منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   خواطر قصصية - أرب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=172)
-   -   جدّتي أم غـسّـان (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=282)

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 09:06 PM

جدّتي أم غـسّـان
 

جدّتي أم غـسّـان


بقلم: ارب جمال

هنـاك...وفـي زاويـة منـزل لا يبـعد كثـيرا عـن العمـار, جلسـت أمّ غـسّـان فـي فـنـاءه فـوق حصـيرة تـملؤهـا آلاف الثـقوب والرقّـع, تـهلّـل وتسـبّـح وتـستـذكر, رانـية إلـى البـعيد لـعلّه يـأتـي بشيء جـديـد.
ليتنـي أغـوص فـي أعـماق هـذه المـرأة الطيبـة وأعـلم مـا يـدور بخـلدهـا! ليـتـني أعـرف الـى أي مـدى" تـصل فـي تفـكيرهـا هـذا ..؟ أتـراها تـقلـّب المـاضـي وأحـداثـه ؟ أم تفـكّر بـما هـو آت ؟ لا. لا أعـتقـد انّـها تـفكّر بـالغـد البـعيـد.. بـل بـاللـحـظـة القـادمـة ومـا تـخـبـؤه لـهـا, فـفـي كـل لـحظـة تـتـوقـع أن لا تـعيـش اللّـحظـة الـقادمـة , وحـيـن تـضـع رأسـها على الـوسـادة تـودّع دنـيتـهـا الـفـانـية وتـستـودع الـلّـه أمـانـتـه .
أم غـسان هـي أمّ الحـارة, حـين كـانـت هـناك حـارة. وحـين هـجرهـا مـن كـان فيـهـا أصـبـحـت ذكـرى. فـهـل يـاتـرى يـذكـرهـا مـن كـان فـيهـا؟ وهـل يـذكـر أحـد مـعـانـاة هـذه المـرأة الصـابرة الّـتـي مـثّـلت جـيـلا , لا بـل أجـيالا بـأكـملـها؟
ربـّما !
ربّـمـا تـمرّ بـخـاطـرنا مـرور الـكـرام, أو كنسـمـة عـابـرة ثـمّ تـطوى بـالـذاكـرة مـن جـديـد.
حـين تـنظـر الـى أم غـسّـان فـي وحـدتـها يـتـراءا لـك مـسـتـقـبلك.. فـغـدا سـيـتـركك ويـرحل عـنـك مـن كـان يـمـلأ بـيـتـك, يـهـجرك كـما هـجـر الـجـمـيع أمّ غـسّـان .
كـانـت أمّ غـسّـان وطـنـا للـجمـيع , فـحـين تـريـد أن تـرتـاح وتـزفـر آهـات نـهارك وعـنـاءه , فـلـيس هـنـاك أبـرح ولا أوسـع مـن بـسـتـانـها لـيظـّلك , فـتعـيـش عـالمـا آخـر .. وبـه متّـسـع لأطـفـال الـحـارة جـمـيعا", كـما هــم قلـبهـا وسـاعـداهـا.
كـبـرت أمّ غـسّـان الآن , وكـبـر مـعـها حـنـيـنـهـا للـماضـي بكـل صـوره وأحـداثـه .. أعـطـت وضـحّـت بـكـل مـالـديـهـا .. فمـاذا بـقـي لـهـا ؟؟؟
ربّمـا أنـا أعـلـم لأنّـي مـا زلـت أراهـا كـمـا لـو أنّـهـا تـقـلّـب صـفـحـات حـيـاتـها أمـامـي , رغـم أنّ الـزمـن ابـتـلـع مـن سـنـيـن عـمـرهـا الـكـثـير, فـمـا زالـت كـما عـهـدتـها وعـهـدهـا غـيري رمـزا لـلصـبـر والـتـضـحـية وطـول الأنـتـظـار.
حـيـن دنـوت مـنهـا وشـاهـدتـها ,أيـقـنـت أن نـظـرة الـدفء والـحـنـان مـازالـت تـنـبـع مـن عـيـنـيـها, وأيـقـنـت أنّ الـلّـه سـبـحـانـه مـا خـلـق هـاتـيـن العـيـنـيـن الا ّلـتـكـونـا لأمّ غـسّـان وأمّ غـسّـان فـقـط , رغـم انّ الـزمـن أخـذ بـعـض نـضـارتـهـمـا وعـبـث بـهـمـا فـأطـفـأ بـعـض بـريـقـهـما بـهـذه الـدمـوع الـحـارقـة, الّلـتـي خـطـت عـلـى وجـهـهـا طـرقـا مـتـشـعّـبـة.. وقـبـل أن تـجـد الـدّمـوع مـقـرّهـا تـمـسـحـهـا أمّ غـسّـان بـكـمّـهـا.
آه يـا أمّ غـسّـان آه ! كـلّ دمـعـة لابـدّ وأن لـها قـصّـة أو حـكـايـة لكـنـها سرعان مـا تـتـوارى خـلـف هـذا الكُـمّ أو فـي ثـنـايـا نـسـيـجه.
هـذه المـلامـح الطيـبة العـريقـة والتـجاعـيد اللّتـي أبـدعتـها يـد الخالـق فـي هـذيـن الكفـين الحنـونين , وهـذه الخـدود الـوردية واللّـتـي رغـم عـبـث الـزّمـن بـهـا تـحـاكـي أجـمـل جـمـيـلات نـسـاء الـعـالـم ... آه كـم أتـوق لأسـبـر أعـمـاقــك وأحـل ألـف لغـز ولغـز تـخـفـيـنـه..,و آه لـعـجـزي عـن ذلك, آه ايتـّها الـجـدّة.. آه.
لي الشـرف كـل الشـرف أن تـكونـي جـدّتـي كـما كنـت لكـل النـاس.
سـأقـتـرب , لابـد لـي الاّ أن أقـتـرب.... , فـلا أحـد يـعرفـك كـما عـرفـتك أنـا , ولا لأحـد سـمـحـت لـنـفـسك أن يـقـاسـمـك آهـاتـك سـواي .
كم تمـنـّيتـنـي بـل ورجـوتـنـي أن لا أرحـل بعيـدا عنـك كما فـعل غـيري, لكنـنـي كـنـت كـمـن اتـّخـذ الهـوى مـطـيّة لـه, فرحـلت. لكـنّـك لـم ترحـلـي أبـدا مـن ذاكـرتـي , ولـذلـك عـدت.
عـدت الـيك مـن غـربـتـي لا أحـمل شـيـئـا سـوا خـيـبـتي. عـدت ولا أمـلك سـوا أمـلا" فـي أن اراك كـمـا عـهـدتـك , أقـحـوانـة تـزيّـن تــراب وطـنـي , عــدت آمــلة أن تـسـامـحـي غـفـلـتـي وطـيـشـي, فـهـل سـأجـدك كـما عـهـدتـك دومـا بـجـانـبـي؟
لـمـاذا نـرهـق الـكـبار أكـثر؟ ولـمـاذا نـحـمـلهـم دومـا عـبء طـيشـنـا وهـفـواتـنا؟أهـم حـمـل ذلـك؟ ألا تـكـفـيهـم هـمـوهـم ومـا عـانـوه طـوال حـياتـهـم؟
هـي الأنـانـيـة إذن! دومـا عـلـيـنا أن نـلقـي بـهـمـنا وفـشـلـنا, لا بـل وأخـطـائـنـا عـلـى مـن هـم أكـبـر مـنّـا , فـبـرغـم نـصـائـحـهـم, ورغـم الـمـرارة والألـــــم ومــا كـابـدوه ولا زالـوا بـسـبـبـنا ,نـعـود لـنـسـتـقـوي عـلـيـهـم فـي سـنـي ضـعـفـهـم ونـحـمـلّـهـم مـرة اخـرى أخـطـاؤنـا ومـرارة عـجـزنـا..
أصـلّـي لـلّـه كـي يـسـامـحـونـا ويـغـفـروا لـنا اصـرارنـا عـلى مـحـاسـبـتـهـم وتـقـصـيـرنـا الـدائـم فـي حـقـهـم. فـلـيـسـامـحـنـا ألـلّـه.
مـاذا حـمـلـت لـك مـن غـربـتـي؟؟ لـيـس الاّ بـعـض أحـداث مـريـرة عـصـفـت بـي, وبـعـض آهـات تـخـنـقـنـي ولـن أجـد سـبـيـلا للـخـلاص مـنـها الاّ عـلـى صـدرك, فـهـل سـتـقبـلـيـني يـا وطـن الـوفـاء؟؟؟
مـا أجـمل وأطـهـر هـذه البـقـعـة الّـتـي تـجلـسيـن عـلـيـها, وهـذه الـجـدران الشـامـخـة الأبـيّـة , كـلّ حـجـر فـيـهـا يـحـكي تـاريـخـا ويـسـرد حـكايـاه بـصـمـت .. مـجـرّد الـنظـر الـى هـذه الـجـدران تـجـعـلك تـقـرأ حـكايـا وتـاريخـا لـلأرض ولأمّ غـسّـان وكـلّ مـن عـرفـهـا ولـم يـعـرفـهـا.
آه , آه يـا أمّ غـسّـان , بـكـل الحـمـاس الّـذي دفـعـنـي للـعـودة الـيـك , أجـد الآن خـطـواتـي تـتـثـاقـل كـلّـمـا اقـتـربـت مـنك.. أنـا عـلـى يـقـيـن انـك تـحسّـيـن بـوجـودي , فـكـما كـنـت تـقـولـين لـي دومـا بـأنّـي آتـيـك مـع رائـحة الـزعـتـر والـتـوت والـمـطر . فـهـل تـحـسّـيـن بـوجـودي الآن؟ أم أنّ الـزمـن مـحـا مـن ذاكـرتـك رائـحـتــي؟ وهـل تـحـسّـيـن بـوقـع خـطـواتـي؟ أم أنّ الـزمـن كـذلك انـسـاك ايّـاهـا؟
أحـسّ بـرعـشـة غـريـبـة تـنـتـابـنـي الآن! والـسّبـحـة الّـتـي سـقـطـت مـن يـدك تـؤكـد أنـك لابد عـرفـتـيـني . تـلفّـتـك صـوبـي , رغـم انـّك لا تـريـنـي.. أيـعـنـي هـذا...؟ قـاطـعـتـني الـجـدّة: اقـتـربـي يـا ابـنـتـي! دعـيـنـي أتـحـسـس شـعـرك ومـلامـح وجـهـك. كـنـت واثـقـة أنّـك ستـعودين. اقتـربي يـا رائـحـة أغـلا النّـاس , تعالـي لأضـمّـك وأشــمّ رائـحـتـك..و ..و.. ,وأقبلّـك.
بـأسـرع مـن أنـفـاسـي اللاهـثـة وجـدت نـفـسـي فـي حـضنـها, أعـانـقـهـا وتـعـانـقـنـي, و.....ضـمّـتـنـي طـويـلا ...

لـم أكـن أعـلـم أنّ دفْ نـسـاء العـالـم كـلّـه سـأجـده علـى صـدرها وبيـن ذراعيهـا.

كـم مـن سـاعـة صـمـت مـضـت ومـضـت وأنـا بـيـن ذراعـيـها!!!؟
كـم مـن عبـارة نـدم كـادت تـخرج مـن أعمـاقي , لكـن دفء هذه المـرأة منعهـا ولـم يـأذن لهـا بـالخـروج!

أحـسـســت أنّــي أطـفـأت فـي أعـمـاقـها بـعـض ظـمـأ الـسّـنـين ومـرارة الاغـتـراب وردّت لأعـمـاقي بـعـض الـسّكيـنة اللّـتـي أنـشـد..

آه كـم كـنـت بـحـاجـة لأن ألـقـي بـكُـلّ هـذه الهـمـوم علـى كـاهل أحـد, وكـأنّ هـذه الجـدة بحـاجـة الـى هـم؟ أعـتـرف بـأنانيّـتـي فعذرا كـل العـذر منـك.
زفـرة واحـدة خـرجت مـن أعمـاقهـا أعـادت فـي الـذّاكـرة أمـورا كثيـرة ورسـمـت شـريطـا مـن الـذكريـات أمـام نـاظـري, رغـم ذلـك مـا زالـت رائحـة الثـّوب الّـذي تـرتـديه تـتـغـلغـل الـى أعـمـاق أعمـاقـي فـيشعـرنـي بـرائـحـة الـحـرّية وعـبـق الذكـريات الجميـلـة الـتّي أبـى الـقدر الاّ أن يحرمـهـا أن تواصـل حيـاتهـا سـعيـدة بـهـا.

للـفـرح بـوّابـة واحـدة, وللحـزن آلآف الأبـواب, ولكـن .. حـيـن نـطـرق بـاب الفـرح يـفـتـحـه الكثيـرون, وحيـن نلـج بـابـا" مـن أبـواب الـحزن فـلا أحـد يـرافـقـنـا!

آه أيـّتـها الـجـدة الصّـابـرة.. لـو تـدري مـا فعـل بـي الـزمـن؟ آه يـاجـدتـي آه!!
أسـكـتي الآن يـا ابـنـتـي أرجـوك, المـهـم أنّـك مـا زلـتي علـى قيـد الحـيـاة فـأحمـدي اللّــه يـا ابـنـتـي أنـه مـا زال يـرعـاك رغـم كـل هـذه الآهـات.عـودي اليـه يـاابـنـتي, عـودي اليـه.
علـى ضـوء سـراج الجـدة سهـرنا, رغـم الضـوء القـادم مـن أعمـدة الانـارة فـي الشـارع , والـذي يتـأرجـح ويـخـفـت مـع كـل نـسـمـة , الاّ أنّ سـراج الجـدة لـم يـخـفـت , ورغـم لـسـعـة البـرد الـتي كانـت تـنـتـابنـي بيـن فتـرة واخـرى, الاّ أنّ حـضـن الجـدّة غـمـرنـي بـدفْء لـم أعهـده مـن قبـل.
لـمسـات الـجـدّة الـحنـونـة وعـبـثـهـا بـشعـري جـعـلانـي أسـتـعـيـد طـفـولـتـي وذكـرياتهـا, فـمـا كـان مـن الجـدّة الاّ أن بـدأت بـسـردها فـي أعـماقـهـا , وكأنهـا كانـت تجـول فـي ذاكـرتي وتقـرأها, وقبـل أن تبـدأ ببـوحـهـا بادرتنـي:
- أنـت يـا ابـنـتـي نـصـفي الآخــر, أنـت صـورة عنّــي وقـطـعـة مـن قـلـبي.
- نـعم يـاجـدتـي , نـعم. .
-
هـل كتـب علـي أن أحمـل قـدر الجـدّة ؟ وهـل كتـب علـي أن أعيـد تاريـخها مـرة أخـرى؟
- ولـكني ارتكبـت حمـاقـات كـثيـرة لا يعـقل أن تكـوني قد ارتكبتها أيتها الجدة.
- ومــن منـّّا لا يرتـكب الحـماقـات؟
- لكنّـنـي هـربـت وابـتلعـتـنـي المـديـنة...
- وأنـا حـاولـت ..لكـنـّني لـم أفـعل , كـان هـنـاك شـيـئ يـشـدّنـي لـلبـقـاء فـأبـتـلعتـنـي الأرض يـا ابـنـتـي, وبـقـدر مـا أعـطـيـتـها كـانـت رؤؤفة بـي, فـأعـطـتـنـي الـمـزيـد الـمـزيـد. نـعـم لـقد أخـذت شـبابـي لـكـنّـهـا عـلـّمـتـنـي الـصـمـود والانـتـمـاء. فـاهـدأي يـا ابـنـتـي ولا تـلـومـي نـفـسك كـثـيرا , هـذا قـدرك ويـتـعـيّن عـلـيك تـقـبـلـّه .

"مـن منّـا لا يحمــل قـدره بـيـن يـديـه؟ ومـن مـنـّا يـسـتـطـيـع الـوقـوف فـي وجـه قـدره وتـغـيـير مـسـاره؟ "

- صـدقـت يـا جـدّتـي , كـلامـك يـريـحـنـي ويـمـسـح رواسـب خـيـبـات وآلآم تـعـفـّنـت فـي أعـمـاقـي, تـهـت كـثـيرا .. فـتـارة تـتـلـقّـفـني قـلـوب حـانـية, وتـارة اخـرى تـركلـني غـير آبـهـة بـي وبـمـصـيري. كـدت أن أخـتـنـق مـن جـوّ فـاسـد أقـحـمـني بـه قـدري, ولـكن الـحـمـد لـلـّه أنـّي تـحـرّرت مـنـه.
-

ألأشــجار تـحـتضـر,,
وينـابيـع تـجـف,,
بعـض الآلام تـورّقت,,
وكـلّ مـا فـيـنا,,
حتـّى أحـلامـنا وبقـايـا اسـماؤنـا
تـعـفـّنـت
- ( صـرخـت الـجـدّة بـحـدّة لـم أعـهـدها بـهـا مـن قـبـل وكـأنّي أوّل مـرّة أسـمـع صـوتـهـا):
ولـم لـم تـعـودي؟؟؟ لــم؟؟؟ فـي الـوطـن جـلاّد واحـد وفـي الـمـنـفـى آلآف الجلاّديـن. أخطـأت كثيـرا يا ابـنـتـي , أخـطـأت.
- خـوفـي مـن أن تـشـمـت بـي نـفـسـي حـيـن أراك مـنـعـنـي.
- هكــذا ابـن آدم يـا ابـنـتـي .. أعـطـاه الـلـه روحـا" فـأبـى الاّ أن يعذبـهـا بالهــوى , وأعـطـاه جـسـدا" فـأبـى الاّ أن يـبـلـيـه بـالـمـعاصــي. مـاذا كنـت سـتـخـسـريـن لـو أطـعـتـنـي وبـيـقـيت ؟
- قـلت أجـرّب حـظّـي كـمـا فـعـل الآخـرون. "شـردت لـلـحـظـة اثـنـاء الـحـديـث وقـلـت لـنـفـسـي:
-

رحـلـت عـن نـفسـي الـى الـمـنـفـى وبـنـيـت عـشّـا فـي الشـمـس,,
أحـتـرقـت نـفـسـي هـنـاك فـي الـوطـن,,
وتـكاثـرت فـي الـمـنـفـى آلآف الأعـشـاش,,"
- لـلـغـربـة عـن الـوطـن ضـريـبـة بـاهـظـة , كـلّ مـنّـا عـلـيه أن يـدفـعـهـا. عـشـق الـوطـن وحـب الأرض اسـمـى كـثـيرا مـن عـشـق الـذات يـا ابـنـتـي.
- أتـصـدقـين مـن مـثـلي يـتـهـم يـومـا بـوطـنـيـته يـا جـدّتـي؟ أتـصدقـين أن تتـآمر عـليـك ثـلّـة مـن الـقـطـط والـكـلاب لـتـنـتزعـك مـن صـرحـك وتـلـقـي بـك خـارجـا غـير آبـهـة بـكـل مـا قـدّمـت؟؟ أيعـقـل هـذا؟؟
- وهـل يسـاوم أو يـزايـد أنـسـان علـى وطنـيتـه؟ الـوطـن فـي حـدقـة العـيـن. ولـكـن كثير مـن النـاس مـن يـسـتهـويهـا الـنـفـاق والـتـسـلـق علـى أنفـاس الآخـريـن , ألـم تـقـرأي فـي كـتـب الـتـاريـخ عـن هـذا وأنـت مـتعـلـمـة ومـعـلـّمة؟؟ أعـرف أنـك لا تـؤمنـي بكـتب التـاريـخ ولـكن تـعـلمـي أنّ مـثـل هـؤلاء كـزمـرة قـطـط عـلـى مـزابـل الأغـنـيـاء؟
- أتـدري لأنّـي عـشـقـت تـراب هـذا الـوطـن مـن مـحـيـطـه الـى خـلـيـجـه اتـهـمـت بـوطـنـيـتي, فـأصبـح الـعالـم يـطـالـب بـرأسـي كـأنّـي ارهـابـية سـتـقـلب نـظـام الـحـكم فـي الـمـرّيـخ ؟.. ولأنـّي أكـتـب الـشعـر والـخـاطرة وأتـغـنّى بشـمـوخ جـبـال الـوطـن وتـحـدّي مـيـاه الـنـهـر بـالـتـوقـف عـن الـجـريـان , ولأنّـي أكـتـب عـن ألـق عـاصـمـتـي وجـدرانـها وبـيوتـهـا وصـمـود قـلاعـها .. ولأنـنّـي أعـلـنـت الـعـشـق والـولاء لـرايـتـها, اتـهـمـت بـالخـيـانـة وأ’عـلـن قـرارا بـأعـدامـي عـلى الـصـلـيـب فـي رومـا ..نـيـرون آخـر يـنـتـظـرنـي يـا جـدّتـي .. أتـصـدقـين ذلـك؟
- كـلّ شـيـىْ أصـبـح مـباحا فـي عـصـر ووقـت مـثـل هـذا يـا ابـنـتـي , لـقـد ابـتـعدنـا كـثـيرا عـن عـصـر الـمـثـل والأخـلاق فـأنـقـلـبت كـل المـوازيـن والمـعـايـير . فـيـما مـضى كـنّـا نـعـمل يـدا بـيـد لـنردّ غـائـلـة الـجـوع , وكـنّـا كـلّـنـا فـي الـبـلـد اسـرة واحـدة وكانـت البركـة مـوجـودة, والـيـوم حـيـن تـفـرّق الـنـاس وتـشـتـّتـوا أذهـب الّلـه الـبركة فـأصـبـح كـل واحـد يريـد كـسب رزقـه بـالـحـيلة والمـكر حتّـى يـسـتـطـيع أن يـجـد لـه مـوطـأ قـدم فـي ســاحـة الـعولمـة, ويـقـف فـي وجـه هـذا الطـوفـان الـمسـتـعر بـالـغـلاء فـيـتـصرّف كـما تـقـولـيـن .
- ولـكن مـن يـحـارب طـاغـوط الـفـسـاد وهـذه الـرؤؤس الـمـلآى بـالتـرهـات يـتـحكّم بـهـا شيـطـان الـهـوى؟ هـل وئـدت القـيم ؟ ألـسنـا عـربـا لـدينـا قـيـم نـباهـي بـهـا الـخـلـيـقـة؟ وأيـن الـشرفـاء إذن؟؟
- بـمـاذا أجـيـبـك يـا ابـنـتـي ؟ لـقـد دفـنـت هـويـتـنـا الـعـربـية يـوم سـلـبـت أرضـنا قـسـرا فـي فـلـسـطـين وشـرّدنـا , لـم نـحـاول أبـدا إرجـاعـهـا لكـنّنـا مـا زلـنـا نـسـاوم عـليـهـا, لـقـد تـمّ تـخـديـر صـحـوتـنـا هـا هـم أطـفـالـنـا تـتـمـزق أجـسـادهـم بـأسـلـحـة لا تـرحـم سـنـوات أعـمـارهـم ,وهاهو الأخ يذبح أخاه بحجة أن هذا التنظيم مرغوب به وذاك لا..وتشتّت الأسرة الواحدة مابين مؤيد ومعارض..ولا أدري اهم يتصارعون لمصلحتهم أم لمصلحة عدوهم خزاه الله..وأهلنا.. انظري هـاهـم أهـلـنـا فـي بـلاد الـنـخـيـل الـصـامـدة لا يـجـدون كـفـنـا لـيـواروا أجـسـاد مـوتـاهـم , ولا دمـاء لـعـلاجـهـم ,و أهلنا في لبنان من مجزرة الى اخرى ومن دمار الى دمار ولا نجد من يهب لنصرتهم وحمايتهم .. تحركات .. وعود وجامعة همل أمري-عربية – اسرائيلية .. وتـسـأليـنـنـي إن كنّـا عـربـا"؟!؟ أصـبحـنـا لا نـمـلك دمـا" يـحـرّكنا ولا كـفنـا يـسـتر عـورتـنا ,,, عـار عـلـينـا يـا ابـنـتي أن يـهـتـزّ جـذع نـخـلـة أو سـنـديـانـة ونـحـن متـسـمّرون فـي أمـاكـنـنـا نـنـتـظـر ان كـنّا سـنصـمـد أم لا؟ قـمـّة الـعـار.!!
-
كلّنــا نـدوس التـراب , لـكنّـنـا نـعـشـقــه, فـنـحـن نعـشــق تــراب الـوطـن حتّــى الثمــالـــة

- أأزعجتــك بكـلامـي يا جـدّتـي؟
- أبـدا’ يا حـبـيبـتي , ألـم أقـل لـك أنـت نـصـفـي الآخـر؟!!؟ مـنـذ زمـن وأنـا أحـدّث أشـجار الحقـل بـحـديث كـهـذا. منـذ زمـن وأنـا أنـتـظـر مـن يـأتـي لأنـفـض غبـار السـنـن عـن ذكـريات أخـتـزنـتـها الـذاكـرة ولا تـريد أبـدا نـسـيـانـهـا.
- لقـد اثـلـجـت صدري كـثـيرا’ , لا أدري مـن مـنـّا سـتـحـمـل هـمّ الأخـرى بعـد اليـوم؟!
- لـم يـبـقـى فـي قنـديلـي زيـت يا ابنـتي.
- ( لا أدري لمـاذا أصـابـتـنـي رعـشـة مـن عـبـارة الجـدّة) : توكلـي علـى الّلـه يـا جـدّتـي.
- ونعـم الاتـكال.
- ألـم تـتـعـبك الـجـلـســة يـا جـدّتـي ؟ ألا نـدخـل الـى الـبـيـت؟ لقـد أصـبـحـت أكثـر بـرودة الآن عـن ذي قـبـل , هـيّـا فـلـقد اشـتـقـت لكـلّ ركـن وزاويـة فيـه.
-
( نـهـضــت الـجـدّة واتكـأت العكّـازة ,وأخـذت نـفـس هـواء عـميـق , حـسـبـتـهـا سـتـسـتـنـشـق كل الـهـواء الـمـحـيـط بـهـذه الأرض.)

رفضت الجدة حين مددت لها يدي لأعينها على الوقوف.. وقفت بثبات الأرض والشجر وكل ما حولها.
مـا زالـت قـامـتـهـا مـثـل السـنـديـانـة الصـامـدة فـي الأرض," يـبـدو أنّ الجـّدة ترافـق عكّـازتها ولا تتـكأ عليـها!".
"أذكـر أنـّي كـنت دومـا اسـأل جـدّي وأنـا صـغـيـرة لـمـاذا تـقـطـف ثـمـارا" عـن كـل الأشـجـار الاّ هـذه يـا جـدي؟ فـيـداعـب وجـهـي ويبـتـســم ثـمّ يـقـول: غـدا ســتكـبـريـن وسـتـعـرفـين لـمـاذا. حـينـهـااقـطـفـي عـنـهـا أيّ ثـمـرة تريـديـن. وحـيـن كـبـرت أيـقـنـت كـلام جّـدي."

وأيـقـنـت سـرّ احـتـفـاظ جـدّتـي بـعـكّـازة صـنـعـها الـجـدّ مـن هـذه الـشـجـرة .

فـي الـداخـل كـان كـلّ شـيء عـلـى حـالـه وكـأنّ الـزمـن قـد حـط رحـلـه فـي هـذا المـكـان. بعـض الصـور والـرسـوم علـى الجـدران لا زالـت تـحـتفـظ بمـكـانـها ! وهـذا الأثـاث رغـم شـحوبـه وافتقـاره لأهلــه مـا زال فـي نفـس المـكـان! ضـوء الـقمـر يـمـلأ أرجـاء المـكان ويـعكـس خـيـالات لا أسـتـطيـع تفـسـيرهـا.
أشـيـاء الجـد كمـا تركهـا مـا زالـت فـي نـفـس المـكان.. يـا الـلـه!!! وكـأنّهـا تنـتظـر قـدومـه فـي أيّ لحـظـة , أو ربـما تحــنّ الأشـياء الـى أصحـابهـا وتـفـتقـدهـم كمـا نحـن نـفـتـقد الأحبــة أكثــر خاصّــة بعـد الرحـيـل.


أضــاء فـانـوسـا ورحــل ,,,
لـم يكـن يـدري عـظـم مـا فعـل ,,,
لـم يكـن يـدري أنّ للفـانـوس عمـرا ,
مهـمــا طـال يـأتـيه الأجــل,,,
لـــم يكــن يــدري!!!
أنّ رحــلة العـمـر مبـدؤهـا سـفـر
ونـهـايتـهـا بقـايـا مـلـل!!!
_ أإلــى هـذا الحــد كنـت تحبـينه ؟؟ لماذا أبـقيت كـلّ شـيئ عـلـى حـالـه ؟
_ لا تبـالـي كثـيرا يـا إبـنـتي . غـدا" سـتـجـيـبـي بـنـفسـك عـن هـذا السـؤال.
- اذن غـدا" لـديـنـا الكـثـير لنـعـمـله؟
- سـنعمـل أيّ شـيئ الاّ التـغيـير . أتـفـقنـا؟ تعلمين يا حبيبتي اني وحيدة هنا وأحب أن أجد الأشياء في مكانها..فلقد حفظت موضع كل شيء..ان فقدت بصري ..عدد خطواتي ترشدني للمكان والأتجاه....يـا حبـيـبـتي.. آه.. كـلّ زاويــة فـي هـذا المـنـزل لـها ذكـرى وحـكايـة. وأنـا قضـيـت هـذا العـمر مـع هـذه الـذكـريـات , فـي كـل ركـن أرى أحبّـتـي , مـا زلـت أنـاديهـم وأسـامرهـم وأتبـادل وأيّـاهم الأحـاديـث والـدعـابـات و.... بقـيـت الـجـدّة تـتـمـتـم وأنـا سـارحـة أو لـنـقـل شـاردة...



بــيـت الـجـدّة لـوحـة فـنّيـة بـذاتـهـا لا بـل بتـراثـهـا وكـلّ مـقـتـنـياتـهـا.
هـــل أتـيـت فــي الـوقـت الـضـائــع؟؟

عـلى نـفس الفـراش أحتـضنـتني الجـدة , تـمـامـا" كمـا كـانـت تـفـعـل وأنـا صـغـيرة.ولـكـن لـيـس قـبـل أن أسـقـتـني حـليـبـا" بـطـعـم الـزعـتـر.
الله يا جدتي الله.. انت من يخدمني بدل ان اسرع أنا لخدمتك؟!!!

هكذا هم الكبار.. دوما" يقومون على خدمتنا ألأنهم يظنّون انّا مزلنا صغارهم أم ليثبتوا لنا انّهم لم يكبروا بعد؟؟؟

جـسـدي الـمـنـهـك بـحـاجـة لمـثـل هـذا الـفـراش ومـثـل هـذا الحـنـان الـلّذي تـحـيطـني بـه الجـدة.
فـعـلا" أردت الـنـوم ,, لكـنّي لـم أسـتطـع , لـقد دهشـت كثـيـرا" مـن ثقـافـة وشـخصيـة الجـدّة , فـالـعظـمـاء رغـم نـدرتـهـم , أنـا عـلى يـقـيـن أنّـهـا أعـظـمـهـم.
- هـل نـمـت يـا جـدّتـي؟
- لـيـس قـبـل أن تـنـامـي يـا حـبـيـبـتي .
- هـل كـتـب عـلـيّ أن أبـقـى وحـيـدة فـي غـربـتـي؟
- تـوكـلي عـلى الـلّـه ولا تـزعـجـي نـفـسـك كـثـيرا" بـأسـئلـة كـهذه. الـمـثل يـقـول " المـكتـوب مـا منـه مـهـروب" .
وبـدأت الـجـدّة تـحكـي لـي قـصـة أم أحـمد الـتي أضـاعـت ابـنهـا أيّـام الـهجـرة الاولـى وكـيـف جٌـنّت بـعدهـا وحـيـن وجـدوه كـانـت قـد فـارقـت الـحـيـاة , وقـصـّة جـميـلـة الـّتي قـتـل الأعـداء خـطيـبـهـا وهـي تٌـزفّ إلـيـه.. وقـصـّة فارس اللذي وجدت جثته مشبعة بالرصاص معلقة فوق سياج بيارته التي اغتصبها اليهود منه.. وكيف كان يذهب كل ليلة ويقطف برتقالا" عن شجرها الى ان نصب له الأوغاد كمينا" وقتلوه وعلّقوا جثته على السياج ليكون عبرة لغيره..... وقـصّـة........
أنـفـاس الـجـدّة حـارّة وعـرقـهـا يـتـصـبّـب , هـل هـذا طـبـيـعـي بـالنـسـبـة لـهـا ؟
لـم أذق طـعـمـاً لـلـنـوم منـذ زمـن , لا أدري مـتى ولا أدري مـا هـي الحـكـايـة الأخـيـرة الـّتي كـانـت للجـدّة. نـمـت بـعـمـق ولأوّل مـرّة لـم أحـسّ بـثـقـل الـوسـادة أو بـقـسـاوة الـفـراش.
لـم أصـح مـن الـنّـوم مـتوتـرة كـعـادتـي , أو حـتّـى مـتـعـبـة لأنّـي لـم أكـن أنـام أصـلا".
تـبـسّـمـت حـيـن وجـدت حـبّـات مـن الـتـّيـن بـجـانـب الـفـراش.. .
آه كم كانت لنا قصص وحكايات على أغصان هذه التينة وبينها.. فكم بنينا بيوتا" وأحلاما" بين هذه ألأغصان.. ربما يكون عمرها من عمر هذا الوطن..
تململت قليلا" في الفراش وسرحت بأمور كثيرة..على جدران هذا البيت بقايا عرق وأنفاس من رحلوا عنه وبقايا رطوبة تشكلت صورا" وكلمات..
بـلهـفـة ذهبـت لألـقـي تـحـيّـة الـصّبـاح علـى الـجـدّة .
هـنـاك وعـلـى سـجّادة الـصـلاة كـانـت سـاجـدة بـلا حـراك.

يا لهول الموت والوحدة!! ويالهول ما سأعانيه بغياب من هي الأم قبل ان تولد الأم !!!
من رحم المعاناة نخرج وفي رحم الحياة نقاسي.. وفي الرحم الأخير ندفن بلا رفيق او أنيس...

لمـاذا يـرحـل مـن نـحـبّ بـسـرعـة ودون اسـتـئـذان؟؟؟

رحـلـت الـجـدة وأخـذت مـعـها كــلّ الـحـكـايـات.
الآن سـقطت الـسـنـديـانـة ... كـيـف ؟؟ أنـا أســأل ؟؟
هـل يمـكن للـذكريـات الـمـريـرة أن تـأخـذ غـفـوة وتـختـفـي مـن حـيـاتـنـا ؟
أم هل سأعود لأحزم ما تبقى من اشيائي راحلة الى المنفى اللذي ارتأيت بمحض ارادتي أن يكون سكني وداري؟؟
وهـل سـأعـود ثـانـيـة أحـتـمـي مـجـدّدا بـالـجـدران؟؟

اسئلة كثيرة بأقل من رمشة العين تمر بالذاكرة ولا تجد لها إجابة.

" هـنا ضــمّ الـثرى أغـلى مـن أحـبـبـت أبـي وجـدّي وجـدّتـي"

فهـل سـيزهـر الـرّمـان مـن جـديد؟؟ وهل أنبـتت السنديانة سنديانة اخرى حولها أو بجانبها لتكون امتدادا" لها؟؟ ربمـــا........

ربّمــا لــن تـكـون يـداي حـانـيـة علـى الأرض لـكـنّـي سـأحـاول.


تــــمّــــــــت



جمال جرار 31 - 10 - 2009 04:28 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

موفق بإذن الله

لك مني أجمل تحية





نشمي المنتدى


بيسـان 5 - 11 - 2009 11:07 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

roro angel 21 - 11 - 2009 06:31 PM



</B></I>

B-happy 8 - 5 - 2010 10:43 PM

شكرا على هذه القصة ومدلولاتها الجميلة وواقعيتها

تقديري لك

عاشق تراب الأقصى 25 - 6 - 2010 02:57 PM

بارك الله فيك على هذه القصة
ماشاء الله على عباراتك الواقعيه
تمنياتي بعطاء دائم
اخوكي
عاشق

الامير الشهابي 3 - 9 - 2010 04:55 PM

الاخت الغاليه ارب
جدتي ذهبت وماعادت فكنت حاضره لتعيديها من خلا ل هذا النص الذي يحمل في ثناياه الكثير من الوجع والامل
حكايات الجده كانت في الاتجاه الاخر فكان فيه للوطن مساحه ...لنرى عمق الصوره والمشهد فيه زمن اصبحنا
نعيش في علم تيتا وستي فذهبت معاني الجده وضاعت تفاصيلها لان الجده كانت تجلس في الحاره وتسامر القمر
على سطوح منزلها ...الجده حكايه وطن نحاكيه ففيها ذكريات الوطن والارض ...اه ياجدتي لو عرفت انك اصبحت
الان تيتا
شكرا اختي ارب

محمد ماهر مرعي 21 - 9 - 2010 05:31 AM

تحفه قصتك يا أرب
بجد روعه
الواقعيه والحبكه القصصيه كتير جامده
ورودي سيدتي

عاشقة الوطن 21 - 9 - 2010 04:17 PM

http://www.shy22.com/upfiles/YWx87461.gif
مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 01:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال جرار (المشاركة 1247)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

موفق بإذن الله

لك مني أجمل تحية





نشمي المنتدى


العزيز جمال
شكرا لك حضزرك وردك

محبتي لك

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 01:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيسان (المشاركة 2878)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بيسان
شكرا لحضورك وردك
تحيتي لك

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 01:56 PM

[QUOTE=roro angel;6003]

رورو العزيزة
اشتقنالك
شكرا لحضورك وردك
تحيتي لك

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 02:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق تراب الأقصى (المشاركة 54465)
بارك الله فيك على هذه القصة
ماشاء الله على عباراتك الواقعيه
تمنياتي بعطاء دائم
اخوكي
عاشق

شكرا لك عاشق على مرورك الذي اسعدني
تحيتي لك ولردك الجميل

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 02:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامير الشهابي (المشاركة 71179)
الاخت الغاليه ارب
جدتي ذهبت وماعادت فكنت حاضره لتعيديها من خلا ل هذا النص الذي يحمل في ثناياه الكثير من الوجع والامل
حكايات الجده كانت في الاتجاه الاخر فكان فيه للوطن مساحه ...لنرى عمق الصوره والمشهد فيه زمن اصبحنا
نعيش في علم تيتا وستي فذهبت معاني الجده وضاعت تفاصيلها لان الجده كانت تجلس في الحاره وتسامر القمر
على سطوح منزلها ...الجده حكايه وطن نحاكيه ففيها ذكريات الوطن والارض ...اه ياجدتي لو عرفت انك اصبحت
الان تيتا
شكرا اختي ارب

الأخ العزيز الأمير
اهلا بك وبردك الذي اثلج صدري
الجدة بلا شك هي المساحة التي لها عمق الحضور في الذاكرة ,, فهي الجدة والارض والوطن في نظر من يعرفون قيمتها
وهي العمق الذي يحمل كل حكايات الارض والوطن ..
نعم اصبحت الجدة تحمل هوية جديدة باسم تاتا او تيتيا ولكنها ستصبر على اي لقب جديد ولن تستجيب الا لمن يناديها بالأصل (جدتي)
تقديري لك سمو الامير

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 02:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ماهر مرعي (المشاركة 74949)
تحفه قصتك يا أرب
بجد روعه
الواقعيه والحبكه القصصيه كتير جامده
ورودي سيدتي

شكرا لك عزيزي محمد على هذه القراءة الرائعه
تقديري لك ولحضورك المميز

أرب

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 02:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الوطن (المشاركة 74975)
http://www.shy22.com/upfiles/ywx87461.gif
مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

شكرا لك غاليتي عاشقة الوطن على ردك وتواجدك
لا حرمني الله حضورك

محبتي

أرب جمـال 7 - 12 - 2010 02:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy (المشاركة 45326)
شكرا على هذه القصة ومدلولاتها الجميلة وواقعيتها

تقديري لك

اسعدني حضورك وردك هابي العزيزة
تحيتي لك

shreeata 7 - 12 - 2010 02:12 PM

ومن منا مخلد
عزيزتي
قرات تفاصيلك
بالحكاية
تلك التجاعيد التي
ترسم
حواري الوطن
وترسم معالم طريق
من
رحلوا
ولن يعودا
لكننا حتما سنلتقي بهم
ذات يوم
هناك عبر الفضاء المجهول
خلف حدود السماء
لنشكل مرة اخرى
قصة حياة
ولكن رغم ذلك ذكراهم لا تزال
تنثر بالمكان
جمالا
تحيات لك
سعدت بالمرور هنا
رائعة

سفير بلادي 7 - 12 - 2010 06:47 PM

رحـلـت عـن نـفسـي الـى الـمـنـفـى وبـنـيـت عـشّـا فـي الشـمـس,,
أحـتـرقـت نـفـسـي هـنـاك فـي الـوطـن,,
وتـكاثـرت فـي الـمـنـفـى آلآف الأعـشـاش,,"


مشكوره اختي الغالية
يعطيك العافية على القصة المعبرة عن الارض والتمسك بها
طال عمرك وما تحرمينا جديدك
اخوكم

سفير بلا سفارة

زهرة عمان 13 - 12 - 2010 08:41 AM

طرحك في منتهي الروعه والفائده


كل الشكر و التقدير لك على جهودك

ودمت بكل خير





أرب جمـال 24 - 12 - 2010 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shreeata (المشاركة 91505)
ومن منا مخلد
عزيزتي
قرات تفاصيلك
بالحكاية
تلك التجاعيد التي
ترسم
حواري الوطن
وترسم معالم طريق
من
رحلوا
ولن يعودا
لكننا حتما سنلتقي بهم
ذات يوم
هناك عبر الفضاء المجهول
خلف حدود السماء
لنشكل مرة اخرى
قصة حياة
ولكن رغم ذلك ذكراهم لا تزال
تنثر بالمكان
جمالا
تحيات لك
سعدت بالمرور هنا
رائعة

الأخ شريف
شكرا لك على هذا الرد الرائع والذي اثرى حكايتي
تحيتي لك

أرب جمـال 24 - 12 - 2010 05:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير بلادي (المشاركة 91658)
رحـلـت عـن نـفسـي الـى الـمـنـفـى وبـنـيـت عـشّـا فـي الشـمـس,,
أحـتـرقـت نـفـسـي هـنـاك فـي الـوطـن,,
وتـكاثـرت فـي الـمـنـفـى آلآف الأعـشـاش,,"


مشكوره اختي الغالية
يعطيك العافية على القصة المعبرة عن الارض والتمسك بها
طال عمرك وما تحرمينا جديدك
اخوكم

سفير بلا سفارة

مشكور اخي السفير على الرد الرائع
ولا يهمك انت سفير في منتدانا وسفارتك هنا فهل تقبلها

تحيتي لك

أرب جمـال 24 - 12 - 2010 05:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة عمان (المشاركة 93345)
طرحك في منتهي الروعه والفائده


كل الشكر و التقدير لك على جهودك

ودمت بكل خير






شكرا زهرة العاصمة الأبيه على الحضور
تحيتي لك

ناجي أبوشعيب 3 - 6 - 2011 10:28 PM

الغالية أرب
قصّة جميلة جدّا
بارك الله فيك لك وعليك
تحيّة تقدير لهذا اليراع الجميل
احتراماتي

حنان عرفه 3 - 6 - 2011 10:38 PM

ما أروع جدتي وحكاياتها
سعدت كثيرا بتواجدي هنا
دمت بود أرب

اشراقة شمس 4 - 6 - 2011 02:27 AM

مشكورة ارب على القصة الجميلة

أرب جمـال 29 - 6 - 2011 02:19 AM

شكرا لك اشراقة شمس على الحضور
تقديري لك

جمانه 2 - 7 - 2012 01:30 AM

جدتي ام غسان
تحكي قصة الجدة في كل المجتمعات العربية
تحكي الطيبة والعطاء بدون حدود
ما اغلى من الولد الا ولد الولد
سعدت بقرائتها
سلمت الايادي

أرب جمـال 2 - 7 - 2012 01:32 AM

شكرا لك جمانة على التعقيب الرائع
اسعدني تواجدك
ورودي والتقدير
#cc#

ابو فداء 2 - 7 - 2012 02:28 AM

يسلمووووو
قصة جميله
بأسلوب راقي
سلمتي

زمان الصمت 2 - 7 - 2012 11:06 PM

سلمت الايادي على القصة وما بها من احداث ساقتها الكاتبة باسلوب مشوّق للغاية
تحية والشكر

صائد الأفكار 4 - 7 - 2012 01:50 AM

مررت لأعيد قراءتها ارب واترك اعجابي كرد على القصة

صائد

أرب جمـال 18 - 11 - 2012 08:15 PM

رد: جدّتي أم غـسّـان
 
شكرا زمان الصمت على المرور
اهلا بك

أرب جمـال 18 - 11 - 2012 08:16 PM

رد: جدّتي أم غـسّـان
 
شكرا صائد الأفكار على المرور
اهلا بك

امال 16 - 11 - 2013 06:46 PM

رد: جدّتي أم غـسّـان
 
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ

الغريب 18 - 11 - 2013 01:21 AM

رد: جدّتي أم غـسّـان
 
قلم مميز واكثر من ؤائع
عشت القصة بتفاصيلها ووضعت قبلة فوق قبر الجدة ولم انسى قراءة الفاتحة على روحها
مودتي


الساعة الآن 11:42 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى