منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   حصاةٌ مِن هيكلِ ميشيل حدّاد الشّعريّ المُقاوِم! (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=18523)

المفتش كرمبو 18 - 9 - 2011 08:40 PM

حصاةٌ مِن هيكلِ ميشيل حدّاد الشّعريّ المُقاوِم!
 
1919 وُلد ميشيل حدّاد في مدينةِ النّاصرة، و1936 أنهى فيها دراستَهُ الابتدائيّةَ والثّانويّة.
1937 ابتدأ العملَ في التّدريسِ في مدينة الرّملة، فغزّة، فالقدس فالنّاصرة.
1944 عملَ على تأسيسِ فرقةِ مسرحٍ في فترةٍ مبكّرةٍ مِن حياتِنا الثّقافيّة، وأقامَ معرضاً للرّسم.
1947 حصلَ على دبلوم كلّيّةِ الصّحافةِ المصريّةِ بالانتساب، وشهادةَ تدريس الفنون الجميلة.
في زمن الانتدابِ ساهمَ بتحريرِ بعضِ المنابرِ الأدبيّةِ والبرامج الإذاعيّةِ، وعملَ مُحرّراً في مجلّةِ الذخيرة، ومحرّراً في برامجِ دارِ الإذاعةِ الفلسطينيّةِ ومحطّةِ "الشّرق الأدنى"، وأصدرَ مسرحيّة "ظلام ونور" مع الشّاعر جمال قعوار، ونشرَ مجموعةً مِن المختاراتِ القصصيّة، تحتَ عنوان "أقاصيص مِن هنا وهناك".

1954 أصدرَ مجلّة "المجتمع" الشّهريّة حتى 1959، ثمّ جدّدها بعدَ تقاعدِهِ 1979.
أقامَ عدداً مِنَ الورشاتِ الأدبيّةِ، لتشجيع المواهبِ الشّابّةِ في حقلَي الكتابةِ والفنّ، كما عملَ على تأسيسِ "جمعيّة أصدقاء مستشفى النّاصرة"، وعلى إنشاء كلّيّةٍ عربيّةٍ في النّاصرة.
1955 أسّسَ باسْمِ مجلّةِ المجتمعِ وكُتّابها أوّلَ رابطةٍ لشعراءِ العربيّةِ في البلاد.
1955 أوّل مَن أصدرَ مجموعةً شعريّةً للشّعراء الشّباب، بعنوان "ألوانٌ مِن شِعرِ العربيّة في (إسرائيل)".
1969 أصدرَ "الدّرج المُؤدّي إلى أغوارنا"، عن دار النّشر العربيّ، والّذي أثارَ اهتمامَ النّقّادِ والمَحافل الأدبيّةِ، لمواضيعِهِ الغنيّةِ وأسلوبِهِ الفنّيِّ المتميّز، وكلّها قصائد نثريّة.

1972 أصدرَ "اقترابُ السّاعاتِ والأميال" عن دارِ النّشرِ العربيّ، وقصائدُ الدّيوانِ جميعُها تلتزمُ التّفعيلة.
1973 أصدرَ "ألفُ ليلةٍ عصريّة" عن دارِ الشّرق، وجميعُ القصائدِ نثريّة.
1974 منحتْهُ جامعةُ "أيوا" الأمريكيّة شهادةَ شرفِ الزّمالةِ الأدبيّةِ، بعدَ اشتراكِهِ في برنامجِ الكتابةِ العالميّ. 1975 أصدرَ مجموعةَ "أن تسأل" عن مطبعةِ الحكيم، جمعَ فيهِ بينَ القصائدِ النّثريّةِ وقصائدِ التّفعيلةِ، والقصائدُ البرقيّاتُ القصيرة، كما أنّهُ أصدرَ العديدَ مِن قصصِ الأطفالِ معَ غيرِهِ مِنَ الأدباء.
1976 أصدرَ "هأنذا أيّها السّيّد" عن مجلّة الشّرق، تتكوّنُ مِن خمسة أقسامٍ رئيسيّة، الأربعةُ الأولى منها قصائدُ نثريّة قصيرة، أمّا قصائدُ القسم الخامس فهيَ استجلاءاتٌ غنائيّةٌ مبنيّةٌ على إيقاعٍ موزون.
1979 أصدرَ "إلى أين أيّها الفرح" عن دار الأسوار، يضمُّ بعضَ القصائدِ النّثريّةِ، وكثيراً مِن قصائدِ التّفعيلة، وعدداً مِنَ القصائدِ البرقيّات.
1979 أصدرَ "غرّةٌ على جبينِ الصّبا"، مجموعةٌ شعريّةٌ لعددٍ مِن شعرائِنا ورسّامينا الشّباب.
1982 / اشتركَ في كتابةِ مسرحيّة "مداسُ الطّنبوريّ" التي عُرضتْ بنجاحٍ في مدارسِنا العربيّة.
1984 أصدرَ "أرصفةَ الحُرّيّة" عن دار المشرق.


المفتش كرمبو 18 - 9 - 2011 08:41 PM

1985 أصدرَ "في النّاحيةِ الأخرى" عن دار المشرق، يضمُّ ستّاً وثلاثينَ قصيدة نثريّة قصيرة، باستثناء قصيدة "أقدام ناصعة" بخمس صفحات، وقصيدة "إلى ليلى" موزونة تلتزمُ التّفعيلة، كما أنيطَ بهِ رئاسةَ تحريرِ مجلّة الشّرقِ الأدبيّةِ الفصليّة.
1987 أصدرَ "ملء الصّمت" عن دار المشرق، وانتخبَتهُ رابطةُ الكُتّاب والأدباء الفلسطينيّين في البلاد أوّلَ رئيسٍ فخريٍّ للرّابطة، بعدَ اشتراكِهِ في تأسيسِها.
1988 اشتركَ في مؤتمرِ الشّعرِ العالميِّ روتردام في هولندا.
1989 أصدرَ "عودةُ العاشقِ إلى أغوارِهِ" عن دار المشرق.
1990 أصدرَ "القوارير" عن مؤسّسة المجتمع.
1990 أصدرَ "مِن ذكرياتي" عن رابطةِ الكُتّاب الفلسطينيّين.
1992 أصدرَ "شاعرٌ في مرآةِ النّقد" مراجع عن دائرة الثقافةِ العربيّة/ مطبعة دار المشرق.
1994 أصدرَ "نسيمٌ في طيّاتِ العاصفة" عن دائرةِ الثّقافةِ العربيّةِ ومجلس الفنون والآداب.
1996 أصدرَ "في أجواءِ النّغم"، عن دائرةِ الثّقافةِ العربيّةِ والمجلسِ الشّعبيّ للثّقافةِ والفنون/ مطبعة
1997 أصدرَ "أبحثُ عن حُرّيّتي" إصدار مديريّة الثّقافة العامّة/ مطبعة الحكيم.

يُعتبرُ ميشيل حدّاد رائدَ حركةِ الشّعرِ الحديثِ في البلادِ، وتُرجمَ شعرُهُ إلى عدّةِ لغاتٍ، فحصلَ على عددٍ مِنَ الجوائزِ الأدبيّةِ والفنّيّة، واشتركَ في ندواتٍ ومؤتمراتٍ أدبيّةٍ مَحلّيّةٍ وعالميّة، وقَدّمَ لكثيرٍ مِنَ الشّعراءِ مجموعاتِهم الشّعرية، وأصدرَ مجموعتيْن شعريّتيْن لأكثرَ مِن ستّينَ شاعراً مَحلّيّاً، وأصدرَتْ لهُ بالعبريّة دارُ النّشر المعروفة "هكيبوتس همئوحاد" مجموعةً شعريّة، قدّم لها البروفيسور ساسون سوميخ بعنوان "تراكمات".


المفتش كرمبو 18 - 9 - 2011 08:42 PM

الأسلوبُ واللّغة والبناء:

كتب الشّاعر طه محمّد علي عام 1969 تقديماً لمجموعة "الدّرج المُؤدّي إلى أغوارنا: (1)
"أنتَ هنا أمامَ حشدٍ مِنَ الصّورِ الحيّةِ المُعبّرةِ، الّتي تُؤلّفُ بينَ الرّؤيا والأبعادِ الفكريّةِ والإنسانيّة، فتجعلُ العملَ الفنّيَّ كلاًّ متناسقاً".
لقد استخدمَ الشاعرُ أساليبَ تعبيريّةٍ متنوّعة؛ كأسلوبِ الحوار، السّرد، الخطاب، المناجاة، بلغةٍ نثريّةٍ شعريّةٍ بعيدةٍ عن الوزن والقافية، وباسترسالِ تداعياتٍ تُحلّقُ في فضاءٍ شاسعٍ مِنَ أفكارٍ وخواطرَ ومعانٍ لا تكلُّ، إذ اتّكأتْ على جنونِ خيالٍ خصبٍ في تركيبِ عباراتٍ مُبطّنةٍ بالاستعاراتِ والمجازيّةِ، مشحونةٍ بالرّمزيّة، تتضمّنُ إيحاءاتٍ مبتكرةً وإشاراتٍ صادمةً بمُفارقاتِها، تنوءُ بإيماءاتٍ تستثيرُ الدّهشةَ والغرابةَ بتخيّلاتِها، ولم يتوانَ في تجييرِ التّراثِ والموسيقا وثقافتِهِ الإنجيليّةِ والأسطوريّةِ والألفاظِ الشّعبيّةِ، في تفجيرِ آهاتِ الحروفِ الموجَعةِ بصرخاتٍ إنسانيّةٍ مكتومةِ الدّويّ، في خضمّ صخبِ الكبتِ والظّروفِ الصّعبةِ والصّوت المقموع!

نسيجُ كلِّ قصيدةٍ قائمٌ بذاتِه متماسكُ الخيوطِ والعضويّةِ بعمقِ رؤيتِهِ، وذاكَ ينبعُ مِن ثقافةِ الشّاعرِ حدّاد الفكريّةِ والوجدانيّةِ والفنيّة، فالصّورُ تتلاحقُ متسلسلةً، وقد تبدو اللّغةُ مفكّكةً متهافتةً في بعضِها أحياناً، أو يكتنفُها غموضٌ شفّافٌ، إلاّ أنّ أغوارَها متعدّدةُ الأبعادِ والمستوياتِ الدّلاليّة، تحملُ نفَساً شعريّاً واحداً متآلِفاً مُتناسقاً بانسيابيّة، تتواترُ وتتواشجُ فيهِ لغةُ الحنينِ والشّجن، وتُشيعُ نغمةَ أسًى وحزنٍ في القلب، بعزفٍ إبداعيٍّ راقٍ يصبو إلى قمّةِ الحُلمِ بالوطن.

الشّاعرُ ميشيل حدّاد كشاهدِ عيانٍ على أهمّ الأحداثِ السّياسيّةِ والتّاريخيّةِ المريرةِ في بلادِنا، نراهُ بوعيِ مُحترفٍ يُحفّزُ الحواسَّ الحالمةَ، ويَزحَفُ صوْبَ نزعتِهِ الثّوريّةِ الهادئةِ السّاخرة، ليُؤجّجَ في عينِ قارئِهِ الحادّةِ دهشةً وحشيةً ثاقبةَ التّأويل، مِن خلالِ تجلّياتِ قصائدِهِ، الّتي يبدو عنفوانُ حروفِها التّثويريّةِ هوساً جامحاً، يَعصى تفكيكُ شحناتِهِ المُكبّلةِ، لأنّها تستوعبُ الكونَ بتناقضاتِهِ اللاّمتناهية.

يقول البروفيسور سوسون سوميخ في مقالتِهِ "الميزاتُ الشّعريّةُ في قصائدِ ميشيل حدّاد"، المُوثّقة في كتاب "الشّاعر في مرآةِ النّقد": (2)
"نلمحُ بينَ السّطورِ وبعدَ الانتهاءِ مِن قراءةِ القصيدةِ الواحدةِ أموراً غيرَ مفهومةٍ، تفسّرُ جوَّ السّذاجة، وتدعونا إلى التّأمّلِ والتّساؤلِ، هل هذه السّذاجة حقيقيّةٌ فعلاً، أم هي آيرونيّة؟ وسرعانَ ما يتّضحُ لنا أنّ عالمَ ميشيل حدّاد ليسَ بسيطاً أبداً، وصيغتُهُ الشّعريّةُ أبعدُ ما تكونُ عن السّطحيّة".

ويقولُ أحمد حسنين في مقالتِهِ "الشّخصيّاتُ الأربعُ في شِعرِ ميشيل حدّاد": (3)
"أنا أعترفُ أنّ ميشيل حدّاد شاعر يُدير لكَ ظهرَهُ، ولا تستطيعُ أن تُديرَ لهُ ظهرَكَ لأيّ شيءٍ يكتبُهُ، إلاّ على سبيلِ المكابرةِ البلهاء فقط".
ألعلّ هذه الشّهاداتِ مُجرّدُ كلماتِ تشويقٍ، تُدخلُكَ إلى حوّامةِ الحذرِ والارتياب، أم إلى كهوفِ الاستكشافِ استزادةً في حبِّ الاستطلاع في حلّ ألغازِها؟


المفتش كرمبو 18 - 9 - 2011 08:43 PM

كيفَ للقارئِ أن يستشفَّ أدغالَ الصّورِ الشّعريّةِ الضّبابيّة، كثيفة البواطن، والضّوءُ خافتٌ؟
يقول نعيم عرايدي في خلاصةِ مقالتِهِ "حبُّ الحياةِ والخوفِ مِنَ الموت": (4)
"هذا ما حاولتُ أن أقنعَ بهِ في دراستي لأدونيس، كانَ شعرُهُ حتّى أغاني مهيار الدّمشقي وبعدَ مجموعتِهِ الأولى مجرّدَ تأمّلاتٍ وليستْ شعراً، وهكذا بالنّسبةِ لميشيل حدّاد، فهو شاعرٌ كبيرٌ في أعماقِهِ، إلاّ أنّهُ لم يستطعْ تجسيدَ شاعريّتِهِ بقصائدَ تتفاعلُ معَ القارئِ العربيِّ ذاتِ التّطلّعاتِ والآمالِ الخاصّةِ به، الّتي تبحثُ عن مَعبَرٍ لها، إلاّ أنّ شيئاً واحداً لا نستطيعُ إنكارَهُ، هو وجودُ مقاطع كثيرة في قصائدِ ميشيل حدّاد المنثورة مليئة بالشّاعريّة، وهي تصلحُ لأن تكونَ قصائدَ مستقلّةً ذات أبعادٍ عميقة"، و"إنّ هاجسَ الخوفِ مِنَ الموتِ هو المُحرّكُ الأساسيّ، وهو الطّابعُ الغالبُ على شعرِ حدّاد".

قالَ د. عبد اللّطيف البرغوثي: (5)
"إنَّ قصائدَ هذا الدّيوانِ النّثريّةِ الّتي رأى فيها الشّاعر سميح القاسم ثلاثةَ محاور، هي الطّفولة والخوفُ والشّعور بالغبن، إنّما تدورُ في الواقعِ مِن حيثُ المضمون حولَ موضوعٍ واحد كبير، هو مجابهةُ النّفس كما يوحي العنوان"!
ويأتي رأيي على خلافِ ما سبق، إذ إنّ مضامينَ ومواضيعَ ميشيل حدّاد قد تبدو للقارئِ العاديِّ أنّها تحملُ الطّابعَ الشّخصيّ، إلاّ أنّها تتألّفُ مِن قضايا شعريّةٍ كبيرةٍ مصيريّةٍ، معظمُها ينحو باتّجاهِ نتوءاتٍ تاريخيّةٍ مهمّةٍ تحملُ جراحاتِ وأزماتِ الوطنِ، ومنعطفاتٍ مفصليّةٍ في ملامح حياةِ الشّعب الفلسطينيّ المقهور، فتعكسُ حالةَ التّمزّقِ الفلسطينيِّ والعربيّ بمآسيهِ وتخبّطِهِ، وضياعِهِ وأحلامِهِ المنزلقةِ على مدارجِ الخيباتِ، ويتغلغلُ عبقُ روائحِها الإنسانيّةِ حائراً في معنى الوجودِ، متراوحاً بين كينونةِ الإنسان وصيرورتِهِ في الزّمكان!

لماذا لجأ الشّاعرُ ميشيل إلى الشّعرِ في عُمرِ الخمسين؟
يجيب محمّد علي سعيد في مقالتِهِ "قراءةٌ في شِعرِ ميشيل حدّاد": (6)
"لأنّهُ رأى النّهايةَ والقبرَ، وهو الحدّ المادّي الفاصل بين الدّنيا والآخرة، فخافَ مِن المستقبل الّذي يتمثّلُ فيهِ الموت، وعندها نظرَ إلى الوراءِ وهربَ إلى الماضي، ليستمدَّ لذّةً مِن هناك، وبدأ يغرفُ مِن مخزونِ ذكرياتِهِ، مِن صورِ الطّفولة وشقاوةِ الصّبا وحماسِ الشّباب، فأوجدَ لنفسِهِ ملاذاً وبديلاً مِن المستقبل الّذي يُمثّلُهُ الموت، وخلقَ لنفسِهِ عالماً آخرَ مِن الماضي الجميل الدّافئِ والزّاهي الألوان، ليستطيعَ تحسينَ حياتِهِ للاستمتاعِ أو للتّحمّل"؟

ونتساءل هنا: لماذا اختارَ قصيدةَ النّثر بالذّات؟
يجيبُ محمّد علي سعيد في مقالته "قراءة في شعر ميشيل حداد": (7)
"أمعنَ شاعرُنا النّظرَ في حركةِ الشّعر المحلّيّ، فوجدَها متأخّرةً عن زميلاتِها في العالم العربيّ، فأخذ على عاتقِهِ مهمّةَ الأخذِ بيدِها والسّيرِ حثيثاً نحوَ الأفضلِ والأصدق، وهو يعرفُ بأنّ المُهمّةَ صعبةٌ، وكثيرة هي حجارة الطّريق وحُفرُها وقطّاعُها"!

أمّا د. حبيب بولس فيقول في مقالته "ميشيل حداد والتجربة التي لاتنتهي": (8)
"أدباؤُنا آثروا الحداثة لا هرباً مِن واقعٍ، وإنّما لأنّهم رأوْا فيها ذاتَهم، ولأنّها تُعبّرُ عمّا يجولُ في خواطرِهم وأفكارِهم ومشاعرِهم وعن روحِ عصرِهم، أكثرَ مِن البُنى الشّعريّةِ الأخرى"!


المفتش كرمبو 18 - 9 - 2011 08:44 PM

وعلى كلّ حال، تتعدّدُ الرّؤى ووجهاتُ النّظر في شِعرِ حدّاد وأنماطِهِ وقوالبِهِ وتذوّقِه، وكُلٌّ بحسبِ فهمِهِ وإدراكِهِ وسِعةِ ثقافتِهِ يُدلي بقولِه.

وكتب د. رافع يحيى في مقالته "الرُّموزُ السّياسيّةُ في شِعرِ ميشيل حداد": (9)
"الحاضرُ والقوميّةُ يختبئانِ في قصائدِ ميشيل حدّاد، وفي بعضِ الأحيان تطفو على سطحِ القصيدة وتشكّلُ مركزها، نصطدمُ بالغموضِ الّذي يُعطّرُ قصائدَهُ، فهو يُعبّرُ عن أحاسيسِهِ في بعضِ الحالاتِ حيث نلمسُ الرّمزَ الصّريح".

وكتب غسّان كنفاني: (10)
"إنّ لمحمود درويش إنجازاتٍ مهمّةً في هذا النّطاق، ومُؤخّراً صدَرَ ديوانُ شعرٍ لشاعرٍ اسمُهُ ميشيل حدّاد بعنوان "الدّرج المؤدّي إلى أغوارنا"، وهو مجموعةٌ مِن قصائدِ النّثرِ المكتوبةِ جيّداً مِنَ النّاحيةِ الفنيّة، وتُوازي الجُهدَ المماثلَ الّذي يَظهرُ في الدّول العربيّة"!

وكتب محمّد علي سعيد: (11)
"ديوانُهُ الأوّلُ يحملُ عنواناً واضحاً "الدّرجُ المُؤدّي إلى أغوارِنا"؛ إلى أعماقِ وأبعادِ النّفسِ البشريّة، وهذا الدّرجُ يَحفرُهُ الشّاعرُ في أعماقِهِ وفي حِسّهِ".

مِن خلالِ هذه الرؤى ووجهاتِ النّظرِ، يطوفُ بي العنوانُ "الدّرجُ المؤدّي إلى أغوارِنا، في رحى سماواتٍ مِن التّساؤلاتِ النّائية؛ كيف يمكنُ أن يستشفَّ القارئُ الصّورَ المُبهمةَ الشّفّافةَ الّتي يرمي إليها الشّاعرُ؟
لماذا لم يستخدمِ الأدراجَ بصيغةِ الجمْعِ بدلاً مِن الدّرج المُفرد، طالما أنّ لكلِّ غورٍ درَجُهُ؟ أم أنّ هناكَ درجاً مُحدّداً يؤدّي إلى أغوارِنا جميعاً؟ ولو كانَ الحديثُ عن أغوارِ النّفسِ، ولكلِّ منّا أغوارُهُ، فهل الشّاعرُ ميشيل حدّاد مُخوّلٌ بأنْ يتحدّثَ عن أغوارِ نفوسِ البَشر؟ لمَ لا يتحدّثُ عن أغوارِهِ كفردٍ يعرفُ نفسَه؟ أم أنّ كلمةَ "أغوارنا" تحملُ دلالةً أخرى؟
ولماذا يعودُ الشّاعر العاشقُ عام 1989 إلى أغوارِهِ بعدَ عشرينَ عام، في كتابِهِ الشّعريّ الجديد "عودةُ العاشقِ إلى أغوارِهِ"؟

يقول الشّاعر سميح القاسم في مقالته "ميشيل حدّاد شاعراً وإنساناً: (12)
"جرى الحديثُ عن خمسة دواوين شعريّةِ لميشيل حدّاد، ولكنّني أرى أنّ هذا التّقسيمَ هو تقسيمٌ خارجيّ، إذ إنّ الشّاعرَ ميشيل حدّاد أصدرَ قصائدَهُ الّتي كتَبَها ضمنَ مجموعاتٍ خمس، وهي في الواقع مِن حيث الرّوحِ واللّغة والمضامين أشبهُ بديوانٍ واحدٍ، قُسّمَ إلى أجزاءٍ لاعتباراتٍ زمنيّةٍ فقط، ذلك أنّنا لا نستطيعُ أن نعتبرَ كلّ ديوانٍ مِن دواوين الشّاعرِ مرحلةً جديدةً في شعرِهِ، بل إنّها مواصلةٌ واستمرارٌ في الدّربِ الإنسانيّ الّتي يَسيرُها إنسانُ هذا العصرِ وهذا المجتمع"!

B-happy 19 - 9 - 2011 01:32 AM

هكذا يجب ان يتصرف الشاعر لكي يكون ناجحا برأيي
بعض حملة الاقلام لا لون لشعرهم ولا طعم ويصرون ان يكونوا شعراء غصب عن الشعر نفسه
ميشيل كاتب يستحق ان نقرأ عنه وله
مشكور يا مفتش كرمبو


الساعة الآن 07:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى