منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   من الأدب العراقي القديم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=30531)

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:18 AM

من الأدب العراقي القديم
 

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:20 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
بكائية هلاك مدينة أور
(i)
في مطلع هذا النص السومري تندب الإلهة ننجال ، إلهة مدينة أور ، تندب مدينتها التي اتخذ الآلهة قراراً بتدميرها .

اليوم الذي كنت أخشى ، يوم العاصفة .
يوم العاصفة ذاك ، قد كُتب عليَّ وقُدِّر .
هبط عليّ مثقلاً بالدمع .
يوم العاصفة ذاك ، قد كتب عليّ وقُدِّر
هبط علي مثقلاً بالدمع ، هبط عليّ أنا الملكة .
جفا الرقاد وسادتي والأحلام ،
لأن الأسى المرَّ قد قُدِّر على أرضي وشعبي .
سعيت إلى شعبي كما البقرة إلى عِجلها ،
فلم أستطع نشله من الطين .
لأن الحزن والأسى قد قُدرا عليها ،
ستدمر أور فوق أساساتها ،
ستنفى أور في مكانها ،
حتى لو نشرت جناحي وطرت إليها .

(ii)
تسعى الإلهة ننجال يائسة لدفع الكارثة عن مدينتها وتستجدي مجمع الآلهة.

ثم توجهْتُ بتصميم إلى المجمع قبل انفضاضه ،
بينما كان آلهة الأنوناكي(*) جلوساً يتعاهدون .
جرجرْتُ قدميَّ ، فتحت ذراعيَّ .
ذرفْتُ الدموع أمام آن
بكيت بحرقة أمام إنليل
قلت لهما : عسى أور لا تدمر ،
عسى مدينتي أور لا تدمر ، قلت لهما .

(iii)
لم تنجح محاولة الإلهة ننجال ويصدر القرار بدمار المدينة وهلاك أهلها ، ويعهد إلى إنليل ، رب العاصفة ، بتنفيذ القرار.

ولكن آن لم يعط دعائي أذناً ،
وإنليل لم يثلج صدري بكلمة .
بل أصدرا الأوامر بهلاك المدينة ،
أصدرا الأمر بهلاك أور .
وسيفنى أهلها وفق القضاء النافذ .


(*) الأنوناكي هم آلهة السماء ويقابلهم الإيجيجي آلهة الأرض . ولكن الكلمة قد تستعمل للدلالة على جمع الآلهة من النوعين .



أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:20 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 


(iv)

قبل شروع إنليل بإداء مهمته ، يقوم إله القمر نانا ، المعبود في مدينة أور ، بمحاولة أخيرة من جانبه للدفاع عن المدينة ، ويبتهل إلى إنليل قائلاً :



أي أبي إنليل الذي أنجبني .

أيَّ ذنب جنته مدينتي حتى أدرت وجهك عنها ؟

إنشل مدينتي من وحشتها ، ضمها إليك ثانية .

إنشل معبدي من عزلته ، ضمه إليك ثانية .

دع اسمك يعلو في أور مجدداً ،

دع أهلوها يرتعون في حماك مثلما كانوا .



(v)

ولكن إنليل يجيبه بعد أن استمع إليه مطولاً ، بأن القرار لارجعة عنه ، وأن البشر لم يعطوا ميثاقاً باستمرار الأحوال وراحة البال .



أجاب إنليل :

قلب المدينة يبكي ، وناي القصب فيها ينوح .

شعبها يقضي يومه في العويل والصراخ .

أي نانا ، أيها النبيل ، عد لشأنك ،

فإنك لن تقايض بالدمع شيئاً .

حُكمنا لا مبدل لكلماته ، حكم المجمع .

لقد مُنحت أور سلطاناً ولكنها لم تُمنح دواماً .

منذ القدم ، منذ أن أرسيت البلاد إلي يومها هذا ،

من رأى منكم مُلكاً باقيا ؟

كذا فسلطان أور قد أجتُثَّ وولى .

أما أنت يا نانا ، فدع الهم عنك واهجر البلدا .



(vi)

يشرع إنليل في مهمته مستخدماً العاصفة ، سلاحه التقليدي الرهيب ، وعندما يرفع إنليل غضبه عن المدينة كانت قد تحولت أنقاضاً :



جئت البشر مثل كسرات الجرار

كانت تملأ الطرقات

الجدران المتينة قد تهاوت ،

والبوابات العالية والمسالك

قد تكدست فيها الأجداث .

في الشوارع العريضة التي شهدت الأعياد ،

وفي المرابع الطلقة التي حفلت بالراقصين

تراكمت جثث الموتى

وملأ دم البلاد آبارها .



يُعتقد أن الحادثة التاريخية التي يُمكن أن تكون أساساً لأحداث هذه الأسطورة ، هي الهجوم الكاسح الذي قام به العيلاميون على مدينة أور حوالي عام 2000 ق.م ، فحاصروها مدة ثم افتتحوها واستباحوها بضعة أيام .

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:22 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
إيتانا والنسر



أقدم نص لهذه الأسطورة وصلَنا من العصر البابلي القديم (2000 – 1600 ق.م) كما وصلنا نص آخر من العصر الآشوري الوسيط (1600 – 1000 ق.م) ، ونص ثالث من مكتبة آشور بانيبال بنينوى يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد ، وهو أكمل هذه النصوص وأكثرها وضوحاً .



" ... بعد صعود إيتانا على العرش في كيش ، نمت شجرة عملاقة وارفة الظلال ، وجاءت إليها حية فاتخذت من قاعدتها وكراً لها ولصغارها ، ثم حط على قمتها نسر فصنع له ولفراخه عشاً . وقد تعاهد الاثنان على العيش بسلام وعلى اقتسام الطعام فيما بينهما . فإذا اصطاد النسر فريسة جاء بها إلى المكان وترك الحية وصغارها يقتسمونها معه ، وإذا اصطادت الحية فريسة جاءت بها أيضاً وتركت النسر وفراخه يقتسمونها معها . ثم وثَّق الطرفان عهدهما هذا بالقسم أمام الإله شمش ، إله الحق والعدالة ، على احترام الاتفاق وعدم النكوث بالعهد .



عندما كبر فراخ النسر وشبوا ، أضمر النسر مكيدة شريرة في قلبه . ثم تحدث إلى فراخه قائلاً :



إني لآكلٌ صغار الحية .

سيشتعل غضبها علي بالتأكيد

ولكني سوف أطير عالياً وأختبيء في الأجواء ،

ثم أهبط إلى أعلى الشجرة فقط لأخطف من ثمرها .

فقال له فرخ مُزغبٌ كثير الحكمة ، قال لأبيه :

لا تفعل ذلك يا أبي ، لأن شبكة شمش سوف تمسك بك



ولكن النسر لم يستمع لنصيحة ابنه الحكيم ، وبينما كانت الحية غائبة عن وكرها نقض النسر عهده وانقض فأكل صغارها ثم هرب . وعندما عادت الحية بصيدها واكتشفت ما فعله النسر ، بكت وذرفت دموعها أمام الإله شمش ضارعة إليه أن يثأر لها من النسر .



استجاب شمش لدعاء الحية ورسم لها خطة توقع بالنسر . سيدفع إليها ثوراً مقيداً في الفلاة ، عليها أن تقتله وتختبيء في أحشائه . وعندما تحط طيور السماء لتأكل من الجيفة سيأتي النسر بينها أيضاً ، وعندئذ عليها أن تنبري له وتقبض عليه فتنتزع مخالبه وتنتف ريش أجنحته ، ثم ترميه في حفرة عميقة ليموت هناك من الجوع والعطش .



تسير الخطة بنجاح وتأتي الطيور لتأكل ويَهُمُّ النسر أن يحط معها ليأكل أيضاً ، ولكن فرخه الحكيم يحذره من احتمال كمون الحية في بطن الثورة لتثأر لصغارها منه . تردد النسر قليلاً ثم أقدم ، عندما رأى بقية الطيور تأكل بهدوء وسلام دون أن ترى ما يعكرها ، فطار وحط على الثور . عندئذ انقضت عليه الحية من مكمنها فاقتلعت مخالبه ونتفت ريشه ثم ألقته في الحفرة العميقة غير آبهة لتوسلاته ، ومضت تاركة إياه لمصيره .



راح النسر يتضرع في كل يوم إلى شمش عله ينقذه من ورطته ، فقال له شمش :



أنك مخلوق مؤذٍ وشرير ، وقد أحزنت قلبي .

لقد ارتكبت فعلاً مرذولاً من قبل الآلهة ، لا يقبل الصفح .

ها أنت تموت ولكني لن اقترب منك ،

بل سأقيِّض لك رجلاً ، فاطلب منه عوناً .

إيتانا والنسر



كان إيتانا ملكاً صالحاً ولكنه شارف على الشيخوخة دون أن يرزق بغلام يخلفه على العرش ، كان يصلي في كل يوم ويقدم قرابينه إلى الآلهة من أحسن مواشيه ، علها تنظر إليه بعين العطف وترفع عنه لعنة العقم . ثم يعلم عن نبتة مزروعة في السماء تُشفِي من العقم ، فيدعو الإله شمش أن يجعل هذه النبتة في متناول يده . يستجيب له الآله ويدله على مكان النسر الحبيس ، فيحرره ويشفيه ويعوده على الطيران مجدداً لقاء أن يطير به إلى السماوات العلا ، لجلب نبتة الإخصاب التي تتعهدها هناك عشتار بالرعاية والسقاية .

وعندما يتعافى النسر يرتقي إيتانا ظهره فينطلق به صُعداً في طبقات الجو العليا ، حتى تبدو الأرض وكأنها بستان صغير ويبدو البحر الواسع وكأنه قدر ماء . ولكن قوى النسر تخور ويعترف بعجزه عن المضي قُدماً أبعد من ذلك ، ثم يهوى عائداً إلى الأرض . لدى رجوعه إلى كيش يرى إيتانا أحلاماً غريبة عن رحلة ثانية إلى السماء ، منها الحلم التالي الذي قصه على صديقه النسر :



رأيت أننا نمضي عبر بوابة آنو وإنليل وإيا

هناك ركعنا معاً ، أنا وأنت .

ثم رأيت أننا نمضي معاً ، أنا وأنت .

عبر بوابة سن وشمش وأدد وعشتار .

هناك ركعنا ، أنا وأنت .

رأيت بيتاً فيه نافذة غير موصدة .

دفعتها ، فانفتحت وولجت إليها ،

فرأيت هناك فتاة مليحة الوجه مزينة بتاج .

وهناك عرش منصوب { .. .. } ،

وتحت العرش أسود رابضة مزمجزة .

فلما ظهرتُ لها قفزت نحوي .

عند ذلك أفقتُ من نومي مذعوراً .



يرى النسر في حلم إيتانا بشارة بنجاح محاولة ثانية لهما في ارتقاء السماء ، فيقرران التحليق مجدداً . تنجح المحاولة ويصل النسر بإيتانا إلى سماء آنو ، حيث يدخلان بوابة آنو وإنليل وإيا ، فيسجدان هناك ثم يجتازانها إلى بوابة سن وشمش وأدد وعشتار ، فيسجدان هناك ثم يفتح إيتانا البوابة ويدخل ، حيث يحصل إيتانا على نبتة الإخصاب والعودة بها إلى الأرض .




أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:23 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
تعويذة وجع الأسنان



هذا النص هو وثيقة بابلية يذكر كاتبها أنه استنسخها عن وثيقة قديمة ، ويصفها بأنها تعويذة لشفاء وجع الأسنان .



بعد أن خلق آنو السماء

وبعد أن خلقت السماء والأرض

والأرض خلقت الأنهار

والأنهار خلقت المستنقعات

والمستنقعات خلقت دودة السوس

مضى السوس باكياً إلى الإله شمش

وذرف الجمع في حضرة الإله إيا قائلاً :

" ماذا تعطيني لطعامي ؟

وماذا تعطيني لشرابي "

(فأجابه إيا) :

" سأعطيك شجر التين الناضج

أو أعطيك شجر المشمش "

(فقال السوس) :

"بماذا يفيدني شجر التين

بماذا يفيدني المشمش ؟

دعني أصعد وأتخذ لي مسكنا

بين الأسنان وعظام الفك

حيث امتص دماء الأسنان

وأنخر فيها

عند جذور وعظام الأسنان "

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:24 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
تعويذة النهر





أيها النهر ، يا مبدع الأشياء كلها .

عندما حفر مجراك الآلهة الكبار ،

حفوا ضفافك بكل ما هو حسن وطيب .

وفيك أقام إله الأعماق إيا مسكنه ،

ووهبك فيضان الماء الذي لا يقاوم .

كما وهبك الإلهان إيا ومردوخ ،

غضباً نارياً وجلالاً وروعاً .

أنت قاض في مشاكل البشر

أيها النهر العظيم ، أيها النهر المبجل ،

يا نهر المقامات المقدسة .

يا من بمائك يأتي الشفاء ، تقبلني .

انتزع ما بجسدي وارمه إلى ضفافك .

ارمه إلى ضفافك (أو) دعه يغور في أعماقك .

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:25 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
صلاة إلى سن / القمر
أي إلهي سن المبجّل ، أي إلهي ننار .
أيها الإله الفذّ صانع الشعاع المضيء .
واهب النور إلى الناس جميعاً
ومسدد خطى ذوي الرؤوس السود (*)
نورك وضاء في أعالي السماء ،
ونار مشعلك متقدة على الدوام .
أنت " آنو " السماوات ومشيئتك الخافية لا يعرفها أحد .

يفوق الوصف نورك ، الذي كنور بكْرِك شمش .
أمامك ينحني الآلهة الكبار ، وأمور البلاد بين يديك .
يلجأ الآلهة لمشورتك فتقدم لهم المشورة .
وعندما يلتقون في المجلس ، فإنهم يتداولون تحت إمرتك .
أي سن ، يانور معبد إيكور ، وناطق نبوءة الآلهة .
في اليوم الثالث عشر ، يوم عيدك ، يوم سرور قداستك ،
أضع بخور الليل أمامك تقدمة ، وأسكبها أحلى شراب .
إنني أركع ، وألبث في انتظار رحمتك .
أنصفني واغمرني بخيرك .
ليرفع إلهي الغضب الذي حل بي زمناً ،
وبالحق والعدل فلينظر إليّ بعين الرضا .
ليجعل الطريق أمامي رحباً وسراطي مستقيماً .
وفي هدأة الليل حِلّني يا إلهي من ذنوبي
دعنى إلى آخر الأيام أقف على خدمتك !

(*) ذوي الرؤوس السود تعبير استخدمه في الأصل السومريون للإشارة إلى أنفسهم .

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:26 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
الوصايا
تتخذ صيغة الوصايا في الأدب العراقي القديم أشكالاً عديدة . وتظهر بعض هذه الوصايا بلغة صريحة تحذر من ارتكاب الأعمال المشينة . وكانت بعض هذه الوصايا ترد على لسان أستاذٍ لتلميذه يُخاطبه فيها بكلمة (يا بني) .
وكانت الوصايا ترد أيضاً بصيغة تنبيهات على شكلٍ فؤول .
من الوصايا الأكدية
يا بني
" لا تفترِ ، بل قل كلمات صالحة
لا تتداول بأمور شريرة ن ولا يكن لك سوى كلمات طيبة !
فالذي يفتري ، ويقول كلمات شريرة
سينتظرُ عبثاً مكافأة شمش
لا تدع المجال لفمك بالإفراط وراقب شفتيك !
حتى إذا كنت وحدك ، لا تُبح بأفكارك الخفية :
فما تكون قد قلته مرةً وستلقاه بعدئذٍ !
لذا ، مرِّنْ فكرك على السيطرة على أحاديثك "

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:27 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
تنبيهات للملك سنحاريب
كُتِبَ هذا النص على الأرجح في عهد الملك سنحاريب (704 – 681) ق.م قبل أن يدمر بابل سنة 689 ق.م :
" إذا لم ينتبه ملكٌ إلى الحق ، فسيقع شعبه في الفوضى ، سيُجتاحُ بلده
إذا لم ينتبه ملك إلى حق بلده ، فإن إيا ملك المصائر الإلهي
سيغير مصيره الخاص وسيدفعه دوماً على طريق التعاسة
إذا لم ينتبه إلى حكيمه . فستكون أيامه قصيرة
إذا لم ينتبه إلى مستشار فستثور بلاده عليه
إذا أصغى إلى نذل فستتغير ذهنية البلاد
إذا انتبه إلى رسالة إيا ..
فإن الآلهة العظام سيقودونه دوماً في المشورة وطرق الإنصاف .
إذا عامل بظلم مواطناً لسبار ، في حين أنه تجري الغلال لغريب، فإن شمس حاكم السماء والأرض سيضع في البلاد شريعة غريبة بحيث أن الحكيم والحكام لن يبالوا بالعدالة من بعد "

أرب جمـال 11 - 6 - 2013 01:29 AM

رد: من الأدب العراقي القديم
 
قصيدة المتشائم : حوارٌ بين صديقين
يعتمد موضوع هذه القصيدة الحوار بين صديقين أحدهما متشائم ولا يجد جدوى في احترام الوصايا الدينية ويشككك بجدوى ما يفعله الناس للآلهة أما الآخر فيعاكس رأيه تماماً ومن خلال الجدل نرى المتشائم يصل في النهاية إلى قناعة معاكسة لرأيه .
كتب هذا الحوار (ساجل كينا موبيب وهو أحد الحكماء الكبار الذين ظهروا في عصر نبوذخ نصر الأول أي في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد) .
لقد تخلى عني إلهي واختفى ،
لقد هجرتني إلهتي وابتعدت ،
وفارقني الروح الحارس الذي يرافقني .
رأسي المرفوع الفخور طأطأ نحو الأرض ،
وقلبي الجسور قد تملك منه الخوف .
مهما نظرت إلى العالم فإن الدلائل متباينة
كلا ، إن الله لا يسدّ الطريق على الشيطان
أنظر ، أبٌ يسحب الزورق في القنوات
وإبنه البكر يفسق في فراشه
أخٌ بكرٌ يتبع طريق ، متوثبٌ كالأسد
والأصغر يبتهج بدفع بغلة
وريثٌ يطوف الشوارع في كل اتجاه مثل عتّال
وأخوه الأصغر يقيم مائدة مفتوحةٌ للفقراء
وأنا الذي تواضعتُ أمام الله ، ماذا ربحت أكثر ؟
ها إنني راكع عند قدمي مولاي
والأصغر ، لأنه غني وموسور ، يعاملني باحتقار
سأثني على إله الحكمة ، الرب المتفكر المتدبر ،
الذي يمسك بالليل ويطلق النهار .
مردوخ ، إله الحمة الرب المتفكر المتدبر ،
الذي يكتسح غضبه كطوفان مدمر ،
والذي يتسع قلبه رحمة وصدره مغفرة .
بعد أن كنت أخطو بفخر وعز ، تعودت الانسلال كمجهول ،
وبعد أن كنت سيداً محترماً غدوت عبداً ذليلاً .
إذا عبرت الطريق أشارت إليّ الأصابع .
أصدقائي أداروا لي ظهر المجّن ،
وصحبي تحولوا إلى أشرار وشياطين ،
وبنزق أنكروني وتبرأوا مني .
حتى عبيدي لعنوني في المجالس العامة ،
وأهل بيتي عاملوني كنكرة وغريب .
لا أحد يقف في صفي ولا أحد يفهمني ،
وممتلكاتي جرى توزيعها على الأغراب والدهماء .
وهل يعرف أحد مشيئة الآلهة في السماء ؟
هل يعرف أحد خطط الآلهة على الأرض ؟
ومتى كان للبشر أن يفهموا أو يعوا طرق الآلهة ؟


الساعة الآن 03:12 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى