منتديات المُنى والأرب

جلستْ تبحرُ في الذكريات .. تتذكرُ زوجها وكيف كان هو الحنان الوحيد في دنياها .. تتذكرُ حين كان يباغته الموت كيف كانتْ تصرخُ في وجه ذاك الموت ملتمسة منه الرحمة ولكنه لم يسمع لصوت تضرعاتها فأختطفه منها .. تجولُ الذكريات في ثنايا عقلها تتذكر ابنهما الوحيد الذى تركهما وهاجر .. و كيف كان يلقي بنفسه وهو صغير فى حضنهما .. تصرخ وتقول : " يا بنى قلبى يشتاق لحضنك "تتراجع وتقول : لا فقد تغيرقلبك يا بني كباقي البشر تقول هذا وهى تمسك بصورته وتبكي على فراقه . . تمسك بالهاتف المحمول و تبحث عن أرقام صديقاتها القدامى وتجد أن الكل فى دوامة الحياة قد نسيها.. تجلس تبكى بمرارة .. تسمع جرس الهاتف يدق كانت دقاته تشبه دقات قلبها وهو مشتاق لرؤية ابنها ولو لمرة واحدة قبل أن تموت .. تجد رقمًا غريبًا .. تسمع صوتًا حانَيًا يقول "أمى .. كم أشتاق لرؤيتك " إنه ابنها المهاجر .. هل ما تسمعه صحيح أم أنه حلم أرادت أن يكون حقيقة من بنات خيالها ؟! .. تتأكد أنه ليس بحلم بل حقيقة وإن ابنها يريدها أن تذهب إليه في هجرته !! .. قلبها يحيا من جديد .. تأخذ شوقها و حقائبها وتتجه إلى محطة القطارات لكي تلحقُ بآخر قطار متجهًا إلى حيث ابنها ينتظرها وحين تهم بالركوب تنظر لتبحث عن حقيبة أوراقها الخاصة فلم تجدها تصمت لحظة وتقول : الحقيبة .. الأوراق .. تتذكر أنها قد تركتها بجوار الدولاب .. تقول في نفسها : سأذهب مسرعةً لأحضرها وسوف ألحق بالقطار .. تذهب مهرولةً .. تفتح الباب و تأخذ الحقيبة وتعود على عجلٍلتلحق بالقطار وحين تهمّ بالركوب تسقط ميتةً على باب القطار وفى يدها حقيبة الأوراق !!