منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:40 AM

[frame="13 90"]
سمع الليل ذو النجوم أنينا وهو يغشى المدينة البيضاء
فانحنى فوقها كمسترق الهمس يطيل السكوت والإصغاء
فراى أهلها نياما كأهل الكهف لا جلبة ولا ضوضاء
ورأى السدّ خلفها محكم البنيان والماء يشبه الصحراء
كان ذاك الأنين من حجر في السد ّ يشكو المقادر العمياء
أيّ شأن يقول في الكون شأني لست شيئا فيه ولست هباء
لا رخام أنا فأنحت تمثا لا، ولا صخرة تكون بناء
لست أرضا فأرشف الماء ، أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء
لست درا تنافس الغادة الحسناء فيه المليحة الحسناء
لا أنا دمعة ولا أنا عين، لست خالا أو وجنة حمراء
حجر أغير أنا وحقير لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء
فللأغادر هذا الوجود وأمضي بسلام ، إني كرهت البقاء
وهوى من مكانة ، وهو يشكو الأرض والشهب والدجى والسماء
فتح الفجر جفنه... فإذا الطوفان يغشى ((المدينة البيضاء))

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:42 AM

[frame="13 90"]
زحزحت عن صدرها الغيم السماء وأطلّ النور من كهف الشتاء
فالروابي حلل من سندس والسواقي ثرثرات وغناء
رجع الصيف ابتساما وشذّى فمتى يرجع للدنيا الصفاء؟
فأرى الفردوس في كلّ حمى ورأى الناس جميعا سعداء
زالت الحرب وولت إنما ليس للذعر من الحرب انقضاء
إن صحوتا فأحاديث الوغى في الحمى الآهل والأرض العراء
وإذا نمنا تراءت في الكرى صور الهول وأشباح الفناء
فهي في الأوراق حبر هائج وعلى ((الراديو)) فحيح الكهرباء
نتقي في يومنا شرّ غد وإذا الصبح انطوى خفنا المساء
عجبا ! والحرب باب للردى وطريق لدمار وعفاء
كيف يهواها بنو الناس فهل كرهوا في هذه الدنيا البقاء؟
إن يكن علم الورى يشقيهم يا إآلهي ردّ للناس الغباء
وليجىء طوفان نوح قياما تغرق الأرض بطوفان الدماء
واعصم الأسرار واحجب كنهها عن ذوي العلم وأرباب الذكاء
فلقد أكثرت أسباب الأذى عندما أكثرت فينا العلماء
كم وجدنا آفة مهلكة كلما زحزحت عن سر غطاء؟
قد ترقى الخلق لكن لم تزل شرعة الغابة شرع الأقوياء
حرم القتل، ولكن عندهم أهون الأشياء قتل الضعفاء
لا تقل لي هكذا اللّه قضى أنت لا تعرف أسرار القضاء
جاءني بالماء أروي ظمأي صاحب لي من صحابي الأوفياء
يا صديقي جنّب الماء فمي عطش الأرواح لا يروي بماء
أنا لا أشتاق كاسات الطّلالا، ولا أطلب مجدا أو ثراء
إنما شوقي إلى دنيا رضى وإلى عصر سلام وإخاء
لا تعدني بالسما ، يا صاحبي ألسما عندي قرب الأصدقاء
وأراني الآن في أكفانهم فأنا الآن كأني في السماء!

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:43 AM

[frame="13 90"]
إبسمي كالورد في الفجر الصباء وابسمي كالنجم إن جنّ المساء
وإذا ما كفّن الثلج الثرى وإذا ما ستر الغيم السماء
وتعرّى الروض من أزهاره وتوارى النور في كهف الشتاء
فاحلمي بالصيّف ثم ابتسمي تخلقي حولك زهرا وشذا
وإذا سرّ نفوسا أنّها تحسن الأخذ فسرّي بالعطاء
وإذا أعياك أن تعطي الغني فافرحي أنّك تعطين الرجاء

[/frame]

شيماء يوسف 19 - 2 - 2011 12:44 AM

روعة حقا
سلمت يداك
انا من محبي شعر اليا ابو ماضي

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:44 AM

[frame="13 95"]
رآني اللّه ذات يوم في الأرض أبكي من الشقاء
فرقّ، واللّه ذو حنان على ذوي الضرّ والعناء
وقال: ليس التراب دارا للشعر، فارجع إلى السماء!
وشاد فوق السّماك بيتي ومدّ ملكي على الفضاء
فالتفّت حول عرشي وسار في طاعتي الضياء
وصرت لا ينطوي صباح إلا بأمري ولا مساء
ولا تسوق الغيوم ريح إلاّ ولي فوقها لواء
فالأمر بين النجوم أمري لي الحكم فبيها ولي القضاء
...

لكنّني لم أزل حزينا مكتئب الروح في العلاء
فاستغرب اللّه كيف أشقى في عالم الوحي والسّناء
وقال: ما زال آدميّا يصبو إلى الغيد والطّلاء
ومسّ روحي واستلّ منها شوقي إلى الخمر والنساء
وظنّ أنّي انتعى بلائي فلم يزدني سوى بلاء
واشتدّ نوحي وصار جهرا وكان من قبل في الخفاء
وصار دمعي سيول نار وكان قبلا سيول ماء
...

يا أيّها الشاعر المعنّى حيّرني داوّك العياء
هل تشتهي أن تكون طيرا؟ فقلت: كلاّ، ولا غناء!
هل تشتهي أن تكون نجما؟ أجبت : كلاّ ولا بهاء!
هل تبتغي المال؟ قلت: كلاّ ما كان من مطلي الثراء
ولا قصورا ، ولا رياضا ولا جنودا ولا إماء
وليس ما بي ، يا ربّ، داء ولا احتياجي إلى دواء
ولا حنيني إلى القناني ولا اشتياقي إلى الظباء
ولا أريد الذي لغيري ذا حكمة كان أم مضاء
لكن أمنية بنفسي يسترها الخوف والحياء!
فقال: يا شاعرا عجيبا قل لي إذن ما الذي تشاء؟
فقلت: يا ربّ، فصل صيف في أرض لبنان أو شتاء
فإّنني هنها غريب وليس في غربة هناء!
فاسضحك اللّه من كلامي وقال: هذا هو الغباء
لبنان أرض ككلّ أرض وناسه والورى سواء
وفيه شيء تشتاق فيه؟ فقلت: ما سرّني وساء
تحنّ نفسي إلى السواقي ، إلى الأقاحي، إلى الشّذاء
الى الروابي تعرى وتكسي، إلى العصافير والغناء
الى العناقيد ، والدوالي، والماء، والنور، والهواء!
فأشرف اللّه من علاه يشهد ((لبنان)) في الماء
فقال: ما أنت ذو جنون وإنّما أنت ذو وفاء
فإنّ لبنان ليس طودا، ولا بلادا،لكن سماء!

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:44 AM

[frame="13 95"]
في ذلك الرّوض الأغنّ بدى فتى

قد يبلغ العشرين عاما ذو نهى

كالبدر ألا أنه متكتّم

والغصن ألاّ أنه غصن ذوى

كتب الضّنى في وجهه هذا الذي

كاد الغرام به يؤول إلى الفنا

دَنِف تروّعه الغصون اذا انثنت

طربا، ويقلقه النسيم اذا جرى

حيران يُقعِده الهوى ويقيمه

فكأنه علم يداعبه الهوا

فأذا رنا للأفق ظنّ نجومه

عقدُ التي من رامها رام السّما

وتوهّم القمر المحلّق وجهَ من

ضنّت وجادت باللّقاء وبالنّوى

حجب الغمامُ البدرَ عند مسيره

فكأنه (أسماء) تسري في الدّجى

حسناء قد عشق المحب عفافها

وتعشّقت آدابه فهما سوا

كالغصن قامتها اذا الغصن انثنى

وجبينها يحكي الصباح اذا انجلى

وقعت غدائرها على أقدامها

فكأنها قد عضّها ناب الهوى

خَودٌ أذا نطقت حَسِبْتَ حديثها

درّا، ولكن ليس مما يشترى

وقفت تحيط بها الزهور كأنها

قمر تحيط به الكواكب في الفضا

ومشت تحف بها الغصون كأنها

ملك تحف به الجنود إذا مشى

للّه زورتها و قد قنط الفتى

فكأنها روح جرى فيمن توى

هيهات ما ظفر المؤمّل بالغنى

بألذّ من ظفر المتيّم باللّقا

فدنا يطارحها تحيّة عاشق

ويقول أهلا بالحبيب الذي أتى

بينا تصافح من يصافحها إذا

بدموعها سحّت فصافحت الثرى

"ما للعيون تحدّرت عبراتها

وعلام هذا الحزن يا ذات البهاء"؟

قالت حبيبي لو ترى ما قد جرى

في ربعنا شاركتني فيما ترى

جار القضاء عليّ في أحكامه

ما حيلة الأنسان إن جار القضا؟

فابك معي، فلربمّا نفع البكا

إن الليالي لا تدوم على الصفا

قال الفتى، والدمع منتثر على

خدّيه، يا أسماء قولي ما جرى

فتلفّتت في الرّوض خيفة سامع

فكأنها الظبي الغرير إذا رنا

وترددت بكلامها فكأنما

تبغي ولا تبغي التفوّه بالنبا

قالت ودمع الحزن يخنق صوتها:

وشت الحواسد عند من نخشى بنا

وغداً يعود الشّمل منفصم العرى

هذا هو الخبر اليقين بلا خفا

قد أنبأته بالفراق وما درت

أن الفراق حمام من عرف الهوى

فكأنما سهم أصاب فؤاده

وكأنه لما ارتمى طود هوى

أما الفتاة فراعها ما صار في

محبوبها وكأنها ندمت على...

جعلت تناديه بصوت محزن

فيجيبها كندائها رجع الصدى

حتى إذا قنطت دنت منه كما

يدنو أخو الدّاء العضال من الدوا

وحنت فحرّكت الفتى وإذا به

جسم ولكن لا حياة به ولا...

قد فارق الدنيا ففارقها الرّجا

وهوت تعانقه ففارقت الورى

قمران ضمّهما التّراب و ما عرفــ

ــت سواهما قمرين ضمّهما الثّرى

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:45 AM

[frame="13 98"]
لعمرك ما حزني لمال فقدته ولا خان عهدي في الحياة حبيب
ولكني أبكي وآندب زهرة جناها ولوع بالزهرة لعوب
رآها يحلّ الفجر جفونها ويلقي عليها تبره فيذوب
وينقض عن أعطافها النور لؤلؤا من الطلّ ما ضمت عليه جيوب
فعالجها حتى استوت في يمينه وعاد إلى مغناه وهو طروب
وشاد فأمست في الإناء سجينة لتشبع منها أعين وقلوب
ثوت بين جدران كقلب مضيمها تلّمس فيها منفذا فتخيب
فليست تحبي الشمس عند شروقها وليست تحبي الشمس حين تغيب
ومن عصيت عيناه فالوقت كلّه لديه ، وإن لاح الصباح ، غروب
لها الحجرة الحسناء في القصر إنما أحب إليها روضة وكثيب
وأجمل من نور المصابيح عندها حباحب تمضي في الدجى وتؤوب
ومن فتيات القصر يرفض حولها على نغمات كلهنّّ عجيب
ترافض أغصان الحدقة بكرة وللريح فيها جيئة وذهوب
وأجمل منهنّ الفراشات في الضحى لها كالأماني سكنة ووثوب
وأبهى من الديباخ والخزّبالدّمى فضاد تشعّ الشهب فيه رحيب
تحنّ إلى مرأى الغدير وصوته وتحرم منه ، والغدير قريب
وليس لها للبؤس في نسم الرّبى نصيب ، ولم يسكن لهنّ هبوب
إذا سقيت زادت ذبولا كأنما يرشّ عليها في المياه لهيب
وكانت قليل الطلّ ينعش روخحها وكانت بميسور الشّعاع تطيب
بها من أنوف الناشقين توعّك ومن نظرات الفاسقين ندوب
تمشّى الضنى فيها وأيار في الحمى وجفّت وسربال الربيع قشيب
ففيها كمقطوع الوريدين صفرة وفيها كمصباح البخيل شحوب
أيا زهرة الوادي الكئيبة إنني حزين لما صرت إليه كئيب
وأكثر خوفي أن تظني بني الورى سواء، وهم مثل النبات ضروب
وأعظم حزني أنّ خطبّك بعده مصائب شتّى لم تقع وخطوب
سيطرحك الإنسان خارج داره إذا لم يكن فيك العشية طيب
فتمسين للأفذار فيك ملاعب وفي صفحتك للنعال ضروب
إسارك، يا أخت الرياحين ، مفجع وموتك، يا بنت الربيع ، رهيب
ولكنها الدنيا، ولكنه القضا وهذا، لعمري ، مثل تلك غريب
فكم شقيت في ذي الحياة فضائل وكم نعمت في ذي الحياة عيوب
وكم شيم حسناء عاشت كأنها مساوىء يخشى شرّها وذنوب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:46 AM

[frame="13 95"]
أزور فتقصيني وأنأى فتعب وأوهم أني مذب حين تغضب
وأرجو التلاقي كلّما بخلت به كذلك يرجى البرق والبرق خلّب
وأعجب من لاح يطيل ملامتي ويعجب مني عاذلي حين أعجب
هو البخل طبع في الرجال مذمم ولكنه في الغيد شيء محبب
كلفت بها بيضاء سكرى من الصبا وما شربت خمرا ولا هي تشرب
لها الدرّ ثغر واللجين ترائب وشمس الضّحى أم وبدر الدّجى أب
خليلي أما خدّها فمورّد حياء واما ثغرها فهو اشنب
لئن فرقّت بين الغواني جمالها لدام لها ما يجعل الغيد تغضب
ولو أن رهبان الصوامع أبصروا ملاحتها واللّه لم يترهّبوا
تكلّفني في الحبّ ما لا أطيقه وتضحك إما جئتها أتعتّب
أفاتنتي حسب المتّيم ما به وحسبك أني دون ذنب أعذّب
أحبك حبّ التازح الفرد أهله فهل منك حب الأهل من يتغرّب؟
وهبتك قلبي واستعضت به الأسى وهبتك شيئا في الورى ليس يوهب
فإن يك وصل فهو ما أتطلّب وإن يك بعد فالمنيّة أقرب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:47 AM

[frame="13 98"]
سفرت فقلت لها أهذا كوكب قالت أجل وأين مني الكوكب؟
وتبسّمت فرأيت رئما ضاحكا عن لؤلؤ لكنّه لا يوهب
وتمايلت فالسمهري مصمم ورنت فأبصرت السّهام تصوّب
أنشبت ألحاظي بورد خدودها لّما رأيت لحاظها بي ننشب
قد كلمت قلبي ولم ترفق به واللّظ لو درت المليحة مخلب
بيضاء ناصعة كأن جبينها صبح وطرتّها عليه غيهب
يا طالما اكتسب الحرير ملاحة منها ويكسب غيرها ما يكسب
ولطاما بعض النساء حسدتها ولطالما حسد السليم الأجرب
بين الطلاء وبينهنّ قرابة مشهورة عنها الجميلة تنكب
إنّ الملاحة عندها عربية وجمال هاتيك الدّمى مستعرب
قل للغواني إنّها خلقت كذا الحسن لا يشرى ولا يستجلب
فإذا بلغتنّ الجمال تطريا فاعلمن أنّ بقاءه مستعصب
هيهات ما يغني الملاح الحسن إن كانت خلائقهنّ لا تستعذب
إني بلوت الغانيات فلم أجد فيهن قطّ مليحة لا تكذب
وصحبتهنّ فما استفدت سوى الأسى ما يستفاد من الغواني يتعب
وخيرتهنّ فما لبكر حرمة ترعى وأعذر من رأيت الثّيب
لا يخدعتك ضعفهنّ فإنّما بالضعف أهلكت الهزير الأرنب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:48 AM

[frame="13 98"]
أقاح ذاك أم شنب وريق ذاك أم ضرب
ووجه ذاك أم قمر وخد ذاك أم ذهب
جمال غير مكتسب وبعض الحسن يكتسب
ثكلت الظرف، عاذلتي أهذا الحسن يجتنب؟
عددت لها العيوب وليس إلاّ الظّرف والأدب
فتاة بين مبسمها وبين عقودها نسب
لواحظها نمتها الهند لكن أهلها عرب
مرنّحة إذا خطرت رأيت الغصن يضطرب
مشت وونت روادفها فكاد الخصر ينقضب
يسر العاذلون إذا نأت ويعودني الوصب
ويصطخبون إن قربت وعندي يحسن الطّرب
فأبكى كلّما ضحكوا وأضحك كلّما غضبوا!

[/frame]


الساعة الآن 02:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى