الدعم لكي لا يكون الهشيم
سم الكاتب : بقلم \\ عدلي صادق http://www.alaahd.com/pics/9986571253792982.jpg ها هو اختبار الجدارة، لفاعلية النظام العربي، ينحصر في شأن يُفترض أن يكون بسيطاً. فقد بات في مقدور الحكومات العربية، أن تنجح بجدارة، ثم تباهي بأنها أفشلت مسعى الكونغرس الأمريكي، لكسر إرادة الأشقاء الفلسطينيين، الذين شدوا الرحال الى الأمم المتحدة، للمطالبة بحقوقهم المشروعة!
الشىء البسيط الذي نطمح الى موقف عربي فيه، هو دعم موازنة السلطة الفلسطينية مع الدعم السياسي، لكي يتمكن الفلسطينيون، من تجاهل التهديد الأمريكي بقطع المساعدات، في حال ذهبوا الى الأمم المتحدة، أو استمروا في عملية المصالحة الوطنية. وليس أيسير من هذا الدعم، إن أسهمت فيه حكومات الأقطار العربية، وبخاصة تلك التي كانت ترانا مثل غراب البين عندما كنا نتشدد حيال الحقوق التاريخية لشعبنا، ونرى أن الكفاح المسلح هو وسيلة رئيسة، لمقاومة احتلال بهذه الصلافة والعنصرية، وبهذه النزعة الاستئصالية الميالة الى إدامة الصراع وسفك الدماء. فلم تكن كل المطولات تقنع إخوتنا العرب، بأن مبدأ العصا والجزرة سيكون أفضل مع هؤلاء المحتلين. نصحونا واشترطوا لكي يخففوا ممارسات أمنهم ضدنا؛ أن نمد جزرة الرغبة في السلام دون غيرها، وأن نوفر كل ما ينبغي أن يتوافر، من براهين، على أننا نكره المقاومة والمقاومين، لكي يعتبروننا عضواً محترماً في جامعة الدول العربية، يحظى بسفارات، شأنه شأن الدول المستقلة. وبحكم عوامل كثيرة، منها الحروب التي شنها المحتلون علينا، وخضناها وحدنا؛ دونما نصير سواء كان ممانعاً أم مطاوعاً؛ مددنا جزرة السلام التي قابلها المحتلون بعصا القوة المسلحة والنيران الإغراقية. فقد اعتلى سدة الحكم، في دولة الاحتلال، معادون صريحون للعملية السلمية، أفلتوا علينا آلتهم العسكرية، بينما إيقاع العسس العربي في المنطقة، ينضبط مع إيقاعهم. وباتت تهمة حمل السلاح ومحاولة إطلاق النار على إسرائيل، جلابة مشانق في دول الطنين قبل دول الزفير. أرادوها مقاومة تنطلق من الجبهة الأقوى تحصيناً وقدرة، أي غزة حيث المهجع الكبير، للصحو وللنوم، لجماهير غفيرة عزلاء، لا تملك من أمرها شيئاً. وبحكم منطق مشوهة كهذا، تبدلت قواعد الحكم على المسائل، فبات منع المقاومة انطلاقاً من أرض السلطة الضعيفة، هو الخنوع المشين والتآمر العجيب المذموم، أما منعها من أقطار الدول ذات الجيوش وانساق النيران البحرية والجوية والبرية والصاروخية، فهو الحكمة بعينها التي تختار الردع، في المكان والزمان الملائميْن! إعلام الأقطار التي تحاببت معنا في التسوية وتخاصمت على الحرب والمقاومة المشروعة، اشبعنا تخويناً. كانوا يريدوننا وطنيين بخيار واحد وهو البحث عن التسوية. ربما أنظمة ما يسمى بالاعتدال، آنست في نفسها القدرة على التأثير في القوى الدولية الفاعلة. لكنها سرعان ما اكتشفت أنها غير ذات أهمية، وذلك ـ ببساطة ـ لأنها غير ديموقراطية، ولأن الأمريكيين يمدونها بأسباب الحياة والاستمرار! اليوم انعقدت لفلسطين القدرة على التوجه بشجاعة الى الأمم المتحدة. ليس لديها سوى خطاب السلام المتوازن وطلب الحقوق المنصوص عليها في قرارات هذه المنظمة الأممية. إن فلسطين، لا تحمل مشروعاً للحرب ولا تستطيع ان تشن حرباً ينزعج منها العرب فيتحاشون دعمها ويناصبها الغرب العداء فيسميها إرهاباً! تهيأ المحتلون العنصريون، ومعهم أصدقاء إسرائيل في الكونغرس الأمريكي، لقطع الطريق على فلسطين، تحت ذرائع وحجج سخيفة. وهؤلاء منطقهم ضعيف ومُستنكر ومدان، لدى كل صاحب ضمير حر في العالم. حتى الآن، ما تزال فلسطين قادرة على المُضي في طريقها، لكنها باتت في حاجة الى دعم سياسي، ودعم مادي يعزز مقومات الصمود الاجتماعي الاقتصادي، لبُنية الكيانية الناشئة على الأرض الفلسطينية. فهل سيواجه العرب اختباراً لصدقية سياساتهم أيسر من هذه الاختبار؟ إن انهيار فلسطين ـ لا سمح الله ـ لن يكون إلا كارثة على الجميع، ولا يحسبن أي طرف نفسه في منأى عن تداعيات انفجار الموقف في قلب الوطن العربي. ففي حال الانفجار والانهيار، لن يكون هناك أخطر من الهشيم الفلسطيني، وفي أتونه تتحول القضية والشعب والكيانية الى حال الهيولي (اللا تشكل). إن ضريبة الجدارة المستحقة على العرب، زهيدة للغاية، وهي دعم السلطة ومشروعها السياسي، ودعم الكيانية الفلسطينية بمقومات الصمود في وجه التهديد الإمبريالي بالخنق والتجويع! |
مشكور اخي كرمبو
على روعة المقالة تحيات لك سلمت |
الساعة الآن 03:15 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |