ونسلبها القلائد والشنوفا

وقال ابن العباس : كان اللات رجلاً يلت السويق للحجاج ، واللات تأنيث الله ، كانت صخرة مربعة بالطائف وكانت قريش كلها تعظمها ، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم فقال تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) 19 النجم ، ولم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وأحرقها بالنار ، والعزى تأنيث الأعز ، والأعز بمعنى العزيز وهي أعظم الأصنام عند قريش وكانت بوادي نخلة الشامية قال ابن الحبيب أنها شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان ، وورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) 19 النجم .



أل



2 ـ أل الزائدة العارضة : وهي التي توجد في الاسم حيناً ولم توجد فيه حيناً آخر وهذا النوع مما يضطر إليه الشعراء عند الضرورة ، ومنه قول الشاعر :

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة أوبر اضطراراً لأن العرب عندما تستعملها تذكرها بدون ( أل ) ، لأنها من أعلام الجنس فتقول : بنات أوبر . كما يضطرون لإدخال ( أل ) على التمييز وهو في الأصل مجرد منها .

بل لا تدخل عليه البتة ، ومنه قول راشد اليشكري * :

رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو

فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة نفس وهي تمييز وذلك اضطراراً .



نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل

السامع : أل اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي ولا يظهر عليها الإعراب لأنها مع الصفة بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه (1) .

ــــــــــــ

(1) أنظر النحو الوافي للعباس حسن ج 1 ص 321 .

* راشد بن شهاب اليشكري : هو راشد بن شهاب بن عبده بن عصم بن ربيعة بن عامر اليشكري ، ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، شاعر جاهلي مدحه نصر بن عاصم بن الحليف اليشكري بأبيات منها ( ومن الذي فك العناة فعاله ) .

أل



السامع : مبتدأ مرفوع بالضمة .

الذم : مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .

شريك : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة ( سامع الذم شريك له ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

له : جار ومجرور متعلقان بشريك .

والمطعم : الواو حرف عطف ، المطعم معطوف على السامع .

المأكول : مفعول به لاسم الفاعل .

كالآكل : الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الآكل : اسم مجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ مطعم ، والجملة من مطعم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة ( أل ) .

قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) .

اليوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأكملت .

أكملت : فعل وفاعل .

لكم : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأكملت أيضاً .

دينكم : دين مفعول به لأكملت ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

قال تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) .

والله : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

المفسد : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع مبتدأ .



أل ألا



من المصلح : جار ومجرور متعلقان بيعلم لتضمنه معنى يميز ، ويجوز تعلقهما بمحذوف حال من المفسد ، وذلك على اعتبار ( أل ) للتعريف .

والجملة الاسمية ( والله يعلم ) في محل نصب حال من إخوانكم قبلها والرابط الواو ، والضمير مقدر ، إذ التقدير : المفسد لأموالهم والمصلح لأموالهم . ويجوز أن تكون الجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .



ألا

ترد في أربعة استعمالات .

أولاً : تأتي حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية على حد سواء ، وعلامتها صحة الكلام بدونها .

كقوله تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم )(1) .

ومثال دخولها على الأسماء قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم )(2) ، وقوله تعالى ( ألا لعنة الله على الظالمين )(3) .

ومنه قول لبيد * :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل

ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ القيس :

ـــــــــــــ

(1) هود [8] (2) يونس [62] (3) هود [18] .

* لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب العامري ، أحد الشعراء المجيدين ، والفرسان المشهورين ، عمر طويلاً ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم مع بني عامر ، وأسلم وحسن إسلامه ، مات عن عمر يناهز المائة والأربعين في خلافة معاوية سنة 40 هـ ، وهو أحد أصحاب المعلقات ، جعله ابن سلام في الطبقة الثانية الجاهلية .

ألا

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل

ثانياً : تأتي حرفاً للعرض : وهو الطلب مع اللين ، وتدخل على الأفعال .

نحو قوله تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )(1) .

ثالثاً : تأتي حرفاً للتحضيض : وهو الطلب بإلحاح وتدخل على الأفعال أيضاً .

نحو : ألا أحسنت إلى الفقراء .

ومنه قوله تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم )(2) .

رابعاً : وتأتي مركبة من همزة الاستفهام ، ولا النافية للجنس ، وعندئذ تكون كالآتي :

أ ـ حرفاً للتمني ، كقول الشاعر :

ألا عُمْرَ وليّ مستطاع رجوعه فيرأب ما أَتْأَتْ يد الغفلات

ب ـ حرفاً للتوبيخ ، نحو قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )(3) .

وقوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )(4) .

ومنه قول حسان * :

ألا طعان ألا فرسان عادية ألا تجشؤكم عند التنانير

ـــــــــــــ

(1) النور [5] (2) التوبة [13] .

(3) البقرة [44] (4) المائدة [74] .

* حسان : هو حسان بن ثابت بن حرام الخزرجي رضي الله عنه , يكنى أبا الوليد ، أحد فحول الشعراء ، وقيل إنه أشعر أهل المدن ، وهو أحد المعمرين المخضرمين عاش مائة وعشرين سنة منها ستون في الجاهلية ، ومثلها في الإسلام ، وقد فضل حسان الشعراء بثلاث خصال : كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في عهد النبوة ، وشاعر اليمنيين في الإسلام ، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهم أيده بروح القدس " توفي بالمدينة سنة 54 هـ .

ألا



ج ـ وتأتي حرفاً للاستفهام ، نحو قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) (1) . فقد ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن الهمزة في ( أفلا ) للاستفهام الإنكاري وفيه معنى التعجب من ضعف عقولهم (2) ، والمعنى : أفلا يتدبرون هذه الأدلة ويعملوا بمقتضاها ويتركوا طريقة الشرك .

ومنه قوله تعالى ( ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) (3) .

ومنه قول ابن الملوح * :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .

ألا : حرف استفهام لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمصروف الآتي ، والتقدير لا يصرف عنهم يوم يأتيهم ، وقيل العامل فيه محذوف دل عليه الكلام .

يأتيهم : يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل
ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [30] .

(2) أنظر البحر المحيط ج 6 ص 307 . (3) يس [73] .

* ابن الملوح : هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قس العامري ، شاعر عاشق عاش في العصر الأموي ، وأحب ليلى بنت مهدي بن ربيعة ، فأبى والدها أن يزوجها له ، فجن وهام على وجهه يتغزل بها حتى مات سنة 70 هـ وقصتها مشهورة ، وقد عرف بمجنون ليلى .

ألا



نصب مفعول به .

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على العذاب .

مصروفاً : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة .

عنهم : جار ومجرور متعلقان بمصروف .

قال تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) .

ألا : حرف عرض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن والفعل يغفر في محل نصب مفعول به لتحبون .

لكم : جار ومجرور متعلقان بيغفر .

قال تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ) .

ألا : حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تقاتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

قوماً : مفعول به منصوب بالفتحة .

نكثوا : نكث فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

أيمانهم : أيمان مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، وجملة نكثوا ... إلخ في محل نصب صفة لقوم .

ألا



قال الشاعر :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

ألا : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل ل من الإعراب ، لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

اصطبار : اسم لا مبني على الفتح في مل نصب .

لسلمى : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف علم ينتهي بألف تأنيث مقصورة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .

أم : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

بها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

جلد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .

إذا : ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب متعلق بألاقي .

ألاقي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لألاقي .

لاقاه : لاقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

أمثالي : أمثال فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، والياء ضمير المتكلم في محل جر مضاف إليه .

والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ألاّ إلاّ



ألاّ

تأتي ألاّ المفتوحة الهمزة والتشديد للام لاستعمالات ثلاثة :

1 ـ حرف تحضيض لا عمل له ، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية
والخبرية ، نحو : ألاّ تساعد الضعيف ، والفعل بعدها مرفوع .

2 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) المصدرية الناصبة ، و ( لا ) النافية لا عمل لها .

نحو : أود ألاّ تقصر في واجبك .

والفعل بعدها منصوب بأن المصدرية .

ومنه قوله تعالى ( ألاّ تعلوا عليّ وأتوني مسلمين )(1) .

3 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) التفسيرية ، أو المخففة من الثقيلة ، و ( لا ) الناهية الجازمة للفعل المضارع .

نحو : أخبرتك ألا تقصرْ في حق والديك .

والفعل بعدها مجزوم بلا الناهية .



إلاّ

تأتي ( إلاّ ) المكسورة الهمزة ، المشددة اللام لعدد من الاستعمالات :

أولاً : أن تكون حرف استثناء ، وما بعدها مستثنى واجب النصب ، إذا كان الكلام قبلها تاماً مثبتاً ، نحو : جاء اللاعبون إلاّ لاعباً .

ومنه قوله تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين )(2) .

ــــــــــــــــ

(1) النمل [31] (2) التوبة [3-4] .



ألا



ومنه قوله تعالى ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين )(1) .

وهذا النوع من المستثنى يعرف بالمتصل لأنه جزء من الاستثناء ، وقد لا يأتي المستثنى جزء من المستثنى منه ، فيسمى بالمستثنى المنقطع .

نحو : وصل المسافرون إلا حقائبهم .

ويكون منصوباً ولا فرق بينه وبين المتصل من حيث الإعراب .

ومنه قوله تعالى ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن )(2) .

ومنه قول الشاعر :

وقفت فيها أصيلاً كي أسائلها عيت جواباً وما بالربع من أحد

إلا الأواري لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد

2 ـ أن يكون حرف استثناء ، يجوز نصب ما بعده به ، أو إهماله وإتباع ما بعده لما قبله ، وذلك إذا كان الكلام قبله منفياً تاماً .

نحو : ما تأخر من الطلاب إلا طالباً ، أو طالب .

ينصب طالب على الاستثناء ، أو بجره على الإتباع ، فيكون بدلاً من الاسم المجرور ، ومنه قوله تعالى ( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك )(3) .

بالنصب والرفع في القراءتين .

بالنصب على أنه مستثنى منصوب بإلا ، وبالرفع على أنه بدل من أحد .

ومنه قوله تعالى ( ما فعلوه إلا قليل منهم )(4) .

3 ـ أن تكون حرف استثناء ، وتعرف بأداة الحصر ، إذا كان الكلام قبلها منفياً ناقصاً ، ويعرب المستثنى بحسب موقعه من الكلام .

ـــــــــــــ

(1) النمل [57] (2) النساء [157] .

(3) هود [81] (4) النساء [66] .

إلا



ويعرف بالاستثناء المفرغ ، لأن ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده .

مثال الرفع : ما تغيب إلا طالب .

ومنه قوله تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )(1) .

ومثال النصب : ما رأيت إلا طالباً .

ومنه قوله تعالى ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )(2) .

ومثال الجر : ما مررت إلا بأحمد .

ثانياً : أن تكون ( إلا ) بمعنى ( غير ) فتكون هي والاسم الذي يليها بمثابة كلمة واحدة يوصف بها موصوفاً يغلب عليه الجمع والتنكير .

كقوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )(3) .

ثالثاً : تأتي ( إلا ) حرف عطف بمعنى ( الواو ) وهذا مختلف فيه ، وجعلوا منه قوله تعالى ( لئلاً يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم )(4) .

والتقدير : ولا الذين ظلموا منهم ، وأولها جمهور النحاة على الاستثناء
المنقطع (5) ، ومنه قول الفرزدق :

ما بالمدينة دار غير واحدة دار الخليفة إلا دار مروانا

والتقدير : ودار مروانا .

وأقول : لا يخفى عليك أخي الدارس ما في ذلك من تكلف والأصح أن ( إلا ) في البيت السابق يجوز في الاسم بعدها النصب أو الإتباع .

فجاءت كلمة ( دار ) مرفوعة على الإتباع بدلاً من ( دار ) الأولى (6) .

ــــــــــــــ

(1) النمل [65] (2) الفرقان [8] .

(3) الأنبياء [22] (4) البقرة [150] .

(5) أنظر مغني اللبيب ج1 ص73 . (6) أنظر في ذلك الكتاب لسيبويه ج2 ص240 .

إلا



رابعاً : أن تكون ( إلا ) زائدة .

ومنه قول الشاعر :

حراجيج ما تنفك إلا مُناخة على الخسف أو نرمي بها بلداً قفزا

خامساً : تأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( لا ) النافية .

كقوله تعالى ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )(1) .

وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(2) .

سادساً : وقال صاحب الجنى الداني نقلاً عن غيره " ومن أغرب ما قيل في ( إلا ) إنها قد تكون بمعنى ( بعد )(3) " ، وجعل القائل من ذلك قوله تعالى ( إلا الذين ظلموا منهم )(4) ، وقوله تعالى ( إلا الموتة الأولى )(5) .

ولا يخفى على الدارس ما في ذلك من تكلف وإنما ذكرناه لزيادة المعرفة .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين ) .

الواو : بحسب ما قبلها .

بشر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة وبشر الذين ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

كفروا : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ــــــــــــــ

(1) الأنفال [33] (2) التوبة [40] .

(3) أنظر الجنى الداني ص 521 . (4) البقرة [150] .

(5) الدخان [56] .

إلا الأُلى إلام



بعذاب : جار ومجرور متعلقان ببشر .

أليم : صفة مجرورة .

إلا : حرف استثناء مبني على الفتح في محل نصب مستثنى بإلا .

عاهدتم : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

من المشركين : جار ومجرور متعلقان بعاهدتم .

قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) .

لو : حرف شرط غير جازم لامتناع الامتناع ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كان : فعل ماض تام فعل الشرط مبني على الفتح .

فيهما : جار ومجرور متعلقان بكان .

آلهة : فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة لو كان ... الخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

إلا الله : بمثابة كلمة واحدة وتعرب صفة لآلهة مرفوعة بالضمة .

لفسدتا : اللام واقعة في جواب لو ، فسدتا : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والألف ضمير الاثنين في محل رفع فاعل .

الألى

اسم موصول بمعنى ( الذين ) وهو لجمع المذكر والمؤنث عاقل أو غير عاقل .

نحو : جاء الألى فازوا ، وكافأت المدرسة الألى تفوقن . ومنه قول الشاعر :

هم الألى وهبوا للمجد أنفسهم فما يبالون ما لاقوا إذا حقدوا

إلام

لفظ مركب من ( إلى ) الجارة و ( ما ) الاستفهامية ، وقد حُذف ألف ( ما ) لدخول حرف الجر عليه .

إلام الآن



ومنه قول الشاعر :

إلام ركبوك متن الرمال لطي الأصيل وجوب الشجر

وتعرب إلام :

إلى : حرف جر و ( م ) اسم استفهام مبني على السكون الظاهر على الألف المحذوفة لدخول حرف الجر عليها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

ركوبك : ركوب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

متن : مفعول به للمصدر ، ومتن مضاف .

الرمال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وجملة إلام ركوبك ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



الآن

ظرف زمان للحاضر مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه .

نحو : انصرف الطلاب الآن ، ومنه قوله تعالى ( قالوا الآن جئت بالحق )(1) ، والعامل في ( الآن ) فعل محذوف يفسره المذكور ، نحو قوله تعالى ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )(2) .

وقد يعمل فيها ما بعدها .

نحو : قوله تعالى ( قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق )(3) .

وقد تدخل عليها حروف الجر فتكون مبنية على الفتح في محل جر .

ــــــــــــ

(1) البقرة [71] (2) يونس [91] .

(3) يوسف [51] .

الآن



نحو : سأنتظرك من الآن فصاعداً .



الإعراب

قال تعالى ( قالوا الآن جئت بالحق ) .

قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بجئت .

جئت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب مقول القول .

بالحق : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بجئت .

ألبتة ألبس التي الذي



ألبتة

مصدر من الفعل ( بتّ ) بمعنى قطع ،وتعرب مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف ، وتكون منصوبة بالفتحة الظاهرة ، نحو : لم يقصر في واجبه ألبتة .



ألبس

فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : ألبست الفقير ثوباً .



التي

اسم موصول للمؤنث وجمعها اللاتي ، واللائي ، واللواتي .

نحو : قوله تعالى ( التي لم يخلق مثلها في البلاد )(1) .

وقوله تعالى ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم )(2) .

وقوله تعالى ( واللائي يئسن من المحيض )(3) .



الذي

اسم موصول خاص مبني على السكون ويحتاج إلى صلة وعائد ، يؤنث ويثنى ويجمع ، فتقول : الذي ، والتي ، واللذان ، واللتان ، والذين ، والألي ، واللواتي ، واللاتي ، واللائي .

نحو قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )(4) .

ـــــــــــــ

(1) الفجر [8] (2) النساء [15] .

(3) الطلاق [4] (4) اقرأ (القلم) [1] .

الذي الذين



وقوله تعالى ( الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض )(1) .

ومنه قول الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

وقول طرفة :

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كراس الحية المتوقد

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

الرجل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

الضرب : صفة لرجل ، مرفوعة بالضمة الظاهرة .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية لرجل .

تعرفونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة . وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

خشاش : خبر ثان للمبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

كراس : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخشاش ، أو بمحذوف صفة له ، ورأس مضاف .

الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

المتوقد : صفة لرأس مجرورة بالكسرة الظاهرة .

الذين

اسم موصول لجمع المذكر العاقل ، مبني على الفتح ، في محل رفع أو نصب أو جر ، وذلك حسب موقعه من الجملة .

ـــــــــــــ

(1) سبأ [1] .

الذين ألفى اللهم

نحو : جاء الذين فازوا في المسابقة .

ومنه قوله تعالى ( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس )(1) .

وقوله تعالى ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً )(2) .

وتعامل الذين في لغة بعض القبائل كهذيل وعقيل معاملة جمع المذكر السالم ، فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء ، كما في قول الشاعر :

نحن اللذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاها



ألفى

يأتي فعلاً من أفعال اليقين بمعنى : علم ، تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو قوله تعالى ( إنهم ألفوا آبائهم ظالمين )(3) .

ويأتي تاماً بمعنى : وجد أو ظفر بالشيء ، فينصب مفعولاً واحداً .

نحو قوله تعالى ( وألفيا سيدها لدى الباب )(4) .



اللهم

لفظ الجلالة منادى بحرف نداء محذوف ، عوض عنه بالميم المشددة
المفتوحة ، ولا يدخل عليها حرف النداء إلا شذوذاً .

نحو قوله تعالى ( قل اللهم مالك الملك )(5) ، وقوله تعالى ( اللهم ربنا أنزل علينا مائدة )(6) ، ومنه دعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اجعل في قلبي نوراً ) .

ــــــــــــ

(1) النساء [38] (2) النحل [20] .

(3) الصافات [69] (4) يونس [25] .

(5) آل عمران [26] (6) المائدة [114] .

إلى

يأتي لعدد من الأوجه :

1 ـ حرف جر لانتهاء الغاية المكانية أو الزمانية .

نحو : ذهبت إلى المسجد .

ومنه قوله تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )(1) .

ونحو : صمت إلى العشاء ، ومنه قوله تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل )(2) .

2 ـ تأتي ( إلى ) بمعنى ( مع ) التي للمصاحبة وذلك إذا أضممت شيئاً إلى آخر .

نحو : جلست إلى أبنائي ، أي مع أبنائي .

ومنه قوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم )(3) .

ومنه قوله تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض )(4) .

ومنه قوله تعالى ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )(5) .

3 ـ تأتي بمعنى ( عند ) وهي المبينة لفاعلية مجرورها ، ولذلك يسميها النحويون مبينة لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها ، وما بعدها يفيد حباً أو بغضاً من فعل تعجب أو تفضيل ، نحو : ما أبغض الخائن إلىّ ، أي : عندي .

ومنه قوله تعالى ( قال رب السجن أحب إليّ )(6) .

4 ـ وتضمن معنى ( في ) ، نحو قوله تعالى ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة )(7) .

وقوله تعالى ( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم )(8) .

ومنه قول النابغة :

فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطلي به القار أجرب

ومنه قول طرفة بن العبد :

وإن يلتق الحي الجميع تلاقني إلى ذروة المجد الرفيع المصمد

ـــــــــــــ

(1) الإسراء [1] (2) البقرة [187] (3) النساء [2] (4) البقرة [76] .

(5) المائدة [6] (6) يوسف [33] (7) النساء [87] (8) آل عمران [12] .

إلى



5 ـ وتضمن بمعنى ( اللام ) ، نحو قوله تعالى ( والأمر إليك )(1) .

وقد تكون ( إلى ) في هذا الموضع لانتهاء الغاية ، والتقدير : والأمر منته إليك (2) .

6 ـ وتضمن معنى ( من ) ، كقول الشاعر * :

تقول وقد عاليت بالكور فوقها أيسقى فلا يروى إليّ ابن أحمرا

وتتعلق ( إلى ) بمحذوف صفة ، كما تتعلق بمحذوف حال .

مثال الأول قوله تعالى ( ويزدكم قوة إلى قوتكم )(3) ، وقوله تعالى ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه )(4) ، وقد ذكر أبو حيان في البحر ، والعكبري في إملاء ما من به الرحمن أن ( إلى ) في الآية السابقة متعلق بالفعل ( تداينتم ) ، أو متعلقة بمحذوف صفة لدين (5) ، والتقدير : مؤخر ومؤجل .

ومثال تعلقها بمحذوف حال قوله تعالى ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )(6) .

( فإلى ) في الآية السابقة متعلقة بمحذوف حال تقديره : ولا منسوبين .

ومنه قوله تعالى ( فجعلناه في قرار مكين ، إلى قدر معلوم )(7) .

ـــــــــــــ

(1) النمل [33] (2) المغني ج 1 ص 75 .

* عمر بن أحمر : هو عمرو بن أحمر بن العمود بن تميم بن ربيعة الباهلي ، يكنى أبا الخطاب ، أدرك الإسلام فأسلم ، وغزى مغازي الروم وأصيب في إحدى عينيه ، نزل الشام وتوفي في عهد عثمان بن عفان ، وهو شاعر جيد عمر طويلاً .

(3) هود [52] (4) البقرة [282] .

(5) أنظر البحر المحيط ج2 ص343 ، وإعراب ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص118 .

(6) النساء [143] (7) المرسلات [21-22] .



إلى



فإلى قدر : متعلق بمحذوف حال ، والمعنى : مؤخر إلى قدر .

وكما تتعلق ( إلى ) بمحذوف صفة أو حال ، تتعلق أيضاً بمحذوف مقدر يدل عليه المعنى ، كما في قوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه )(1) .

( فإلى ) في الآية السابقة متعلقة مع مجرورها بمحذوف دل عليه المعنى وتقديره : مرسلاً إلى فرعون (2) ، ومنه قوله تعالى ( فلما نجاكم إلى البر أعرضتم )(3) .

فإلى ومجرورها في الآية متعلق بمحذوف وتقديره : وأوصلكم .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) .

ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد الترتيب مع التراخي .

أتموا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

الصيام : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، وجملة أتموا ... إلخ معطوفاً على ما قبلها .

إلى الليل : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأتموا .

ـــــــــــــ

(1) القصص [32] .

(2) إعراب ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص178 .

(3) الإسراء [67] .

إليك

تأتي لمعان عدة :

1 ـ هي حرف الجر ( إلى ) اتصلت به كاف الخطاب ، وتكون الكاف في محل جر بها ، نحو : جئت إليك ، ومنه قوله تعالى ( والأمر إليك )(1) .

ومنه قول امرئ القيس :

نظرت إليك بعين جازعة حوراء حانية على طفل

2 ـ وتأتى اسم فعل أمر مبني على الفتح ( بمعنى ) تنح وابتعد ، ومنه قول النابغة الذبياني : ألكني يا عيني إليك قولا سأهديه إليك , إليك عني

( فإليك ) الأولى في البيت بمعنى ( خذ ) وسيأتي الحديث عنها , وأما الثانية فهي ( إليك ) الجارة التي اتصل بها كاف الخطاب وقد ذكرناها والثالثة ( إليك ) بمعنى ( ابتعد ) وهي موضوع الشاهد في البيت فانتبه .

ومنه قول ذو الأصبع العدواني * :

عني إليك فما أمي براعية ترعى المخاض , وما رأيي بمغبون

ومنه قول الفرذدق :

يا أيها النابح العاوي لشقوته إليك أخبرك عما تجهل الخبرا

فإليك اسم فعل , ومعناه ضم رحلك واذهب عني .

3 ـ وتأتي اسم فعل أمر بمعنى ( خذ ) ، نحو : إليك القلم ، ومنه قولهم :

إليك الخبر بالآتي ، ومنه قول النابغة السابق كما أوضحنا .

ــــــــــــــ

(1) النمل [33] .

* ذو الأصبع العدواني : هو حرثان بن الحراث بن شبات بن ربيعة العدواني ، وسمي ذو الأصبع : لأن حية نهشت إبهام قدمه فقطعها ، وقيل لأنه كان له في رجله أصبع زائدة ، شاعر فارس جاهلي قديم وهو أحد الحكماء عمر دهراً طويلاً ، ويقال أنه عاش 170 عاماً ، وقد أوصى ابنه أسيد بوصية عظيمة عندما حضرته الوفاة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:15 AM

المدة أ ب



المدة

حرف لنداء البعيد ، أو ما في حكمه كالنائم ، والساهي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، نحو : آ محمد ، آ يوسف ، ويعرب الاسم منادى علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف .



أب

اسم من الأسماء الستة يرفع بالواو إذا أضيف ، وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، نحو : قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(1) ، وقوله تعالى ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء )(2) ، وينصب بالألف ويجر بالياء بنفس الشروط السابقة مثال النصب قوله تعالى ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً )(3) ، وقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاءً يبكون )(4) ، ومثال الجر قوله تعالى ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك )(5) .

ويجوز في ( أب ) الإعراب بحركات مقدرة على الألف رفعاً ونصباً وجراً ، وإن استوفت الشروط الآنفة الذكر ، وهي إحدى لغات القبائل العربية ، وقد تكلم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في موضعين :

قال في الموضع الأول : ( ما صنع أبا جهل ) فرفع ( أبا ) بالضمة المقدرة على الألف ، وقال في الموضع الثاني : ( لا وتران في ليلة ) ، فنصب ( وتران ) بالفتحة المقدرة على الألف وحقه في المثال الأول أن يقول : ما صنع أبو جهل ، وفي المثال الثاني ( لا وترين في ليلة ) نصباً بالياء .

ــــــــــــــــــ

(1) القصص [23] (2) مريم [28] (3) يوسف [16] .

(4) يوسف [16] (5) الممتحنة [4] .

أب



ومنه قول الشاعر * :

إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

والشاهد في البيت قوله : ( أباها ) في الموضع الثاني من صدر البيت ، فجر المضاف إليه بكسرة مقدرة على الألف وحقه أن يقول ( وأبا أبيها ) جراً بالباء .



نماذج من الإعراب

قال الله تعالى ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) .

قالتا : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء حرف تأنيث ساكن لا محل له من الإعراب ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .

لا نسقي : لا نافية لا عمل لها ، نسقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة لا نسقي في محل نصب مقول القول .

حتى يصدر : حتى حرف جر يفيد التعليل ، يصدر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحتى .

الرعاء : فاعل مرفوع بالضمة .

ـــــــــــــــ

* أبو النجم العجلي : هو المفضل ، وقيل الفضل بن قدامة بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث العجلي ، راجز من رجاز الإسلام المعدودين ، وأحد الفحول المتقدمين في طبقة الرجاز ، وفد على هشام بن عبد الملك ، وراجز رؤبة بن العجاج وتوفي في أواخر الدولة الأموية . تنبيه : لقد اختلف في نسبة البيت السابق أهو لأبي النجم العجلي ، أم لرؤبة بن العجاج ، وقد ترجمنا لأبي النجم ، وستأتي ترجمة رؤبة بن العجاج في موضعها .

أب

وأبونا : الواو للحال ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أبو مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

شيخ : خبر مرفوع بالضمة .

كبير : صفة مرفوعة بالضمة لشيخ .

والجملة الاسمية ( وأبونا شيخ ... الخ ) في محل نصب حال ، والعائد الواو والضمير معاً .

قال الشاعر : إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، لاسمه رافع لخبره ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أباها : أبا : اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب ( أبا ) بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت .

وأبا : معطوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف .

أباها : أبا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف في لغة من يعرب الأسماء الستة بحركات مقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا : فعل ماض مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل .

في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ .

غايتاها : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية ( قد بلغا ... الخ ) في محل رفع خبر إن .

إبان إبانئذٍ ابتدأ



إبان

ظرف زمان بمعنى ( حين ) منصوب بالفتحة ويضاف إلى الفرد ، نحو : زرت القاهرة إبان الصيف .

كما يضاف إلى الجملة اسمية كانت أو فعلية .

مثال إضافته إلى الجملة الاسمية : زرت فلسطين إبان الاحتلال الصهيوني مستمر ، ومثال الجملة الفعلية : غادرت فلسطين إبان اشتعلت الحرب .



إبانئذٍ

لفظ مركب من ( إبان ) و ( إذ ) وتعرب إعراب حينئذٍ ، وعندئذ .



ابتدأ

وتأتي لحالتين :

الحالة الأولى : فعلاً ماضياً تاماً ، نحو : ابتدأ الحفل الساعة الثامنة مساء .

فابتدأ فعل ماض مبني على الفتح ، والحفل فاعل مرفوع بالضمة .

الحالة الثانية : فعلاً ناقصاً إذا كان بمعنى ( شرع ) ، ويشترط فيه أن يكون خبره جملة فعلية مضارعية غير مقترنة ( بأن ) .

نحو : ابتدأ الطلاب يفدون إلى المدارس .

فابتدأ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، الطلاب : اسم ابتدأ مرفوع بالضمة .

يفدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ابتدأ .



أبتع أبدا



أبتع

لفظ ممنوع من الصرف لتقوية التوكيد المعنوي ، يأتي بعد لفظ ( أجمع ) كما تأتي ( أجمع ) بعد ( كل ) ويُعرب توكيداً حسب موقع الاسم المؤكد قبله .

نحو : جاء الطلاب كلهم أبتع .

جاء الطلاب : فعل وفاعل ، كلهم : توكيد معنوي للطلاب مرفوع بالضمة ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، أجمع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة .

أبتع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة ، وهكذا في حالة النصب والجر .

نقول : رأيت الطلاب كلهم أجمع أبتع ، بنصب كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها توكيد للطلاب الواقعة مفعولاً به .

ومع الجر نقول : سلمت على القادمين كلهم أجمع أبتع ، بجر كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها مؤكدات للقادمين المجرورة .

وتجمع أبتع جمع مذكر سالماً فنقول : حضر العمال كلهم أجمعون أبتعون ، وتعرب إعراب أبتع مع ملاحظة فارق علامات الإعراب بين المفرد وجمع المذكر السالم .



أبداً

من ظروف الزمان المعربة ، ويأتي لتأكيد الزمن المستقبل .

نحو : لا أهمل عملي أبداً ، ومنه قوله تعالى ( إنا لن ندخلها أبداً )(1) ، وقوله تعالى ( خالدين فيها أبداً )(2) .

ـــــــــــــــــ

(1) المائدة [24] (2) التغابن [9] .



أبداً أبصع ابن

خالدين : حال منصوب بالياء ( وصاحب الحال هو الضمير المتصل في ( ندخله ) العائد على ( من ) الموصولة التي تصلح للفرد وللجمع في قوله تعالى ( ومن يؤمن ... وندخله ) .

فيها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخالدين .

أبداً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بخالدين أيضاً .



أبصع

كلمة يؤكد بها تأكيداً شمولياً تابعاً لأجمع ولا تقدم عليها .

نحو : دفعت المال أجمع أبصع .

وتجمع جمع مذكر سالماً فنقول : أبصعون ، نحو : حضر المدعون أجمعون أبصعون . أنظر أبتع .



ابن

أصله ( بنو ) بفتح الباء والنون ، لأنه يجمع جمع مذكر سالماً على ( بنون ) ، وبنين رفعاً ونصباً وجراً . أما جمع القلة فعلى ( أبناء ) ولا يتغير في جمع السلامة غير أنه يتغير في جمع القلة .

أما في ما لا يعقل فتجمع ( ابن ) جمع مؤنث سالماً فنقول في ( ابن لبون ) : بنات لبون ، ( وابن عرس ) : بنات عرس ، ( وابن مخاض ) : بنات مخاض ، وقد يضاف ( ابن ) إلى ما يخصصه لملابسة بينهما ، نحو : ابن السبيل ، أي : المار في الطريق وتعني المسافر .

ومنه قولهم ( ابن الحرب ) أي متعهدها ، وقائم بإشعالها وحمايتها .

وإذا وقعت كلمة ( ابن ) بين اسمين علمين بقصد الإخبار ، كتبت بالألف وأعربت خبراً ، نحو : زيد ابن ثابت .

ابن



فزيد مبتدأ ، وابن خبر ، وهو مضاف ، وثابت مضاف إليه ، ونحو : نعم زيد ابن ثابت .

فزيد فاعل نعم مرفوع وابن مخصوص بالمدح ، يجوز فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ والجملة قبله خبر .

أما إذا لم تقع كلمة ( ابن ) موقع الإخبار وكانت بين علمين ثانيهما والد الأول ولم تثن ولم تجمع تحذف ألفها إذا لم تكتب في أول السطر ، وتعرب نعتاً للاسم الأول أو عطف بيان أو بدلاً منه .

نحو : عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين .

وكان عمرو بن العاص داهية العرب .

وإذا كتب ( ابن ) في أول السطر تثبت الألف ، نحو : كان الخليفة علي ابن أبي طالب إماماً ورعاً .

وكذلك إذا لم تقع بين علمين تعرب حسب موقعها من الجملة رفعاً ونصباً وجراً .

نحو : كان ابن الخطاب خليفة عادلاً ، ورأيت ابن عمي في إجازة الصيف ، والتقيت بابن أخي في القاهرة .

كما يجوز في العلم المنادى الموصوف ( بابن ) الضم والفتح والأحسن الفتح ، نحو : يا أحمدُ بنُ يزيد ، ويا أحمدُ بنَ يزيد ، ويا أحمدُ ابنَ يزيد .

ومنه قول الراجز * :

يا حكمَ بنَ المنذر بنِ الجارود سرادق المجد عليك ممدود

ــــــــــــــــــ

* ينسب البيت لأحد رجاز بني الحرماز ، وهو منسوب لرؤبة في ملحقات ديوانه أيضاً .



ابن ابنم



ومنه قول العجاج بن رؤبة * :

( يا عمرَ بنَ معمر لا منتظر )

والشاهد في هذا البيت والذي قبله إتباع الموصوف وهو كلمة ( عمر ) وكلمة ( حكم ) في البيت السابق للصفة ، وهي كلمة ( ابن ) ، لأن النعت والمنعوت كاسم ضم إلى اسم وهو شبيه في ذلك بقولهم : يا تيم عدي ، وبقولهم ابنم وامرؤ .



أما إذا قلنا يا أحمدَ بنُ يزيد ، أو يا أحمدُ بنَ يزيد ، فقد جعلنا كلاً من الموصوف والصفة اسماً مستقلاً عن الآخر ولا نجعلهما كالاسم الواحد ، فإن بنينا المنادى على الضم أتبعنا له الوصف ، أما على المحل فيكون مرفوع ، أو على الموضع فيكون منصوباً ، لأن المنادى المبني يكون في محل نصب كما هو في المثال الثاني : يا أحمدُ بنَ يزيد .



ابنم

لغة ابن وقيل إنها ( ابن ) والميم زائدة للمبالغة .

ــــــــــــــــ

(1) للاستزادة راجع الكتاب لسيبويه ج 2 ص 203 ، 204 .

* العجاج بن رؤبة : هو عبد الله بن رؤبة بن حنيفة بن مالك بن قدامه التميمي ، ويقال : رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ، ويكنى أبا الشعتاء ، والعجاج لقبه ، شاعر رجاز مشهور ولد في الجاهلية ، ثم أسلم وعاش إلى زمن الوليد بن عبد الملك ثم أفلج وأقعد ، وابنه رؤبة بن العجاج الشاعر الرجاز ذائع الصيت ، وسوف نترجم له في موضعه إن شاء الله .





ابنم ابنه



نحو : جاء ابن ورأيت ابنما ، ومررت بابنم ، ومنه قول حسان بن ثابت :

ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما

والشاهد في البيت ( ابنما ) وهي حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

وهمزة ابنم همزة وصل ، كما تتبع حركة النون حركة الميم في جميع حالات الإعراب ، والبعض يبقيها مفتوحة دائماً .

وعند إضافة ابنم إلى ياء المتكلم يجوز إبقاء الميم وحذفها ، وقد تثنى كما في قول الكميت بن زيد :

ومنا لقيط وابنماه وحاجب مؤرث نيران المكارم لا المخبى .



ابنه

مؤنث ( ابن ) ، وهمزتها همزة وصل ، ولها إعرابه ، وبنت لغة فيها وجمعها بنات وهو جمع مؤنث سالم .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:15 AM

أَم



1 ـ تأتي حرف عطف لطلب التعيين إذا سبقها همزة الاستفهام ، وتسمى ( أَم ) المعادلة وقد عادلت بين المفردين ، نحو : أمحمد عندك أم أحمد .

ومنه قوله تعالى ( قل أأنتم أعلم أم الله )(1) .

وعادلت بين جملتين ، نحو قوله تعالى ( ليبلوني أأشكر أم أكفر )(2) .

وعادلت بين جملة فعلية وأخرى اسمية ، نحو قوله تعالى ( أجئنا بالحق أم أنت من اللاعبين )(3) .

كما عادلت بين حملة اسمية وأخرى فعلية ، كقول المتنبي :

نحن أدرى وقد سألنا بنجد أقصير طريقنا أم يطول

وتسمى ( أم ) المعادلة بالمتصلة إذا وقعت بعد همزة التسوية لأنك أنما تستفهم لتستوي أنت ومن تستفهمه في العلم (4) .

نحو قوله تعالى ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا )(5) .

وقوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )(6) ، وكما تكون همزة التسوية بعد سواء تكون أيضاً بعد ما أبالي ، وليت شعري وما أدري (7) .

نحو : ما أدري أفعل أم لم يفعل ، وما أبالي أمحمداً صافحت أم علياً ، وليت شعري أزيد عندك أم محمد .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [140] (2) النمل [40] .

(3) الأنبياء [55] .

(4) أنظر معاني الحروف للروماني ص70 .

(5) إبراهيم [21] .

(6) البقرة [6] .

(7) أنظر الكتاب لسيبويه ج3 ص170-171 ، والمغني ج1 ص17 .

أَم



2 ـ ( أم ) المنقطعة وهي التي تفيد الإضراب ، وتقع بعد ( هل ) ، ولا تسبقها همزة الاستفهام ، ولا همزة التسوية ، ولا يعطف بها إلا جملة على جملة .

نحو قوله تعالى ( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل يستوي الظلمات
والنور )(1) ، وقد جاءت أم المنقطعة بعد ما الاستفهامية ، نحو قوله تعالى ( مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين )(2) ، وجاءت بعد ( ما وكيف ) مجتمعتين في قوله تعالى ( ما لكم كيف تحكمون ، أم لكم كتاب فيه تدرسون )(3) ، كما جاءت بعد ( من ) الاستفهامية في قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار )(4) .

وغالباً ما تأتي ( أم ) المنقطعة في القرآن الكريم بعد غير الاستفهام .

نحو قوله تعالى ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم )(5) ، وقوله تعالى ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض )(6) .

3 ـ وتأتي ( أم ) زائدة ، نحو قوله تعالى ( أم يقولون افتراء )(7) .

وقوله تعالى ( أفلا تبصرون أم أنا خير )(8) ، والتقدير : أفلا تبصرون أنا خير ، ومنه قول الشاعر * :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

والتقدير : هل على العيش .

ـــــــــــــــ

(1) الرعد [16] (2) النمل [20] (3) القلم [36-37] .

(4) يونس [31] (5) البقرة [108] (6) ص [28] .

(7) السجدة [3] (8) الزخرف [51-52] .

* ساعدة بن جؤية : هو ساعدة بن جؤية أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد الهذلي ، شاعر محسن جاهلي ، وشعره محشو بالغريب ، والمعاني الغامضة .

أم

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( قل أأنتم أعلم أم الله ) .

قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أأنتم : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، حرف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب . أنتم : مبتدأ في محل رفع . أعلم : خبر مرفوع بالضمة .

أم الله : أم حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة معطوف على أنتم ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول .

قال الشاعر :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

يا ليت : يا حرف تنبيه أو حرف نداء حذف المنادى به ، ليت : حرف تمني مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

ولا : الواو للاستئناف ، لا نافية للجنس .

منجى : اسم لا مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، في محل نصب . من الهرم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف رفع خبر لا .

والجملة ولا منجى ... إلخ في محل رفع خبر ليت .

أم : حرف عطف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

على العيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

بعد الشيب : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والشيب مضاف إليه مجرور بالكسرة .

من ندم : من حرف جر زائدة ، ندم اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً مبتدأ مؤخر .

أما

حرف له أربعة معان :

1 ـ حرف استفتاح للحال وكثيراً ما يأتي بعده القسم .

نحو : أما والله لأعاقبن المسيء .

ومنه قول الشاعر * :

أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر

2 ـ حرف عرض ، وهي بمنزلة ( ألا ) ويكثر دخولها على الأفعال .

نحو : أما تجلس عندنا .

3 ـ حرف بمعنى ( حقاً ) ويأتي بعدها ( أن ) المفتوحة الهمزة .

نحو : أما أنهم لفتية آمنوا بربهم .

وقد تكسر همزة ( إن ) بعدها على اعتبار أن ( أما ) حرف استفتاح مثل ( ألا ) .

4 ـ كلمة مركبة من همزة الاستفهام و ( ما ) النافية ، وكلاهما لا محل له من الإعراب ، نحو : أما تصاحبني إلى القرية .

نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر

أما : حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب غير عامل .

أبكى : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وجملة أبكى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ــــــــــــــ

* أبو صخر الهذلي : هو عبد الله بن سلمة السهمي من بني هذيل بن مدركة ، شاعر من الفصحاء ، كان في العصر الأموي موالياً لبني مروان ، متعصباً لهم ، وله في عبد الملك وأخيه عبد العزيز مدائح ، وقد حبسه عبد الله بن الزبير عاماً ، وأطلقه بشفاعة رجال من قريش .

أما أمّا

وأضحك : الواو للعطف ، أضحك فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب لأن الجملة المعطوف عليها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

والذي : الواو حرف عطف ، الذي معطوف على الذي الأول .

أمات : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة أمات لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وأحيا : الواو حرف عطف ، أحيا فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .

والذي : معطوف على الذي الثاني .

أمره : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

الأمر : خبر مرفوع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أمّا

حرف شرط وتفصيل وتوكيد :

1 ـ حرف شرط غير جازم تلزم الفاء جوابها كثيراً .

كقوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

أما إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردة فأقوف

ــــــــــــــ

(1) البقرة [26] (2) الضحى [9-11] .

* سبيع بن الخطيم : هو سبيع بن الخطيم التميمي ، تيم عبد مناة بن أو بن طانجة ، من بطن منهم يقال له بنو رفاعة ، شاعر محسن ، وهو فارس نحلة ، خطب إلى عمه فقال : نعم أزوجك على أن تعطيني فرسك ( نحلة ) فأبى وقال في ذلك شعراً .



أمّا

2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوباً .

كقوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )(2)

3 ـ حرف توكيد ، كقول الشاعر :

أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مُقام

تنبيه :

1 ـ يلاحظ أن ( أمّا ) لا يليها إلا اسم لأنها قائمة مقام شرط وفعل شرط كما مر في الأمثلة السابقة ، ولو وليها فعل لتُوهم أنه فعل الشرط ، وإنما يليها مبتدأ نحو : أمّا زيد فقائم ، أو خبر ، نحو : أما قائم فزيد ، أو مفعول مقدم ، نحو قوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )(1) .

2 ـ كما يلاحظ أن ( أما ) التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران .

أ ـ أحدهما مركب من ( أم ) المنقطعة و ( ما ) الاستفهامية .

نحو قوله تعالى ( أمّا ذا كنتم تعلمون )(2) .

ب ـ والثاني مركب من ( أن ) المصدرية و ( ما ) التي هي عوض عن ( كان ) (3) ، كقول العباس بن مرداس :

أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ) .

فأما : الفاء زائدة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أما : حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء (4) .

اليتيم : مفعول به مقدم على فاعله منصوب بالفتحة الظاهرة .

ــــــــــــــ

(1) الضحى [9-10] (2) النمل [84] .

(3) الجنى الداني ص528 . (4) أنظر إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .

أمّا

فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

لا : ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

قال الشاعر :

أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .

خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة والعجمية .

أمّا : عبارة عن ( أن ) المصدرية المدغمة في ( ما ) الزائدة النائبة عن كان المحذوفة . أنت : ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة .

ذا : خبر كان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف .

نفر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

قومي : اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

لم : حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تأكلهم : تأكل فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

الضبع : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .

إمّا

1 ـ تأتي حرفاً للتفصيل ، نحو قوله تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا )(1) ، ومنه قول الشاعر :

سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها

2 ـ وتأتي حرف عطف على المشهور شبيه بـ ( أو ) ، وتضمن المعاني الآتية :

أ ـ معنى الإباحة ، نحو : احضر إلينا إما اليوم وإما غداً ، ومنه قول الأعشى * :

وأقررت عيني من الغانيات إما نكاحاً وإما أُزَنّ

( فإما ) الثانية في البيت هي المعنية بحرف العطف .

ب ـ معنى الشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد أو محمود .

ج ـ معنى الإبهام ، كقوله تعالى ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم )(2) .

د ـ معنى التغيير ، كقوله تعالى ( إما أن تلقي وإما أن تكون أول من ألقى )(3) ، ومنه قوله تعالى ( إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )(4) .

3 ـ وتأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو قوله تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم )(5) .

وقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )(6) .

ــــــــــــــ

(1) الإنسان [3] (1) التوبة [106] .

(3) طه [65] (4) الكهف [86] .

(5) الأنفال [58] (6) الإسراء [23] .

* الأعشى : هو أعشى قيس ، أبو بصير الأعشى ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن أسد بن ربيعة بن نزار يسمى صناجة العرب لجودة شعره ، ويقال لأبيه قتيل الجوع ، كان الأعشى أحد فحول أهل الجاهلية وعده ابن سلام مع الطبقة الأولى الجاهلية ، وقال عنه يونس بن حبيب إنه أشعر الناس إذا طرب ، وعده البعض من أصحاب المعلقات ، أدرك الإسلام ولم يسلم ومات على كفره في السنة السابعة للهجرة .

إمّا



ومنه قول مجنون ليلى :

أيا راكباً إما عرضت فيلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) .

إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وناء المتكلمين في محل نصب اسمها .

هديناه : هدى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وناء الفاعلين في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

السبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

إما : حرف تفصيل لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

شاكراً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

وإما : الواو حرف عطف ، إما حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كفوراً : حال منصوبة . وقوله إما كفوراً معطوف على إما شاكراً .



إمّا أمام



قال تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم ) .

إما : إن حرف شرط جازم ، وما زائدة لا عمل لها .

تخافن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، وهو في محل جزم بإن ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت يعود على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

من قوم : جار ومجرور متعلقان بالفتحة .

فانبذ : الفاء واقعة في جواب الشرط ، انبذ فعل أمر مبني على السكون ، وهو في محل جزم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

إليهم : جار ومجرور متعلقان بانبذ .



أمام



1 ـ ظرف مكان منصوب بالفتحة إذا أضيف لما بعده للدلالة على أن شيئاً قدام شيء ولها أحكام تحت وتعرب إعرابها .

نحو : وقف القائد أمام الجند .

ومنه قوله تعالى ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه )(1) .

فأمام في الآية السابقة ظرف مكان استعير للزمان ، والمعنى : ليفجر فيما بين يديه ويستقبله من زمان حياته ، ولم يرد في القرآن الكريم سواها .



ـــــــــــــــ

(1) القيامة [5] .

أمام أمامك



ومنه قول سبيع بن الخطيم التميمي :

ترمي أمام الناظرين بمقلة خوصاء يرفعها أشم منيف

2 ـ ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب إذا انقطع عن الإضافة .

نحو : وقفت أمام .



أمامك



اسم فعل أمر مبني بمعنى ( تقدم ) ، نحو : أمامك أيها الجندي .

وتأتي أيضاً مركبة من الظرف ( أمام ) ، و ( كاف ) ضمير المخاطب المفرد .

نحو : الكتاب أمامك .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ) .

بل : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب يفيد الإضراب .

يريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة .

الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

ليفجر : اللام للتعليل ، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .

يفجر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمصدر المؤول من أن المحذوفة والفعل في محل جر باللام .



أمام أمامك



أمامه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيفجر ، وقد جاء في الآية مستعاراً للزمان كما أوضحنا ، وأمام مضاف ، وضمير الغائب في محل جر مضاف إليه .

وجملة يريد ... الخ معطوفة على ما قبلها .

" أمامك أيها الجندي " .

أمامك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والكاف للخطاب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أيها : أي وصلة نداء مبنية على الضم لحرف نداء محذوف في محل نصب " لأنها أصبحت هي المنادى " والهاء للتنبه زائدة لا محل لها من الإعراب .

الجندي : بدل من أي مرفوع بالضمة ، وقد يكون صفة لأي ، والوجه الأول أحسن لأن كلمة ( جندي ) جامدة ، ولو كانت مشتقة كاسم الفاعل أو المفعول لكانت الصفة لها أحسن فتدبره .



أمدا أمس



أمدا



ظرف زمان مبهم ، ويعرب مفعولاً فيه منصوباً بالفتحة ، نحو : قاطعني أمدا .



أمسِ



1 ـ ظرف زمان يقصد به اليوم الذي يسبق يومك هذا ، مبني على الكسر لالتقاء الساكنين .

نحو : مضى أمس بما فيه ، والتقيت بأخيك أمسِ .

ومنه قول الخنساء :

أراها والهاً تبكي أخاها عشيه رُزْئه أوغب أمسِ

2 ـ ظرف زمان معرب ، ومعناه أحد الأيام الغابرة ، وذلك إذا دخلته ( أل ) التعريف ، نحو قوله تعالى ( فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس )(1) .

وقوله تعالى ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه )(2) .

3 ـ وقد يخرج ( أمس ) عن ظرفيته ويأتي مبنياً على الكسر في محل رفع فاعل .

كقول الشاعر * :

ـــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) القصص [18] .

* الشاهد مختلف في قائله : بعض المصادر نسبته لأسقف نجران ، وجاءت روايته كالآتي :

اليوم أجهل ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمس

وبعضه نسبه لتبع بن الأقرن ، وفي الروض الأنف لأسعد الحميري ، وفي بعض المصادر بلا نسبه . أنظر معجم شواهد النحو الشعرية ص 450 رقم الشاهد 1438 .

أمسِ



اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمس

فأمس : اسم زمان مبني على الكسر في محل رفع فاعل للفعل قضى .

أو في محل نصب مفعول به كقول زياد بن الأعجم * :

رأيتك أمس خير بني سعد وأنت اليوم خير منك أمس

فأمس الأولى اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثان لرأيتك .

أو في محل جر كقول عمرو بن الشريد ** :

ولقد قتلتكم ثناء وموحدا وتركت مرة مثل أمسِ الدابر

( فأمسِ ) مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه لمثل .

أما تميم فتجعل كلمة ( أمسِ ) معربة ممنوعة من الصرف في حالة الرفع
فقط ، وبعض القبائل تمنعه من الصرف مطلقاً .

ـــــــــــــ

* زياد الأعجم : هو أبو أمامة زياد بن سليمان مولى عبد القيس أحد بني عامر بن
الحارث ، وعرف بزياد الأعجم لغلبة العجمة عليه ، وذكر أن أصله ومولده ومنشأه في أصبهان ثم انتقل إلى خراسان فلم يزل بها حتى مات ، كان شاعراً جزلاً فصيح الألفاظ على لكنته ، وجريه على لفظ أهل بلده .

** عمرو بن الشريد : هو أبو الخنساء الشاعرة المعروفة تماضر بنت عمرو بن الشريد لم أقع له على ترجمة في كتب التراجم والأدب التي اطلعت عليها ومن أهمها الأغاني ، ومعجم الشعراء ، والشعر والشعراء ، وطبقات الشعراء ، وطبقات فحول الشعراء ، والمعارف لابن قتيبة ، والمفضليات ، والمؤتلف ، ومعاهد التنصيص ، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ، وتاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ، والبيت في خزانة الأدب .





أمسِ أمسى آمين



ومنه قول الشاعر :

لقد رأيت عجباً مذ أمسا عجائز مثل الأفاعي خمسا

فأمس مجرور بمذ وعلامة جره الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، والألف للإطلاق (1) .



أمسى

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً ، يعمل عمل كان ، وتفيد اتصاف المبتدأ والخبر وقت المساء ، نحو : أمسى الرجل مريضاً .

وهي تامة التصرف إذ تستعمل ماضياً ، ومضارعاً ، وأمراً ، ومصدراً ، واسم فاعل ، وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بفاعلها إذا جاءت بمعنى الدخول في المساء .

كقوله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )(2) .



آمين

اسم فعل أمر بمعنى ( استجب ) ويأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )(3) ، فنقول : آمين ، ومنه قول ابن زيدون :

غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا

ومنه قول عمر بن ربيعة :

يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبداً قال آمينا

ــــــــــــــ

(1) أنظر سيبويه طبعة بولاق ج2 ص44 ، والخزانة ج2 ص167 .

(2) الروم [17] .

(3) الفاتحة [7] .

ابو فداء 17 - 8 - 2012 02:16 AM

يسلمووووو
بجد قاموووس كامل
سلمت

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:17 AM

اتخذ

أصله اتتخذ ، ثم لينوا الهمزة وأدغموا ، فقالوا اتخذ ، ولما كثر استعماله توهموا أصالة التاء فبنوا منه وقالوا : اتخذت صديقاً ، وتأتي اتخذ فعلاً ناقصاً إذا كانت بمعنى ( صير ) فتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً )(1) ، فلفظ الجلالة فاعل ، وإبراهيم مفعول به أول ، وخليلاً مفعول به ثاني .

وتأتي فعلاً يتعدى لمفعول واحد إذا لم تكن بمعنى صير ، نحو : اتخذت لنفسي صديقاً وفياً ، فاتخذت فعل وفاعل ، لنفسي : جار ومجرور متعلقان بالفعل ونفس مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه ، صديقاً : مفعول به منصوب ، وفياً : صفة منصوبة ، ومنه قوله تعالى ( وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه )(2) .

اتفاقاً

مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( اتفقوا ) .

إثر

ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : عاقبت المهمل إثر قصوره .

إثره

بمعنى بعده ولا تستعمل إلا مسبوقة بحرف جر ، وتكون مجرورة بالكسرة الظاهرة ، وملازمة للهاء ، نحو : هرب اللص فركضت في إثره .

أثره

ولها وجهان :

الأول : تكون مثل إثره ، فتقول : ركض اللاعب فركضت في أثره .

الثاني : وتكون اسماً معرباً ، وتأخذ علامة إعرابها حسب موقعها من الجملة .

نحو : كان أثره واضحاً فيما ترك من أعمال ، وترك فلان أثراً طيباً .

ومنه قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )(3) .

فأثر في المثال الأول اسم كان مرفوع ، وفي المثال الثاني مفعول به منصوب ، وفي الآية الكريمة اسم مجرور .

ـــــــــــــــــ

(1) النساء [125] (2) البقرة [116] (3) الفتح [29] .

أثناء اثنان أجل إجماعاً

أثناء

جمع ثنى ، ومعناها خلال ، وهي ظرف زمان مبهم منصوب بالفتحة ويضاف للمفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأحضر أثناء النهار ، ومنه قول الشاعر :

ينام عن التقوى ويوقظه الخنا فيخبط أثناء الظلام فسول

وقد تأتي اسماً معرباً ، فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : أتيتك في أثناء الليل .

اثنان

من أسماء العدد ، اسم للتثنية حذفت لامه ( وهي ياء ) وتقدير الواحد ( ثنى ) على وزن ( سبب ) ثم عوض همزة الوصل ، فقيل : اثنان ، وللمؤنثة : اثنتان ، وفي لغة تميم ثنتان ، ولا واحد له من لفظه ، ومن غير لفظه ( واحد ) ويعرب إعراب الملحق بالمثنى ، ومنه قوله تعالى ( إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم )(1) ، وقوله تعالى ( فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك )(2) .

أجل

حرف جواب كنعم يتبع ما قبله في النفي والإيجاب ، لا محل له من الإعراب ، ويأتي غالباً تصديقاً للخبر ، وهو مبني على السكون .

نحو : قد نجح أخوك ، الجواب : أجل هو كذلك .

إجماعاً

مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( أجمعوا ) ، نحو : إجماعاً على نصرة الحق .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [106] (2) النساء [11] .

أجمع أجمعهم



أجمع

لفظ لتوكيد الشمول ، وغالباً ما يأتي لتوكيد ( كل ) المضافة إلى ضمير المؤكد ، ويتبعها في الإعراب ، وهو من لفظ التوكيد المعنوي متى لحقه الضمير كعامة ، وكافة ، نحو : خرج المصلون أجمعون ، ونحو : وقف العالم كله أجمع ضد الظلم ، وجاء العمال كلهم أجمعون ، وحضر المدعون جميعهم .

ومؤنث أجمع جمعاء وهي ممنوعة من الصرف ، نحو : سرني منظر القرية جمعاء ، وتجمع ( أجمع ) جمع مذكر سالماً على ( أجمعون ) ، نحو قوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فلو شاء لهداكم أجمعين )(2) ، رفعاً للأولى ونصباً للثانية .



أجمعهم

هي أجمع مضافة إلى ضمير جمع الذكور ( هم ) ، وهي توكيد معنوي ولها إعراب المؤكد ، كما هو الحال في أجمع ، نحو : جاء المعلمون أجمعهم .

وإذا حذف المؤكد تنوب عنه وتأخذ مكانه في الإعراب ، نحو : جاء أجمعهم .

فأجمعهم فاعل مرفوع بالضمة والضمير في محل جر مضاف إليه ، وكذا في النصب والجر .

ــــــــــــــ

(1) الحجر [30] (2) الأنعام [149] .

أجمعون أح أحاد آحاد



أجمعون

هي أجمع مجموعة جمع مذكر سالماً في حالة الرفع وتعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، نحو قوله تعالى ( وجنود إبليس أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(2) ، هذا في حالة الرفع أما النصب والجر ، فنحو قوله تعالى ( فوربك لنسئلنهم أجمعين )(3) ، وقوله تعالى ( وأتوني بأهلكم أجمعين )(4) ، كما يجوز في حالة النصب أن تعرب حالاً .

نحو : صافحت الحضور أجمعين ، أي مجتمعين ، وفيه تكلف .

أح

اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .

أحاد

اسم معدول عن ( واحداً واحداً ) ممنوع من الصرف ، ويعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : نزل اللاعبون إلى أرض الملعب أحاد أحاد ، أي : واحداً واحداً .

أما أحاد الثانية فهي توكيد لفظي منصوب بالفتحة .

وبعضهم يعرب أحاد أحاد اسماً مركباً مبنياً على توكيد فتح الجزأين في محل نصب .

آحاد

اسم بمعنى منفردين يعرب حالاً منصوبة ، نحو : اجتمعوا زمراً وتتفرقوا آحاداً ، وتأتي اسماً معرباً فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : الآحاد قبل العشرات ، وتتكون الأعداد من الآحاد والعشرات .

فالآحاد الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة ، والثانية اسم مجرور بالكسرة .

ـــــــــــــــ

(1) الشعراء [95] (2) ص [73] (3) الحجر [92] (4) يوسف [93] .

آحاد آحاد الأحد

آحاد آحاد

اسم مركب مبني على فتح الجزئين في محل نصب حال .

نحو : دخل التلاميذ الصفوف آحاد آحاد ، وهي مثل آحاد .

الأحد

بمعنى الواحد وهو أول العدد ، نحو : أحد ، اثنان ، ثلاث ... الخ .

ومنه قوله تعالى ( إني رأيت أحد عشر كوكباً )(1) .

وتأتي اسماً لمن يعقل ، نحو قوله تعالى ( لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )(2) ، وقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره )(3) .

وأصله وحد لأنه واحد ، فأبدوا الهمزة لضعف الهاء عوضاً لما يدخلها من الحذف والبدل (4) ، ويستوي منه الواحد والجمع والمؤنث ، نحو قوله تعالى ( لستن كأحد من النساء )(5) . والأحد علم على يوم من أيام الأسبوع ، نقول : حضرت يوم الأحد ، ويجمع جمع قلة على ( آحاد ) و ( أحدان ) ويجمع جمع كثرة على ( أُحُد ) وقيل لا جمع له .

وإذا وقع ( أحد ) خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في التذكير والتأنيث ، يجوز فيه موافقة المبتدأ أو المضاف إليه ، نحو : البنون أحد السعادتين ، والبنون إحدى السعادتين ، فذكرنا ( أحد ) الأولى مراعاة للمبتدأ ، وأنثنا ( إحدى ) مراعاة للمضاف إليه ( الساعدتين ) .

وورد عن سيبويه أنه لا يجوز ( لأحد ) أن تضعه موضع واجب (6) ، لأنه عندئذ لا يفيد شيئاً وذلك كما في قولهم : كان أحد من آل فلان ، ( فأحد ) في الجملة السابقة لا تفيد في المعنى ، والصحيح أن يقول كان رجل من آل فلان .

ــــــــــــــ

(1) يوسف [4] (2) آل عمران [84] (3) التوبة [6] (4) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص331 .

(5) الأحزاب [32] (6) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 54 .

الأحد إحدى أحقاً



فرجل تفيد واحداً في العدد لا اثنين ، أو تنفي فتقول : ما كان أحد مثلك .

أما إذا وضعت ( أحد ) موضع ( واحد ) في العدد استعمل في موضع الواجب والمنفي ، نحو قوله تعالى ( قل هو الله أحد )(1) ، وفي العدد لا يجوز أن يوضع ( أحد ) موضع الواجب ولكنه يوضع موضع النفي كما أسلفنا ومنه قوله تعالى ( ولم يكن له كفواً أحد )(2) .

إحدى

مثل أحد من حيث التذكير والتأنيث إذا وقعت خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في تذكيره وتأنيثه ، تقول : الشهادة أحد الفوزين أو الشهادة إحدى الفوزين ، والقراءة أحد اللسانين أو القراءة إحدى اللسانين ، وإحدى مؤنث واحد نحو قوله تعالى ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين )(3) ، وقوله تعالى ( أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(4) .

كما يؤنث واحد على واحدة ، نحو : في المنزل فتاة واحدة ، وأكلت تفاحة واحدة .

أحقاً

كلمة مركبة من همزة الاستفهام و ( حقاً ) ، تقول : أحقاً أنك ذاهب ؟ وإذا أردت الإخبار حذفت الهمزة فتقول : حقاً أنك مخلص .

ويجوز في ( أحقاً ) وجهان من الإعراب :

1 ـ النصب بالفتحة على الظرفية الزمانية ويكون متعلقاً بخبر مقدم محذوف ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .

ــــــــــــــ

(1) الإخلاص [1] (2) الإخلاص [4] .

(3) الأنفال [7] (4) القصص [27] .

أحقاً آخ أخ إخال

الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

حقاً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والجملة من أن واسمها وخبرها مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ مؤخر .

2 ـ النصب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره : حق ، بمعنى ( ثبت ) ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .

الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، حقاً : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره ( حق ) منصوب بالفتحة ، والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع فاعل ، وتقديراً للكلام : أحق حقاً نجاح أخيك ، ولا يصح كسر همزة ( أن ) بعد حقاً ، والصواب فتحها ، كما في الأمثلة السابقة .

وقد نقل سيبويه عن الخليل عدم الكسر لأنه ليس من مواضع ( إن ) لأن ( إن ) لا يُبتدأ بها في كل موضع ، ولو جاز ذلك لجاز يوم الجمعة إنك ذاهب .

تريد : إنك ذاهب يوم الجمعة ، ولقلت أيضاً : لا محالة إنك ذاهب ، ولما لم يجز ذلك حملوه على قولهم أفي حق أنك ذاهب ، ففتحوا همزة ( إن ) .

آخ

اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره لا محل له من الإعراب .

أخ

من الأسماء الستة إذا أضيف وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، ويرفع على المشهور بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء ، ويجوز إعرابها بالحركات المقدرة على الألف ، أنظر أب .

إخال

فعل مضارع لخال ، وهو سماعي مخالف للقياس ، يأتي بمعنى ( الظن ) ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : إخالُ ومحمداً قادماً ، ويأتي لازماً بمعنى ( يتكبر ) ، نحو : كان محمد إخالُ ولكنه اليوم أصبح متواضعاً .

أخبر أخذ

أخبر

فعل ماض ينصب ثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر أو مضمر ، والثاني والثالث مبتدأ وخبر ، نحو : أخبرت والدك أخاك غائباً ، وأخبرته الخبر صادقاً .

ومنه قول الشاعر * :

وما عليك إذ أخبرتني دنفا وغاب بعلك يوما أن تعوديني

الإعراب : ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، عليك : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، إذا : ظرف تضمن معنى الشرط ، أخبرتني : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء نائب فاعل ، وهو المفعول به الأول ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ثان ، ودنفا : مفعول به ثالث ، والجملة من الفعل ونائب فاعله ومفعوليه في محل جر بإضافة إذا إليها .

وقد تسد ( أن ) واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أخبر علياً أن أخاه ناجح ، فعلياً : مفعول به أول ، وأن أخاه ناجح مصدر مؤول سد مسد المفعول به الثاني والثالث لأخبر .

أخذ

تأتي على وجهين :

1 ـ فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) ، وخبرها فعل مضارع متأخر عنه مقترن بأن ، نحو : أخذ الطالب يستعد للامتحان .

أخذ : فعل ماض من أفعال الشروع مبني على الفتح ، الطالب : اسم أخذ مرفوع بالضمة ، يستعد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في بعض المراجع ، وينسب لرجل من بني كلاب في بعضها ، أنظر معجم شواهد النحو الشعرية ص 176 .

أخذ أخر

للامتحان : جار ومجرور متعلقان بيستعد ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أخذ ولا تعمل أخذ عمل الفعل الناقص إلا في حالة المضي .

2 ـ فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى الشروع ولم تتحقق فيه الشروط السابقة .

نحو : أخذت الكتاب من صديقي ، ومنه قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين )(1) ، وقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها )(2) .

الإعراب

وإذ : الواو للاستئناف وإذ ظرف لما مضى من الزمن ، مبني على السكون في محل نصب ، متعلق بفعل محذوف تقديره أذكر ، وقيل الواو عاطفة ، وإذ مفعول به للفعل المحذوف وجملة ( أخذ الله ... إلخ ) في محل جر بإضافة إذ إليها .

الله : لفظ الجلالة فاعل ، ميثاق : مفعول به وهو مضاف والنبيين في محل جر مضاف إليه ، وجملة ( إذ أخذ ... إلخ ) لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز عطفها على ما قبلها والوجه الأول أرجح .



أخر

جمع أخرى التي هي مؤنث فعل التفضيل ( آخر ) بمعنى ( غير ) وهي ممنوعة من الصرف لأنها صفة على وزن فُعل ، تقول : حضر أخي وأصدقاء أخر ، ومنه قوله تعالى ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر )(3) ، وتأتي أخر جمعاً ( لأخرى ) التي بمعنى آخرة والتي تقابل كلمة ( أولى ) ، وهي عندئذ مصروفة لأنها لا تكون معدولة مثال : مررت بفاطمةَ وطالباتٍ أخرٍ .

فأخر : صفة لطالبات مجرورة بالكسرة .

ــــــــــــــ

(1) آل عمران [81] (2) يونس [24] (3) البقرة [184] .

آخِر وآخَر أخرى

آخِر وآخَر

اسم يعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : جئت في السباق آخراً .

ومنه قوله تعالى ( آمنوا وجه النهار واكفروا آخره )(1) .

وتأتي : ظرفاً للزمان منصوباً ، نحو : حضرت آخر الأسبوع ، كما تعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو قوله تعالى ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين )(2) وقوله تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر )(3) .

فآخر الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة وآخر الثانية صفة مجرورة بالكسرة لكلمة يوم . أما آخر بفتح الخاء فهو اسم تفضيل من ( أخر ) ممنوع من الصرف ويعرب حسب موقعه من الجملة ، فمثال الرفع قوله تعالى ( وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً )(4) ، ومثال النصب قوله تعالى ( خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً )(5) ، ومثال الجر قوله تعالى ( فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر )(6) .

كما تثنى ( آخر ) وتجمع جمع مذكر سالماً . مثال التثنية قوله تعالى ( اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ) (7) ، ومثال الجمع قوله تعالى ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) (8) ، وكذا في حالتي النصب والجر فتنبه .

أخرى

صفة ممنوعة من الصرف لأنها منتهية بألف التأنيث المقصورة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة .

وتأتي ( بمعنى غير ) وهي مؤنث ( أخر ) ، نحو : مررت بزينب وفتاة أخرى ، فأخرى صفة مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [72] (2) يونس [10] (3) التوبة [18] .

(4) يوسف [36 ] (5) التوبة [102] (6) المائدة [27] .

(7) المائدة [106] (8) المزمل [20] .

أخرى اخلولق أخول أخول

وتأتي بمعنى ( آخرة ) مقابل ( أولى ) كما في قوله تعالى ( قالت أخراهم لأولاهم )(1) .

اخلولق

فعل ماض جامد يفيد الرجاء ، يأتي ناقصاً ، يعمل عمل كان ، ويكون ، خبره جملة فعلية مضارعة مقترنة بأن وجوباً .

نحو : اخلولق المريض أن يشفى ، واخلولق الكسول أن ينجح .

وتأتي تامة إذا لم تستوف الشروط السابقة .

نحو : اخلولق أن تحضر مبكراً .

فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل .

أخول أخول

اسمان مركبان مبنيان على الفتح في محل نصب على الحال ، وقد تكون ظرفاً ، وهي تعني شيئاً بعد شيء أو متفرقين ، تقول : تساقط القتلى أخول أخول ، ومنه قول ضابئ البرجمي * :

يساقط عنه روقه ضارياتها سقاط حديد القين أخول أخولا

يساقط : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، عنه : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالفعل قبله ، روقه : روق فاعل يساقط مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه ، والضمير عائد على الثور .

ضارياتها : ضاريات مفعول ليساقط منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وضاريات مضاف ، وضمير الغائب العائد على الكلاب مضاف إليه .

ــــــــــــــ

(1) الأعراف [38] .

* ضابئ البرجمي : هو ضابئ بن الحراث بن أرطأة البرجمي ، ينتهي نسبه إلى آل تميم ، أدرك الإسلام وأسلم وحبس في خلافة عثمان لجناية جناها ، ولم يزل حبسه حتى مات .

أخول أخول



سقاط : مفعول مطلق منصوب بالفتحة للفعل يساقط وهو مضاف ، وحديد : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وحديد مضاف ، والقين : مضاف إليه مجرورة بالكسرة .

أخول أخولا : حال مبني على فتح الجزئين في محل نصب والألف الأخيرة للاطلاق والشاهد قوله : ( أخول أخولا ) فالشاعر ركبهما معاً وجعلهما كالكلمة الواحدة ، وبناهما على فتح الجزأين ، لما كان يريد معنى الحال منهما ، وضمنهما معنى واو العطف ، فصارا شبيهين بأحد عشر .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:19 AM

أنْ

تأتي ( أنْ ) على أربعة أوجه :

1 ـ حرف نصب ومصدر واستقبال ، تنصب الفعل المضارع وتؤول معه إلى المصدر يعرب بحسب موقعه من الجملة ، كما تعين وقوع الفعل في الزمن المستقبل ، نحو قوله تعالى ( وأن تصوموا خير لكم )(1) .

ومنه قول لبيد :

ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

وتخل ( أن ) على الفعل الماضي والأمر ولا تعمل فيهما وتعرب حرف مصدر لا غير . مثال دخولها على الماضي قوله تعالى ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ )(2) .

ومنه قول أبي تمام :

فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أنْ ليست عليهم بسرمد

ومثال دخولها على الأمر :

قوله تعالى ( وألنا له الحديد أن أعمل سابغات )(3) .

وقوله تعالى ( من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون )(4) .

وقوله تعالى ( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله )(5) .

وقد أشار أبو حيان في البحر المحيط إلى أن ( أنْ ) الداخلة على الفعل الأمر يجوز أن تكون مفسرة لا مصدرية ، ولكن النحاة لم يجيزوا ذلك .

ويجب ملاحظة أن الجملة بعد ( أن ) المصدرية تعرب صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب ، باعتبار أن ( أنْ ) موصول حرفي .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [184] (2) هود [69] .

(3) سبأ [10-11] (4) النحل [2] .

(5) لقمان [12] .

أنْ

2 ـ ( أن ) المخففة من الثقيلة المفتوحة همزتها ، وهي تعمل بشرط أن يليها ضمير الشأن المحذوف ، ولا يكون خبرها جملة فعلية كقوله تعالى ( ونعلم أن قد صدقتنا )(1) .

وقوله تعالى ( بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعداً )(2) .

ومثال مجيء خبرها جملة اسمية قوله تعالى ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )(3) ، وقوله تعالى ( وأن لا إله إلا هو )(4) .

ومثال مجيء خبرها اسم مفرد وهو قليل كما ذكرت قولنا :

علمت أن محمد مقصر ، والتقدير : أنه محمد مقصر .

ومنه قول الأعشى :

في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل

والتقدير : أنه هالك . وإذا وليها جملة فعلية كما ذكرنا في الأمثلة السابقة نظرنا إلى الفعل فإن كان قد فصل بينه وبين ( أن ) بفاصل كانت مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ، نحو قوله تعالى ( علم أن سيكون منك مرضى )(5) .

ومنه قول جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع

فرفع الفعل ( سيقتل ) بعد ( أن ) باعتبارها مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه سيقتل مربعاً .

وإذا لم يفصل بينها وبين الفعل فاصل فلك الخيار في إعمالها في الفعل أو عدم الإعمال واعتبارها مخففة من الثقيلة أيضاً .

ـــــــــــــ

(1) المائدة [113] (2) الكهف [48] .

(3) يونس [10] (4) هود [14] .

(5) المزمل [10] .

أنْ



كقول القاسم بن معن :

أن تهبطين بلا قوم يرتعون مع الطلاح

والشاهد في البيت قوله : أن تهبطين ، فقد رفع الشاعر الفعل على اعتبار أنّ
( أن ) مخففة من الثقيلة ، وليست ( أن ) المصدرية .

ويجوز في ( أن ) المخففة من الثقيلة إعمالها بدون تقدير الضمير على نية التثقيل ، نحو : علمت أن محمداً قائم .

يعني : أنّ محمداً قائم ، ومنه قول جنوب ( عمرة ) أخت عمرو ذي الكلب الهزلية * :

بأنْك ربيع وغيث مريع وقد ما هناك تكون الثمالا

فخفف الشاعر ( أن ) وأنفذ عملها فنصب ضمير المخاطب المتصل بها ، ورفع خبرها وهو ( ربيع ) ومعنى الثمال : الغياث ، والمريع : الكثير المرعى(1) .

2 ـ ( أن ) التفسيرية : وهي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه ، وأن تتأخر عنها جملة ، وألا تقترن بحرف جر ، وعلامتها أن يحسن في موضعها ( أي ) ، نحو قوله تعالى ( وانطلق الملأ منهم أن امشوا )(2) .

ونحو قوله تعالى ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا )(3) .

وقوله تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً )(4) .



ـــــــــــــ

(1) أنظر الأزهرية في علم الحروف للهروي ص61 .

(2) ص [6] (3) المؤمنون [27] .

(4) النحل [67] .

* نسب الهروي البيت السابق لكعب بن زهير خطأ ، فهو غير موجود في ديوانه .

أنْ

وقد أنكر الكوفيون أن تكون ( أن ) مفسرة ، وذكر ابن هشام في المغني أنه يميل لما قال به الكوفيون لأنه لو جعلنا ( أي ) مكان ( أن ) لم يكن المعنى مقبولاً (1) .

كما أنه ليس في القرآن الكريم آية تتعين ( أن ) فيها أن تكون تفسيرية لا تحتمل غير ذلك وكذلك الحال بالنسبة لأمثلة النحويين وشواهدهم (2) .

4 ـ ( أن ) الزائدة :

( أ ) تزاد أن للتوكيد يعد لمّا الحينية ، نحو قوله تعالى ( فلما أن جاء البشير )(3) ، وقوله تعالى ( ولما أن جاءت رسلنا )(4) .

ومنه قول الشاعر * :

ولما أن تجهمني مرادي جريت مع الزمان كما أراد

ومنه قول الآخر :

فلما أن طغت سفهاء كعب فتحنا بيننا للحرب بابا

( ب ) تزاد بين فعل القسم المذكور و ( لو ) ، كقوله تعالى ( أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً )(5) ، على تقدير قسم محذوف ، أي أقسم أن لو يشاء الله .

ــــــــــــ

(1) المغني ج1 ص31 . (2) دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الأول ج1 ص383 .

(3) يوسف [96] (4) العنكبوت [33] (5) الرعد [31] .

* أبو العلاء : هو أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي من أهل معرة النعمان – بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة – صاحب التصانيف المشهورة ، والرسائل المأثورة ، وله من النظم لزوم ما لا يلزم ، وسقط الزند ، ولد بالسمرة سنة 363 هـ ، وجدر في السنة الثانية من عمره فعمي ، رحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها قليلاً ، ثم رجع إلى المعرة ولزم منزله وشرع في التصنيف ، فأخذ عنه الناس وسار إليه الطلبة ، وكاتبه العلماء والوزراء ، وسمى نفسه رهين المحبسين ، توفي سنة 449 هـ .

أنْ



ومنه قول المسيب بن علي :

فأقسم أن لو التقينا وأنتم لكان لكم يوم من الحشر مظلم

تنبيه : تأتي ( أن ) اسماً في موضعين وقد ذكر ذلك ابن هشام والمرادي .

1 ـ أما الموضع الأول في مثل قولك ( أن فعلت ) وهي بمعنى ( أنا ) ضمير المتكلم .

2 ـ ( أن ) في أنتَ وأنتِ وأخواتها بأنّ ( أن ) هي الضمير ، والتاء حرف خطاب (1) .

ولا يخفى علينا ما في هذا من تكلف ، وخروج عن المألوف .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وأن تصوموا خير لكم ) .

وأن : الواو واو الحال . أن : حرف مصدري ونصب .

تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف للتفريق ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة أن المصدرية .

وأن والفعل المضارع بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ والتقدير صيامكم .

خير : خبر مرفوع بالضمة .

وجملة صيامكم خير لكم في محل نصب حال من كاف الخطاب والرابط الواو والضمير . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .

ــــــــــــ

(1) أنظر في ذلك مغني اللبيب ج1 ص27 ، والجنى الداني ص215 .

أنْ



قال تعالى ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .

وآخر : الواو حسب ما قبلها ، آخر : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

أن : مخففة من الثقيلة ، حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، واسمه ضمير الشأن المحذوف مستتر فيه جوازاً تقديره ( أنه ) .

الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

لله : لفظ الجلالة مجرور بحرف الجر .

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع .

وجملة الحمد لله في محل رفع خبر أن .

وجملة أن الحمد ... الخ في محل رفع خبر لآخر .

رب : لفظ الجلالة بدل من الله ، ورب مضاف .

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .



إنْ



حرف يأتي لعدة أوجه :

1 ـ حرف شرط يجزم فعلين ، ويفيد تعليق الجواب بالشرط فقط ، نحو : إن تدرس تنجح ، ومنه قوله تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية )(1) .

وقوله تعالى ( إن تصبك حسنة تسؤهم )(2) .

ومنه قول الشاعر * :

إن تُبتدر غاية يوماً لمكرمة تلق السوابق منا والمصلينا

ويكثر مجيء ( ما ) الزائدة بعد ( إن ) فتدغم فيها النون ، نحو قوله تعالى
( وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )(3) .

وقد تقترن ( إن ) الشرطية ( بلا ) النافية التي لا عمل لها فتدغم ( لا ) في نون ( إن ) ، نحو : إلاّ تحضر الامتحان ترسب .

ومنه قوله تعالى ( إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً )(4) .

وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(5) .

وكما يلي ( إن ) فعل ظاهر ، يجوز أن يليها فعل مضمر يفسره ما بعده .

نحو قوله تعالى ( إن امرؤ هلك )(6) .

ــــــــــــ

(1) الشعراء [4] (2) التوبة [50] .

(3) الأعراف [199] (4) التوبة [39] .

(6) التوبة [40] (6) النساء [176] .

* المرقش الأكبر : هو عمرو بن سعيد ، وقيل عوف بن سعيد بن مالك ، ينتهي نسبه إلى بكر ابن وائل ، شاعر جاهلي على عهد المهلل بن ربيعة ، شهد مع المرقش الأصغر . حرب بكر وتغلب ، وكان من الفرسان المعدودين ، والمرقش الأصغر ابن أخيه ، كان المرقش الأكبر أحد المتيمين ، فقد أحب ابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك ، لكن والدها زوجها غيره ، فأصابه حزن شديد مات على إثره .

إنْ

وقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك )(1) .

2 ـ مخففة من ( إن ) الثقيلة ولك في عملها الخيار إذا دخلت على الأسماء فإن شئت رفعت ما بعدها على الابتداء ، وأبطلت عملها ، وهذا هو الرأي الأرجح ، وتلازم اللام الفارقة خبرها للتفريق بينها وبين ( إن ) النافية ، نحو : إن محمد لمجتهد .

ومنه قوله تعالى ( إن كل نفس لما عليها حافظ )(2) .

وقوله تعالى ( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا )(3) .

وقوله تعالى ( وإن كل لما جميع لدينا محضرون )(4) .

ومنه قول النابغة الذبياني :

وإن مالك للمرتجي إن تقعقعت رحى الحرب أو دارت عليّ خطوب

ومنه قول الآخر :

إن القوم والحي الذي أنا منهم لأهل مقامات وشاء وجامل

وإن نشئت نصبت بها على معنى التثقيل وهو قليل .

نحو : إن محمداً قائم .

ومنه قوله تعالى ( وإن كلاً لما لوفينهم ربك أعمالهم )(5) .

ولا تحتج العاملة إلى لام فارقة ، وإن وجدت اللام فهي للتوكيد .

ومنه قول الشاعر :

كليب إن الناس الذين عهدتهم بجمهور حزوى فالرياض لذي النخل

فنصب ( كلاً ) في الآية السابقة ، و ( الناس ) في البيت السابق على نية تثقيل ( إن ) .

ـــــــــــــ

(1) التوبة [6] (2) الطارق [4] (3) الزخرف [35] .

(4) يس [32] (5) هود [111] .

إنْ



أما إذا دخلت ( إن ) على الأفعال أُهمل عملها وجوباً ، وأكثر ما يليها فعل ماض ناسخ .

نحو قوله تعالى ( وإن كنت لمن الساخرين )(1) .

وقوله تعالى ( وإن كدت لتردين )(2) .

وقوله تعالى ( وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين )(3) .

وأقل منه أن يليها فعل مضارع ناسخ ، نحو قوله تعالى ( وإن نظنك لمن الكاذبين )(4) ، وقوله تعالى ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك )(5) .

والنوعان السابقان قياسيان ودونهما أن يليها فعل ماض غير ناسخ .

كقول عاتكة بنت زيد * :

شلت يمينك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد

3 ـ وتأتي ( إن ) نافية لا عمل لها متضمنة معنى ( ما ) النافية .

نحو : إن محمد إلا مجتهد ، ومنه قوله تعالى ( إن الكافرون إلا في غرور )(6) .

4 ـ وتأتي مشبهة ( بليس ) ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وهذا مختلف فيه (7) .

ـــــــــــــ

(1) الزمر [56] (2) الصافات [56] (3) الأعراف [101] .

(4) الشعراء [186] (5) القلم [51] (6) الملك [20] .

(7) أنظر الجنى الداني ص209 .

* عاتكة بنت زيد : هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية كانت امرأة ذات جمال . وكمال ، وتمام في عقلها ، ومنظرها ، وجزالة رأيها ، تزوجت عبد الله بن أبي بكر ، ثم تزوجت من بعده عمر بن الخطاب ، فالزبير بن العوام ، فالحسين بن علي ، وقد ماتوا جميعاً قتلاً فكانت جميلة مشئومة .



إنْ

ومن شروط عملها ألا يتقدم خبرها على اسمها ، وألا ينتقض نفيها بإلا .

مثال عملها : إن زيد شاعراً ، وإن أحد خيراً من أحد .

ولم تقع ( إن ) النافية العاملة عمل ليس والداخلة على الجملة الاسمية إلا فيما جاء من قراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم )(1) بتخفيف ( إن ) ، وأعمالها عمل ليس ، وفي رأيي أنها من القراءات الشاذة لأن القراء السبعة المشهورين لم يعملوا بها ، ولم يخرجها على الوجه الذي قرأ به ابن جبير إلا أبو الفتوح بن جني في المحتسب(2)وقال عنه أي عن إعمال إن عمل ليس في تلك الآية ضعيف ، وقد أوردناه للاطلاع ليس غير . وقد أشار أبو حيان في البحر(3)إلى قراءة سعيد بن جبير السابقة وإعمال ( إن ) عمل ليس .

فالذين في محل رفع اسمها ، وعباداً خبرها منصوب ، وقد ضعفه النحاس أيضاً لوجوه ذكرها أبو حيان ، غير أن المفسرين يعملون بالوجه الذي قرأ به ابن جبير والله أعلم .

ومن شواهد ( إن ) العاملة عمل ليس في الشعر قول الشاعر * :

إن هو مستولياً على أحد إلا على أضعف المجانين

فهو في محل رفع اسم إن النافية ، ومستولياً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

5 ـ وتأتي ( إن ) زائدة وتكون زيادتها بعد الآتي :

( أ ) بعد ( ما ) الموصولة كقول جابر بن رالان ** :

ــــــــــــــ

(1) الأعراف [194] (2) أنظر المحتسب ج1 ص270 .

(3) أنظر البحر المحيط ج4 ص442 .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

** الشاهد في بعض المصادر بلا نسبة ، وبعضها نسبه لجابر بن رالان ، ولم أقع له على ترجمة فيما لدي من مصادر على كثرتها وقد ذكرتها سابقاً .

إنْ



يرجى المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب

( ب ) بعد ( ما ) المصدرية ، كقول معلوط بن بدل القريعي * :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيراً لا يزال يزيد

( ج ) بعد ( ما ) و ( لا ) النافيتين .

فأما ( ما ) فيبطل عملها إذا دخلت على الأسماء ، لأن الأصل إعمالها في لغة تميم كقول فروة بن مسيك ** :

مما إن طبّنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا

ومنه قول النابغة الذبياني :

ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي

ومثال زيادتها بعد ( لا ) النافية قول الآخر :

يا طائر البين لا إن زلت ذا وجل أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا

6 ـ تأتي ( إن ) وصلية أو معترضة ، ولا يكون لشرطها جواب ، ويراد بها تقرير المعنى السابق (1) .

ـــــــــــــ

(1) أنظر التذكر في قواعد اللغة ص370 .

* الشاهد لمعلوط بن بدل القريعي في بعض المصادر ولم أقع له على ترجمة أيضاً ، وفي بعضها بلا نسبة .

** فروة بن مسيك : هو فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة الغطيفي المرادي ، يلقب بأبي عمرو . صحابي من الولاة ، يمني الأصل ، موالياً لملوك كنده في الجاهلية ، رحل إلى مكة وافداً على النبي صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ ، وأسلم ونزل على سعد بن عبادة ، وتعلم القرآن والفرائض ، استعمله الرسول على مراد ومذحج وربيد ، وقاتل أهل الردة وبقي إلى خلافة عمر ، سكن الكوفة في أواخر أيامه ، وتوفي نحو 30 هـ ، كان شاعراً مجيداً .



إنْ



كقول الشاعر :

وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل

7 ـ أن تكون بمعنى ( إذ ) ، نحو قوله تعالى ( وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين )(1) .

( فإن ) عند بعض المحققين والمفسرين بمعنى ( إذ ) والتقدير : إذ كنتم مؤمنين .

لأن الخطاب للمؤمنين ، ولو كانت ( إن ) في هذا الموضع شرطية لوجب أن يكون الخطاب لغير المؤمنين ، لأن الفعل الماضي في الجزاء معناه في المستقبل (2) .

ومنه قوله تعالى ( فالله أحق أن تخشوه إن كنت مؤمنين )(3) .

وقال بعض النحاة المتقدمين إنّ ( إن ) في المواضع السابقة شرطية على تقدير معنى قوله من كان مؤمناً ترك الربا ، ومن كان مؤمناً لم يخش إلا الله .

8 ـ وتكون ( إن ) بمعنى ( إما ) التفصيلية .

كقول النمر بن تولب * :

سقته الرواعد من صيّف وإن من خريف فلن يعدما

قال سيبويه : يريد وإما من خريف وحذف ( ما ) لضرورة الشعر .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [278] (2) أنظر الهروي ص55 (3) التوبة [13] .

* النمر بن تولب : هو النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي ، شاعر مخضرم عمر طويلاً في الجاهلية وأدرك الإسلام ، كان من شعراء الربابة ، لم يمدح ، ولم يهجوا أحداً ، وكان من ذوي النعمة الوجاهة ، يشبه شعره شعر حاتم الطائي ، أسلم وهو كبير في السن ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمله إلى قومه كتاباً يدعوهم فيه للإسلام ، توفي سنة 14 هـ .

إنْ



ومنه قول دريد بن الصمة * :

لقد كذبتك عينك فاكذبنها فإن جزعاً وإن إجمال صبر

أي : فإما جزعاً وإما إجمال صبر ، وقد أكد سيبويه على أن ( إن ) في هذا الموضع بمعنى ( إما ) أيضاً وليست للجزاء (1) .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية ) .

إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نشأ : فعل مضارع مجزوم بإن ، وعلامة جزمه السكون ، وهو فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

وجملة نشأ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

ننزل : فعل مضارع مجزوم بإن ، وعلامة جزمه السكون ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .

عليهم : جار ومجرور متعلقان بننزل .

من السماء : جار ومجرور متعلقان بننزل أيضاً .

آية : مفعول به منصوب بالفتحة .

ــــــــــــــ

(1) أنظر الكتاب لسيبويه ج1 ص266-267 تحقيق عبد السلام هارون .

* دريد بن الصمة : هو دريد بن الصمة بن الحارث بن معاوية ينتهي نسبه إلى بكر بن هوازن ، فارس مشهور وشاعر مذكور ، كان أطول الشعراء الفرسان غزواً وأبعدهم أثراً وأكثرهم ظفراً وأيمنهم نقيبة عند العرب ، وهو أشعرهم ، وفارس بني جشم وسيدهم ، أدرك الإسلام فلم يسلم ، خرج يوم حنين مظاهر للمشركين وقتل يومها على شركه .

إنْ



قال تعالى ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) .

إن : نافية لا عمل لها بمعنى ما ، وقد تكون مخففة من الثقيلة لا عمل لها أيضاً .

كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكل مضاف .

نفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

لما : حرف بمعنى ( إلا ) لا عمل له .

عليها : جار ومجرور متعلقان بحافظ .

حافظ : خبر ، وتقدير الكلام إن كل نفس إلا عليها حافظ .

هذا في قراءة من قرأ ( لما ) بالتشديد ، وإذا قرأت بالتخفيف فما صلة ، والتقدير إن كل نفس لعليها حافظ (1) .

قال تعالى ( إن الكافرون إلا في غرور ) .

إن : نافية لا عمل لها متضمنة معنى ( ما ) النافية .

الكافرون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

إلا : حرف استثناء ملغي ( أداة حصر ) .

في غرور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .



" إن أحد خيراً من أحد " .

إن : حرف نفي يعمل عمل ليس .

أحد : اسم إن مرفوع بالضمة .

خيراً : خبر إن منصوب بالفتحة .

من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .

ــــــــــــــ

(1) أنظر إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص 42 .

إنْ



قال الشاعر :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيراً لا يزال يزيد

ورج : الواو حسب ما قبلها ، رج : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

الفتى : مفعول به .

للخير : جار ومجرور متعلقان برج .

ما : مصدرية ظرفية .

إن : حرف زائد بعد ما الظرفية المصدرية .

رأيته : فعل وفاعل ومفعول به .

على السن : جار ومجرور متعلقان بقوله يزيد الآتي .

خيراً : مفعول به مقدم ليزيد .

لا : حرف نفي لا عمل له .

يزال : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الفتى .

يزيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على اسم لا يزال ، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب خبر يزال .




إنَّ



1 ـ حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .

نحو : إنّ العمل مفيد .

ومنه قوله تعالى ( وإن ربك لذو مغفرة للناس )(1) .

وقوله تعالى ( إن الساعة آتية لا ريب فيها )(2) .

ومنه قول الشاعرة الخنساء :

إن الزمان وما يغنى له عجب أبقى لنا ذنباً واستؤصل الرأسُ

وإذا دخلت عليها ( ما ) الزائدة كفتها عن العمل .

كقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(3) .

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " .

و ( ما ) في هذا الموضع تسمى الكافة والمكفوفة ، وتفيد الحصر .

2 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) .

كقول الشاعر * :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

أي : نعم .

ـــــــــــــــ

(1) الرعد [6] (2) الحج [7] (3) الحجرات [10] .

* ابن قيس الرقيان : هو عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك من بني عامر بن لؤي شاعر قريش في العصر الأموي ، كان مقيماً في المدينة ، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان ، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل الزبيريين أقام فيها قليلاً ثم قصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فأمنه عند عبد الملك ، فأقام إلى أن توفي سنة 85 هـ ، أكثر شعره الغزل والنسيب ، وسمي بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة كل واحدة منهن تدعى رقية .



إنّ



وفي ذلك خلاف بين النحويين ، على اعتبار أن الضمير في ( إن ) هو اسمها وخبرها محذوف . أما الفريق القائل بأنها بمعنى نعم فقد استدل بقول عبد الله بن الزبير مجيباً لمن قال : لعن الله ناقة حملتني إليك : " إنّ وراكبها " .

أي : نعم ولعن راكبها .

3 ـ تأتي ( إنّ ) فعل أمر متصل بنون التوكيد الثقيلة (1) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إنّ الساعة آتية لا ريب فيها ) .

إنّ : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل لا محل له من الإعراب .

الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .

آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ريب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .

فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .

قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .

إنما : كافة ومكفوفة " أدلة حصر " لا عمل لها .

المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو .

إخوة : خبر مرفوع بالضمة .

ــــــــــــــ

(1) راجع ص14 .

إنّ أنَّ



قال الشاعر :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

ويقلن : الواو حسب ما قبلها ، يقلن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

شيب : مبتدأ مرفوع بالضمة .

قد علاك : قد حرف تحقيق ، علا : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الشيب ، والكاف في محل نصب مفعول به .

وجملة قد علاك في محل رفع خبر .

وجملة شيب قد علاك في محل نصب مقول القول .

وقد كبرت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق , كبرت فعل وفاعل ، والجملة في محل نصب حال .

فقلت : الفاء للسببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، قلت : فعل وفاعل .

إنه : إن حرف مبني على الفتح بمعنى ( نعم ) ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .



أنّ



حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .

كقوله تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات )(1) .



ـــــــــــــــ

(1) البقرة [25] .

أنّ



وقوله تعالى ( ليعلمون أنه الحق من ربهم )(1) .

ومنه قول الشاعر :

على أنني راض بأن أحمل الهوى وأخرج منه لا عليّ ولا ليا

وأن واسمها وخبرها تكون بتأويل مصدر يعرب بحسب موقعه من الكلام ففي البيت السابق في محل جر .

وإذا دخلت ( ما ) الزائدة على ( أن ) كفتها عن العمل .

ومنه هذه الآية التي اجتمع فيها ( إنما ) و ( أنما ) ، قال تعالى ( قل إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(2) .

2 ـ تأتي ( أن ) فعلاً ماضياً من الأنين (3) ، ومضارعه يئن ، وأمره إن .

نحو : أن الطفل كريم ، وأن المريض أنيناً .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات ) .

وبشر : الواو حرف عطف ، بشر فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .



ـــــــــــــ

(1) البقرة [144] (2) الأنبياء [108] .

(3) أنظر كتاب معاني الحروف للروماني ص 112 .

أنّ



آمنوا : فعل ماض مبني على لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والألف للتفريق .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وعملوا : الواو حرف عطف ، عملوا : فعل وفاعل .

الصالحات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، والجملة معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .

أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر أن مقدم .

جنات : اسم أن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .

وأن وخبرها واسمها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به لبشر ، والجملة الفعلية وبشر .. الخ معطوفة على جملة اتقوا في الآية السابقة .



" أن الطفل كريم (1) " .

أن : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الطفل : فاعل مرفوع بالضمة .

كريم : الكاف حرف تشبيه وجر ، ريم اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل .


ــــــــــــــ

(1) ريم – غزال .

أنا



ضمير رفع منفصل للمتكلم ، ويقع في محل رفع مبتدأ غالباً .

كقوله تعالى ( أنا أكثر منك مالاً )(1) .

وقوله تعالى ( أنا لكم ناصح أمين )(2) .

ومنه قول الشاعر عنترة :

أنا في الحرب العوان غير المجهول المكان

ومنه قول المتنبي :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

أو في حل رفع فاعل .

نحو : ما فاز في المسابقة إلا أنا .

أو في محل رفع نائب فاعل .

نحو : لم يستدعى إلا أنا .

أو في محل رفع اسم كان .

نحو : لم يكن في المنزل إلا أنا .

أو معطوف على ما قبله .

نحو : تقدم أخي وأنا .

أو توكيد ، نحو : عاقبته أنا .

أو بدل ، نحو : ما تأخر إلا طالبان أنا ومحمد .


ــــــــــــ

(1) الكهف [34] (2) الأعراف [68] .

أنّى



( 1 ) أ ـ اسم شرط لربط الجواب بمكان واحد ، يجزم فعلين .

نحو : أنى تدع الله تره سميعاً .

ومنه قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )(1) .



قال أبو حيان في البحر :

لا يجوز أن تكون استفهاماً ، لأنها إذا كانت استفهاماً اكتفت بما بعدها من فعل كقوله تعالى ( أنى يكون لي ولد ) ، أو من اسم كقوله تعالى ( أنى لك هذا ) ، ولا تفتقر إلى غير ذلك . وهنا يظهر افتقارها وتعلقها بما قبلها .. والذي يظهر لي والله أعلم ، أنها تكون شرطاً لافتقارها إلى جملة غير الجملة التي بعداها .. فلا يجوز هاهنا أن تكو استفهاماً ، وإنما لحظ فيها معنى الشرط وارتباط الجملة بالأخرى ، وجواب الجملة محذوف ، ويدل عليه ما قبله ، وتقديره : أنى شئتم فأتوه ... كما حذف جواب الشرط في قولك : اضرب زيداً أنى لقيته . والفعل في الآية : أنى شئتم يحتمل وجهين من الإعراب ، ( فشئتم ) يجوز في الرفع على اعتبار ( أنى ) حالية بمعنى ( كيف ) ، كما يجوز فيها الجزم على اعتبارها ظرفية ، هذا الوجه المرجح وغاية ما في ذلك تشبيه الأحوال بالظروف وبينهما علاقة واضحة ، إذ كل منهما على معنى ( في ) ، بخلاف كيف فإنه لم يستقر فيها الجزم (2) .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [223] .

(2) أنظر البحر المحيط لأبي حيان ج2 ص171 .

أنى



ومنه قول لبيد :

فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

ب ـ اسم شرط لربط الجواب والشرط بزمان واحد جازم لفعلين .

نحو : أنى تعمل تبلغ ما تتمنى .

( 2 ) اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان بمعنى ( من
أين ) كقوله تعالى ( أنى لك هذا )(1) ، ومنه قوله تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام )(2) ، وقوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )(3) .

وتأتي بمعنى ( كيف ) ، كقوله تعالى ( سيقولون لله قل فأنى تسحرون )(4) ، وقوله تعالى ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها )(5) .

ولا يخفى علينا أن كثيراً من الآيات السابقة يستوي فيها معنى الكيفية و ( من أين ) وذلك حسب ما يقتضيه معنى الآية ، وما يطمئن له المفسر ويكون قريباً من المنطق والحق ولا يخرج عن نطاق المضمون الصحيح لمعنى الآية .

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [37] (2) آل عمران [40] .

(3) الأنعام [101] (4) المؤمنون [89] .

(5) البقرة [259] .

أنى

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .

نساؤكم : نساء مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ونساء مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

حرث : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لحرث ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

فأتوا : الفاء هي الفصيحة ، لأنها أفصحت عن شرط مقدر ، حرف مبني لا محل له ، وقيل استئنافية ، أتوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل .

حرثكم : حرث مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أنى : قيل فيها (1) إنها اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال بمعنى كيف تقدم على فاعله ، وقيل إنها في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل بعده ، وقيل إنها ظرف مكان متعلق بالفعل أتوا أيضاً ، وجملة شئتم في محل جر بالإضافة وقيل إنها اسم شرط حذف جوابه كما ذكر أبو حيان في البحر المحيط وأشرنا إليه سابقاً ، والتقدير : أنى شئتم فأتوه .

شئتم : فعل وفاعل ، وجملة شئتم على الوجه الأول في محل جر بإضافة أنى إليها وفي محل جزم على اعتبار أن ( أنى ) اسم شرط فتدبر ذلك ، والوجه الأول أفضل للابتعاد عن التكلف .

ــــــــــــــ

(1) أنظر العكبري ج 1 ص 94 ، وانظر تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة م1 ج 1 ص 350 ، وانظر البحر المحيط لأبي حيان ج 2 ص 171 ، وانظر إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين الدرويش ج 1 ص 332 ، وانظر إعراب القرآن الكريم للنحاس ج 1 ص 311 .

أنى


قال الشاعر :

فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

فأصبحت : الفاء للسببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أصبح فعل ماض ناقص والتاء في محل رفع اسمها .

أنى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب ، وهو مضاف .

تأتها : فعل مضارع مجزوم ، وهو فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف
العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جر مضاف إليه .

تلتبس : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .

بها : جار ومجرور متعلقان بتلتبس .

وجملة الشرط في محل نصب خبر أصبح .

كلا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وهو مضاف .

مركبيها : مركبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

تحت : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بشاجر ، وتحت مضاف .

رجليك : رجلي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ورجلي مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

شاجر : خبر مرفوع بالضمة .



أنى آناً



قال تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام ) .

قال : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على زكريا .

رب : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة ، ورب مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر مضاف إليه .

أنى : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر يكون ، إذا اعتبرنا يكون فعلاً ناقصاً ، أو متعلق بيكون على اعتبار أنه فعل تام ، ويجوز في ( أنى ) أن يكون اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل نصب حال من غلام والعامل فيه الفعل يكون . وقد بينا احتمالات مجيء ( أنى ) بمعنى ( من أين ) أو ( كيف ) وذلك حسب دلالة المعنى ، فيصح أن نقول : من أين يكون لي غلام ، أو كيف يكون لي غلام ، فلا غضاضة في ذلك .

يكون : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، يجوز فيه النقصان والتمام .

لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون الناقصة ، أو بمحذوف حال من غلام .

غلام : إما اسم يكون أو فاعلها ، وفي كلا الحالتين مرفوع بالضمة الظاهرة ، وجملة رب أنى ... الخ في محل نصب مقول القول ، وجملة قال رب ... الخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .



آناً



ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ولا يضاف لأنه منون .

نحو : أقمت في جدة آناً من الدهر .

آناء آنئذ أنبأ

آناء



ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ويضاف إلى المفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأعودك آناء النهار .

ومنه قوله تعالى ( يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) (1) .

ومنه قوله تعالى ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) (2) .



آنئذ


لفظ مركب من ( آن ) و ( إذ ) .

نحو : زرتك وكنت آنئذ في عملك .

وتعرب : آن ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل ، وهو مضاف ، و ( إذ ) ظرف زمان مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والتنوين في ( إذ ) تنوين عوض ناب عن الجملة المحذوفة ، والتقدير : وكنت آن إذ زرتك في عملك .



أنبأ


من الأفعال التي تتعدى لثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر ، أو ضمير ، والثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : أنبأت محمداً أخاه قادماً .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [113] (2) طه [130] .

أنبأ انبرى أنت



ومنه قول الأعشى قيس :

وأنبئت قيساً ولم أبله كما زعموا خير أهل اليمن

فأنبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهو المفعول الأول .

قيساً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

خير : مفعول به ثالث منصوب بالفتحة .

وقد تسد أن واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أنبأت والدك أن أخاك قادم .

أنبأت : فعل وفاعل . والدك : مفعول أول ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وأخاك : اسمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الستة والكاف في محل جر مضاف إليه .

قادم : خبرها مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن ومعمولها سد مسد المفعول به الثاني والثالث .

انبرى

يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، بشرط أن يكون جملة فعلية مضارعة غير مقترنة ( بأن ) .

نحو : انبرى المهندس يخطط البناء .

وتأتي فعلاً تاماً لازماً بمعنى ( برى ) ، نحو : انبرى القلم .

أو بمعنى ( اعترض ) ، نحو : انبرى العلماء للجهل .

أنت

أنتَ : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح يختص بالمخاطب ، ومثناه أنتما ، وجمعه أنتم للمذكر .

أنت أنشأ آنفاً



نحو : أنتَ ومالك لأبيك .

ومنه قوله تعالى ( فاقض ما أنتَ قاض )(1) وقوله تعالى ( وأنتَ حل بهذا
البلد )(2) .

ونحو : أنتما مهذبان ، وقوله تعالى ( وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )(3).

وأنتِ : ضمير رفع منفصل مبني على الكسر يختص بالمخاطبة ، ومثناه
أنتما ، وجمعه أنتن .

نحو : أنتِ تخلصين في عملك ، أنتما تخلصان في عملكما ، أنتن تخلصن في عملكن .



أنشأ

يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( شرع ) ، نحو : أنشأ العمال يبنون المسجد .

ويأتي فعلاً تاماً بمعنى ( أحدث ) أو ( بنى ) أو ما في معناها .

نحو : أنشأت الحكومة المدارس في أنحاء البلاد .



آنفاً

ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : ذكرت آنفاً .

ويأتي اسماً يعرب حسب موقعه من الجملة .

نحو : ونستخلص من الحديث الآنف الذكر كذا وكذا .

ـــــــــــــ

(1) طه [72] (2) البلد [2] .

(3) آل عمران [123] .

انفك انقلب إنما



انفك

يأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان بشرط أن يسبق بنفي أو نهي أو دعاء .

نحو : ما انفك الطالب يذاكر دروسه ، وما انفكت السماء ماطرة .

وهو من الأفعال الناقصة التصرف ، إذ لا يأتي منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل ، ولا يأتي منه أمر ولا مصدر .

ويأتي تاماً بمعنى ( انفصل ) أو ( انحل ) ، نحو : انفكت العقدة .



انقلب



يأتي ناقصاً إذا كان بمعنى ( صار ) .

نحو : انقلب الأليف مفترساً ، ونحو : انقلب القماش ثوباً .

ويأتي تاماً إذا كان بمعنى ( ارتد ) ، نحو : انقلب الأمر رأساً على عقب ، ومنه قوله تعالى ( وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه )(1) .



إنما



لفظ مركب من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل ، وعليه أبطل عمل ( إن ) ، وألغى اختصاصها في الدخول على الجملة الاسمية , وأصبحت صالحة للدخول على الاسمية والفعلية على حد سواء ، وتسمى ( إنما ) أداة حصر لا عمل لها .

ـــــــــــــــ

(1) الحج [11] .

إنما أنما



مثال دخولها على الجملة الاسمية قوله تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر )(1) ، وقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(2) .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى ( إنما يتذكر أولوا الألباب )(3) .

ومنه قول كثير :

أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل



أنما



لفظ مركب من ( أن ) المشبه بالفعل المفتوحة الهمزة و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل .

نحو قوله تعالى ( يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(4) .

تنبيه : إذا دخلت ( ما ) الموصولة على ( إن ) أو ( أن ) فلا تكفها عن العمل ولا تركب معها في كلمة واحدة ، كما هو الحال مع ( ما ) الزائدة .

نحو : إن ما تقله حقيقة واقعة .

ويجوز أن يكون منه قوله تعالى ( إن ما توعدون لآت )(5) إذا اعتبرنا ( ما ) موصولة لا مصدرية .

ومثال ( أن ) و ( ما ) الموصولة قولنا : يوحى إليّ أن ما فعلته كان صواباً .

ـــــــــــــ

(1) الغاشية [21] (2) الحجرات [10] .

(3) الزمر [9] (4) فصلت [5] .

(5) الأنعام [134] .



أنما إنه آه



ومنه قوله تعالى رغم اتصال ( أن ) بما ( لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا )(1) .

إنه

تأتي مركبة من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( هاء ) السكت ، وتأتي مركبة من
( إن ) التي هي حرف جواب بمعنى ( أجل ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب و ( هاء ) السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نحو : هل وصل أخوك ، فتقول : إنه ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

والشاهد في البيت قوله ( إنه ) فيصح أن نعتبر ( إن ) حرف توكيد ونصب والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم إن وسكن لأجل الوقف ، ولكن هذا الوجه مرجوح لأن الهاء لو كانت ضميراً لثبتت في الوصل كما تثبت في الوقف وليس الأمر كذلك ، إنما تقول في الوصل إن يا فتى بحذف الهاء (2) ، ويصح أيضاً أن نعتبر ( إن ) حرف جواب بمعنى أجل ( والهاء ) للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهو موضع الشاهد في البيت .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:20 AM

إذ

إذ : تأتي إذ اسماً كما تأتي حرفاً .

أولاً إذ الاسمية :

1 ـ تستعمل إذ ظرفاً للزمن الماضي بمعنى حين ، نحو : شكرت والدي إذ أعطاني هدية ، ومنه قوله تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا )(1) ، ومنه قول الخنساء * :

وإذ تتحاكم الرؤساء فينا لدى أبياتنا ، وذوي الحقوق

2 ـ وتكون مفعولاً به : نحو قوله تعالى ( واذكروا إذ كنتم قليلاً )(2) ، وقوله

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [40] (2) الأعراف [86] .

* الخنساء : هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السلمية ، أشهر شاعرات العرب ، وأشهرهن على الإطلاق شاعرة نجدية عاشت أكثر عمرها في العصر الجاهلي ، وأدركت الإسلام فأسلمت وهي من أولى طبقات الرثاء ، وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم مع قومها وكان يستنشدها ويعجبه شعرها ، استشهد أولادها الأربعة في القادسية سنة 16 هـ فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وتوفيت سنة 24 هـ .

إذ



تعالى ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء )(1) ، فإذا اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاذكروا ، ومن قوله تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )(2) .

3 ـ وتكون بدلاً من المفعول به ، كقوله تعالى ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه )(3)، وقوله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها )(4) .

فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من ( أخا ) ، وبدل من ( مريم ) .

4 ـ وتأتي مضافاً إليه وتكون إضافتها في الأغلب الأعم إلى كلمة ( بعد ) ، ( حين ) ، ( يوم ) ، ( قبل ) ، ( ساعة ) ، نحو قوله تعالى ( ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله )(5) ، وقوله تعالى ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم )(6) ، فإذ في الآيتين السابقتين مضاف إليه لبعد في محل جر ، ومنه قوله تعالى ( وأنتم حينئذ تنظرون )(7) ، وقوله تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون )(8) .

ويوم : الواو حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق بيخسر الآتي .

تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، الساعة : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه ليوم .

يومئذ : بدل منصوب من يوم السابق وهو مضاف ، وإذ : ظرف زمان مبني على السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين في محل جر مضاف إليه ،

ـــــــــــــ

(1) الأعراف [69] (2) البقرة [30] (3) الأحقاف [21] .

(4) مريم [16] (5) الأنعام [71] (6) التوبة [115] .

(7) الواقعة [84] (8) الجاثية [27] .



إذ



وهو من الظروف التي تضاف إلى الجملة ، وقد تحذف الجملة فيعوض عنها بالتنوين فيلتقي ساكنان سكون البناء وسكون التنوين فيحرك سكون البناء بالكسرة ولذلك أطلق على تنوين ( إذ ) تنوين العوض .

يخسر : فعل مضارع مرفوع ، المبطلون : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .

5 ـ وتأتي ( إذ ) اسماً للدلالة على الزمن المستقبل ، وعندئذ تكون ظرفاً للزمان ليس غير ، كقوله تعالى ( فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم )(1) .

فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف للزمان المستقبل متعلق بيعلمون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، كما بينا سابقاً ، وهو مضاف ، وجملة ( الأغلال في أعناقهم ) في محل جر بالإضافة .



ثانياً : إذ الحرفية :

تأتي إذ حرفاً في المواضع الآتية :

1 ـ إذا كانت تعليلية ، كقوله تعالى ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )(2) ، وقوله تعالى ( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون )(3) ، ( فإذ ) في الآيتين السابقتين حرف تعليل لا محل له من الإعراب .

2 ـ إذا كانت للمفاجأة : وتكون ( إذ ) للمفاجأة إذا جاءت بعد ( بينا ) و ( بينما ) ومنه قول الشاعر عنبر بن لبيد العذري :

أستقدر الله خيراً وأرضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير

ــــــــــــــ

(1) غافر [71] (2) الزخرف [39] .

(3) الأحقاف [11] .

إذ



وقول الآخر :

وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد

والشاهد في البيتين السابقين قولهما : إذ دارت ، وإذ جاءنا .

فإذ : فيهما حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تنبيه :

لقد ذكرنا إن ( إذ ) تأتي مضافة لفظاً ومعنى ، ولكنها إذا انقطعت عن الإضافة بنوعيها تنون ، ويكون التنوين عوضاً عن لفظ الجملة المضاف لإذ ، وغالباً ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إلى ( إذ ) كما ذكرنا سابقاً ومنه قوله تعالى ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون )(1) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ) .

فقد : الفاء حرف زائد لتزين اللفظ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون .

نصره : نصر : فعل ماض مبني على الفتح ، والهاء ضمير الغائب عائد على الرسول مبني على الضم في محل نصب مفعول به .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بنصر وإذ مضاف .

ـــــــــــــــ

(1) الروم [4] .



إذ



أخرجه : أخرج فعل ماض ، والضمير في محل نصب مفعول به .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

وجملة نصره الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

وجملة أخرجه الذين ... إلخ في محل جر مضاف إليه ( لإذ ) .

وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

قال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )

إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لأذكر المقدر وهو مضاف .

قال : فعل ماض مبني على الفتح ، ربك : رب فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، وجملة قال ربك في محل جر مضاف إليه بعد إذ .

للملائكة : جار ومجرور متعلقان بقال .



قال تعالى ( ولن ينفعكم اليوم ـ إذ ظلمتم ـ أنكم في العذاب مشتركون )

ولن : الواو على حسب ما قبلها ، ولن حرف نصب ونفي .

ينفعكم : ينفع فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم للدلالة على الجمع .

اليوم : حرف تعليل لا محل له من الإعراب ، والتقدير : ظلمكم .

ظلمتم : ظلم فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم للدلالة على الجمع .



إذ



أنكم : أن : حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها ، والميم للدلالة على الجمع .

في العذاب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق ( بمشتركون ) .

مشتركون : خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

و ( أن ) واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل للفعل ينفع ، والتقدير : لن ينفعكم اشتراككم في العذاب ، وجملة ينفع مع الفاعل ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة ظلمتم اعتراضية بين الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب .

وجملة اسم ( أن ) وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة للحرف المصدري .



قال الشاعر :

وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد

وبينما : الواو على حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

بينما : ظرف زمان منصوب متعلق بنحن .

نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .

في أمن : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف بنحن وهما معطوفان على ما قبلهما .

إذ : حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

جاءنا : جاء فعل ماض مبني على الفتح وناء المتكلمين في محل نصب مفعول به .

من رسول : جار ومجرور متعلقان بجاء ، ورسول مضاف .

الدهر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

إيعاد : فاعل لجاء مرفوع بالضمة الظاهرة .

إذا



تأتي إذا اسماً وتأتي حرفاً .

أولاً : إذا الاسمية : وهي على أقسام .

1 ـ تأتي ظرفاً لما يستقبل من الزمان ، متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، وتتعلق بجوابها ويختص مجيئها بالفعل ، نحو : إذا جاء محمد فقم إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح )(1) ، وقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون )(2) ، ومنه قول الشاعر * :

إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل

فإذا جاء بعدها اسم أو ضمير أعرب فاعلاً لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وهو الوجه الأحسن ، وقد أجاز سيبويه فيما نقله السهلي ، وقوع المبتدأ بعدها إذا كان الخبر فعلاً وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط وقال بذلك ابن مالك .

ومنه قول الشاعر ** :

إذا بأهلي تحته حنظلية له ولد منها فذاك المذرع

ومنه قول الشاعر *** :

إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

ـــــــــــــ

(1) الفتح [1] (2) النحل [61] .

* زهير : هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني شاعر جاهلي من شعراء المعلقات واحد الشعراء الثلاثة المتقدمين على الشعراء باتفاق مع امرئ القيس والنابغة الذبياني ورابعهم الأعشى قيس وقد أحسن تنقيح شعره ، وبعد به عن فشجب الكلام . يمتاز بدقة الوصف ، ورصانة الألفاظ وعمق الأفكار . عرفت قصائده بالحوليات لأنه يمضي فيها الحول تنقيحاً وتثقيفاً حتى يخرجها على أجود ما يكون الشعر . ** الفرزدق .

*** أبو فراس : هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي يكنى أبا فراس ، أمير =

إذا



ومثال مجيء الضمير بعد ( إذا ) مؤكداً للفاعل المحذوف قول المتنبي * :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ومنه قول بشار ** :

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه

( إذا ) من الظروف الملازمة الإضافة للجملة الفعلية .

كقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض )(1) ، وقوله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها )(2) .

ــــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) الزلزلة [1] .

= شاعر ، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني ، قال عنه الصاحب بن عباد بدئ الشعر بملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس ، كان سيف الدولة يحبه ويجله أسر في إحدى المعارك مع الروم وافتداه سيف الدولة ، وقد ولد أبو فراس سنة 320 هـ ، وتوفي مقتولاً سنة 357هـ .



* المتنبي : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي ، الملقب بالمتنبي ، الشاعر المشهور ، ولد بالكوفة سنة 303 هـ فخالط الأعراب وأخذ منهم وأكثر من نقل اللغة ، وأطلع على الفلسفة والعلوم ، طوف في البلاد إلى أن استقر في بلاط سيف الدولة الحمداني فمدحه ، ثم مدح كافور الإخشيدي ، أقام بالكوفة ، ثم انتقل إلى بغداد ومدح البويهين في العراق وفارس ، قتل في طريق عودته إلى الكوفة سنة 354 هـ وكان متكبراً شجاعاً .



** بشار : هو أبو معاذ بشار بن برد العقيلي بالولاء ، ولد سنة 95 هـ من أصل فارسي ، ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق ، كان ضريراً ، نشأ في البصرة ، وقدم بغداد ، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية ، شاعر مطبوع يعد أشعر المحدثين ، كان رجازاً شجاعاً خطيباً متهماً بالزندقة ، مات سنة 167 هـ .



إذا



2 ـ تأتي ( إذا ) ظرفاً دالاً على الحال ، غير متضمنة معنى الشرط .

كقوله تعالى ( والنجم إذا هوى )(1) ، وقوله تعالى ( والليل إذا يغشى )(2) .

وغالباً ما تكون بعد القسم كما في الآيتين السابقتين وقد اختلف النحاة في تقدير العامل في ( إذا ) الدالة على الحال بعد القسم ، وقد قدره الرضى بمصدر مضاف محذوف تقديره : وعظمة الليل وعظمة النجم .



3 ـ وتأتي ظرفاً لما مضى من الزمان ، وهي عندئذ بمعنى ( إذ ) ، كقوله تعالى ( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها )(3) ، وقوله تعالى ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه )(4) .

( فإذا ) في الآيتين السابقتين جاءت بمعنى ( إذ ) لأن قوله تعالى ( لا أجد ما أحملكم عليه ) مقول في الماضي وكذا الانفضاض في قوله تعالى ( انفضوا إليها ) واقع أيضاً فيما مضى ، ولذلك فالموضعان السابقان صالحان ( لإذ ) وقد قامت إذا مقامها ، وقد قال بذلك ابن مالك في كتاب شواهد التوضيح والتصحيح ص 9 – 10 وإليك نص قوله :

وكما استعملت ( إذ ) بمعنى ( إذا ) استعملت ( إذا ) بمعنى ( إذ ) ، وذكر الشاهدين السابقين ومعهما شاهد ثالث لم أذكره خشية الإطالة ، غير أن المسألة خلافية ، فقد قال بعض النحاة به ، والبعض الآخر أنكره ، وقد ذكرته للفائدة فتدبره .

ــــــــــــــ

(1) النجم [1] (2) الليل [1] .

(3) الجمعة [11] (4) التوبة [92] .



إذا



4 ـ وقد تخرج ( إذا ) عن الظرفية فتكون اسماً مجروراً ( بحتى ) ، كقوله تعالى ( حتى إذا جاؤها )(1) ، وقوله تعالى ( حتى إذا كنتم في الفلك )(2) .

ومنه قول لبيد :

حتى إذا ألقت يداً في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

فإذا في الشواهد الثلاثة السابقة يجوز فيها الجر ( بحتى ) ، كما يجوز فيها النصب على الظرفية ، وهو أمر مختلف فيه أيضاً .

أو مبتدأ كما ذكر الأخفش في قوله تعالى ( إذا السماء انشقت ، وأذنت لربها وحقت ، وإذا الأرض مدت )(3) .

قال الأخفش ( إذا ) مبتدأ و ( إذا الأرض ) خبر والواو في إذا الثانية زائدة ، وقد نقله عنه العكبري (4) . غير أن هذا الوجه فيه تكلف ، ( فإذا ) في موقع نصب على الظرفية وهي شرطية وجوابها فيه أقوال : فإما أن يكون ( أذنت ) والواو زائدة ، وإما أن يكون محذوفاً تقديره بعثتم أو جوزيتم .

ـــــــــــــ

(1) الزمر [71] (2) يونس [2] .

(3) الانشقاق [1 – 3] .

(4) إملاء ما من به الرحمن ج 2 ص 284 .

إذا



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح )

إذا : ظرف للزمان المستقبل ، غير جازمة متعلقة بجوابها ، مبنية على السكون في محل نصب ن وهي مضاف .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

نصر الله : نصر فاعل مرفوع وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .

والفتح : الواو حرف عطف ، الفتح : معطوف على نصر مرفوع .

وجملة ( جاء نصر ... إلخ ) في محل جر مضاف إليه بعد إذا .

قال الشاعر :

إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

إذا : ظرف للزمان المستقبل ، شرطية غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب ، وهي مضاف .

الليل : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والفاعل والفعل المحذوف في محل جر مضاف إليه .

أضواني : أضواني فعل ماض ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل .

وجملة أضواني ... إلخ لا محل لها من الإعراب مفسره .

بسطت : فعل وفاعل هو جواب الشرط لا محل له من الإعراب لأن أداة الشرط غير جازمة .



إذا



له : جار ومجرور متعلقان ببسط .

يد الهوى : يد مفعول به منصوب بالفتحة ، وهي مضاف ، والهوى مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وأذللت : الواو حرف عطف ، أذللت : معطوف على بسطت .

دمعاً : مفعول به منصوب بالفتحة .

من خلائقه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع ، وخلائق مضاف ، وضمير الغائب في محل جر مضاف إليه .

الكبر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .

تنبه : اختلف النحويون في العامل في ( إذا ) أهو الشرط أم الجواب فالجمهور على أن ناصب ( إذا ) هو الجواب ، والمحققون على أن الناصب هو الشرط ولكل من الفريقين أسانيده التي بنى عليها رأيه فاختر ما تشاء .

أما ما نراه فإنها خافضة لشرطها منصوبة بجوابها ولا يمنع ما يتصل بالجواب من حروف كالفاء الرابطة وإذا الفجائية ( وإن ) ، ( وما ) النافيتين ـ من العمل في ( إذا ) وقد أكد ذلك العكبري (1) ، والزمخشري (2) ، والرضي (3) ، وغيرهم .



قال تعالى ( والليل إذا يغشى ) .

والليل : الواو حرف جر للقسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الليل : اسم مجرور بالواو وعلامة جره الكسرة الظاهرة .

ــــــــــــ

(1) أنظر العكبري إملاء ما من به الرحمن ج 1 ص 87 .

(2) وانظر الكشاف ج 4 ص 239 .

(3) وانظر شرح الكافية ج 2 ص 111 .

إذا



والجار والمجرور متعلقان بمحذوف فعل القسم ، تقديره : أقسم .

إذا : ظرف زمان دال على الحال غير متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب ، والعامل فيه مضاف محذوف ، تقديره : وعظمة الليل إذا يغشى ، وهو مضاف .

يغشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل ، وجملة يغشى في محل جر مضاف إليه .



قال تعالى ( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها )

وإذا : الواو للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه ( انفضوا ) .

رأوا : فعل ماض مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه .

تجارة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة .

أو لهواً : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، لهواً : معطوف على تجارة منصوب بالفتحة .

وجملة إذا رأوا ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

انفضوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل .

إليها : جار ومجرور متعلقان بانفضوا .



إذا

قال الشاعر :

حتى إذا ألقت يداً في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

حتى : حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهو في هذا الموضع جار لإذا عند بعض النحاة كالأخفش .

إذا : اسم مبني على السكون في محل جر بحتى ، إذا لم نعتبرها ظرفية ، والأمر فيه خلاف ، والصواب اعتبارها ظرفاً لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه .

ألقت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، وهو فعل الشرط ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الشمس التي أضمرها الشاعر ، ولم يتقدم لها ذكر على حد قوله تعالى ( حتى توارت بالحجاب )(1) . يداً : مفعول به منصوب .

وجملة ألقت يداً في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجواب إذا في البيت الذي يلي هذا البيت وهو قول الشاعر : أسهلت ... إلخ ( أنظر المعلقة ) .

في كافر : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف صفة ليد ، وتقدير الكلام : ( يداً في يد كافر ) فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه .

وأجن : الواو حرف عطف ، أجن : فعل ماض مبني على الفتح .

عورات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، وعورات مضاف ، والثغور مضاف إليه .

ظلامها : ظلام فاعل أجن وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة ( أجن ... إلخ ) معطوفة على جملة ( ألقت ... إلخ ) فهي في محل جر .

ـــــــــــــــ

(1) ص [32] .

إذا



ثانياً : إذا الحرفية :

هي ( إذا ) الفجائية الظرفية ولا تقع إلا في وسط الكلام ، وتدخل على الجملة الاسمية فقط ، ولا تحتاج إلى جواب ، وتكون للحال ، والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب ، والاسم المرفوع بعدها يعرب مبتدأ .

نحو : خرجت فإذا محمد بالباب .

ومنه قوله تعالى ( فإذا هي حية تسعى )(1) ، وقوله تعالى ( فإذا هي شاخصة )(2) ، وقوله تعالى ( ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين )(3) .

ويلاحظ في ( إذا ) الفجائية اقترانها بالفاء وقد اختلف فيها أهي زائدة ، أم للاستئناف ، أم عاطفة ، وقال الرضى في شرح الكافية إنها جواب شرط مقدر ، ولعله يعني أنها فاء السببية التي يراد منها لزوم ما بعدها لما قبلها . وقال بعضهم إنها عاطفة . وقد دخلت ( ثم ) العاطفة على ( إذا ) الفجائية في آية واحدة هي قوله تعالى ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنشرون )(4) .

وكما اختلف النحاة في الفاء الداخلة على ( إذا ) الفجائية ، اختلفوا أيضاً في ( إذا ) الفجائية ذاتها أحرف هي أم ظرف .

فقال بعض النحويين إنها حرف وهو مذهب أهل الكوفة والبعض الآخر قال بظرفيتها الزمانية وهو مذهب الزجاج والرياش ، والعامل فيها هو خبر المبتدأ ، وبعضهم قال بظرفيتها المكانية وهو منسوب إلى سيبويه ، ونقله الرضى في شرح الكافية عن المبرد غير أن القول بحرفيتها هو أصوب الوجهين (5) .

ـــــــــــــ

(1) طه [20] (2) الأنباء [97] .

(3) الأعراف [108] (4) الروم [20] .

(5) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 95 و ج 3 ص 17 – 18 .

إذا



فقد قال سيبويه * ، فهي حرف من حروف الابتداء .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فإذا هي حية تسعى ) .

فإذا : الفاء إما زائدة أو للاستئناف ، وقد تكون عاطفة أو للسببية .

هي : ضمير الغائبة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

حية : خبر مرفوع بالضمة .

والجملة من المبتدأ والخبر تقدر حالته الإعرابية بحسب نوع الفاء المتصلة بإذا ، وغالباً ما تكون جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .

تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على حية .

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لحية .





ـــــــــــــ

* سيبويه : هو أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر الشهير بسيبويه ، ولد بالبيضاء من سلالة فارسية سنة 148 هـ والتحق بحلقات الفقهاء والمحدثين ، فعيب عليه لحنة لحنها في مجلس شيخه فخجل ، وطلب علم النحو وقد لازم الخليل بن أحمد ، وأخذ من غيره من أئمة النحو ، حتى أصبح إمام النحويين ، وألف كتابه الذي خلد ذكره والذي لم يؤلف قبله ولا بعده مثيلاً له وعرف بكتاب سيبويه ، توفي ببلدته البيضاء بفلس سنة 180 هـ عن عمر لا يزيد على اثنتين وثلاثين سنة ، ويقال إن وفاته بسبب ما لحقه من غم لسوء التحكيم بينه وبين الكسائي في الحادثة المشهودة بينهم .

إذاً وإذن



إذاً

حرف جواب وجزاء وشرط مقدر أو ظاهر ناصبة للفعل المضارع ، مثال مجيئها جواباً وجزاءً لشرط مقدر قولنا : إذن أكرمك .

ومنه قوله تعالى ( إذاً لذهب كل إله بما خلق )(1) .

قال الزمخشري في الآية السابقة بأن الشرط محذوف تقديره : ولو كان معه آلهة ، وإنما حذف لدلالة قوله تعالى ( وما كان معه من إله ) ، ومنه قوله تعالى ( إذاً لارتاب المبطلون )(2) .

وقد فسر أبو حيان الآية في البحر المحيط على تقدير لو المحذوفة فقال : أي لو كان يقرأ كتبنا قبل نزول القرآن عليه ، أو يكتب لحصلت الريبة للمبطلين (3) .

ومثال مجيئها جواباً وجزاءً للشرط الظاهر قوله تعالى ( فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين )(4) , وقوله تعالى ( ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون )(5) .

ومنه قول كثير * :

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها



ـــــــــــــ

(1) المؤمنين [91] (2) العنكبوت [48] .

(3) أنظر البحر المحيط ج 5 ص 154 . (4) يونس [106] (5) المؤمنون [34] .

* كثير : هو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزامي ، يكنى أبا صخر ، شاعر متيم مشهور من أهل المدينة ، وأكثر إقامته بمصر ، وفد على عبد الملك بن مروان فازدري منظره ولما عرف أدبه رفع منزلته ، كان ذميماً مفرط القصر ، وفي نفسه شمم وترفع ، يقال له كثير عزة وهي امرأة اشتهر بحبها ، كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام لا يقدمون عليه أحد ، كان عفيفاً في حبه توفي في المدينة سنة 105 هـ .



إذن



والشاهد في الآيتين السابقتين قوله تعالى : إذاً من الظالمين ، فإذاً جزاء للشرط وجواب الذين قاولوهم من قومهم كما ذكر الزمخشري في الكشاف (1) . وفي البيت قوله : إذن لا أقيلها ، فإذن جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر . وقد تأتي ( إذن ) جواباً لغير الجزاء كقوله تعالى ( قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين )(2) .



حقيقة إذن :

لقد اختلف النحويون في حقيقة ( إذن ) ، فقال الجمهور إنها حرف بسيط لا مركب من ( إذ ) و ( أن ) أو من ( إذا ) و ( أن ) .

وذهب الكوفيون إلى القول باسميتها وأن أصلها ( إذاً ) الظرفية لحقها التنوين عوضاً عن الجملة المضاف إليها المحذوفة .

وذهب الخليل بن أحمد * إلى القول : بأنها حرف مركب من ( إذ ) و ( أن ) ونقلت حركة الهمزة إلى الذال ثم حذفت .





ــــــــــــــ

(1) أنظر الكشاف للزمخشري ج 3 ص 47 .

(2) الشعراء [20] .

* الخليل : هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي البصري ، واضع علم العروض وأول من ألف المعجمات اللغوية ، فهو صاحب كتاب العين المشهور ، وهو واضع الشكل المستعمل اليوم ، ولد سنة 100 هـ بالبصرة ونشأ بها ، وتعلم على يد أئمة زمانه ، وخرج إلى البادية وسمع الأعراب الفصحاء ، فنبغ في العربية نبوغاً عظيماً كان حجة في القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله ، وقد لقن ذلك لتلميذه سيبويه ، توفي سنة 170 هـ .

إذن



وذهب الرضى * إلى أنها اسم وأصله ( إذ ) حذفت الجملة المضاف إليها ، وعوض عنها التنوين ، وقد ورد في حاشية السيوطي ** على المغني عن بعضهم أن ( إذن ) تأتي على وجهين .

1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به .

2 ـ اسم أصله ( إذا ) أو ( إذ ) حذفت الجملة المضاف إليها وعوض عنها التنوين وهذه تدخل على المضارع فيرفع بعدها ، كما تدخل على غير المضارع أيضاً .

ــــــــــــــ

* الرضى : هو محمد بن الحسن الإسترباذي نجم الدين عالم بالعربية من أهل إسترباذ من أعمال طبرستان اشتهر بشرح كتابي الكافية في النحو لابن الحاجب وشرح مقدمته المسماة بالشافية في علم الصرف .



** السيوطي : هو جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبو بكر السيوطي ، أوحد زمانه وأشهر علماء عصره في علوم العربية ، وأغزرهم تصنيفاً فيها ، ولد في القاهرة سنة 849 هـ وهو من أسرة بغدادية الأصل ، استقر به المقام في أسيوط قبل ميلاد السيوطي بقرون ، رحل والده إلى القاهرة قبل ولادته بأربعين عاماً ، وكان والده من أجل العلماء ، انقطع السيوطي لطلب العلم في الأزهر ورحل إلى مكة وطوف في العالم الإسلامي ، توفي سنة 911 هـ .



إذن



فيجوز أن نقول لمن قال آتيك إذن أكرمك بالرفع على الأصل ، وبالنصب على أنها ظرفية .



شروط النصب بإذن



يشترط في النصب بإذن ثلاثة شروط :

1 ـ أن يكون الفعل مستقبلاً .

2 ـ أن تكون في أول الكلام .

3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، والنداء .



الشرح والتوضيح :

إن من شروط عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال .

نحو : إذن أكرمك ، جواب لمن قال سأزورك ، فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال امتنع عملها ، وجاء الفعل بعدها مرفوعاً ، نحو : إذن أظنك صادقاً ، برفع أظنك ، جواب لمن قال : أنا أحترمك ، وقد اشترط في عملها أن تكون في أول الكلام .

نحو : إذن أجيئك ، فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها ، نحو : محمد إذن يكرمك ، برفع يكرمك ، ومنه أنا إذن أستقبلك . كذلك اشترط النحاة ألا يفصل بينها وبين معمولها فاصل كما في الأمثلة السابقة ، فإذا انفصل بينها وبين الفعل بفاصل امتنع عملها ، نحو : إذن محمد يكرمك ، برفع يكرمك .

أما إذا كان الفاصل بينهما القسم فلا يمتنع عملها ، نحو : إذن والله آتيك ، بنصب آتيك ، أو النداء ، نحو : إذن يا محمد تنجح .

إذن



تنبيه : لم ترد إذن الناصبة للمضارع المصدرة في القرآن الكريم .

( إذن بعد الفاء والواو )

إذا جاءت ( إذن ) بعد الفاء أو الواو العاطفتين ، ثم تلاها فعل مضارع دال على الاستقبال ، جاز فيه الإعمال والإهمال ، والوجه الثاني هو الأرجح لعدم مجيئها عاملة بعد الفاء أو الواو في القرآن الكريم إلا فيما قرئ شاذاً في قوله تعالى ( فإذن لا يؤتون الناس نقيراً )(1) .

وقوله تعالى ( وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلاً )(2) .

وقوله تعالى ( وإذاً لا تمتعون إلى قليلاً )(3) .

ولم يرد في القرآن الكريم غير الآيات الثلاث السابقة التي جاءت فيها ( إذن ) بعد الفاء والواو والفعل بعدها مرفوع إلا فيما قرئ منها شاذاً ، وهي الآية الأولى فقد قرئت ( فإذاً لا يؤتوا ) والآية الثانية فقد قرئت ( وإذاً لا يلبثوا ) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إذاً لارتاب المبطلون )

إذاً : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا عمل له ، وهي تكتب بالألف أو بالنون .

لارتاب : اللام واقعة في جواب شرط مقدر ، ارتاب فعل ماض مبني على الفتح .

المبطلون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

ــــــــــــــ

(1) النساء [53] (2) الإسراء [76] (3) الأحزاب [16] .



إذن



والجملة لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب الشرط المقدر ، وجملة الشرط المقدر وجوابه استئنافية لا محل لها من الإعراب .



وقد جاءت إذاً في هذه الآية جزاء لشرط مقدر ، والدلالة على الشرط المقدر وقوع اللام بعد إذن ، وحرف الشرط المقدر هو : لو ، والتقدير كما بينا سابقاً : لو كنت تتلو كتاباً قبله ولو كنت تخطه بيمينك لحصلت الريبة للمبطلين .



قال الشاعر :

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها

لئن : اللام واقعة في جواب قسم مقدر ، إن حرف شرط جازم لفعلين .

عاد : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .

لي : جار ومجرور متعلقان بعاد .

عبد العزيز : عبد فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والعزيز مضاف إليه مجرور بالكسرة .

بمثلها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بعاد السابق ، ومثل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وأمكنني : الواو حرف عطف ، أمكن : فعل ماض معطوف على عاد ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على عبد العزيز ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به .

منها : جار ومجرور متعلقان بأمكن .





إذاً



إذن : حرف جواب وجزاء مهمل لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أقيلها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جواباً تقديره أنا ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به .

والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه جواب القسم والشاهد قوله ( إذن لا أقيلها ) حيث رفع الفعل المضارع الواقع بعد إذن لكون إذن غير مصدرة أي لم تقع في صدر الجملة ، والشاهد الذي أعربنا من أجله البيت أيضاً وهو وقوع إذن جواباً وجزاءً للشرط الظاهر فانتبه .

" سأزورك : إذن أكرمك " .

سأزورك : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أزور : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جواباً تقديره أنا ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

إذن : حرف جزاء وجواب ناصب لفعله ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أكرمك : أكرم فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .



قال تعالى ( وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلاً ) .

وإذن : الواو حرف عطف ، إذن : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا عمل له ، لوقوعه بعد واو العطف ولا محل له من الإعراب .

إذن إذا ما



لا : نافية لا عمل لها ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يلبثون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

خلافك : خلف ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيلبثون ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

قليلاً : مستثنى منصوب بالفتحة .

وقد تكون ( إلا ) ملغاة وقليلاً نائباً عن المفعول المطلق مبيناً لصفته ، أو صفة لظرف محذوف والتقدير : زمناً قليلاً .



إذا ما



لفظ مركب من ( إذا ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو : إذ ما حضرت فأنا في انتظارك ، ومنه قوله تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض )(1) .

ومنه قول الشاعر :

إذا ما بدت ليلى فكلي أعين وإن هي ناجتني فكلي مسامع

الإعراب :

قال تعالى ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم )(2) .

حتى : حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ـــــــــــــ

(1) فصلت [20] (2) التوبة [124] .

إذا ما



إذا : ظرف زمان تضمن معنى الشرط ، خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب متعلق بشهد .

ما : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

جاءوها : جاء فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .

شهد : فعل ماض مبني على الفتح .

عليهم : جار ومجرور متعلقان يشهد ، والميم للدلالة على الجمع .

سمعهم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب ، وجملة الشرط والجواب ابتدائية لا محل لها من الإعراب .





إذ ذاك إذ ما



إذ ذاك

لفظ مركب من ( إذ ) الظرفية الزمانية المبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه ، ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وخبره – غالباً – محذوف ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر مضاف إليه ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

كقول الشاعر * :

هل ترجعن ليال قد مضين لنا العيش منقلب إذ ذاك أفنانا

وتقدير الكلام : إذ ذاك الكائن .

إذ ما

حرف شرط جازم لفعلين مضارعين يدل على المستقبل ، وإذا اعتبرناه اسماً يعرب ظرفاً .

تنبيه : لم يرد لفظ ( إذ ما ) في القرآن الكريم ، ويرى المبرد ومن تبعه من النحويين أنها مركبة من ( إذ ) الظرفية زيدت عليها ( ما ) .

نحو : إذ ما يأت والدك أخبره بنجاحك ، وإذ ما تجلس أجلس معك .

ومنه قول العباس بن مرداس ** :

إذ ما أتيت على الرسول فقل له حقاً عليك إذا اطمأن المجلس

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسب في مصادره .

** العباس بن مرداس : هو العباس بن مرداس بن أبي العامر ، وأمه الخنساء الشاعرة المعروفة كان فارساً ، شاعراً شديد العارضة والبيان ، سيداً في قومه ، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفتح ، فأسلم وأكرم النبي وفادته ، ثم حضر معه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وروى عنه الحديث .

إذ ما



وقول الآخر :

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إياه تأمر آتيا

الإعراب

وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .

إذ ما : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تأت : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت .

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

آمر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

به : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بآمر ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول .

تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول لتلف .

إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به تقدم على عامله تأمر الآتي .

تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ( من ) .

آتيا : مفعول به ثان لتلف منصوب بالفتحة الظاهرة .

والشاهد في البيت قوله : ( إذ ما تأت . . تلف ) حيث جزم بإذ ما فعلين هما : تأت وتلف ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه باعتبار أن ( إذ ما ) شرطية جازمة فعلين .


الساعة الآن 01:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى