منتديات المُنى والأرب - The Omega point Theoryنظرية نقطة الاوميغا

The Omega point Theory نظرية نقطة الاوميغا
ما هي نقطة الأوميغا , و بما تختلف عن مفهومنا لله الحالي ؟

يُعرّف الفيزيائي - فرانك تبلر - نقطة الأوميغا بأنها الإله الغير موجود حاليّاً , و لكن الكون و في سيره البطيء في جمع المعلومات الواجب توافرها , سيكوّن هذا الإله و يخلقه , قاصداً أن الإله غير موجود حاليّاً , و لكن سيوجد في المستقبل البعيد , عندما تتوافر و تتراكم كميّة المعلومات المناسبة لتكوين هذا الإله اللامتناهي , الذي هو تمركز الكون أو ما يعرّف بنقطة الأوميغا , حينها , يصبح الله هو الكون نفسه .

مثل هذا الإله المستقبلي لا يتطلب الطقوس المعتادة في العبادات ,و المعروفة في الأديان المنتشرة , بل هو إله لا ينافي إدراك العقل له و إمكانية اثباته بالتجربة و إعطاء وظيفة و هدف و معنى لوجود البشرية , عبادتنا له ستكون بالمساهمة في تكوين المعلومات و نشرها في الكون , و هذا سيكون غاية وجودنا , أي المساهمة في خلق الله المساوي لنقطة الأوميغا , و لأن هذا الإله يعتمد على كميّة المعلومات المفترض لا نهائيتها , سيقوم ببعثنا من جديد عن طريق محاكاة حسابيّة نشعر من خلالها أنّا عاودنا الحيّاة مرّة أخرى – و هذا ما يقربنا من فكرة التقمّص - , و أننا لنعيش عيشة الخلود مرافقين لشريك كاملين التفاهم معه , كما أننا قادرين و عبر الذكاء الكوني العالي النسبة مستقبلاً على عكس أي تمدد كوني مفترض , و ذلك حفاظاً على الكون نفسه من العدمية و التلاشي .

تبلر قدّم و دافع عن نظريته – نقطة الأوميغا – بإستفاضة في كتابه – فيزياء الخلود 1994 - , نظرية نقطة الأوميغا تفترض خمس نقاط أساسية متعلّقة بالكون :

1 _ الكون مغلق , أي له حجم معيّن و تكويّنه الهندسي ثلاثي الأبعاد .

2_ لا توسّع كوني , و يعني بذلك أن الكون سيتمركز في نقطة واحدة هي الأوميغا – و الذكاء الكونيّ العالي كفيل بذلك - .

3_ الحياة ستعمّ في كل أرجاء الكون و ستتحكم بهِ .

4_ إن كميّة المعلومات المتكوّنة منذ الأزل حتّى المستقبل الكوني ستكون لا نهائية .

5_ يستحيل إنتهاء كمية المعلومات في سيرنا الزمني نحو حالة الكون النهائية فيما ستكون عليه .

يتبيّن تبلر أن هذه النقاط الخمسة الآنفة مستوحاة من أساس النظريات الفيزيائية , مثل النسبية العامة مع الجاذبية الإدمانية .

كما يرى تبلر أن الحالة النهائية للكون – نقطة الأوميغا – ينبغى أن تكون محدِدة لوجود الله , و يرى أيضاً أن التقاء إلهه العلمي غير مستحيل مع إله الديانات إن نُظِر إلى الأمر من هذا المنطلق , فهو يستشهد من سفر الخروج 3:14 تعريف الإله لموسى بإسمه و قوله بالعبرية : ايهيه آشر ايهيه , والترجمة الأفضل للإنكليزية هي : I shall be what I shall be , و تعني بالعربية : سوف أكون ما سوف أكون , فبحسب رأي تبلر , الله أخبر موسى بأنّه سيكوّن جوهره بصيغة مستقبلية , فإذا صنّفنا الله بأنّه شيء لا متناهي , إذا الله يخبرنا أنه المستقبل اللامنتهي أبداً , أي تمرّكز لا نهائية الكون المتمثلة علميّاً بنقطة الأوميغا ؛ و يقول بأن ترجمته لـ ايهيه آشر ايهيه , مأخوذة من إنجيل دراسات جامعة أوكسفورد – النسخة المنقّحة الإعتيادية - , كما أنّه قدّم العديد من الحجج العلمية و اللاهوتية لنصرة نظريته – نقطة الأوميغا - مع بعض أصدقائه الفيزيائيين في مقالات منوّعة قد أحصل عليها و أترجمها قريباً .

يقول تبلر بأن د. ديفيد ديوتش – فيزيائي في جامعة أوكسفورد - , قد دافع عن نظريته . د. ديوتش الحائز على ميدالية – ديراك – في كانون الثاني عام 1998 لإختراعه الحاسوب الكمّي , و دفاع د.ديوتش مستوحى من كتابه المذهل - بنيان الواقع 1997- , و يوصي تبلر بشدّة بقراءة هذا الكتاب , الذي تعتمد عليه الفيزياء الكميّة و الحاسوب الكمّي , حتّى أن تبلر يوافق أغلب ما جاء في كتاب د . يوتش ما عدا ما خالف بهِ د. ديوتش نفسهُ , كثر خالفوا تبلر في ربطه للاهوت بالفيزياء , و أوّلهم د. ديوتش و آخرون من الفيزيائيين الذين التمسوا استحالة حقيقة في ربط القوانين الفيزيائية العلمية باللاهوت الروحي , و هذا ما قام به تبلر في نصرة نظريته أمام المتدينيين .

بقي أن أقول بأن فرانك تبلر أميركي الجنسية وُلِدَ في 1 / 2 / 1947 في الأندلسية الواقعة في ولاية الأباما في الولايات المتحّدة الأميركية , قدّم نظرية عام 1974 مفادها إمكانية السفر عبر الزمن , له كُتب أذكر منها , كتاب فيزياء الخلود , و كتاب فيزياء المسيحية بجزئيه , و العديد العديد من المقالات .