منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   أدب الحديث والحوار في الاسلام (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=21684)

B-happy 20 - 1 - 2012 06:57 PM

أدب الحديث والحوار في الاسلام
 
أدب الحديث والحوار في الاسلام

من أَجَلِّ نِعَمِ الله على الإنسان نعمة البيان، قال: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1-4]. ومِن ثَمّ كان على الإنسان أن يُحْسِنَ استخدام هذه النعمة، فلا يكون نطقه إلاَّ ما فيه طاعةٌ لله، وإلاَّ فالصمت أَوْلَى؛ وذلك لأن للثرثرة ضجيجًا يَذْهَب معه الرشدُ، ويقلُّ معه الصواب؛ ولذلك فالإسلام يُوصي بالصمت ويعدُّه وسيلة ناجحة من وسائل التربية المهذَّبة، إذ استقامة اللسان من علامات استقامة القلب، قال: "لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ"[1].

ولأن الإسلام يكره التفاهات وسفاسف الأمور فقد كره اللغو ونهى عنه، وجعل الإعراض عنه من صفات المؤمنين، قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55]. كما أن في كثرة الكلام بلا فائدة مضيعةً للعمر في غير ما خُلِقَ الإنسانُ له من جدٍّ وإنتاج، وبقدر تنزُّه المسلم عن اللغو، تكون درجته عند الله.

لذلك فإن الإنسان مُطالب بأن يتكلَّم بالخير وبالطيب العفِّ من الكلام، سواءٌ مع أصدقائه أو أعدائه؛ فإنه مع الأصدقاء يحفظ مودَّتهم ويستديم صداقتهم، ومع الأعداء يُطفئ خصومتهم ويكسر حِدَّتهم.

وعظماء الرجال يلتزمون في أحوالهم جميعًا ألاَّ تبدر منهم لفظة نابية، ويتحرَّجون مع صنوف الخَلْقِ أن يكونوا سفهاء، أو متطاولين؛ إذ لا يسوغ لعاقل أن يفقد خُلُقه مع مَنْ لا خُلُق له، ولذا عدَّ القرآن هذه المداراة العاصمة من أوائل صفات عباد الرحمن، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} [الفرقان: 63].

ومن الضمانات التي اتخذها الإسلام لصيانة الكلام عن النَّزق[2] والهوى - تحريمُهُ الجدل، وسدُّه لأبوابه، حقًّا كان أو باطلاً.

غير أنَّ هناك من الناس صنفًا تستهويهم شهوة الكلام، فلا يملُّونه أبدًا، فيسلِّطون ألسنتهم على شئون الناس، وعلى حقائق الدين، فيُشَوِّهون هذه وتلك، وقد سخط الإسلام أشدَّ السَّخَطِ على هذا الفريق الثرثار المتقعِّر، قال: "إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ"[3].

والإسلام أيضًا يكره مجالس القاعدين، الذين يقضون أوقاتهم في تَسَقُّطِ الأخبار، وتتبُّع العيوب، وقد فشا في عصرنا هذا جلوس الجماهير في النوادي والمشارب، وتلك آفة أصابت المجتمع بعللٍ شتَّى، وقد كثرت في المدائن والقرى لغير ضرورة مشروعة.

إنَّ الإسلام يحثُّ على أدب الحديث، وينهى عن لغو الكلام، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 1-3].

قال الخطيب البغدادي رحمه الله :
1- ينبغي للمجادل أن يقدم على جداله تقوى الله تعالى.
2- ويخلص النية في جداله ، بأن يبتغي به وجه الله تعالى.
3- وليكن قصد المناظر أو المجادل إيضاح الحق وتثبيته دون المغالبة للخصم.
4- ويرجو من الحوار والمناقشة والمناظرة النصيحة لدين الله ، وللذي يجادله ، ويستشعر أنه أخوه ، يخشى عليه النار ، ويرجو له الجنة ، ويحب له ما يحب لنفسه .
5- ويرغب إلى الله تعالى في أن يوفقه لأظهار الحق ، وقبوله عند الخصم ، وليس في مجرد إظهار الحق ، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
6- وإذا بدرت من خصمه كلمة كرهها ، أغضى عنها ، ولم يجازه بمثلها ، فإن الله تعالى يقول ( ادفع بالتي هي أحسن ).
7- ويكون كلامه يسيرا جامعا ، بليغا ، فإذن التحفظ من الزلل مع الإقلال دون الإكثار ، وفي الإكثار أيضا ما يخفي الفائدة ويضيع المقصود ويورث الحاضرين الملل.
8- ويجب عليه الإصلاح من منطقه ، وتجنب اللحن في كلامه ، والإفصاح عن بيانه ، فإن ذلك عون له في مناظرته.
9- وينبغي أن لا يكون معجبا بكلامه ن مفتونا بجداله ، فإذن الإعجاب ضد الصواب ، ومنه تقع العصبية وهو رأس كل بلية.
10- وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم ، فلا يعجل بالحكم به ، فلربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلافه ، فينبغي أن يثبت إلى أن ينقضي الكلام ، وبهذا أدب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) * وعليه أن يفتح لخصمه باب العودة ، لا سيما إذا كان كلامه يحتمل وجهين ، فيحمل على أحسنهما.
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}

منقول للفائدة

منتصر أبوفرحة 20 - 1 - 2012 08:34 PM

نقل طيب وموفق بإذن الله نفع الله بك
والاهم على المحاور أو المناقش أن يكون عمله مخلصا لله وليس من أجل الجدال فقط

sad one 21 - 1 - 2012 02:46 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

ابتهال 21 - 1 - 2012 02:53 PM

جزاك الله الخير

shreeata 21 - 1 - 2012 05:41 PM

جزاك الله عنا كل خير
وبارك الله فيك على روعة الموضوع
سلمت لنا
تحيات لك

جمال جرار 21 - 1 - 2012 09:49 PM


B-happy 21 - 1 - 2012 10:07 PM

بارك الله بكم على حضوركم وتواجدكم بالموضوع وارجو الله ان تعم الفائدة
تحياتي لكم

سيما 22 - 1 - 2012 12:18 AM

جهود يستحق الشكر

بارك الله فيك

وجزاك الله خير

جعله الله في موازين حسناتك

المفتش كرمبو 22 - 1 - 2012 01:23 AM

وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك
شكرا على الإفادة والطرح

ملك القلوب 22 - 1 - 2012 12:37 PM

بارك الله بك
نفعنا الله بما ادرجت
تحيااتي


الساعة الآن 01:20 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى