منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   الشهيدة بنت الهـــدى....عذراء العقيدة واميرة الشهيدات (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7761)

أبو يقين الكعبي 24 - 6 - 2010 11:15 PM

الشهيدة بنت الهـــدى....عذراء العقيدة واميرة الشهيدات
 
http://www.alsadr.20m.com/amina.gif
الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)

الولادة والنشأة
ولدت الشهيدة الخالدة آمنة بنت آية الله السيد حيدر الصدر (بنت الهدى) عام 1356هــ 1937م في مدينة الكاظمية، في بيت عريق في العلم والجهاد والتقوى. وكانت أصغر شقيقيها واختهما الوحيدة.
ولم يختلف حالها عن حال باقي أسرتها في مكابدة الفقر والحرمان، وتحمل الصعاب والمشاق، بروح غمرها الإيمان والقناعة بأدنى ضروريات الحياة.
لم تر بنت الهدى أباها و لا تتذكره وكأنها ولدت يتيمة، إلا أن الله عز وجل عوضها عن ذلك بأخويها المرحوم السيد إسماعيل الصدر وشهيدنا الغالي السيد الصدر ــ رضوان الله عليهم جميعاً ــ فقد أغدقا عليها حناناً ومحبة تفوق ما يتوقع اليتامى، وربّياها بما لم يربّ أب فلذة كبده.
تعلمها القراءة والكتابة
تعلمت الشهيدة بنت الهدى القراءة والكتابة في البيت على يد والدتها ــ رحمها الله ــ فكانت الأم هي المعلم الأول، وكانت والدتها تثني على ابنتها وقدرتها على التعلم و الاستيعاب والفهم، ثم استكملت مراحل تعليمها القراءة والكتابة على يد أخويها، وشمل ذلك علوم العربية في أكثر جوانبها، حتى تمكنت من كتابة الشعر في السنوات المبكرة من عمرها.
وكانت الشهيدة بنت الهدى ــ رحمها الله ــ حريصة على تثقيف نفسها ثقافة إسلامية رفيعة، سواء في مراحل حياتها الأولى أو فترة ما قبل الاستشهاد.
فتمكنت من توسيع أفق ثقافتها توسعاً شاملاً متعدد الأبعاد، وكتاباتها في مجلة الأضواء في تلك الفترة (1966) تعكس لنا جوانب من تلك الأبعاد، ذلك أن مجلة الأضواء التي كانت تصدرها جماعة العلماء في النجف الأشرف لم تكن منبراً إلا للنتاجات المتميزة فقط، وكانت بنت الهدى ــ رحمها الله ــ من أبرز من كتب فيها بل كانت الرائدة الأولى في الكتابة و التأليف.
واذا لاحظنا الكتابات الإسلامية التي تستهدف المرأة المسلمة ثقافياً وتربوياً فسوف نجد فراغاً كبيراً ليس من اليسير ملؤه، إذ لا توجد كاتبات ولا كتابات إسلامية موجهة للمرأة تعالج مشاكلها الدينية والإجتماعية وتنهض بها ثقافياً وسياسياً، وتخلق فيها حالة من الوعي لما يجري حولها يحصنها من الانحراف والضلال، من ملاحظة تلك الأمور يمكن أن ندرك أهمية الوعي الذي امتازت به الشهيدة بنت الهدى والذي جعلها تقدم على خطوة جريئة ورائدة في مجال الكتابة الموجهة والهادفة لتثقيف المرأة المسلمة بما يضمن لها كرامتها ويحصنها من الانحراف والضياع.
سلوكها داخل الأسرة
من الأمور التي يجب أن تعرف عن بنت الهدى سلوكها داخل البيت والأسرة، لأنها كانت نمودجاً قل نظيره في ما سطرته من خلق رفيع خلال معايشة طويلة مع والدتها وأخيها وابنة عمها أم جعفر حفظها الله، وللحق كانت السيدة أم جعفر نمودجاً ضم الخصال الحميدة والخلق الرفيع في جانب، والتقوى والورع في جانب آخر، وكيف لا تكون كذلك وهى قرينة سيدنا الشهيد الصدر ــ رضوان الله عليه ــ وسليلة العلماء الأبرار.
كان على الشهيدة بنت الهدى أن تقوم بعدة مهام في بيت أخيها، وهي:
1 ــ المهام والوظائف التي تقوم بها تجاه السيد الشهيد الصدر، أو ما قد يكلفها به في مجالات متعددة، من تدريس أو إقامة ندوات، أو إشراف مباشر على مدارس دينية أو غير ذلك.
2 ــ دورها في استقبال الضيوف من النساء، والاهتمام بتلبية حاجاتهن الفقهية والفكرية، والمساهمة في حل مشاكلهن العائلية والزوجية.
3 ــ دورها في تربية بنات السيد الشهيد تربية لائقة وصحيحة.
4 ــ دورها في خدمة والدتها المعظمة ــ رحمها الله ــ فقد كانت بحاجة إلى المزيد من العناية والاهتمام بسبب كبر العمر ولما تعاني من أمراض متعددة.
5 ــ دورها في القيام ببعض شؤون البيت بالمساهمة مع أم جعفر حفظها الله.
دور الشهيدة الثقافي والتبليغي
كان للشهيدة ــ رحمها الله ــ عدة أدوار رئيسية على صعيد الجهاد الثقافي والتربوي والتبليغي، نستعرضها هنا باختصار..
أولاً: مدارس الزهراء (عليها السلام)
تعتبر السيدة الشهيدة بنت الهدى من المؤسسين أو المساهين في إنشاء مدارس الزهراء (ع) في بغداد والكاظمية والنجف ــ وكان ذلك في عام 1967م ــ ولم يكن الهدف منها سد حاجة المجتمع من المدارس الإبتدائية والثانوية فإن المدارس الحكومية كانت كافية لاستيعاب كل ما هو موجود من طالبات، وإنما كانت هناك ضرورات اقتضت إنشاء هذه المدارس، منها مواجهة الثقافات المادية التي تدعو إلى الفساد والانحراف والتردي الأخلاقي، ومنها السعي لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والوعي الذي يجب أن ترقى إليه المرأة.
إن مما لا شك فيه إن (المدارس) من أفضل الأساليب التي يمكن من خلالها تربية الأجيال وتثقيفهم، وهي الأسلوب الذي يناسب العصر ويلبي متطلباته.
لقد استحصلت الموافقة على إنشاء هذه المدارس واعتمدت نفس المواد الدراسية في المدارس الحكومية، سواء في الابتدائية أو الثانوية، لكي لا يعيق ذلك الطالبات من مواصلة دراستهن بعد إنهاء الدراسة في مدارس الزهراء (ع)، وأضيف إلى ذلك عدة مواد منها دروس في العقيدة والتربية الإسلامية بشكل مكثف ورصين.
ولقد امتدحت الأخت وجيهة الصيدلي وهي مديرة لمدارس الزهراء (ع) السيدة الشهيدة في مقال لها في (المنبر، العدد 24، ص 8) حيث لعبت دور المشرف والموجه لهذه المدارس حيث كانت تأتي ثلاثة أيام في الأسبوع فيما كانت الأيام الأخرى تقضيها في مراكز التعليم في النجف الأشرف... ولقد أثمرت جهود الشهيدة بنت الهدى فكان نتاجاً طيباً مباركاً رغم قلة الامكانات، ورغم المضايقات الأمنية والسياسية والإجتماعية حيث تقول السيدة وجيهة في نفس المقال: ومن المفرح أن أرى هنا في بريطانيا ــ وكذلك في الخليج ــ مجموعة من خريجات مدارس الزهراء، وأنا مسرورة لأنهن حققن أمل الشهيدة ــ كم كانت تتمنى أن ترى الزهور اليانعة في المدرسة أمهات رساليات وزوجات مجاهدات ــ جهاد المرأة حسن تبعلها، بل تأكد وتحقق ما عملت من أجله بل وضحت بنفسها الزكية. لقد أصبحت الزهور اليانعة موضع افتخار وشاهد عيان على تجربتها في مدارس الزهراء (عليها السلام) الأهلية...
ثانياً: التدريس وإقامة الندوات
كان للسيدة الشهيدة بنت الهدى ــ رحمها الله ــ منهج واسع في المجال التثقيفي، ويعتبر التدريس من أهم فقراته.
والمشكلة التي كانت تعترض الطريق طبيعة الكتب الحوزوية التي لم تكتب للتدريس والمفتقرة إلى منهجية واضحة تعين الطالب على استيعابها وفهمها، إضافة إلى الطباعة السيئة والكتابة المتشابكة وهو ما يصطلح عليه بــ (الطباعة الحجرية).
إلا أن الشهيدة بنت الهدى استطاعت أن تتغلب على تلك المشاكل بقربها من أخويها المرحوم السيد إسماعيل الصدر، وشهيدنا الخالد السيد الصدر ــ قدس الله سرهما ــ فاستطاعت أن تتجاوز كل تلك المشاكل بجدارة، وتمكنت من الإحاطة بالمواد العلمية الحوزوية ــ الفقهية والأصولية خاصة ــ مما مكنها من التدريس بكفائة عالية.
وكان الهدف الحقيقي من إقامتها لحلقات التدريس في البيت ليس فقط تثقيف طالباتها وإنما إعدادهن لتحمل المسؤولية في المستقبل لممارسة نفس الدور، وخلق طاقات علمية نسائية قادرة على إيجاد حوزات علمية نسائية تتحمل دوراً كبيراً في نشر الثقافة الإسلامية من مصادرها النقية الصحيحة
وإلى جانب التدريس نظمت الشهيدة ندوات ثقافية دينية عامة تطرح فيها الأفكار الإسلامية بأساليب تنسجم مع متطلبات العصر ومقتضياته، وقد نالت ندواتها نجاحاً منقطع النضير، وإقبالاً من مختلف الطبقات النسوية.
كما كانت تأمل في إعادة النظر في الاحتفالات التي تقام في مناسبات الزواج بحيث تنسجم مع الأخلاق والآداب الإسلامية وتكون مناسبة جيدة لفهم حقيقة الزواج في الإسلام وأهدافه وما يجب أن يكون عليه الزوج وكذلك الزوجة من أخلاق عالية وانسجام كامل وعدم اهتمام بالأمور المادية بشكل يحافظ على طابع السرور والفرح الذي تتسم به تلك المناسبات،.
ثالثا: الكتابة والتأليف
تعتبر الشهيدة بنت الهدى الرائدة الأولى في الكتابة والتأليف واستعمال الأسلوب القصصي في إيصال الأفكار أو التوجيهات. وأقول إنها (رائدة) لأننا لم نعهد في النجف ــ بالرغم من أنها تضم الحوزة العلمية والمرجعية الدينية ــ كاتبة إسلامية سبقت الشهيدة بنت الهدى في هذا المجال.
وهي مع ذلك كانت متواضعة بسيطة لم تستهدف الشهرة والظهور، وما يؤيد هذه الحقيقة إن الشهيدة السعيدة آمنة الصدر اختارت اسماً لها هو ما نعرفه بها (بنت الهدى) تجنباً للشهرة والرياء وحب الذات، ولم يكن هناك ضير في كتابة اسمها الحقيقي لا شرعاً ولا عرفاً. كما لم يكن ذلك بسبب الظروف الأمنية لأن (جهاز مراقبة المطبوعات) في العراق لا يتعرف إلا بالاسم الحقيقي لإصدار إجازة الطبع، والسبب فقط هو نكرانها لذاتها وعزوفها عن الشهرة. ولقد بدأت الشهيدة كما قلنا سابقاً الكتابة في مجلة الأضواء التي تصدرها جماعة العلماء، وكذلك في مجلة الإيمان التي أصدرها المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي.
وقد تميزت فيما كتبت، فنجد كتاباتها تحمل روحاً جديدة وفكراً واضحاً وسلاسة وعذوبة ومعالجات لمشاكل معاصرة، وابتعدت كل البعد عن مظاهر الاستعراضات الفارغة التي تستهدف إبراز الشخصية وحب الظهور.
مؤلفات الشهيدة بنت الهدى:
1 ــ الفيلة تنتصر.
2 ــ الخالة الضائعة.
3 ــ امراتان ورجل.
4 ــ صراع.
5 ــ لقاء في المستشفى.
6 ــ مذكرات الحج.
7 ــ ليتني كنت أعلم.
8 ــ بطولات المرأة المسلمة.
9 ــ كلمة ودعوة.
10 ــ الباحثة عن الحقيقة.
11 ــ المرأة مع النبي.
ولها مؤلفات أخرى مخطوطة صادرتها السلطة الحاكمة في العراق عند مصادرتها لمحتويات بيت السيد الصدر ــ رضوان الله عليه ــ بعد استشهاده وقد يكون بعضها محفوظاً.
رابعا: رحلاتها للحج
وكان قلب الشهيدة بنت الهدى ــ رحمها الله ــ يهوي البيت الحرام والمشاهد المشرفة في تلك الديار المقدسة، كانت إذا حانت أيام الحج تأخذها حالة من الشوق عجيبة وفرحة غامرة تملأ جوانحها فتراها مشدودة بصدق إلى الله عز وجل وكأنها تريد أن تستذكر بسرعة أيام الإسلام الأولى في مهده الطاهر وتعيش مع المسلمات في عصر الرسالة أعباء حمل الرسالة، وتستمد العزم والتصميم منهن.
فكانت الشهيدة تذهب إلى الحج كمرشدة دينية في إحدى "الحملات" التي تذهب إلى الحج من بغداد أو الكاظمية، تعلم النساء مسائل الحج وأحكامه فكانت من الناحية الفقهية محيطة بفتاوى العديد من المراجع، وكانت تجيب كل حاجّة على وفق من تقلد من المجتهدين، وقد يحدث أن تقع مسائل نادرة وغير موجودة في الرسائل العملية للفقهاء وفي هذا الفرض كانت تتصل هاتفياً بالسيد الشهيد الصدر ــ رحمه الله ــ لتتلقى منه الحكم الشرعي. وإلى جانب ذلك كانت تسعى إلى التعرف على أوضاع المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بما يناسب الأوضاع حينها.
خامساً: دور الرابط بين المرجع والمراجعات
كان للسيدة الشهيدة دور كبير في الربط بين سيدنا الشهيد وبين القطاعات النسائية، فكانت تنقل بأمانة ما يعرض للنساء من مسائل فقهية قد يترددن بسبب الحياء من توجيهها إلى السيد الصدر مباشرة، تعينها في ذلك بعض الأحيان السيدة الطاهرة أم جعفر ــ حفظها الله ــ بحسب المناسبة وطبيعة الموضوع.
ولم يكن هذا فقط، فقد كانت مهتمة بكل القضايا التي تشغل الساحة ومنها القضايا السياسية والثقافية، وأخصها بالذات خطوات الحزب الحاكم وحكومة البعث للسيطرة على المجتمع النسوي من خلال أطروحات وقنوات أعدتها كاتحاد النساء والطلائع والفتوة والجمعيات النسائية وأمثالها، وكان أهم تلك القضايا هو مسألة الانتماء لحزب البعث كشرط فرضته السلطة للقبول في المؤسسات والجامعات أو التوظيف الحكومي.
إن هذه المشكلة كانت من الهموم الثابتة في قاموس الشهيدة بنت الهدى فهي تعرف معنى انتماء المرأة لحزب البعث وما يتبعه من التزامات ومظاهر تسخط الله تعالى، وتعرف كذلك ما تعنيه استقالة الموظفة المسلمة المؤمنة التي ترفض الانتماء لحزب البعث، وما يسببه لها من مشاكل مادية ومحاسبة أمنية، إذ إن عدم الانتماء يعتبر جريمة كبيرة، فلا حياد، فإما معي وإما ضدي، وهذه هي لغة السلطة الحاكمة في العراق وأسلوبها.
وكان للسيدة عدد من المؤمنات ممن كن قد انتمين إلى حزب البعث انتماء صورياً في زمن لم يكن يعرفن إن الانتماء حرام، فكن ينقلن للشهيدة تفاصيل ما يجري في الحزب من مخططات ومؤامرات يحوكها ضد المرأة العراقية والمتدينات منهن على الخصوص، وكانت الشهيدة تنقل ذلك للسيد الشهيد بدقة.
وبهذا الصدد تقول السيدة وجيهة في نفس مقالها السابق عن أمثال هذا النشاط ما يلي:
"يخطئ من يقول أو يظن أن الشهيدة اقتصر عملها على التوجه التربوي والاجتماعي بل كانت تعمل في المجال السياسي بشكل واع ودقيق لظروفها والمرحلة التي تعيشها، حيث كانت تتحرك ضمن رؤية واضحة المعالم؛ فكانت تقوم بشرح الموقف السياسي المطلوب آنذاك لجميع من يعمل معها وتعبئة النساء على مقاومة النظام ومخططاته وأساليبه التي تدعو وتضغط على النساء عموماً بالانخراط لحزب البعث، وبالتالي التخلي عن القيم والمفاهيم الإسلامية. وساهمت في تربية المرأة على الورع عن محارم الله تعالى، وفي تكوين الروح الجهادية ضد أعداء الإسلام..."
وكانت السيدة الشهيدة تستمد رؤيتها السياسية النهائية من السيد الصدر نفسه، وكانت في أحيان كثيرة تناقش المواضيع والأحداث معه بصراحة ووضوح، وكان ــ رحمه الله ــ يستمع إليها بدقة ويحترم وجهات نظرها.
شريكة المسيرة والمصير
إذا كان لأحد أن يعتز بمشاركته لسيدنا الشهيد الصدر ــ رضوان الله عليه ــ في مسيرته الجهادية فلا يعدو ذلك الشهيدة بنت الهدى رحمها الله. لقد كتب لها ذلك، وكانت أهلاً له......
شاركته اليتم والفقر والحرمان في مراحل الطفولة الأولى، وشاركته ما كابد من هموم ومشاكل ليس بمقدور كل أحد استيعابها، وشاركته الصراع المرير مع سلطة جبارة عاتية كفرت بكل القيم والموازين فوقفت معه في صف المواجهة الأول في انتفاضة رجب عام 1979م، وشاركته شرف الاستشهاد في غرف الأمن العامة في بغداد، وشاركته قبره الشريف في النجف الأشرف.
إذ لها كل الحق ــ للأمانة التاريخية ــ أن تعتبر شريكة السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه.
بدأت مسيرة المواجهة الجهادية للسيدة الشهيدة منذ الاعتقال الأول للسيد ــ رضوان الله عليه ــ عام 1971م (1392) هــ.
ثم جاءت انتفاضة صفر عام 1977م (1397)هــ فتعرض السيد الشهيد للاعتقال، وكانت تلك الأيام من الأيام العصيبة في تاريخ النجف حيث عم الخوف والرعب كل مكان، وكانت حشود السلطة في كل مكان تعتقل كل من يقع في قبضتها. أما بنت الهدى فكانت البطلة التي وقفت دون خوف في رباطة جأش وشجاعة غريبة حتى عاد السيد الشهيد ــ رضوان الله عليه ــ من بغداد.
عندما خرج السيد مع مدير أمن النجف خرجت معه وسبقتهما إلى حيث تقف السيارة وخطبت في الجموع منددة بجلاوزة النظام وما يفعلونه صارخة ومرحبة بالموت إذا كان في سبيل الله.
وفي صباح يوم السابع عشر من رجب 1399هــ (1979)م، تم الاعتقال للشهيد فقامت الشهيدة بنت الهدى بالذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنين بالنجف الأشرف ونادت بأعلى صوتها:
"الظليمة الظليمة يا جداه يا أمير المؤمنين لقد اعتقلوا ولدك الصدر.. يا جداه يا أمير المؤمنين، إني أشكوا إلى الله وإليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد"
ثم خاطبت الحاضرين فقالت:
"أيها الشرفاء المؤمنون، هل تسكتون وقد اعتقل مرجعكم، هل تسكتون وإمامكم يسجن ويعذب؟ ماذا ستقولون إذاً لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم ؟ اخرجوا وتظاهروا واحتجوا.."
يا له من خطاب يدل على شجاعتها وقوتها وعدم خوفها من النظام الحاكم وأتباعه.
وبعد لحظات نظمت تظاهرة انطلقت من حرم الإمام علي (ع) ساهمت فيها المرأة مع الرجل، وأدت إلى إجبار السلطة على الافراج عن السيد الشهيد الصدر.
وكان من أثر هذه التظاهرة أن أفرج عن السيد بعد ساعات قليلة من اعتقاله.
شهادتها ودفنها
الاجرام والوحشية.. القسوة والارهاب.. صفات وخصائص النظام العفلقي الحاكم في العراق، لم يتورع النظام من استعمال كل وسائل الارهاب في معالجة مشاكله مع الشعب العراقي أو مع الدول المجاورة للعراق.
هل يمكن لحاكم يعيش في بلد الحضارات وفي القرن العشرين أن ينهج نهجاً قمعياً لفرض سيطرته على الشعب ؟
نعم هذا ما فعله صدام مع جيرانه من البلدان حينما قصف المدن الإيرانية بالصواريخ وقتل المدنيين فيها، وكذلك عندما قصف حلبجة بالغازات السامة "وحلبجة مدينة عراقية لا اسرائيلية". ثم هجومه على الكويت آخر ضحية لهذا الطاغية، فما جرى لشعبها من قتل وتعذيب وانتهاكات للقيم والأخلاق وحتى لأبسط المبادئ الإنسانية لا يمكن أن يصدق لولا الوثائق الدامغة التي لا تقبل الشك.
وبقيت مأساة العراق في جانبها الأعظم غير موثقة، وهي مأساة لا نظير لها في تاريخ البشرية.
لقد قام المجرم التكريتي بقتل السيد الصدر وأخته بنت الهدى ــ رضوان الله عليهما ــ بنفسه؛ فهو الذي أطلق النار عللقد كانت حليمة عاقلة تقابل الإساءة يهما بعد أن شارك في تعذيبهما.
يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف روت له ثلاثة مصادر كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام، قال:
"احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد، ثم جاء المجرم صدام التكريتي، فقال باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة)، ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب.
فقال له السيد الصدر: (أنا تارك الحكومات لكم). وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران، مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، فلما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها ووضعها. فقال لصدام: إذا كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطاً وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء. ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب، فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، ولكنك جبان وأنت بين حمايتك)، فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم".
وفي مساء يوم التاسع من نيسان عام 1980 م وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف. وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم الحجة السيد محمد صادق الصدر ــ رحمه الله ــ فطلبوا منه الحضور إلى بناية محافظة النجف، وهناك سلّموه جنازة السيد الشهيد وأخته الطاهرة بنت الهدى، وحذروه من الإخبار عن شهادة بنت الهدى، ثم أخذوه إلى مقبرة وادي السلام ووارهما الثرى.
ذهبت شهيدتنا الغالية إلى ربّها راضية مرضية لتحيا عند أمها الزهراء، وتشكو لها عذاب تسعة أشهر ما أقساها، وسياط المجرمين وتعذيبهم وما أشدها، وتقطيع جسد طاهر نذرته لرسالة جدها (ع)، لتشكو لها خذلان الخاذلين، وسكوت الساكتين، وشماتة الشامتين، وتفرج المتفرجين.
ذهبت بنت الهدى وبقي دمها في أعناق الجميع أمانة ما أثقلها في ميزان حساب الأمم عند الله تعالى وعند التاريخ.
سلام على بنت الهدى يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية.
والحمد لله رب العالمين

أبو يقين الكعبي 24 - 6 - 2010 11:43 PM

صفات الشهيدة بنت الهدى :

كانت بنت الهدى عالمة جليلة، ومربية قديرة وكاتبة أديبة ومفكرة إسلامية، وموضع ثق أكابر مراجع المسلمين الإمامية، كالمرجع الخوئي(قدس) إلى جانب الإشراف والمتابعة للمشاريع الإسلامية التربوية كمدرسة الزهراء عليها السلام في بغداد والمدارس الإسلامية في النجف الأشرف، وقد أغنت بسلوكها وجهادها ومثابرتها وفكرها وتأليفها وتقاها الساحة النسوية، حيث تمثل بنت الهدى حياء الإسلام وخلق الرسالة وسجايا جدتها فاطمة الزهراء عليها السلام، وتمثلت بها تعاليم القرآن الكريم وتجسد فيها الإيمان الخالص لله عز وجل ، فأحبت إسلامها العظيم وآمنت به وتبرت فيه وعاشت في معينه النابض، فعكست ذلك قولاً وفعلاً فكانت تعامل الجميع معاملة الإسلام، لا تفرق بين أحد منهن بصدرها الحنون، وتعالج تصدعهن وكأنها المؤدبة، فكانت سكناً لبنات جنسها، فترى البسمة ظاهرة في إستقبالها للنساء تجلي عنهن كربات الدهر.


وكانت ذكية وفطنة غلى درجة عالية مما أكسبتها قابلية كبيرة في تلقف العلوم وكسب المعرفة، وكانت كريمة النفس ، سخية اليد نحو المعوزات، وهذه صفة المؤمنات الصالحات فتراها تكرم المحتاج بمختلف الوسائل عن طريق الهدايا العينية أو المبالغ النقدية، حيث تحمل شعور المسؤول وتهتم بالجميع فتزور المرضى وتتفقد المحتاجين وتصل عوائل الشهداء وتسأل عن إحتياجاتهم، كل ذلك دون كلل أو ملل، وكانت دقيقة الملاحظة ذكية، كما كانت حريصة على الوقت لا تفرط في الدقيقة قدر إمكانها ، حيث أعمالها الواسعة الكثيرة تتطلب منها الوفاء بالوعود والإلتزام بالمواعيد، فكان عملها يشغل الليل والنهار.

اثــــــــــارها العلمية :


كانت بنت الهدى تفكر وتنظر وتكتب في كيفية الوصول بالمجتمع والأمة إلى أعلى مراقي السمو الإنساني من خلال الرسالة الإلهية العظيمة، كانت تعيش الهم الرسالي في تفكيرها إهتمامها.

لذلك ستبقى آثارها العلمية والإجتماعية منارً لكل الدعاة، حتى بعد إستشهادها وصعود روحها إلى بارئها الذي خلقها.



وللكاتبة بنت الهدى آثار علمية أتحفت بها المكتبة الإسلامية والتي إمتازت بالعمق والأصالة والدعوة إلى الإسلام عن طريق هذه الآثار.


ونذكر من آثارها العلمية:

1- كتاب (كلمة ودعوة)، وهو أول كتاب صدر للشهيدة في أوائل الستينات.
2- كتاب الفضيلة تنتصر ، وهي قصة إسلامية طويلة تبين فيها إنتصار الفضيلة والتقوى على الرذيلة والفاحشة، وصدرت من خلال سلسلة(من هدي الإسلام) ، في النجف الأشرف.
3- (المرأة مع النبي) وقد صدر لها ضمن سلسلة (من هدي الإسلام ) أيضاُ.
4- (إمرأتان ورجل ) وهي قصة إسلامية طويلة خيالية تحمل معاني كبيرة في التربية والتوجيه.
5- (صراع من واقع الحياة) مجموعة قصصية.
6- (الباحثة عن الحقيقة) قصة طويلة كتبت عام 1979.
7- ذكريات على تلال مكة) كتبتها بعد ذهابها إلى الحج سنة 1973 وكانت بصحبة ست نساء، تروي فيها كيفية أداء مناسك الحج وتعقبها رواية رحلة الحج بقصيدة شعرية طويلة.
8- الخالة الضائعة، مجموعة قصصية، كتبتها عام 1974.

9- لقاء في المستشفى، قصة طويلة كتبتها أيضاً .

وصدرت لها دراسات كثيرة أخرى، وهي مع ذلك شاعرة إسلامية هادفة لها شعر كثير منشور في بعض المجلات

أبو يقين الكعبي 25 - 6 - 2010 12:02 AM

كتابة القصة عند الشهيدة بنت الهدى :


(إختارت الشهيدة بنت الهدى، الأسلوب القصصي لبيان الحقيقة الإسلامية، وعرض مفاهيم الإسلام وقيمه السمحاء، وذلك بتوجيه من أخيها الشهيد( محمد باقر الصدر)(رض) الذي أوعز إليها بضرورة تفريغ هذه المفاهيم في قصص وروايات تمثل الواقع الذي تعيشه المرأة، ولم يكن هذا الأمر إعتباطياً بقدر ما يمثل واقعية في معالجة أمراض المجتمع، فالأسلوب القصصي هو العلاج الأقدر على معالجة المشاكل)


وهذا ما تؤكده الشهيدة بنت الهدى بقولها : ( إن تجسيد المفاهيم العامة لوجهة النظر الإسلامية في الحياة هي الهدف من هذه القصص الصغيرة، لأني أؤمن بأن إعطاء المفهوم على المستوى النظري لا يمكن أن يحدث من التغيير والتأثير ما يحدثه إعطاؤه مجسداً أو محدداً في أحداث وقضايا من واقع الحياة، ومن أجل ذلك إهتم القرآن الكريم بإعطاء المثل والقيم عبر صور قصصية من حياة الأنبياء والدعاة إلى الله وما تلابسها من ظروف وأحداث)

(ومن خلال إستعراض الواقع الفاسد الذي تعيشه المرأة تستعرض الشهيدة العلاج الإسلامي لهذا الواقع الفاسد من خلال قصصها الرائعة حيث وضعت صورة مشرقة عن حياة المرأة المسلمة، ورسمت طريقها بكل وضوح بإعطائها المثل والقيم العليا ، وتبين لنا كيف يجب أن تعيش المرأة المسلمة في مجتمعها رغم الإنحطاط والفساد الذي يسود مجتمعاتنا اليوم.


- وتقول بنت الهدى في مقدمة(صراع من واقع الحياة): ( ولئن كانت هذه القصص القصيرة من نسج الخيال فهي منتزعة بلا شك إنتزاعاً من صميم الحياة التي تحياها الفتاة المسلمة اليوم، ولهذا فإن أي فتاة سوف تقرأ في هذه القصص أحداثاً عاشتها بشكل أو آخر أو تفاعلت معها أو مرت قريباً منها وسوف نجد في كل قصة الموقف الإيجابي الذي تفرضه وجهة النظر الإسلامية في الحياة، والبون الشاسع بين نظام هذا الموقع وطهارته وتساميه وبين الإنخفاض والإنحطاط الذي تمثله وجهات النظر الأخرى في الحياة.


- وتقول أيضاً في مقدمة قصة(الفضيلة تنتصر) : (هذه – قارئي العزيز – ليست قصة- بل قصاصة ولا كاتبة للقصة، بل إني لم أحاول قبل الآن أن أكتب قصة إلا أن هذا الذي أقدمه اليوم إليك، راجية أن ينال منك الرضا والقبول، لا يعدو أن يكون صورة من صور المجتمع الذي نعيشه وأنموذجاً من واقع الحياة، حيث تتصارع قوى الخير والشر وتلتحم العقيدة بجيشها الفكري والروحي في معركة مع حضارات الإستعمار وأخلاق المستعمرين).

وتقول بنت الهدى أيضاً: ( أنا لا أقول: إن الخيال لعب دوره في تجسيد صورة محدودة لهذا الصراع لكي يبرزه بطريقة ترضيك وتدفعك إلى متابعته، ولكن غايتي الواقعية هي إبراز أن جوهر الصراع لا أطرافه وهوامشه، فإذا كنت قد نجحت في الجوهر والصور معاً فهذا غاية ما أتمناه، وإلا فإني على ثقة من قدرة قصتك هذه في إبراز المحتوى العقائدي للصراع الدائر بين دعوتي الفضيلة والرذيلة، وجوهر التناقض الذي تعاني منه حياة كل مسلم ومسلمة في هذا العصر، على أن ما قمت به لا يعدو عن كونه محاولة بناءة لفتح الطريق وتعبيده بغية السير في إحياء جهاز إعلامي صامت من أجهزة الإعلام التي تواكب سيرنا ونحن في بداية المنعطف .

تعالج بنت الهدى في قصصها الواقع الإجتماعي، وإبراز حياة المؤمنة والمرأة الشريرة والرجل المؤمن والرجل الفاسد، وطرح الموقف الإيجابي الذي تفرضه وجهة النظر الإسلامية في الحياة، وتقول بنت الهدى: (ولئن كانت هذه القصص منتزعة من دون شك إنتزاعاً من صميم الحياة......).


وقد إختارت في قصصها: الدكتورة الداعية، والمؤمنة المثقفة، والموظفة المؤمنة، والشاب المؤمن، والرجل الفاسد والمرأة الفاسدة... إلخ


ضوء على السرد ولغته في قصصها:

أسلوب السرد ولغته عند بنت الهدى بتسم بالسهولة والخفة والوضوح، ويستطيع أي قارئ لأي قصة من قصصها الجميلة، أو ما كتبته في مقالاتها التي كتبتها في (مجلة الأضواء)، أن يفهم ما تريد أن تقول وما تهدف إليه في كتاباتها، والغاية التي تريد أن توصلها إلى القارئ وهي توصيل الفكر الإسلامي بأسلوب بسيط وبلغة عربية فصحى.

-ولقد عبرت إحدى الأخوات القارئات عن هذا الأسلوب بقولهاسحرني أسلوبك الأخاذ على صفحات قصصك المثيرة حقاً، المربية على الجرأة والإقدام على الفضيلة والإباء، القصص التي قرأتها مرات عديدة وفي كل مرة أشعر بلذة عميقة ونشوة الإفتخار والتباهي، وكأني أعيش أحداشها بنفسي وبما تصل غليه بطلات القصص من نتائج محموده ونصر مؤزر

ضوء على الوصف ولغته في قصصها:

إستطاعت الشهيدة بنت الهدى أن ترسم ملامح المشاهد والهيئات والحالات النفسية بلغة ملونة وخصبة، وأن تكون سهلة وواضحةـ كما في قصة(الخالة الضائعة.

تقول كان صوتها حزيناً وكلماتها إفتقدت آثار الحرارة وإنطبعت بطابع البرودة، وكانت تحاول أن تعطي للسكون زمناً أكثر مما تعطيه للكلام، فشعرت وداد بلذعة الأسى وهي تجد صديقتها على هذا الصمت الهادئ الحزين، وهدى لم تكن بالنسبة إليها صديقة فقط، فلطالما كانت لها مناراً في ليل داج ومشعلاً من نور في ظلام رهيب، ولطالما هدهدت روحها بمفاهيم وسقت جدب أفكارها بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولهذا فهي بالنسبة إليها تعني الشيء الكثير...)


كتابة المقالة عند الشهيدة :


أثر من آثار بنت الهدى، وعبرت بنت الهدى عن آرائها بعد صدور مجلة الأضواء الإسلامية فكانت السباقة إلى الكتابة فيها، وصدر لها في حزيران 1960 م، أول مقال لها، يحمل مقالها النقد لبنت الإسلام ما هن فيه، وتحركهن بلهجة ثورية رسالية بينة للخروج من الواقع المتخلف والإنفتاح على عقيدة الإسلام، معربة عن خشيتها من تمكن عمليات التغريب من نفوس جمهور النساء، وهكذا إستمرت تكتب إلى المجلة فكان منبرها الوحيد آنذاك، وهذا يدل على أنها ذات إطلاع ثقافي، متنورة متبصرة بالأمور قبل بلوغها العشرين عاما.



- وتعتبر بنت الهدى من خلال كتاباتها في (مجلة الأضواء) ، أنها داعية إسلامية عراقية في العصر الحديث، نزلت إلى الشارع العراقي وجعلت المقالة أحد أساليب الدعوة إلى الإسلام الحنيف.


- وإنها كانت تفند ما يحتج به مستوردو غواية التحضر الغربي، فبحبحة التقدم والإزدهار أضحت نساؤنا وأخواتنا بعيدات عن عقيدتهن بعد أن سلبتهن الحضارة الغربية شخصيتهن الإسلامية، فمما قالته الشهيدة بنت الهدى... وذلك نتيجة سوء فهمها للإسلام والبعد عن روحه ومفاهيمه من ناحية، ونتيجة تغذية الثقافة الإستعمارية المسمومة التي غزت بلادنا من ناحية ثانية، إذ نشرت مفاهيمها المناقضة للإسلام والتي غزت بلادنا من ناحية ثانية، إذ إنتشرت مفاهيمها المناقضة للإسلام والتي لا تنطوي في الحقيقة إلا على أصالة المرأة وأنوثتها وكرامتها).

وتقول أيضاً: (هكذا ضاعت بين الفهم الخاطئ للإسلام، وبين المفاهيم الوافدة من الغرب وأصبحت المرأة المسلمة بين أمرين: فإمالا حظ لها في الوجود الإجتماعي ولا نصيب لها من المساهمة في كل الحقول الإجتماعية والفكرية، وإما إمرأة متفرنجة قد تجردت من أنوثتها وإعتبرتها شيناً وعاراً وراحت تزاحم الرجال بمناكبها وتسترجل لتكسب حقوقها في الحياة العامة....)

وفي مجال تعليم المرأة تقول بنت الهدى في مقالة لها عن التعليم الصحيح... وأنا لا أريد أن أقول أن التعليم الصحيح يستوجب إعداد كل بنت إعداداً يمكنها من أنت تكون داعية إسلامية، ولكني أعني أن التعليم الصحيح هو إعداد كل بنت إعداداً يجعلها تشعر بكونها صاحبة رسالة وحاملة عقيدة وإنها بما تتمسك به من شعائر إسلامية مميزة لا مجبرة، وأنها يجب أن لا تغفل عن كونها صاحبة مبدأ لحظة واحدة في كل نواحي الحياة التي تعيشها، وبعد هذا فإن لها الحق كل الحق فيما تلتزمه من طقوس دينية إسلامية...)

ودعت في مقالتها(المرأة والتعلم) إلى إنشاء المدارس الإسلامية الملتزمة ضرورة إسلامية إجتماعية، فتقول بنت الهدى وقد أصبح إنشاء أمثال هذه المدراس ضرورة إسلامية إجتماعية بعد أن أخذ يستحيل على البنت المسلمة أن تتعلم تعليماً خالصاً في إطار ديني من دون وجود أمثال هذه المعاهد والمدراس الدينية ولهذا فإن الأمل في تعميم هذه المدارس أصبح وطيداً إن شاء الله، وإن من دواعي ذكري لهذا الموضوع هو تنبيه بعض القادرين من المسلمين إن كانوا في غفلة عن هذه الناحية).


وتقول في تعليم البنت منذ صغرها تعاليم الإسلام الحنيف سيحقق لها ذلك كل الخير وستنصرف إلى الإسلام لتجعله غاية وهدفاًولكن البنت إذ أغذيت منذ صغرها الباكر بحب الإسلام وبسمو غاياته ونتائجه، وإذا فهمت أن في الإسلام أهدافاً سامية إذا تحققت من كل ذلك حقق لها الخير ، وإنصرفت إلى الإسلام وجعلته لها غاية وهدفاً، وهذا ما لا يمكن أن يتم ويحصل إلا بعد إنشاء مدارس إسلامية دينية للبنات وتكون مهمة هذه المدارس هي بث الوعي الإسلامي في أذهان فتياتنا الصغيرات ، اللاتي أخذن يتهاوين بين أنياب البلاء دون أن نعمل لأجلهن أي شيء).


وتقول في كيفية إنقاذ الفتيات الصغيرات.... والوعي الإسلامي لا يمكن أن ينفذ إلى القلوب والأذهان إلا إذا كان وعياً إسلامياً صحيحاً، مستمداً من الآيات والروايات المقدسة، خالياً عن كل ما علق به من آراء بعيدة كل البعد عن الإسلام الحقيقي، مستمداً من سيرة السلف الصالح من أمهاتنا المسلمات في صدر الإسلام... عند ذلك يمكن لنا أن نطمئن على مستقبل الفتاة المسلمة وقد ثقفت تثقيفاً إسلامياً صحيحاً.

شعر الشهيدة الموجه :


إن توصيل الحقيقة العقائدية والفكر الإسلامي بنظر بنت الهدى يتم بالنثر وبالشعر، وهو ما نلمسه فيما نظمته من الشعر لمواجهة عمليات الإضرار بالمسلمين والمسلمات، فتقول:

أختاه هيا للجهاد وللفدا....... وإلى نداء الحق استمعي الندا
هيا اجهري في صرخة جبارة....... إنا بنات محمد لن نقعدا
إنا بنات رسالة قدسية..............حملت لنا عزا تليدا أحيدا
*******************************

ودورها في معركة الأمة وصراعها الطويل مع الفكر والإلحاد، وكان يحملها على نظم الشعر المعنى المكنون في قلبها، والموضوع الذي يحتويه صدرها، والقضية التي في روعها(القضية العقائدية) قضية نساء المسلمين السافرات، بنات الإسلام الغافلات، إنها تريد تعبئة الفتيات نحو المجد الرسالي، أمجاد الجهاد، فراحت تنادي الفتيات المسلمات، جيل الأمة المسلمة بنات الهدى، فإلى المجد والدين الحنيف، والإلتزام والتمسك بالعقيدة والمبادئ الخلاقة



إلى المجد يا فتيات الهدى ............. لنحيي مآثرنا الخالدات
ونمضي سوياً إلى غاية ................ لأجل لقاها تهون الحياة
ونكتب تاريخنا.... ناصعاً ............. مضيئاً بأعمالنا الزاهرات
فأما مقام العلى نرتقيه ................. وأما قبوراً تضم الرفاة



وكتبت بنت الهدى تبرز فيها أنها شاعرة القوة والمواجهة والتحدي، إذ أنها وأجيال أمتها الذين يتحملون المشاق والصعاب من أجل رضى الله تعالى، من أجل القضايا المقدسة العادلة، يسبقون يجاهدون بتصميم وعزم لا يلين

فكتبت قصيدة في جو كئيب حزين يتخلله ومضات البرق، وتحيرت في أمرها هل تخرج إلى بغداد للذهاب إلى مدارس الزهراء(ع) حيث صار وقتها المعتاد ولكنها وحيدة والوقت مبكر جداً والجو مخيف جداً، رغم تلك الصعاب توكلت على الله وسافرت ولم تستسلم لما يجري حولها وهي وحيدة ، إلا أنها عزمت عزم المجاهدات الصابرات، وواصلت السير وهي تنظم القصيدة بالمناسبة نذكر بعضاً من أبيات القصيدة تقول فيها:

قسماً وإن ملئ الطّريقُ
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بما يعيق السيرَ قدما
قسماً وإن جهد الزّمان
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ لكي يثبّط فيَّ عزما
أو حاول الدّهر الخؤون
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بأن يريش إليَّ سهما
وتفاعلت شتّى الظّروف
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ تكيل آلاماً وهمّا
فتراكمت سحب الهموم
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بأفق فكري فادلّهما
لن أنثني عمّا أروم
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ وإن غدت قدماي تدمى
كلاّ ولن أدع الجهادَ
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ فغايتي أعلى وأسمى

وتقول في مقطع آخر وتمجد فيه الإسلام الحنيف:



إسلامنا أنت الحبيب وكل صعب فيك سهل ********* ولأجل دعوتك العزيزة علقم الأيام يحلو
لم يعل شيء فوق إسمك في الدنا فالحق يعلو********* وتطبق الدنيا مبادئك العظيمة وهي عدل
وسينصر الرحمن جند الحق ما ساروا ورحلو ******** وأظل بإسمك دائماً أشدو قلا ألهو وأسل


فكل مقاطع شعرها ثورة دائمة ومعارضة دائبة، وكل كا كتبته مهدى إلى فتيات الهدى ليصرن طريق الحياة، وطريق المستقبل بفضل وعيهن وتكاتفهن وقوة ثقتهن بدينهن وفكرهن ووحدتهن، وصفاء نفوسهن وعزيمة تحدياتهن، وجلال مواجهتهن لأعداء الله والأمة والدين


فتقول في بعض من أبيات الشعر:


غداً لنا مهما ادعى ملحــد * وارتحلت مبادئ وافــــدة
غـداً لنــا إذا صمدنا ولم * نصعف أمام العصبة الجاحدة
فـالله قد واعدنــا نصره * والحق لا يخلف من واعـده
ستـرتفع راية اسلامنا * نحو الهدى خفاقة صاعدة
وينتصر دستور قرآننا * رغم أنوف الزمرة الحاقدة

هكذا إستخدمت بنت الهدى الشعر كوسيلة لتوصيل الحقيقة الخالدة وهي (الإسلام) إلى نصف المجتمع وهي(المرأة) فكانت وسيلة لخير هدف وغاية للتمسك

أبو يقين الكعبي 25 - 6 - 2010 12:09 AM

قراءة في كتب الشهيدة بنت الهدى

تجاوزت الشهيدة بنت الهدى ، الهموم الشخصية التي تستنزف القدرات البشريّة الى الهموم الرساليّة . وقد كتبت في الأعداد الأولى لمجلة الأضواء ، التي تشرف عليها جماعة العلماء في العراق ، كتبت نداء حارا تطالب فيه المرأة بالعمل ومشاركة الرجل المسؤولية .
وقد اعتبرت الشهيدة ، هذه المجلة طريقا للوصول الى المسلمات ، فتقول عن المجلة ( تستطيع أن ترفع عن كاهلي بعض ما احسّه من مسؤولية تجاه ديني أولا وبنات جنسي ثانيا ) .
وكما عاشت الشهيدة الهمّ الرسالي في حياتها ، عاشته في مؤلفاتها وكتبها .
فقصائدها ذات مضامين عالية يستلهم منه المؤمنون في عملهم ، وهذا من معين أدبها الهادف .
أنا كنت أعلم أن درب الحقّ بالاشواك حافل
خال ٍمن الريحان ينشر عطره بين الجداول
لكنني اقدمت اقفو السـير في خطو الاوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الجحــافل
ولطالما نصر الاله جنوده وهم القلائـــل
فالحق يخلد في الوجود وكل ما يعدوه زائل
ساظل اشدو باسم اسـلامي وانكر كل باطل
وقد تكرست مؤلفاتها لخدمة المسيرة الإسلامية ، ونستعرض خلاصة ما جاء في قصصها :

ففي كتاب ( امرأتان ورجل ) طرحت شبهات واشكالات ، ترد على عقيدتنا ثم ردّتها بقوة الدليل وقطعية البرهان وبصياغة أدبية رائعة عن طريق المراسلة بين سائل حائر ومجيب واع . وتعلّم القصة في نفس الوقت أن المؤمن الواعي يحسب لكل شئ حسابا ، فحتى المراسلة يجب ان تكون هادفة وان تمتزج فيها العواطف بالفكر المعبر وأن تكون مشعل هداية للمرسل إليه .

وكتاب ( لقاء في المستشفى ) فيه دحض لفلسفات مادية بطريقة سلسة مفهومة ، على شكل حوار يشد القارئ لانه يترقب العلاج لاحداث عائلية واجتماعية من صميم الحياة اليومية .

وكتاب ( الخالة الضائعة ) فيه مجموعة قصص تبين عدة مفاهيم لتنظيم الحياة الاسرية والاجتماعية وهذه المفاهيم حسب تسلسل القصص .
إن انتهاج المبنى الاسلامي في تربية الابناء له آثاره الايجابية في الحياة ، بعكس اختيار المسلك اللاإسلامي، حيث ستكون نتائجه سلبية ويسبب شقاء الابناء والاباء على حدّ سواء .

أن المؤمن يسعى في حياته وراء هدف وهو رضا الله سبحانه وتعالى ، وما دام الانسان واثقا من تحقق هذه الغاية فلا يزهد في سعيه مهما كانت ردود الفعل التي تواجهه ولو لم يجد انسانا واحدا يستجيب إليه .
على المؤمن ان ينتهج النهج الرباني في التقييم وأن لا يهتم بالشكليات وإن الكمال لا يأتي من طراز المعيشة والملبس . وإن الهدايا هي الاخرى ينبغي ان لاتكتسي طابعا ماديا ، وما الهدايا إلاّ تعبير رمزي عن المحبة . ووصلة خير بين الأحبة .
يكون اختيار الشريك المناسب ، بالترفع عن الماديات التي شوهت مفهوم العلاقة الزوجية المقدسة التي اوجدها الله تعالى لتكوين لبنة صالحة يترعرع في جنباتها جيل خير من الابناء .
وإن السعادة الزوجية لا تعتمد على المال والجاه والمقام ولكنها تنطلق من زاوية التقارب الروحي والفهم المشترك لحقيقة الحياة .
على الزوجة عدم تحميل الزوج والاسرة ، المتاعب المالية والنفسية والضغط على البيت ، من اجل حب الظهور أمام الوسط النسوي والتصنع من اجل المباراة بالمظهر الخارجي .
الدعوة إلى عدم الضعف امام الشهوات والاستجابة لنداء الضمير الذي يأبى على الانسان التفريط بنعيم دائم من أجل لذّة وقتية .
إن الحرية هي التي تعطي معنى الحياة .
وإن المؤمنين هداة فيما بينهم . والمؤمن لايمنى بخسارة مهما قدم من تضحيات ، لان الله يعوضه بالرضا والرضوان ، وهذا التعويض الرباني يحول مرارة الحياة الى حلاوة ، ويساعد المؤمنين على تحمّل الآلام فلا يصيبهم اليأس والاستسلام.
والعمل الناجح هو الذي يحمل مقومات البقاء والاستمرار . وإن الايمان هو أساس الإطمئنان النفسي . والمؤمن عندما يسير في طريق الله عليه ان يعرف أن الوصول الى النهاية ليس بالامر الهيّن ، وأنه بحاجة الى المزيد من البلورة الروحية والاعداد .
إن الانسان كما يسلم جسمه لطبيب جراح ليتخلص من آفة تنهك جسمه كذلك عليه أن يسارع للتخلص من الآفات الروحية التي تحول بينه وبين السعادة .

واما كتاب ( ليتني كنت أعلم ) فهو يتضمن مجموعة من القصص الهادفة في تربية النفس وعلاج بعض الامراض الروحية وخلاصاتها كالتسلسل :
على الانسان ان يذكّر نفسه دائما أن وراءه محكمة عادلة حتى لا يقع في الغفلة والنسيان .
المستوى الايماني اهم شئ في اختيار الزوج .
المؤمن بقضية يدافع عنها بكل إخلاص ولو كلّفه ذلك حياته .
على الانسان ان يحاسب نفسه قبل المثول بين يدي حاكم عادل حيث لا انكار ولا مغالطة ولا موارية .
إن الفقير الحقيقي هو الذي يتأرجح كيانه الاجتماعي على كفة ميزان المادة فهو يرتفع مع ارتفاع أرقام ما يملك وينزل مع هبوط رصيده الخاص ، لذلك فهو فقير الى الاموال التي تسند وجوده .
على المرء أن لا ينظر الى المحن من جانب قساوتها وفداحتها . وإنما ينظر الى الدروس والفوائد المعنوية التي تعطيها لكي يتمكن الانسان من استقبالها بصدر رحب وعزيمة لا تلين .
إن الانسان لا يتكامل إلا بعد المرور بمختلف التجارب والمحن .
يجب أن يكون التعامل مع الدنيا ، من حيث هي الطريق الذي يمهد الى رحمة الله ورضوانه . والدنيا هي أيام تجربة وفترة اختبار للحصول على درجات أعلى . ومن هذا الجانب يتعلق الانسان بها ، ومن الجانب الآخر ينفر منها لحبائل غدرها وشرور كيدها .
من الصعب ان يغامر الانسان بحياته الزوجية ، بان يختار شريك غير كفوء من الناحية الفكرية والروحية ، زاعما أن الحب سوف يتغلب على التباعد الفكري والروحي ، لان الحياة الزوجية بناء مقدس لا يمكن أن يرتفع على أساس مضعضع .
يجب أن يكون الاهتمام في العمل من أجل الله ، وأن يعالج الانسان الاحداث ببساطة حتى لا تسمح الروح للآلام أن تعشعش فيها . وما أسعد الروح وهي ترتفع عن الدنيا لتكتمل بنور الايمان .
هذه الروح تشعر بالرضا دائما وتهون عندها الصعاب وتجعل وجه صاحبها يشرق بشعاع الايمان ، فلا طريق لليأس والاستسلام .

وفي فصول كتابها ( صراع من واقع الحياة ) بينت عدة مفاهيم إسلامية وأعطت حلولا لمشاكل نفسية واجتماعية وخلاصاتها حسب التسلسل :
العامل في سبيل الله يصمد امام المتاعب والاستهزاءات من الذين يرزحون تحت وطاة المقاييس الخاطئة . وقد استهزئ بالانبياء والاوصياء من قبل .
الانسان يسير على مفترق طريقين أحدهما باتجاه اللذّة المادية الذي يفتح ابواب الدنيا بنعيمها الموهوم . والثاني باتجاه السعادة الواقعية الذي يؤدي الى الهداية ويثبّت الاقدام .
تبيان مساوئ المال الحرام ، وكيف أن الغذاء منه يملأ الجوف نارا ، والكساء منه يكسي سرابيل القطران . وإن العيش القليل من الحلال أفضل من الغنى بالحرام الذي يعقبه عذاب الله تعالى .
عدم الاعتماد على المظاهر لابراز الشخصية في المجتمع . وعدم نسيان النفس في مناسبات الفرح ، وإن المؤمن صاحب مبادئ إنسانية ن فلا يدوس على قيمه ومثله بما يخالف الشرع .
الاشادة بدور اللقاءات الدينية في تثبيت الدين ومعرفته ، وإن على المؤمن تهيئة سبل الهداية للآخرين ، ثم تتطرق في القصة الى أهمية الحجاب في المجتمع . وتدعو القارئ أن يكون الحوار والنقاش للدفاع عن الحق ، وباسلوب هادئ مؤدب .
وإن جوهر الانسان هو الفكر وما وسائل الحياة إلا أشياء عرضية زائلة.
كما وتحذر القصة ، الخيرين من الزهد بالخير والاحسان لمواجهة الآخرين لهم ، بنكران الجميل ، وإن الله تعالى يحفظ للإنسان ، أجر ما فعل من خير واحسان . كما وتعلم القصة كيف يكون الإنسان دائم القرب من الله وذلك بالاخلاص له تعالى .
 في القصة تذكر الشهيدة بنت الهدى عدة حالات نفسية مرضية تعاني منها فتاة مسلمة فقد فقدت حالة الأمان وسيطر عليها القلق فقضى على إرادتها واستسلمت لليأس وعاشت في حيرة حولت حياتها الى جحيم وتعطلت جميع نشاطاتها اليومية . وهي حالات ليس بالغريبة على مجتمعنا ، ثم تعالج ( رض ) الحالات بواسطة انسانة مؤمنة ، انتشلت تلك الفتاة من أمراضها وجعلتها تتغلب على اليأس ، برجاء الله تعالى ، وعلمتها أن المؤمن يتحكم بعواطفه ويسيطر عليها بزمام الارادة .

وأما كتاب ( الباحثة عن الحقيقة ) فقد طرحت فيه مسألة جوهرية في الدين ، فهو ليس مجرد رموز ونعوت تملى من قبل الأهل ، ولا هو مجرد النطق ، بالشهادة ، وإنما هو عقيدة ونظام .
وما من شئ يحقق السعادة سواه ، وحتى العلم ، لانه في الوقت الذي يوفّر أسباب الراحة ، عندما يتحكم عامل الخير به ، يوفر كذلك الشقاء عندما يتحكم به عامل الشرّ .
وفي هذه القصة بينت رؤى الاسلام على لسان عالم دين ، حتى تضع ، في نفس الوقت علماء الدين أمام مسؤولياتهم ، وفي قصتها هذه يقوم العالم بهداية شابين تربطهما علاقة حب ، ويكتنف هذه العلاقة نوع من الغموض وتتوالى الاحداث لتشد القارئ ، حيث لا يبقى كدر ، على تلك العلاقة التي اشتدت أواصرها بفهم حقيقة الاسلام ن فعاشا في أسعد حال .

من خلال هذا الاستعراض السريع وجدنا كيف كرّست الشهيدة بنت الهدى ذوقها الادبي في خدمة الدين ، فجسّدت في قصصها ، المفاهيم الإسلامية بشكل أحداث وقضايا من واقع الحياة وهي تؤمن بأن هذه الطريقة تقدم عطاءا أكبر ، من حالة طرح المفاهيم على المستولى النظري .
فالشهيدة بنت الهدى في مؤلفاتها وخلال محاضراتها وحواراتها وكل حياتها عاشت الهموم الكبيرة وعبأت قواها وطاقاتها للجهاد ضد التخلف والانحراف .

سماح 25 - 6 - 2010 12:13 AM

معلومه قيمة عن الشهيدة بنت الهـــدى
بارك الله فيك أبويقين على مجهودك الراااائع
مع تقديري وأحترامي لك

B-happy 25 - 6 - 2010 02:40 AM

إسلامنا أنت الحبيب وكل صعب فيك سهل ********* ولأجل دعوتك العزيزة علقم الأيام يحلو
لم يعل شيء فوق إسمك في الدنا فالحق يعلو********* وتطبق الدنيا مبادئك العظيمة وهي عدل
وسينصر الرحمن جند الحق ما ساروا ورحلو ******** وأظل بإسمك دائماً أشدو قلا ألهو وأسل

يعطيك العافية ابو يقين وبارك الله فيك

أبو يقين الكعبي 26 - 6 - 2010 11:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح (المشاركة 54348)
معلومه قيمة عن الشهيدة بنت الهـــدى
بارك الله فيك أبويقين على مجهودك الراااائع
مع تقديري وأحترامي لك

العزيزة سماح....
شكرا لك ايها الغالية ولا حرمني الله من حضورك الجميل...
ابو يقين...

ندى الساعدي 27 - 6 - 2010 02:31 PM

الشهيدة آمنة الصدر
هي القدوة والمثال لكل مسلمة ولكل من اتخذت من مباديء دينها طريقا ينير حياتها
اللهم انا نسألك ان تسكنها فسيح جناتك وان تحشرنا واياها في جنة خلدك انك العلي العظيم
العزيز ابو يقين
لاستذكارك رموز نضالنا كل الشكر والعرفان
نــــــــــدى الساعدي


الساعة الآن 03:18 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى