الفرق بين الغبطة والحسد وعلاج الحسد
الفرق بين الغبطة والحسد وعلاج الحسد
"الغبطة" و"الحسد" فأمَّا الغبطة فهي أن يتمنَّى الإنسان نعمةً في يد أخيه دون أن يصاحب ذلك تمنِّي زوالها عمَّن يملكها. وهذه لا نؤاخَذ عليها، لا في الدنيا ولا في الآخرة، إلا أنِّي أنصح - لو أنَّ هناك من يعاني من هذه المشكلة، وما هي بمشكلة - بترشيد الإحساس بالغبطة، ذلك أنَّ هذا الإحساس الدائم باستعظام كلِّ نعمةٍ في يد الآخرين لا يولِّد في النفس إلا احتقار النعم التي حبانا الله بها وهو ذنبٌ وأي ذنب. فمجرد تمني مثل خير يصل إلى غيره فهو غبطة ، وإن زاد على التمني بالسعي لبلوغ مثل ذلك الخير أو ما فوقه فمنافسة وأمَّا الحسد فله معنى آخر، ألا وهو تمنِّي زوال النعمة عن الغير، قال الإمام الحسن البصري: "ما من آدمي إلا وفيه الحسد، فمَن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء". من ذلك نعلم أنَّه وإن كان الداء موجودًا في بني الإنسان، إلا أنَّ المخرج واضحٌ جليّ، والبغي هنا أخوتي معناه الظلم، أي اخي المسلم إن وجدت في نفسك شيئًا من الحسد، فلا تقدم على عملٍ أو فعلٍ يؤكِّد إحساسك ويؤدي إلى الإضرار بأخيك أو بأختك. جاهد نفسك، وتذكَّر قول الله عز وجل في كتابه العزيز: "والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا"، أي أنَّ المطلوب منك بدايةً: أن تبدء طريق إصلاح قلبك بأن تقتنع بأنَّ مجرد الإحساس بالحسد والحقد إحساس خاطئ. أمَّا الخطوة الثانية، فهي التفكُّر في حكمة الله في إسباغ نعمٍ معيَّنة على أناسٍ دون أناس، وخَلْقٍ دون خَلْق، مع عدم التعجُّب من فعل الله، وظن الإنسان أنَّه كان أولى من غيره، فإبليس اللعين إنَّما أودت به هذه الفكرة، وجعلته في غضب الله ولعنته، بلا طوق نجاة واحد. إنَّ النعمةَ في الدنيا، سواء لكِ أو لغيرك، إحدى ثلاث: - إمَّا مكافأة على خيرٍ أو حسنة تم تعجيل أجرها في الدنيا. - وإمَّا فتنة واختبار من الله لينظر ماذا نحن فاعلون، ونفهم هذا من قول سيدنا سليمان عليه السلام الذي حكاه رب العزة في سورة النمل: "هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنَّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنَّ ربى غني كريم". وقال عز وجل: "ولا تَمُدَّنَّ عينيك إلى ما متَّعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربِّك خيرٌ وأبقى". - وإمَّا استدراج والعياذ بالله، وهو يكون للفسّاق والكفرة والمنافقين، فتجدهم في خير نعمةٍ وأحسن حال، وقد قال عز وجل: "وَلولا أن يكون الناس أُمَّةً واحدةً لجعلنا لِمَن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضَّةٍ ومعارج عليها يظهرون . ولبيوتهم أبوابًا وسررًا عليها يتكئون . وزخرفًا وإن كلُّ ذلك لَمَّا متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربِّك للمتقين". تُرى اخي .. اختي مع أي فريق تحب أن تكون؟ وتحت أي واحدة من النقاط الثلاث تحب أن تندرج ؟. إنَّ المكافأة في الدنيا على العمل هي خيرٌ من الله وفضل، لكن الأفضل منها هو تأجيلها للآخرة، فنحن أمام الميزان نكون أحوج إلى حسنةٍ في حجم حبَّة الخردل، منّا إلى قصرٍ وعزٍّ وجاه في الدنيا. وأمَّا الفتنة.. فنحن في عصر الفتن الأعظم، أنكون في حاجة إلى فتنة جديدة تضاف إلى رصيد الفتن اللواتي تزاحمن على قلوبنا وأرواحنا فأرهقننا ونلن منَّا الكثير والكثير، ونحن ندافع تارة ونستسلم أخرى ؟؟. وأمَّا الاستدراج.. فنعوذ بالله منه، ونسأل الله العفو والعافية؛ لأنَّه متى استدرجنا الله فلا نجاة لنا. وهذا تفصيل في موضوع الحسد من خلال بعض النقاط، مستقاة من كلام العلماء: تعريف الحسد و حقيقته: إن الحسد مرض من أمراض النفوس، وهو مرض غالبٌ، فلا يخلص منه إلا القليل من الناس؛ ولهذا قيل: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه. والحسد يجعل الإنسان يتمنى زوال النعمة عن المحسود، حتى وإن لم يكن للحاسد مثلها، بخلاف الغبطة، فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط. فهو على ذلك نوعان: محمود ومذموم. أما المذموم، فهو كراهة النعمة على المحسود مطلقًا، والتألم والتأذي إن رأى النعمة عليه، والالتذاذ بزوال النعمة عنه، وإن لم يحصل للحاسد نفع بزوالها. والمحمود: هو أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، وهو الذي سموه الغبطة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدًا في الحديث الذي رواه البخاري، حيث قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: يا ليتني أوتيت ما أوتي هذا فعملت فيه ما يعمل هذا". حُكْم الحسد: إن الحسد بمعناه الأول - المذموم - حرام بإجماع الأمة؛ لأنه نوع من معاداة الله، فإن الحاسد يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها والله يكره ذلك، فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته. كما أن الحسد يدفع إلى آثام كثيرة، وذنوب عديدة، فنجد أن "الحسد" كان السبب والدافع لأول جريمتين حدثا في الوجود، أول جريمة في السماء، وأول جريمة على الأرض. فقد قال بعض السلف: الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام وأول ذنب عُصي الله به في الأرض يعني حسد أبن آدم لأخيه حتى قتله. - فبسبب الحسد لُعن إبليس وجعل شيطاناً رجيمًا، عندما حسد آدم على تكريم الله عز وجل له، وعصى أمر الله عز وجل بالسجود لآدم، فكان جزاؤه اللعن الأبدي. - وكان الحسد هو الدافع إلى قَتْل أحد أبناء آدم عليه السلام لأخيه في القصة الشهيرة التي أوردها لنا القرآن الكريم. - وقد ابتُلي يوسف عليه السلام بحسد إخوته له على تفضيل الأب له، فظلموه بتفكيرهم في قتله وإلقائه في الجبّ وبيعه رقيقًا لمن ذهب به إلى بلاد غريبة، وصار مملوكًا. - والحسد من موانع الإيمان بالإسلام، وأسباب الكيد له، كما قال عز وجل: "وَدّ كثيرٌ مِن أَهلِ الكِتَابِ لو يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكم كفارًا حَسَدًا من عند أَنفسهم من بعد ما تَبيَّن لَهُم الحق". درجات الحسد: الأولى: أن يتمنى زوال النعمة عن الغير، ويعمل ويسعى في الوسائل المحرّمة الظالمة، ويسعى في إساءته بكل ما يستطيع، وهذا هو الغاية في الخبث، وهذه الحالة هي الغالبة في الحسّاد، ويكثر ذلك في طلاب المناصب والجاه. الثانية: أن يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه. الثالثة: أن يجد من نفسه الرغبة في زوال النعمة عن المحسود، سواء انتقلت إليه أو إلى غيره، ولكنه في جهاد مع نفسه وكفها عما يؤذي خوفًا من الله تعالى وكراهية في ظلم عباد الله، ومن يفعل هذا يكون قد كُفي شر غائلة الحسد ودفع عن نفسه العقوبة الأخروية، ولكن ينبغي له أن يعالج نفسه من هذا الوباء حتى يبرأ منه. وقد قيل للحسن البصري: أيحسِد المؤمن ؟ فقال: ما أنساك إخوة يوسف ؟!، ولكن غمّه في صدرك، فإنه لا يضرك ما لم تعد به يدًا ولسانًا. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:المؤمن يغبط والمنافق يحسد. الرابعة: أن يتمنى زوال النعمة عن الغير، بُغضًا لذلك الشخص لسبب شرعي، كأن يكون ظالمًا يستعين على مظالمه بهذه النعمة، فيتمنى زوالها ليرتاح الناس من شره، ومثل أن يكون فاسقًا يستعين بهذه النعمة على فسقه وفجوره فيتمنى زوالها عنه. وهذا لا يكون حسدًا مذمومًا، وإن كان تعريف الحسد يشمله، ولكنه في هذه الحالة يكون ممدوحًا لا سيما إذا كان يترتب عليه عمل يرفع هذا الظلم والعدوان ويردع هذا الظالم. الخامسة: ألا يتمنى الشخص زوال النعمة عن غيره، ولكن يتمنى لنفسه مثلها، فإن حصل له مثلها سَكَن واستراح، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوال النعمة عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله صاحبه. السادسة: أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها، فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن مثله، فهذا لا بأس به إن كان من النعم الدنيوية كالمال المباح والجاه المباح، وإن كان من النعم الدينية كالعلم الشرعي والعبادة الشرعية كان محمودًا، كما في الحديث: ""لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: يا ليتني أوتيت ما أوتي هذا فعملت فيه ما يعمل هذا" رواه البخاري. أما إن ترتب عليه وساوس شيطانية وخواطر نفسية تجر الإنسان إلى مواضع الخطر التي تفسد عمله، كأن يقول في نفسه: أنا أحق منه بهذا، فهذا اعتراض على حكمة الله وقسمته ولا يجوز ذلك. |
الأسباب التي تؤدي إلى الاتصاف بالحسد: 1- العداوة والبغضاء والحقد: فأصل الحسد العداوة، وهو نتيجة من نتائج الحقد وثمرة من ثمراته المترتبة عليه، فإن من يحقد على إنسان يتمنى زوال نعمته ويغتابه وينمّ عليه ويعتدي على عرضه ويشمت به لما يصيبه من البلاء ويغتّم بنعمة إن أصابها ويسر بمعصية إن نزلت به وهذا من فعل المنافقين والعياذ بالله. 2- الكبر: فإذا أصاب أحد زملاء الحاسد نعمة خاف أن يتكبر عليه بها، وهو لا يطيق تكبره وافتخاره عليه. ولهذا السبب كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قالوا: كيف يتقدم علينا غلام يتيم فنطأطئ رءوسنا له، فقالوا: "لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم". وقد يكون الكبر من المحسود دافعًا للحاسد ليحسده، فيتكبر على الحاسد ويستحقره ويستصغره. 3- التعجب: فقد أخبر الله عن الأمم الماضية إذ قالوا لأنبيائهم: "ما أنتم إلا بشر مثلنا"، فتعجبوا أن يفوز برتبة الرسل والوحي والقرب من الله بشر مثلهم، فحسدوهم وأحبوا زوال النعمة عنهم. 4- الخوف من المزاحمة على غرض: وهذا يحدث بين أصحاب المهن الواحدة والمصالح الواحدة، مثل التلاميذ عند الأستاذ، والإخوة في التزاحم على نيل المنزلة في قلوب الأبوين، والتاجر يحسد التاجر، والصانع يحسد الصانع، وهكذا. 5- حب الرياسة وطلب الجاه: كمَن يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون إذا غلب عليه حب الثناء والمدح واستفزه الفرح بما يمدح به، فإنه لو سمع بنظير له في أقصى أقطار الأرض لساءَه ذلك وأحب موته أو زوال تلك النعمة التي عند الذي يشاركه بها في المنزلة من شجاعة أو علم أو صناعة أو جمال أو ثروة أو نحو ذلك. 6- حب الشر لعباد الله: فإذا علم بمصائب أو نكبات أصابت الناس، استنار وجهه وفرح به، وربما أظهر الأسى والترحم، فهو أبداً يحب الشر لغيره، ويبخل بنعمة الله على عباده، كأن الله عز وجل يأخذ من ماله هو ليعطيهم. وليس شرطًا أن يكون بينه وبين من يحسده عداوة، وهذه غاية الخبث في الطبع. 7- ظهور الفضل والنعمة على المحسود: فبحسب ظهور النعمة والفضل على المحسود يكون حسد الناس له، ولذلك قال رسول صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود". رواه الطبراني والبيهقي بسند صحيح. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما كانت نعمة الله على أحد إلا وجّه الله لها حاسدًا، فلو كان الرجل أقوم من القدح لما عُدِم غامزًا". وقد قال الشاعر: إن يحسدوني فإني غير لائمهم ……قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا فدام لي ولهم ما بي وما بهم……ومات أكثرنا غيظًا بما يجد آثار الحسد وأضراره على الحاسد والمجتمع: 1- حَلق الدين: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "دَبَّ إليكم داء الأُمم من قبلكم: البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالِقة، لا أقول: حالقة الشَّعْر ولكن حالِقة الدِّين"، "رواه البزار بإسناد جيد. 2- انتفاء الإيمان الكامل: قال صلى الله غليه وسلم: "لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد" رواه النسائي وابن حبان في صحيحه. والذي يجب أن يُفهم من هذا الحديث أن الإيمان الصادق الكامل الذي يستحضر صاحبه أن كل أفعال الله لحكمة، لا يجتمع هذا الإيمان مع الحسد الذي يعترض على فعل الله وحكمته. 3- رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع: يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناسُ بخيرٍ ما لم يَتَحَاسَدُوا"، "رواه الطبراني ورواته ثقات، والمعنى: أنهم إذا تحاسدوا ارتفع الخير منهم. 4- مقت الناس للحاسد وعدواتهم له: فلا يجد الحاسد في الناس مُحبّا ولا صديقًا، فتنخفض منزلته، وتنحط مرتبته؛ لانحراف الناس عنه ونفورهم منه، وقد قيل: الحسود لا يسود. 5- دوام الحسرة على الحاسد: فلا يجد الحاسد لحسرته انتهاءً، قال ابن المعتز: الحسد داء الجسد. وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: ما أطول عمرك؟ قال: تركتُ الحسد فبقيت. والحاسد يكاد يموت غمّا بصبر المحسود. قال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنه يغتمّ في وقت سرورك. وقيل: عقوبة الحاسد من نفسه. وقال معاوية رضي الله عنه: ليس في خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل للمحسود !!. وقال عبد الله بن المعتز رحمه الله تعالى: اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ..........فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله كيفية التخلص من داء الحسد 1- بالتقوى والصبر: فمن وجد في نفسه حسدًا لغيره، فليستعمل معه الصبر والتقوى فيكره ذلك في نفسه. 2- القيام بحقوق المحسود: كرد غيبته، وذكر محاسنه، وقضاء حوائجه، والدعاء له، وبره. كما قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميم". 3- العلم بأضرار الحسد: من إسخاط الله عز وجل، ومشاركة الشيطان في أخلاقه وصفاته، هذا غير الألم الحاضر والدائم في نفس الحاسد، والعذاب في الآخرة وذهاب حسناته إلى المحسود. 4- إفشاء السلام: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم"، فالسلام يبعث على التحابب، فهو بذلك ينفي الحسد. 5- القناعة بعطاء الله: فقد قال بعض الحكماء: من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، فيكون راضياً عن ربه ممتلئ القلب به. 6- إصلاح الطبع: وذلك باتباع أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه، والالتزام بالأخلاق والآداب الإسلامية، والاطلاع على سير الصالحين، ومحاولة التمثل بهم، قال الشاعر: فلم أجدِ الأخلاق إلا تخلقًا …… ولم أجدِ الأفضال إلا تفضلا 7- القضاء على أسباب الحسد: وذلك بتتبعها، وعلاجها واحدًا واحدًا. 8- قراءة القران وتدبره: وكافة أنواع ذكر الله عز وجل. 9- الدعاء والصدقة: فيدعو الله عز وجل أن يشفيه من هذا الداء، ويتصدق بهذه النية. وأخيــــــــــــــرًا فإن صفاء القلب ونجاته من داء الحسد سبب قوي للفوز بالجنة، حيث قال أنس رضي الله عنه: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة"، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه .. فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمر فقال: إني لاحيت أبي – خاصمته - فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت؟ قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي، فلم يره يقوم من الليل شيئًا غير أنه إذا تقلب على فراشه، ذكر الله عز وجل وكبّر حتى صلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث مرات: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة". فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك عملت كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشّا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. م/ن عن لمياء بارك الله بها |
يسلموووا معلومات قيمه مشكوووره |
عاشت الايادي مشكور على موضوعك المميز تحياتي ويعطيك العافية |
سلمت لنا بروعتك
موضوع اكثر من رائع تحيات لك |
مشكور ابو فداء على المرور والرد
ولك تحياتي |
اقتباس:
مشكور شريف على المرور والرد ولك تحياتي |
اقتباس:
ولك تحياتي |
رد: الفرق بين الغبطة والحسد وعلاج الحسد
روووعه
سلمت يداك تحياتي لك |
رد: الفرق بين الغبطة والحسد وعلاج الحسد
اللهم ابعدنا عن الحسد فلا تجعلنا نحسد ولا نَحسد
شكرا لك |
الساعة الآن 03:33 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |