منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   صور من المعتقدات الشعبية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3665)

أرب جمـال 25 - 1 - 2010 10:37 PM

صور من المعتقدات الشعبية
 
صور من المعتقدات الشعبية

http://www.islamweb.net/cachepic/11996.gif



المعتقدات الشعبية إرث تناقله الأبناء عن الآباء والأجداد ، فلازمهم مسيرة حياتهم ، وأصبحت المعتقدات هاجساً يشغل بال الناس فيشعرهم بالتفاؤل والفرح حيناً والخــــوف والتشاؤم حيناً آخر .
والحيوانات في سلوكها الفطري اليومي ، وتصرفاتها الطبيعية قد تدفع الناس تحت تأثير حالاتهم النفسية والاجتماعية إلى تأويل تلك التصرفات على أنها أحداث ستقع استناداً إلى خلفية فكرية طبعتها السنون في الذاكرة ، وتناقلتها الأفكار التي لا تزال تتعلق ببعـض تلك المعتقدات على الرغم من التقدم العلمي والانفتاح على العــــــالم عبر وسائل الاتصال الحديثة ، وإن تغيرت بعض تلك المعتقدات نتيجة تلك التغيرات في المجتمع المعاصر .
متابعتنا هذه تمثل محاولة لتفسير المعتقدات الشعبية التي تؤثر في سلوك الناس وتصرفاتهم لدى تعاملهم اليومي مع الحيوانات ؛ لأن هناك أشياء أخرى كثيرة يعتقد الناس بأن لها دوراً في حياتهم كالطالع ، والأبراج ، والشعوذة ، إلى آخر ما هنالك مـن المعتقدات .
هكذا يعتقد الناس
إذا بدأنا في مراقبة تصرفات الحيوانات يتضح لنا أن لكل تصرف ما يقابله لدى الإنسان من تأويل يعتمد على خيال خصب ، يبرر ردة فعل الناس تجاه تصرف ما ، سواء أكان تفاؤلاً أم تشاؤماً .
الأرنب
يعتقد الناس بأن ذبح الأرنب مكروه ، كما يكرهون أكله على الرغم من أن بعض الناس الآخرين يصطادونه ويأكلونه بطرق طهي مختلفة ، كما أن البعض يعتقد أن تربيـــة الأرانب في البيوت تجر المصائب على أصحابها وكثيراً ما سمعنا كبار الســـن يرددون (( الأرنــــب فقر )) !! .
خلال سفر الناس ، كان المرء إذا رأى أرنبا في طريقه ، يعدل عن السفر ؛ لأن مرور الأرنب في طريق المسافر (( عرضة )) وهذه العرضة ، أو الاعتراض ، مدعاة للتشــاؤم ، فإن كان المسافر مضطراً للسفر حاول تبديل هذا التشاؤم بتكرار اسم حيوان يستبشر بــــه - كالغزال مثلاً - فيقول غزال .. غزال . ولذلك كانوا يصفون عاثر الحظ أو المنــحوس بأن (( عرضته مثل عرضة الأرنب )) .
ابن آوى
يعتقد الريفيون أن عواء ابن آوى عند أطراف قراهم أو في الحقول وخصوصاً النساء منهم مدعاة للخير والفأل الحسن بقولهم خير .. خير .
وإذا سمعوا عواء بنات آوى مجتمعات في مطلع العام اعتقدوا بأن عامهـــــم هذا عام يمن وبركة ؛ لأن الزرع سيكون وفيراً ، والعطاء كثيراً .
إن رؤية ابن آوى في الأحلام تعني أن من رآه سيصادق رجلاً يأكل حقوق النـــاس ، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة أيضاً .
البوم
البوم في اعتقاد الناس لم يكن طائراً من قبل ، بل كان امرأة فقدت ولدها ، فراحـــت تبكي على قبره فترة طويلة من الزمن ، وتنام عند أحجار ذلك القبر المتداعي ، ومع مرور الزمن انقلبت إلى طائر لا يخرج إلا في الليل ، ولا يسكن سوى الأماكن المهجورة .
يتشاءم الناس من البوم سواء شاهدوه أو سمعوا صوته ، فإذا وصل صوت البوم سمع أحدهم وهو ينعب فوق سطح دار عامرة ، بسمل أهلها ، وحاولوا طرده ، ودعوا الباري سبحانه أن يحفظهم من شروره .
إن رؤية البوم في الأحلام دليل على أن لصاً سيدخل الدار ويسرقها ، وإذا كانت رؤية البوم في الحلم ينعب فإن ذلك يعني الإيذان بشر كبير .
الحمار
من المعتقدات المتداولة عند أهل الريف أن الشيطان يتحكم بالحمار ، وحين يأمــــره بالوقوف يقف ، وعندها لن تنفع راكب الحمار جهوده ، أو ضربه في حمله على المســير إلا إذا اشتد الضرب ، عندها يأمره الشيطان بالسير . !!
رؤية المرأة للحمار في الحلم ميتاً ، تعني أن هذه المرأة ستفارق زوجها .
من رأى نفسه في الحلم يأكل لحم حمار فسيصيب مالاً ، ومن رأى أن حماره تحول إلى بغل فإن معيشته ستكون مع شخص ذي شأن كبير .
رؤية الحمير تعني مصاحبة الجهال .
من رأى في حلمه أنه يصارع حماراً فهذا يعني أن أحد أقاربه سيموت .
ومن رأى حمارته حاملاً ، فحمل زوجته وشيك ، وإن رأى الحمارة تلد فإن رزقه سيزداد .
الحيَة
كانت الحية ولا تزال مصدر خوف ، ومصدر إلهام للخيال الشعبي وللمعتقدات الشعبية ، فالحية - فى معتقدات العوام - أخرجت آدم وحواء من الجنة ، والحية حرمت جلجامش من ماء الخلود ، والحية حارس لأسرار الكنوز ، والحية بسمّها تذيق الموت ، ومنه يستخرج ترياق مضاد للسم ودواء لكثير من العلل ؛ لذلك يعتقد بعض الناس بأنها تنزع جلدها كل يوم فيقول المثل الشعبي (( مثل ثوب الحية )) .

يعتقد الناس بأن الكنوز غير المكتشفة (( مرصودة )) تحرسها أفعى تلدغ كل من يحاول الاقتراب منها حتى تسلمها إلى صاحبها .
هناك اعتقاد يقول بأن سفينة سيدنا نوح حدث فيها ثقب وأن الأفعى نامت في هذا الثقب وسدته حتى انتهى الطوفان ورست السفينة .
يتفاءل المسافر بمرور الحية في طريقه .
الحية لا تؤذي من لا يؤذيها ، ولذلك اعتاد أهل الدور التي تسكنها أفــــــاعِ على ألاّ يؤذوها لاعتقادهم أن حية البيت لا تؤذي ساكنيه ويقول المثل الشعبي (( قرب العقرب لا تقرب ، وقرب الحية افرش ونام )) .
إذا لدغت الحية أحداً فهذا معناه في المعتقد الشعبي أن الحية مأمورة بذلك (( أى أن الحية مرسولة )) .
وتعتقد النسوة أن الحية إذا وقفت أمام المرأة الحامل ولم تتحرك فهذا دليل على أن المرأة حامل بذكر ، وإذا انسابت أمامها فهذا دليل على أن الحمل أنثى .

الحية في الأحلام
يعتقد الناس بأن رؤية الحية في الحلم خير ، فإذا كانت الحية ميتة فقد كفاه الله شر عدوه .
من رأى نفسه في الحلم بأنه يمتلك حيات سود فهذا يعني أنه ساد على جماعته .
والحية في الحلم إذا كانت صغيرة فهي حياة جديدة .
ومن حلم بأن حية لدغته فهذا يعني بأنه سينجو من جرح بليغ .
الخفاش
يعتقد الناس بأن الأفعى لا تكون حيث يكون الخفاش .
والاعتقاد الشعبي يقول : إن الخفاش إذا التصق بوجه أحد ما كان من الصعب انتزاعه إلا بوساطة مرآة إطارها من الذهب الخالص ، وحين يرى الخفــــاش نفسه جلياً فيها يتخلى عن الوجه ؛ ولهذا كانت الأمهات يحذرن أطفالهن من الخفاش ، ويهلعن إذا صادف الخفاش أطفالهن .
دم الخفاش إذا دهن به الجسم يمنع الإحساس بالألم عند التعرض للضرب المبرح .
يعتقد بأن الخفاش يعيش على امتصاص دماء ضحاياه ، وتكون ضربته الصاعقة في عنق الضحية ، حيث غزارة النزف الدموى ، وكان هذا الاعتقاد سبباً في ذيوع أســــــطورة (( دراكولا )) مصاص الدماء .
الخفاش في الأحلام
رؤية الخفاش في الحلم دليل على وجود رجل ناسك أو امرأة ساحرة .
إذا رأيت خفاشاً يسكن منزلك ، فهذا يعني أنك ستترك المنزل إلى آخر جديد .
إذا حلم المرء بأن خفاشاً يشرب من دم شخص ما ، فهذا في الاعتقاد الشعبي يعني أن ذلك الشخص مريض في الدم .
ويعتقد الناس بأن رؤية الخفاش في الحلم ميتاً دليل وقوع حادث أليم ، وإذا انتفض الخفاش الميت وطار فهذا يعني أن الشخص الذي رآه سيرزق في بلد بعيد .
الذئب
تقول المعتقدات الشعبية إن وحشاً أسطورياً يجوب الشوارع ليلاً متخــــذاً أحجـــاماً وأشكالاً مختلفة .. وكانت الأمهات تخوفن أطفالهن به ليناموا ، إلا أن هذا الوحش يخاف الذئب ، فإذا رأى ذئباً قريباً منه انقلب حجراً ، فيأتي الذئب ويتلمسه وعندها يبقى الوحش في هيئته تلك 40 يوماً ، وإذا مر الذئب قربه من دون أن يفعل ذلك يعود الوحش إلى طبيعته بعد تأكده من ذهاب الذئب .
يعتقد الريفيون أن الذئب يتغذى أسبوعياً على الجان وأسبوعاً على (( الطليان )) .
الجان يخافون من الذئب ، فإذا صادفت مجموعة من الجان ذئباً انقلبت حجارة وذلك الحجر يسبب داء الكلب (( السعار )) للكلب الذي يلمسه .
عواء الذئب لا يكون له مفعوله المثير للأشباح إلا عند اكتمال القمر ؛ ولذا يعتقد العامة أن الأشباح تخرج لدى سماعها ذلك العواء .
يعتقد العامة أن الذئب هرب من القمر حين كان هلالاً ؛ ولذا فهو يعوي عند اكتمال القمر ليشعره بإفلاته منه .
الذئب في الأحلام
من رأى في الحلم ذئباً فقد دل حلمه على وجود عدو ظالم يغدر بالأصحاب .
دخول الذئب في الحلم إلى الدار يعني دخول لص إليها .
إذا عضك ذئب في الحلم فقد أصبت خيراً ، وإذا لحس الذئب الأغنام في الحلم ولم تستطع حمايتها فهذا يعني أنك ستفقد شيئاً غالياً لديك .
العقارب
يقول المعتقد الشعبي من اضطر إلى الكذب والتدليس على الناس فسيكون عرضة للَسْع العقارب عند موته عقاباً له على أسلوبه بين الناس -
العقرب خوّان ولذا فهو يقاتل أبناء جنسه حتى الموت .
تعتقد النساء بأن للعقارب مللا وأمماً ، وكل عقرب ينتمي إلى ملّة خاصة .
تعتقد العامة في بعض البلدان بأن أحد الفرسان امتطى العقرب مئات السنين حتى ضاق ذرعاً بفارسه ، فتوسل إلى الله تعالى فمنحه وسيلة تخلصه من ذلك ، فكانت تلك الوسيلة ذيله المعقوف إلى أعلى ، بحيث يصعب وضع أي شيء على ظهره من دون أن يناله السم الزعاف .
العقرب في الأحلام
العقرب المحترق في الحلم موت عدو مؤكد .
من رأى نفسه يأكل عقرباً في الحلم فهذا يعني أنه يأكل مالاً حراماً .
لدغة العقرب في الحلم تعني الإسراع في طلب أمر مُلِحّ والفوز به .
رؤية عقربين يتصارعان تعني خلافاً مع قريب قد يصل إلى القضاء .
الغراب
في المعتقد الشعبي يعد الناس الغراب طائر شؤم نظراً لصوته وشكله القبيح ، فجاء وصفه في المثل الشعبي (( مثل غراب البين )) لدى وصف شخص مكروه وما إن يشاهده أحد من العامة حتى يستعيذ بالله خوفاً من مصيبة قادمة خصوصاً إذا نعب ذلك الغراب أمامه
فإذا سمعت ربة البيت غراباً أو بوماً ينعب في فضاء دارها تناولت سكينتين من المطبخ وضربت إحداهما بالأخرى حتى يتوارى بعيداً .

الغراب في الأحلام
إذا رأى النائم في حلمه غراباً يأكل فريسة ميتة فهذا يعني موت أحـــد الجـــيران أو الأصدقاء ، وإذا كان الغراب يأكلها في منزل النائم فسيكون عرضة لإشاعات وأقاويل تنال السمعة والشرف .
دخول الغراب في الحلم منزل الحالم من دون صوت معناه دخول لص إلى المنزل من أقرباء صاحب المنزل .
رؤية الغراب الميت في المنام تمنع من سفر صاحب الدار .
إذا نعب الغراب ثلاث مرات فوق مكان ، فإن على الحاكم أن يتوقع مصيبة ستحل قريباً.

الخيل في المعتقدات الشعبية
يضع كثير من الناس على أبواب بيوتهم أو عملهم حدوة حصان لمنع الحسد والشر.
تقر أغلب المعتقدات الشعبية أن وجود الخيل في البيت دلالة عز وجاه وقوة .
إذا أحجم الحصان براكبه عن سلوك درب معين ، على صاحب الحصان - كما يقول المعتقد - ألا يجبره على سلوك ذلك الدرب لأن فيه خطراً كامنا .
يعتقد الناس بأن الخيل هبطت من السماء ، ولذا فالأصايل منها تسير وهي مرفوعة الرأس نحو الأعلى .
إذا صهلت الخيل باستمرار ، ودارت حول نفسها ، ووقفت على قوائمها فهذا يعني في المعتقد الشعبي وجود خطر داهم يجب التوقي منه .

الخيل في الأحلام
راكب الحصان في الحلم سينال مجداً ، إذا كان الحصان مسرجاً أو أن الفارس سيتزوج .
إذا ركب المرء في الحلم فرساً من دون لجام فهذا يعني أنه لا خير في هذا الشخص.
من رأى في حلمه فرسا مسرجة محمولة فهذا يعني أن امرأة ستدخل داره بزواج أو زيارة .
وإن رأى فرساً بلا سرج فهذا يعني أن هناك رجلاً سيصاهره .
رؤية حافر الفرس في الحلم معناه مجيء الغنى ، أو كثرة المعرفة .
وتبقى المعتقدات الشعبية مبررات لإحساس الناس بأشياء يتوقعون حدوثها لكنهم غير واثقين منها .
كما تبقى المعتقدات الشعبية من خلال علاقة الإنسان مع حيوان البيئة مصدراً من مصادر القصص المتناقلة والأساطير التي حملها الفكر الإنساني منذ قديم الزمان .

تعليق :-
مما لا شك فيه أن اعتقاد النفع والضر في اي مخلوق أمر يخالف العقيدة الصحيحة ويضادها ، وربما خرج بإصحابها عن الدين القويم .
وإنما تذهب هذه الأوهام بتعلم الدين الصحيح ، والعقيدة السليمة ومعرفة أن الله هو المتصرف فى الكون ، المالك له ، الذى لا يكون شئ إلا بأمره ومشيئته وقضائه وقدره .

الجنُّ في المعتقد الشعبي

http://www.islamweb.net/cachepic/29679.gif

<H3>





لا يستطيع كثير منا أن ينكروا أنهم جرعوا جرعة هائلة من الخرافات حول الجنِّ والعفاريت وهم صغار . وبات الجنُّ في مخيلة الكثيرين عالماً مليئاً بالخوف والرهبة ، عالماً يضج بالمخلوقات الفظيعة والشنيعة ، وغدت الأساطير الشعبية هي المصدر الفعال في تكوين وتغذية هذه الصورة النمطية عن الجن.
وربما كان لانتشار تلك الأساطير وتصديقها أسباب وجيهة في المجتمعات غير المسلمة نظراً لافتقادهم لمصدر موثوق يخبرهم عن هذا العالم المجهول والغريب ، لكن ما هو سبب انتشار تلك الأساطير وما ترسمه من معتقدات خاطئة ، وما يتبع ذلك من ممارسات خطيرة في مجتمعاتنا المسلمة ، والقرآن قد اعتنى بكشف هذا العالم الخفي ، وكذلك السنة النبوية المطهرة ، حتى لا تجد الأساطير والخرافات مجالاً في عقل المسلم تحرفه عن اعتقاده أو تؤثر على سلوكه ، ولعل السبب وراء انتشار تلك الظاهرة - في نظرنا - يعود إلى بعد الناس عن تلقي هذه المعرفة ( المعرفة بالجن ) من مصادر الشرع المطهر ، وتلقيها من أساطير وأحاديث الناس ، ولا سيما الكهنة والسحرة الذين يحاولون إضفاء نوع من الهالة على ما يقومون به من اتصال بالجن ، وبقاء بعض الأقوام على ما ورثوه من عادات وتصورات جاهلية ، لم يصححوها بعد إسلامهم ، فتناقلت الأجيال هذه التصورات والعادات إلى يومنا هذا لتصبح جزءا من الموروث الشعبي الذي يتحدث عن عالم الجن الغريب ، تلك هي أهم الأسباب التي شكلت تلك التصورات عن الجن .
ونحاول في هذا المقال أن نعرض لبعض معتقدات الشعوب في الجن وعالمهم ، لنرصد تلك الظاهرة وأثرها على عقيدة المسلم وسلوكه ، ونلفت انتباه المصلحين لمعالجتها والتنبيه على أخطارها .
أولا : من معتقدات النوبيين في الجن :
لا يزال كثير من النوبيين يلقون الطعام ويوقدون الشموع للدجري " جن النيل " حتى يومنا هذا في طقوس زائدة تنم عن الإجلال والتهيب والخوف والرجاء .. ويعتقد أهل النوبة أن " الدجري " كائنات خيرة تحمي من الأمراض ، وتحفظ الأطفال من الغرق في النيل ، وتقي من العقم ، وفي مقابل ذلك يدفع لها النوبيون الطعام بصورة ثابتة ودائمة .. ففي الزواج والولادة والختان وغيرها يتوجه الناس إلى النيل حاملين معهم الثريد .. وربما تذبح ذبيحة لهذا الغرض ، ويضعون الطعام في شيء شبيه بالزورق من سعف النخيل ، مع شيء من الزيت ، وفتيل من القطن مشتعل ، ويتركون هذا كله على سطح الماء ، وسط الأغاني والاحتفالات ، وربما قذف بعضهم الطعام قذفـًا في الماء أو رمى بالعطور والحناء، ويأخذون قليلاً من ماء النيل ليمسحوا جسد الصبي تبركـًا، وكذا المرأة العقيم . فهي طقوس تجمع بين الرؤية الوثنية ، وعبادة الجن ، والتعميد بالماء كما يفعل النصارى ، مع خلط ذلك كله بلمسة من الأدعية الإسلامية ، ليخرج مزيج غريب من المعتقدات غير السوية .
من معتقدات اليمنيين في الجن:
وفي بلاد اليمن حيث تنتشر هذا المعتقدات الضالة في مكان وتقل أو تنعدم في مكان آخر تبعا لزيادة ونقصان الوعي الديني لدى الناس ، يحدثنا الشيخ القاضي عبد القادر العماري أن الصيادين في مطلع موسم الصيد يحرصون على أن يكون صيدهم وفيرًا وموسمهم عامرًا ، لذلك كانوا يلجؤون إلى الممارسات الخرافية ، فكانوا يأتون بكبش أسود اللون ، يدفعونه إلى البحر حتى يتخبط في شباكهم ، ثم يذبحونه من قفاه ، ويقطعونه قطعـًا صغيرة يلقونه في المناطق التي يصطادون منها ، ويزعمون أن هذا يرضي الجن في البحر ، فيأذنون أن يخرج الصيد وفيرًا ، وذكر أيضاً أن الزراع قبل البذر يأتون بكبش يذبحونه ثم يأخذون أمعاءه ، ويدفنونها في وسط الحقل ، يظنون أن الجن سترضى بذلك ، وأن السنابل ستكون حبلى بالحبوب مكتظة بالخير ، وهذه عادة وثنية ذات جذور قديمة ، فقد كان الإنسان القديم يقدم الفديات للآلهة الخاصة بالإخصاب وخدمة الأرض.
من معتقدات السودانيين في الجن :
أما في السودان المليء بالطرق الصوفية التي يعشش في زواياها الجهل والخرافات ، فتنتشر بينهم عادات غريبة ، نذكر منها ما يتعلق بمعالجة المجنون إذ يعتقد مشعوذوهم أن الجنون يقع بسبب الجن ، وبناء على ذلك يقومون بربط المجنون ، وتقييده ، وعزله في مكان خاص ، ثم يوجعونه ضرباً ، فيصيح المجنون ويستغيث ، لكن أنى له أن ينجو من عصي هؤلاء وجهلهم .
ثم يفرضون عليه أيضا نوعاً خاصاً من الطعام يتناوله ليس فيه دهن ولا دسم ، حيث يزعمون أنها تهيج الجن وتمنع شفاء المجنون.
ومن طرق هؤلاء المشعوذين في علاج المجنون كتابة بعض الطلاسم والحروف غير المفهومة في أوراق صغيرة ، ثم حرقها ليبخر بدخانها المريض ، وتسمى هذه العملية بالبَخَرة .
من معتقدات اليابانيين في الجن :
اليابانيون بلغوا قمة التكنولوجيا ، وتسنموا هرم التقنية ، إلا أن عقولهم تتجمد وتتحنط عندما تتعامل مع إرثها الثقافي ، فلا يحاول الياباني صانع الكمبيوتر ، ومهندس الإلكترونيات ، أن يُعمِل عقله نقداً وتمحيصاً في هذا الإرث الثقافي المليء بالخرافات والخزعبلات ، بل يسلم له تسليم مستسلم لصحته وصدقه ، اعتمادا على حسن ظنه بآبائه وأجداده ، وافتخارا بما كانوا عليه .
فمن معتقدات اليابانيين في الجن أنهم يظنون أن الجن تحضر زفاف العروسين ، لذلك وخوفا من شرهم يقومون بنثر الأرز والفواكه والتمر والنقود ، من أجل دفع شر هذه الأرواح الشريرة عن العروسين .
من اعتقادات سكان أمريكا الوسطى في الجن :
وفي أمريكا الوسطى حيث يجتمع التخلف والجهل ، لا تعدم الخرافة مكانا لها في ذلك الفضاء المليء بأسباب انتشارها ، إذ يعتقد السكان الأصليون في أمريكا الوسطى أن الخصوبة التي تصيب أرضهم ترجع إلى أرواح كامنة فيها ، فينتهزون فرصة موسم الحصاد لإقامة حفل جماعي تقدم فيه الأضاحي والقرابين ، وتقام فيه الصلوات والابتهالات استرضاءً وشكرًا على ما قدمت الأرواح للجماعة من نعمة الحصاد . فسبحان الله المعطيُّ الرازقُ الحليمُ على جهل الجاهلين وشرك المشركين .
هذه اعتقادات بعض الشعوب العربية وغيرها في الجن ، ولو تتبعنا هذه المعتقدات عند جميع الشعوب أو حتى أكثرها ، لتطلب ذلك كتابة المجلدات ، ولكن تكفي هذه العينة لتنبيه المصلحين لعلاج هذه الظاهرة ، وقد تعمدنا أن نذكر اعتقادات بعض البلاد الكافرة حتى لا يتهمنا أحد بأن التخلف والخرافة إنما هي من صفات العالم الإسلامي ، ولنخرج بقضية غاية في الأهمية وهي أن الجهل هو عدو البشرية الأول ، وإذا غاب العلم الصحيح ظهرت الخرافة والدجل ، ومما يدل على ذلك الانحسار الكبير الذي يؤديه انتشار الصحوة الإسلامية لهذه الخرافات والمعتقدات الضالة .




</H3>

الآماكن 27 - 1 - 2010 12:56 PM

مشكورة استاذه أرب ويعطيك العافية

بنت فلسطين 12 - 2 - 2010 01:42 PM

مشكوره استاذه واطال الله عمرك

أبو جمال 15 - 5 - 2010 03:14 PM

موضوع روعه
شكرا لطرحه ويعطيك العافيه

جمال جرار 21 - 5 - 2010 01:22 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


شكرا على الموضوع
وعلى هذه الجهود الرائعه





نشمي المنتدى



الساعة الآن 09:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى