منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   من شعراء العصر الاسلامي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14710)

أوراق الزمن 24 - 3 - 2011 11:17 PM

من شعراء العصر الاسلامي
 
العصر الاسلامى

من العصر الاسلامى اخترت لكم

جرير

والفرزدق

قيس بن الملوح

كعب بن زهير

تعالوا معاّ فى قراءة عن شخصية شعرية هى جرير

***** جرير *******

جرير هو أبو حرزة جرير بن عطية اليربوعي التميمي (ت.110هـ) ينتمي إلى قبيلة كليب من بني تميم. ولد في اليمامة (في منطقة الرياض حاليا) في خلافة عثمان بن عفان و نشأ فقيرا يرعى غنيمات لأبيه ، إشتهر في المدح والهجاء توفي بعد موت الفرزدق بشهور سنة 110هـ. و قد بقي لبنيه أملاك في بلدة أثيثية (منطقة الوشم شمال غرب الرياض حالياً) إلى زمن ياقوت الحموي في القرن السابع الهجري.

كان من فحول شعراء الإسلام، وكانت بينه وبين الشاعر الفرزدق صولات وجولات، ولكنه رثاه بعد مماته.

من أشهر ما نسب إليه ما يلي:

إذا غَضِبَتْ عليكَ بنو تميم حَسِبْت الناس كلَّهُم غِضابا

وقوله في مدح عبد الملك بن مروان:

ألـَسْتُم خَيَرَ مَنْ ركب المطايا وأندى العالمين بطونَ راحٍ

وقوله في هجاء أحد خصومه:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُميرٍ فلا كعْبا بلغتَ ولا كِلابا



أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه

ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.

كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً ......... و ما الظنُّ إلاَّ مخطئٌ ومصيبُ

تَرَكْتُ عِيالي لا فَوَاكِهَ عِندَهمْ ............... و عندَ ابنِ سعدٍ سكرٌ وزبيبُ

تحنى العظامُ الراجغاتُ منَ البلى .............و ليسَ لداءِ الركبتينِ طبيبُ

كَأنّ النّساءِ الآسراتِ حَنَيْنَني........... عريشاً فمشي في الرجالِ دبيبُ

منعتَ عطائي يا ابنَ سعدٍ وإنما ........... سَبَقْتَ إليّ المَوْتَ وَهوَ قَريبُ

فانْ ترجعوا رزقي إلى فانهُ ....................... متاعُ ليالٍ والحياة ُ كذوبُ

**********************************************


ألســتم خـير مـن ركـب المطايـا
وأنـــدى العــالمين بطــون راح


ومن قوله يمدح عمر بن عبد العزيز
إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا
مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر

نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا
كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر


ومن أبياته التي تفرد فيها بالغزل وترنم بها المغنون:
إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور
قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا

يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به
وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا


ومنها أيضا قوله:
نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا
بــأعين أعــداء, وهــن صـديق

أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة
فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق


ومن قوله في الفخر:
إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم
حســبت النــاس كــلهم غضابـا


ومن قوله في الهجاء:
فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير
فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا


ومن قوله في التهكم:
زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا
أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع


توفي جرير في اليمامة عن 82 عاما. والجرير حبل يكون في عنق الدابة وقد سمته أمه جريرا لأنها رأت في نومها, وهي حاملة به, أنها تلد جريرا, فكان يلتوي على عنق رجل فيخنقه, ثم في عنق آخر, حتى كاد يقتل عدة من الناس. ففزعت من رؤياها وقصتها على معبر فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكون بلاء على الناس. فلما ولدته سمته جريرا وكان تأويل رؤياها أنه هجا ثمانين شاعرا فغلبهم كلهم إلا الأخطل والفرزدق. والخطفي لقب جده وهو السريع الخطى واسمه حذيفة. وكنية جرير أبا حرزة والحرزة خيار المال.

2 – ضربه في الأرض: ولمّا شبّت نيران التهاجي بينه وبين الفرزدق ترك اليمامة قاصداً البصرة بالعراق لعلمه أن اليمامة لا يمكنها أن توصله إلى ما كان يحب من شهرة ومال.
ومن العراق راح يضرب في الأرض إلى الحجاز فالعراق فالبحرين فاليمامة فدمشق فالرصافة,
منتجعاً ذوي السلطان, وافداً على الأمراء, وقد يكون أولهم يزيد بن معاوية ثم الحجاج ثم بشر
ابن مروان. ولقي لدى الحجّاج حظوة كبرى, وطارت مدائحه فيه. وقد تزوج الشاعر بعدة نساء يذكر منهن ثلاثاً في شعره وكان له عدّة أولاد أكبرهم ((حزرة)).
3 – في حمى الخلافة: اتصل الشاعر بعبد الملك بن مروان, وذلك أنه رأى الشعراء يتهالكون على أبواب الخليفة, وعلم من امر الأخطل ما هاج فيه الرغبة بمديح عبد الملك, علّه ينال منه ما ينال غيره من المال الوفير. فأقدم يساعده الحجّاج, إلا أنه لم يستطع الدخول على عبد الملك إلا بعد جهد, وذلك لأن الخليفة كان يرى في كل شاعر مضري حليفاً للزّبيرية . ولمّا مثل بين يدي عبد الملك أنشده قصيدته التي يقول فيها:
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا وأَندى العالَمين بُطونَ راحِ.
وعرّض بابن الزبير, فأجازه عبد الملك. وفي مجلس هذا الخليفة اجتمع بالأخطل وقد انتصر عليه الأخطل بقصيدته التي مطلعها ((خفَّ القطينُ.......)).
واتصل بالوليد بن عبد الملك ولقي لديه الحظوة التي كان يلقاها عند أبيه.



وفي ذلك العهد احتدم التهاجي بين جرير وعَدّي بن الرّقاع شاعر الوليد الخاص, وسبب ذلك تقدّم عدّي بن الرّقاع عند الوليد ثم ما كان من مُضريّة جرير وقحطانيّة عديّ.
وفي آخر عهد الوليد مات الحجّاج ففقد جرير بموته ركناً كان يعتمد عليه في العراق.
وعندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة مدحه جرير فلم يصله, وذلك أن ابن عبد العزيز كان رجلاً -على حدّ قول جرير- يقرّب الفقراء ويباعد الشعراء.
ولمّا تولّى الخلافة يزيد بن عبد الملك مدحه جرير كما قصد هشاماَ أخاه إلى الرصافة ومدحه.
4 – وفاة جرير: اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير, على أنه في الأغلب تُوفي سنة
733م/114هج, وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يوماً, وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.......
آثاره
لجرير ديوان طبعه محمد اسماعيل الصاوي سنة 1935 بالقاهرة, وقد اعتمد فيه على نسخة الإمام محمد بن حبيب الذي رواها عن محمد بن زياد الأعرابي عن عمارة بن بلال بن جرير, كما اعتمد على كتاب النقائض وعلى ما ورد في كتب الأدب أما أغراض شعر جرير فمرجعها إلى المدح والرثاء والفخر والهجاء والغزل..............
المدح عند جرير:
كان جرير في مدائحه لبني أمية مستجد وتكسبه صريح وتكسبه يملي عليه أساليب المدح ومعانيه وجرير من النوع الذي يعظم شأن ممدوحيه وقد قال في مدح عمر بن عبد العزيز:

إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر
نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر
الرثاء عند جرير:
ينقسم رثاء جرير إلى قسمان قسم خص به آل بيته والقسم الآخر خص به رجال الدولة.
ولما كان جرير رجل العاطفة الشديدة التأثر كان رثاؤه عاطفياً رقيقاً عذباً يؤثر في القلب.
وقد قام جرير برثاء الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة بعدما قال فيه الكلمات المرة على مر السنين ومما قال:
لتبك عليك الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق
فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
الهجاء عند جرير:
كان لجرير مقدرة عظيمة على الهجاء وكان ذا مقدرة غريبة على الهجاء المريروكان اسلوبه الخاص قائم على شدة اللذع والايلام .
وقد قام جرير بالتصدي لثمانين شاعراً حاولوا أن يهجوه وتغلب عليهم ولكنه لم يستطع التغلب على الفرزدق والأخطل لأنهما اجتمعا عليه في الهجاء.
لقد قام جرير بهجاء الفرزدق والأخطل وكان يعتمد في هجائه لهما على تتبع حياتهما وحياة ذويهما وكان يقوم بذكر ما يعير الفرزدق والأخطل وما يعير قبائلهم.
كم كان يشبههم بتشابيه كريهة ويعيرهم بعاداتهم وبقبائلهم.
ومن قوله في هجاء الفرزدق:
فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا
كما قال في هجاء الأخطل:
أليس أبو الأخيطل تغلبيّاً فبئس التغلبيّ أباً وخالا
كما كان جرير يجيد التهكم والسخرية في هجائه فيجعل المهجو من المضحكات ويصوره تصويراً ((كاريكاتورياً)) يبعث على الضحك وهذا مما يزيد من كلامه لذعاً وقد رأينا هذا الأسلوب واضحاً في هجائه للفرزدق والأخطل.....
ومن قوله في التهكم:
زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع
الفخر عند جرير:
كان الفخر عند جرير شديد الصلة بالهجاء, فهو إذا هجا افتخر, وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه.
وكان جرير يفخر بنفسه وبشاعريته ثم قومه وإسلامه.
ومن قوله في الفخر بقومه:
إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا
ومن قوله في الفخر بدينه أمام الأخطل:
إن الذي حرم المكارم تغلباً جعل الخلافة والنبوة فينا
ومن قوله في الفخر بقوة شاعريته :
أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون له الرقابا
الغزل عند جرير:
مزج جرير في غزله بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيمين العذريين, فهو يصف المرأة بما سبق إليه الشعراء من أوصاف, ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحزنه وحرمانه, وعن نزعات الفؤاد وخلجاته.
كما كان جرير رجل فن في الغزل وفنه قائم بنوع خاص على الموسيقى اللفظية, فهو يجمع إلى الرقة والعذوبة أنغاماً مطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه, ومن حسن اختيار بحوره وقوافيه, ومن تكرار بعض الألفاظ للمقارنة أو الطباق أو غير ذلك.....
وكان غزل جرير غزلا العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق ولين, يزخر بالألفاظ الموسيقية العذبة.وهو غزل يخلو من البذاءة والقَصص الغرامي الفحش, وتُلمس فيه نزعة الشاعر الدينية.
ومن شدة إبداع جرير بالغزل فقد صنف علماء اللغة والشعر العرب بيت جرير التالي بأنه أغزل بيت شعر قيل في العرب:
إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا
يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا
كما قال أيضاً في الغزل:
نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق
أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق
كما أن جرير كثيراً ما يسحر في غزله بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه:
يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانية وحبذا ساكن الريان من كانا
شاعرية جرير وفنه
جرير من النفوس ذات المزاج العصبي, وذات الطبع الناعم الرقيق. ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ,فقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء والنسيب.
فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير, وهي عنده تطغى على العقل والخيال, ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه, فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش, وتستفزه كل المؤثرات العاطفية.
وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فيّاضة, فكان شعره يفيض عن طبع غني وغزير حتى قيل: ((جرير يغرف من بحر, والفرزدق ينحت من صخر)) فهو لا يجهد في شعره ولا يعمد إلى البحث والتنقيح كالأخطل ولا إلى النحت كالفرزدق, بل يسيل شعره سيلاناً في سهولة تمتد بامتداد قصائده الطويلة, وفي خفّة ولباقة تعبير, وموسيقى لفظية أخّاذة, ووضوح.
ولكن هذه السهولة في النظم وهذا الفيضان عرّضا جرير للوقوع في الأخطاء أحياناً كثيرة, فهو دون الأخطل والفرزدق جزالة وقوة. ولكن سهولته هي التي عملت على جمال وشهرة شعره أكثر من غيره.
وجرير, وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة, لم يسلم أحياناً من الصنعة وتطلّب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظيّة......
************************
وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام, وأشد فتنة وأقل صنعاً للمنتوجات البيانية, وأغنى قريحة, وأرق عاطفةً ولفظا, وأوضح كلاماً, وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالاً وتفكيراً وجزالةً



من قصائده

حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
أنا الموتُ الذي آتى عليكم
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ
عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب
أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،
ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب
هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ
أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ
أمّا صُبَيْرٌ فإنْ قلّوا وَإنُ لَؤمُوا،
لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً

لو كنتُ في غمدانَ أو في عماية َ
لَستُ بمُعطي الحكم عن شَفّ منصبٍ
تُكَلّفُني مَعيشَة َ آلِ زَيْدٍ،
إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ
غضبت طهية ُ أنْ سببتُ مجاشعاً
ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ
يا طعمَ يا ابنَ قريطٍ إنَّ بيعكمُ
أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ
يَقولُ ذَوُو الحُكومة ِ مِنْ قُرَيشٍ:
أليسَ فوارسُ الحصباتِ منا
أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ
ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
تَضِجُّ رَبْداءُ مِنَ الخُطّابِ،
قالَ الأمِيرُ لعبد تَيْمٍ: بِئسَما
أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي

أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
ما أنتَ يا عنابُ منْ رهطِ حاتمٍ
سُربِلتَ سرْبالَ مُلكٍ غيرَ مُغتَصَبٍ
ألَم تَرَني حَزَزْتُ أُنوفَ تَيْمٍ
يا دارُ أقوتْ بجانبِ اللببِ
كَأنّ نَقيقَ الحَبّ في حَاويائهِ،
تُعَلّلُنَا أُمعامَة ُ بالعِداتِ،
تروعنا الجنائزُ مقبلاتٍ
فَلا حَمَلَتْ بَعدَ الفَرَزْدَقِ حُرَّة ٌ
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ
هَاجَ الهَوى َ لفُؤادِكَ المُهْتَاجِ،
قد أرقَصَتْ أُمُّ البعَيثِ حِجَجَا
أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح
أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ


حيو أمامة وأذكرو عهداّ مضى ............قبل التصدع من شماليل النوى

قالت بليت ماتراك كعهدنا ...................ليت العهود تجددت بعد البلى

أأمام غيرنى وانت غريره ....................حاجت ذى أرب وهم كالجوى

قالت أمامة مالجهلك ماله ....................كي الصبابة بعدما ذهب الصبا

ورات امامة فى العظام تحنيا ................بعد استقامته وقصراّ فى الخطا

ورأت بلحيته خضاباّ راعها ....................والويل للفتيات من خضب اللحى

وتقول انى قد لقيت بلية .....................من مسح عينك مايزال بها قذى

لولا بن عائشة المبارك سيبه .................ابكى بنى وامه طول الطوى

ان الرصافة منزل لخليفة ........................جمع المكارم والعزائم والتقى



أوراق الزمن 24 - 3 - 2011 11:18 PM

الفرزدق


الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد التميمي أبو فراس. من سلالة مضر بن نزار ولقبه الفرزدق، ومعناها الرغيف، لقب بذلك لجهامة كانت في وجهه، وقيل لقبح ودمامة، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق

شاعر اموي مشهور, ولد في كاظمة في الكويت "حاليا" عام 38هـ سنة 641 م .نشأ فيه البصرة و نبغ في الشعر منذ صغره من شعراء الطبقة الأولى من الأمويين، ومن نبلاء قومه وسادتهم، وابن سيدهم على الإطلاق، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وجده صعصعة كان محيي الموؤودات في الجاهلية. وكان كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر

تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.

تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي سنة 732 م.

هو أحد أهم شعراء عصر بني أمية. ونظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح. مدح الخلفاء الأمويين بالشام, ولكنه لم يدم عندهم لتشيعه لآل البيت. كان معاصرا الأخطل ولجرير الشاعرأيضا, وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها, وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، ولجرير فيه رثاء جميل. كانت له مواقف محمودة في الذود عن آل البيت، وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا, كان غالب شعره فخرًا, ويقول أهل اللغة: "لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية". كان مقدما في الشعراء, وصريحا جريءً، يتجلى ذلك عندما حج هشام بن عبد الملك و طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى الحجر السود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام، فنصب له كرسي وجلس يرقب الناس ومعه جماعة من أعيان الشام. فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السلام فطاف بالبيت ، فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر، فقال رجل من أهل الشام لهشام: "من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟"، فقال هشام : " لا اعرفه." مخافة أن يرغب فيه أهل الشام. وكان الفرزدق حاضرا فقال: " أنا أعرفه" ثم اندفع فأنشد ميميته المشهورة :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت و العجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق و الشيم
حمال اثقال اقوام إذا افتدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال لا قط ألا في شهادته لولا التشهد كانت لاءه نعم
عم البرية بالإحسان فانقشعت عنها الغياهب و الإملاق و العدم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يغضي حياء ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم
بكفه خيزران ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذغ ما جاء يستلم
الله شرفه قدما و عظمه جرى بذاك له في لوحه القلم
أي الخلائق ليست في رقابهم لأولية هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت عنها الأكف و عن إدراكها القدم
من جده دان فضل الأنبياء له وفضل أمته دانت له الأمم
مشتقة من رسول الله نبعته طابت مغارسه و الخيم و الشيم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم منجى و معتصم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء و مختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد جودهم ولا يدانيهم قوم و إن كرموا
هم الغيوث إذا ما ازمة أزمت و السد اسد الشرى و البأس محتدم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم سيان ذلك إن أثروا و إن عدموا
يستدفع الشر و البلوى بحبهم و يسترب به الإحسان و النعم

فما كان من هشام إلا أن حبسه حتى إستطلقه منه الإمام علي زين العابدين فأطلقه. وأرسل الإمام له بصلة فردّها بأدبٍ مبينا أنه ما مدحه لأجل الصلة يعود له الفضل في احياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:

إذا مت فابكيني بما أنا أهله فكل جميل قلته فيّ يصدق
وكم قائل مات الفرزدق والندى وقائلة مات الندى والفرزدق



كان متعصباً لأهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، شديد التشيع لهم ، مجاهراً بحبهم ، معلناً له .

كان أول من رسم النحو ، حيث تعلم ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) .

و للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها ما روي ـ من عدة طرق ـ أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .

فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟

فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .

فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :

القصيدة الفرزدقيّة العلويّة :

هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ * هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ

هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ * بِجَدِّهِ أنْبِياءُاللَّهِ قَدْ خُتِموا

هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وطْأَتَهُ * و الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ و الْحِلُّ و الْحَرَمُ

مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ * و فَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ

وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ * ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ

أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ * جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ

مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ * طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ

يَنْشَقُّ ثَوْبُ‏ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ * كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ

إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها * إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ

يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ * فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ * رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ

كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما * يَسْتَوْكِفانِ و لا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ

سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ * يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ و الْكَرَمُ

حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا * حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ

لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ * رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ

عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ * عَنْهاَ الغَيابَةُ و الْإِمْلاقُ و الْعَدَمُ

يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ * عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ و الْعَجَمُ

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ و بُغْضُهُمُ * كُفْرٌ و قُرْبُهُمُ مَنْجى و مُعْتَصَمُ

إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ * أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ ‏الْأرْضِ‏ قِيلَ هُمُ

لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ * و لايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ و إِنْ كَرُموا

هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ * و الْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى و الْبَأْسُ مُحْتَدِمُ

لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ * سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا و إِنْ عَدِموا

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ و الْبَلْوى بِحُبِّهِمُ * و يُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ و النِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ * في كُلِّ بَدْءٍ و مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ

يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ * خِيمٌ كرِيمٌ و أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ

أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ * لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ

مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا * فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ

ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .

فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان [4] ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .


أوراق الزمن 24 - 3 - 2011 11:19 PM

قيس بن الملوح

مجنون ليلى
سنعرف بهذا الشاعر المجنون العاشق المحب المغرم لحد الجنون ..
هو قيس بن الملوح من بني عامر ..
.يسميه العرب الناطق الرسمي بأسم الحب ..
وهذا بعض اسطر من قصيدته الطويلة بليلى العامرية ..

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
------------يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا
ألا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
----------على شَجَني، وابْكِينَ مِثْلَ بُكائِيا
يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ
-----------فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا
تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
--------------غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا
وهو يكتب الشعر منذ صغره ولكنه لم يكن يفصح للناس لكي لا يكذبوه و كان يعشق ليلى أيضا منذ صغره كما قال :
عشقتك ياليلى وأنت صغيرة
-------------وأنا أبن سبع مابلغت الثمانيا

عرف ابوها باشعاره فحرم عليه رؤية ليلى او الاقتراب من مضاربها واجتهد ليزوجها ويرتاح من عار اشعار قيس فيها.
وقد عاش قيس بقية حياتة مطروداً من مضارب بني عامر وكان وحيداً يسكن الصحراء مجنوناً هائما في حبه ..
لـ ليلى
أما عن قصة وفاته .. فهي أحزن من كل شيء ..وهذه هي كما رواها أحدى شيوخ بني مره :

يقول الرواة أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس . يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامريه أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا :
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس .. ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه .

ولكن مات قيس ولكن أخباره لم تمت وهذه بعض منها :

عندما أخذه والده إلى الكعبه لعله يشفى من حب ليلى :
روي أن اليوم الذي حصل فيه اليقين، وقع في ثلثاءٍ يوافق العشرين من ذي الحجة في عامٍ صادفت وقفته يوم جمعة، فاجتمع يومها من الخلق ما لم يجتمع في حج من قبل وهو حج جفل منه قيس عندما أخذه والده إلى الكعبة بنصيحةٍ من الناس لعل الله يشفيه من ليلى قيل فلما طلب منه والده أن يتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله الفرج، وقف قيس في نهدةٍ من الأرض صارخاً في البيت وأهله (اللهم زدني لليلى حباً وبها كلفاً ولا تنسني ذكرها أبداً ولا تشغلني عنها)
فبوغت أبوه، والتفتت إليه الجموع مستغربةً مستنفرةً، فمثل هذا دعاء لم يعهدوه ولم يسمعوا بمثله في هذا الموقف، فاستكبره جمهور رأى فيه بوحاً لا يليق واستهتاراً لا يسكت عنه، فشخصوا حول قيسٍ وتناهبوه، وهو يردد الدعاء ذاته، لا يغير فيه إذا لم يزد وأبوه يذود عنه مسترحماً معتذراً متعذراً بجنونٍ ألم بولده لفرط العشق لكنهم لايسمعون إليه، حتى أوشكوا عليه وفيما هو محمول يخرجونه من الحرم، ينقذونه ودمه يغسل الطريق، كان يردد بصوتٍ واهنٍ، لا يكاد يسمع : (ها أنت سمعت ها أنت رأيت)

ولما رجع قيس إلى قومه، شاع ما فعله في البيت، فوصل الخبر إلى ليلى، وشاقها أن تجتمع به، فأرسلت تدعوه، فطار إليها يريد أن يصدق وعندما دخل عليها كان محتقنا

أول من ذكر كلمة الحب ..قيس ؟؟؟..
هاج به الشوق ذات ليلٍ، فخرج ميمماً دارها، مثل ذئبٍ يتبع عطر قرينته، يجد في السعي ويلهج باسمها ويتهدج بآخر ما قاله فيها من الشعر، يتلو صلاةً كمن يقصد الفجر قبل أوانه، وأخذ يطوف حول خبائها حتى استفرد بكوةٍ تفتحها له كلما جنت إليه، فدفع خرقة الكوة وكانت ذراعاها في لهفة، وهمس لها أن تقول له الكلام ارتعشت أعضاؤها تنثر كبداً فراها العشق وصعد منها الزفير الأعظم امتدت له كالجسر، وسمع في جسدها غرغرة زجاجةٍ تمنح ماءها، فكان لها الإناء تسكب ويشرب، وكلما قال لها زيدي تزيد وعرقها يتفصد والخباء تنداح أستاره وأسنحته مثل ريحٍ وهو يقول زيدي فتزيد والعرق بينهما ينضح وأوتاد الخباء تتأرجح مثل إعصارٍ يتشبث بالمزق لئلا تنهار وهو في حال الإناء يفيض ويستفيض والزبد يجلل أعطافهما فتصيبهما الإنتحابة فتكون قالت له الكلام كله وقد سمعه ويكون نال متعةً يغتر بها العاشق وتاجاً تتيه به الملوك ثم قالت له : (وأنت، ما تقول في هذا الليل الذي يطول ) فقال لها (الحب)
وكان أول عاشقٍ يكتشف هذه الكلمة، وقيل اخترعها، وذهبت في لغة العرب دالةً على وصف ما لايوصف من خوالج الناس، ولم يدركوا كلمةً بعدها على هذا القدر من الجمال أما ليلى فإنها بعد أن سمعت الكلمة أغمي عليها، ولم تفق حتى يومنا هذا ويروى أن اسمها امتزج بليل المحبين الذي يطول فتتأجج فيه شهوة العشاق ويتفجر جنونهم، وقيل إنه ليل لا نهاية له فذهبت ليلى مثلاً أكثر مما ذهب قيس .

قصيدته المشهوره في ليلى..!!
تَذَكَّرْتُ ليلى والسّنينَ الخَوالِيا
وأيّامَ لا نَخْشى على اللّهوِ ناهِيا

ويومٍ كَظَلِّ الرُّمْحِ، قَصَّرْتُ ظِلَّهُ
بِلَيْلى، فَلَهَّاني، وما كنتُ لاهِيا

(بثَمْدِينَ) لاحَتْ نارُ ليلى، وصُحْبَتي
(بذاتِ الغَضَى) نُزْجي المَطيَّ النّواجِيا

فقالَ بَصيرُ القَوْمِ أَلْمَحْتُ كَوكباً
بَدَا في سَوادِ اللَّيلِ فَرْداً يَمانِيا

فقلتُ له: بل نارُ ليلى تَوَقَّدَتْ
(بِعَلْيا)، تَسامى ضَوْؤُها، فبَدَا ليا

فليتَ رِكابَ القومِ لم تَقْطَعِ الغَضى
وليتَ (الغضى) ماشى الرّكابَ لياليا

فيا لَيلَ كمْ مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إذا جِئْتُكُمْ باللّيلِ لم أدرِ ما هِيا

خَليلَيَّ إنْ لا تَبْكِيانِيَ أَلْتَمِسْ
خَليلاً إذا أَنَزَفْتُ دَمعي بَكى ليا
فما أُشْرِفَ الأَيْفاعَ إلاّ صَبَابَةً
ولا أُنْشِدُ الأشْعارَ إلا تَداوِيا

وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتيتَينِ بعدما
يَظُنَّانِ كلَّ الظَّنِّ أن لا تَلاقِيا
%%%
لَحا اللهُ أَقْواماً يقولونَ: إنّنا
وَجَدْنا طَوالَ الدّهْرِ لِلحُبِّ شافِيا

خَليلَيَّ، لا والله،ِ لا أَمْلِكُ الذي
قَضى اللهُ في ليلى، ولا ماقَضى ليا

قَضاها لِغَيْري، وابْتَلاني بِحُبِّها
فَهَلاّ بشَيءٍ غيرِ ليلى ابْتَلانِيا

وخَبَّرتُماني أنّ (تَيْماءَ) مَنزِلٌ
لليلى إذا ما الصّيفُ ألْقى المَراسِيا

فهذي شُهورُ الصّيفِ عنّا قد انْقَضَتْ
فما لِلنَّوى تَرْمي بليلى المَرامِيا

فيا ربِّ سَوِّ الحُبَّ بيني وبينها
يكونُ كَفافاً لا علَيَّ ولا ليا

فما طَلَعَ النّجمُ الذي يُهْتَدى بهِ
ولا الصّبحُ إلاّ هَيَّجا ذِكْرها ليا

ولا سِرْتُ مِيلاً مِن دِمَشقَ ولا بَدا
سُهَيْلٌ لأهلِ الشّامِ إلاّ بَدا ليا

ولا سُمِّيَتْ عندي لها مِن سَمِيَّةٍ
مِن الناس ِ إلاّ بَلَّ دَمْعي رِدائِيا

ولا هَبَّتِ الرّيحُ الجَنوبُ لأرضِها
مِنَ الليلِ إلاّ بِتُّ للرّيحِ حَانِيا

فإنْ تَمْنَعوا ليلى و تَحْموا بلادَها
عليَّ، فلنْ تَحْموا عليَّ القَوافِيا
%%%
فأشْهَدُ عندَ اللهِ أنّي أُحِبُّها
فهذا لها عِندي، فما عندها ليا

قضى اللهُ بالمَعْروفِ منها لغيرنَا
وبالشّوقِ منّي والغرامِ قضى ليا

وأنّ الذي أمَّلْتِ يا أمَّ مالكٍ
أشابَ فُوَيْدي واسْتَهامَ فُؤادِيا

أعُدُّ اللّيالي ليلةً بعد ليلةٍ
وقد عِشْتُ دهراً لا أَعُدُّ اللّياليا

وأَخرجُ مِن بينِ البُيوتِ لعَلّني
أُحَدِّثُ عنكَ النّفسَ بالليلِ خالِيا

أَراني إذا صَلَّيْتُ يَمَّمْتُ نَحْوها
بِوَجْهي، وإنْ كانَ المُصَلّي وَرَائِيا

وما بِيَ إشراكٌ ولكنّ حُبَّها
وعُظْمَ الجَوى، أَعْيا الطَّبيبَ المُداوِيا

أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسْمَها
أو اشْبَهَهُ، أو كانَ مِنهُ مُدانِيا

خَليليَّ (ليلى) أكبَرُ (الحَاج) والمُنى
فَمَنْ لي بليلى، أو فَمَنْ ذا لها بِيا

لعَمْري لقد أَبْكَيْتِني يا حَمامَةَ الـ
ـعَقيقِ وأبكَيْتِ العُيونَ البَوَاكِيا

خَليلَيَّ ما أرجو مِنَ العَيشِ بعدما
أرى حاجَتي تُشْرى ولا تُشْتَرى ليا

وتُجْرِمُ ليلى ثمّ تَزْعُمُ أنّني
سَلَوْتُ، ولا يَخْفى على الناسِ مابيا

فلَمْ أَرَ مِثْلَيْنا خَلِيلَيْ صَبابَةٍ
أَشَدَّ على رَغْمِ الأعادي تَصافِيا

خَليلانِ لا نَرْجو اللّقاءَ، ولا نَرى
خَليلَيْنِ إلاّ يَرْجُوانِ التَّلاقيا

وإنّي لأسْتَحْيِيكِ أنْ تَعْرِضَ المُنى
بَوَصْلِكِ أو أنْ تَعْرِضي في المُنى ليا

يقولُ أُناسٌ علَّ مَجْنونَ عامِرٍ
يُريدُ سُلُوّاً، قلتُ أَنّى لِما بِيا

إذا ما اسْتَطالَ الدّهرُ يا أُمّ مالِكٍ
فَشَأْنُ المَنايا القاضِياتِ وشَانِيا

إذا اكْتَحَلَتْ عيني بِعَيْنِكِ لم تَزَلْ
بِخَيْرٍ، وجَلَّتْ غَمْرَةً عَن فُؤادِيا

فأنتِ التي إنْ شِئْتِ أَشْقَيْتِ عيشَتي
وأنتِ التي إن شِئْتِ أَنْعَمْتِ باليا

وأنتِ التي ما مِنْ صَديقٍ ولا عِداً
يرى نِضْوَ ما أَبْقَيْتِ إلاّ رَثى ليا

أَمَضْروبَةٌ ليلى على أنْ أَزُرَها
ومُتَّخَذٌ ذَنْباً لها أنْ تَرانِيا

إذا سِرْتُ في الأرضِ الفَضاء رَأَيْتُني
أُصانِعُ رَحْلي أنْ يَميلَ حِيالِيا

يَميناً إذا كانتْ يَميناً، وإنْ تَكُنْ
شِمالاً يُنازِعُني الهوى عن شِمالِيا

وإنّي لأسْتَغْشي وما بيَ نَعْسَةٌ
لعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلْقى خَيالِيا

هيَ السِّحرُ إلاّ أنّ للسِّحْرِ رُقْيَةً
وإنّيَ لا أَلْفي لها الدّهرَ راقِيا

إذا نَحْنُ أَدْلَجْنا وأنتِ أمامَنا
كَفى لِمَطايانا بذِكْراكِ هادِيا

ذَكَتْ نارُ شَوْقي في فُؤادي فأَصْبَحَتْ
لها وَهَجٌ مُسْتَضْرَمٌ في فُؤادِيا

ألا أيّها الرّكْبُ اليَمانُونَ عَرِّجوا
علينا فقد أمسى هوانا يَمَانِيا

أُسائِلُكُمْ هلْ سالَ (نَعمانُ) بَعْدَنا
وحُبَّ إلَيْنا بَطْنُ نُعْمانَ وادِيا

ألا يا حَمامَيْ بَطْنِ نَعْمانَ، هِجتُما
عليّ الهوى لمّا تَغَنَّيْتُما ليا

وأبْكَيْتُماني وسْطَ صَحْبي، ولم أَكنْ
أُبالي دموعَ العينِ لو كنتُ خالِيا

ويا أيّها القُمْريَّتانِ تَجاوَبا
بِلَحْنَيْكُما ثمّ اسْجَعا عَلِّلانِيا

فإن أنتما اسْتَطْرَبْتُما، أو أَرَدْتما
لَحَاقاً بأطلالِ (الغضى) فاتْبَعانِيا

ألا ليتَ شِعْري ما لِلَيلى وما ليا
وما للصِّبا من بعد شَيْبٍ عَلانِيا

ألا أيها الواشي بليلى، ألا تَرى
إلى مَن تَشيها أو بِمَن جِئْتَ واشِيا

لئنْ ظَعنَ الأحْبابُ يا أمَّ مالِكٍ
فما ظَعَنَ الحُبُّ الذي في فُؤادِيا
%%%
مُعَذِّبَتي، لولاكِ ما كنتُ هائماً
أبيتُ سَخينَ العينِ حَرَّانَ باكِيا

مُعَذّبتي، قد طالَ وَجْدي وَشَفَّني
هواكِ، فيا للنّاسِ قَلَّ عَزائِيا

وقائلَةٍ وارَحْمَتا لِشَبابِهِ
فقلتُ: أَجَلْ وارَحْمَتا لِشَبابِيا

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا

ألا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
على شَجَني، وابْكِينَ مِثْلَ بُكائِيا

يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ
فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا

تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا
%%%

فيا رَبِّ إذ صَيَّرْتَ ليلى هيَ المُنى
فَزِنِّي بِعَيْنَيْها كما زِنْتَها ليا

وإلاّ فَبَغِّضْها إليّ وأهْلَها
فإنّي بليلى قد لقيتُ الدّواهِيا

على مِثلِ ليلى يَقْتُلُ المَرْءُ نَفسَهُ
وإنْ كنتُ مِن ليلى على اليأسِ طاوِيا

خَليلَيَّ إنْ ضَنُّوا بليلى، فقَرِّبا
لي النّعْشَ والأكْفانَ، واسْتَغْفِرا ليا

رحم الله قيس وأدعوا الله عز وجل أن يعوضه عن اّلامه فى حب ليلى بالاّخرة خير العوض

لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم



أوراق الزمن 24 - 3 - 2011 11:20 PM

كَعبِ بنِ زُهَير
? - 26 هـ / ? - 646 م
كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب.
شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية.
ولما ظهر الإسلام هجا النبي http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif، دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فعفا عنه النبي http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif، وخلع عليه بردته.
وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.



ورث موهبة الشعر عن والده فهو شاعر موهوب ابن شاعر فحل اجمع النقاد والأدباء على انه من اعظم شعراء عصره.
إنه كعب بن زهير، أبوه زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الكبير الذي كان شعره موضع التقدير في عصره وما بعد عصره، وكان عمر بن الخطاب لا يقدم شاعرا على زهير، وكان يقول: اشعر الناس الذي يقول: ومن ومن ومن، مشيرا بذلك إلى مجموعة من الحكم في معلقة زهير المشهورة بدأ كلا منها بكلمة “من” مثل قوله:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
وإن يرق أسباب السماء بسلم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويذمم

ولقد كان طبيعيا أن تكون نشأة كعب في أحضان والده الشاعر الكبير ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، سببا في أن ينظم الشعر وهو صغير، كما أثرت هذه النشأة في أخيه “بجير” الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه.

إسلام كعب

ولإسلام كعب قصة ترويها كل كتب التاريخ العربي وتراجم الأدباء العرب فعندما جاء الإسلام اسلم بجير، وبقي كعب على وثنيته، ووقف في الجبهة المعادية للرسول ولرسالته وللمؤمنين به، ولم ينج بجير بسبب إسلامه من لسان كعب، فهجاه لخروجه على دين آبائه وأجداده ورد عليه بجير وطالبه باتباع طريق الهدى لينجو بنفسه من نار جهنم، لكن كعباً عاند وظل على وثنيته إلى أن فتحت مكة فكتب إليه بجير يخبره بأن الرسول قد أهدر دمه، وقال له: “إن النبي قتل كل من آذاه من شعراء المشركين وإن ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربا، وما أحسبك ناجيا، فإن كان لك في نفسك حاجة فأقدم على رسول الله http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا”، وعندما قرأ كعب كتاب أخيه ضاقت به الدنيا، وأشفق على نفسه، فلجأ إلى قبيلته مزينة لتجيره من النبي فأبت عليه ذلك، وعندئذ استبد به الخوف وأيقن انه مقتول.

الشاعر والرسول

يقول الشاعر الإسلامي صلاح الدين السباعي: في تلك اللحظات العصيبة شاءت إرادة الله أن يشرح قلبه للإسلام فاتجه إلى المدينة ونزل على رجل يعرفه من جهينة، فأتى به الرجل إلى المسجد، ثم أشار إلى رسول الله قائلا: “هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه” فتلثم كعب بعمامته، ومضى نحو الرسول حتى جلس بين يديه، ووضع يده في يده، ثم قال: “يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما، فهل أنت قابل منه إن جئتك به” قال رسول الله: “نعم”، وعندئذ كشف كعب عن وجهه وقال: “أنا يا رسول الله كعب بن زهير” وما إن قال ذلك حتى وثب عليه رجل من الأنصار قائلا: “يا رسول الله دعني وعدو الله اضرب عنقه”، فقال الرسول: “دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا”، وبين يدي الرسول وقف كعب ينشد لاميته الرائعة “بانت سعاد” فأعجب بها الرسول وكافأه عليها حيث كساه بردة كانت عليه، ويروى أن معاوية قد اشترى هذه البردة من أبناء كعب بعشرين ألف درهم وان الخلفاء من بعده كانوا يلبسونها في العيدين.

والقصيدة التي أشاد بها النقاد والأدباء في كل العصور تعتبر من افضل ما قيل في مدح الرسول http://vb.we3rb.com/images/smilies/w...alla-allah.gif وهي تتكون من ثلاثة أجزاء بدأها بالحديث عن رحيل محبوبته سعاد ومدى غرامه بها فيقول في بدايتها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا اغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكى قصر منها ولا طول

وبعد أن يعدد الشاعر أوصاف محبوبته بأسلوب عف كريم ويعبر عن حزنه لرحيلها عن الديار يدخل في الجزء الثاني من القصيدة فيتحدث عن وصف الناقة التي حملته، وبعد أن يستوفي وصف الناقة يخرج منه الى الجزء الثالث والأخير من القصيدة فيشير إلى انه سينطلق بهذه الناقة إلى الرسول بعد أن تخلى عنه أصدقاؤه فقال:

وقال كل خليل كنت آمله
لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم
فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول

وبعد ذلك وصل كعب بن زهير إلى غايته وهي الفوز بعفو رسول الله وتأكيد إيمانه به وبرسالته، حتى إذا مدحه بعد ذلك كان مطمئنا إلى أن مديحه سيكون مقبولا عند رسول الله، ومن اجل تحقيق ذلك حرص كعب على أن يصور مدى ما في نفسه من هيبة من رسول الله، كما حرص على أن يتنصل من كل ما اغضب عليه الرسول مؤكدا توبته وإيمانه.

ولذلك حشد كعب كل طاقته الشعرية ودفع بها في طريق تحقيق هذا الهدف ووظف كل ما يمتلك من أدوات فنية للوصول إلى ما يريد، فالمسألة مسألة حياة أو موت.

وواصل كعب إلقاءه للقصيدة فقال:
أنبئت أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول

وظل يعتذر ويقدم المبررات ويناشد الرسول عدم تصديق ما نقله عنه أهل الوشاية إلى أن قال:

إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول

حكمة أصيلة

وإلى جانب هذه القصيدة الشهيرة التي حققت له شهرة كبيرة فإن لكعب بن زهير إنتاجا شعريا متنوعا جمع بعضه أو معظمه في ديوان يحمل اسمه، أما موضوعات شعره فهي كغيرها من موضوعات الشعر الجاهلي، تتراوح بين الفخر والمدح والهجاء والرثاء والغزل والوصف وبعض الحكم، لكن النقاد يفرقون في شعره بين اتجاهين متباينين لأن إسلام كعب قد غير في نهج شعره وأمده بكثير من الصور، ورقق ألفاظه ومعانيه حيث كان كعب في الجاهلية يميل إلى الشدة والتقعر وخاصة في وصف الصحراء وحيوانها، بينما بعد الإسلام نراه كما يقول النقاد يميل إلى إرسال الحكمة والى الابتعاد عن الموضوعات الجاهلية.

يقول محمد علي الصباح في كتابه “كعب بن زهير: حياته وشعره”: الحكمة في شعر كعب ليست أمرا طارئا عليه أو هي مستبعدة من أن تصدر عن مثله، فهو ابن زهير بن أبي سلمى الشاعر الذي زخرت معلقته بكثير من المواعظ والحكم، فليس غريبا أن يشتمل ديوان كعب على حكم كثيرة مبثوثة هنا وهناك في ثناياه، وأكثرها يمثل مقطوعات صغيرة مستقلة يبدو عليها اثر الإسلام واضحا، إذ استفاد كعب من تعاليم دينه ولذلك فإن إنتاجه بعد إسلامه كان مشبعا بتعاليم المدرسة الإسلامية فحين يقول كعب:

لو كنت اعجب من شيء لأعجبني
سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها
والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل
لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

فالتعاليم الإسلامية في هذا الشعر واضحة كل الوضوح وهي تشعرنا كيف يسلم كعب بقضاء الله وقدره، كما تشعرنا بمدى تغلغل الإسلام في روح كعب ونفسه، والذي استطاع أن يقضي فيها على نزعاتها الجاهلية ويحول نقمتها على الحياة إلى أمل، بعطاء الله وفرج قريب من رحمته الواسعة.

وهكذا نرى كعبا في كل أشعاره الحكيمة يستمد زادها من الإسلام حيث يوكل أمره إلى الله الذي وحده يتكفل بالعباد، ويمن عليهم بالرزق والنعمة والأفضال، يقول كعب:

أعلم أني متى ما يأتني قدري
فليس يحسبه شح ولا شفق
بينا الفتى معجب بالعيش مغتبط
إذ الفتى للمنايا مسكم غلق
والمرء والمال ينمي ثم يذهبه
مر الدهور ويفنيه فينسحق
فلا تخافي علينا الفقر وانتظري
فضل الذي بالغنى من عنده نثق
إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا
ومن سوانا ولسنا نحن نرتزق

ففي هذه الأبيات يقترب كعب من أن يكون واحدا من زهاد المسلمين الذين كانوا يكرهون أن يفكر الشخص منهم في رزق غد، بل كان منهم من يرى أن ذلك خطيئة لا تغتفر لأن رب العباد متكفل برزقهم، وليس عليهم إلا أن يسلموا أمرهم له فهو القادر على أن يرزقهم وسواهم من الناس قاطبة.

ويمضي كعب في أشعاره الحكيمة محملا لها ما شاء من تعاليم الإسلام التي تدعو إلى التوكل على الله في كل أمر والسعي الدائم الذي لا يقعد المرء عنه خوفاً من أذى أو مكروه، لأن كل شيء يحدث للمرء بمشيئة من الله وأمر من قضائه العادل.



--------------------------------------------------------------------------------

قصيدة كعب بن زهير في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

--------------------------------------------------------------------------------


بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّهاصَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لايُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاّغُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْم مُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكوم مُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْهاومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها *** عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ *** ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً *** لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ *** وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً *** كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ *** وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ *** قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها*** لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها *** مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ *** إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ *** لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ


أرب جمـال 25 - 3 - 2011 12:23 PM



أبو جمال 26 - 3 - 2011 01:52 AM

بارك الله بك اوراق الزمن على اثراء القسم بهؤلاء الشعراء

بانتظار المزيد من مواضيعك

hakimnexen 26 - 3 - 2011 12:16 PM

يعطيڪَ العافيه..

ذووق بإختيارڪَ..

ڪَلمات راقت لي كثير ..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

أوراق الزمن 17 - 4 - 2011 11:23 PM

مشكورين على المرور
تحياتي لكم ارب وابو جمال وحكيم

أوراق الزمن 13 - 3 - 2012 09:22 PM

مشكورين على مروركم واسعدتني ردودكم
تقبلوا فائق الود والتحية
#cc##cc#


الساعة الآن 12:57 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى