بسم الله الرحمن الرحيم


هذه من أواخر ما كتب الوالد حفظه الله تعالى بعد عودته من العمرة بالسلامة :



( رجاء تائب معتمر)
ربّاه إنّي قد أتيتك مثقـــلاً مما جنته يدي ومن تقصيري
أنا ظالم نفسي وإنّك عالــم قد عشت دهراً تائهاً كضرير
ليس العمى بالعين إن هــي ___عطلت لكنه بالقلب والتفكيـر
وسترتني في كل ما جرّحتـه أمهلتني حتى استفاق ضميري
حتى أعود إلى رحابك تائبـاً من كل ما جرّحته بمسيـري
طمعي وخوفي قد يؤكد توبتي فتقودني في منهج التنويــر
ولقد لمست من الرضا برهانه ولعله يبدو لعين بصيــــر
*****
كم مرّة فرّجت عني كربــة لم يلق منها مخرجاً تفكيـري
كم مرّة خلصتني من قرحـة وأنا أحس الموت فوق سريري
كم مرّة أنقذتني من غــادر ومن العدو أذ ابتغى تدميـري
وخلقتني من قبل ذلك مسلماً و"محمد" في ذي الحياة بشيري
ومنحتني رزقاً وعلماً نافعـاً وسلامة الإدراك والتفكيـــر
ومننت يا ربّي عليّ بعمـرة لم تأت عن خططي وعن تدبيري
لكنما هي نعمة أزجيتهـــا قد لا يجيد ثناءها تعبيــري
فوضعتني في ركب وفدك زائراً فلك الثنا والحمد للتيسيــر
ما كان أسعدني غدوت ملبيــاً يخلو الفؤاد هنا من التزوير
يا واعداً من تاب عن زلاتــه بالعفو والغفران والتكفيـر
أجثو على ركبي ببابك راجيـاً ودموع عيني بللت بشكيري
وعلى الثرى مرّغت أنفي طائعاً ورفعت صوتي معلناً تكبيري
الله أكبر لا شريك بملكــــه قلبي يعيها دونما تفسيــر
طمعي بعفوك أن تمنّ بحجــة مبرورة تخلو من التكديـر
فلعلها " والفضل منك " تعيننـي كي أغسل الآثام بالتطهيـر
فتجبّ ما جرّحت ذنباً قد مضى ولعلها كفّارة التقصيـــر
أنا خائف من ساعة تأتي غـداً وإذا القيود تجرّني لسعيـر
إني بفضل هداك كانت توبتـي فقصدت بابك طامعاً بقديـر
*****
أملي بعفوك أن تبارك توبتـي وعسى يكون مع الحبيب مصيري
في جنّة الرضوان في فردوسها أنت الكريم . عليك غير كثيـر
فأمنن بغفران عليّ وأوبـــة وإذا جنحت مننت بالتذكيــر
أدعوك يا ربي وإني موقــن أن تستجيب ولو مع التأخيـر
لا شيء غير هداك يعصم تائباً بك أستجير وأنت خير مجيــر



" كتبت أثناء الإعداد للعمرة وخلالها وبعضها في بيت الله الحرام بمكة المكرمة "
محمود عبد القادر أبو فرحة