منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   منتدى الأخبار المحليه والعالمية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=131)
-   -   ماذا يقولون عن ياسر عرفات؟! (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=19736)

المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:27 PM

ماذا يقولون عن ياسر عرفات؟!
 
كـم قُــتــل أبـو عـمــار ولــم يـمــت .. !
بقلم : *سليم الحص


قُتل ولم يمت، تماماً كشعبه العظيم. لكَم قُتل هذا الشعب ولم يَمُت. قُتل أبو عمّار يوم تقسيم وطنه بقرار من الشرعية الدولية، ويوم أقتُلِع من بيته وشُرِّد في بلاد العرب، ويوم استحال لاجئاً يسعى مع مَن يسعى من أهله وراء مأوى وعَيشٍ آمِن، ويوم سقطت حيفا ويافا وعكّا. ثم ذُبِح وقُطِّعَت أوصاله يوم سقطت القدس في يَد الغُزاة. ولكنّه لم يَمُت.
قُتل، ومعه شعبه، في حرب السويس، العام 1956، ويوم هُزِمَت جُيوش العرب في حرب 1967.
قتل يوم اخرج من لبنان الذي استضافه في الأيام العصيبة والذي بذل من دماء أبنائه وهنائهم من أجل فلسطين بلا حساب ، وقتل عندما طالت يد الغدر رفاق دربه الاشاوس الميامين واحِداً واحِدا. أسماء كبيرة سطعت في سماء النضال الفلسطيني ثم انطفأت شعلتها، فبقِيت ذِكراهُم.
قهر الموت مرّات ومرّات إذ تعرّض للقنص والقصف والنسف، وإذ كان هدفاً لعمليّات تفجير ومحاولات الاغتيال .
حياة شعبه حافِلة بالأحداث الجِسام، بالصدمات المزلزلة، بالفواجِع والمآسي والكوارث الماحِقَة. سُلِبَت أرضه وشُرِّد من دياره وتُرِك في العراء نهباً للفقر والجُوع والضياع وشتى ألوان الشقاء والشِدّة والعذاب. ولكنه لم يَمُت إذ لم تَخبُ في وجدانه للحظةٍ واحدة جذوة الإيمان بحقِّه في الحياة والأمل في غَدٍ واعِد.
ستفيض روحه إلى باريها ولكن سيبقى ظله وارفا.
ما زال ماثلا امامنا بصورته ، بكوفيته ،بقامته،بصموده، بعزيمته، بتصميمه،بإيمانه بعناده.
وسيبقى حاضرا معنا كيفما التفتنا :في صبرا وشاتيلا ،على حدودنا الجنوبية على تخوم فلسطين ،في مصر والأردن والجولان، في قلب كل عاصمةٍ عربية، لا بل في آخر دَسكَرة من دساكِر الرِيف في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، رمزاً للصُمود والفِداء والنضال، عنواناً للثورة على القهر والظُلم والإستعباد، تَجسيداً لإرادة شعبٍ حُرّ في الحياة.
سيفارق الحياة الدنيا يوما دون ان يستسلِم. كان هذا أعظَم ما فيه. وسيبقى حجّةً دامِغَة أَبدَ الدهر في وجه دُعاة الاستسلام في كل مكانٍ من الوطن العربي.
وما أكثرهم هذه الأيام، ولا سيما بين الحُكّام كما بين ضِعاف النفوس في المجتمع العربي.
قلتُ في الماضي وأُردِّد اليوم: إنّ فلسطين تكاد تكون البقعة المشرقة الوحيدة وسط الظلمة الدامسة التي تلف العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.
شعب فلسطين يرزح تحت نير احتلال غاشم منذ أكثر من نصف قرن،يتعرض للحصار والقتل والقصف والتشريد
والتنكيل كل يوم ،ومع ذلك فهو على العهد: صامِد رافِض مُجاهِد، تُهدَم البيوت فَوق رؤوس أصحابها، فترى النِسوَة ينتحِبنَ فوق جثامين أطفالهن الشهداء الأبرار، ولكنك لا تَسمَع صوتاً واحداً يُنادي بالاستسلام.
أصوات البَرم والسَأم ونَفاد الصبر والانهِزامية وبالتالي الاستسلام قد تسمعها في أوساطٍ مُعيّنة في أرجاء الوطن العربي الأَرحَب، مَشرقه ومَغربه. ولكنك لا تَسمعها من صامِدٍ أو صامِدَة على أرض فلسطين.
ياسر عرفات سيمضي إلى جوار ربّه يوما من دون ان يستسلِم. كان طيلَة حياته ضمير شعبه الحَي وكلمته الحُرّة في تحَدّي الموت. كان مالئ الدُنيا، وشاغِل الناس والدول، فكان جزاؤه نبذا من اميركا وإسرائيل ،ونعم الجزاء.
أخذ على الرجل أنه لم يؤمن الخلف له ،ولا أمن اليةإنتاج الخلف.فبقي القائد الواحدالاوحد .وجعل من خلافته عقدة يستعصى حلها فغادر وقومه في معضلة.
قد يقال إن هذا شأن النظام العربي عموما، فإمّا الوَلَد خَلَفاً أو الطوفان، وانعِدام الديمقراطية آليّة حكم هو العِلَّة.
أمّا في حالَة عرفات، فما كانت له حتى نِعمَة النظام العربي العَقيم. فما كان له وَلَد. ثم إنّ حديث الديمقراطية يَبدو هَجيناً لا بل نشازاً في كنف ثورة مسلحة وحالَة اجتماعية إنسانية مُمِضّة. وسط هذه البيئة تَبدو الديمقراطية ترفاً لا يَرِد حتى في الأحلام. ثم لا ننسى أنّ عَدُو الأمّة مُجرِم سفّاح لَئيم، كان دوماً يَتخيَّر استهدافاته في عمليات الاغتيال والتصفيَة من بين الشباب الواعِد.
هكذا سطعَت في سماء فلسطين لفتراتٍ وَجيزَة عابِرة نجوم سرعان ما أفلت .
فالعدوان الذي استباح الابرياء لم يدع سبيل لاستيلاد الخلافة.فلا نجورن في الحكم على الرجل في هذا الصدد.
عايشت الرجل في أحلك ظروف لبنان وكنت في موقع المسؤول.حاورته وناقشته وصادمته،وكانت بيننا لحظات تأزم وتوتر شديدة، وخالط خطوط التواصل بيننا أحياناً لحظات صَدّ وجفاء. ولكنني لم أَشعُر للحظةٍ واحدة أنّنا افترقنا في الموقِف القومي عند أيِّ مفصل. كان يجمعنا دَوماً وَعي للمَصير القومي المُشترك، وللمصالح المُتشابِكة، ولأبعاد القضية القومية الواحدة، وكذلك تقدير عَميق لفداحة الأخطار والتحديات التي كانت تحيق بالمصير الوطني والقومي.
إن أَنسَ لا أَنسَ يوم كُنّا نُعد العِدّة للتوجُّه إلى القمّة العربية في تونس 1979، وكان علينا أن نَستدِرّ الدعم العربي على أوسع نِطاق في مواجهة التدهوُر الأمني الرَهيب داخل لبنان في كنف الاقتتال وما كان يخلله من مجازربشرية ودار رهيب وشدة متناهية في ظروف الحياة والمعيشة على كل صعيد.
وكنا ندرك أن الأجواء العربية لن تكون مؤاتيةلنا في المؤتمر فيما لوتةجهنا اليه في حال من التناقض والتنابذ مع الجانب الفلسطيني في لبنان ، وذلك نظراً لما كان الفلسطينيون يَستقطِبون من عطفٍ على المستوى العربي العام.
فعقدتُ العزم على التوصُّل إلى رُؤيَة مشتركة مع منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، نَتوَجّه بها بأقصى ما يمكن من التفاهُم أو أقل ما يمكن من التبايُن، عسى أن يكون ذلك سَبيلاً للحصول على ما كُنّا نَصبو إليه من دعمٍ عربي في مواجهة الأزمة العاصِفَة في لبنان.
هكذا عكفتُ على عقد لقاءات مسائيّة يومية مع وفد من منظمة التحرير في دارتي في الدوحة، إلى الجنوب من العاصمة بيروت، لمُناقشة شتى الأمور والقضايا العالِقَة،وماكان أكثرها، إلى أن جاء يوم توصلنا في ختامه إلى رؤية مشتركة نستطيع طرحها على القمة العربية.
وزارني أبو عمار مساءاليوم التالي تكريسا للتفاهم الذي تم.
بادرت جليسي بالقول:حرصا على إيجابية الاجواء التي نتوخاها في القمة لم يبق إلا خطوة واحدة نَخطوها لترميم العلاقَة مع رئيس الجمهورية اللبنانيةالرئيس الياس سركيس.فأَهبتُ بأبي عمّار المُبادرة إلى طلب موعد مع الرئيس اللبناني لزِيارته.
أجاب أبو عمار: وكيف لي أن أَصِل إلى المقرّ الرئاسي في بعبدا؟ فاقترحت أن يسلك طريق المتحف، على أن يُلاقيه عند نقطة العُبور فريق من الحرس الجمهوري لمواكبته وتأمين سلامته.
فكان جوابه : اللَّه! وكيف لي أن أَجتاز خطّاً تَسيطِر عليه ميليشيات تُناصبني العداء وتتربّص بي شرّاً؟ فاستدركتُ بالقول: إذن عليك بسلوك طريق الجبل بدءاً بعرمون مُروراً بسوق الغرب ونُزولاً إلى اليرزة فبعبدا.فرد متسائلا لتوه:ومن يسيطر على اليرزة؟وعندما قلت غنه الجيش اللبناني ،بادرني بالقول:كيف استطيع تعريض نفسي لجهاز الاستخبارات العسكرية؟
عندها عرضت عليه مرافقتي في في سيارتي الخاصة .فكان جوابه:الله... إذا كان عند الآخرين سبب لإطلاق النار على موكبنا، فقد أضحى لهُم سببان: أنت وأنا. هكذا أَفحَمني.
بعد يومين توجّهت إلى دمشق للقاء الرئيس حافظ الأسد. وفي طريق العودَة إلى بيروت صَعَقَني نبأ في نشرة أخبار الإذاعة اللبنانية يُفيد أنّ ياسر عرفات زار الرئيس الياس سركيس صَبيحَة ذلك اليوم. هذا هو أبو عمّار في أساليبه وذكائه وفرادته. وهو إلى ذلك إنسان طيِّب، إجتماعي، مُحِب.
بعد غِياب هذا الوَجه العربي المُتميّز، يَجِد الفلسطينيون أنفسهم أمام امتِحانٍ عَسير، وكذلك سائر العرب، محوره: كيف يكون الوَفاء لذلك الوَجه التاريخي الفذبغير مواصلة السير على طريق النضال وإن سلميا من أجل تحرير القدس وفلسطين ؟
وهل يكون ذلك إلا عبر إعادة الاعتبار للتضامن العربي على أوسع نطاق ، وعبر استيلاد قيادة جديدة موحدة في فلسطين تكون على مستوى التصدي لأعتى الاخطار والتحديات التي تواجه القضية العربي ، وعبر إبتِداع صِيَغ جديدة فعّالَة لدعم الشعب الفلسطيني في صموده ونضاله بكل الوسائل المادية والسياسية والإعلامية المتاحَة، وعبرَ تَلاقي العرب كافّةً على مشروعٍ واحِد مُشرِّف للحل المَنشود لقضيّة فلسطين، وأخيراً لا آخراً عبر لَمّ الشمل العربي وتَصليب الجبهة العربية دولياً في التصدّي لمشاريع تصفية قضيّة العرب المركزيّة التي قد تُبيّتها الدولة العظمى ومعها بعض القوى الدولية الأخرى.
العَدُو يُراهِن على تفتيت الساحة الفلسطينية بعد رَحيل القائد الفلسطيني الجامِع وعلى إشعال الفِتنَة بين الفصائل، فهل سنكون على مستولى التحدي ؟
آن الأوان أن ندرك ماهو من البديهيات :إن قوة العرب لا تكون إلا بوحدتهم .العرب أولى بالاتحاد من اوروبا .فما يجمع بين العرب أكثر كثيرا وأعمق جذورا مما يجمع بين الاوروبينن . بين العرب أواصر اللغة والثقافة والمصالح المتشابكة والتاريخ المشترك والمصير الواحد .
فلماذا يكون لأوروبا اتّحاد ولا يكون مِثله للعرب؟

هكذا نَحفظ ياسر عرفات وأمثاله بيننا أحياء خالدين، ونحفظ لَهُم حَيِّزاً في سفر صُنّاع التاريخ.

ياسر عرفات لم يسقُط شهيدا، ولكنه كان الشهيد الحَي طِيلَة حياته.



*رئيس وزراء لبنان (سابقا)



المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:28 PM

دردشة رقم (45)

هذه دردشة سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..

وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها.



هذه رسالة وقد وجهتها لِـ'الختيار' في مساء [30/12/2003] ، وهي حسب العنوان الموضح بعاليه ، ولكنه غَــيَّـرَ في العنوان بخط يده وكتبه (ياسر عرفات .. التوأم السياسي للمسيرة الثورية المعاصرة) . وقام بالتأشير عليها للتوزيع على الجميع ، هذا للتوضيح .



في عمق الهجمة الإمبريالية ضد المشروع الوطني الفلسطيني وبرنامجنا السياسي المرحلي، تبرز حقيقة، ' رمزية ياسر عرفات'، الرمزية القيادية الدينامية التاريخية ، رمزية الفدائي الذي يرسم سياسته من فوهة البندقية .. ، بندقية النضال والكفاح والقتال ، البندقية التي أعادت رسم وتلوين خارطة المنطقة من جديد ، وذلك لترسم ' دولة فلسطين - الحلم ' على خارطة واقع التعامل السياسي الإقليمي والدولي.





(1)

·يأتي هذا العام وشعبنا يتعرض لأبشع أشكال وحالات العدوان ومظاهر وواقع إرهاب الدولة المنظم ، وشعب الجبارين يمارس رداً مباشراً وبلا أدنى مواربة / ضد هذه الهجمة 'الصهيونية –الإمبريالية' الشرسة، الشرسة جداً ولتشهد الدنيا كل الدنيا .. من هو ' عرفات - الرمز ' ،'عرفات ظاهرة العشق الفلسطيني'، عرفات الذي عَرف العالم قضيتنا المعاصرة عبر كوفيته وعقاله .

·الطالب المتفوق في السنة الأخيرة لإحدى المدارس الثانوية في القاهرة ، الذي يلتحق بقوات الثورة عام 1948 … ' جيش الجهاد المقدس ' بقيادة / القائد الشهيد - عبد القادر الحسيني، وذلك بعد تلقيه التدريب العسكري اللازم، وتسند له مهمة / الإمداد والتزويد / بالأسلحة سراً من مصر وتهريبها عبر رفح للثوار في فلسطين .

·'عرفات ' الطالب المتقدم على أقرانه في 'كلية الهندسة - جامعة الملك فؤاد / أي جامعة القاهرة' ، الذي يترك مقاعد الدراسة، ويتوجه لقناة السويس المحتلة، لقتال قوات الجيش البريطاني ، مع إخوانه من الفدائيين المصريين عام 1951 ، قناعة بأن أرض العروبة – وحدة لا تتجزأ – وبأن قتال وهزيمة الإستعمار في موقع جغرافي هو إيقاع هزيمة بالإستعمار عامة ، حقاً إن الإستعمار كل لا يتجزأ .. ، كما أن الفعل الثوري وإن تغيرت معالمه الجغرافية ، كل لا يتجزأ .

·تنطلق ثورة [ 23 / يوليو ــ تموز / 1952 ] ، ويؤيدها 'عرفات' لمعرفته ببعض رجالاتها أثناء 'حرب الفدائيين في القناة' قبل عام ويتفهم رجالات الثورة ، بعض الأفعال الشبابية للطلبة الفلسطينيين ويعالجون الأمور بدفء وحنان على أرضية تكامل العطاء ما بين / الرافد القادم من مصر والرافد القادم فلسطين في المجرى القومي العربي الكبير .

·يشارك للمرة الثانية متطوعاً في 'حرب الفدائيين عام 1953 في قناة السويس ، هذه الحرب التي غيرت من دور الاستعمار البريطاني ووجوده 'شرق السويس'، وفرضت أخيراً ، الجلاء البريطاني ، ليعم السلام منطقة القناة ولتغادر بريطانيا العظمى مائدة ونادي الدول العظمى وإلى الأبد.

·' عرفات ' يقاتل مع أهله / شعب أرض الكنانة / ، ويستثمر كل ذلك لفلسطين ، فبعد أن عمل وشارك بتأسيس ' النادي الفلسطيني - القاهرة '، ينطلق مع إخوانه لإقامة 'رابطة الطلبة الفلسطينيين'، لتشكل النواة والبؤرة 'للطلبة الفلسطينيين ' على مستوى العالم فيما بعد ، هذه 'الرابطة التي كانت أول هيئة فلسطينية مُـنْـتَـخَـبَـة على أي مستوى للشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 ، وتحمل علم فلسطين في الدنيا بأسرها وتقاتل مشاريع التوطين وتنجح في إسقاطها وتُسقط مشروع جونستون لتحويل مياه نهر الأردن .. ويكون لهذه ' الرابطة ' دوراً مركزياً لإسقاط سياسة الأحلاف / حلف بغداد ومبدأ فراغ الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور ، وتشكل ' الرابطة ' الأرضية الصلبة والقاعدة القوية لإنشاء ' إتحاد طلبة فلسطين ' ، المتميز بكونه رافداً وطنياً أساسياً ورافعة وطنية فلسطينية رئيسة ومركزية .. كل هذا بقيادة ياسر عرفات في مرحلة ومعرفته في مرحلة أخرى ، الشاب الديناميكي المنطلق من عقاله الذي لا يعرف المراوحة مطلقاً .

·بعد تخرجه من 'كلية الهندسة' (1956) ، يلتحق 'بالكلية الحربية المصرية ' ويصبح ضابطاً في 'سلاح الهندسة'، ويعود لمنطقة قناة السويس ليقاتل في رد العدوان الثلاثي (الإنجليزي – الفرنسي – الإسرائيلي ) عام 1956، وفي بور سعيد يقاتل رفيقه رئيس اتحاد الطلبة المصري/ جواد حسني، الذي أستشهد في تلك المعركة .

وهناك يعرف ياسر عرفات أن القوة العسكرية ممثلة بالعدوان الثلاثي لم تستطع أن تهزم إرادة شعب مصر بقيادة عبد الناصر الذي أكد في خطابه أثناء العدوان ، يوم الجمعة بالجامع الأزهر [2/11/1956] .. أن مصر تقاتل وستقاتل من أجل السلام وأن مصر ترفض الاستسلام وستقاتل الاستسلام ، وأن مصر مقبرة الغزاة لن تستسلم أبداً ، عرف في تلك الحرب/ عرف ' ياسر عرفات '/ أن إرادة القوة مهما قويت .. فإنها تُهْزَم أمام قوة إرادة الشعب المقاتل.





(2)

*ويؤسس عام 1957 'اتحاد الخريجين الجامعيين الفلسطينيين' ويتعاقد للعمل مهندساً في الكويت، وسرعان ما يؤسس شركة مقاولات، والأهم.. يلتقي بمنعطف حياته الأبدي.. يلتقي ويتعرف على 'خليل الوزير' يتعرف كل على الآخر.. وتكون الفكرة ويكون التطبيق عملياً بتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – في خريف 1958 ، ويتم خلق نواة التنظيم الصلبة ، وتسمية أعضاء 'اللجنة المركزية من مؤسسي فتح ' - ، على شاطئ الخليج العربي اللازوردي، حيث لا ملاحقات أمنية ولا يحزنون.





·هناك كان رد فلسطين المتوقع.. متمثلاً بـِ 'رد فتح'، .. والذي تأخر 'عقداً من الزمان'، جاء رد جيل النكبة، الجيل الذي بُتر تطوره الاجتماعي بتراً قسرياً وقهرياً من على ترابه الوطني، يحمل في طياته البعث والتشبث -معاً- بالشخصية الوطنية الفلسطينية..، ويرسم ملامح الهوية النضالية الفلسطينية..، جاء يرسم ملامح الفدائي القابض على ناصية الزمن .. القابض – على نواصي القضية، واليد تداعب وتضغط على الزناد خلف خطوط العدو ..، نعم يولد الفلسطيني من جديد يولد بعد النكبة.. يولد من رحم بندقية.. يولد معتمراً العقال والكوفية.. فيكون 'أبو عمار'.. رمز القضية كان ولم يزل .. وسيبقى 'أبو عمار' ،.

فديمومة التاريخ لا تعرف التوقف ولا يمكن أن تتجزأ..،. ويضع 'أبو عمار' مع إخوانه، آنذاك ، يضعون صياغات المرحلة القادمة لعقود وعقود من السنين، وتكون الانطلاقة، ويكون التفجير, تفجير المنطقة برمتها/في نفق عيلبون/ في 1/1/1965 في البيان الأول ' للقيادة العامة لقوات العاصفة ' ، ويقود 'أبو عمار' مسيرة الفعل الميداني،.

·وتتعرف الدنيا على مفردات فلسطينية جديدة.. صاغها 'ياسر عرفات' في مسربة الظباء.. مع إخوانه ورفاق السلاح من الشهداء والأحياء وينطلق 'العمل الفدائي' الذي أنبثق من عمق المعاناة، وتعرف الدنيا 'حرب العصابات' وتُؤَلف وتُتَرجم لها العديد من الدراسات والكتب، و'رد الفتح' يشق الدرب لحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد.. وتنقلب طوابير اللاجئين لتصبح طوابير الفدائيين، ويُـسْـتَـبْـدَل ملف 'الإغاثة' بالملف السياسي لقضية الشعب الفلسطيني ، ويتقدم 'ياسر عرفات' الصفوف.. ليدفع بالقضية الوطنية إلى الأمام.. وتصبح القضية الفلسطينية القضية المركزية للامة العربية ..، تصبح هي قضية العصر..، فمن مع فلسطين، فهو مع الحق ومن ضد فلسطين فهو 'الباطل'.





(3)

·إثر هزيمة 1967.. يأخذ 'عرفات' مكانه الطبيعي في الأرض المحتلة بناءاً على قرار صادر من اللجنة المركزية ، ويجوب الأرض المحتلة.. طولاً وعرضاً.. يبني القواعد.. ويحث ويحض ويحرض ويَدرس ما ينبغي فعله في السنوات القادمة، ويقرر أن هذا الإحتلال لن يكون كسابقه عام 1956 في قطاع غزة، فالأمور في الضفة عامة والقدس خاصة تختلف عنها في القطاع عام 1956 ، والوضع الدولي يختلف ، والموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل بالمال والرجال والسلاح والعتاد والمعلومات أيضاً يختلف عما كان عليه عام 1956 ، حيث قرر الرئيس الأمريكي الجنرال دوايت إيزنهاور ، بأنه لا يمكن مكافأة المحتل على عدوانه وفَرَضَ عودة الجيش الصهيوني إلى خطوط ' هدنة 1949 ' ، مؤكداً أن هذا هو موقفه مهما كانت نتائج ذلك على الإنتخابات الأميركية من دور الأصوات اليهودية وحجبها عن حزبه .،. هذا ما كان في العلن وهو سليم مائة بالمائة ، ولكن عيون واشنطن كانت ترنو إلى وراثة الإمبراطورية البريطانية العجوز والإمبراطورية الفرنسية الشائخة .

·ثم إن حدود الهزيمة عام 1967 تختلف عما كانت عليه إثر العدوان الثلاثي.، لهذا ولغيره.. يقرر 'ياسر عرفات' وقيادة فتح تكريس إستراتيجية الصراع الطويل الأمد.. الصراع المفتوح رحاه على أسوأ الإحتمالات، وبالتالي لابد من تثوير كل طاقات الشعب، بمعادلة 'الكل الوطني'، مستمداً عمقه الوطني من سمات الوجه العربي، ومؤكداً على 'عالمية الأبعاد' للثورة الفلسطينية وإنسانيتها . فالشعب الفلسطيني وإن كان جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية وترابه جزء لا يتجزأ من الوطن العربي وثورتنا هي جزء لا يتجزأ من الثورة العربية والثورة العالمية، إلا أن للثورة الفلسطينية شخصيتها وهويتها ومضامينها وجوهرها الخاص بها ، أسوة بأي ثورة من ثورات شعوب العالم.

·ويتم التحضير.. بإختيار العناصر المناضلة، من داخل وخارج التراب الوطني الفلسطيني، وتتجمع عناصر 'العاصفة-فتح' في معسكر إلهامه/ بضواحي دمشق، وتتلقى التدريب اللازم..، ويستقبل تراب فلسطين.. الفدائيين..، ويتم بناء القواعد العسكرية في الأراضي المحتلة، ويبدأ الإعداد لمقارعة الإحتلال..، ويقود عرفات شخصياً هذا العمل الميداني ويعمل على إنجاز عوامل ديمومة الثورة ممثلاً للجنة المركزية بالأرض المحتلة ، وحالما تتوافر عوامل إنطلاقة العمل الفدائي، يكون الأمر 'بـِ الإنطلاقة الثانية' [28/8/1967] ، وتشتعل نار الثورة على أرض فلسطين بقيادة 'أبو عمار'،.

·وتتغير الظروف والمعطيات في الأرض المحتلة، والثائر الحقيقي هو من يحسن التعامل مع المستجدات من المعطيات.. فيتم التعامل معها حقائق الواقع لتغييره لصالح الثورة .. ولأخذ القرارات الواجب أخذها لما يخدم المصلحة الوطنية العليا .. ، ويقود 'عرفات' الدوريات العسكرية إلى أهدافها، سواءاً بشخصه أو بأوامره، وتنجح الكثير من العمليات العسكرية المباشرة، خلف خطوط/1967، ويؤكد 'عرفات' منطلقاً من قراءاته لمجريات الأمور بعد هزيمة 1967، أن مركز فعالية العمل الفدائي، هو العمل ضد الأهداف العسكرية وداخل (ما يطلق عليه) حدود 1948.

·وتتعثر الممارسة العملية العسكرية والتنظيمية ميدانياً، ويعمل 'عرفات' على إنقاذ ما يتوجب إنقاذه.. إنقاذ ما أمكن / في ظل مطاردة جيش الإحتلال وأجهزته الأمنية .. من أشرس ما عرفناه حتى تاريخه ، فلقد نمى لعلم أجهزتهم أن قيادة الصف الأول/للعمل الفدائي الفلسطيني تتواجد وتقود، جن جنونهم وتحركوا بكل قواهم لإلقاء القبض على الرجل الأول وبما يعنيه ذلك، آنذاك نفسياً وميدانياً.

·ويتم الاتصال من القيادة في الشام، مع 'عرفات' القائد الميداني في الأرض المحتلة، مع تأكيدهم على ضرورة وحتمية اللقاء معهم، لتقييم الوضع بعد الإنهيار الذي تم في القواعد الإرتكازية في الأرض المحتلة، ولوضع التصور المطلوب في ظل ما سبق طرحه من رؤيا إستراتيجية بعيدة المدى.. قادرة على التعامل مع الإنقلاب السياسي والأمني والعسكري والنضالي الذي حدث على مستوى المنطقة بكاملها.. وعلى مستوى فلسطين خاصة، وذلك بعد نكبة 1967 ، فلم يكن ما حدث هزيمة فحسب بل هي النكبة بعينها .



المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:28 PM

(4)

·ويلتئم اجتماع القيادة في الشام، ويكون القرار التأكيد على الإستمرار بالعمل العسكري في الأرض المحتلة، والعمل على تحشيد الساحة الأردنية بما تمثله من مركز ثقل بشري وجغرافي فلسطيني، لتكون قاعدة الإرتكاز للإنطلاق للفعاليات العسكرية ضد قوات الإحتلال على كل المستويات.. وعلى كامل التراب الفلسطيني ، ويتم فيما بعد إتخاذ القرار القيادي بتسمية (القطاع الغربي) مسؤولية فتحاوية للوطن المحتل .

·وينشغل 'عرفات' مع إخوانه، في الوصول للساحة الأردنية وترتيب أوضاعها.. ويعرف الجميع المعنى الحقيقي، لتواجد القيادة بين ظهراني أصحاب المصلحة الحقيقية في التحرير ، بين ظهراني الشعب ، حقاً إن الثورة كالسمكة.. إذا خرجت من بحرها فإنها حتماً تموت.. وإن بحر الثورة، يكمن في جماهير الثورة وليس في غير ذلك، وتبرز فعاليات النصر من عمق ظلامية الهزيمة، ما دامت الطاقات والإمكانات تعمل في إتجاه محصلة قوة واحدة، ويُجهد عرفات وإخوانه أنفسهم لجعل عمان 'هانوي فلسطين' ، ولكن الإمبريالية العالمية ترفض هذا الطرح السياسي الثوري نظراً لعلاقته المباشرة ضد المشروع الإستعماري الصهيوني .

·لقد أدار نصر 1967، بخمرته رؤوس الزعامة الإسرائيلية.. فظنت بأنه لم يعد يلزم لها أن تمارس الإشتباك مع 'العدو العربي'، بل أن كل ما يلزم أن تُعلن الإذاعة الصهيونية بأن 'جيش الدفاع ! - الذي لا يُقهر !- ' يود أن ' يَتَمشّى ' في الجغرافيا العربية الفلانية، حتى يكون النصر قد تم ــ/ دون قتال ــ لجيش الإمبراطورية الصهيونية العظمى!!،. عرف العدو الصهيوني، بالوضع الذي أُستجد على الساحة الأردنية وبأن منطقة 'مخيم الكرامة للاجئين' يشكل الحاضنة للعمل الفدائي الفلسطيني، وقبل أن يتحول هذا العمل الفدائي إلى جوزه يصعب كسرها، فلابد من تحطيمها قبل فوات الأوان.. بضربة إستباقية إجهاضية .

·وبالفعل فإن 'عرفات' كان قد إتخذ من 'منطقة الكرامة' موقعاً مهماً من مواقع قيادته وهكذا يتشكل 'عرفات' في عمق الحدث.. بصيغة 'حدث غداً'، ولكن الغرور الصهيوني.. يصل إلى أشده، فيعلن الجنرال موشي دايان.. 'إن المخربين هم بيضة بين يدي .. أفغشها- أي أهشمها - متى أشاء'، ولم تُخْفي قيادة الجيش الصهيوني تحركات قواتها العسكرية المتجه لضرب 'قواعد - المخربين'.. وتحركوا بمظاهرة إستعراض قوة مرئية عبر شوارع القدس وكأنهم يتجهون لنزهه وليسوا مقدمين على حرب،.

·وقاد 'عرفات' المعركة، وخالف قانون 'حرب التحرير الشعبية' المعمول به في حركات التحرر الوطني العالمية، القائل.. ( إذا تقدم العدو فإنتشر.. وإذا إنسحب فإضرب أجنابه بكل قوة ممكنه.. وقاتِل بضراوة مؤخرته ) ، وعندما ناقشه كبار العسكريين في فصائل الثورة.. بضرورة الإنسحاب أمام أرتال دبابات العدو الكثيفة (والتي كانت تُسمع جنازيرها تهدر غرب النهر !) والتي ستهاجم مواقع الفدائيين على أكثر من محور مركزي ( في الكرامة والكريمة وما بينهما ) ، مع غطاء جوي إسرائيلي مطلق بلا أي مقاومة أرضية مضادة للطائرات أو مقاومة أي سلاح جو عربي وسيكون (طبعاً ) قصف مدفعي كثيف من غرب نهر الأردن ، كانت إجابته.. إذن ما الفرق بيننا وبين قيادات الجيوش العربية..، علينا أن نصمد ونقاتل دفاعاً عن شعبنا وأرضنا العربية/ والأهم- أن نبقى بين مناضلينا في قتالهم.. لنكون القدوة لهم في الصمود والقتال.. ووجه حديثه لهؤلاء (القادة العسكريين– الكبار ) من أهل العلم بنظريات ' حرب الغوريلا – حرب العصابات '.. بعد حوار طال ساعات وساعات وعلى مدار أيام ' من أراد أن يُقاتل فأهلاً وسهلاً.. ومن أراد أن يغادر فالله وَيَّــاهً، وعندما شدد أولئك (القادة العسكريين الكبار).. على أن هذا يخالف ما ذهب إليه كل الثوار سابقاً .. كانت إجابة 'عرفات'.. ( نحترم تجاربهم ولكن لنا تجاربنا الذي علينا أن نحترمها أيضاً.. إذا إنسحبت، سيقتلني شعبنا في مخيم البقعة .. غرقاً في بصاقهم ../،.) ، وصمد 'عرفات' وقاد 'معركة الكرامة' ، وشكلت هذه المعركة بَصْمَتَها على جبين التجربة الثورية الفلسطينية وتاريخها ، وكانت منعطفاً حاداً في تاريخ العطاء وإنتزاع الحضور الوطني الفلسطيني على المستوى العربي والعالمي ، ويمهر عرفات وثيقة 'معركة الكرامة' يوم الجمعة – [21/ مارس ــ آذار / 1968] بتوقيعه ، ويدفع بوثيقة هزيمة 'الجيش الذي لا يقهر' .. إلى سجل التاريخ ، ويُسَجَل النصر الكبير الأول إلى ' رجال – العمل الفدائي ' مع إخوانهم من الجيش العربي الأردني وإسناد بعض القوات العراقية المتواجدة في الأردن آنذاك .

·لقد شاهد المواطن العربي، صور الدبابات الصهيونية المحطمة وبداخلها العديد من القتلى من جنود وضباط الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر!!، نعم لقد قاد 'عرفات' قوات الثورة المتواضعة قاد المعركة، وإنتصر، وبعدها، حقاً إن للنصر ألف أب وإن الهزيمة لقيط بلا أب ، ويبقى ياسر عرفات ومعه قيادة وثوار ومناضلي 'فتح' وقاعدة من إخوانهم قوات التحرير الشعبية .. هم جميعاً .. الأب الشرعي والحقيقي للنصر في معركة الكرامة .




المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:29 PM

(5)

*ويُـمَـجِـد القائد الخالد/جمال عبد الناصر 'معركة الكرامة' ويتباهى بها مؤكداً أن سبب الهزيمة/1967، لم يكن نقصاً أو سوءاً في سلاح الجيوش العربية، وتسائل ماذا كان يملك الفدائي الفلسطيني من سلاح في معركة الكرامة؟، وكأن /قائد الأمة/ يود تكرار القول، إن الهزيمة في المعارك والحروب.. هي هزيمة إرادات، وإن الإرادة الفلسطينية التي حَررت قرارها السياسي.. قد إنطلقت تقاتل معركتها السياسية عبر حبالها النارية، ويعلن 'عبد الناصر' بعدها 'إن الثورة الفلسطينية هي أنبل ظاهرة في تاريخ الأمة العربية المعاصر.. وإنها وجدت لتبقى'، ويضيف 'أبو عمار' 'ولتنتصر .. ولتنتصر .. ولتنتصر' .. ، وما النصر إلا صبر ساعة .



·إن 'النصر الحادث - في معركة الكرامة'.. قد أفرز وضعاً (فلسطينياً) لا يمكن أن يُحتمل على أكثر من صعيد..، ولعل أخطرها الموقف الأمريكي الذي إتخذ قراره الذي يُفهم منه عملياً..'كل دولة تُبقي على الثورة الفلسطينية على أرضها، تخرج من لدن الرحمة والرعاية والحماية الأمريكية'، فعلى أي نظام سياسي تعيش ' المقاومة الفلسطينية ' بين ظهرانيه أن يُـخرجها خارج حدوده وإلا فيخرج ويُؤتى بغيره ، من هنا كانت شراسة الحرب ضد الثورة . وعرف 'عرفات' بحاسته السادسة المشهود له بها..، أن بعض المسارات في المنطقة، لم تعد تَحتْمَل وتُطيق بقاء الثورة بين ظهرانيها، خاصة البقاء في بحر الكتلة البشرية الفلسطينية الأكبر ، خارج التراب الفلسطيني.

·يرحل 'عرفات' إلى جبال الشيخ -حرمون'، حيث الدفء بالثلوج خير من الإستعار بنار النظام العربي الرسمي، ويجد سفوح جبل الشيخ أدفأ من الكثير من العواصم العربية وتبدأ كرة الثلج بالتدحرج إلى أسفل الوادي بلا توقف بعد..، ويبرز الزمن العربي الرسمي الرديء وتتحول كرة الثلج إلى كرة النار المتدحرجة ولا زالت تتدحرج ، رغم أنف المحرضين عمن لا يحسنون قراءة التاريخ،.



(6)

·تستمر الحدوثه العرفاتية، وهي ذات الحدوثه الوطنية، ويقاتل دفاعاً عن القرار الوطني المستقل، بعيداً عن وصاية هذا النظام أو ذاك، محتضناً الوحدة الوطنية مؤكداً الحتمية القائلة ' إن الوحدة الوطنية هي بوابة النصر الوحيدة ' .. راعياً لديمقراطية 'غابة البنادق'، رافضاً توظيف الورقة الفلسطينية لصالح هذا الحاكم أو ذاك الحاكم، مهما كان قربه أو بعده الجغرافي من القضية الفلسطينية وهنا تأكد عرفات .. أن 'فتح' لا تقاتل وتنتصر بأعضائها فحسب بل وأيضاً تقاتل وتنتصر بأنصارها وحلفائها ورصيدها في الشارع العربي والشارع الفلسطيني.

·إشتدت شراسة الحرب والمؤامرة ضد 'عرفات - القضية'، ولم يتورع - الأشقاء الألداء - من إستعمال كافة الأسلحة وعلى كل الصُعُد..، وتَــدَّخُــل ' العدو – بكل ألوان طيفه ' ليضع حداً لإستمرار وجودنا في لبنان ، ولم تكن إسرائيل وغيرها من القوى في المنطقة إلا أدوات تنفيذية في هذه الحرب ، وكان لكل من هؤلاء هدفه ، وبرز الدور الأمريكي ممثلاً بفيليب حبيب مبعوث الرئيس رونالد ريجان ، ولقد سعى لهذه الحرب ولنتائجها المعسكر الانعزالي اللبناني وأكد بشير الجْمَيل (أن ثمة شعباً زائداً يتحتم استئصاله .. ألا وهو الشعب الفلسطيني) .

·ماطل ' عرفات ' الوصول إلى اتفاق مع فيليب حبيب ، وجهد في التسويف لعل جهة عربية ما / يفتح الله عليها وتصل ولو سيراً على الأقدام لفك الحصار !! ولكن هيهات ..، . والحصار على أشده .. يخرج عرفات عن صمته بعد إجتماع للقيادة الفلسطينية بعد أن إستمع إلى رأي الجميع المؤيد بصورة أو بأخرى لما إقترحه فيليب حبيب ، ويُسأل عرفات عن رأيه ويتحدث بهدوء منقطع النظير .. سأصلي صلاة الإستخارة ، ويعود ووجهه يطفح بِشراً والجميع ينتظر كلماته بفارغ الصبر ويقول وعيونه تدور بين الجميع..( لقد هبت رياح الجنة) ، ويؤكد لو أن بيروت مدينة فلسطينية لما خرجت منها / والتاريخ يؤكد ذلك /

* ويصمد التحالف / الحركة الوطنية اللبنانية – الثورة الفلسطينية ' بقيادة عرفات' .. صموداً أسطوريا(88) يوماً أمام آلة الحرب الجهنمية ويصل جانب اللبناني بقيادة شفيق الوزان رئيس وزراء لبنان آنذاك إلى إتفاق مع فيليب حبيب ، وكان إتفاقاً مرضياً نوعاً ما لعرفات ، وتأخذ قوات الثورة الفلسطينية وقيادتها السفن إلى خارج لبنان ، وعندما سُــئل عرفات : - إلى أين يا ' أبو عمار ' ؟ إستدار للسائل وأجاب بـوثوق : - إلى فلسطين ، نعم إلى فلسطين ' . ومضى في سـيره .. ، وسـاءت الظنون بأهلها ، وعَرف الجميع بعد سنين حقيقة ما قاله ' عرفات ' على رصيف الميناء في بيروت .




المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:30 PM

(9)

·رحل عرفات على ظهر السفينة التي تُقله في طريقها إلى / الحديده – اليمن / ، وما أن وصَلت السفينة بور سعيد حتى أُعد ترتيب استقباله من قِبل محافظ المدينة وتوجه في طريقه إلى القاهرة للإجتماع بالرئيس حسني مبارك ، [ وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد تم نقلها من القاهرة إلى تونس إثر زيارة 'السادات' إلى القدس عام 1977 حيث تم تجميد عضوية مصر في مجلس الجامعة ] .

·ليس مهماً ما دار في إجتماعهما .. ولكن الأهم أن الإجتماع قد إلتأم .. وبدأت علاقات ' عرفات ' المتشعبة تلعب دورها الإيجابي في تلطيف الأجواء لعودة مصر إلى أحضان الجامعة ، وعودة الجامعة إلى أحضان مصر ، ونجح ' عرفات ' في مساعيه هذه ، وهذا يؤكد وعيه الناضج لدور مصر النوعي وأهمية ذلك بالنسبة لفلسطين ، والعلاقة الخاصة التي تربطهما ببعضهما البعض ، ففلسطين هي العمق الإستراتيجي للأمن الوطني المصري ، ومصر هي الظهير الأكثر أهمية للموقع والموقف السياسي الفلسطيني .

·حرص 'عرفات' على شرعية الوجود الفلسطيني.. فكان مؤتمر الشرعية - المجلس الوطني الفلسطيني/عمان خريف عام 1984، وأسقط 'عرفات' التدخلات الصارخة والمفتعلة لبعض الأشقاء ، الهادفة للإستيلاء على القرار الفلسطيني، وتوظيفه لعودة أراضيهم ، حيث سبق رحيلهم عنها، بصيغة أو بأخرى المهم بلا حرب أو إشتباك مباشر، وقويت شوكة المنظمة، وجهر الأهل في الأراضي المحتلة، بأن م.ت.ف. هي الممثل الشرعي والوحيد وأعلنوا رسمياً وفي كل مناسبة [ مثلث الحقوق الوطنية المشروعة ] :-

1) حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حسب قرار 194 للجمعية العامة.

2) حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني .

3) الحق في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:30 PM

(10)

·قرأ 'عرفات' مفردات المرحلة التاريخية ومتغيراتها منذ نهاية الستينيات للقرن الماضي ، وأدرك ضرورة طرح وتبني الحل الإنساني القائم على 'الدولة الديمقراطية الفلسطينية العلمانية'، بغض النظر عن التبعية الدينية، على أرضية المُواطَنَة، وإعتلى/أول قائد حركة تحرر وطني/ منبر الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة خريف عام 1974، وقال :-



·'جئتكم أحمل البندقية بيد.. وغصن الزيتون باليد الأخـرى، وأضاف... ' لا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي'،(....)،' وأعادها ثلاث 'إن الـذين ينعتون ثورتنا بالإرهـاب ، إنما يفعلون ذلك لكي يضللوا الرأي العام العالمي عن رؤيـة الحقائق ، عن رؤية وجهنا الذي يمثل جانب العدل والدفاع عن النفس ، ووجههم الذي يمثل جانب الظلم والإرهاب'.



* ' أن الجانب الذي يقف فيه حامل السلاح هو الذي يميز الثائر والإرهابي ، فمن يقف في جانب قضية عادلة ومن يقاتل من أجل حرية وطنه وإستقلاله ضد الغزو والإحتلال والإستعمار ، لا يمكن أن تنطبق عليه بأي شكل من الأشكال صفة الإرهابي وإلا أُعتبر الشعب الأمريكي حين حمل السلاح ضد الإستعمار البريطاني إرهابيا ! ، وإلا اعتبرت المقاومة الأوربية ضد النازية إرهابا! وأُعتبر نضال شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إرهابا!/ ويتابع / أن هذا هو الكفاح العادل والمشروع والذي يكرسه ميثاق هيئة الأمم والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، أما الذي يحمل السلاح ضد القضايا العادلة ، الذي يشن الحرب لإحتلال أوطان الآخرين ونهبهم وإستغلالهم وإستعمارهم ، فذلك هو الإرهابي وأعماله هي التي يجب أن تدان وينسحب عليه لقب مجرم حرب ، ذلك أن عدالة القضية هي التي تقرر عدالة السلاح ' .



المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:31 PM

(11)

·وأدرك ' عرفات ' حقيقة العدو وتحالفاته..،/ فكان الفدائي الجريء وهو يتبنى رأي الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وتنظيم الصاعقة وغيرهم / إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على أي بقعة أرض ينسحب عنها العدو أو يتم تحريرها، لقد قرأ أعداءه وكبيرهم بن غوريون وهو يقول معللاً قبوله لِمشروع الإيرل بيل للتقسيم عام 1937 ..'لن أرفض ما يعطونني.. ولن أتنازل عما لي، وهذا ليس نهاية المطاف بالنسبة لنا' ، ولازال لسان حاله يكمن في قراءته لما جاء في 'الألياذه والأوديسا'/من أسطورة حصان طروادة، ويكرر قوله محذراً 'القلاع لا تسقط إلا من داخلها'..، ولهذا يدخل قلعة العدو/دوماً.

·وإستطرد في قراءاته وإدراكه، بعد أن وضعت 'الحرب الباردة' أوزارها فلقد وضعت على كاهل فلسطين وعلى كاهله، الكثير من تبعات المرحلة القادمة بدون مقدمات..، وبقى يرفع 'السبابة والوسطى -بشارة النصر – v '، ويؤكد بتفاؤليته المنقطعة النظير.. إغراق مترع في أعماق التفاؤل الإيجابي، وكأنه يصرخ مكرزاً في البرِّية 'يا جبل ما يهزك ريح'، وينظر للأمام.. فكأن كل منا يرى النور متوهجاً في نهاية النفق، ونُسرع الخطى معه لنساعده، وهو يأخذ بيد ذاك الشبل وتلك الزهرة، ليرتقوا بإسناده الشخصي المباشر أسوار القدس، ومآذن المساجد وجرسيات كنائس/ القدس..، ليرفعوا العلم الفلسطيني وهو علم الثورة العربية الكبرى، ولم تُبقْي عليه إلا فلسطين..، عرف 'عرفات' هدفه.. منذ أيامه الأولى.. وسلك طريقه كالسهم.. لا يعبأ بالفذلكات الكلامية من هذا الأخ أو ذاك الرفيق..، المهم/ كي يتمكن من إحراز نقاط التراكم الذي توصله للمقياس الجديد .. ليتمكن أخيراً..هو أو أحد أبنائه أو أحد أحفاده المناضلين من رفع علم الإستقلال الوطني للدولة وغرز هذا العلم في عمق وعلى كل تراب فلسطين.

المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:32 PM

(12)

·لم يأبه 'عرفات' للغمز في جانبه أو اللمز في شخصه سياسياً، عرف حجم 'كم وكيف' المؤامرة..ومضى في حقل الألغام العشوائي الدولي..،لا يلوي على أمر جانبي هنا أو هناك..بل يمضي قُـدماً لإنجاز ما إنطلق من أجله أصلاً شاباً يافعاً.. وقائداً ميدانياً يتنقل بين أرباع فلسطين الأربعة على قدميه قائداً لدوريات قتالية خلف خطوط العدو..، والآن'القائد الرمز' 'كبير القوم' بإختصار- شديد 'الختيار' بكل ما تعني الكلمة من معان ومن قيم.

·ويرتحل رحلة الشتات ويعود على رأس السلطة ، ويتم انتخابه رئيسا للسلطة وبنسبة الثمانينات في المائة .. وليس كغيره في المنطقة أو دول الجنوب . ويقبل بسلام الشجعان ويسعى جاهداً له ، لما يحقق من حقيقة الجغرافيا ويرفض إستسلام الجبناء لما يمثل من تنازل عن التاريخ وكذا الجغرافيا . وتكون لا – كبيرة في القمة الثلاثية في كامب ديفيد' 2 ' .. رافضا التنازل عن أم القضايا قضية اللاجئين ورافضا التنازل عن تاج القضية الفلسطينية – القدس - .



تُرسم حدود المرحلة لإستثنائه .. ولكنه يستثني من إستثناه في هذه المرحلة .. يموت الموت بين يديه .. ويُحاصَر ويُدَمَر مبنى قيادته في رام الله .. ولم يعد يفصل بين (صلعته ) وبين فوهات سبطانات مدافع دبابات جيش العدوان من شيء .. إنها تحك صلعته .. ولكنه يقاوم ولن يستسلم أبداً ..، وقال في حصاره مقولته التي تليق به ، والتي ذهبت مثلاً ، ويرددها شعبنا وأمتنا وأمتنا وأحرار العالم ( يريدوني إما أسيراً وإما طريداً وإما قتيلاً ، أنا بأَقُـلهم شهيداً .. شهيداً .. شهيداً ) . وكما النصر معقوداً على جبين الخيول الأصيلة .. فإنه معقود على جبين الختيار مهما طال وعثاء القتال والحصار فإنها لثورة حتى النصر.

المفتش كرمبو 11 - 11 - 2011 04:40 PM

رائع كل ماقيل ولكن الأروع هذا الولاء من شعب لم يتنكر لقائد ثورته بعد القتل
رائع هذا الوفاء جيل بعد جيل يتوارث حب واخلاص فكر وثوره

ألا يتساءلون لم كل هذا الحب لهذا القائد ؟
ألا يتساءلون لم كل هذا الولاء حتى بعد القتل ؟
ألا يتساءلون ؟؟؟؟
هنا وقع الحب والإخلاص كان بنكهة الحريه دون خوف دون سجن ولا سجان دون الإلتفات خلفا الى ماوراء الحيطان

ابو فداء 12 - 11 - 2011 02:13 PM

أخي المفتش
كتبت فأبدعت
مقالات جميلة جداً ولكن لا تتعمق كثيراً فهناك من يتربص وقد تتهم بأنك قلم مأجور مثل ما أتهمت أنا
أو أنك تكتب ما يستفز مشاعر الأخوه عن فلسطينيتك
عاش قلمك
عاشت فلسطينيتك
دمت أخ


الساعة الآن 05:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى